خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

والاستشهاد يمثل الصورة الواقعية التي تنقل هذا المفهوم ، تنقله بصورةٍ واضحة مجسدة مكبرة حتى يكون هذا المفهوم هو المفهوم السائد في الأمة الإسلامية ، وليس القتال من أجل الفتح لنيل المغانم ولامتلاك الأرض ، وإنما إذا كان هناك أي قتالٍ فهو من أجل أن يقول الإنسان كلمة حق ، أن يُسمح له بأن بقول كلمة حق ، ولكنا للأسف لم نجد في تاريخنا الإسلامي إلا بعض النقاط المضيئة القليلة جداً ، وأغلب النظم بعد ذلك و الحكام كانوا خارج هذه المعادلة الحقيقية للتوازن بين ما تريده الأمة وبين ما يريده الحاكم ، لم يستطع أن يكون خادماً لأمته لتحقيق هدفها الأسمى وهي أن تعمر في الأرض بغرض كسب الآخرة .

0.64

خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

عباد الله : لا يهم من أين عرفت قانون الحياة ، ولكن المهم أن تطبق قانون الحياة ، لذلك فإن الذين يطبقون قوانين الحياة وإن لم يحملوا لفظ مسلمين فهم مسلمون ، وأن الذين لا يطبقون قوانين الحياة وإن كانوا يحملون لفظ مسلمين فهم غير مسلمين من الناحية الحقيقية ، فالقضية ليست أسماء ، نتعارف الآن على أن نضع اسم مسلم أو مسيحي على بطاقة مادية حكومية لتسيير أمورنا ولتسيير حياتنا ، الحقيقة لا تعرف هذا الاسم الذي نضعه على بطاقاتنا ، الحقيقة هي ما نؤمن به حقاً وما نقوم به فعلاً ، وما يعتقده بعض رجال الدين اليوم في بعض الأمور لا يعني أنه الحق المطلق ، بل أن بعض التشريعات التي يمكن أن تصدر ربما تكون أفضل من مفهومهم ، وتكون هي الدين ، ويكون مفهومهم هو ليس كذلك .

0.44

خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

وإذا كان الأمر هو الشورى ، إذا كان الأمر هو العدل ، وإذا كان الأمر هو أن يزهد الحاكم وأن يفضِّل قومه وأن يعيش على قدر أقل واحد فيهم ، إذا كانت السنة تدعو إلى ذلك وإذا كان الخلفاء أيضاً الذين تابعوا - مهما كان وضعهم ومهما كان موقفهم من بعض الأمور - إلا أنهم أيضاً كانوا يراعون ذلك ، وحين خرج أحدهم عن ذلك ، حدثت الفتنة التي قلبت المعايير والتي أرجعت المجتمع إلى مجتمع الفرد والمُلك والدنيا ، بعد أن كان الهدف هو هدفٌ أسمى ، هو هدف حياة الإنسان الأخروية ، وأن كل ما يفعله على هذه الأرض من أجل ذلك بمعنى الشهادة ، فالشهادة كانت ترمز إلى أكثر من أن تكون جهاداً في حربٍ أو في معركةٍ حربية والقتل فيها والاستشهاد فيها ، إن هذا كان يرمز إلى أن الهدف من هذه الحياة كلها هو أن يكسب الإنسان حياته الروحية ، وأن عليه أن يسلك من أجل ذلك ، فإذا خرج من هذه الأرض وهو على هذه العقيدة .

0.35