خطبة الجمعه 02-12-1988
السيد علي رافع

وأما من بخل واستغنى أما من لم يعطي ولم يعرف كيف يعطي ولم يعمل ما أعطاه الله وما وهبه الله من عطاء وسر ورحمة أسرف على نفسه ولم يرى عطاء الله له لم يرى كيف يكون مجاهدا باذلا ساعيا ذاكرا عاملا إستغنى عن معاني الحق إليه عبد نفسه وعبد وجوده مستغنيا عن أعلاه مكذبا بما هو أحسن بما هو أفضل بما هو أقوم طلب العاجلة وقام فيها ولم يدرك أن وراءها لو عرف وعلم يجب أن يكون مقصوده لله وإتجاهه لوجه الله طلبا وكسبا في الله (كذب بالحسنى)فسنيسره للعسرى لن يكون أهلا لرحمة الله ولا لإصطفاء الله ولا لأن يصبر رسول الله نفسه معه(لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)

0.9

خطبة الجمعه 16-06-2017
السيد علي رافع

ولنتعلّم كيف يكون حال الإنسان إذا كان في الصّورة المضادّة، تحدّثنا الآيات: "وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى"[الليل 10:8]، بخل عكس العطاء، واستغنى عكس التّقوى، من لا يرى أنّه يتعامل مع الله فقد استغنى، وأمّا من امتنع عن العطاء وانتظر الجزاء قبل أن يُعطِي فقد بخل.

0.34

خطبة الجمعه 30-01-1987
السيد علي رافع

أما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى أما من شهد أن لا إله إلا الله فكان سلوكه سلوك عطاء يعطي مما أعطاه الله ولا يرى في عطائه إلا الله لا يرى في عطائه وهو يعطي ولا يرى فيمن يعطي له إلا اله فكان متقيا كان تقيا إتقى الله عرف معاني الحياة (إتقوا الله ويعلمكم الله)لا يرجون من كل هذا إلا وجه الله ولا يقصدون إلا وجه الله مصدقا للمعنى الأعلى بما هو أحسن بما هو أفضل بما هو أقوم صدق بالحسنى عرف الأحسن وصدق الأحسن وعرف أنه الى أحسن وأنه مخلوق لما هو أحسن ولما هو أفضل ولما هو أقوم..

0.32

خطبة الجمعه 30-01-1987
السيد علي رافع

أما من عبد نفسه وكان منوعا للخير بخل واستغنى وقال أنا ربكم الأعلى ورأى في نفسه ربا لنفسه وربا للآخرين فاستغنى وشعر أنه كل شيء وأنه أفضل في كل شيء لم يشهد أن هناك أعلى مكذبا بما هو أحسن فالأحسن عنده هو نفسه هو وجوده هو ماله وسلطانه وقوته وعزته هو جبروته وقوته هو مادي قيامه وعزة نفسه وسلطان وجوده وهذا حال الكثيرين ليس حال سلاطين فقط وإنما هو حال الإنسان في غفلته هو حال الإنسان يوم لا يرى أعلى يوم لا يرى إلا نفسه وإلا وجوده هو حال من لا يدرك الأعلى هو حال من لا يدرك أن له أعلى هو حال من يدرك أنه هو بنفسه أعلى وأنه لا أعلى إلا هو كذب بالحسنى كذب بما هو أحسن كذب بمعاني الحسنى في الحياة فالله خلقك لتكون أحسن ولتسير في معنى الأحسن رأى ذلك فكان كذلك (كن كيف شئت فإني كيفما تكون أكون)فيسره للعسرى لن يرى إلا العسرى لن يرى إلا ظلاما وظلام والعسرى أن يظل في إنحدار وإنحدار وهو لا يدري وهو لا يعرف وهو معجب بما هو فيه في غفلة عن معنى الحق فيه (وما يغني عنه ماله إذا تردى)إنه في طريقه وفي قيامه وقد عبد مادي قيامه وماله وسلطانه كل هذه المعاني وكل هذه الماديات التي عاش من أجلها التي خلقها بوجوده وعبدها بقيامه لن تكون له وهو ينحدر من حال الى حال وهو يتردى (إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى فأنظرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا إبتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى).

0.3

خطبة الجمعه 13-11-1998
السيد علي رافع

أن يكون مانّا على مَن يعطيه.. {إمساك بمعروف.. خير من صدقة يتبعها أذى}.. خِشية الله {إنما يخشى الله من عباده العلماء} { أنا أقربكم من الله وأخوفكم منه} تقوى الله { إتقوا الله ويعلِّمكم الله}.. إنها الصفات الجميلة.. يتواضع لله.. {من تواضع لله رَفعه} لأنه يخشى الله.. {وصدَّق بالحسنى}صدّق بأن هناك أحسن وأن هناك أفضل وأن هناك أقوم.. صدَّق بأن كل هذه الأفعال المعنوية.. لها أثرُُ على وجوده الروحي وعلى قيامه المعنوي.. صدّق بأن هذا هو الأحسن والأقوم.. بأن يكون عبدا لله.. وأن يكون في طريق الله.. وأن يَعرُج معراج الله.. وأن يَقصد وجه الله.. إن هذه الصفات.. موجودة في الإنسان بالفطرة.,. ولكن النفس البشرية بظلامها.. تطمس هذه الصفات.. وتُحِلّ محلها.. صفات الأنانية والكِبر.. والتمسك بالدنيا.. تُحِلّ مكان العطاء بالبخل.. ومكان التقوى وخشية الله.. بالإستغناء عن الله.. وبدلا من أن يكون الإنسان مصدِّقا بما هو أحسن وأقوم.. فيكون مكذِّبا بأن هناك أحسن وأن هناك أقوم.. فنجد الآية ترسم لنا الصورة المقابلة المضادة {فأما من بخل واستغنى وكذَب بالحسنى فسنيسره للعسرى} إن الآية لم تَقُلْ.. أما من صلى فسنيسره لليسرى.. وأما من صام فسنيسره لليسرى.. وإنما تتكلم عن صفات أساسية أصيلة في الإنسان.. تتكلم عن صفات حقية موجودة في فطرته.. يبدأ بها الإنسان.. فإذا بدأ بها.. وإذا قام فيها.. يسّر له الله.. كل ما يقربه إليه.. وكل ما يجعله إنسانا صالحا وعبدا صالحا.. ووجودا صالحا..

0.29

خطبة الجمعه 25-03-2016
السيد علي رافع

لذلك، نجد معنى "...مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى". "بَخِلَ"، امتنع عن العطاء، بظن أنه قد أعطى الكثير ولا يجب أن يفعل أكثر. "وَاسْتَغْنَى"، ظن أنه ليس في حاجةٍ إلى رحمة الله ولا إلى توفيق الله فقد وصل إلى الكمال. "وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى"، ظن أن ليس هناك أحسن ولا أفضل ولا أقوم ولا أعلى، ظن أنه قد وصل إلى الأفضل، ولا يوجد أفضل.

0.28

خطبة الجمعه 22-05-1981
السيد علي رافع

إن الإسلام قائم على معنويات.. وقائم على تقدير الإنسان من الناحية الحقية.. ليس من تقدير الإنسان من الناحية المادية.. ويكفي الدنيا أن يكون تفكير الإنسان فيها آخر شيء.. إنه إن فكر فيها آخر شيء وقد إستقام حاله وعبد ربه وعرف حقه يبدل الأرض غير الأرض وييسر له الله السبيل.. ويلهمه الطريق القويم.. ويعرفه كيف يعيش حقا.. {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى} وسيعلم الإنسان يوم يستقيم أن اليسرى حمده لله أن جعله ذاكرا له.. وأن العسرى هي في بعد الإنسان عن ذكر الله.. ويستوي عنده ما يكون بعد ذلك فقد عرف طريقه.. وعرف ربه..

0.27

خطبة الجمعه 21-04-1989
السيد علي رافع

ويعلمه كيف السلوك وكيف تكون الإستقامة التي تؤدي به الى النجاة والى الفوز بحياته (إن سعيكم لشتى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)من أعطى واتقى فتفكر الإنسان في قيامه وفي وجوده ويتساءل بينه وبين نفسه هل هو فيمن أعطى واتقى هل شعر بأنه وما يملك ملكا لله وأن عطاءه إن أعطى إنما هو يحسن فيما خلقه الله عليه إنه في قيامه حين ينظر من واقع أمره فهو يعطي ينظر الى نفسه وينظر الى وجوده على هذه الأرض كواقع مشهود له هو يستطيع أن يعطي أو لا يعطي وكمفهوم حقي هو يدرك أنه إن كان من الذين يقدمون ما هو أحسن فهذا من فضل الله عليه ومما أعطاه الله .

0.27

خطبة الجمعه 31-08-1984
السيد علي رافع

إنها قضية الإنسان قضية الإنسان الدائمة فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى.. فليس العطاء هو عطاء ظاهري وإنما العطاء حقا هو ما ينجم عن هذا العطاء فيك من إستقامة في وجودك ومن إستقامة في حالك ومن إستقامة في قيامك.

0.27

خطبة الجمعه 15-04-2016
السيد علي رافع

فإنسانٌ سوف يعطي مما أعطاه الله، وإنسانٌ سوف لا ينظر إلا إلى نفسه فلا يعطي مما أعطاه الله، وهذا أيضاً اختيار الإنسان، "فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى، وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى"[الليل 11:5]، توجيهٌ يكشف للإنسان قانون الحياة.

0.27