خطبة الجمعه 13-12-2002 السيد علي رافع إن أمتنا التي ننتمي إليها بأجسادنا وبوجودنا الأرضي تمر بمرحلة عصيبة. تختبر فيها إرادتها وتختبر في عقيدتها كما أنها تكشف عن الحال الذي صارت إليه وأصبحت عليه من ضعف وهوان لا تملك أمر نفسها وإنما يُفعل بها وأصبح البعض يرى في ذلك صراعا جديدا بين الغرب ومعتقداته وبين الشرق ودين الإسلام. وإن كان الذين يرفعون هذه الشعارات وهذه الصراعات لهم أغراض مظلمة دنيوية إلا أن هذا الذي يحدث هو رسالة لكل متأمل ومتدبر ليرجع مرة أخرى ويتفكر في إسلامه وفي عقيدته وفي دينه. إنه من الخطأ بمكان أن نعمم أي فكر على أنه الإسلام أو أن أي فكر على أنه اليهيودية أو المسيحية. فهناك رؤى متعددة لجماعات كثيرة بل أن كل إنسان قد يرى الأمور بصورة مختلفة. فالحقيقة أنه ليس هناك صورة واحدة أو مفهوم واحد وإنما هي مفاهيم متعددة وهذا ما جاءت به رسالة الإسلام لا على أنها بديل لكل المعتقدات بل لتوضح كيف تعيش كل هذه المعتقدات جنبا الى جنب وكيف يعيش الناس جنبا الى جنب وأن يكون تعاملهم أساسه الفهم المتبادل والتفكر والتأمل والتدبر وعدم التجمد في قوالب ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (13)(سورة الحجرات) (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ (28) ( سورة سباء) ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (48) (سورة المائدة) {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ (251)(سورة البقرة) فالتعدد هو السمة الغالبة على هذه الأرض. 0.78 |
خطبة الجمعه 13-12-2002 السيد علي رافع إن ما نراه اليوم في أرضنا من صراع يحلو للبعض أن يقول أنه صراع بين الغرب والإسلام. هي كلمة باطلة. إن ليس هناك مثل هذا الصراع. إن الإسلام ليس صورة جامدة يستطيع أي إنسان يقول هذا هو الإسلام وإنما يقول أن هؤلاء يطلقون على أنفسهم مسلمين. وقد يكون هذا الصراع مع هؤلاء. لأن الإسلام هو منهج وليس صورة. الإسلام هو منهج يصلح للغرب كما يصلح للشرق كما يصلح لكل مكان. لأن الإسلام هو قانون الحياة. الإسلام أكبر من أن يكون ضداً لدين أو لشكل أو لصورة فيها شيء من الصدق والحق (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا (48)(سورة المائدة) (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (183)(سورة البقرة) . فدعوة الإسلام الحقيقية هي دعوة للإنسان في كل مكان للتفكر والتأمل والتدبر وأن يراجع الإنسان نفسه حين يملّك في أمر (إِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) (58) سورة النساء) أن يحاول دائما أن يخرج من نظرته الضيقة لمصلحة عاجلة الى نظرة أوسع يرى فيها مصالح الناس جميعا. فالقضية إذن ليست في مفاهيم حقية أو قيم روحية إنما المشكلة في الناس يوم يطبقون هذه الأمور ويوم يعتقدوا أنهم يصلحون وهم يفسدون ويوم يطبق كل إنسان نظرته الضيقة ولا يرى غير نفسه. 0.3 |
خطبة الجمعه 16-07-2004 السيد علي رافع إن الأحداث التي تمر بها أمتنا ومجتمعاتنا ومنطقتنا هي أحداث فيها رسائل من الله لنقرأ فيها كيف يتباين البشر في معتقداتهم في ما يروا أنه الحق فيما يروا أنه الدين فيما يروا أنه رسالتهم على هذه الأرض نرى التطرف في التفكير في كل مجتمعات على هذه الأرض. فيمن ينتسبون إلى الإسلام وفيمن ينتسبون إلى المسيحية أو اليهودية أو الهندوسية أو أي ديانات أخرى نرى التطرف في الفهم موجود في كل مجتمع وفي كل بيئة وفي كل ثقافة وفي كل دين إذا جاز لنا أن نقول ذلك فنحن نجد صعوبة في إستخدام لفظ الدين على أنه شيء مختلف. فالدين في معتقدنا هو دين واحد ورسالة واحدة وأمر واحد إنما نستخدمه كمصطلح يستخدمه الناس للتعبير عن انتمائهم العقائدي والفكري نجد سمات التطرف واحدة. تكفير الآخر تكفير من لا يقوم في ظاهر أوامر الدين الذي ينتسب إليه المكفر. 0.29 |
حديث الخميس 24-03-2011 السيد علي رافع فمن هنا، لا نستطيع أن نختصر الإسلام، في شكلٍ واحدٍ، أو في صورةٍ واحدة ـ في تعاملاتنا، أو في تفاعلاتنا، أو في حياتنا. وهذا في واقع الأمر، أي فريق، يرى أن هذا هو الحق المطلق، وأن هذا هو الإسلام المطلق، فإنه بذلك، يكون قاصر في تفكيره، وهو بذلك ضد رحابة الإسلام، التي تقبل التعدد في الفكر، والتعدد في الاتجاهات، بما يخدم المجتمع، في حياته وفي سلوكه. 0.28 |
خطبة الجمعه 13-02-2004 السيد علي رافع قانون الحياة هو الإسلام. هذا هو المفهوم الأكبر للإسلام المفهوم الشامل الكامل الذي هو دين الفطرة الذي هو رسالة الحياة لكل الناس جميعا وما جاءت العبادات في الإسلام والمعاملات في الإسلام إلا تعبيرا عن قانون الحياة في مفهومها الأصلي الحقيقي. 0.28 |
حديث الخميس 15-01-2004 السيد علي رافع فنحن في عصرنا هذا وفي موقعنا الذي أوجدنا الله فيه نعيش في خضم أحداث كثيرة وفي ظل أفكار متباينة ومتصارعة في البلد الواحد وفي الثقافة الواحدة بالإضافة الى الثقافات المختلفة والحضارات المختلفة بين شد وجذب وبين فهم وفهم وبين تفسير وتفسير. نعيش عصرا غير مسبوق فجميع المجتمعات الآن تعرف بعضها بعضا الى حد كبير وتستطيع أن تقرأ ما في داخل كل مجتمع من صراعات ومن أفكار ومن حوارات ففي الغرب نجد أن هناك تيارات مختلفة في فهمها لهذه الحياة وفهمها لدينها ما بين أناس يرون في الدين أنه علاقة فقط بين الإنسان وربه ولا تطبيق له في حياتهم اليومية أو السلوكية أو المجتمعية وبين أناس آخرين يرون أن عليهم أن يحاربوا من أجل دينهم ويرون أن كل الأديان أو الحضارات الأخرى ما هي إلا صور باهتة متخلفة وهذا ما نراه بصورة أخرى في المجتمعات الأخرى أيضا في الدين الآخر فإذا وجدنا في المسيحية هناك المسحييين المتطرفين الذين يؤمنون بأفكار معينة من عودة المسيح ومن الصراع ومن المعركة القادمة ومن بناء الهيكل ومن كل هذه الأفكار والمفاهيم التي نقرأها وبين أناس كما ذكرنا لا يعنيهم هذا في قليل أو كثير إنما هم ينظرون الى دينهم بالصورة التي تروقهم والتي تربوا عليها في مجتمعاتهم في ظل أفكار معينة نفس الصورة موجودة في الجانب الإسلامي أو المسلم من أناس أيضا يرون أن هناك حتمية للصراع بين المسلمين وبين كل العالم الذي لا يؤمن بالإسلام بالصورة الشكلية الحرفية الموجودة لديهم وهناك أيضا أناس آخرين يرون غير ذلك حتى في المجتمع وفي المؤسسات الدينية كما يطلقون عليها ربما يجدوا أن هذا ليس مطلوبا وهذه سمة موجودة في الإنسان وموجودة في المجتمعات بصورة عامة أنها تحاول أن تعبر عن نفسها من خلال معتقداتها والإنسان يحاول دائما أن يفرض ما يعتقده على الآخرين بظن أن هذا هو الأفضل والأحسن والأقوم وكل إنسان يحاول ذلك سواء كان مسيحيا أو مسلما أو يهوديا أو في أي صورة أخرى هو عنده هذا الإحساس. 0.28 |
حديث الخميس 28-11-2013 السيد علي رافع ولو نظرت اليوم، سوف تجد أيضاً، أن كل إنسانٍ في دينٍ ما، أو في عقيدةٍ ما، أو في فكرٍ ما، بل في الدين الواحد ـ بمفهومه هو ـ يعتقد أنه على حق، فهل هذا يعني، أنه طالما اعتقد أنه على حق، أن يكون الآخر على باطل؟ ليس صحيحاً، وإلا لكان هناك واحداً فقط هو الذي على حق، وجميع الآخرين على باطل، بأن لن يتفق ـ حتى ـ أي واحد مع أخيه على جميع المفاهيم، سوف يكون هناك اختلاف. 0.27 |