خطبة الجمعه 01-02-2002
السيد علي رافع

تذكروا ما آتاكم به رسول الله وما جاءت به آيات الله. لتكونوا عبادا لله ولتسلكوا طريق الله. طريق الحياة. طريق النجاة. تدبروا في كل ما يحيط بكم وفي إنعكاسه عليكم في تقبلكم لما يدور حولكم أو في رفضكم لما يحدث بينكم لقد خلق الله فيكم الحياة. لتغيروا وتتغيروا لتعملوا وتتعلموا لتؤثروا فيما حولكم ولتتأثروا (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)(سورة الذاريات وما عبادة الله إلا إعمال ما أعطاكم الله من نعمة لتعرفوا قانون الحياة. تعملوا به. فتكسبوا وترتقوا وتصبحوا أعلى مما كنتم عليه. هذا هو المبدأ العام (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)(سورة الذاريات) ولكن الناس تفهم هذه الآية بصورة مختلفة وتعتقد أن عبادة الله هي في طاعة جسدية عمياء. دون تفكر ودون تدبر ودون تعلم. بل إن كثيرا من الذين ينتسبون الى العلماء يقولون أن عليك أن تفكر الى أن تؤمن بالله وتؤمن بأن هذا كتاب الله وبعد هذا لا تفكر. فهل هذه هي عبادة الله هل هي هذه عبادة الأحرار عبادة العلماء عبادة الأتقياء؟ إنهم لا يفرقون بين الطاعة وبين أن ينظر الإنسان الى ما يقوم به في طاعته وماذا حصل منها ماذا حصل من هذه الطاعة. وهل هو أطاع فعلا وهل الطاعة هي شكل وصورة.

0.62

خطبة الجمعه 01-02-2002
السيد علي رافع

ما هي الطاعة؟ وكيف تكون الطاعة؟ هذا هو السؤال. لأن الطاعة لا تتعارض مع فكر مع علم مع بحث مع مراقبة للنفس مع تقويم لما يقوم به الإنسان وتقييم له. الطاعة هي عمل وعلم هي خشية ومراقبة وقد أراد الصوفية أن يعبروا عن هذا الحال بقولهم رب معصية أورثت ذلا وإنكسارا خير من طاعة أورثت عزا وإستكبارا. وفي تعبيرهم هم عن الطاعة هنا هي الطاعة في صورتها الظاهرية. لأن الطاعة الحقية لا تورث إلا ذلا وإنكسارا لا تورث إلا خشية في الله. وقد علّمنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ذلك يوم قال "أنا أقربكم من الله وأخوفكم منه ". "ها أنا رسول الله بينكم ولا أدري ما يُفعل بي غدا". تعبيرا عن خشية الله. . ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (28)(فاطر). فالطاعة على ما نفهمها هي إدراك لقانون الحياة وخضوع له لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يستطيع أن يكسب منه الإنسان. بمحبة ورغبة صادقة في أن يتعلم هذا القانون. (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) وهذا واقع وليس كلام. وكثيرا ما نتحدث عن حياتنا الأرضية وكيف أننا علينا أن نفهم القوانين التي تحكمها حتى نستطيع أن نعيش عليها وهذا هو قيامنا في معنى العبودية لله.

0.55

حديث الخميس 23-09-2010
السيد علي رافع

فيستتبع ذلك ، إنه نبدأ في المغالاه ، ونبدأ في الحرفية الشديدة ، لأننا قد لا نطيع، الطاعة أن تفعل كذا ، الطاعة أن تأكل بيدك المش عارف ازاي ، الطاعة أن تطيل اللحية ، الطاعة أن تُقصِّر الجلباب ، الطاعة أن تقول كذا ، الطاعة أن تفعل كذا ، وتصبح ـ نخش في هذا الطريق ، أو هذا الشكل .

0.43

خطبة الجمعه 20-11-2009
السيد علي رافع

بل أن الطاعة في حد ذاتها هي سؤالٌ ودعاء ، ليكشف الله لك عن سر قيامك ، وعن سر علاقتك به . ومن هنا نجد تلازم الطاعة مع التأمل والتفكر والتدبر والدعاء ، هذا ما يجعل الإنسان مُعمِلاً لما أعطاه الله من نعم ، لأنه يقيس بقلبه ويقيس بعقله ويقيس بضميره ، فيما يفعله وفيما يقوم به ، هكذا يكون الحال . أما إذا توقف الإنسان عند الطاعة دون ان يلازمها تفكرٌ وتدبرٌ وإحساسٌ ، فإنه يفقد جزءاً كبيراً من حياته ، بل أن هذه الطاعة ربما تؤدي إلى عكس ما يرجوه .

0.42

خطبة الجمعه 22-01-2010
السيد علي رافع

عباد الله : ما أردنا أن نقوله اليوم: أن مفهوم الطاعة السائد في المجتمع ، طاعة الله ، هذا المفهوم الذي يركز على الانصياع ، دون تأملٍ وتفكرٍ وتدبر ، في كيفية أن أكون طائعاً حقا ، وفي كيفية أن يكون قيامي في هذه الطاعة له مردودٌ عليّ ، وأن أفكر وأتدبر وأتأمل ، حتى أكون أكثر قياماً في طاعة الله بمفهومها الحقيقي ، وأن هذا التأمل والتفكر لا يتعارض مع معنى الطاعة الحقة ، "... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "]النحل 43 [ .

0.41

خطبة الجمعه 12-06-2015
السيد علي رافع

ونحن نذاكر دائماً، بأن نعقل ما جاء به الدين كما نؤمن به، وأن ليس هناك صراعٌ بين العقل وبين الإيمان، بين العقل وبين الطاعة، بل أن علينا أن نُعمِل عقولنا فيما جاء به ديننا. والإعمال هنا هو في الأثر الذي ينتج عن ممارسة الطاعة، وأن يكون للطاعة دلالةٌ عندنا.

0.39

خطبة الجمعه 12-06-2015
السيد علي رافع

فهناك إذاً ما نعقله في هذه الطاعة وفي هذا الأمر، وهناك ما نؤمن به في هذه الطاعة وفي هذا الأمر. نؤمن بأننا لسنا مجرد ذات، ونعقل ما يحمله الأمر من مفهومٍ لحياتنا ولوجودنا. ليس هناك فارقٌ بين العقل والطاعة، فقد عقلنا الطاعة، وآمنا بها، فمارسناها رمزاً دائماً، ورسالةً دائمة لكل من يلحقنا.

0.38

خطبة الجمعه 05-10-1973
السيد علي رافع

إن هذا الأمر يكرر دوما وهو له ويقوله كل إنسان دوما معتقدا أنه يعرف كيف يكون طائعا راسما أن الطاعة فقط فيما يقوم به من أفعال ومن مناسك يعتقد أنها الطاعة كلها..

0.35

حديث الخميس 27-01-2005
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا حتى نسلك طريق الحق وطريق النجاة ونكون عبادا حقا لله مدركين معنى العبودية بصدق وقائمين فيها بأعمالنا وبسلوكنا وبفكرنا مدركين أن القانون الإلهي الذي كشفته لنا الأديان هو كشف ليمكننا من أن نحيا وهذا ما نردده دائما مصداقا للآية {( 24 ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (سورة الأنفال } والحياة هي أمر مستمر { (169) وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ( سورة آلـ عمران)} هذه المرتبة التي وصف بها الذين قتلوا في سبيل الله هي مرتبة يرجو فيها كل إنسان عاقل. مرتبة الحياة وهذا معنى الإيمان باليوم الآخر لأن الإيمان باليوم الآخر هو أن تؤمن بإمتداد الحياة وأنك تريد أن تكون حيا في هذه الحياة الأخرى. لذلك نجد أن كثير من المعاني التي جاءت بها الأديان هي في واقع الأمر لتساعدنا على هذا المعنى وكثير من السابقين تطرقوا لمعنى الطاعة ولمعنى المعصية وتكلموا في معنى الطاعة وكيف تحيي القلب (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وإن جلاؤها لذكر الله) وكيف أن المعصية تميت القلب {ران على قلوبهم} والنقطة الأساسية التي يحدث فيها خلط أو يحدث فيها لبس هو معنى الطاعة ومعنى المعصية ما هي الطاعة بحق؟ هل الطاعة هي استجابة للإنسان للأمر دون فهم ودون وعي؟.

0.34

حديث الخميس 21-10-2010
السيد علي رافع

أما أن تفهم ما هي علاقتك بالله؟ وما هي علاقتك بالوجود؟ وما هي رسالتك على هذه الأرض؟ وما هو مقصودك من سعيك في هذه الأرض؟ وبما أمرك الله به ، كيف ينعكس ذلك أو تعكسه إلى داخلك؟ كيف تتفاعل مع هذه الكلمات؟ ما هي معناها ودلالتها بالنسبة لك؟ هل عبادة الله هي مجرد صورة من الصور ، التي تعني أنك تنفذ أوامر ، دون وعي ودون فهم؟ هل هذا هو معنى الطاعة؟ ماذا تظن بالله؟ [أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير وإن شرا فشر](2) ،

0.33

خطبة الجمعه 15-01-2010
السيد علي رافع

هذه هي المعاني الأساسية التي جاءت بها رسالة محمدٍ ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكن الناس لم يقدروها حق قدرها ، وجعلوا منها أشكالاً وصوراً فقط ، وظنوا أنهم بهذه الأشكال والصور يكونون قائمين فيها ، ويكونون مقدرين لربهم ، ويكونون في معنى الطاعة لخالقهم ، والطاعة الحقة هي في القيام بما أُمِروا به من معانٍ أكبر من الصور والأشكال .

0.31

حديث الخميس 27-01-2005
السيد علي رافع

وهل المعصية هي في ترك أمر من هذه الأمور دون قصد ودون نية سيئة؟. الصوفية حين أرادوا أن يشحذوا التفكير في هذه القضية قالوا (رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا) فما هي الطاعة وما هي المعصية؟ هنا نقطة أساسية تفرق بين الإنسان الذي يتعامل مع الله بحب ويتعامل مع الله بفهم وبإدراك وبتقدير للمعاني الحقية وبين إنسان يتعامل مع الله على حرف وعلى شكل وعلى تجسيد للقضايا التي أُمر بها أمرنا بأن نكون في صلة مع الله وأمرنا أن نقترب من بيت الله وأمرنا أن نجاهد أنفسنا في الله وأمرنا أن نتعاون على البر والتقوى وأن نتكاتف وأن نساعد من هو أقل أو من هو أدنى أو من هو أضعف كل هذه المعاني هي معاني يجب أن ينفعل بها القلب ويجب أن يرى فيها الإنسان مفهوم عميق يقربه من الله ويجعله في إحساس بما يحصل عليه نتيجة هذا الفعل من علو في الإحساس و من رقي في الإدراك ومن صفاء للقلب وللنفس كل هذه المعاني هي معنى إحياء القلب. إحياء القلب لا يكون فقط بشكل طاعة وإنما يكون بقيام في طاعة وإدراك لهذه الطاعة وإدراك لمعانيها وإدراك لما تحمله للإنسان من رسائل وتفاعل معها إيجاباً كل هذا يؤدي بالإنسان الى أن يحيى قلبه. وكذلك في المعصية هى الإنسان (كل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين) هنا الإنسان الذى يدرك أنه مهما فعل فهو دائما في ذنب (حسنات الأبرار سيئات المقربين) وأنه لا يمن على الله الإسلام والإيمان والطاعة لأن هذا المن هو في حد ذاته أكبر معصية زي ما الصوفية قالوا ( رب معصية أورثت ذلا وإنكسارا خير من طاعة أورثت عزا وإستكبارا) هو إحساس دائم بأن الإنسان دائما مع الله هو في ذنب (لا يغان على قلبي حتى أستغفر في اليوم سبعين مرة أأغيار أغيار يا رسول الله بل هي أغيان أنوار) هنا الإحساس بالذنب والإستغفار عن الذنب هو نوع من أنواع الطاعة في حد ذاته إذا نظرنا له بصورة أخرى.

0.31

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 20-11-2002
السيد علي رافع

هنا دايما فيه خشية في الله مهمة في حالة الطاعة.. والطمع في رحمة الله مهم في حالة المعصية.. الإنسان بيقوم أي إنسان بيقوم في حالين.. في لحظات في الطاعة وفي حالة.. في الطمع في الله في حال غفلته وأيضا في حالة طاعته لا يغتر على أنه في طاعة.. فيسأل الله أن يديم عليه هذه الطاعة وأن يساعده عليها..

0.31

خطبة الجمعه 20-11-2009
السيد علي رافع

عباد الله : نحن نرى كثيراً من الناس ـ بل أغلبهم ـ وهم يتصورون أنهم بطاعتهم العمياء ، أنهم بذلك يكونوا مؤمنين ، وكثيرون يرددون: أن إذا فعلنا أو أتينا منسكاً لا نفكر في هذا المنسك ، وإنما ننفذه لأنه أمر الله . وهذا إن كان فيه جزءٌ من الحقيقة ، إلا إن هناك جزء اً غائب ، وهو أن شرط قيامك في هذه الطاعة ، هو أن تتبعه بتأملٍ فيما تقوم فيه ، حتى تكتمل طاعتك ، فتسأل ربك ، أريد أن أقوم في هذه العبادة بحقٍ وصدق ، أريد أن يكون لها أثرٌ في حياتي ، وفي سلوكي ، وفي تَغييري ، وفي أن أكون متسقاً مع قانونك ومع حكمتك ، وأن تكون في طريق الحق والحياة ، فالشرط لاحِقٌ للطاعة وليس سابقاً لها ، وإنما هو مطلوبٌ أن يتبع هذه الطاعة .

0.3

خطبة الجمعه 30-01-2015
السيد علي رافع

فإذا تصورت الله كسيدٍ لك، يأمرك بأوامر فتطيعها، ولا تفهمها، ولا تعرف أنها لخيرك، وكيف تكون لخيرك وأنت تنفذها دون وعيٍ ودون فهم، وتتصور أن هذه هي الطاعة؟ فهذه لا تكون طاعة. وإنما الطاعة أن تتفكر فيها وتتأملها ـ نقصد الأعمال والأوامر ـ لتعرف كيف تنفذها، وكيف تجعل منها سبباً لأن تكون أفضل، ولأن تكون أحسن.

0.3

حديث الخميس 15-10-2009
السيد علي رافع

هذا ما نتحدث به دائماً ، لأنه مفهومٌ أساسي و رئيسي في معنى العلاقة بين العبد وربه ، وفي معنى العبودية لله ، لأن كثيراً من الناس حين يقولون نحن نعبد الله ، كما لو أن عبادة الله هي مجرد ذكر إسم من أسماء الله ، لمجرد الذكر ، أو لمجرد النطق بهذا الإسم ، أوبالقيام في عبادة معينة أو في منسك معين لمجرد القيام فيه ، مجرد أنه .... وهنا يختلط مفهوم الطاعة ، أنه قد أطاع الله فقام فيما أمر به ، فهذه هي عبادته ، لأنه يريده أن يفعل كذا ففعل كذا ، هذا المفهوم في معنى الطاعة ، هو مفهوم وإن كان في ظاهره فيه ناحية حقية من معنى أنك تؤدي الفعل الذي يُمكّنك من أن تكسب في الله ، إلا أن نقتصر على معنى العبادة على هذا الفعل لذاته ، دون أن ندرك إنعكاسه وتداعياته على الإنسان نفسه وما يؤدي به من نتائج ، فهنا يحدث نوع من الخلط في المفهوم .

0.29

خطبة الجمعه 25-12-1998
السيد علي رافع

لذلك نجد أن أركان الإسلام تبدأ بهدفٍ أولها هدف نريد أن نحققه، والأربعة الأركان الأخرى هي وسائل نريد أن نحقق بها هذا الهدف. هي منهج، فالصوم منهج، بعض الناس يرى أن العبادات هي طاعات مجردة، وليست وسائل، والواقع أن معنى الطاعة، لا يؤدي الى إلغاء معنى الوسيلة، فأنت تطيع لأن في هذه الطاعة كسبك ولأن في هذه الطاعة طاعتك لقانون الحياة، وهذا ما نعرِّف به الإسلام دائما، فالإسلام أن تُسلِم لقانون الحياة، ونجد في حياتنا الظاهرة المثل ا لذي يوضح لنا ذلك، فالذي يعرف العلوم كلها، أو بمعنى أصح، الذي يعرف العلم الذي يناسب ما يهدِف إليه بقدر ما، يكون أفضل من الجاهل به، فحين يخضع الإنسان لأسباب الحياة وعلومها، فهو في طاعةٍ بقانون الحياة، وطاعته تؤدي به الى أن يكسب أكثر وأن يصل الى هدفه، أما إذا تمرد الإنسان على قانون الحياة، فكيف سيصل الى هدفه، يريد أن يزرع هل يستطيع أن يخترع قوانين أخرى لنمو ا لنبات وغذائه، إن طاعته لقانون الحياة هي التي تجعله قادرا أن يزرع زرعا، وأن يحصد ثمرا، لأنه عرف القانون، فالطاعة هنا، هي الطريق الوحيد الذي يسلكه الإنسان، ولا يجد أي إنسان عاقل غضاضة أن يخضع لقانون الحياة، وإنما يكون هدفه أن يبحث عنه وأن يتعلمه وأن يعرفه، هكذا العبادات التي أُمِرنا بها، فالصوم هو طاعة من الطاعات لقانون الحياة، الصوم هو أن تتجرد عن ذاتك أن تتجرد عن شهواتك، أن تُكبِر إرادتك، أن تُحيي حقيقتك، أن تعيش بقلبك، أن تعيش بروحك، أن تعيش بنورك، أن تعيش بأمانة الحياة فيك، أن تعيش بسر الله فيك، أنت تعيش بروح الله فيك، وأن تضع ذاتك جانبا، لتكون أهلا لرحمات الله ونفحاته، إنك لا تستطيع أن تُجابه ظلام نفسك، وأن تَقهر شيطانك، إلا بعون من الله، وبرحمة من الله، وبفيض من الله، وبنور من الله، وبقوة من الله، فرسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقول "كان لي شيطان ولكن الله أعانني عليه فأسلم فهو لا يأمرني إلا بخير" فكيف تكون أهلا لرحمات الله وأنت قابعُُ في ذاتك المظلمة، وأنت شهواتك النفسية المظلمة، كيف تكون أهلا لرحمات الله إلا بأن تَلقِي هذا الجلباب المظلم وتعيش مجردا، (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12)( سورة طه) " إن النعلين هنا ليس الحذاء إنما نفس الإنسان وظلامها، إنه منهج لو قمت فيه وفعلته لتغير حالك ولتغير قيامك، من صام رمضان قياما وإحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكيف يغفر ما يتأخر، لأنه أصبح في صِلة دائمة بالله وأصبح معرِّضا وجوده لنفحات الله، عرف يقوم في ذلك، فإذا عرف كيف يقوم في ذلك فلا يرجع عن ذلك، فكيف من ذاق العلاقة بالله، والتعرض لنفحات الله يرجع لذاته، إن ذنبه من ذلك هو ذنب من نوع آخر ومن شكل آخر، ولكن الآلية.

0.28

خطبة الجمعه 01-02-2002
السيد علي رافع

فهل هؤلاء هم الحاجون؟ الذين الى بيت الله يقتربون وحوله يطوفون وله يلبون؟ فأين ديننا وأين مفهومنا في الدين ونحن نردد كل يوم أننا على دين وأننا متدينون وأننا الى ربنا راغبون. كلام وكلام ولكن ماذا نحن فاعلون فلننظر الى أنفسنا ولنقوم حالنا حتى نكون حقا في طاعة فالطاعة هي تفاعل مع ما نفعله من طاعة حتى نعرف ما أدت به هذه الطاعة لنا نقوم أنفسنا ونعرف ما نحن عليه حتى نكون حقا مسملين وحقا مؤمنين وحقا محسنين.

0.28

حديث الخميس 22-10-2009
السيد علي رافع

هذه الدعوة هي ليست فقط أن يقوم الإنسان في أشكالٍ من العبادات ، وإنما هي أن يقوم هذه العبادات ، وأن يمارسها بحق ، وأن يتفاعل مع هذه الحياة الأرضية بصورةٍ فيها تفكر وتدبر لما يقوم به ، لما يأتيه من فعل ، ولما يأتي به هذا الفعل من أثرٍ عليه . وهذا ما نذاكر به دائماً ، أن الدين هو تفاعل بين الإنسان وهذا الكون الذي يحيط به ، هذا التفاعل بينعكس في أمورٍ كثيرة ...

0.28

حديث الخميس 18-12-2003
السيد علي رافع

أنك تحتاج الى صلة بالغيب، أنك تحتاج الى أن تقاوم نفسك في مجاهدة النفس ،أنك تحتاج إلي أن تكون لك قبلة على هذه الأرض تتحه لها حتي تركز فيها وتكون هي بالنسبة لك مصدر الحياه أن يكون لك دور على هذا الكون ( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(3)(سورة البقرة). يعني هذه السنن وهذه القوانين أساسية لنمو الإنسان من الناحية الروحية كما يوجهنا لها الدين. فإذا إستطعنا أو إذا أردنا أن نقوم في معنى الطاعة الحقة، معني كيف نتفاعل مع هذه الأمور، ما هو المفهوم لنا فيها، كيف نستطيع أن نستخدمها لخيرنا بصورة حقيقية. قضية أن أطيع هذه في حد ذاتها تحتاج الى مفهوم، تحتاج الى إدراك، تحتاج الى تحليل، تحتاج الى كيف أقوم بذلك بصدق لأنه ليست القضية أن أظهر بمظهر الطاعة، ولكن قلبي وعقلي رافض لهذه الطاعة. يبقي هنا في هذه الحالة ده شكل ظاهري فقط لن ينتج أثر ولن يؤتي الأثر المطلوب من هذه الطاعة التي هي وسيلة في واقع الأمر وليست غاية في حد ذاتها، لأن الغاية الكلية هي معنى أن يكون الإنسان في معنى العبودية لله الحق. الصوفية لما عبروا عن هذا المعنى قال لك المقصود وجه الله، ولما عبرت مثلا رابعة العدوية عن هذا المعنى "كلهم يعبدوك من خوف نار ويرون النجاة حظا جزيلا ليس لي في الجنان والنار حظ أنا لا أبتغي بغير وجه ربي بديلا" . يعني هنا الصوفية حين يتكلمون عن المقصود وجه الله، أن وجه الله هذا هو الهدف، وهذا هو المطلوب.

0.27