خطبة الجمعه 09-05-2003
السيد علي رافع

ومن هنا ظهرت جماعات كثيرة تعبد الله على حرف وتتمسك بالكلمات دون أن تعرف سياقها ودون أن تتعلم أبعادها. فتجيء جماعة وتقول ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ(44)( سورة المائد). ويحاولون أن يصبغوا على هذه الكلمات ما ليس فيها من أبعاد حقية. فيبترونها ويقفون عند مفرداتها ويطبقونها على مجتمعاتهم ويكفّرون حكامهم ويكفّرون كل فرد في المجتمع لا يفعل في نظرهم ما أمر الله ويعتقدوا بذلك أنهم المؤمنون وأنهم الصادقون والفالحون. مع أنهم طبقوا هذه الكلمات بحروفها بصورة هم يعتقدوها وليست هي المعنى الوحيد الذي يمكن أن يفهمه الإنسان عنها . لأن حكم الله هو قانونه. ومن لم يتبع قانون الله. فلن يتقبل منه. الذي لا يسقي زرعا لن ينمو زرعه والذي لا يعرض وجوده لنفحات الله لن يتطهر قلبه. فهذه قضية عامة تشمل كل مناحي الحياة.

0.74

خطبة الجمعه 09-05-2003
السيد علي رافع

الذي لا يعرف قانون الله لن يكسب في الله. وهذا هو الكفر. لأن الكفر ليس مجرد صفة تُنسب لإنسان لمجرد كلمات يقولها وإنما لأن أفعاله وتصرفاته وسلوكه لا يؤدي به الى النجاة ولا يؤدي به الى الحياة فهو في ذلك في معنى الكفر لأنه رفض قانون الله. وقانون الله ليس مجرد أحكام تنفذ وتطبق في أمور مادية وإنما حكم الله هو سنن الحياة وقوانين الحياة كلها. وهذه أيضا زاوية أخرى وهناك زوايا كثيرة. قدرة الإنسان على تقبل الأخر وعلى تقبل المفهوم الآخر هو الذي يجعل المجتمع مجتمعا صالحا لأن الكل فيه يتكلم بحريته ويتكلم بمفهومه والكل يقبل الكل في تعاطف وفي تكاتف وفي بحث عن الحقيقة وليس في تجمد عند مفهوم معين يريد لكل فرد أن يفرضه على الآخر.

0.45

خطبة الجمعه 03-08-2012
السيد علي رافع

ولازلنا في مجتمعاتنا، يفعل منا الكثير ذلك، يرددون آيات الله، وهي حق، ولكن ماذا يريدون بها؟ "...إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ..."[يوسف 40]، "...وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ"[المائدة 44]. فما هو حكم الله؟ إن حكم الله، هو منهج، ولا يصح إلا أن يكون منهجاً، لأنك لو نظرت إلى كلمات الآيات التي تحمل حكماً، فكلها وإن كانت قطعية الثبوت ـ كما يقولون ـ إلا أن لها دلالاتٌ كثيرة. فكيف يطمئن إنسان، إلى أن تفسيره الذي يعتقده، هو حكم الله بإطلاقه؟ لن يستطيع أي إنسانٍ عاقلٍ صادقٍ، أن يقول: أن هذا، هو حكم الله المطلق.

0.33

خطبة الجمعه 03-08-2012
السيد علي رافع

"...إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ..."، إنما هي تعبيرٌ عن قانون الحياة، الحاكم لهذه الأرض. "...وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ..."، نتأملها ونتدبرها: أنه من لم يتبع قانون الحياة. لأن حكم الله، يُمكن أن نتفَهَّمه، على أنه قانون الحياة. فالله بقانونه، يحكم كل أمر. فالحكم يعني، أنك إن فعلت كذا حدث كذا، أو نتيجة فعلك كذا. وهذا، هو القانون الساري في الكون، الذي لا يتغير. وهذا، هو حكم الله.

0.33

حديث الخميس 16-05-2002
السيد علي رافع

لا يعجبهم منطق الأنبياء ولا تبليغهم ولا ما جاءوا به من بيان لقانون الحياة وكشف لقانون الحياة هذه سنة الحياة وهذا قانون الحياة أيضا أن يكون على هذه الأرض من يرفض هذا القانون في إدراكه ولكن رفض هؤلاء للقانون لا يمنع أنهم خاضعين له. سواء أدركوا أو لم يدركوا يعني الإنسان في مجتمع ما حين يكون على علم بقوانين المجتمع المتواجد فيه بيستطيع أن يعيش لو إتكلمنا على عن حتى القانون الوضعي ويستطيع أن يعرف طريقه والإنسان الذي لا يعرف هذا القانون والذي يرفض هذا القانون والذي لا يريد هذا القانون والذي لا يقتنع بهذا القانون هذا لا يمنع أن القانون في هذا المجتمع مطبق عليه مهما قال ومهما إقتنع أو لم يقتنع فالقانون بيطبق. من هنا رفض أي إنسان لقانون الحياة لا يعني أن القانون لن يطبق عليهم . وإنما هو غير مدرك لنتيجة عمله وما سيئول إليه هو في هذه الحياة على هذه الأرض بيعبر عن رفض قانون الحياة. غير مؤمن بهذا القانون. فإذا هذا الإنسان ليس أهل ليس أهل لأن ينعم ليس أهل لأن يغير ليس أهل لأن يضيف من الناحية الحقية شيء ومن الناحية المعنوية شيء ليس مؤهل لهذا بداية إذا كان الإنسان يريد أن يضيف شيء أو أن يفعل أو يقدم شيء عليه أن يؤمن بما سيقدمه حتى يستطيع أن يتفاعل ويفعل و يبدع أما إذا كان غير مؤمن بما يفعله فهو لن يستطيع أن يقدم شيء هنا إذا كان هؤلاء لن يستطيعوا أو غير مؤمنين بقانون الحياة فلن يستطيعوا أن يضيفوا شيء في هذا الكون.

0.29

حديث الخميس 04-08-2011
السيد علي رافع

إذاً، ففرضية أن هناك حكم جاهز، اسمه حكم الله، وأنه يجب أن يُنفَّذ ويجب أن يُطبَّق، هي فرضية ليست حقيقية، لأن لا يوجد هذا المعنى، بصورة يمكن أن يتفق عليها من يقرأ، أو من يفسر، أو من يتعلم. نتفق على المعاني الكلية، ولذلك، مثلاً لما نتأمل "... وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" [المائدة 44]، وأولئك هم الفاسقون، لأن الحكم هنا، هو حكمٌ كليّ، حكمٌ مجرد.

0.28

خطبة الجمعه 01-04-1988
السيد علي رافع

إنا نرى ذلك واضحا في الإنسان يوم يجيء متسائلا إن كان هو فعلا مستعد لأن يفعل نجده متغيرا أما إذا كان في داخله وفي نفسه شيء فلا يسمع شيئا ويظل على ما هو هذا قانون الحياة فالحق حين يعلمنا ذلك علينا أن نتأمل في القانون لا أن نجادل في القانون.. إنه واقع لا نستطيع أن نقول مثلا لماذا لا يخرج الزرع دون أن يتناول أو يسقى ماءا كذلك لا يصح أن نقول لماذا لا يصبح معنى الحياة والرحمة نفسه مع الغافلين لأنه هو كذلك لأن هذا هو قانون الحياة علينا أن نتعلم قانون الحياة.. وأن نسير مع قانون الحياة لا أن نضع نحن قوانينا ونريد أن نطبقها فحين نطبقها لا نملك أن ننفذها ولن تستجيب لنا الحياة علينا أن نعرف أسباب الحياة لنكون حقا في الحياة ولنقوم حقا في الحياة)(دعاء)

0.27