خطبة الجمعه 01-12-2006
السيد علي رافع

عباد الله: علينا أن نتعلم كيف نقرأ, وكيف نستمع, وكيف نبحث عن الحقيقة, قد لا نكون ملمين بجميع الحقائق أو بجميع الأحداث, وإنما علينا أن نحاول وأن نبحث وأن نطبق منهج الفطرة الذي أودعه الله فينا, وهو منهج أن نحاول وأن نبحث وأن نتعلم وأن نسأل وأن نستفتي قلوبنا وأن نعمل عقولنا وأن نتحرك في أرضنا باحثين عن الحقيقة في كل مكان ومن أي إنسان, وما نصل إليه بعد ذلك هو الحق بالنسبة لنا, فالحق نسبي وليس مطلق, فإذا وجدنا ما هو أحق تركنا ما هو أدنى واتجهنا لما هو أعلى, هذه هي الحياة وهذا هو الكسب في الله, وليس الكسب في الله أن تردد كلمات أو أن تقوم في أشكال دون وعيٍ ودون فهم, إن لم تكن إنسانً حقاً تفهم وتعقل وتحس وتتذوق وتعمل وتتحرك وتتفاعل, تتحدث وتستمع تناقش وتجادل بالتي هي أحسن, إن لم تفعل ذلك فأنت تفقد إنسانيتك وتفقد أمانة الحياة التي وهبك الله إياها. عليك أن تمارس حياتك من خلال أمانة الحياة التي منحك الله إياها, والتي قبلت أن تحملها لا تفرط فيها, هذا هو كسبك الحقيقي في الله.

0.69

خطبة الجمعه 25-10-2002
السيد علي رافع

لذلك فنحن نذاكر دائماً أن ما نقومه ونقوله ونتواصى به لا يعني أبداً أنه الحق المطلق. إنما هو ما نراه وما نشهده هو رؤية هو زاوية من زوايا الحق ولا يستطيع إنسان أياً كان أن ينسب إلى نفسه الحق المطلق ومع ذلك فإن كل إنسان مطالب بأن يقدم رؤيته وأن يقدم شهادته وأن يدفع بما يرى أنه الخير لأنه بذلك تكون الحياة (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ (251)(سورة البقرة) فكسبك في أن تدفع في طريق الحق الذي تراه وأن تحارب الباطل الذي تراه وأن تقول كلمة الحق التي تراها ولكن يجب دائماً أن تكون مستعداً أن ترجع إلى رأي آخر إذا تبين لك إنه الحق الأفضل بالنسبة لك. الرجوع إلى الحق فضيلة. من تواضع لله رفعه. لا تكبر واستكبار إنما محاولة دائمة للبحث عن الحقيقة.

0.46

حديث الخميس 11-04-2002
السيد علي رافع

وهذا هو الذي نراه أو الذي نعاني منه جميعا. في هذه الحالة فالإنسان عليه أن يلجأ الى الله وأن يتجه الى الله بالدعاء والرجاء. ونحن نتذاكر دائما في ذلك من ناحية التقييد ومن ناحية الفعل ومن ناحية الواقع الإستقامة من جانب الإنسان هو في أن يرفض هذا الظلم وأن يرفض هذا الظلام بأي صورة من الصور. لأنه هذا هو الصدق إذا أراد أن يكون صادقا مع نفسه ومع فطرته ومع ما يرى أنه الخير سوف يجد أنه لا يرى في ذلك الخير وإنما يرى الخير في أن يعم السلام وأن يعامل الإنسان الإنسان بالصورة الكريمة وأن يكون هناك حق وأن يكون هناك عدل وأن يكون هناك إستقامة في التصرف في كل جانب. إذن إحنا بندخل في الموضوع الدائم وهو إدراك الحقيقة أنها فاعلة وأنها قائمة وأن العدل المطلق قائم ولكن نحن نتكلم في حياتنا الأرضية على عدل نسبي وليس على المطلق فيما نراه وفيما نشهده من ظروف ومن أحداث ومن أمور مختلفة تمر علينا. رفض هذا الواقع الذي نرى فيه ظلم لا يتعارض مع المفهوم المطلق. لأنه التصرف في الواقع كما نشرح ذلك دائما الإنسان هو أداة فيه كما أن الشر أداة فيه. كل الكائنات أدوات في هذا الكون. وكلُُ يلعب دوره. أنت عليك أيضا أن تلعب دورك. ودورك أن تدفع بالتي هي أحسن وأن تدعو بالذي هو خير.

0.36

حديث الخميس 31-03-2005
السيد علي رافع

لذلك فنحن حين ننظر حولنا في مجتمعاتنا نجد ان هذا الامر في بعض الاحيان يغيب عن الناس في حركتهم وتكون مرجعيتهم كما قال الآخرون وما وصل اليه الآخرون دون ان يعملوا عقولهم كيف وصل هؤلاء الى ما وصلوا اليه وكيف قالوا بهذا القول وبهذا الراي فيما يقولون به وفيما يصدقون ومن هنا يبدأ الانسان في التقليد ويبدأ في الترديد وهذا أمر في كل الأحوال لا يؤدي الى صلاح ولا يؤدي الى فلاح. نحن نتكلم في عمومية. إنما إذا أردت أن تطبق سوف تجد كثير من الامور التي نراها في الساحة اليوم من قضايا معروضة هي لها جزء بسيط من هذه المشكلة التي نتحدث فيها أيا كان الإختلاف وايا كانت الآراء وأيا كانت الانقسامات ليس هناك رأي واحد كما نعلم جميعا وليس هناك قضية فيها منطق واحد أو فيها حق واحد او فيها حق مطلق إنما كل قضية يمكن ان نختلف في تناولها وفي رؤيتنا لها وهذه طبيعة البشر وطبيعة البشر ان يختلفوا والاختلاف هنا لا يعني ان انسان على حق والانسان الآخر على باطل وانما يعني ان كل انسان ينظر من زاوية معينة لهذا كان دائما الاختلاف هو رحمة للانسان وهو من سمات الوجود المادي الذي نعيشه والارض التي نعيشها أنها فيها اختلافات كثيرة وتنوعات كثيرة وهذا ما يجعل هناك حركة يجعلنا نتكلم ويجعلنا نتناقش ويجعلنا نتجادل ويجعلنا نقلب الامور في الأوجه المختلفة وهذا هو الهدف ونحن كما نقول دائما ليس الهدف ان تصل الى شكل محدد ولكن الهدف هو ان تكون مجتهدا وان تكون محاولا وان تكون باحثا عن الحقيقة وأن تكون هادفا إلى أن نعرف الحقيقة والحكمة ضالة المؤمن في دوام ولن نتوقف ابدا عن طلب معرفة الحق ولن نصل أبدا إلى نقطة نقول ان هذا هو الحق المطلق وإنما سنظل دائما نبحث عن ما هو احسن وعن ما هو افضل وعن ما هو اقوم ونعرف جميعا ان أي عالم في أي علم يدرك مدى جهله ويدرك انه لا يعرف الا القليل وان هناك الكثير الذي يجهله ونعرف أن كل جاهل يعتقد انه يعلم كل شيء وان الحق هو الذي يعلمه والذي يعرفه وليس هناك شيء آخر وكلما إزداد الانسان علما كلما شعر بجهله وشعر بافتقاره وشعر بحاجته الى ان يكون اكثر معرفة واكثر بحثا واكثر ادراكا ما يهمنا جميعا هو ان نجتهد وان نبحث وان نفكر وان ندعو الله وان نذكر الله وان نسير في طريق الأفضل والاقوم والاحسن كل خطوة يخطوها الانسان في جهاد وفي إجتهاد وفي طلب للعلم وفي طلب للمعرفة وفي جهاد لنفسه في محاولة لاصلاح ما فيه من ظلمات وفي محاولة لمساعدة الاخرين وفي محاولة لدعاء الله ولرجاء الله ولطلب الله ولاستغفار الله وللطمع في رحمة الله هي خطوة الى الامام ويجب الا يتوقف الانسان عن هذا أبدا.

0.35

خطبة الجمعه 16-01-2004
السيد علي رافع

ويعلم تماماً أنه لا يستطيع أن ينسب لنفسه الحق المطلق وإنما ما يدركه هو ما يعتقد أنه الحق وربما يكون هناك ما هو أحق. لذلك فنحن نتكلم دائماً أن الإنسان ما يعتقد {كن كيف شئت فإني كيفما تكون أكون} إن كنت صادقاً فيما تعتقد فهذا هو المطلوب. لأن ليس هناك شكلاً مطلقاً يجب أن يكون عليه كل الناس وإنما ما هو مطلوب أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه ومع وجوده ومع قلبه ومع عقله ومع فطرته "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا (286) ( سورة البقرة) هذا هو المعنى الذي نقصده إن هذا ليس أمراً هيناً إنما أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه ولا يعمل إلا ما يعتقد أنه الحق. هذا هو جهاد كبير عليه أن يستقيم فيه وأن يصفو ليعرف ما يعتقده حقاً لأن كثيرا منا لا يعرف ما هو يريد ولا ما يعتقد وما يطلب وما يقصد إنما هو هائم على وجهه في هذه الأرض يسير مع السائرين ويقول مع القائلين ويردد مع المرددين دون أن يعرف حقاً ما يريده هو وما يعتقد هو وما يصدّق هو وما يؤمن به هو إنما يؤمن لأن الآخرين قالوا ذلك إنه يفعل لأن الآخرين قالوا له افعل ذلك إنما ما هو ومن هو وماذا يريد هو أكثر الناس لا يعلمون. أن تعرف ما تريد وأن تعرف ما تقصد وأن تعرف ما تطلب هذا أمر أساسي وهو البداية الصحيحة للرقي الحقيقي.

0.35

حديث الخميس 22-10-2015
السيد علي رافع

فلذلك، الإنسان عليه أن يحدد موقفه من أمور كثيرة، ويحاول أن يدفع بما يرى هو أنه الخير، هذا لا يعني أن ما يعتقد هو أنه الخير، أنه الخير المطلق أو أنه الحق المطلق، وإنما بالنسبة له هذا هو الحق المطلق، بالنسبة له هذا الحق الذي يدركه، ده انعكاس الحق المطلق ـ بمعنى أصح ـ في أمرٍ هو يدركه، ويتصور ويعتقد أنه الحق الذي يطلبه.

0.34

خطبة الجمعه 24-12-2004
السيد علي رافع

إنما القضية أن نحاول دائما أن نكون صادقين مع ما نرى وأن نتعلم وأن نتغير وأن نتقبل الآخرين وأن نسمع ما يقولون وأن نشاهد ما يفعلون وأن نُرجع الأمور الى داخلنا وأن نتعلم من كتاب الله بين أيدينا ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام بيننا ومن كل الرسل الذين جاءوا إلى أرضنا ومن كل ثقافة تواجدت على هذا الكوكب نقرأ ونتعلم ونعلَم أن الأساس في النهاية هو ما نعتقده أنه صواب قد يكون إعتقادنا خطأ ولكن بإتباع المنهج السليم وبالتفتح لكل رأي ولكل علم سوف نتغير إلى الأفضل وإلى الأصوب وما الخطأ والصواب إلا أمران نسبيان فليس هنا خطأ مطلق وليس هناك صواب مطلق بالنسبة لنا المطلق عند الله أما نحن فنحن دائما في قيام نسبي لذلك فإن علينا أن نستقيم فيما نراه بإمكاناتنا وقدراتنا هذا المنهج هو الذي يجعلنا أحياء يجعلنا نستجيب لدعوة الله ولرسوله وهو يدعونا لما يحيينا دعوة الإسلام. وما الإسلام إلا قانون الحياة وما قانون الحياة إلا أن نتفكر ونتدبر ونتعلم مما يدور حولنا ومن آيات الله لنا وأن نجرب وأن نكسب من تجاربنا ومن تعاملنا ومن كل ما نتعرض له من أمور وأن نقلب الأمور على كل جوانبها وأن نعرف أن علينا أن نقرأ كل ذلك من خلال ما نحن عليه من علم ومن معرفة.

0.33

حديث الخميس 05-06-2003
السيد علي رافع

يوم يتعامل في لحظته الحاضرة مع ما يرى أنه الخير وما يرى أنه الحق وما يرى أنه الصواب. لا ينظر إلى ماضي متأسفا عليه ولا إلى مستقبل في خشية أو في خوف منه وإنما يعيش في حاضر يستطيع فيه أن يقدم كل ما عنده من معارف ومن طاقات ومن إمكانات ومن إتقان ومن إحسان بكل ما يعني هذا من معنى. هذا هو معنى أن يعيش الإنسان حاضره وهذا هو معنى آخر من معاني الأمر الوسط ومعاني الاستقامة في الوسطية التي تعني أن يفعل الإنسان ما يرى أنه الحق وأنه الخير بصدق والقضية هي صدق للإنسان مع نفسه. ليس هناك معايير مطلقة لما يجب أن يقوم به الإنسان إنما هناك معايير نسبية. هذه المعايير النسبية هي ما يرى الإنسان أنه الحق وما يرى الإنسان أنه الخير وما يستحسنه وما يرى فيه أنه الأفضل والأقوم والأحسن. رؤية الإنسان هذه لما يفعله نقطة أساسية جداً لأنه إذا كان هناك صدق في الفعل ما في الإنسان من فطرة بيولد هذا الصدق طاقة روحية في داخل الإنسان لأنه صادق فيما يقوم به. وهذا الصدق ينعكس في صور كثيرة ومتعددة. أولها هو أن هناك طاقة روحية تنبعث من هذا الصدق للإنسان ثانيا أن هذا الصدق بينعكس أيضا في رؤية وفي استقبال الآخرين لما يقدمه هذا الإنسان.

0.32

خطبة الجمعه 23-03-2018
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أنّ الإنسان في حاجةٍ دائمة، لأن يتعلّم من آيات الله، وأن هذا التّعلّم يساعده أكثر على أن يكتشف ما في داخله من أسرارٍ ومن حقائق، وأن يرى قبل ذلك معنى الحقّ فيه ومعنى الحقّ حوله بنور الله، ويعلم أنّ رؤيته، هي رؤيةٌ تتناسب مع أهليّته، ومع ما أعدّ نفسه له، فلا يطلق الأحكام، ولا يعتقد أنّ ما يراه هو الحقّ المطلق.

0.31

خطبة الجمعه 10-07-1992
السيد علي رافع

ما نريد أن نصل إليه، هو أن الإنسان فى كل عصر، وفى كل مكان، عليه أن يبدأ بنفسه، بطاقاته، بإمكاناته، بعقله وقلبه، يفكر فيما يدور حوله، ويفكر فيما يحدث، ويفكر فى آيات الحق متأملا متدبرا، يعرض الأمر على قلبه، ويعرض الأمور على عقله، ويتبع ما يرى أنه الأحسن والأفضل والأقوم، وهومدرك تماما، أن ما يراه هو، قد يراه غيره بطريقة أخرى، فلا يُكْرِهُ إنسانا على ما يراه، ولا يُكْرِهُه إنسان على ما يراه، وإنما يتواصى الجميع بالحق، ويتواصوا بالصبر، لأن كل إنسان يُقدر أخاه، ويقدر أن الحقيقة لها زوايا مختلفة، كلٌ ينظر من قَدْرِهِ وإمكاناته، وعلمه وملكاته، فنتعلم جميعا أن الهدف هو أن نعرف أكثر، وأن نتعلم أكثر، وأن الحوار الحقى يجب أن يكون ذلك هدفه، نختلف ونتحاور، ونتواصى بحثا عن الحقيقة، وطمعا فى معرفتها، وفى إدراكها، وفى القيام فيها وبها، فلا نقف جامدين أمام أحداث الحياة حولنا، وإنما نأخذ منها ما يعيننا، وما يرشدنا، وما يوجهنا، ونتأمل ونتدبر، ونحاول أن نكون بقيامنا مثلًا أعلىً، مدركين أن دين الفطرة هو دين الحياة، دين الحق، دين القانون. ودين الفطرة أكبر من أن يكون رسما من إنسان أو تجميدا من مجموعة؛ إنما هو الحياة بكل ما فيها، بكل قوانينها وبكل معانيها، ينهل كل إنسان من نبع الحياة بما هو له أهل، ويتعلم أنه لينهل أكثر عليه أن يجعل من نفسه أكثر صلاحية، وأكثر أهلية لتلقى نفحات الله، ورحمات الله، وعلوم الله.

0.31

خطبة الجمعه 08-02-2008
السيد علي رافع

وما يجب أن يكون عليه في هذه الأرض هو نابع من فطرته نابع من سر الله فيه نابع من ما أعطاه الله من نعم فليس الإيمان بالله هو تصور غيبي بشكل محدد فتعالى الله عما يصفون وإنما الإيمان بالله هو تنزيه الله عن أي صورة وعن أي شكل هو أن يكون طريق الإنسان هو ما أودع الله فيه من سره هو أن يكون الإنسان مجتهدا ليقرأ ما أودع الله فيه من علم فطري وان يقرأ في سنن الكون حوله وان يقرأ أحداث الحياة حوله وان يتعلم منها وان يتعلم أن الحق أحق أن يتبع وأنه يجب أن يكون هناك دائما الأحسن الذي نسعى إليه بما نقدره بعقولنا وقلوبنا "لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله " فيكون المحك للأحسن على أرضنا وللكلمة السواء على أرضنا "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " هذه القيم الحقيه القيم الروحية القيم المادية القيم الأرضية القيم السماوية لا يتعارض بعضها مع بعض إن كل إنسان بما فيه من فطره حتى وان خرج عن هذه القيم إلا انه يعترف أنها الأحسن والأفضل والأقوم وإذا حدث أمرا بالنسبة لإنسان أيا كان فانه يرى في العدل قيمة أفضل من الظلم حتى ولو كان هو ظالما فظلمه هو أمر طارئ نتيجة لرغباته العاجلة أما إذا سئل أيهما يفضل لوجد العدل أفضل من الظلم وهكذا فالدين بكل قيمه وكل معانيه ينبع من الإنسان إذا استطاع الإنسان أن يتواصل مع داخله وهذه هي المشكلة لهذا كان الجهاد وكانت المجاهدة وكان الرسل وكان الأنبياء وكان الأولياء وكان اجتماع الناس يتواصون بالحق والصبر بينهم لأنهم حين يجتمعون على هذا المعنى فان ما فيهم من فطرة الحياة يخرج إلى السطح ويتلاشى ما فيهم من ظلام لحظات يقضوها معا يذكروا ربهم ويتذكروا حقيقة أمرهم ويخرجوا كل ما فيهم من قيم روحية حقية وقيم صالحة لمجتمعهم لأرضهم لوجودهم وهذا سر الجمع الذي أمرنا به في ديننا أن نجتمع على ذكر الله وأن نجتمع لندعو الله ولنسأل الله قوة ينير بها طريقنا على أرضنا ويقوي بها عزائمنا ويقوي بها عقولنا وقلوبنا ويظهر سره علينا لا تفاضل بالأسماء ولا بالصور ولا بالأشكال وإنما العبرة في النهاية في إدراك حقيقة امرنا وان الله أكبر عن أي تصور وعن أي شكل وأننا إذا أردنا أن نعرف الله حقا فعلينا أن نتجه إلى داخلنا وان نحاول أن نجده في وجودنا وفي قيامنا وفي سلوكنا وفي معاملاتنا بكل ما تدعوا إليه قيمنا الحقيه النورانية الروحية.

0.31

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.31

حديث الخميس 24-11-2016
السيد علي رافع

هدفنا، هو أن نحلّل ما نراه، وما نسمعه، وما نقرؤه ـ لنصل إلى أساسيّاتٍ نستطيع أن نبني عليها. وهذه الأساسيّات لا تعني أنّها حقائق مطلقة، ولكنّها ما نعتقد أنّه الحقّ. وهناك فارقٌ بين الحقّ وما نعتقد أنّه الحقّ. فالحقّ غير معلوم لأيّ إنسانٍ على هذه الأرض بمعناه المطلق، ولكن كلّ إنسانٍ له ما يعتقده أنّه الحقّ.

0.31

خطبة الجمعه 01-03-1991
السيد علي رافع

إن ما نراه اليوم من أحداث وقد إختلف الناس حوله كل يراه من وجهة نظره كل يراه مما يعتقد ومما يظن كل يراه من زاويته والواقع أن هذا هو الحال في كل أمر ومن هنا ندرك أن ليس هناك شيء مطلق على هذه الأرض كل أمر مرجعه الإنسان الذي يرى والإنسان الذي يتكلم فليست القضية إذن هي حق مطلق فأنت بوجدك المقيد لا تستطيع أن تدرك الحق المطلق إنما قدراتك هي فيما تشهد بما أنت له أهل وبما تملك من طاقات وإمكانات وقدرات. وقضية الإنسان الدائمة هي كيف ينهض بوجوده في طريق الحق وكيف ينمي ملكاته في طريق الحق كيف يكون أكثر قدرة على التحليل والتمييز وأكثر قدرة على الذكر والعبادة وأكثر قدرة على العمل والمجاهدة. قضية الإنسان أن يتحرك الى الأمام وأن تكون كل لحظة أفضل من التي قبلها وكل يم أفضل من أمسه كل غد أفضل من يومه أن يتحرك الإنسان في طريق الصلاح والفلاح لكل إنسان تأملاته ولكل إنسان إتجاهاته يرى الأمور بما هو له أهل ويأخذ من الأحداث دروسا بما هو له أهل ويتعلم من الحياة بما هو له أهل وكل إنسان عليه أن يدعو الى ما يرى أنه الحق وأنه الخير وهو يعلم أن ما يراه قد لا يراه غيره وأن ما يدركه قد لا يدركه غيره.

0.3

خطبة الجمعه 03-02-2012
السيد علي رافع

وهذه حكمة الله على هذه الأرض، لا نعترض عليها، إنما أُمِرنا أن ندفع بما نرى أنه الحق، وأن ندعو بما نرى أنه الحق، وأن نحاول أن نوسع رقعة الحق على هذه الأرض، وأن نُذكِّر إن نفعت الذكرى، وهذا دور الإنسان، أن ينتقد ما لا يرى أنه الخير والحق، وأن يدعو إلى ما يرى أنه الخير والحق.

0.3

حديث الخميس 16-05-2013
السيد علي رافع

لذلك، العبودية لله، هي في تفاعل الإنسان، مع قوانين الحياة المحيطة به، ومع قدرته على أن يرى وأن يسمع، وأن يتذوق بقلبه ما هو خير وما هو شر، ما هو حق وما هو باطل، وأن يُخرِج أفضل ما عنده، فيسعى في كل ما هو خير، ويتكلم بما هو خير، ويصنع ما هو خير.

0.3

خطبة الجمعه 27-04-2001
السيد علي رافع

محاولة الإنسان أن يستقيم كما أُمر هي أقصى ما يمكن أن يفعله.. فالإنسان لا يملك على هذه الأرض إلا أن يحاول وإلا أن يجتهد وإلا أن يقترب.. ولكن لا يستطيع أن يقول أنه قد وصل الى ما لا يمكن أن يترقي بعده.. وأن هذا هو منتهى الإستقامة.. هذا أمر غير وارد في قيام الإنسان وفي معراجه الدائم في طريق الله.. بل أنه ليس وارد في أي قضية على هذه الأرض ولا ما بعد هذه الأرض.. فقانون هذا الكون هو (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ(76)(سورة يوسف) " وما من كمال إلا وعند الله أكمل منه" والله أكبر دائما.. فمحاولة الإنسان هي الإستقامة كل الإستقامة.. أن يحاول وأن يفكر ويتدبر وأن يستفتي قلبه.. وأن يُعمل كل ملكاته وأن يدعو ربه.. هذه المحاولات هي الإستقامة التي يمكن أن يكون عليه الإنسان.. إن من قصر النظر ومن محدوديته أن يعتقد الإنسان أن كل قضية لها حل واحد هو الصحيح.. فالحق هو أمر نسبي.. بالنسبة للإنسان على هذه الأرض.. لأننا نتكلم عن الحق في تجليه فيما هو قائم على هذه الأرض من موجودات مقيدة ولا نتكلم عن الحق المطلق اللانهائي.. فطالما أن الإنسان له عقل وله قلب وعنده علم وإحساس.. وهذا كله تكوّن من شق وهبي ومن شق كسبي.. فتفاعله مع الأمور يتناسب مع هذا الذي هو عليه.. ونظرة كل إنسان تختلف عن الآخر.. ورؤيته تختلف عن الآخر.. ومن هنا ندرك أن القضية هي قضية ترجع الى الإنسان ومحاولته الدائمة كما سبق أن أشرنا..

0.3

حديث الخميس 17-07-2003
السيد علي رافع

إذن فنحن جميعا ليس أمامنا غير ما نعتقد وما نظن أنه الحق وأنه الحقيقة وعلينا دائما أن لا نتصور أن هناك حقيقة وأن هناك غير الحقيقة وأن عليك أن تتبع هذه الحقيقة لأنك لو ما إتبعتش هذه الحقيقة سوف تفشل لأن ليس هناك حقيقة مطلقة في واقع الأمر وإنما دائما نحن نبحث أو نتجه أو نسير فيما نعتقد أنه الحقيقة. علشان كده قال نية المرء خير من عمله. الحديث. علينا أن ننوي أننا نريد الأفضل والأحسن والأقوم. ونجتهد في ذلك. وهذا هو المهم وما سيكون سيكون بعد ذلك ولن نستطيع أن نكون إلا ما نستطيع أن نكون. ليس أمامنا شيء آخر. لذلك فكل إنسان عليه أن يتجه داخليا وأن يفتش عن الحقيقة في داخله ماذا يريد وماذا يطلب ماذا يعتقد أنه الصواب هذا هو المهم. المهم هو المنهج. المهم هو الأسلوب الحقي والمهم هو النية الصادقة. وبعد ذلك كل إنسان له إتجاهه وكل إنسان له بصمته وكل إنسان له تركيبه وكل إنسان له محصلته ولن يتساوى إثنان أبدا ولكن ستظل الفروق موجودة بين فرد وفرد ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8) (سورة الزلزلة).

0.3

خطبة الجمعه 19-12-2003
السيد علي رافع

إنا نذاكر دائما بما نرى أنه الحق والحق أمر نسبي والحق المطلق عند الله وكل إنسان عليه أن يدعو بما يرى أنه الحق فالحق هو صدق مع ما يراه الإنسان وقد نختلف لأننا نرى الحق من زوايا مختلفة ولكن علينا أن نصدق ولا نقول إلا ما نعتقد وهذا هو الأهم فليست القضية هي عبارات أو شعارات نرددها وليست هي أشكال وصور نقومها وليست هي أوامر ونواهي ننفذها وإنما هي صدق في المقام الأول مع رؤية تنبع من داخل الإنسان فلن يستفيد إنسان مقهور على العبادة من عبادته ولن يكسب إنسان قاهر على قهره وإنما القضية هي في التواصي بالحق والتواصي بالصبر هي في العلم والفهم والإدراك الدين فهم الدين علم الدين معرفة الدين بحث الدين تطوير لكل ما يعرفه الإنسان إلي ما هو أفضل وأحسن وأقوم سواء كان هذا التطوير فكريا وعقليا ومنطقيا أو ماديا محسوسا في ظاهر عالمنا أن يغير الإنسان الى الأفضل والى الأقوم والى الأحسن هذا هو اهم لذلك علينا أن نقرأ ديننا قراءة صحيحة متزنة وأن نضع الأمور في نصابها وأن نُرجع الأمور الى أصولها إن القراءة التي قرأها الناس وقرأها بعض من السلف هي قراءة تعكس أحوالهم ومفاهيمهم ولا تعني أنها الحق المطلق وكما سبق وقلنا أن الحق المطلق هو عند الله وأي إنسان له رؤية هناك رؤية أخرى عند إنسان آخر وتفاعل الرؤى يخرج أمرا أفضل وأمرا أقوما ومفهوما أحسن وأعمق وهذا هو معنى التواصي بالحق والتواصي بالصبر إنه تزاوج الأفكار والمفاهيم والرؤى لإخراج ما هو أحسن وأفضل وأقوم وقد ينتج عن هذا التزاوج أيضا بعض المفاهيم الخاطئة المنحرفة ولكن البيئة الصالحة هي التي سوف تفرق بين هذا وذك بيئة الحرية بيئة الفكر المنطلق بيئة الصدق بيئة لا تتجمد عند صورة أو شكل وإنما تقرأ النصوص بعمق وتأمل وتفكر لاترفض الآخر وإنما تحاوره وتجادله باحثة عن الحقيقة إنها أمور أساسية كل إنسان يراها اليوم وكل الناس اليوم يدعون الى الحرية ويدعون الى الشورى ويدعون الى الحوار ويدعون لإتباع الأحسن والأفضل والأقوم فهي ليست أمور ينفر منها الإنسان وإنما هي من الأمور التي لا يستطيع الإنسان أن ينكرها من داخله فالحرية أفضل من الظلم ومن القهر ومن تقييد الكلمة والتشاور أفضل من السيطرة ومن الطاغوت ومن الحكم المطلق لأن تزاوج الرؤى يعطي رؤية أفضل وأقوم وأحسن والدين هو رؤية للإنسان في قراءته للنص وليست هناك رؤية واحدة لإنسان يستطيع أن يدعي أنها الرؤية الوحيدة لذلك فنحن ندعو دائما الى الحرية في الفكر قد يؤدي ذلك بالبعض الي إنحراف في المفاهيم ولكن لا يكون تصحيحها إلا بالحجة وإلا بما هو أحسن وبما هو أفضل وأقوم لا يكون بكبت أو ظلم أو قهر...

0.3

خطبة الجمعه 13-02-2004
السيد علي رافع

إنا نتذاكر بيننا بما نرى أنه الحق وبما نعتقد أنه الطريق القويم والصراط المستقيم ونقول دائما أن الحق هو أمر نسبي فما يراه إنسان قد لا يراه إنسان آخر وما يعتقده إنسان قد لا يعتقده إنسان آخر. والخطأ كل الخطأ في أن يفرض إنسان رأيه على الآخر والحق كل الحق والصواب كل الصواب أن يعبر كل إنسان عما يعتقد وليسمع كل إنسان ما يقوله أخوه في البشرية وفي الإنسانية. هذا هو التواصي بالحق والتواصي بالصبر (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (18)( سورة الزمر)وأحسن القول هو نسبي بالنسبة للإنسان وليس أمرا مطلقا نقول هذا حتى لا يتصور البعض أن ما نقوله حقا مطلقا وإنما هي رؤية نراها صوابا يحتمل الخطأ ونرى رأي الآخرين خطأ يحتمل الصواب. المنهج الذي نسير عليه هو منهج الصدق في قراءة الأحداث و قراءة الأيات وتفهمها بصورة عميقة لا تتعارض مع ظاهر النص وإنما تتعمق فيه. وتفتح الأبواب لكل فهم ممكن مما تحمله الآيات والأحداث والأحاديث والأقوال والسيرة طالما أن القول يحتمل تفسيرات كثيرة فعلينا أن نأخذ ما تستريح له قلوبنا وعقولنا وحياتنا وتيسير حياتنا وما يتناسب مع ظروف معاشنا ومع ما هو أفضل كما نراه في حياتنا. بعض الناس يرى أن الدين والفهم فيه قد توقف في لحظة من الزمان. فإذا جاء اليوم إنسان وقال قولا مختلفا عن السابق ولكنه محتمل يتهمونه بالبدعة يتهمونه بأن هذا القول لم يقل السلف به في مفهومهم وفي تصوراتهم هذا الجمود الفكري الذي يريد أن يوقف الزمن وأن يوقف التفكير عند لحظة معينة ولأناس بعينهم هو تفكير جامد لا يستقيم مع العقل ولا يستقيم مع المنطق السليم ولا يستقيم مع الذين يطلبون الحق والذين يطلبون العلم.

0.3

خطبة الجمعه 11-03-2011
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم ـ كما قلناه سابقاً، وكما سنقوله لاحقاً، لنُذكِّر به أنفسنا دائماً ـ: أن على الإنسان، أن يكون متفاعلاً مع ما يحدث حوله، وأن يختار الاتجاه، الذي يرى أنه الحق، وأن يدفع في هذا الطريق، الذي يرى أنه الحق، وأن يدعو الله، أن يحقق ما يرى أنه الحق، وأن يعمل عملاً صالحاً، في اتجاه ما يرى أنه الحق، وأن يكون انفعاله بقلبه وبعقله وبعمله، في هذا الاتجاه، الذي يرى أنه الحق.

0.3

خطبة الجمعه 13-06-2003
السيد علي رافع

كل إنسان له أهلية وله قدرة.. وما ستصل إليه أنت لا يصل إليه الآخر.. فتقبل الآخر أيا كان.. وإذا أردنا أن ندعو الآخر الى شيء.. فلندعوه أن يتقبل من يخالفه في الرأي.. قد يقبل هو ذلك أو قد لا يقبل.. وإنما دعوتنا الدائمة أننا لا يجب أن نكون رافضين لأي إنسان أيا كان.. لأنه هو له مفهومه وإدراكه ولنا مفهومنا وإدراكنا وعلينا أن ندعوه الى مفهومنا إن قبل قبل وإن رفض رفض.. (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى(9)سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى(10)وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى(11) ( سورة الأعلي) ولا نقول ذلك لإنننا نعتقد أننا الذين على حق مطلق وإنما لأننا نعتقد على حق نسبي لما نعتقده اليوم وما نراه اليوم ولا يمكن أن يعيش الإنسان إذا لم يكن له ما يعتقده وما يؤمن به وما يرى فيه أنه الحق عليه.. عليه أن يدعو لذلك.. نحن لا نقلل بقدر ما نعتقده وما نؤمن وما ندعو إليه وإنما نقول أن هذه الدعوة لا يجب أن تجعلنا نتكبر ونتجبر ونعتقد أننا على الحق المطلق.. إنما نقول دائما أن كل إنسان عليه أن يدعو الى ما يعتقده وأن يتقبل الآخر ويتفكر في مفهومه..

0.3

خطبة الجمعه 02-06-2000
السيد علي رافع

وكيف بدأ هذا الكون؟. "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدء الخلق" حتى لو كان علما مجردا فنحن مطالبون أن نبحث فيه وأن نتقدم فيه وأن نتعمل منه. إن ذلك هو الذي يجعلنا نرقى من قيامنا على هذه الأرض. ولا نظن أن إيماننا بالله هو أن نتكاسل وأن ننظر حولنا ونقول لا حول ولا قوة إلا بالله وأن الله فعال لما يريد فقط بألسنتنا. هذا فهم مستقيم لأن هذا هو الإدراك الحقيقي. ولكن حين يجيء الأمر الى العمل فعلينا أن نعمل وأن نطور وأن نبحث وأن نكد وأن نجتهد وأن نتعلم وأن نتدرب وأن نتفهم وأن نبحث دائما عما هو أفضل وما هو أقوم. "فلتكن منكم أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله" أمة وسطا فهل نحن أقمنا هذه الأمة الوسط أم أننا نتصارع ونتنازع على كلمة هنا أو هناك وعلى لفظ هنا أو هناك. وننسى معنى الإنسان الذي هو محور الحياة.

0.3

خطبة الجمعه 05-06-2009
السيد علي رافع

كل إنسانٍ له ما يعتقده ، كل إنسانٍ يرى الحق من زاويةٍ مختلفة ، كل إنسانٍ عنده ما يشغله ، " سبحان الذي أودع في كل قلبٍ ما أشغله" ، كل إنسانٍ له طريقه ، (إن لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق) ، لذلك وجب على كل إنسانٍ أن يحترم الآخر ، وأن يحترم هذا الاختلاف ، فلا يتصور إنسانٌ أياً كان ، أن ما يعتقده هو الحقيقة المطلقة ، إنما هي حقيقته التي يؤمن بها ويراها ، وعليه أن يكون صادقاً فيما يعتقده .

0.3

حديث الخميس 23-06-2016
السيد علي رافع

عليه أن يفكّر دائماً كيف يكون، وكيف يدعو إلى ما هو أفضل وإلى ما هو أحسن وإلى ما هو أقوم، لا لأنّه يريد أن يغيّر النّاس فقط وأن يدعوهم إلى ما ينفعهم، ولكن ليكون هو أيضاً داعياً لنفسه أن تستقيم. ودعوة الإنسان لنفسه أن يستقيم، هي في أن يتفاعل مع واقعه بما يرى أنه الأفضل والأحسن له وللآخرين.

0.29

خطبة الجمعه 29-03-1991
السيد علي رافع

وكل إنسان يدعو بما هو له أهل بما علمه الله وبما هداه إليه الله يدعو بالخير على ما يراه وبالحق على ما يدركه فكان خيره كان الخير الذي نشهده والذي نطلبه أن يكون الإنسان في طريق الله وأن يضيف الإنسان الى وجوده والى قيامه كل لحظة معنى جديدا في الله أن يكون الإنسان في كل لحظ يعمل في طريق الله ويسعى في طريق الله. ومن هنا كان رجاؤنا وطلبنا أن نكون كذلك أن نقوم في هذا المفهوم وأن يكون حالنا حال الذاكرين العابدين الخالصين (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض)أن يكون حالنا حال الطالبين المجاهدين العاملين الذين لا يكلون ولا ييأسون ولا يتهاونون فهم مع الله يتعاملون وعليه يتوكلون. ديننا دين الحق ودين الحياة يعلمنا ذلك ويرشدنا الى ذلك في كل أوامره وفي كل نواهيه(إن الله يأمر بالعدل والإحسان إيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)يأمر بالعدل(والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط و لا تخسروا الميزان)(إعدلوا هو أقرب الى التقوى). إن العدل في قيام الإنسان وفي معاملات الإنسان في قيام الإنسان أمر وسط (ويل للمطففين الذين إذا إكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون)عدل الإنسان مع نفسه أن يقوم في وجوده في تفكيره في ذكره يقوم أمرا وسطا فهو يقصد وجه الله ولا ينسى أن وجوده على هذه الأرض هو ليكون عبدا لله فالدنيا في حقيقة أمرها لا تتعارض مع الآخرة في مفهوم الإنسان لها إنما الذي يحدث هو حال الإنسان حال الإنسان الذي مل يعرف هذه الحقيقة والذي يعيش بجزء من وقته ووجوده في الدنيا ويعيش بالجزء الآخر في الآخرة إنسان لم يوحد قيامه ولم يوحد وجوده ولا زال يرى الدنيا دنيا والآخرة آخرة ولا توحيد لهما إلا بأن يقصد وجه الله ويشهد أن لا إله إلا الله فلا يرى دنيا ولا يرى آخرة إنما يرى الله ويشهد الله عبر القوم عن ذلك بقولهم في قضية آخرتهم(جلهم يعبدوك من خوف نار ويرون النجاة حظا جزيلا ليس لي بالجنان والنار حظ أنا لا أبتغي غير وجه ربي بديلا)فالإنسان حين يشهد حقا أنه لا إله إلا الله ويشهد حقا أن محمدا رسول الله لا يرى إلا الله ولا يقصد إلا الله ولا يتعامل إلا مع الله ولا يتجه إلا الى الله ولا يتوكل إلا على الله لا يرى الدنيا ولا يرى الآخرة إنما يرى الله وهذا هو التوحيد حقا وهذه هي العبودية لله حقا.

0.29

حديث الخميس 24-10-2002
السيد علي رافع

من هنا كان جميع المتفقهين.. المتدبرين يكْبروا ما أودع الله من هذه النعمة في الإنسان وكل إنسان له طاقته كما نعلم دائماً لذلك نحن نقول دائماً هذه المقولة أن القضية هي في المنهج وليس فيما تصل إليه فأنت كإنسان إمكاناتك العقلية تختلف عن إنسان آخر ولكن لا يعني هذا أن نقول أنك لا تعمل ما أعطاك الله من هذه النعم.. وهذا هو الفرق بين المعنى المطلق والمعنى النسبي.. لأنه نحن على هذه الأرض جميعاً ليس لنا إدراك مطلق أو لا نملك معرفة مطلقة وإنما معرفتنا محدودة ونسبية لما نستطيع أن ندركه على هذه الأرض.

0.29

خطبة الجمعه 15-01-2010
السيد علي رافع

فلا يستطيع إنسانٌ أياً كان ، أن يجعل من نفسه الداعي إلى الحق ، والذي لا يتبعه يكون من الضالين ، هذا أمرٌ لا يستطيع إنسانٌ أن يصف أو أن يضع نفسه في هذا المقام ، وإنما عليه أن يدعو بما يرى أنه الخير ، دون أن يكون حاكماً على نفسه بأنه الخير المطلق ، وعلى غيره بأنه الشر المطلق . هذه الاستقامة التي يدعونا إليها ديننا ، هي الأمر الوسط ، هي أن يكون الإنسان مدركاً لجميع الأبعاد على هذه الأرض ، فهو لا يفرط فيما يعرف و يدرك أنه الحق ، بل عليه أن يُبلِّغه ، وفي نفس الوقت لا يحكم على ما يُبلِّغه بأنه الحق المطلق . هذا التوازن بين الاستقامة في الدعوة ، وبين مراعاة الغيب ، هي ما يجب أن نكون عليه .

0.29

خطبة الجمعه 03-10-2003
السيد علي رافع

نقول قولنا هذا غير متكبرين وإنما مستغفرين طالبين الحق راجعين إلي الحق مستعدين أن نغير حالنا إن وجدنا ما هو أحق وإنما نقول كلمةً رأينا فيها أغنها ما نؤمن ونعتقد أنه الحق ولا يستطيع الإنسان على هذه الأرض إلا أن يقوم فيما يعتقد وهذا في حد ذاته هو المطلوب بغض النظر عن أي مقياس للخطأ والصواب فالخطأ والصواب أمران نسبيان إنما قضية الإنسان أن يكون له ما يعتقده وله ما يؤمن به وأن يجاهد في سبيله وأن يراجع نفسه دائماً وأن ينظر إلى كل ما هو معروض عليه فيتبع ما يراه وما يعتقد أن فيه خيره ونجاته.

0.29

حديث الخميس 22-04-1999
السيد علي رافع

فالإنسان هنا على هذه الأرض عليه أن يجاهد، ولا يعتقد فقط طالما أنه في نظر نفسه أنه على حق وأنه يُدرك الحقيقة وأن هذا يكفي بأن ينصره الله على الآخرين، بل أن ذلك أيضا بالنسبة للإنسان مع نفسه، يعني ممكن أن إنسان مدرك بعقله ما هي الحقيقة وما هو الحق، ولكن نفسه المظلمة تحيط به وتحاول أن تثنيه عما هو فيه، وهو يسير مع نفسه ويبقى مع النفس في ظلامها، ويعتقد أنه بمجرد مفهومه للحقيقة أنه سوف يستطيع أن يتغلب على هذه النفس، هذا غير صحيح، إذا كان هو مستجيب لها فيما تفعله به، فهي لن تتركه إلا بعد أن تقضي عليه، عليه أن يجأر الى الله ويهاجر الى الله ورسوله، والهجرة هنا معنوية، هجرة بالدعاء هجرة بالتواجد في مجلس حقي، هجرة لكل ما يقرب الإنسان من الحقيقة، وبُعد عن الظلام وبُعد عما يبعده عن المعاني الحقية، فهنا الإنسان بفعله هذا دون أن يقول أنا نفسي سوف تفعل كذا أو لا تفعل كذا، أو أنها تغيرت أو أنها لم تتغير، ينظر الى نفسه كما لو أنها غيره، وينظر الى وجوده الحقي كما لو أنه قيام منفصل عن هذه النفس وعن هذه الذات ويتجه الى الله بكله وبحقيقته وبفهمه وبقلبه .

0.29

خطبة الجمعه 14-06-1996
السيد علي رافع

إنا فى هذا العصر وما حدث فيه من تغييرات كثيرة، وما حدث فيه من تطور فى جميع المجالات، يجب علينا أن نتعلم كيف نقرأ ما يحدث حولنا قراءة مستقيمة منيرة، قراءة متعمقة فى أمور دنيانا وديننا، والحقيقة أنهما أمر واحد يجمعهما الإنسان بظاهره وباطنه. يجب علينا أن نتعلم كيف نتدبر آيات الحق لنا، وأن نعلم أن ديننا لا يتعارض مع ما يظهر أنه أحسن، وأنه أفضل لأنه هو الأحسن والأفضل والأقوم. نتعلم أن ديننا منهج قبل أن يكون شكلا أو صورة، وأسلوب حياة قبل أن يكون تقليدا. منهج حقى وأسلوب معنوى وطريق روحى.

0.29

خطبة الجمعه 14-06-1996
السيد علي رافع

ولنكون مسلمين حقا علينا أن نبدأ بأن نفكر ونتأمل فى كل ما يحيط بنا وفى كل ما بين يدينا، ونتجه إلى ربنا أن يلهمنا ما فيه خيرنا، وأن يرشدنا لما فيه حقنا. نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر، ونعلم أن القضية هى قضية كل إنسان، وأن الدين هو قضية كل إنسان، ليست قضية من نطلق عليهم علماء الدين فقط، إنهم يبينون ما كان فى سابق، ويوضحون ما حدث فى قديم فهم أدوات لاغنى عنهم، ولكن القضية فى النهاية هى قضية الإنسان، هى قضية وجوده، هى قضية ما يقبل وما لا يقبل، هى قضيته وحريته فى أن يتبع ما يرى أنه الحق. ما له من حقوق كإنسان أن يستفسر عن كل شيئ، وأن يقبل ما يرى أنه الحق وأن يرفض ما لايرى أن الحق، كل على قدره، ولكن هذا حقه كإنسان له عقل وله قلب.

0.29

خطبة الجمعه 08-02-2008
السيد علي رافع

عباد الله : ما أردنا أن نقوله اليوم هو أن نعكس البصر إلى داخلنا لنرى أين نحن من دعوة الإيمان هل استطعنا أن نتعرف على ما فينا من فطرة الحياة ومن سر الحياة هل استطعنا أن نحول ما فينا من قوى روحيه وحقيه إلى واقع في حياتنا وفي سلوكنا وفي معاملاتنا هل استطعنا أن ندرك أن إيماننا بالله حقا هو في إيماننا بما أودع الله فينا من سره وما نفخ فينا من روحه وما صبغنا بصبغته علينا أن نتعلم أن القضية ليست صورا وأشكالا وأسماء نطلقها بعضنا على بعض ولكن القضية هي في أن يصلح الإنسان نفسه وان يقوم فيه أو أن تقوم فيه هذه الرغبة وهذه الإرادة في أن يتغير إلى الأفضل والأحسن والأقوم وان يطمع في رحمة الله وان يعلم أن عليه أن يقيم صلة بمصدر الحياة حتى يساعده على أن يكمل طريقه على هذه الأرض بكل ما هو أفضل وأحسن وأقوم وهذه دعوة للبشرية كلها لا يهم لون الإنسان أو ثقافته أو حضارته وإنما المهم أن تبدأ في الإنسان الرغبة في أنه يريد أن يكون تعبيرا عما فيه من حقيقة يرضاها له وللآخرين وان يتعلم أن يدعوا ربه دائما بالغداة والعشي يريد وجهه يريد رحمته يريد قوته يريد أن يكون هو تعبيرا عن هذه المعاني التي جاء من اجلها وان يسعى في الأرض وان يسير في الأرض فيتعلم ويتعرف على كل ما فيها لان هذا يساعده على أن يقوم نفسه وان يجعل مظاهر الحق تنتشر فيه وتخرج إلى السطح فتجعله عبدا لله صالحا.

0.29

خطبة الجمعه 08-03-2002
السيد علي رافع

هكذا نتعلم في ديننا أننا إذا وجدنا باطلا أمامنا ونعتقد أنه لا يجب أن يكون.. علينا أن نستعين بالله على أنفسنا.. فإذا كنا أداة تستطيع أن تفعل شيء فربما نكون نحن الأداة التي تصلح ما نرى أنه الخطأ.. وهذا أيضا من تقدير العزيز الحكيم.. أن يفعل الإنسان وأن يتفاعل الإنسان وأن يغير الإنسان.. أما إذا كان الإنسان ليس طرفا في هذا الذي يراه باطلا.. يدعو الله أن يحق الحق بكلماته.. ويتأمل فيما هو واقع فهناك حكمة وعليه أن يتفهمها وأن يتعرف عليها.. ولا يمنعه ذلك من أن يدعو الله أن يغير ما يرى هو أنه باطل.. لا لأن هذا باطلا مطلقا.. فحاشى لله.. ولكن لأنه يريد أن يستقيم مع ما أمره الله.. بأن يدفع بما يرى أنه الخير وأنه الحق لأن هذا هو دوره على هذه الأرض.. هناك فارق بين أن تدعو الله أن يرفع عنك بلاء.. أن تدعوه وأنت تعلم أنه ما أراد بك إلا لتتعلم فتدعوه أن يعلمك وأن يفقهك وأن يفتح عليك حتى يرفع عنك.. وبين أن تكون رافضا للرفض غير متقبل للنصح غير متأمل في الأمر.. فأنت بذلك تكون رافضا لعطاءه لك.. تأمل وتفكر وتتدبر وأدعو الله أن يرفع عنك وأن يهديك سواء السبيل وأن يجعلك في الطريق القويم وعلى الصراط المستقيم..

0.29

حديث الخميس 01-05-2003
السيد علي رافع

وجاء كثيرون بعد ذلك يحاولون أن يخرجوا الناس من هذه الصور الجامدة ولكن في كثير من الأحيان إتهموا في دينهم وفي عقيدتهم مثل الصوفية وكثير من العلماء الذين أدركوا حقيقة الأمور. ومن هنا ندرك أن هذه طبيعة الناس ولا يفترض ولا نتصور أبدا أنه سيتغير الناس ليكونوا مدركين للمفهوم الحقيقي للدين وللمعرفة الحقية وإنما سيظل هناك يتبعون الصور والأشكال وسيظل أيضا دائما هناك من الناس من يدرك الحقيقة بمعناها الذي هو أبعد وأعمق من الشكل وستظل هذه هي حال الدنيا تفاعل وتدافع بين الناس جميعا بذلك فإنا قضية الإنسان أساسا هي تبدأ من فهمه هو ومن عقيدته هو ومن أن عليه أن يدعو الى الحقيقة بالصورة التي يعتقدها ولكن لا يتصور أن الذي يعتقده هو الحقيقة المطلقة. لذلك ما نقول وما نذاكر به هو فهم وهو إدراك من زاوية معينة نعتقد أنها تؤدي بالإنسان الى أن يكون أكثر عمقا وأكثر قربا الى الحقيقة ولكن لا يعني هذا أنها المعنى المطلق للحقيقة.

0.29

خطبة الجمعه 09-11-2007
السيد علي رافع

عباد الله : ما أردنا أن نقوله اليوم : أننا نحاول جاهدين أن نتعلم كيف نكون قريبين إلى فطرتنا ، وكيف نكون قارئين لما أودع الله فينا ، وذلك من خلال ما وجهنا إليه ديننا من أن نقرأ آياته في داخلنا وفي خارجنا ، حتى نكون متفاعلين مع آيات الله حولنا وفي أنفسنا ، " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ " [فصلت 53] ، فالحق الذي يتبين للإنسان لا يكون إلا بتفاعل الإنسان مع آيات الله ، وهذا ما يصل إليه الإنسان بما أودع الله فيه من قدراتٍ وإمكانات ، لا نستطيع أن نقول أن الدين أمرٌ مفروضٌ على الإنسان فرضا ، وأن على الإنسان أن يتبعه دون وعيٍ ودون فهم ، وإنما نستطيع أن نقول أن معنى الفرض هنا إذا تقبلناه أنه القانون ، فنحن لا نستطيع أن نخرج من القانون ، ولأننا نتعلم جميعاً وندرك جميعاً أن لا حياة أفضل لنا في دنيانا إلا بأن نتعلم قانون الله الذي أوجد على أرضه .

0.29

حديث الخميس 01-05-2003
السيد علي رافع

فمن هنا علينا أن نفهم أن الدين ومفهوم الدين بيختلف من إنسان لإنسان ومن مجموعة لمجموعة ومن مجتمع لمجتمع وعلينا أن نتعلم أن هذا الإختلاف هو في واقع الأمر رحمة بالبشرية ورحمة بالإنسانية وأن علينا أن نتعايش جميعا في إطار من أننا نحاول جادين أن نبحث عن الأفضل ونبحث عن الأقوم لنا كأفراد ولنا كمجتمع بما نعتقد أنه الأفضل وأنه الأحسن وأنه الأقوم.. وأن هذا في حد ذاته هو الدين.. الدين هو جهاد وهو محاولة وهو علم وهو معرفة لا لتجميد صور معينة ولا لعبادة أصنام معينة وإنما هو جهاد ومعرفة مستمرة للأفضل والأحسن والأقوم..

0.29

خطبة الجمعه 31-05-1996
السيد علي رافع

عباد الله: إن الإنسان مطالب دائما أن يخلو إلى قلبه، وأن يعكس البصر إلى داخله وينظر ما فيه من حق وحقيقة، وأن يتبع ما يرى أنه الحق وأنه الخير. عباد الله:

0.29

حديث الخميس 07-11-2013
السيد علي رافع

ومع أننا ندرك، أن كل إنسانٍ له رؤيته وله فهمه، وأننا لا نستطيع أن نقول: أن ما نفهمه هو الحقيقة الوحيدة، إنما من حق كل إنسانٍ أن يعبر عما يفهمه، وأن يعتقد ما يعتقده، وألا يعتقد ما يراه الآخرون إذا كان لا يتوافق مع فهمه ومع رؤيته، فهذا حق كل إنسان، أن يقبل وأن يرفض.

0.29

خطبة الجمعه 21-09-2001
السيد علي رافع

منذ إبني آدم "واضرب لهم مثل إبني آدم بالحق" هذا الصراع المستمر والذي سيستمر على هذه الأرض إلا من لحظات يظهر فيها من يخاطب الناس ويعلمهم ويفقههم بفطرة ثم يعود الناس الى ما هم عليه والى جبلتهم والى ظلامهم والى حالهم الذي هم عليه. ماذا يفعل الإنسان في كل هذا؟ إن الإنسان على مستواه الفردي عليه أن يتأمل في كل الذي يحدث. ويميز ماذا يريد وماذا يطلب؟ هل هو يريد أن يأخذ جانب معسكر من المعسكرين. أم أنه يرى أن الحق ليس في أي منهما. وأن عليه أن يدعو أن يفيق كل منهما الى الحق والى الحقيقة. حتى وإن كان هذا بتصوره العقلي غير وارد في هذه اللحظات. إلا أن عليه أن يدفع بما يرى أنه الخير وبما يرى أنه الحق. بالدعاء وبالرجاء وبالكلمة الصالحة. حتى ولو لأفراد حوله. إن علي الناس بدلا أن يتحاربوا وأن يتصارعوا أن يتفاهموا وأن يتذاكروا وأن يسألوا ما هو الهدف من هذه الحياة؟ ولماذا كل هذا؟ ولماذا لا نرجع الى الأصول والى الحكمة والى الفطرة والى العقل والى الأحسن والى الأقوم؟ أن تكون الأرض جميعا أمة واحدة تسأل الخير وتسأل الحق. إن هذا أمر مثالي قد لا نصل إليه. ولكن لا يمنع أن نتحدث فيه حتى وإن لم نصل إليه فإن ذلك سيقلل قوى الظلام التي تعمل بنا وتعمل فينا.

0.29