خطبة الجمعه 23-07-1999
السيد علي رافع

"من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" الهداية من الله والتوفيق من الله. هذا ما نفهمه ونعتقده وهذا الفهم يجب أن لا يزيد الإنسان إلا عملا. وجهادا. لأن هذا الجانب الغيبي محجوب عن الإنسان. والظاهر للإنسان هو ما يرى أنه الخير وما يرى أنه الحق. بظاهر إرادته وبظاهر فعله وبظاهر قيامه على هذه الأرض. وهذا ما نشرحه دائما في معنى الغيب والشهادة. في معنى الإطلاق والتقييد. في معنى التجريد والأسباب. فكل ما نفهمه عن الغيب والتجريد هو إدراك عقلي. بما وهبنا الله من نعمة التعقل والتفكر والتفهم. أما واقع حياتنا ومعاملاتنا فهو يخضع للشهادة. يخضع للأسباب. يخضع للتقييد الذي نحن قائمون عليه. فالإنسان إذا نظر الى وجوده ووجد أنه في هداية على ما يُدرك من معنى الهداية. فسوف يقول إن الهداية من الله. ولا يزيده هذا إلا محاولة أكثر لأن يكون في هذا المعنى قائما. وإذا نظر الإنسان لنفسه فوجد أنه قد ضل السبيل. فإذا كان في إستقامة في مفهومه فإنه سوف يطلب الهداية من الله. ولا يزيده هذا الطلب إلا محاولة جادة ليكون في الطريق القويم. أما الإنسان الذي لا يدرك قوانين الحياة فسيكون حاله غير ذلك. لأنه لا يدرك قانون وجوده فإذا وجد نفسه في هداية على ما يعتقد نسَب ذلك الى نفسه فهماً.

0.68

خطبة الجمعه 03-02-2017
السيد علي رافع

وهذا معنى أيضاً "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"، فهنا معنى العبوديّة هي معنى خضوع الكلّ لقانون الحياة. في فلاح الإنسان هو يخضع لقانون الحياة، وفي فساد الإنسان هو أيضاً يخضع لقانون الحياة.

0.31

حديث الخميس 03-04-1997
السيد علي رافع

إنما هي إرادة واحدة. إن إرادة الله ما هو حادِث. فمن هنا ليست هناك إشكال على الإطلاق. وليس الله في جانب من الجانبين الله وراء الجانبين. زي ما كان وراء آدم وإبليس. لأنه لولا وجود إبليس لا يستطيع إبليس أن يفعل إلا ما يريد الله الا إرادة الله. وإن ظهر بمعصية. فالظهور بمعصية هذا هو التقييد وإنما الحقيقة المجردة ألحقيه المطلقة أن الله لا يُعصَى. إنما هو من وراء كل ذلك بإحاطته . إذن ليس هناك اختلاف. الإختلاف هو أنك تنظر بنظرة الإطلاق في موضوع مقيد أو أنك تنظر إلى التقييد بعين الإطلاق. فيحدث هنا الإختلاف. حين تنظر الى الإطلاق بعين التقييد. فأنت تريد أن تجعل قوانين التقييد تنطبق على الإطلاق. أنت في التقييد مختلف. وهناك إرادة وإرادة عكسها. تريد أن تطبق هذا على الإطلاق. بأن الإطلاق فيه إرادة وإرادة مختلفة. هذا ليس صحيح. وإذا نظرت الى العكس بقه. إنك تريد أن تنظر الى التقييد بعين الإطلاق. أن تجعل التقييد إرادة واحدة. فتبداء بأن تجعل الأمور كلها لا قيمة لها. وهذا خطأ. إنك تقول هو كل شيء يتساوى الحق والباطل يتساوى. العلم والجهل يتساوى والظلم والعدل يتساوى. وكل شيء ليس فيه اختلاف لأنه كله من عند الله. يبقى كل شيء يستوي. يبقى إنت بتريد أن تنظر الى التقييد الذي ترى فيه.

0.29

حديث الخميس 21-11-2002
السيد علي رافع

وكما نتذاكر في أحاديثنا أن الهدف هو أن نتواصل بمعاني الحق ومعاني الحياة حتى نكسب كرتنا وتكون كرة ناجحة فالحة صالحة رابحة. وهذا هو ما يطلبه الإنسان على هذه الأرض إن كان من الذين يؤمنون بالغيب. فبدون الإيمان بالغيب والإيمان بإمتداد الحياة لا يكون لأي عمل روحي أو معنوي معنى. من هنا كان الإيمان بالغيب يسبق أي عمل صالح وهذا ما نجده في كثير من الآيات (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (8)(سورة فصلت) "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(3) ( سورة البقرة) وبعد إيمانهم بالغيب (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) . فهنا الإيمان هو أساس أي عمل صالح يقوم به الإنسان. والإيمان هو أمر فيه عظمة الله في الإنسان بتتجلى في الإيمان. عظمة الله للإنسان لأن أساسه التكريم وليس هناك أمر مقيد. تستطيع أن تقيسه وتقول أنا مؤمن بهذا الأمر المقيد المشهود. هذا نشرحه دائما حين نتأمل أن التغيير والإبداع والإصلاح والبناء والتعمير لا يكون إلا بأن يؤمن الإنسان بقضية معينة وهذه القضية موجودة في عقله في إدراكه ولكن ليست موجودة على أرض الواقع. ومن هذا الفكر الموجود في العقل ينطلق الإنسان في العمل. من هنا أيضا نجد أن الإيمان بالغيب والإيمان باليوم الآخر هو إيمان محله العقل وفي التجريد وليس في التقييد.

0.29

خطبة الجمعه 05-01-2007
السيد علي رافع

إن الله أكبر عما يصفون ، الله أكبر عن أي شكل فيه يحددون .. إن ما أمر به الله هو كشف لقانونه من شاء فليؤمن به ومن شاء فليكفر به ، فالاختيار لك كإنسان في نهاية الأمر ، أنت قائم على هذه الأرض بإرادة حرة وباختيار حر " .. فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ.." [الكهف 29].. هذا ما نذاكر به دائماً في تقييدنا ، في وجودنا الأرضي ، مع إدراكنا الفكري والعقلي والتجريدي بأن هناك قوة وراءنا ، ولكن إرادتنا هي الظاهرة على وجودنا فواجبنا أن نحترم هذه الإرادة وأن نحترم هذا الوجود وأن نُقَدِر هذا الخلق .. لا يجب أن نُدخِل هذا التجريد أو هذا الإيمان المجرد فيما يجب أن نفعله وفيما يجب أن نقوم به ، فما يجب أن نفعله وما يجب أن نقوم به هو نابع من إرادتنا ومما نرى أنه الخير وأنه الحق وأنه الصواب ، ولا يجب كذلك أن ندخل إيماننا المجرد بمفهوم مقيد يحدد ما سنؤول إليه وما سنكون عليه ، فمهما تصورنا ومهما قلنا فيما هو غيب علينا فهو ناقص وقاصر ولا يجب أن نحكم على ما لا نرى بعقول محدودة مقيدة .. إن الخلط بين الغيب والشهادة وبين الشهادة والغيب هو الذي يجعل فكر الإنسان مشوشاً وهذا سبب آخر لما نحن فيه ولما نحن عليه ..

0.27

خطبة الجمعه 06-02-2009
السيد علي رافع

فأنت في التقييد ترى نفسك ، وترى ما تصيبك به نفسك ، ولكن بالفهم والإدراك تعلم أن كلٌ من عند الله ، هذه آياتٌ تحدثنا عن ذلك ، "وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ..." [الإنسان 30] ، فهذا فهمٌ حتى لا نقع في قيامٍ معترضٍ على الوجود وعلى الموجد ، فيما لا يتفق مع ما نريد ، فنعلم أن ما نريد وما يريد الآخرون ، وهذا التدافع بين الناس بعضهم ببعض ، هي إرادة الله . فإذاً نحن لا يمكن أن نتعامل في التقيد إلا بظاهر إرادتنا لنا ، ولا يمكن أن نقبل في التجريد إلا وجود إرادةٍ واحدة ، وهذا هو معنى من معاني التوحيد .

0.27

خطبة الجمعه 12-04-1991
السيد علي رافع

من هنا يدرك الإنسان معنى الأمر الوسط فهو قائم بين الشهادة والغيب شهادته عمل وجهاد وسعي في طريق الحق والحياة وغيبه أن يكون أهلا لنور الله ولرحمة الله فلا يزيده عمله إلا طلبا للرحمة وإلا طمعا في المغفرة كما لا يزيده طلبه لرحمة الله ومغفرته إلا عملا وجهادا وسعيا في طريق الحق والحياة.

0.27

خطبة الجمعه 08-01-2016
السيد علي رافع

وهذا هو التجريد في الفهم ـ كما نشرحه دائماً ـ لأنه بقانون الإرادة الواحدة، إرادة الله، لا يحدث أمرٌ على هذه الأرض إلا بإرادته. فواجب الوجود الحق، الذي لا إرادة إلا له، تجعلنا نؤمن بذلك.

0.27

خطبة الجمعه 07-06-1974
السيد علي رافع

بهذا يكون شاهدا ومؤمنا بواقع فيه وبقيام به.. إيمانه بما وراء هذا الواقع من معنى دائم. ومن معنى باقي.. إيمان باستمرار الحياة.. في كل معانيها وفي كل حقائقها وفي كل مسمياتها شهادة رسول الله.. قياما وراء كل قيام وغيبا وراء كل شهادة يؤمن به غيبا ويؤمن بالغيب لأنه يعلم أن الغيب وراء كل ما يعلم هو.. وأنه بقيامه لا يعلم إلا قياما مثله أما غيبه فلا يستطيع هو أن يلحقه ببصره أو بأي جارحة به أما غيبه فهو الذي يلحقه.. وهو الذي يرشده وهو الذي يقوِّمه.. قيامه هو بالنسبة لغيبه شهادة..

0.27