خطبة الجمعه 22-12-2006
السيد علي رافع

ارجعوا البصر إلى داخلكم وانظروا من أنتم ، ماذا تريدون وماذا تطلبون وماذا تقصدون ؟ انظروا بماذا تؤمنون ؟ إيمانكم هو الذي يدفعكم إلى الطريق الذي تسلكون ، وإلى الحياة التي ترغبون ، وإلى الأفضل الذي ترجون ، وإلى الأحسن الذي تتعلمون ، الإيمان ليس كلمةً نقولها بألسنتنا ، الإيمان هو طاقةٌ تحركنا إلى العمل الصالح "الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات " ، "وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ،إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ . " [العصر1-3]، والإيمان بالله ليس مجرد كلمة ، والإيمان بكتب الله ليس مجرد كلمة ، والإيمان برسل الله ليس مجرد كلمة ، والإيمان بملائكة الله ليس مجرد كلمة ، والإيمان بعدم التفريق بين رسل الله ليس مجرد كلمة ، فلننظر ما يترتب على إيماننا ، ماذا يترتب على إيماننا بالله ؟ وما هو معنى إيماننا بالله ؟ هل إيماننا بالله هو مجرد تصريح وشهادة برئاسة هذا الكون فقط كما نشهد بأي رئاسةٍ في عالمنا ؟ هل إيماننا بالله هو أن نتصور أن الله أمر بكذا وكذا وعلينا أن ننفذ ؟ وما هو الذي يجب أن ننفذه ؟ وكيف ننفذه ؟ فليكن إذا أمر الله وجب أن ننفذ ، فأمره قانونه وقانونه حياتنا , ولكن كيف ننفذ هذا الأمر ؟ وما هو معنى تنفيذ هذا الأمر ؟ وما هي هذه الأوامر ؟ كل هذه التساؤلات تجعلنا ندرك أن الإيمان بالله ليس كما يختزله البعض لأشكالٍ وصور ، وهل إذا رأيت أنني أقوم شكلاً في ظاهر أمرٍ من أوامر الله هل أنا أكون مقتنعاً بأني نفذت هذا الأمر.

0.66

خطبة الجمعه 22-12-2006
السيد علي رافع

إننا كما بدأنا حديثنا: تحدثنا أن الآيات وهي تتكلم أن الله يهدي من يشاء إن ذلك من خلال الإنسان ، كذلك فإن تنفيذ أوامر الله هو من خلال الإنسان ، من خلال ما هو قائمٌ وموجودٌ في الإنسان من سر الله ، ومن قدرةٍ على تفهم وتفسير ما جاءت به الرسالات وما جاء به الرسل. الإيمان بالله هنا هو في إعمال ما أوجد الله فيك ، أنت تؤمن بأن الله أوجد فيك سره وأوجد فيك روحه ، إيمانك بالله هو في إيمانك بما أودع الله فيك ، في أن تتحرر من أي قيدٍ يُفرض عليك إلا ضميرك وقلبك وعقلك "..وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّه" [آل عمران 64] "إن ربي الله " يمكنك أن تسترشد بما يقوله الآخرون ، وبما يوضحه من هم أعلم منك بأمورٍ كثيرة ، ولكن عليك في النهاية أن تُفعِّل ما أودع الله فيك من طاقاتٍ وإمكاناتٍ وقدرات. إنك إذا كان هذا إيمانك فإذا قمت بفعل فستكون مخلصاً فيه لأنه نابعٌ من اعتقادٍ راسخٍ في أعماقك بأنه الخير كل الخير ، أما إذا لم يكن الإيمان راسخاً في أعماقك بقضية ما وبفعل ما فلن تفعله إلا متراخياًَ ، إلا متكاسلاً، إلا متباطئاً ..

0.59

خطبة الجمعه 26-08-2011
السيد علي رافع

الإيمان، ليس مجرد كلمة، يقولها وينطقها الإنسان. وإنما الإيمان، هو واقعٌ يعيشه، أمرٌ وقر في قلبه، وصدقه عمله. الإيمان، إيمانٌ بالغيب، وإيمانٌ بالشهادة. فإذا كان إيمان الإنسان بالله، هو إيمانٌ بالغيب، فإن إيمان الإنسان بقوانين الله، هو إيمان الشهادة.

0.48

خطبة الجمعه 05-11-2010
السيد علي رافع

إيمانك بالله مجرداً ، وفي إيمانك بوجودك مقيداً ، فهو واجب الوجود ، وأنت بتقييدك موجود ، هو ليس له صورة ، وأنت لك صورة ، وما صورتك إلا خلقه ، وما وجودك إلا من صنعه ، فظهر فيك بحكمته ، وظهر فيك بقدرته ، [ما ظهر الله في شيءٍ مثل ظهوره في الإنسان](4) . إيمانك بوجودك مقيداً ، هو إيمانك بالله في إطلاقه . إيمانك بالله في شهادته ، هو إيمانك بالله في غيبه ، وقد تجلى عليك ، بما تستطيع أن تشهده ، "...لاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ..." [البقرة 255] .

0.45

حديث الخميس 25-11-2010
السيد علي رافع

حين تتحدث عن هؤلاء، نجد أن الحديث عنهم، وعن أنهم آمنوا بالله ، وعملوا عملاً صالحاً، فإيمانهم بالله، لا يعني فقط مجرد كلام، وإنما إيمانهم بالله، كان يعني أسلوب حياة. فالإيمان بالله، يُغير الإنسان في حركته على هذه الأرض.

0.44

خطبة الجمعه 05-02-2016
السيد علي رافع

فحين نظروا إلى داخلهم "...كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ..."[البقرة 285]، لأنهم وجدوا أن الإيمان بالله في داخلهم، أنهم يدركون أن هناك ما لا طاقة لهم به، وما هو أكبر من أي فهمٍ أو أي وصفٍ، وهذا هو معنى الإيمان بالله، لا إله إلا الله.

0.42

حديث الخميس 15-07-1999
السيد علي رافع

يفعله اليوم له أثر على حياته المستقبلية.. وأن الإيمان بالله ليس مجرد كلمات.. وليس أن تنطق وتقول أن هناك إله.. ولكن الإيمان بالله هو إنعكاس لما تفعله.. ولما تقوم به من أفعال في حياتك الأرضية.. الإيمان بالله ليس كلمة ينطقها اللسان.. وإنما هو عملُُ في هذه الأرض.. لذلك فحين نقرأ "من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا".. ونجدها في كثير من الآيات.. تعبرِّ عن الذين يكسبون حياتهم" لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".. لأن كل مرحلة من هذه

0.42

خطبة الجمعه 12-06-2015
السيد علي رافع

وهذا هو ما يعنيه [لو كشف عني الحجاب ما ازدت يقينا](7)، لأن اليقين هنا هو في ما أعطاه الله للإنسان، وأن يُعمِل الإنسان هذه الطاقات، وأن يثق فيها. فإيمانه بما أعطاه الله هو إيمانه بالله. فالإيمان بالله ليس في قول إنسانٍ آخر يقول قال الله وقال الرسول، وإنما الإيمان بالله هو في أن يؤمن الإنسان بوجوده، وأن يأخذ كل ما يُقال له ويعرضه على قلبه، وليس أمامه غير ذلك، وعليه أن يتعلم ذلك.

0.41

خطبة الجمعه 14-03-2008
السيد علي رافع

القضية هي إيمانٌ بالحياة ، هي إيمانٌ بيومٍ آخر ، هي إيمانٌ بنشأةٍ أخرى ، وليست القضية أن نقول أن الإيمان هو في أن نكون في هذا الشكل أو في شكلٍ آخر أو لا نكون في شكلٍ ، أو نرسم أمراً آخر ، أو نقول أن هذا أمرٌ روحي أو شكلٌ روحي ، كل هذه الكلمات لا معنى لها ولا واقع لها ، وإنما القضية هنا هي إيمانٌ مجرد بمعنى الحياة ، ونجد أن آياتٍ كثيرة حين تتحدث عن هذا المعنى تقول: الذين آمنوا بالله واليوم الآخر ، من آمن بالله واليوم الآخر ، إيماناً مجرداً ، الإيمانُ بالله هو الإيمان المجرد. إن الذي يتصور أن إيمانه بالله هو في أن يرسم له صورة ، وأن يرسم له شكل ، وأن يرسم له قدرة ، وأن يتخيل ما سيفعله وما سيحدث وما سيكون ، هو إيمانٌ ناقصٌ ، لأن (كل ما جال ببالك فهو على خلاف ذلك) - كما يقولون - وهذا هو معنى الله أكبر ، ومعنى تنزيه الله عن أي صورةٍ وعن أي شكلٍ وعن أي سببٍ وعن أي مُسبِبٍ .

0.4

خطبة الجمعه 08-02-2008
السيد علي رافع

"... أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ ... " [آل عمران 193] الإيمان بالله .. الإيمان بالله ليست كلمةً تلوكها الألسن ، الإيمان بالله ليس شكلاً نقوم فيه ، الإيمان بالله هو إدراكٌ لمعنى وجودنا ولمعنى علاقتنا بربنا ، الإيمان بالله هو إدراكٌ لمعنى وجودنا ، لمعنى حياتنا ، لمعنى كرتنا ، والله يوضح لنا ذلك ويشرح لنا ذلك فيما يكشف لنا من أسرار الحياة ، من أسرار وجودنا ، الإيمان بالله هو الطريق الذي يشرح لنا ما يجب أن نكون عليه . فحين ننظر إلى واقعناً وإلى وجودنا في هذا الواقع المشهود سوف نجد أن لنا حدوداً لا نستطيع أن نتخطاها ، سوف نجد أن جوارحنا لها نطاقٌ تتحرك فيه ، فعيوننا لا ترى إلا في حدودٍ معينه ، وآذاننا لا تسمع إلا في حدودٍ ضيقةٍ محدودة ، وقدراتنا لا تستطيع أن تغير إلا القليل .

0.4