خطبة الجمعه 12-03-2010
السيد علي رافع

ينفرد الإنسان عن باقي الكائنات على هذه الأرض ، في أنه قادرٌ أن يتعلم مما حوله ، ويستخدم ما حوله ، ويغير ما حوله ، وما كان الإنسان كذلك ، قبل أن يحمل أمانة الحياة . "..عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ..." [البقرة 31] ، فكان آدم مثالاً للعلم الذي يتلقاه الإنسان ، وللأمانة التي حملها الإنسان . لذلك فإن وجودنا على هذه الأرض ، كان لنكون قياماً حياً ممتداً بعد هذه الأرض ، بوجود أمانة الحياة فينا ، جاء لنكون قياماً يتعلم ويتغير ويُغيِّر ، بعد وجود أمانة الحياة فينا .

0.67

خطبة الجمعه 12-03-2010
السيد علي رافع

ولكن صفات الظلوم الجهول أيضاً موجودةٌ فينا ، فأمانة الحياة ، هي معنى ألهمها تقواها ، وظلمانية الوجود والجهل ، هي معنى ألهمها فجورها ، وما الفجور هنا إلا عدم اهتمام الإنسان بالحياة ، إلا رغبة الإنسان في هذه الدنيا ، وأن تكون هي كل هدفه ، هي عدم انشغال الإنسان بمستقبله الروحي وبمستقبله الحقي ، إنها في عدم التفكر والتأمل والتدبر ، الرجوع إلى الجهل ، وعدم إعمال ما أودع الله في الإنسان من طاقة العلم والحياة .

0.48

حديث الخميس 13-01-2011
السيد علي رافع

هذه القدرة، التي أودعها الله فينا، هي أمانة الحياة، التي حَمَّلها للإنسان، وما جاءت به الآيات، هي معانٍ تخاطب هذه الأمانة، الموجودة في أعماق الإنسان، ولكن الإنسان، وهو أيضاً، يحمل ذاتاً بشرية ظلمانية، قد تحول بين هذه الآيات ومعانيها، وبين ما في داخله من أمانة حقية.

0.36

خطبة الجمعه 27-10-1989
السيد علي رافع

نحمد الله أن جمعنا على ذكره وعلى طلبه وعلى مقصود وجهه وجعل هدفنا وطلبنا أن نكون عبادا له صالحين وأن نكون رجالا فيه صادقين جعلنا ندرك أن الحياة هي أن يكسب الإنسان في الله وأن يحتسب الإنسان عند الله عمله وقيامه ووجوده. إن ما يرجوه الإنسان على هذه الأرض هو ما سيكون له إن أراد حقا سيكون حقا وإن أراد باطلا سيكون باطلا (كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم)(كن كيف شئت فإني كيفما تكون أكون)إن الإنسان بما أودع الله فيه من أمانة الحياة ومن طاقة الحياة قادر بفضل من الله وتوفيق أن يغير حاله وأن يغير قيامه (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)الله يغير ما بقوم حين يكونوا اهلا لهذا التغيير حين يُعملوا ما بهم من طاقات وإمكانات حين يكبروا ما أودع الله فيهم من أمانة الحياة فلا يتركوها أو يبددوها فيما لا ينفع ولا يفيد لذلك كان دين الفطرة يحثنا أن نتجه الى داخلنا وأن نعرف ما فينا من طاقات وإمكانات (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)إن الإنسان يوم يدرك قوته ويقدر قيمته ويكبر عطاء الله له ويعمل بما أعطاه الله وبما امره به الله لتغير حالا وقياما ووجودا وأصبح خلقا آخر إنسانا آخر أصبح إنسانا يقدر الحياة ويعرف قيمة وجوده يتجه الى الله ويسأل الله ويدعو الله ويرجو الله يعرف أن عليه أن يكون دائما عبدا لله وأن هذا شرف كبير له فالعبودية لله هي شرف للإنسان وكمال الإنسان وإستقامة الإنسان العبودية لله حقا هي نجاة الإنسان وفوز الإنسان إنها الهدف الذي يسعى إليه كل طالب وكل عباد يسعى أن يكون عبدا لله حقا وأن يكون رجلا في الله حقا أن يعرف أمانة الحياة به فشرف الإنسان أنه حمل أمانة الحياة وأن يقدر هذه الأمانة وأن يكون عاملا بكل ما تمليه عليه هذه الأمانة من معاني الخير والحق والحياة أمانة الحياة.

0.35

خطبة الجمعه 08-04-1983
السيد علي رافع

إن معنى الإنسان ومفهوم الإنسان وإكبار الإنسان هو جوهر الأديان لأنها جميعها تخاطب الإنسان فقد حمل الإنسان الأمانة أمانة الحق وأمانة الحياة.

0.35

خطبة الجمعه 23-06-1989
السيد علي رافع

إنا في هذه الحياة نعيش تجربة كبرى أخبرنا الله بها وعلمنا إياها في قضية آدم وأبناء آدم علمنا إياها في آيات الحق التي تصف خلق الإنسان(خلقنا الإنسان من صلصال كالفخار)وأودع الله في الإنسان سره وأمانة الحياة(عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)هذا يعلمنا أن الإنسان بظاهر قيامه كان موجودا وكان قائما وكان له طريقه وحياته وتقبل أمانة الحياة وبتقبله لأمانة الحياة خرج من حال الى حال ومن قيام الى قيام ومن وجود الى وجود ومن عالم الى عالم..

0.33

خطبة الجمعه 28-11-2008
السيد علي رافع

إنه حين يعكس البصر إلى داخله ، سوف يشعر بماهيته كإنسان ،كإنسانٍ حي ،كروحٍ ،كنورٍ ، يشعر بارتباطه بنور الله ، وبروح الله وبسر الله ، فسر الله فيه ، وأمانة الحياة فيه ، ونور الله فيه ، يوم خلقه كإنسان ونفخ فيه من روحه ، وجعله خليفةً على هذه الأرض ، وحَمَّله الأمانة ، وعَلَّمه الكلمات والأسماء كلها " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " (البقرة 31) ، وما الإنسان على هذه الأرض إلا ابن آدم الذي يحمل صفاته ، والذي هو آدمٌ في حد ذاته ، فكل إنسانٍ يحمل سر الله ، وروح الله الذي نفخ الله في آدم منه ، " ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان " ، " خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب" ، هكذا نتعلم كيف نكون قائمين في الأمر الوسط ، كيف نكون في معنى الإنسان الحق ، كيف نكون في معنى عباد الله الصالحين .

0.32

خطبة الجمعه 28-11-2008
السيد علي رافع

إنه حين يعكس البصر إلى داخله ، سوف يشعر بماهيته كإنسان ،كإنسانٍ حي ،كروحٍ ،كنورٍ ، يشعر بارتباطه بنور الله ، وبروح الله وبسر الله ، فسر الله فيه ، وأمانة الحياة فيه ، ونور الله فيه ، يوم خلقه كإنسان ونفخ فيه من روحه ، وجعله خليفةً على هذه الأرض ، وحَمَّله الأمانة ، وعَلَّمه الكلمات والأسماء كلها " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " (البقرة 31) ، وما الإنسان على هذه الأرض إلا ابن آدم الذي يحمل صفاته ، والذي هو آدمٌ في حد ذاته ، فكل إنسانٍ يحمل سر الله ، وروح الله الذي نفخ الله في آدم منه ، " ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان " ، " خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب" ، هكذا نتعلم كيف نكون قائمين في الأمر الوسط ، كيف نكون في معنى الإنسان الحق ، كيف نكون في معنى عباد الله الصالحين .

0.32

خطبة الجمعه 17-08-1979
السيد علي رافع

نسأل الله ونستعين بالله.. ونجأر الى رسول الله أ، يحفظ ما فينا من حق وينميه.. وأن نكون حقا للقبلة متوجهين وللمعرفة منها آخذين لنقوم في سلوكنا مستقيمين.. متحققين في هذا الدين القيم في أوامره التي أمر بها الإنسان ليتبدل وليتغير.. إن الإنسان كان ظلوما جهولا وأن الإنسان يوم حمل أمانة الحياة فتحت له الأبواب ليكون عارفا منيرا ليكون نورا ليكون حقا فكان الإنسان هو الذي حمل أمانة التغيير في الوجود تغيير الظلام الى نور وتغيير الجهل الى معرفة.. فكان هذا تكريم الله له كرمنا بني آدم..

0.31

خطبة الجمعه 15-12-2000
السيد علي رافع

بعد أن صوَّره. فأحسن تصويره. وبعد أن خلقه فأحسن خلقته. إن الإنسان كائن مميز في هذه الأرض وبعد هذه الأرض "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً " "خلق الله آدم على صورته" "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان" بهذا حمل الإنسان الأمانة. بهذه الأمانة يستمر في معنى الإنسان. وبتفريطه في هذه الأمانة يرجع ظلوما جهولا. لا وجود له ولا قيمة له ولا كيان له. يدخل في دائرة الحياة (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)(سورة البقرة) ما بقى فيه من طاقة يرجع الى مصدر آخر. ويدخل في إعادة تأهيل وتشكيل بقانون الله الذي أحكم والذي أوجد. وما كان التعبير عن النار في كل آيات القرآن. إلا تعبير عن هذه الحقيقة. بصور مختلفة وفي مقامات مختلفة. وما كانت الجنة إلا تعبيرا عن قيام الإنسان بأمانة الحياة فيه. في معراج أعلى وفي وجود أكرم وأفضل وأجمل. يقوم فيه الإنسان في معنى العبودية لله بأمانة الحياة التي حملها وصانها وحافظ عليها ولم يفرط فيها. وإنما إستقام في طريق الله وفي قانون الحياة. فنمت هذه الأمانة فيه فجعلته إنسانا آخر وخلقا آخر ووجودا آخر أكثر رقيا وأكثر جمالا وأكثر إرتقاءا في معراج لا ينتهي.

0.31

خطبة الجمعه 04-12-2009
السيد علي رافع

عباد الله : ما أردنا أن نقوله اليوم: هو أن كل إنسانٍ له لحظات صدقٍ وقوةٍ ، وله لحظات ضعفٍ وتفريط ٍ ، وهذا حال الإنسان ، والله أعلم بخلقه ، " ...وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا "]النساء 28 [، " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ، إِلَّا الْمُصَلِّينَ "]المعارج 22:19 [، فكانت الصلاة هنا ، ليستقيم الإنسان كما أُمر ، وليطلب قوةً حتى يكون في معنى الإنسان ، الذي هو كلمة الله على هذه الأرض ، الذي هو خليفة الله على هذه الأرض ، الذي كرمه الله ، " ... كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..." ]الإسراء 70 [، الذي حمل الأمانة ، " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ... " ]الأحزاب 72 [، الإنسان الذي سواه الله ، " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا "]الشمس 7 [، الإنسان الذي علمه الله الأسماء كلها ، يوم علم آدم الأسماء كلها . هذا الإنسان فيه الحق وفيه الباطل ، فيه الخير وفيه الشر ، وقد تجلى هذا " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ ..." ]المائدة 27 [، فكان هذا تجسيداً للإنسان الواحد ، فإبنا آدم هما من آدم ، وآدم يحمل هذين المعنيين ، "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا " ]طه 115 [، "فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ..." ]البقرة 37 [.

0.31

خطبة الجمعه 15-12-2000
السيد علي رافع

إنا نريد ونطلب وندعو أن نحوّل كل كلماتنا الى طاقة في قلوبنا تدفعنا الى طريق الحق والفلاح. تدفعنا الى الصلاح. تدفعنا الى العمل الصالح الى القيام الصالح. الى القيام الذي نهيء فيه وجودنا الى نفحات الله والى رحمات الله ولفيوضات الله. نقوم حقا في تفكر وتدبر. وتذكُّر وتفكر في آيات الله وفي خلق الله (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران) ندرك أن وجودنا له هدف وله مقصود وله رسالة. وعلينا أن نؤدي الرسالة. وعلينا أن نقوم بما أودع الله فينا من أمانة. أمانة الحياة. لا نفرط فيها. فهي حياتنا وهي نجاتنا وهي طريقنا وهي معراجنا. أمانة الحياة التي أودع الله فينا. (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72)(سورة الاحزاب). قبل أن يحمل هذه الأمانة لم يكن شيئا مذكورا. "إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" كان مصيره الظلام. وكان مصيره الجهل. كان مثل أي كائن آخر يدور في فلك الحياة. من صورة الى صورة. دون أن يكون له قياما مميزا. إن الإنسان على هذه الأرض هو الكائن الوحيد الذي له كيان مميز. بعد أن حمل الأمانة. بعد أن نفخ الله فيه من روحه.

0.31

خطبة الجمعه 09-08-1991
السيد علي رافع

كل إنسان وقد أودع الله فيه أمانة الحياة مسئول عن أمانة الحياة به(أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)الإنسان حين يشعر بذلك يشعر بالمسئولية الكبرى الملقاه على عاتقه لأن بين يديه أمانة وعليه أن يصون هذه الأمانة وعليه أن يتعامل فيها وبها بما هو أفضل وأحسن. فالإنسان قد يقصر فيما يملك ولكن لا يستطيع أن يقصر في أمانة عنده.. فإذا إستشعر الإنسان أن وجوده أمانة من المعنى المكلّف فيه لو شعر الإنسان بذلك لراقب الله أكثر في كل ما يقوم به فهو لا يملك هذه الذات وإنما هذه الذات أمانة أعطاها الله له بالمعنى المكلّف فيه وبه وهو معنى الأنا في الإنسان الذي هو معنى الحياة.

0.3

خطبة الجمعه 12-11-2010
السيد علي رافع

كل هذه الآيات ، توضح أن الإنسان فيه أمانة الحياة ، وفيه سر الحياة ، وفيه علم الحياة . ولكن هذا السر ، وهذا الأمانة ، وهذا العلم ، متكنزٌ في الإنسان ، مغلفٌ بقيامه الماديّ ، الذي يساعده على القيام على هذه الأرض . لذلك ، فإن دعوة الحق للإنسان ، أن يعكس البصر إلى داخله ، ليبحث عن هذا الكنز فيه .

0.3

خطبة الجمعه 21-09-2012
السيد علي رافع

عباد الله: إن ديننا، قد كشف لنا أسرار الحياة، التي تُخرِجنا من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن الباطل إلى الحق. علمنا، أن الله أودع فينا سره، وأعطانا نِعَمَه، وحَمَّلنا أمانة الحياة. وأمانة الحياة، هي السر، الذي يُخرجنا من الموت إلى حياةٍ دائمة، "...اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ..."[الأنفال 24].

0.3

خطبة الجمعه 29-10-1993
السيد علي رافع

إن حياتكم ووجودكم منحة من الله لكم وقد حملتم الأمانة وتميزتم عن الكائنات وأصبحت أمانة الحياة بين جوانحكم وأصبحتم خلفاء لله على وجودكم. فالإنسان خليفة الله على الأرض كل إنسان يحمل معنى آدم الذي خلقه الله وأوجده وقال فيه(إني جاعل في الأرض خليفة)فعلاقتكم بربكم قائمة على محبة ورحمة علاقتكم بربكم قائمة على أن تكسبوا وجودكم وتطوروا من قيامكم وتصبحوا وجودا أكرم وقياما أعظم. علاقتكم بربكم هي أساس حياتكم وهي أساس مفهومكم وأساس كل أمر في وجودكم(عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)يوم حمل الأمانة يوم حمل السر الإلهي أصبح قادرا على أن يطور وجوده وعلى أن يعلو ويعرج ويسلك في طريق الله إن فعل تغير وتطور وإن لم يفعل إرتد الى ما كان عليه ظلوما جهولا وهذا هو الدين وهذه هي جميع الأديان جاءت لتعلم الإنسان جاءت لتطور الإنسان جاءت لتخبر الإنسان عن هذه الأمانة التي يحملها ليقدرها (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)..

0.3

خطبة الجمعه 22-09-2006
السيد علي رافع

الحمد لله الذي جعل لنا بيننا حديثاً متصلاً نتواصى فيه بالحق و الصبر بيننا، نتدبر أمور حياتنا وأمور ديننا، متخذين منهج ديننا بالتأمل العقلي، وفي التدبر الفكري، و في الاستحسان القلبي، وفي الرجوع إلى فطرتنا، وإلى ما أودع الله فينا من نعمه، ما فطرنا عليه بأمانة الحياة فينا " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " [الأحزاب 72]، فالإنسان بدون أمانة الحياة يصبح ظلوماً جهولا كما كان، وبأمانة الحياة يصبح خليفة الله على الأرض "... إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ...." [البقرة 30] ومعنى الخلافة هنا هو أن الله قد أودع في الإنسان ما يمكنه أن يكون خليفةً له على أرضه، وهذا سر الإنسان وهذه أمانة الحياة للإنسان، وأصبح الإنسان بعطاء الله له على صورته، خلق الله آدم على صورته "ما ظهر الله في شيءٍ مثل ظهوره في الإنسان"، " الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ "[الرحمن 1-4]، " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ "[العلق 1-5]، والقلم هو ما يُكتب به، وما يُكتب في الإنسان هو ما أنعم الله به على الإنسان من قدرة على التذكر والتعلم والاحتفاظ بالمعارف والمعلومات، فالإنسان عنده قلمه الذي يكتب الله به عليه، فيجعله واعياً ويجعله متعلماً ويجعله متذكراً، وهذا أمر اِختص به الإنسان بين الكائنات الأخرى.

0.3

خطبة الجمعه 09-04-2010
السيد علي رافع

عباد الله : إن في آيات الحق لنا ، إرشاداً وتوجيهاً وتعليماً ، لماهية حياتنا ومعنى وجودنا ومستقبل قيامنا . آيات الحق توضح لنا ذلك ، تعلمنا أن الإنسان يحمل أمانة الحياة ، وأن كل شيءٍ جاء من أجل الإنسان ، ليؤدي رسالته على هذه الأرض .

0.3

خطبة الجمعه 22-09-2006
السيد علي رافع

فلإنسان الذي لا يتعلم من تجربته فقد جزءً من أمانة الحياة فيه، لذلك قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه "لا يلدغ المرء من جحرٍ مرتين" وهذا تدليل على أن الذي به أمانة الحياة يتعلم يتغير يصبح أكثر قدرةً وأكثر علماً وأكثر معرفةً وأكثر خبرةً وأكثر تمرساً وأكثر إدراكاً، بهذه المعاني نُدرك أن ما أوجد الله في الإنسان لا يتعارض مع ما أمر الله به الإنسان، فأمر الله في الإنسان موجود في خلقة الإنسان، والعقل هو الأمر الظاهر من هذا الأمر، العقل هو الذي يلعب الدور الأكبر في توجيه الإنسان إلى وجهته المختلفة، هذا الإدراك وهذا الفهم يمكن أن نتعلمه من آيات الله ومن أحاديث رسول الله كما سلف وذكرنا في معنى الخلافة في معنى الأمانة في معنى التعلم " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا.." [البقرة 31]

0.29

خطبة الجمعه 03-11-2017
السيد علي رافع

"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"[الأعراف 72] ، فحال البشر قبل تلقّي الأمانة، أنّه كان في معنى الظّلوم الجهول، لا يعرف طريقه ولا يعرف حياته، ولا يمكنه أن يتصوّر حالاً غير هذا الحال، مثل باقي الكائنات لا يستطيع أن يتعلّم، ولا يستطيع أن يغيّر مثل باقي الكائنات.

0.29

خطبة الجمعه 25-11-1988
السيد علي رافع

إن بين أيدينا كتاب الحق وكتاب الحياة يعلمنا عن أنفسنا ويعلمنا عن حياتنا ويعلمنا عن قانون الحياة لنا يعلمنا معنى الإنسان معنى الوجود معنى التواجد على هذه الأرض معنى القيام على هذه الأرض معنى أمانة الحياة وسر الله بالإنسان وكيف أن الإنسان خليفة الله على الأرض.. إن هذه المعاني هي قانون الحياة هي جوهر الحياة هي العلم الذي يجب على كل إنسان أن يتعلمه في أي ملة كان وفي أي حضارة كان ولأي جنس ينتمي دين الحياة قانون الحياة. إن الأديان جميعها هي قانون واحد يعلم الإنسان هذه الحقائق يخبره عن نفسه وعن قديمه وحاضره وقادمه يعلمه كيف يستثمر وجوده وكيف يعمل عطاء الله له..

0.29

خطبة الجمعه 12-06-2015
السيد علي رافع

بحمله للأمانة خرج من ظلمه وجهله فأصبح الإنسان الذي [ما ظهر الله في شيءٍ مثل ظهوره فيه](1)، وكان الإنسان الذي هو خليفة الله على الأرض، فأصبح الإنسان بهذه الأمانة وبما علمه الله، "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا..."[البقرة 31]، فكان الإنسان بذلك هو الإنسان المتفكر المتدبر، الذي ينظر في الكون، والذي يذكر الله قياماً وقعوداً وعلى جنبه، "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"[آل عمران 191].

0.28

خطبة الجمعه 20-07-2001
السيد علي رافع

إن الإنسان عليه أن يقدر نعمة الحياة التي وهبه الله إياها. هذه النعمة وهذه الأمانة تمكنه أن يصبح خلقا آخر وأن يتطور الى ما هو أفضل وأقوم وأن يرتقي الى مقام أرفع ومرتبة أسمى. أمانة الحياة التي حملها الإنسان تمكّنه من الكثير. أمانة الحياة هي التي ميزته عن سائر الكائنات فأصبح له وجود متميَّز بين كل الكائنات. "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان". (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ (70)(سورة الإسراء) هذا التميز ولحكمة أرادها الله به. وهذه الحكمة أظهرها له وعلمه إياها يوم قال للملائكة "إني جاعل في الأرض خليفة". وما كانت خلافة الإنسان على الأرض إلا وسيلة أرادها الله للإنسان ليعرج فيه (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(39) ( سورة طه ) ويوم تخبرنا آيات الحق عما أعد الله للإنسان في قادم حياته. ما كل هذه الآيات إلا لنتعلم أنه من خلال وجوده على هذه الأرض سوف يكون في وجود آخر أكثر رقيا وأكثر جمالا وأكثر قدرة وأكثر حكمة وأكثر علما وأكثر محبة. فالدنيا بالنسبة للإنسان وكسبه عليها هي كل شيء له. إنها حياته إنها إرتقاؤه إنها هدفه إنها مقصوده يوم يجعلها كسبا له في الله. وهذه قضية الإنسان والله غني عن العالمين "لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء".

0.28

خطبة الجمعه 28-11-1986
السيد علي رافع

إن دعوة الإسلام وهي تدعو الناس جميعا تحدثهم عن أنفسهم وعن قيامهم ووجودهم وعن قيمة إنسانيتهم وقيمة ما فيهم من سر الحياة (قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم أنهم المقصودون قل لهم أنهم المطلوبون إن الحياة من أجلهم (خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب)(عرضنا الأمانة على السموات والأرض فأبينا أن يحملنها وحملها الإنسان)حملها الإنسان حمل أمانة الحياة حمل سر الحياة كلشيء في هذه الحياة من أجله من أجله ليكون إنسانا حقا حلمها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا فحمل الأمانة فأصبح يحمله الأمانة خليفة الله على أرضه حمل الأمانة التي تحوله منظلمة وجهله الى حقه وعلمه تخرجه من الظلمات الى النور تحول ظلامه الى نور وتحول جهله الى معرفة وتحول فناءه الى بقاء فكان هو المقصود وكان الإنسان هو المطلوب فأرسل الحق له رسالات ليعلمه عن وجوده وليعلمه عن حقيقته.

0.28

خطبة الجمعه 17-05-1991
السيد علي رافع

نسأل الله ونتوكل على الله ونقصد وجه الله في كل أعمالنا وفي كل أحاديثنا مدركين أن الحق والخير متواجدان دائما في فطرة الإنسان التي فطره الله عليها وأن حياتنا ووجودنا للبحث عن هذه المعاني فينا وللبحث عن هذه المعاني حولنا نتجه الى قلوبنا لنشهد معاني الحق فينا كما نعرض أنفسنا لنفحات الحق حولنا فالحق فينا والحق علينا والعلم فينا العلم فيمن حولنا. خلق الله الإنسان ليكون قياما وسطا بين ما هو فيه وما هو عليه ليتعلم الإنسان مما هو فيه وليتعلم مما هو حوله فإذا نسى الإنسان ما فيه أصبح قياما خاويا مندفعا في أي إاتجاه يساق إليه وإذا نسى الإنسان ما حوله أصبح عرض لعز نفسه وكبريائها لا يتقدم الى الأمام وإنما يتراجع لأنه لا يتصل بقوة تمده بمعاني الحياة فيجتر ما في داخله ويحترق دون أن يضيف الى وجوده شيئا. أما إذا تمسك الإنسان بمعناه كما تمسك بمعاني الحق حوله فبحث عن العلم في كل مكان وزمان وعلم أن الله ما خلقه في بيئته ومجتمعه التي تواجد فيها إلا لأن في ذلك خيره كما أنه لم يخلقه في هذا المكان وبهذه الصفات والإمكانات إلا لأن في ذلك خيره أيضا.

0.28

خطبة الجمعه 26-03-1993
السيد علي رافع

إن كل حياتنا وكل وجدنا وكل قيامنا هو لنكن عبادا لله. نعد وجودنا لنفحات الله(ا خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)(عبدي أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون)(خلقت كل شيء ن أجلك وخلقتك من أجلي)(تخلقوا بأخلاق الله)(خلق الله آدم على صورته)(ما ظهر الله في شيء ثل ظهره في الإنسان)(عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)(يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)(سنريهم آياتنا في الآفاق في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)كل هذه الآيات وكل هذه الأحاديث تحدثنا عن الإنسان وعن خلق الإنسان وعما ظهر عليه الإنسان وعما سيكون عليه الإنسان فالحديث عن الإنسان وعن علاقته بربه هو جوهر الحياة ا هي علاقة الإنسان بربه. ما هي علاقة الإنسان بحقه. كيف أن الإنسان يتميز عن باقي الكائنات بما حمله الله من أمانة الحياة وسر الحياة.

0.28

خطبة الجمعه 01-04-2016
السيد علي رافع

بل أن في هذا القليل ما يُكسِبنا هذه الحياة، وما يغيِّرنا إلى ما هو أفضل وما ينطلق بنا إلى ما هو أعلى، وهذا سرّ الحياة فينا، وهذه هي أمانة الحياة التي حملها الإنسان. والحياة التي حملها الإنسان ليست في أن يجعله ذلك يتحرك، أويتعلّم، أو أن يفعل أفعالاً بعينها فقط، وإنما هذه الحياة تُكسِبه حياةً دائمة، حياةً أبدية، "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"[آل عمران 169].

0.28

خطبة الجمعه 27-05-1994
السيد علي رافع

إن هذا المعنى فيك الذي يستجيب للتوجيه والذي يحيا بالتذكير والذي يتفاعل مع الحقيقة وأمانة الحياة التي حملتها بمعنى الإنسان فيك وهذا ما يجعلك متميزا عن باقي الكائنات في الأرض وما بعدها وما قبلها فأنت مخاطب يا إنسان في ماضيك ويعلمك الله عن ماضيك(إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقول يوم القيامة إنا كنا عن ذلك غافلين)فهذا تمييزك في الماضي وتمييزك في الحاضر في قيامك اليوم(عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)هذا تمييزك اليوم أنك بمعنى الإنسان تحمل أمانة الحياة وتمييزك في المستقبل (يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)(يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)تميز الإنسان في ماضيه وفي حاضره وفي مستقبله(ما ظهر االله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)(سبح إسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى)خلق فسوى ثم سواك رجلا ألهمك ما فيه خيرك وإرتقاؤك وما فيه بعدك وإرتدادك وهذه هي قمة التسوية والتجلي بمعاني الخالق في هذا القيام المتميز الذي هو الإنسان لذلك فإن علينا اليوم أن نتجه بقلوبنا الى الله وأن نستمع الى القول فنتبع أحسنه وأن نجاهد نفوسنا وأن نحاول أن نكون أفضل قياما وأفضل حالا وأفضل سلوكا وأن نعلم أن الله قد قدر فهدى ونطمع في أن نكون من هداهم الى الخير والرشاد فنجاهد ما فينا من ظلام وظلم ونتجه بالدعاء وبالرجاء في كل لحظة من لحظات حياتنا وفي كل عمل من أعمالنا أن نكون وجودا في الله أفضل وقياما في الله أكرم.

0.28

خطبة الجمعه 27-09-1996
السيد علي رافع

وقصة آدم تعبر أيضا عن هذه الحقيقة، إن الإنسان كان قبل أن يهبط إلى هذه الأرض "إنى جاعل فى الأرض خليفة" فكان وجود الإنسان على هذه الأرض هو خلافة لله عليها، وهو معنى " ما ظهر الله فى شيئ مثل ظهوره فى الإنسان" ومعنى الحديث القدسى "خلقتك لنفسى ولتصنع على عينى" فوجود الإنسان على هذه الأرض هو وجود ليكسب الإنسان منه معنى خلافته لله على هذه الأرض، لذلك كان الإنسان على هذه الأرض هو الكائن الوحيد الذى حمل أمانة الحياة، وأصبح بما أودع الله فيه من سره قادرا على أن يدرك بعض أسباب الحياة، ويستطيع أن يمارس هذه الأسباب، وهذه القوانين التى تحكم الخلق على هذه الأرض، وبذلك يكون الله قد أطلعه على بعض من أسرار الحياة التى يستطيع أن يتعامل معها، ويستطيع أن يطور بها حياته على هذه الأرض، وأن يكون أداة خير لكل الكائنات القائمة عليها.

0.28

خطبة الجمعه 26-05-2000
السيد علي رافع

إن كل ما أمر به ديننا هو ليعلمنا كيف نكسب حياتنا وكيف نُعدُّ وجودنا لحياة مقبلة. كيف ننمي ما فينا من معنى الحياة. كيف نصلح ما فينا من بذرة الحياة. "إن في الجسد مضغة لو صلحت لصلح البدن كله". إصلاح القلوب. وإصلاح القلوب لا يكون إلا باتباع المنهج الذي وضعه الله لإصلاحها. وهذا المنهج مبني على مجاهدة النفس. مجاهدة النفس الأمارة بالسوء. ومؤسس على ذكر القلوب. ذكر القلوب لمعنى الحياة. وقلب الإنسان لا يعني القلب المادي. وإنما يعني جوهر الإنسان. داخل الإنسان. سر الله في الإنسان. روح الله في الإنسان. كل هذه القدرات التي هي وراء الذات. قدرة الفكر والعقل. وقدرة الذكر. والإحساس والتذوق. إنها قدرات وراء هذا الجسد المادي. إنها ما وراء المادة. إنها القوة التي تستخدم هذا الجهاز المادي. إنها أمانة الحياة التي أودعها الله في الإنسان. "عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" بدون هذه الأمانة. هو ظلوم جهول. وظلوم هنا تعني مادة. ليس به نور. قيام معتم. قيام مظلم. قيام لا يضيء للآخرين ولا يضيء لنفسه. وجهول تعني إنه ليس عنده قدرة على التعلم والتدبر والتفكر. لا يستطيع أن يحلل وأن يركِّب. لا أن يسمع ويتدبر ولا أن يشهد ويتفكر. قيام مادي. مثل الكائنات الأخرى. بأمانة الحياة التي حملها تغيرَّ حاله وتغير قيامه. لم يصبح ظلوما جهولا وإنما أصبح منيرا عارفا عالما.

0.28

خطبة الجمعه 08-10-2010
السيد علي رافع

عباد الله: إن ما جاء به ديننا ، فيه توجيهٌ وإرشاد ، إلى ما أودع الله فينا من أسرار ، "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" [الذاريات 21] ، "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ..." [فصلت 53] ، ".. عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً" [الأحزاب 72] ، كان"... ظَلُوماً جَهُولاً" قبل أن يحمل أمانة الحياة ، أما يوم حمل أمانة الحياة ، فقد أصبح الإنسان الذي [لم يظهر الله في شيءٍ مثل ظهوره فيه] (1) ، أصبح الإنسان الذي كُرِّم ".. كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..." [الإسراء 70] . فكان الإنسان بفطرته ، وبأمانة الحياة فيه ، وبصبغة الله التي صبغه عليها وبها ، وبروحه التي نفخ فيه ، وبسره الذي أوجد فيه ، هو خليفة الله على هذه الأرض .

0.27

حديث الخميس 04-03-2010
السيد علي رافع

فكما نذاكر دائماً ، أن هناك ديناً واحداً ، وقانوناً واحداً ، يحكم وجود الإنسان على هذه الأرض ، ومع أن كل الأديان ، خاطبت الناس ، في كل زمان وفي كل مكان ، بهذه المعاني ، وهي تحدثهم عن معنى وجودهم ، وعن معنى قيامهم ، في المقام الأول ، وأن الإنسان فيه فطرة الحياة ، وفيه قانون الحياة ، "... خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" [التين 4] ، [ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان](1) "... كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..."[الإسراء 70] ، "... إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ..." [البقرة 30] ، "..عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ..." [البقرة 31] ، كل هذه المعاني ، أو كل هذه الآيات ، بتشير إلى أن الإنسان بفطرته ، وبما أوجد الله فيه من سره ، وبما حَمَّله من أمانة ، فسر الله فيه ، وقانون الله فيه .

0.27

خطبة الجمعه 03-11-1995
السيد علي رافع

إن الله بلانهائي قدرته خلق الإنسان (ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)لأنه جعل الإنسان خليفة له على الأرض ونفخ فيه من روحه ومن سره فجعل فيه صلاحيات منفردة إنفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات.. فالإنسان فيه قدرات وطاقات فيه إرادة فيه قوة فيه سر حمل الأمانة.. أمانة الحياة وبهذه الأمانة يستطيع أن يغير نفسه(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)المهم أن يكون الإنسان راغبا يريد أن يتغير فإذا كانت هناك إرادة حقية وحقيقية يستطيع الإنسان أن يفعل الكثير.. وبذلك كان الإنسان بخلقه على هذه الأرض كيانا قائما بذاته وعالما قائما بذاته(وتحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر)(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)..

0.27

خطبة الجمعه 16-12-1988
السيد علي رافع

إن قانون الحياة حين يعلمنا عن أنفسنا يصف لنا حال الإنسان(فأما الإنسان إذا ما إبتلاه ربه فأكرمهونعمه فيقول ربي أكرمني وإذا ما إبتلاه فقدر عليه رزقه يقول ربي أهانن)إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد يتحدث عن الإنسان في أحواله المختلفة وهذه صورة من صور الإنسان وتواجداته من صور الإنسان وأحواله يتحدث عن الإنسان في كماله(خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)ويتحدث عن الإنسان في رجوعه (ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)فهم في أحسن تقويم وسيظلون في أحسن تقويم وسيعرجون من قيام الى أقوم ومن حسن الى أحسن.(الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان)الإنسان تعلم البيان من الرحمن (عرضنا الأمانة على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان)حمل الإنسان أمانة الحياة (ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)وأنعم الله بنعمه على الإنسان (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)(كرمنا بني آدم)..

0.27

حديث الخميس 01-04-1999
السيد علي رافع

هو الفهم في شهادة أن لا إله إلا الله والفهم في شهادة لا إله إلا الله يستلزم فهم في قضية الإنسان وهدف وجوده على هذه الأرض، ومن هنا كان الإستقامة في هذا المفهوم، هو أساس السلوك المستقيم، ولا يمكن أن يفهم الإنسان عن قضيته على هذه الأرض، إلا من خلال ما كشف الله له عنه، ليست القضية هي قضية منطق فقط ولا عقل فقط، ولكن العقل والمنطق نستخدمها لفهم ما جاء لنا وما أُمرنا به وما كُشف لنا، فحين يقول الله عز وجل "عبدي أطعنى أجعلك ربانيا تقول للشي كن فيكون" ويقول "خلقتك لنفسي ولتصنع على عيني" كل هذه الأحاديث القدسية، تفهّمنا وتعرّفنا عن ماهية الإنسان وعن قضية الإنسان، حينما تجيء الآيات وتوضح لنا أن دعوة الله ورسوله إلينا حتى نحيا حين يقول لنا "لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون" حين ندرك أن القضية هي قضية حياة، وحين يجيء لنا المفهوم الغيبي في معنى البعث، من أن قضية الإنسان أنه سوف يحيا مرة أخرى، ويعلّمنا هذه القضية في قضية البعث، ويعلمنا أن الإنسان سوف يكون في حياة أكثر رقيا وأكثر جمالا، إذا أدرك حقيقة الحياة، كل هذه المعاني تعرّفنا عن أن الإنسان بوجوده على هذه الأرض هو مخلوق لأن يحيا، هذا هو الهدف. أن يكون حيا. والحياة تعني أن تحافظ على ما فيك من هذا السر الذي أودع الله، وقال "عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" فهنا الإنسان هو الذي يحمل هذه الأمانة، وهذا واضح على هذه الأرض فيه تميّز للإنسان عن باقي الكائنات، فهو يتميز بمعنى يختلف تماما عن باقي الكائنات بجميعها، إذا كانت الكائنات الحيوانية تشاركه في التكوين الجسدي وفي سر الحياة أيضا وفي نوع من الذكاء الفطري والرغبات المتماثلة، إلا أن الإنسان يتميز بالعقل يتميز بالفعل يتميز بالإبداع، يتميز بقدرته على العمل، وعلى التغيير وعلى التبديل، بصورة واضحة جلية، فهنا الإنسان فيه قوة.

0.27

خطبة الجمعه 20-07-1984
السيد علي رافع

تعلمنا أن الإنسان وقد تواجد على هذه الأرض فكان بتواجده خليفة لله عل أرض ذاته حمل الأمانة أمانة الحياة (ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)فأوجد الله في الإنسان بذرة الحياة ونقطة البدء في طريق النجاة أوجد الله في الإنسان معنى القلب (ما وسعتني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن)0إن في الجسد مضغة لو صلحت لصلح البدن كله ألا وهي القلب)فكان القلب رمزا لبذرة الحياة في الإنسان ورمزا لطاقة البدء في الإنسان منها ينطلق الإنسان باحثا عن معنى الحياة منها يبدأ الإنسان في تقوى الله منها يبدأ الإنسان في ذكر الله منها يبدأ الإنسان في دعائه لله.

0.27

خطبة الجمعه 19-09-2003
السيد علي رافع

قضيتنا على هذه الأرض أن نتعلم أولا معنى من معاني وجودنا وأن يكون لنا فهم في هذا التواجد على أرضنا وأن نسمع إلى الحق فينا وإلى الحق علينا. وهو يخبرنا كيف نستطيع أن نتحكم في هذه الذات. بحيث نوجهها إلى ما ينفعنا كمعانٍ وأرواح. فما أُعرنا هذه الذات على هذه الأرض إلا لنحقق بها رسالة ولنحقق بها هدفا. (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72)(سورة الاحزاب) فالإنسان قبل أن يحمل الأمانة كان لا شيء. كان ككل شيء. وبحمله للأمانة أصبح كل شيء. أصبح الإنسان الذي ما ظهر الله مثل ظهوره فيه. الإنسان الذي خلّفه الله على الأرض. فأمانة الحياة بهذا التواجد على هذه الأرض هو لتحقيق معنى أكبر. وبفقد الإنسان لهذه الأمانة يصبح حجارة أو حديدا. (قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا(50)أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ (51) (سورة الإسراء ) (النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (24)(سورة البقرة) فالناس هنا كالحجارة لا قيمة لهم ولا حياة لهم. الله ورسوله يدعو الإنسان لما يحييه. يدعو الإنسان لما يبقيه. هكذا نحاول ونجتهد أن نعمل عملا صالحا يخرجنا من ظلمات نفوسنا بعون الله ورحمته. (الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (257)(سورة البقرة) الخروج من الظلمات إلى النور بعون الله. علينا أن نكون مؤمنين. ولا نكون مؤمنين إلا بأن نعمل عملا صالحا. وصفة الإيمان لا نوصف بها إلا إذا أتبعناها بالعمل الصالح.

0.27