خطبة الجمعه 29-06-2001 السيد علي رافع لأن الله من وراء كل شيء بإحاطته. (خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ(4)ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ(5)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ(6)( سورة التين) لذلك أنت ترى أمامك اليوم قدرة الله اللانهائية التي تقف أمامها عاجزا وأنت ترى هذا الكون يتسع أمامك. بصورة معجزة لا تعرف الى أين؟ وكيف يكون هذا الإتساع بهذه السرعات الهائلة؟. يريك الله آياته أمامك لتدرك أنك أنت أيضا يا إنسان يمكنك أن تنطلق هذه الإنطلاقة الكبرى بصورة لا تستطيع أن تتخيلها أو أن تتصورها (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53)(سورة فصلت) فإذا عكست البصر الى داخلك. ونظرت في خلق وجودك المادي وفي أسراره اللانهائية التي يقف الإنسان أيضا عاجزا عن فهمها. عرفت معنى سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53)(سورة فصلت) " إنه الإفتقار الى الله. أن تدرك عجزك وأن تدرك إفتقارك. وأن تدرك حاجتك. "(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ(15)(سورة فاطر) إن كل الآيات التي نقرأها عن تأمل الأنبياء والرسل في هذا الكون. نرانا اليوم أمام تأمل أكبر لما أصبح معروفا لدينا. إنه يجعلنا أكثر إفتقارا وأكثر عجزا وأكثر إدراكا لضآلتنا. ولكن ليس هكذا يستقبل الإنسان الأمور. فإن من الناس من يظن أنه أصبح قادرا عليها. وآيات الحق تعلمنا ذلك وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا(24)(سورة يونس) العلم الذي كان يجب أن يجعله أكثر إفتقارا الى الله وأكثر إدراكا لجهله وحاجته. 0.59 |
خطبة الجمعه 29-06-2001 السيد علي رافع يمكن أن يظن الإنسان أنه قد علِم. وأصبح قادرا على هذه الدنيا وما فيها. ولا يتعلم أنه كلما علِم كلما جهل أكثر "يظل العالم عالما حتى يظن أنه قد علم فقد جهل" إن العالم حقا هو الذي يشعر بجهله دائما وبإفتقاره دائما وبعجزه دائما. ويسأل الله أن يعلمه وأن يرشده وأن يوجهه. إن كل علم على هذه الأرض. هو علم في الله. ويمكن أن يستفيد منه الإنسان في سلوكه وفي مجاهداته وفي جهاده لنفسه حتى يتغير ويتطور. ويصبح خلقا آخر. يصبح وجودا صالحا. إن الوجود الصالح ليس بأن تقول أني صالح أو أني سوف أصلُح. ولكن الوجود الصالح يكون برحمة الله وبتوفيق الله لأن التغيير في النهاية لله. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (11)( سورة الرعد)فالتغيير في النهاية لله. أنت تغير. تحاول أن تغير. ولكن لا يتم التغيير إلا برحمة الله وبتغيير من الله. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ(19)( سورة إبراهيم) وأنت تريد أن تكون إنسان آخرا. إنسانا صالحا يُذهِب الله ما فيك من ظلام ويحل محله نور على نور حتى تصبح إنسان منيرا. 0.37 |
حديث الخميس 19-07-2001 السيد علي رافع يعني بنتكلم عن كون يتسع بسرعات فائقة وسعته ملايين السنين الضوئية الذي لا تستطيع أن تتخيل هذا الحجم الهائل وكيف يتسع بهذه السرعات. وأنت في هذا الكون وهذه الأرض بكل ما عليها هي أقل من ذرة رمال في صحراء متناهية الأطراف. الإنسان إذا بدأ وتكلم ماذا يتكلم وماذا يقول عن هذا الخالق المبدع الذي ليس كمثله شيء؟. ومَن هو في هذا الكون؟. في نفس الوقت يدرك تماما أن هذا لا يعني أن هذا التضاؤل الذي يشعر به أنه لا يساوي شيئا إلا أنه يساوي الكثير بل أن كل ذرة في هذا الكون وكل كائن في هذا الكون بما فيه من الحياة التي وهبها الله له. فهنا الشعور بالتضاؤل لا يعني عدم القيمة ولكن يُشعِر الإنسان بالعبودية لله حقا,, يشعر بهذا المعنى بقيامه وبفعله وفي تفكيره وفي معاملاته (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) وهو يشعر بذلك. والقانون يعلمنا ذلك. (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) إنما أن تشعر أنت بذلك فعلا فهذا هو الفارق. بين الذي يشعر بعبوديته لله حقا وبين الذي هو بقانون الحياة هو كذلك ولكن لا يعلم عن ذلك ولم يتعلم ذلك؟ من هنا مع منتهى الإحساس بضعف الإنسان وافتقاره الى الله. إلا أنه يعلم أن الله قد علمه وأوجد فيه سره وقال له "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان" "خلق الله آدم على صورته" والإنسان بمعنى وجوده على هذه الأرض حمل الأمانة. 0.29 |