خطبة الجمعه 18-09-2009
السيد علي رافع

إن الذين يتحدثون أن الدين لا يُفهم بالعقل ، إنما يتحدثون عن أمورٍ محددة ، فحين نقرأ تاريخنا ، نجد أن الأمثال التي ضُربت للتدليل على أن الدين لا يُفهم بالعقل ، نجدها محدودة ، في إطارٍ يُعقل أيضاً . فإذا قِيل مثلاً أن الدين قد أمر بعددٍ معينٍ من الركعات في كل صلاة ، وعلينا أن نقبل ذلك ـ وليس هناك عقل في قبول ذلك ، نقول: أن العقل كل العقل في قبول ذلك ، لأن القضية ليست في أن نناقش بالعقل عدد الركعات ، ولكننا يمكن أن نفهم أن هذه الأمور أمورٌ توقيفية ، فإذا قال لك صَلِّى ، والقرآن يقول لنا ذلك ، القرآن يتكلم عن الصلاة بصيغٍٍ مختلفة ، " وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ "[الأعلى 15] ، "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ .."[البقرة 43] .

0.5

خطبة الجمعه 18-09-2009
السيد علي رافع

إن الذين حصروا الدين في الشكل ، هم الذين يقولون بأن الدين لا يُفهم بالعقل ، وهذا أيضاً غير صحيح ـ كما أشرنا ـ لأن الصورة هي صورة ، ولكن القضية هي ما تحمله الصورة من رسالة ، فهذه هي التي تُعقل وتُفهم وتُناقش ، ويكون لكل إنسانٍ مفهوم وهو يمارسها ، وهذه هي النية التي هي أساس العبادة ، النية لا تكون إلا بأن يكون هناك فهم وراء ما تقوم به ، وإذا لم يكن هناك فهم وراء ما تقوم به ، فكيف تستقيم النية ؟

0.38

خطبة الجمعه 18-09-2009
السيد علي رافع

أما الصلاة كقضية فهي تُعقل ، لأن الإنسان في حاجةٍ إلى طاقة من الغيب ـ كما نشرح دائماً ـ وممارسته لأي صورةٍ من الصور التي تجعله يتجه إلى الغيب ، هي التي تجعله في صلاة ، ومن هنا فحين نؤمر بالصلاة فالأمر مقبول عقلاً ، والعقل يستطيع أن يجد في الصلاة وسيلةً لممارسة هذا الارتباط بالغيب .

0.37

خطبة الجمعه 24-10-2014
السيد علي رافع

وقد يحدث خلطٌ بين هذا المفهوم، وبين أمورٍ غيبيةٍ في الدين، وهذه الأمور ليس محلها العقل من ناحية الشكل. فأنت لا تستطيع بالعقل أن تحدد شكل الصلاة، وأن شكل الصلاة بهذه الصورة أفضل من هذه الصورة، لأنه أمرٌ توقيفيّ، أنك تُقيم الصلاة.

0.34

حديث الخميس 27-04-2000
السيد علي رافع

وهي وسائل يستطيع الإنسان أن يعطي فرصة لفطرته الروحية والمعنوية أن تنمو وأن لا تتأثر بالظلام المادي. وهي تتناسب مع ما يقوم به الإنسان من فعل في هذه العبادة وفهم لها. فتجيء الآية مثلا وتقول "ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" الذين لا يدركون معنى الصلاة. الذين هم يراءون ويمنعون الماعون. بيوضح لنا هذه القضية. يعني الإنسان الذي لا يدرك معنى الصلاة فإذن فلماذا هو بيصلي. لأنه يريد أن يقولوا مثلا أنه مصلي ولأنه يقوم بذلك بعملية تلقائية. عليه أن يقاوم هذا الفهم وأن يفهم ماهية الصلاة. حتى لا يسهى عن هذا المعنى. لا يسهى عن معنى الصلاة. وده اللي احنا بنقوله في معنى النية في كل عبادة. أن النية هى أساس العبادة كما نفهم. وكما يقولون حتى في الفقه وفي كل الأمور أن العبادات تفْرق عن الأعمال الأخرى في أن أساسها النية. النية هنا أن تقيم صلة. أن تكون في صلاة أن تكون في وصلة أن تكون متعرض لنفحات الله. أن تكون داعيا الى الله أن تكون سائلا الله. والحديث يقول من لم تنهاه صلاته فلا صلاة له. فلن تؤدي الى شيء. من هنا ليست القضية هي فعل مادي فقط ولكن هو فعل معنوي.

0.32

حديث الخميس 28-03-2002
السيد علي رافع

الحديث العقل اصل ديني. ونجد في بعض أو المذهب الزيدي الشيعي بوجه الخصوص نجد أنه يضع العقل في المقام الأول في الإدراك وفي الإجتهاد وفي المعرفة وفي التعرف. لا العقل لحد ذاته أنه سوف يضع أمور من فراغ ولكن لأنه الوسيلة التي سوف يستخدمها الإنسان ليتعرف على ما أُمر به. فلا يتصور إنسان يقرأ كتاب الله ويقرأ سنة رسول الله سيستطيع أن يقوم بما فيه من معاني وهو لا يملك عقلا. إذا لو تصورنا جدلا أن إنسان يقرأ كتاب وليس عنده عقل فهو لا يستطيع أن يتفهم حتى الكلمات الموجودة لأن الكلمات لها دلالات والدلالات موجودة في العقل وبتعبر عنه. والعلاقات هي أن يصل من هذه العلاقات الى معاني. من هنا كان العقل في المقام الأول وهذا ما نقوله نحن دائما حين نقول أن بعض الفقهاء أو العلماء يقولوا عليك أن تُعمل عقلك حتى تعرف أن هناك الله ثم بعد ذلك لا تُعمل عقلك. نحن نقول هذا لا يكفي إذا كان أنت وصلت بالعقل بهذا المنطق أنك شعرت بوجود الحق وبوجود الغيب. العقل هنا إذن هو نعمة كبرى. لا أستطيع بعد ذلك أن تقول لي حين تأمرني بفعل أن لا يمر هذا الفعل على عقلي. إنه سيمر سيمر. إن قال لي إفعل كذا حتى معنى الأمر بإفعل يجب أن يمر على العقل وأفهم ماذا أفعل وكيف أحول هذه الكلمات الى سلوك.

0.32

خطبة الجمعه 18-09-2009
السيد علي رافع

نحن نفكر ونتفكر ونتدبر في ظاهر الحياة لنا ، فيما أظهر الله لنا ، أما ما أخفى عنا ، فهو غيبٌ لا يمكن بأي صورةٍ من الصور أن نتحدث عنه ، بأن نضرب صوراً أو أمثالاً أو أشكالاً عن هذا الغيب . لذلك فالإسلام دين الواقع ، دين الحياة ، دين ما تستطيع أن تراه وتتعامل معه ، هذا محل فكرك وعملك ، أما علاقتك بالغيب ، فهي علاقة إيمان ، "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ..." [البقرة 2، 3] ، أما في الشهادة فإنهم "...وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"[البقرة 3] .

0.31

حديث الخميس 03-04-2014
السيد علي رافع

فإذا حج يكون له مفهوم في الحج، وإذا صلى يكون له مفهوم في الصلاة، وتصبح تأديته للفعل قائمة على أساس من نية، لإنه النية معينة في إتيان هذا الفعل، والنية لا يمكن أن تقوم بصدق إلا إذا سبقها فهم في الموضوع الذي تقوم به، فتكون لك نية في إنك تريد قوة مثلاً في الصلاة، أن تقيم صلة مع مصدر يمنحك قوة، أو مع هذا الغيب الذي أنت لا تعرفه، والذي أوجدك، والذي تشعر به في وجودك، دون أن تستطيع أن تحيط به أو أن تلحق به.

0.31

حديث الخميس 15-02-2001
السيد علي رافع

من هنا لا نستطيع مثلا أن نقول أن كل هذه الأمور هي أمور مادية. وأن كل هذه الأمور هي أمور معنوية روحية. وإنما هي. كل أمر في واقع الأمر له الجانبان وله الشقان. فإذا تعلمنا هذا وأدركنا هذا فلن نقسِّم حياتنا الى قسمين. وإنما سوف نعرف أن القضية هي قضية واحدة. وهي أن نكون عبادا لله صالحين أو لا نكون كذلك. وأنه ليس الذي يصبغ على عمل الإنسان معنى الكسب في الله. هو العمل في حد ذاته وإنما هو نيته في قيامه في هذا العمل. لذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام. "نية المرء خير من عمله" ولذلك أيضا ندرك أن النية هي الأساس في كل عبادة كما نشرح ذلك دائما. فالصلاة لا تستقيم إلا بالنية والصوم لا يستقيم إلا بالنية والحج لا يستقيم إلا بالنية والزكاة لا تستقيم إلا بالنية. كل الأمور وكل العبادات لا تستقيم إلا بوجود النية.

0.3

خطبة الجمعه 19-07-1985
السيد علي رافع

إن البعض يظن أن يوم نلجأ الى التعقول فنستشيرها والى ما هو أحسن فنتمسك به فإن هذا قد يضلنا عن طريق الله لأن العقول قد تخرج بفهمها عن معنى الحياة وتقول إن الحياة هي مجاهدة وأن الحياة هي ذنب ومغفرة هي خطأ وصواب هي خطأ وتصحيح وأن العقول لا تستوي ولذا فوجب أن يكون هناك حوارا مستمرا على جميع المستويات فالعقل لإنسان ما قد يضل صاحبه ولكن العقل ليس في دوام ما يضل صاحبه لا إنا لا نعمم القول.. اي عقل هذا الذي نتعامل معه وأي عقل هذا الذي يتفكر ويتدبر إن العقول تتباين والتباين بينها كالأرض والسماء فلا يصح أن نعمم القول لأن إنسانا قد ضل بعقله ولا يصح أيضا أن نعمم القول لأن العقل هو الأساس لأن إنسانا فلح بعقله إنما نقول إن العقل في مضمونه في البشرية جميعها يوم يطلق له ويفتح له الباب ستتحاور العقول ولن يبقى إلا ما هو أحسن.

0.3

خطبة الجمعه 27-08-2010
السيد علي رافع

إن مقولة: أن الدين لا يُعرف بالعقل ، لا تنطبق إلا على هذا الجزء الظاهر من الدين ، لأن ليس هناك ما يمكنك أن تعقله ، في العدد وفي الزمن وفي المكان ، ولكن يمكنك أن تتأمل في العدد والزمن والمكان ، لتعرف رسالةً . ولكن لا يمكنك أن تقول: أن العقل ـ والعقل هنا هو أن هناك منطقٌ ظاهري ـ يُمَكِّنك بأن تقول: أن هذا العدد أفضل من ذاك العدد ، فلا تنطبق هذه المقولة ، إلا على هذه الأمور الظاهرة ، وإن كان في نفس الوقت ، يمكن للعقل أن يتأمل في دلالاتها .

0.29

خطبة الجمعه 24-10-2014
السيد علي رافع

فإذا كان رسول الله ــ صلوات الله وسلامه عليه ــ سَنَّ لك سنة وعلمك أمراً، فأنت وأنت تقوم به تُوصَل أيضاً برسول الله. وهذا أمرٌ لا نناقشه بالعقل، بمعنى أن نناقش شكل الصلاة، أو عدد ركعاتها، أو أي صورةٍ أخرى من أركانها مثلاً، وهكذا في كل العبادات. إنما العقل هنا هو أن نفهم، أو نحاول أن نفهم، أو أن يكون لنا فهم في مفهوم ما نقوم به ـ أن يكون لنا فهم في إقامتنا لما نقوم به.

0.29

حديث الخميس 21-11-2002
السيد علي رافع

وكما نتذاكر في أحاديثنا أن الهدف هو أن نتواصل بمعاني الحق ومعاني الحياة حتى نكسب كرتنا وتكون كرة ناجحة فالحة صالحة رابحة. وهذا هو ما يطلبه الإنسان على هذه الأرض إن كان من الذين يؤمنون بالغيب. فبدون الإيمان بالغيب والإيمان بإمتداد الحياة لا يكون لأي عمل روحي أو معنوي معنى. من هنا كان الإيمان بالغيب يسبق أي عمل صالح وهذا ما نجده في كثير من الآيات (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (8)(سورة فصلت) "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(3) ( سورة البقرة) وبعد إيمانهم بالغيب (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) . فهنا الإيمان هو أساس أي عمل صالح يقوم به الإنسان. والإيمان هو أمر فيه عظمة الله في الإنسان بتتجلى في الإيمان. عظمة الله للإنسان لأن أساسه التكريم وليس هناك أمر مقيد. تستطيع أن تقيسه وتقول أنا مؤمن بهذا الأمر المقيد المشهود. هذا نشرحه دائما حين نتأمل أن التغيير والإبداع والإصلاح والبناء والتعمير لا يكون إلا بأن يؤمن الإنسان بقضية معينة وهذه القضية موجودة في عقله في إدراكه ولكن ليست موجودة على أرض الواقع. ومن هذا الفكر الموجود في العقل ينطلق الإنسان في العمل. من هنا أيضا نجد أن الإيمان بالغيب والإيمان باليوم الآخر هو إيمان محله العقل وفي التجريد وليس في التقييد.

0.27

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.27

خطبة الجمعه 12-02-1999
السيد علي رافع

ولا يجب أن نقف بعقولنا عند ما تشهده عيوننا، وإنما يجب أن ننطلق بعقولنا في أعماق لا تُشهَد إلا بالعقل، فكثير من الأمور التي نعقلها، لا نستطيع أن نراها بعيوننا، وقد كَشف لنا العلم عن أمورٍ كثيرة، لا نستطيع أن نراها بعيوننا، ولكننا نَعقلها بعقولنا، فالذرة ومكوناتها، لا نستطيع أن نراها بعيوننا، ولكننا نرسمها في كتبنا، ونستطيع أن نتكلم عن مكونات فيها، وكل يوم يكتشفون مكوناً جديدا لم يكونوا يعرِفوه، وهكذا عن الكون المحيط بنا، لا نستطيع أن نخرج منه ونراه بعيوننا، ولكننا نعقله بعقولنا، فالآيات تحدِّث عقولنا وقلوبنا، عقولنا تبحث وتربط بين العلاقات وتستنتج وتسبب وتوجد البراهين، لتصل الى فهم جديد، ليس مكتوبا صراحةً، وإنما يُستنَتج ويُستنبَط، مما هو قائم بين أيدينا، وهذه قدرة العقل التي أودعها الله في الإنسان.

0.27

خطبة الجمعه 06-09-1996
السيد علي رافع

فدين الفطرة هو دين العقل، دين الفطرة هو دين العلم والمعرفة، دين الفطرة هو دين الأحسن والأقوم و الأفضل، ولكن الإنسان بظلام نفسه يحب دائما أن يخلق أصناما ويعبدها، أن يظلم الظلوم، وأن يرسم الأشكال والصور، وأن يرى الدين دائما أنه ما ليس مفهوم وما ليس معقول ويظن أن هذا هو الإيمان، بمنطق أن الإيمان بشيئ هو أنك لا تعقله ولكن تؤمن به، وهذه كلمة وإن كان فيها شيئ من الصحة إلا أنها تستخدم أسوأ استخدام، فما هو معقول لا يجب أن يغيب وما هو غيب لا يجب أن يجسد، فلا يصح مثلا أن تكون هناك قضية فى حياتنا المادية، ويرى كل عاقل أن العقل يوجه إلى اتجاه ما ثم نقول أن الدين يأمرنا بعكس ذلك، وعلينا أن نؤمن وعلينا ألا نعمل عقولنا فيما أمر به الدين.

0.27

خطبة الجمعه 02-08-2013
السيد علي رافع

ولكن البعض يتصور، أن العبادة، هي في الشكل فقط، وأنك بقيامك في هذا الشكل، تكون قد قمت في العبادة. العبادة، إن لم تكن وراءها وقبلها نيةٌ خالصة لله، فلا معنى لها، ولا أثر لها. ونحن، نعلم هذا في ديننا، أن كل عبادة تسبقها نية، وهذه قيمة النية، ليست مجرد كلماتٍ تقولها، فتكون قد نويت، ولكن النية، هي فهمك فيما تقوم به، وإدراكك لما أُمِرت به، واتجاهك بكلك لله.

0.27