خطبة الجمعه 09-05-2003
السيد علي رافع

هذا هو المعروف هذه هي الشورى.. (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (104) (سورة آل عمران) وما المعروف إلا أن نتواصى بالحق والصبر بيننا وأن نتعاون وأن نتكاتف وأن نتأمل وأن نتدبر وأن نُعمل ما أعطانا الله من طاقات فكرية وحركية وقلبية.. وما المنكر إلا أن نتباعد ونتخاصم على ظن عقيدة وبظن إيمان يكفّر بعضنا بعضا ويرى كل منا في نفسه إله يريد أن يسيطر على الآخر.. هذا هو المنكر.. هذا أكبر منكر وليس مجرد إنحرافات من بعض الناس ضعافا النفوس.. يجب أن يسأل الآخر لهم أن يقويهم الله وأن يهديهم الله في تراحم وفي خفض جناح الذل من الرحمة وفي إدراك لضعف الإنسان وأنه يجب أن يؤخذ بقدره لا فرضا ولا تسلطا ولا قوة ولا جبروتا.. (أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم) فلكل مقام مقال كما نقول وكل إنسان ما يصلحه لها لا يصلح الأخر ومن هنا يكون التباين في المجتمع وتقوم الحرية في الفكر وفي المعرفة وفي الإدراك..

0.49

خطبة الجمعه 10-12-1993
السيد علي رافع

(يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا). منهج واحد هو البحث عن الحقيقة هو البحث عما هو أفضل للإنسان وعما هو أكرم للإنسان وفي إطار ذلك نتواصى ونتحدث ونتذاكر ويذكر كل منا الآخر بالأفضل والأقوم. وقد نظل على إختلاف في وجهات نظرنا وقد يظل كل فرد في موقعه وفي فكره وهذا طبيعي ولكن لا يؤدي بنا ذلك أن يقتل بعضنا بعضا أو أن يحارب بعضنا بعضا أو أن يسيطر بعضنا على بعض وإنما تكون هناك كلمة سواء نتحدث ونختلف ونتفق ويخرج الإنسان من فهم الى فهم ويخرج إنسان آخر من فهم الى فهم آخر وهكذا حركة دائمة هي الحياة هي الفكر المستمر هي الفكر الحي هي الفكر المتطور لأن الإنسان بما فيه من حياة يتفهم الأمور ويغير رأيه ويغير فهمه ويغير إتجاهه حسبما يرى أنه الحق وأنها الحقيقة. ولا يستطيع إنسان أيا كان ألأن يدعي أن فهمه هو الفهم الوحيد المستقيم وأن تفسيره هو التفسير الوحيد الحقيقي وإنما كل يجتهد وكل يعمل وكل يحاول حتى الذي لا يملك من الأدوات والمعرفة ما يمكنه من ذلك فإلإن الذي يعرف يستطيع أن يحاوره بالتي هي أحسن وهو يوم يدرك الحقيقة سوف يرجع إليها ويوم يشعر بخطئه سوف يرجع الى ما يرى أنه الحق وهذا أمر طبيعي.

0.31

خطبة الجمعه 09-05-2003
السيد علي رافع

الذي لا يعرف قانون الله لن يكسب في الله. وهذا هو الكفر. لأن الكفر ليس مجرد صفة تُنسب لإنسان لمجرد كلمات يقولها وإنما لأن أفعاله وتصرفاته وسلوكه لا يؤدي به الى النجاة ولا يؤدي به الى الحياة فهو في ذلك في معنى الكفر لأنه رفض قانون الله. وقانون الله ليس مجرد أحكام تنفذ وتطبق في أمور مادية وإنما حكم الله هو سنن الحياة وقوانين الحياة كلها. وهذه أيضا زاوية أخرى وهناك زوايا كثيرة. قدرة الإنسان على تقبل الأخر وعلى تقبل المفهوم الآخر هو الذي يجعل المجتمع مجتمعا صالحا لأن الكل فيه يتكلم بحريته ويتكلم بمفهومه والكل يقبل الكل في تعاطف وفي تكاتف وفي بحث عن الحقيقة وليس في تجمد عند مفهوم معين يريد لكل فرد أن يفرضه على الآخر.

0.31

خطبة الجمعه 05-01-2007
السيد علي رافع

إذا أردنا أن نعرف الجواب فعلينا أن ننظر إلى تاريخنا وإلى ما حدث على أرضنا وحدث في مجتمعاتنا إنه غياب المنهج ، المنهج الذي جاء به ديننا مع ظننا أننا نقوم فيه ، المنهج الذي أساسه إكبار الإنسان وتعليم الإنسان وتحرير الإنسان وتنمية الإنسان روحياً وعقلياً وقلبياً ليكون الإنسان قادراً أن يرفض أو يقبل ، أن يكفر أو يؤمن ، أن يسأل ، أن يعترض ، أن يتحاور ، أن يتواصى بالحق ويتواصى بالصبر ، أن يقبل الآخر وأن يقبل الرأي الآخر وأن يقبل الفكر الآخر وأن يقبل التفسير الآخر ، أن تتسع مداركه ، ألا يقلل العلماء من شأن الناس وقدراتهم ، بل يرفعوا من مستوياتهم ويجيبوا على أسئلتهم بمنطق مقبول وبتفكير معقول ، فالعالِم لا يُقبل لأنه عالم ،ولكن يُقبل لأنه يستطيع أن يفسر ما يقول ، وأن يُوجد الحجة والمنطق ولا يتخذ أبداً من علمه سبباً في أن يفرض رأيه على الناس ، إنما يوضح لهم ، بل يوضح لهم الاختلاف ، فكل رأي له ما يقابله وكل رؤية لها ما يقابلها ، وكل وجهة نظر لها وجهة نظر أخرى ، لذلك فليس هناك على هذه الأرض حقيقة مطلقة وإنما الحقيقة بالنسبة للإنسان هي ما يؤمن به وما يعتقده وما يمارسه وما يقوم فيه ..

0.29