فإذا نظرنا الى وجودنا ونظرنا الى حالنا ونظرنا الى قيامنا نظرة متأملة صادقة لنصلح ما فينا لنقوم أمرنا لنعكس ما نراه في خارجنا الى داخلنا فما نراه في الناس فهو فينا وما نراه في التاريخ هو فينا بمعنى نفوسنا لنا وبظلامنا لنا..

0.74

فمن يتفاعل على هذه الأرض بما يرى أنه الخير // مثل هذا وحين يقوم أحد أصحابه بقتل كافر بعد أن يشهد أن لا إله إلا الله فيلومه فيقول له هل أطلعك الله على قلبه إنه الشهادة ما هو مشهود لك من الحق فحين يجيئه الأعمى فيكون في شغل عنه لما يرى أنه أصلح وأقوم فهو بذلك يوضح لنا ربما ما هو مشهود لنا ربما يكون فيه ما هو أصلح لنا فعليك أن تعمل بما هو مشهود لك فما كانت الآيات التي قيلت في ذلك إلا لتعريفنا إستقامة رسول الله في شهادته وفي معاملاته وفي أحواله. نريد أن نخلص قلوبنا وأن ننير عقولنا وأن نوقظ ضمائرنا فيكون هذا مقياسنا ومعيارنا في معاملاتنا وفي أحوالنا وفي سلوكنا لأن الدين فينا // فينا ولأن سر الله فينا ونحن لا نراه نريد أن نراه ولا نراه إلا بنذكر هذه المعاني في قلوبنا وأن نتجه الى الله أن نرى حقيقته فينا وأن نرى سره فينا ونرى معنى الحياة فينا ونرى معنى رسول الله فينا {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.

0.32

وهكذا، يكون هناك دفعٌ للناس بعضهم ببعض. وهذا، ما نراه دائماً في أرضنا، وما نراه واضحاً جلياً في مجتمعنا، من انقسامٍ، كلٌّ يرى أنه على حق، وكلٌّ يدفع برؤيته، وكلٌّ يتجه إلى الله بالدعاء بما يرى أنه الحق.

0.29

اللهم وقد علمتنا أن في الدعاء سببا وأنك جعلت لكل شيء سببا وعلمتنا أن ندعو بما نراه حق ونسأل ما نراه حق ونرجو ما نراه حق وعلمتنا أنك بالغ أمرك في كل أمر وأنك من وراء كل شيء بإحاطتك وأن هذا لا يمنعنا في قيامنا من أن نسأل ما نراه حق

0.28

فإذا كنا نؤمن حقاً بهذا الأمر ، ونريد أن نكون عليه ، فواجبٌ علينا أن نتجه إلى الله ، أن يعيننا على ظلام نفوسنا ، وعلى غفلة قلوبنا ، وعلى تفريطنا في أمرنا . واجبٌ علينا أن نتفاعل مع ما نراه في داخلنا من حالنا ، وما نراه كذلك في خارجنا من أمورٍ حولنا . هذا التفاعل هو الذي يجعلنا أحياءًا ، هو الذي يجعلنا سالكين ، مجاهدين ، مجتهدين .

0.27

علينا أن نتعلم أن ديننا يحثنا على تغيير كل ما نراه شرا وما نراه ظلاما، يحثنا أن نكون في معنى اليد العليا في معنى الأحسن والأفضل والأقوم، لعلنا نرجع الى الله، ولعلنا نفيق الى الحق فينا، والى الحق بيننا..

0.27

تعالى الله عما يصفون.. وسبحانه عما يصورون.. لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.. بما فينا من ظلام الأرض ظلمنا وجودنا.. وبما فينا من نور أوجدت فينا.. سألناك خلاصنا فسلكنا طريقك بما أوجدت فينا من حق فعرفنا في ظلام أنفسنا وفي تخلصنا منها مجاهدة منك وعلمنا وعرفنا أن كل ما أعطيتنا هو لخيرنا يوم نفيق فما أوجدت فينا من ظلام أوجدته بقانون أحكمت فأوجدت ثم لنا أمرت أن نبتعد عن هذا الظلام فينا.. قانونك الذي أردت أن تحول ظلام الوجود الى نور فيك بأنوار أوجدتها في خلقك..

0.27