خطبة الجمعه 22-09-2006
السيد علي رافع

إنهم يقولون نفس القول لأنهم لم يفكروا في معنى الصلاة، وفي كل ما أمر به الدين من منطلق أنه يجب أن يكون لهم مفهوم فيه ينسجم مع ما يقبله العقل، بل أن كل إنسانٍ عليه ألا يقوم في أمرٍ إلا إذا قبله عقله، بشكلٍ ما وبصورةٍ ما. لا نقول أن العقول متساوية أو متكافئة، ولكن نقول أن كل إنسان عنده قدرٌ من الفهم والإدراك عليه أن يقوم بتفعيل هذا الإدراك والفهم فيه، ومن هنا نقول أن الإسلام هو منهج وليس شكل، هو منهجٌ يقوم على احترام الإنسان وما أعطى الله الإنسان وما أنعم الله به على الإنسان ، الإنسان الذي يقدر الله هو الذي يقدر عطاء الله له، وهو الذي يقدر نعم الله عليه، وأول هذه النعم هي عقله، لا يتركه جانباً لا ينحيه جانباً، فهو محاسبٌ على ما يدرك، و الحساب هو القانون الطبيعي الذي كشف الله لنا إياه في رسائله السماوية، من أن الإنسان هو نتيجة عمله وأنه يكتب على لوحه بقلمه بما يفكر ويفعل، وبما ينوي ويشعر، بكل خلجةٍ من خلجات صدره، وبكل لمحةٍ من لمحات فكره، وبكل نبضةٍ من نبضات قلبه، ومن كل خطوةٍ تحطوها قدماه، ومن كل فعلٍ تؤديه يداه، ومن كل نظرةٍ تنظر بها عيناه، ومن كل كلمةٍ تسمع لها أذناه، وأعطي له الاستغفار والمغفرة والرجوع والتوبة حتى يستطيع أن يكمل طريقه، بل علمه أنه يوم يكتشف خطأً خطأه، خطأً فعله، خطأ فكر فيه، فإنه يوم يرجع إلى الله ويستغفر الله ويصلح ما أفسد فإن ذلك يكسبه قوةً في اتجاه الخير، وأن هذه هي الآلية التي يكسب بها الإنسان، "كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون"،"إن لم تذنبوا وتستغفروا لأتى الله بقوم آخرين يذنبون ويستغفرون فيغفر الله لهم".

0.65

خطبة الجمعه 25-12-1998
السيد علي رافع

إذا نظرت الى دينك، وجدت أن الله قد خاطبك في آياته، وخاطبك بلغتك وبقدرتك، كذلك فعل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. "أُمِرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم"، فجاءت الآيات لتبيِّن للإنسان قانون الحياة، وجاء حديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وفعله، ليوضح للناس كيف يسلكوا ويطبقوا هذه القوانين، فوجَبَ على الإنسان أن يفكر فيما أعطاه الله وفيما أمره به، وفيما يكَشف عنه، هذا البحث وهذا التأمل هو الذي يقوده الى الحقيقة التي يجب أن يلتزم بها، لذلك فإناَّ نقول دائما أن الدين منهج حياة، وليس شكلا وليس صورة، وهناك فارق كبير بين أن أفهم الدين كمنهج، وبين أن أفهمه كصورة جامدة، وآيات الحق تعلمنا أن الدين منهج، "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا(48)( سورة المائدة) وما معنى الشريعة إلا أنها منهج يسير الإنسان عليه، وأن أنظر الى الصوم كمنهج، يختلف أن أنظر إليه كصورة وكشكل، وأن أنظر إلى الصلاة كمنهج يختلف أن أنظر إليها كصورة وكشكل، وهكذا في كل الأوامر والنواهي، وكيف يكون الفرق في النظرة، وما هو تأثير النظرة والفهم على عمل الإنسان وسلوكه، إن الهدف الرئيسي الذي كشفه لنا دين الحق، هو شهادة لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله، والمنهج هو لنحقق هذا الهدف، وهذا ما نراه ظاهرا في دنيانا كعلاقة بين الهدف والمنهج، فكل عمل دنيوي، ونضرب هنا الأمثال والمثل ليقرب هذا الى أذهاننا، فالظاهر مرآة الباطن، أي عمل دنيوي تُريد أن تحققه، تضع الهدف الذي تريد أن تحققه في هذا العمل، تريد أن تبني بنيانا كبيرا أو تصنع آلة، أوتزرع أرضا، هذا هدف تريد أن تحققه، المنهج هو الأسلوب الذي سوف تحقق به هذا الهدف، لذلك وجَب عليك أن تتعلم العلوم التي لها علاقة بهدفك، وتضع خطة، توصلك الى هذا الهدف، في حياتك المعنوية هناك هدف واحد لوجود الإنسان على هذه الأرض، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)(سورة الذاريات) (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) ( سورة طه ) هدفك على هذه الأرض أن تكون عبدا لله.

0.47

خطبة الجمعه 28-05-2004
السيد علي رافع

إن ديننا يعلمنا منهجا في كل أمور حياتنا يجعلنا أكثر قربا من معاني الحقيقة فينا وليجعل كرتنا رابحة لنكون عبادا لله مدركين أن معنى العبودية لله هو في أن نتبع قانون هذه الحياة وأن نتعلمه وأن نتذاكره وأن نتدبره (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (20) (سورة العنكبوت) الدعوة الى البحث والمعرفة والى العلم موحودة في ديننا كمنهح لنصل به الى ما هو أفضل واقوم وأحسن. إن كل أمر أمرنا به هو منهح في واقع الأمر وليس محرد شكل فالأمر دائما هو أمر بمنهح ووسيلة وأداة وأسلوب وليس شكلا لذاته وليس صورة لذاتها وهذا هو التفسير المنطقي والطبيعي الذي يتسق مع ما جاء في آيات الحق وفي كل حديث لمصدر حقي فالصلاة منهج لأنها تغير الإنسان يوم يتعرض لنفحات الله. والحديث يقول (من لم تنهه صلاته فلا صلاة له) الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر (لعل صلاته تنهاه يوما) من هنا كانت الصلاة هي أداة لتغيير الإنسان والقيام بها هو منهج يرتضيه الإنسان ليغير بها ما فيه من ظلام وما فيه من ضلال وما فيه من غفلة الصوم منهج ضيقوا مسالك الشيطان بالجوع والعطش) جهاد النفس منهج أصيل في كل دين وكل رسالة سماوية (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183)(سورة البقرة) هكذا نتعلم في ديننا مجموعة من الأدوات ومن المناهج التي نُؤمر بها (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ (191) (سورة آل عمران) التفكر منهج أصيل هذه هي الله نعم على الإنسان وذكر نعمة الله هو في ممارسة ما أنعم به على الإنسان وحمد الله لنعمه هو في ممارسة الإنسان لهذه النعم وإستخدامها وما قول اللسان الحمد لله إلا تعبير عن أن ما نقوم في ممارسة ما أنعم به علينا أما قولنا لها بلساننا دون أن نمارس ما أنعم الله به علينا فهو نفاق وقول لا قيمة له ولا معنى له.

0.41

خطبة الجمعه 25-12-1998
السيد علي رافع

لذلك نجد أن أركان الإسلام تبدأ بهدفٍ أولها هدف نريد أن نحققه، والأربعة الأركان الأخرى هي وسائل نريد أن نحقق بها هذا الهدف. هي منهج، فالصوم منهج، بعض الناس يرى أن العبادات هي طاعات مجردة، وليست وسائل، والواقع أن معنى الطاعة، لا يؤدي الى إلغاء معنى الوسيلة، فأنت تطيع لأن في هذه الطاعة كسبك ولأن في هذه الطاعة طاعتك لقانون الحياة، وهذا ما نعرِّف به الإسلام دائما، فالإسلام أن تُسلِم لقانون الحياة، ونجد في حياتنا الظاهرة المثل ا لذي يوضح لنا ذلك، فالذي يعرف العلوم كلها، أو بمعنى أصح، الذي يعرف العلم الذي يناسب ما يهدِف إليه بقدر ما، يكون أفضل من الجاهل به، فحين يخضع الإنسان لأسباب الحياة وعلومها، فهو في طاعةٍ بقانون الحياة، وطاعته تؤدي به الى أن يكسب أكثر وأن يصل الى هدفه، أما إذا تمرد الإنسان على قانون الحياة، فكيف سيصل الى هدفه، يريد أن يزرع هل يستطيع أن يخترع قوانين أخرى لنمو ا لنبات وغذائه، إن طاعته لقانون الحياة هي التي تجعله قادرا أن يزرع زرعا، وأن يحصد ثمرا، لأنه عرف القانون، فالطاعة هنا، هي الطريق الوحيد الذي يسلكه الإنسان، ولا يجد أي إنسان عاقل غضاضة أن يخضع لقانون الحياة، وإنما يكون هدفه أن يبحث عنه وأن يتعلمه وأن يعرفه، هكذا العبادات التي أُمِرنا بها، فالصوم هو طاعة من الطاعات لقانون الحياة، الصوم هو أن تتجرد عن ذاتك أن تتجرد عن شهواتك، أن تُكبِر إرادتك، أن تُحيي حقيقتك، أن تعيش بقلبك، أن تعيش بروحك، أن تعيش بنورك، أن تعيش بأمانة الحياة فيك، أن تعيش بسر الله فيك، أنت تعيش بروح الله فيك، وأن تضع ذاتك جانبا، لتكون أهلا لرحمات الله ونفحاته، إنك لا تستطيع أن تُجابه ظلام نفسك، وأن تَقهر شيطانك، إلا بعون من الله، وبرحمة من الله، وبفيض من الله، وبنور من الله، وبقوة من الله، فرسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقول "كان لي شيطان ولكن الله أعانني عليه فأسلم فهو لا يأمرني إلا بخير" فكيف تكون أهلا لرحمات الله وأنت قابعُُ في ذاتك المظلمة، وأنت شهواتك النفسية المظلمة، كيف تكون أهلا لرحمات الله إلا بأن تَلقِي هذا الجلباب المظلم وتعيش مجردا، (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12)( سورة طه) " إن النعلين هنا ليس الحذاء إنما نفس الإنسان وظلامها، إنه منهج لو قمت فيه وفعلته لتغير حالك ولتغير قيامك، من صام رمضان قياما وإحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكيف يغفر ما يتأخر، لأنه أصبح في صِلة دائمة بالله وأصبح معرِّضا وجوده لنفحات الله، عرف يقوم في ذلك، فإذا عرف كيف يقوم في ذلك فلا يرجع عن ذلك، فكيف من ذاق العلاقة بالله، والتعرض لنفحات الله يرجع لذاته، إن ذنبه من ذلك هو ذنب من نوع آخر ومن شكل آخر، ولكن الآلية.

0.41

حديث الخميس 18-05-2000
السيد علي رافع

وهو أمر مستحب. لأنه يُكمل الصورة من جوانبها المختلفة. وليس المطلوب أن يفهم الناس جميعا فهما مكررا ونمطا ثابتا. وإنما الطبيعي أن يختلف الناس وأن يتفرد كل إنسان بفهمه. ولكن النقطة هي أن يكون هذا الفهم مبني على إستدلال سليم مما هو بين يدي الإنسان من مفاهيم وآيات وتعاليم مختلفة. وهذا ما يجب أن نكون عليه. فكما نتذاكر دائما ونتأمل في المنهج في الدين. فنقول أن الدين هو منهج قبل أن يكون شكل. طريق قبل أن يكون صورة معينة يقوم فيها الإنسان. أهمية المنهج هي أنها تؤدي الى الهدف الأسمى وإن إختلفت الطرق. ولكن المنهج واحد وهو إعمال ما أعطى الله الإنسان من طاقات وإمكانات. والتدبر فيما جاء به إليه. هنا الأمر القرآني في أول الدعوة وفي أول الآية بُلّغ بها رسول الله هو "إقرأ" لأن القراءة هنا هي قراءة الكون. والتعلم ما في الكون من آيات ومن مفاهيم. هذا الأمر هو تدبر بعد ذلك. وهو الربط بين معاني مختلفة حتى يصل الإنسان الى ما يجب أن يكون عليه. فإذا تأملنا في هذه الآية "إقرأ باسم ربك الذي خلق" فهنا إشارة الى الخالق. وإشارة الى أن يؤمن الإنسان ما أودع الله فيه من طاقة ومن سر.

0.37

خطبة الجمعه 23-10-2009
السيد علي رافع

وما كانت الديانات السماوية ، إلا كشفٌ لقانون الحياة ، الذي يُمَكِّننا من التعامل مع ما فينا من ظلام وما فينا من نور ، وخاطب الله الإنسان بما في الإنسان من سر الله ، فكان هذا السر في الإنسان فوق الظلام وفوق النور ، والأنا الذي استمع لقول الحق ، "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ "]الأعراف 172 [، الذي شهد هذه الشهادة هو معنى الحق في الإنسان ، هو سر الله في الإنسان ، هو المعنى الإلهي الذي استوى على عرش هذا الوجود الإنساني .

0.37

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.36

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 17-12-2003
السيد علي رافع

كما إستمعنا في الآيات التي ذكرت وهي موجهة بمعاني لنا جميعا وإن كانت موجهة الى الرسول عليه الصلاة والسلام إنما هو وكما نتعلم أن أي حديث موجه هو موجه للإنسان الطالب للحقيقة والباحث عنها فهنا كان الحديث عن ما يقوم به الإنسان ليتعرض لنفحات الله وليقترب من الحقيقة الكلية وبيعطي له في هذا المجال معنى قيام الليل ومعنى قراءة ما تيسر من القرآن ومعنى بعد ذلك أيضا الصلاة ومعنى الزكاة كل هذه المعاني هي في واقع الأمر ييؤمر بها الإنسان لأنها محاولة من الإنسان لآن يكون أكثر قدرة بعد هذه الحياة أن يستمر في رقيه وفي معراجه وهذا هو القانون الحقي الذي تكشفه الأديان والذي كان الرسول مثلا وقدوة لنا في إتباعه وهذا هو معنى العبودية لله الحقيقي لأن العبودية لله كما نتعلمها هي الإسلام والتسليم لقانون الحياة وإدراك أن هذا القانون هو السبيل الى الرقي والى الحياة الحقية فالإنسان أراد أو يشاء أن يتخذ الى ربه سبيلا فعليه أن يتبع القانون الإلهي في هذا المجال وفي هذا الدار الذي وضعه وكشفه الدين بالنسبة للإنسان وهنا حين نجد الآيات بتوضح أن مع فعل الإنسان ومع بذل الإنسان من جانبه أو مجاهدته لنفسه وذكره بقلبه وتعرضه لنفحات الله بعبادته إلا أن كل ذلك لا يكون إلا بأن يفهم الإنسان أن القضية هي رحمة من الله وأنه توفيق من الله أن يأخذ بيده ويخرجه من هذا الذي هو فيه وأنها ليست قضية ميكانيكية بأنه يفعل شكل معين أو صورة معينة فيكون بذلك قد حقق الهدف من فعله أو من عبادته زي ما بيتصور البعض ومن هنا بنجد أنه المعنى الذي أشار إليه الحديث أنه(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا(19)( سورة المزمل) ليس القضية قضية قهر يعني قهر على العبادة مثلا تصور القهرعلى العبادة أو القهر على أن يسلك مسلك معين ويتصور الإنسان أنه بيهدي الإنسان الآخر بذلك هذا لا يخلق إنسان صالح في واقع الأمر لأن في هذه الحالة هو بيخلق منافق فإذا كانت العملية هي عملية قوة من الحكومة مثلا أو من أي جماعة لقهر الناس علي أن يسلكوا مسلكا معينا أو أن يلبسوا لباسا معينا أو أن يقوموا في الصلاة بصورة معينة كل هذه المعاني هو يستطيع أن يفعل ذلك إذا أراد ولكن ما قيمة كل ذلك إذا كان الإنسان من داخله رافض لكل هذه الأمور وهو مقهور عليها ما هو تأثير الفعل الإنسان مقهور علي أن يفعل.

0.36

خطبة الجمعه 29-03-2002
السيد علي رافع

ويعتقدوا أنهم قد وصلوا وعرفوا دينهم يوم عرفوا شكلا يقوموه وصورة يعيشوها وقولا يرددوه دون وعي ودون فهم ودون عمق. هؤلاء فرطوا في ما وهبهم الله من نعمة العقل ومن نعمة القلب. إننا نردد دائما أن الدين هو منهج. هو شريعة. والشريعة هنا هي منهج. كلمة شريعة هي منهج هي أسلوب حياة. وليست مجرد شكل وليست مجرد صورة. وهي الجزء الخاص بقيام الإنسان على هذه الأرض في منهجه وهو يقوم على هذه الأرض. ماذا يفعل وماذا يقوم. الصلاة منهج قبل أن تكون شكلا. المنهج في الصلاة هو أن توصل بمصدر الحق. فهذا منهج. هذا أسلوب. قبل أن يكون أو قبل أن تكون الصلاة شكلا نقوم فيه بصورة معينه. لو نظرنا إلى كل أمر أُمرنا به وإلى كل نهي نهينا عنه. إلى كل عبادة نقومها لوجدناها منهجا قبل أن تكون شكلا وقبل أن تكون صورة. وهذا ما نتذاكر به دائما لنتعلم هذا الأسلوب. ونحن لسنا مع الذين يقولون أن عليك أن تتابع دون أن تعرف ودون أن تسأل بظن طاعة وإنما نقول أن علينا أن نتعلم دائما من كل أمر أُمرنا به. وإذا لم نكن نعلم فلنطلب العلم (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا(59) (الفرقان ) لأننا بعلمنا ولو قل نستطيع أن نستقيم في فعلنا.

0.35

خطبة الجمعه 09-07-2004
السيد علي رافع

المنهج يستلزم من الإنسان البحث الدائم والمحاولة المستمرة والتفكر الدائم في كيفية القيام بها وكل إنسان عليه أن يقوم بذلك فيصل الى صورة يعبر بها عن ذلك في صلاته المنسكية فإذا قام للصلاة إستحضر هذا المعنى الذي وصل إليه وحاول أن يجعل من هذه الصلاة المنسكية تعبيرا حقيقيا عن المنهج الذي فهمه ليس فقط كذلك وإنما يجعل مفهوم الصلاة في كل حياته.. فالصلاة هي دعاء عليه أن يدعوا الله دائما في كل حال من أحواله وفي كل مقام من مقاماته فتصبح الصلاة هي منهجه الذي يأخذ به قوة من الأعلى.. وتصبح مجاهدة النفس هو المنهج الذي يتبعه ليعرض نفسه لنفحات الله ويصبح سيره في الأرض باحثا متعلما متفكرا متدبرا هو المنهج الذي يطور به مفاهيمه في معنى وجوده وفي معنى حياته وفي أن يكون أداة خير لمن حوله ولنفسه أولا وهكذا نستطيع أن نعدد مناهج كثيرة في حياتنا أمرنا بها ديننا وعبر عنها من خلال الشريعة التي شرع لنا..

0.34