خطبة الجمعه 03-11-2006
السيد علي رافع

هذا الإنسان الذي كرمه الله "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم. " [الإسراء 70] والذي حمله الأمانة ، الدين هو قضيته ، علينا أن نفهم كل أمر أمرنا به من خلال هذه الرؤية ، لا ننظر إلى الأمر منفرداً بعيداً عن التطبيق وعن الواقع وإنما ننظر إليه من خلال ممارساتنا له ، من خلال عملنا به ، ولكننا نرى حولنا ، نرى مجتمعاتنا ونرى أغلب فقهائنا وعلمائنا يتحدثون عن الدين بعيداً عن الإنسان ، يتحدثون عن الأعمال الصالحة كأنها أعمال في فراغ نعملها لمجرد أننا أمرنا بها دون أن نحاول أن نطبقها لنكسب في الله أو أن يكون لها تأثير علينا ، فنحن كما نتعلم دائماً من توجيهات رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أن أساس العمل الصالح هو ما ينتجه في الإنسان ، يغيره إلى الأحسن والأفضل والأقوم " من لم تنهه صلاته فلا صلاة له " و" فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ " [الماعون 4-7] مع أن الكثيرين يجدون هذه الآيات وهذه الأحاديث إلا أن ترديدهم لها قائم على أساس فهم خاطئ في العلاقة بين العبد وربه ، فهم ينظرون لها على أن القيام بها هو إرضاء لله . ورضاء الله إذا لم يتحول إلى تجلٍ على الإنسان في أن يكون أفضل وأحسن وأقوم فلا معنى له تجريداً لأن الله غني عن العالمين ، فرضاء الله هو في أن الإنسان يكون أفضل ويكون أحسن ويكون أقوم .

0.7

خطبة الجمعه 03-11-2006
السيد علي رافع

إن كل ما نسب من صفات من معان ومن أفعال إلى الله تجليها المباشر هو على الإنسان ، فرضاء الله ليس رضاء ذات الله المقدسة ، الأعلى ، التي ليس كمثلها شيء ، المطلق ، فأي صفة نصفها هي في واقع الأمر صفة لتجليات الله علينا بقانونه وبأسبابه وبحكمته وبتقديره .. كذلك نجد أن التطبيق والأمر بالمعروف إذا لم يكن به هذا المفهوم في علاقة الإنسان بربه يتحول إلى شكل وإلى صورة وهذا ما نراه أمامنا واضحاً جلياً .

0.42

حديث الخميس 14-09-2000
السيد علي رافع

الإنسان له جانب داخلي \\يرثه أو ورثه عن أبويه وتواجده أيضا من خلال أبويه هو تواجد ليس عبثا وإنما فيه حكمة. فمكونات الإنسان الموروثة وبيئته التي تواجد فيها هي أمور أرادها الله به حين أوجده وخلقه على هذه الأرض. من هنا كان الدين يدعونا الى التأمل في تواجدنا وكسب معاني حقية من خلال هذا التواجد. ومن هنا تجيء كل الصفات التي يجب أن يتحلى بها الذي يؤمن بهذا المعنى. فهنا نجد رضاء الإنسان عن قيامه وعن ظروفه وعن حياته. هي صفة مُطالَب بها أن يكون مدركا أن الله ما أوجده في هذا الحال إلا ليكسب. وهنا يجب أن نفرق بين هذا الرضاء الذي يصاحبه تكاسل أو تقاعس. وبين الرضاء الإيجابي الذي يصاحبه عمل ومجاهدة وإجتهاد. لأن الرضاء الذي نتحدث عنه هو رضاء فيه فهم لما هو موجود في الإنسان من طاقات ومن إمكانات. فإذا كان الإنسان عنده طاقة للعمل وللعطاء عليه أن يُعمل هذه الطاقة وهذا هو رضاء أيضا عما أعطاه من طاقة. لأن عدم إعماله لهذه الطاقة هو عدم رضاء عنه. لأنه يهملها. ومن هنا كان الرضاء ليس كما هو مفهوم عند بعض الناس أنه إستسلام كامل دون محاولة من الإنسان أن يغير أو أن يبدع أو أن يطور أو أن يبحث أو أن يعمل أو أن يجتهد. التقاعس عن هذا لا يعني الرضاء بالمفهوم الأصلي. لأن الرضاء بالمفهوم الحقي كما نفهمه هو رضاء عما أعطى الله للإنسان.

0.32

حديث الخميس 08-04-2004
السيد علي رافع

ومن هنا أننا حين نتكلم في الطريق نتكلم عن مفاهيم عامة ولكن الطريق ليس المفهوم فقط ولكن هو كيفية أن يتحول هذا المفهوم الى سلوك والى واقع يعيشه الإنسان. نحن هنا لسنا بنتكلم فقط ولكن الكلام هنا هو حث للهمم وتحفيز للهمم حتى تحول هذا الكلام الى واقع في الحياة. نحن نقول دائما أن العمل على هذه الأرض وأن كسب الإنسان فيها أن يستطيع أن يكسب مع الله كثيرا من خلال تواجده على هذه الأرض إذا لم نكن كذلك وهناك أمور تشغلنا أو تشعرنا بأننا ننشغل بها عن كسب في الله ولا نرى فيها أننا نكسب في الله من خلالها هذا العيب فينا وليس في العمل في حد ذاته وليس في الفعل في حد ذاته وإنما فينا وفي رؤيتنا وفي تصرفاتنا وفي ما نقوم به بفعل في إتجاه وفي صورة معينة. لذلك نحن ندعو إخوانا جميعا وندعو أنفسنا أولا أن نحاول دائما نركز فيما نقول ونتأمل كيف نستطيع أن نكسب في الله من خلال هذا العمل والكسب في الله من خلال العمل كما نشرح دائما له جوانب مختلفة الإتقان أحد جوانبه. (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) لأن في إتقانه تعامل مع الله ومحاسبة داخلية للنفس وهذا أمر هذا جانب من الجوانب. الجانب الآخر أن العمل في حد ذاته التفكير في حد ذاته السعي في حد ذاته بيوجِد في الإنسان ملكات معينة لم تكن موجودة من قبل هذه الملكات ليست فانية بل باقية ووجودها في الإنسان في داخله يساعده في حياته الأخروية (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا (49)(سورة الكهف) ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8) (سورة الزلزلة) (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105)(سورة التوبة) العمل له نتيجة واقعة في الإنسان وله أثر في الإنسان وله مردود علي الإنسان (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(14)( سورة الاسراء) كما نشرحها دائما أن محصلة الإنسان في وجوده الروحي.

0.31

خطبة الجمعه 26-10-2001
السيد علي رافع

إن هذه الصلة لا تكون بالكلمات ولا تكون باللسان وإنما تكون بالعمل تكون بالإستقامة تكون بالإقتداء تكون بأن يحتسب الإنسان كل عمل عند الله.. وأن يكون متعاملا مع الله.. وأن يكون مدركا لما يقوم به.. فالعمل الذي ينتج عن إدراك ليس كالعمل الذي ينتج عن الهوى.. العمل الذي ينتج عن الإدراك هو عمل صالح.. يوم يكون الإدراك صالحا.. يوم يكون الإنسان متعاملا مع الله مستقبلا بيت الله.. ولا يكون العمل صالحا يوم ينحرف عن أن يتجه الى بيت الله.. ويوم ينتُج عن هوى.. (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ(46)(سورة هود) فكل إنسان له عمل صالح وله عمل غير صالح.. ويوم يدرك الإنسان ذلك سوف يحاول جاهدا أن تكون كل أعماله صالحة بأن يستقبل قبلة الله وبيت الله ورحمة الله ونور الله وأن يصلي ويسلم على رسول الله.. حتى تكون أعماله صالحة..

0.3

حديث الخميس 13-07-2000
السيد علي رافع

والواقع أن المباديء الأساسية والمفاهيم. نستطيع أن نتفق عليها جميعا بما أودع الله فينا من فطرة ومن صبغة. تجعلنا نميز بين الخبيث والطيب. ولكن الإختلاف كما نتذاكر دائما يجيء من تطبيق هذه المفاهيم في حياتنا اليومية وفي صورة معاملات وأمور نفعلها كل يوم في حياتنا وفي سلوكنا. فالعدل كقيمة وكمفهوم. نستطيع أن نتفق عليها. الكل يتفق أن العدل أفضل من الظلم. ولكن ما هو العدل الذي نطبقه. وهكذا في أمور كثيرة في حياتنا. لذلك نجد أن هناك ضرورة لوضع آلية في المجتمع يستطيع المجتمع من خلالها أن يجد أفضل تطبيق يرتضيه لهذه المفاهيم والقيم العليا. ومن هنا كان الأمر في دين الفطرة أو كانت الآلية في دين الفطرة هي الجماعة وهي التواصي بالحق والتواصي بالصبر. وهي الشورى وهي الإجماع. والرجوع الى الأفضل والأقوم والأحسن للمجتمع. لذلك فإن المفهوم بمفرده لا يقف دون أن يكون هناك تطبيق له من خلال جماعة. ومن خلال مجتمع تطبقه. أما إذا نظرنا الى المفاهيم على أنها أمور تطبيقية. وهنا يحدث الخلط. لأننا لن نجد. أننا نتكلم على مفهوم ونحن في أذهاننا تطبيق له. لذلك يقع الكثيرين في هذا الخطأ. حين يتكلمون عن أن الإسلام هو الحل أو أن يجب أن نكون مسلمين أو أن نطبق التشريع. التشريع فيه أمور كثيرة تدعو الى قيم والى معاني وفيه أمور كثيرة تحتاج الى أن يكون لنا مفهوم في تطبيقها وليس فيها في ذاتها.

0.3

حديث الخميس 21-09-2000
السيد علي رافع

يغيَّر قوانين هذه الأرض. خلق جديد يروح خلق جديد ييجي بقانون جديد بمعنى جديد وقصة جديدة. هذا أمر في يد الخالق يفعل بالقانون بالحكمة الكلية واللانهائية التي لا نستطيع نحن أن نحيط بها. نحن في معنى "إن كل ما في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا" نحن إذا كنا من الفالحين هو أن ندرك ونتعلم القانون الذي تجلى الله به علينا. ونتفاعل من خلاله. ونتعامل من خلاله. من خلال هذا التعامل ومن خلال هذا الإدراك نستطيع أن نرقى بأنفسنا وأن نكسب حياتنا. وهذا هو معنى من آمن وعمل صالحا هو ينطبق هذا عليه "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا من آمن وعمل الصالحات" "خلقنا الإنسان في احسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات". إذن هناك دائما معنى الإيمان وعمل الصالحات هو في واقع الأمر إدراك معنى الإنسان على هذه الأرض وأن يعرف كيف يتبع القانون وكيف يكون على الصراط المستقيم والطريق القويم حتى يكون عمله مثمرا وصالحا.

0.3

خطبة الجمعه 20-10-1989
السيد علي رافع

فدين الفطرة ودين الإسلام هو دين الحياة قانون الحياة إن الدين عند الله الإسلام دين الحق والحياة دين الكسب والنجاة دين التأمل والعلم دين ما هو أحسن وما هو أقوم دين يخاطبنا عن معاني الحياة وعن قيام الإنسان على هذه الأرض يحث الإنسان على العمل الجاد وعلى العلم والمرعفة(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)إتقان العمل إتقان العلم كل إنسان على هذه الأرض مكلف أن يعمل بما علمه الله وأن يتقن عمله وأن يكون مثلا صالحا وقدوة صالحة في أعماله ومعاملاته.

0.3

حديث الخميس 06-11-2003
السيد علي رافع

وهذا ناتج عن أن الإنسان لم يعد نفسه لمعنى "إقرأ" ولمعنى أن يعلمه الله كيف يقرأ. هذا أمر أساسي ونحن حين ننظر الى الرسول عليه الصلاة والسلام وهو قدوة. ننظر له في كل مراحله ليس بعد أن بُعث رسولا ولكن أيضا قبل أن يبعث فهو لم يكن مجرد إنسان عادي وإنما هو قدوة في كل صوره وفي كل مراحل حياته وهذه المرحلة قبل أن يكون نبيا وقبل أن يكون رسولا هي في واقع الأمر مرحلة يجب أن نتعلمها في معاني الأساسية في التعامل في معنى الصدق في معنى الأمانة في معنى مجاهدة النفس في معنى مخاطبة الغيب في معنى إعداد النفس لتلقي نفحات الأعلى والغيب إنه يريد أن يعرف يريد أن يتعلم يريد أن يُهدى الى الطريق القويم وذلك من خلال الممارسة ومن خلال العمل الصالح. حين نقرأ الآية مثلا (وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (3)( سورة العصر) هنا ده القانون. القانون الذي هو ينتج عن الأثر وينتج عنه نتيجة معينة تساعد الإنسان في سلوكه وفي إرتقائه "آمن وعمل صالحا". تجد آيات كثيرة في هذا المعنى. لم تقول آمن وصلى وعمل صالحا مثلا. ولكن هنا العمل الصالح بقى نوع من أنه جب وشمل كل المعاني الأخرى لأن معنى العمل هو الأساس ومعنى العبادة هي مساعدة الإنسان على أن يعمل عملا صالحا. فتجد الحديث 0من لم تنهه صلاته فلا صلاة له. إذاً الأساس أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. (لعل صلاته تنهاه يوما) يعني العبادات هي وسائل وليست غايات.

0.3

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 11-06-1997
السيد علي رافع

الحديث طبعا كما استمعنا إليه فيه قضايا كثيرة. ولكن نبدأ بالقضية الأخيرة التي أثيرت. وهي قضية الإنسان وما يسر الله له من قدرات وإمكانات مختلفة. يعمل بها ويكسب من خلالها. وده طبعا قانون الحياة التي نعيش عليها. كما نتذاكر في ذلك دائما. لأن الله لم يخلق أي شيء عبثا. وإنما خلق كل شيء بحكمة وبتقدير ومن هنا كان المفهوم الذي يجب أن يقوم في الإنسان المسلم المؤمن. أن الدين هو كل حركة وكل عمل يقوم به على هذه الأرض وليس هناك فصل بين دين ودنيا. وإنما هي قضية واحدة. وهنا الفارق بين إنسان وإنسان. يعني زي المثل الذي ضُرِب فيما يفعله الإنسان ويبتغي به القليل وهو العائد المادي من الفعل. أو أنه يبتغي به الأثمن. وهو أن يكون أداة خير للناس في الصور المختلفة. هذا هو الفارق بين إنسان وإنسان. فالإنسان حين يتعامل مع الله في فعله بيكون هذا الفعل إضافة له من الناحية الحقية. وحين يتعامل بمحدود نظرة أو بنظرة محدودة لفعله ولعمله. بأنانية خاصة جدا. دون أن ينظر الى الآخرين. والى ما يمكن أن يعود عليهم من فعله هذا. فهو بهذا بيخسر في هذا العمل ولا يكسب فيه. من هنا قانون الحياة بيعلمنا هذه القضية أو هذا المعنى. في المعاني المختلفة التي أمرنا فيها بالعمل. أمرنا فيها بالإتقان في العمل. أمرنا فيها بالتعامل مع الله في كل ما نفعل وفي كل ما نعمل. وده في واقع الأمر اللي هيؤدي. أو دي هي الإستقامة التي تؤدي بالإنسان الى أن يكون له حياة حقية.

0.29

حديث الخميس 21-12-2000
السيد علي رافع

ومن هنا نقوم حقا في معنى الدين. وندرك الأبعاد المختلفة التي جاء بها وهذا التفهم هو أمر ضروري حتى يكون الإنسان في معنى الإسلام حقا. حين ننظر الى المجتمع حولنا نجد أن مفاهيم الدين قد أخذت شكلا سطحيا ليس فيه عمق وليس فيه إدراك لماهية العلاقة بين الإنسان وربه ولا لما أمر به الدين في حياة الإنسان وفي سلوك الإنسان. وإنما هي كلها أمور بالنسبة للناس. هي أمور شكلية. عملية. ظاهرية. لا تعني إلا أنها إستجابة لأمر علوي. هذا الأمر العلوي الذي جاء لينظم حياة الإنسان. ما جاء لمجرد الأمر. إنما جاء لأنه يكشف عن قانون الحياة. وهذا فارق كبير في المفهوم. لأن إذا أدرك الإنسان هذه الحقيقة. أصبحت كل أعماله موجهة الى تغيير ما في نفسه من ظلام. وإعدادها لتلقي نفحات الله ورحماته. ويعلم أن قيامه فيها دون فهم ودون وعي لا قيمة له. وهنا يدخل عامل مهم وهو داخل الإنسان ومفهوم الإنسان وعقيدة الإنسان وإدراك الإنسان وإيمان الإنسان. كل هذه الأمور لها تأثير على عمله. وهذا ما نشير إليه دائما حين نجد الذين آمنوا وعملوا الصالحات. الإيمان هنا سبق العمل. إذن إذا لم يوجد هناك إيمان إذن لن يكون هناك عمل صالح.

0.29

حديث الخميس 25-12-2003
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا. ونحن دائما نتذاكر بيننا بما نراه في واقع حياتنا فالدين واقعنا. الدين ليس أمرا بعيدا عنا إنما هو تفاعل بين الإنسان وداخله وبين الإنسان وما يحيط به (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53)(سورة فصلت) فالحق هو الدين (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا(81)(سورة الاسراء) والحق هو ما ينتج عن تفاعل الصادق بين ما في الإنسان من قوة إلهية وبين ما يراه حوله وما يشعر به في داخله. ما ينتج عن ذلك هو الحق. ما ينتج عن ذلك هو الدين. ما ينتج عن ذلك هو الاستقامة. فليست هناك أوامر بعيدة عن الإنسان مفروضة بقوة علوية وإنما هذه الأوامر لتنير له طريقه ولتساعده على أن يكتشف ما فيه من طاقات وما في الكون من طاقات أيضا تساعده. من هنا ومن هذا المنطلق من هذا الفهم إذا بدأنا بهذه الفرضية فإننا سوف نصل إلى نتائج مختلفة تماما عن ما يصل له الآخرون يوم الذين يهمشون إرادة الإنسان ويضعونها جانبا ويجعلوا منها وسيلة فقط لتنفيذ أوامر حرفية دون أن يكون لهم تفاعل مع هذه الأوامر التي هي في واقع الأمر كما قلنا هي كاشفة ومساعدة للكشف بمعنى أصح عن حقيقة الإنسان وعن حقيقة وجوده في هذا الكون. لأن الإنسان مهما أوتي من قدرة ومهما اعتقد أنه يطيع أو ينفذ ما يؤمر به فكما كنا نتحدث في الأسبوع الماضي أن هذا سوف يتكيف مع مفهومه ومع عقيدته ومع إمكاناته ومع قدرته إذن فالفرضية التي تهمش إرادة الإنسان أو تفاعل الإنسان أو عقل الإنسان أو قلب الإنسان هي في واقع الأمر ليس لها واقع في الحقيقة أو ليس لها وجود في أرض الواقع بمعنى أصح.

0.29

حديث الخميس 17-02-2000
السيد علي رافع

حديثنا هو تواصل في الحق. وتواصي بالحق والصبر. حتى يساعدنا ذلك على التغلب على أنفسنا وظلامها. ويجعلنا قادرين أن نكون في قيام أفضل وفي وجود أحسن. فالإنسان في حاجة دائمة الى قوة تساعده على أن يرتقي الى أعلى وألا يتمسك بالدنيا وما فيها وأن يكون قاصدا وجه الله فيما يفعل وفيما فيه يتعامل فهذا هو المقصود من قيام الإنسان على هذه الأرض أن يكسب في الله وأن يرتقي في الله. ومع أننا نردد ذلك ونقول ذلك كثيرا إلا أن الإنسان في حاجة دائمة الى تذكير نفسه بذلك. لأنه إذا رجع الى نفسه وحاسب نفسه على ما هو قائم عليه فسوف يجد أنه بعيد بعدا كبيرا عن هذه المفاهيم أو عن مفهوم التعامل مع الله والمقصود وجه الله في كل ما يقوم به الإنسان. من هنا فعلى الإنسان أن يطلب العون ويطلب القوة. حتى يخرج من هذا الحال أو يقترب الى الأفضل والى الأقوم وإلى الأحسن في كل لحظة ولو بقدر قليل. وإنما يكون في تقدم عما كان عليه. وهذا هو ما يطلب أو ما يرشدنا إليه ديننا في كل ما أمرنا به في واقع الأمر. كل أمر من أمور الدين هي في الواقع لتساعدنا على ذلك.

0.29

خطبة الجمعه 16-12-1988
السيد علي رافع

إن قانون الحياة حين يعلمنا عن أنفسنا يصف لنا حال الإنسان(فأما الإنسان إذا ما إبتلاه ربه فأكرمهونعمه فيقول ربي أكرمني وإذا ما إبتلاه فقدر عليه رزقه يقول ربي أهانن)إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد يتحدث عن الإنسان في أحواله المختلفة وهذه صورة من صور الإنسان وتواجداته من صور الإنسان وأحواله يتحدث عن الإنسان في كماله(خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)ويتحدث عن الإنسان في رجوعه (ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)فهم في أحسن تقويم وسيظلون في أحسن تقويم وسيعرجون من قيام الى أقوم ومن حسن الى أحسن.(الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان)الإنسان تعلم البيان من الرحمن (عرضنا الأمانة على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان)حمل الإنسان أمانة الحياة (ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)وأنعم الله بنعمه على الإنسان (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)(كرمنا بني آدم)..

0.29

حديث الخميس 29-03-2012
السيد علي رافع

ولذلك، بنجد أن العمل الصالح دائماً، بيُقرَن بالإيمان، "...الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ..."[البقرة 25]. فالصالحات، هي كل الأعمال وكل الأفعال التي يقوم بها الإنسان، ولكن وهو متجهٌ إلى الله. فلذلك، كانت النية المصاحبة للعمل، هي الأساس الذي يجعل من هذا العمل عملاً صالحاً، أو يجعل من هذا العمل عملاً باطلاً.

0.29

خطبة الجمعه 16-10-2015
السيد علي رافع

والعمل الصالح هو الذي يَنتُج من تَعَلُّمٍ وعدم الثبات على الخطأ إذا أدركه الإنسان، هذا هو العمل الصالح. العمل الصالح هو الذي يُغيِّر، "...إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..."[الرعد 11]، فالتعبير "...حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..."، هو تعبيرٌ آخر عن العمل الصالح.

0.29

خطبة الجمعه 16-03-1973
السيد علي رافع

إن الإنسان بعمله.. بدعائه.. بقوله.. بأي عمل يأتيه.. وبأي فهم يدرك فيه.. هو عمل به يكسب وبه يربح في الله يوم يعرف مغزاه ويعرف قصده ويعرف كيف يقوم به في إستقامة في الله.. فلا ننظر الى فعل ما معتقدين أننا عنه أو به نبعد عن الحق.. أو أننا به نبتعد عن الحق.. إن الإبتعاد عن الحق هو يوم نعتقد ذلك.. أما الإقتراب منه فهو واقع الحياة.. إن الدين لواقع.. إن عمل الإنسان في أي مجال كان هو عمل يقربه من الله يوم بعلمه يصدق ويقوم به بإخلاص..

0.29

خطبة الجمعه 12-03-1999
السيد علي رافع

إننا إن لم نقرأ ما وراء المنسك ـ حتى ولو قمنا فيه بأجسادنا ـ لا نكون قد إستفدنا منه شيء، فالفائدة الكبرى في ممارسة المنسك، هو قراءته قراءة حقية، إن العلاقة بالبيت، يجب أن تتحول الى سلوك مستمر في كل أمور حياتنا.. وفي كل معاملاتنا، وهذا هو الهدف الذي إن حققناه على أرضنا، تحولنا الى عباد لله، فسوف نكون ذاكرين الله في كل عمل من أعمالنا، لأننا سوف نرى في كل عمل علاقتنا بالبيت، علاقتنا ببيت الله، فنحن لا نعمل عملا للعمل في حد ذاته، إنما نعمل لأن في هذا كسب لنا في الله، فعلاقتنا بالله.. وببيت الله.. تكون هي المحور الذي نتذكّره دائما، ونتعامل معه دائما، إننا لو فعلنا ذلك، لتغيَّر حالنا الى ما هو أعلى، والى ما هو أفضل، والى ما هو أقوم، وهذا هو القانون " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

0.29

خطبة الجمعه 31-08-1984
السيد علي رافع

إن القضية هي الإنسان وأن الأساس هو الإنسان وأن العمل هو الإنسان هكذا نتعلم ف يديننا فليس العمل منفصلا عن الإنسان ولكنه أساسه هو الإنسان فليس هناك عمل خير يقوم به إنسان غير صالح وليس هناك عملا باطلا يقوم به إنسان صالح.. فالصلاح لا ينتج إلا صلاح والحق لا ينتج إلا حق فكل إناء ينضح بما فيه وكل عمل هو نتاج العامل به والمنفذ له.

0.28

حديث الخميس 07-01-2010
السيد علي رافع

والإنسان هو نية قبل أن يكون عمل ، هو حال قبل أن يكون فعل ، ومن هنا أصبح على الإنسان أن يغير حاله ، أن يغير نيته ، أن يتعلم كيف يتغير دائماً إلى حالٍ أفضل ، بحيث ما ينتج عن هذا الحال يكون أفضل ، أن يغير نيته إلى نية أفضل ، حتى ما ينتج عن هذه النية من عمل يكون أفضل .

0.28

خطبة الجمعه 20-08-1999
السيد علي رافع

"إن الدين عند الله الإسلام". والإسلام بمفهوم دين الفطرة يجمع فيه كل الأديان. فالقضية ليست قضية مسميات فالله لا ينظر الى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر الى قلوبكم. فالمسميات لا قيمة لها في قانون الحق. فلا قيمة لأنك ولدت في مجتمع إسلامي من أبوين مسلمين. إذاً كنت مسلما بالمولد هذا لا يعني أي شيء ولا قيمة له. إنما القيمة الأساسية هي أن تكون مسلما بإرادتك. بفكرك بعملك بسلوكك. ولا ينقص من قدر إنسان ولد في مكان ما في بيئة ما. فسُمي بإسم ما. إلا أنه أدرك دين الفطرة بقلبه وقام في كل ما أُمر به الإنسان في دين الفطرة فهو في دين الفطرة لو كان حقا كذلك. لذلك أَمرنا دين الحق "أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". والأحسن هو أن كل الناس مشاريع حياة. فيهم معنى الإنسان. "تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا". هذا هو الأساس. أن نقبل قانون الحياة. وهذا هو التطبيق العملي للإيمان بالله. فالإيمان بالله ليس مجرد كلمة. وإنما هو عمل وسلوك في كل حال من أحوال الإنسان. في كل ما يتعرض له الإنسان. إذا آمنا بذلك جميعا. فهذا هو الأساس. وسوف ندرك بعد ذلك معنى كل أمر أُمرنا.

0.28

خطبة الجمعه 18-03-2011
السيد علي رافع

يكون المجتمع كالإنسان الصالح، الذي يتوب إلى الله، والذي يغير أفعاله، إذا وجد أنها أفعالاً خاطئة. إن هذا في حد ذاته، هو تطبيق الدين، بدون أي شعارات، وبدون أي مرجعيات، لأن الدين في الإنسان، في فطرة الإنسان الصالحة.

0.28

خطبة الجمعه 24-10-2008
السيد علي رافع

لذلك نجد اليوم أن الأمور في مجتمعاتنا قد اختلفت كثيراً عن سابقٍ ، وأصبح تطبيق الأحكام بحرفيتها هو عدم تطبيقٍ لها ، لأن تطبيقها يستلزم شروطاً يجب أن تتوافر في المجتمع ، مما حدا بالسابقين أن يطبقوها بصدق ، فيكون تطبيقها هو عدم استخدام الحرفية الشديدة فيها ، وهذا ما حدث في سابق ، يوم كانت هناك مجاعة عامة ، فأصبح تطبيق حد السرقة هو في رفع قطع اليد في وضعٍ معين ، أصبح هذا هو التطبيق الحقيقي للحد ، وليس التطبيق هو أن يُنفذ دون وعيٍ ودون فهم ، وهكذا في أمورٍ أخرى حدثت في قديم . فنحن في حاجةٍ إلى التفكر والتأمل والتدبر فيما ينفع المجتمع ، مستلهمين من آيات الله المقاصد التي يريدها لنا ، فقد تغيب عنا المقاصد في بعض الأحيان ، أما أن نظن أن كل تطبيقٍ حرفيّ دون وعيٍ ودون فهم هو إقامةُ الدين ، فهذا قصورٌ في الفهم ما قال به الأولون ، وما قال به ديننا ، وما قال به أي عاقلٍ ، وما قال به أي عالمٍ ، إنما كلهم قالوا أن نتفكر وأن نتدبر فيما هو صالحٌ لمجتمعاتنا ولإخواننا ولحياتنا .

0.28

خطبة الجمعه 11-12-1998
السيد علي رافع

إن هذه المعاني جاءت بها الأديان.. جميعها.. لتقول للإنسان.. في نفسه قولا بليغا.. تقول له أنك إنسان حي.. حافظ على حياتك.. وحافظ على وجودك.. إن الإستقامة في مفهوم الإنسان عن نفسه.. وفي علاقة الإنسان بربه.. تجعل الإنسان أكثر إستقامة في أعماله.. وتجعله أكثر قدرةً.. أن يعيش عيشةً.. تمكِّنه من كسب حياته.. إن الفهم الغير المستقيم في علاقة الإنسان بربه.. تجعل عمل الإنسان.. عملا لا قيمة له.. فبدلا من أن يجد عمله حاضرا.. يكون فيمَن قيل فيهم "أعمالهم كسراب بقيعة.. يحسبه الظمآن ماء.. فإذا جاءه لم يجد شيئا.. ووجد الله عنده".. وعَمِدْنا الى ما عملوا فجعلناه هباء.. لذلك.. فإن الفهم المستقيم.. والنية الخالصة.. هي التي تجعل العمل عملا صالحا.. لذلك نجد آيات الحق "آمنوا وعملوا الصالحات" فالإيمان هو فهم مستقيم.. في قضية الحياة.. يجعل عمل الإنسان عملا صالحا.. ويُصْبغ عليه معنى الدوام.. "والصالحات الباقيات" عملا باقيا مثمرا منتجا متكاثرا حيا ينفع صاحبه..

0.28

حديث الخميس 17-06-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يجعل من حديثنا ومن جمعنا سبباً لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا حتى نكون عبادا لله صالحين محققين رسالتنا على هذه الأرض في أن نكسب كرتنا ونضيف إلى رصيدنا الروحي كسباً وإضافة تجعلنا أكثر رقياً في حياتنا الأبدية وهذا هو سر الحياة على هذه الأرض كما نتعلمه من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فآيات الحق تعلمنا أن هذه الأرض هي مزرعة الآخرة (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105)(سورة التوبة) والآيات التي تحثنا على أن نعمل علي هذه الأرض كثيرة (وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)( سورة العصر) هذا العمل هو ما يقوم به الإنسان في هذه الأرض كما نذكّر دائماً فكل العمل يمكن أن يكون عملا صالحاً ولا نأتي بذلك من أفكارنا أو آرائنا ولكن مما هو بين أيدينا {إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه} فالإتقان هنا هو تعامل مع الله والآيات والأحاديث كما قلنا التي تحث على أن يعمل الإنسان في الأرض بكل ما أوتي من قوة هي آيات واضحة في دلالتها ولا يكون للإنسان معني من وجوده علي هذه الأرض إلا إذا كان ما يقوم به من عمل له مردود روحي عليه وإلا أصبح كل العمل على هذه الأرض هو هباء.

0.28

حديث الخميس 16-01-1997
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا. وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا وهذا ما ندعو به دائما. ونبدأ به دائما. لأن الهدف من الحديث ومن التذاكر ومن التواصي بالحق. هو أن نكسب معنىً جديدا وأن نقوم في المفاهيم التي نتذاكر بها. فلا يكون حديثنا حديثا لمجرد الكلام وإنما يكون له واقع في نفوسنا وفي قلوبنا. وهذا هو الدين لو أدركنا لأن الدين هو أن يتوافق الإنسان مع قانون الحياة. فيرتقي في الله. ويرتقي في طريق الله في معراج الله إرتقاءا مستمرا لا إنتهاء له. ويدرك أن ما يقوم به هو أمرُُ أساسي حتى يكون في هذا المعنى وحتى يكون في معنى الإرتقاء الدائم. فهذه قضية الدين. قضية الدين هي أنه يوضح للإنسان قوانين الحياة ويعلمه كيف يتوافق معها وكيف يطبقها وكيف يكسب من خلال تطبيقه لها. وهذا أمر فيه تفاعل مستمر. وليس أمراً جامدا أو ثابتا.

0.28

حديث الخميس 11-05-2000
السيد علي رافع

إنما الذي يفيد هو أن يكون تفكرنا وتأملنا في إطار القانون. وفي إطار المفاهيم التي جاء بها ديننا. في هذه الحالة نستطيع أن نستفيد من تأملنا وتفكرنا. أنه يكون موجه في إتجاه يمكن أن نصل فيه الى نتيجة والى واقع نشهده. العمل هنا مثلا في الرسالة التي طرحناها. ما يكون العمل؟ وكيف يكون العمل؟. كيف يكون العمل الصالح؟. كيف يكون العمل في معنى أنه يرقى بأن يراه الله ورسوله والمؤمنون؟. لأن الرؤية هنا هي أن يصبح له وجود ويصبح له كيان. وإنما إذا لم يتحول العمل الى وجود والى كيان. فلا يُرى. والذي يَرى هنا في هذا الحال من هم في معنى القدرة على الرؤية وعلى التقييم وعلى النظر الى الأمور بنظرة فاحصة متأملة متدبرة. "هو الرحمن فاسأل به خبيرا". نظرة الخبير. من هنا الإنسان إذا وضع هذا في مخيلته وفي فكره وفي نيته وهو يعمل على هذه الأرض. فهو سيحاول بكل طاقته أن يُتقن فيما يعمله. "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أو يتقنه" لأنه سوف يضع أمامه أو نِصب عينيه أن هذا العمل هو ما سيراه الأعلى. فكيف يريد أن يراه؟. "أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". كيف تريد أن يراك الله. إذا وضع الإنسان ذلك نصب عينيه.

0.28

حديث الخميس 24-09-1998
السيد علي رافع

ومن هنا كانت نظرة الإنسان الى كل أفعاله يجب أن تكون من هذا المنطلق.. فلا يُهمل في أي أمر أيا كان.. ويجب أن يأخذ كل قضية بجدية وبمحاولة لأن يتقنها ولأن يكون الأفضل فيها دائما.. الحديث يقول"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" هنا الإتقان عبادة.. لأنه بيتمثل في علاقة بين الإنسان وربه.. "أُعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك".. الإنسان وهو يؤدي عمله في كثير من الأعمال لا يكون هناك رقيب على الإنسان إلا ضميره وإلا إدراكه بأن الله يراه.. والله بيتجلى برؤيته على الإنسان من خلال ضمير الإنسان ومن خلال رؤية الإنسان لنفسه فيما يفعله وهذا هو معنى أن الله يراك.. لأن الله أودع في كل إنسان أمانته.. وصبغ الإنسان بصبغته.. فهذه الصبغة وهذه الأمانة هي التي تمثل أو هي التي تعبر عن تجلي الله على الإنسان..

0.27

حديث الخميس 30-09-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يجعل من جمعنا ومن ذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وتقوية عزائمنا وإنارة عقولنا فنحن دائما نبحث عن كل ما يقربنا الى الحق والى كل ما يجعلنا أفضل وأقوم وهذا هو ما تعلمناه في ديننا من مجاهدة أنفسنا ومن الدعاء والرجاء لأخذ قوة تساعدنا أن نسير في طريق الحق وفي طريق الفلاح ونحن نتذاكر دائما أن الدين ليس مجرد كلمات وليس مجرد شعارات وليس مجرد أشكال وصور إنما هو ممارسة فعلية لكل معنى جاء به في كل أمر أُمرنا إياه وفي كل نهي نهينا عنه الدين هو واقع الحياة وتفاعل الإنسان مع بيئته ومع مجتمعه ومع نفسه ومع قلبه وهذا ما نفتقده كمفهوم في مجتمعاتنا حين تفصل الدين عن الإنسان وترى أن الدين أمر بعيد عن الإنسان بمعنى أن الإنسان وهو ينفذ ما أمر به الدين كما لو أن هذا الأمر لا علاقة له بما يجب أن يفهمه أو يعقله أو يدركه أو أن ينبع من داخله إنما هو مفروض عليه من أعلى وهذا أمر فيه لبس في واقع الأمر لأن إذا نظرنا الى ما أمر به الدين في كل جزئية من الجزئيات وفي كل آية من الآيات وفي المعاني المختلفة التي جاءت لتعلم الإنسان عن نفسه لوجدنا أنها تفسر بعضها بعض من هنا لا يجب أن نأخذ مقولة منفصلة عن السياق الكلي وعن المعنى الكلي لهدف الإنسان في وجوده على هذه الأرض.

0.27

خطبة الجمعه 26-02-1999
السيد علي رافع

إنا علينا أن نقرأ ديننا قراءة جديدة وأن نكون أكثر خشية وأكثر تقوىً . فديننا دين إعمال ما أعطانا الله "وفي أنفسكم أفلا تبصرون ". " ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين" . " عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ". "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان ". "إنى جاعل في الأرض خليفة " . كل هذه المعاني تُعلمنا أن الله قد أودع فينا طاقة كبرى وسرا كبيرا . علينا أن نعمل ما أعطانا الله . نعمل ما أعطانا من نعمة العقل ومن نعمة القلب ومن نعمة الفعل . إن تَرْكنا لما أعطانا الله مهما قمنا في ظاهر أمرنا لا يُغنى عن هذا الترك . فالأساس هو أن نُعمل ما أعطانا الله لا أن نتركه وأن العمل بدون أن يكون هذا العمل صادرا عن إدراك وإحساس من عقولنا وقلوبنا لا يكون عملا صالحا . وإنما يكون كمن قيل فيهم "أعمالهم كسراب بقيعه ". " إنه عمل غير صالح" وإن كان قد نتج منك إلا أنه غير صالح أما العمل الصالح .

0.27

خطبة الجمعه 14-12-2001
السيد علي رافع

وعليه أن يهذبها ويوجهها حتى تكون صفاتها وشهواتها ورغباتها وطلباتها في طريق الحق والفلاح. وفي فعله هذا يكسب في الله ويعرِّض وجوده لله. وهذا القانون نتعلمه من آية "ما خلقت الإنسان والجن إلا ليعبدون" إلا ليجاهدون إلا ليتعلمون إلا ليعمرون إلا ليعرفون. فالعبادة ليست كلمة وإنما هي قيام وعمل مستمر. إن العبادة هي جهاد في سبيل الله. جهاد لأن يكسب الإنسان هذه الكرّة. لأن يكون الإنسان عبدا لله ووجها لله وكلمة لله. إن ديننا يحدثنا في ذلك. وما جاءت كل العبادات إلا لتساعدنا على ذلك. ومفهوم الإنسان لمعنى وجوده هو أساس سلوكه وجهل الإنسان لحقيقة أمره هو الذي يؤدي الى فساد عمله. "(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا(23)(سورة الفرقان) (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ(39)(سورة النور) فهذا هو العمل الصالح الذي تتحدث عنه الآيات. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ(8)(سورة فصلت) فما كان عملهم الصالح إلا وقد سبقه إيمانهم. وإيمانهم هو إدراكهم. وهو عقيدتهم. فيما يقومون به. وفيما يفعلون. وفيما من أجله يعيشون. وفيما من أجله يجاهدون. إذا لم يستقم المفهوم لن يستقم العمل. وإذا لم يكن هناك إيمان فليس هناك عمل صالح.

0.27

خطبة الجمعه 11-06-1999
السيد علي رافع

إن العمل في الله هو ما يُنتج أثرا في وجودك و ما يغيِّرك الى ما هو أفضل وأحسن و ما يأخذ بيدك الى ما هو أعلى.. الدين دين عمل.. ودين قلب.. تُضيف حقا الى وجودك الروحي والى قيامك المعنوي.. الدين هو واقع هو كسب هو تغيير للأفضل الدين ليس شكلا وليس صورة وليس رسما وليس حرفا وليس إسما.. الدين.. هو عمل له نتيجة وواقع تشعر به في وجودك.. وقيام تقوم فيه.. وحال تشعر به.. علم ينفعك.. وعمل يغيّرك.. وذكر يطهرك.. هل عرفنا ديننا وقمنا ديننا.. أم أننا نأخذ من الأمور أشكالها.. وصورها..

0.27

حديث الخميس 24-02-2011
السيد علي رافع

وفي نفس الوقت، يكون أيضاً إذا أدرك أن كل عملٍ على هذه الأرض، هو له جانب روحي ومعنوي، وهذا هو معنى عمل الإنسان على هذه الأرض، معنى: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"(1)، معنى "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ..." [التوبة 105]، "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً ..." [الفرقان 70]، يعني كل هذه المعاني، هي بترشدنا إلى الجانب الروحي والمعنوي، الذي يحدث نتيجة عمل الإنسان على هذه الأرض "...عَمَلاً صَالِحاً ...".

0.27

حديث الخميس 07-11-2002
السيد علي رافع

من هنا كان الإسلام في الرسالة المحمدية بيحث الإنسان على أن يكسب من خلال عمله ومن خلال معاملاته المختلفة. فليس هناك فاصل بين الدنيا والآخرة. وليس هناك فاصل بين الدين والدنيا. لأن القضية هي قضية سلوك مستقيم على هذه الأرض. هذا الكلام نقوله كثيرا ولكن العبرة كما نقول أيضا هي بالتطبيق بعد ذلك. التطبيق هو سلوك. والطريق دائما هو سلوك والكلام والمفهوم والحديث هو محاولة لتوضيح الرؤية لكن في النهاية يجب أن نحول هذا الحديث الى واقع والى تطبيق نقومه على هذه الأرض. من هنا كان الدين حين شرع لنا معاملات وشرع لنا عبادات وشرع لنا كيف نحيا على هذه الأرض بالصور المختلفة هو بيعلمنا كيف أن القضية في الآخر تحتاج أن يتحول الفهم الى عمل والى سلوك في حياتنا اليومية. يمكن للإنسان أن يفهم مفهوم الصلاة ويمكن أن يفهم مفهوم الصوم كما نتذاكره دائما ونتعلمه دائما. ولكن هذا لا يكفي من هنا كان التشريع في أنه أوجد الصلاة المنسكية والصوم بصورته التي نعرفها وكل المناسك الأخرى حتى نتعلم أن علينا أن نحول هذه المفاهيم الى سلوك والى واقع والى عمل نعمله. فإذا كنا نتكلم أن الحياة كلها لله وأن ليس هناك فرق بين الدين والدنيا. فيجب أن يتحول هذا المفهوم الى واقع نسلكه. وهذا ما نجاهد أنفسنا حتى نقوم فيه.

0.27

حديث الخميس 01-11-2001
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا. وكما نتذاكر دائما فيما يدور حولنا من أحداث وفيما نمر به من ذكرى ومناسبة. وكل ما نقرأه من آيات. فكل هذه المعاني تعلمنا وترشدنا وتوجهنا الى ما يجب أن نكون عليه وأن نستقيم فيه. ونحن في هذا الشهر الكريم وفي منتصفه نتذكر "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا (144) ( سورة البقرة)وهذا معنى أساسي في سلوك الإنسان على هذه الأرض. فمن ليس له قبلة ليس له عمل وليس له كسب وليس له طريق. وكما كنا نتذاكر في أن الفرق بين عمل وعمل. بين أن يكون عملا صالحا وبين أن يكون عملا غير صالح. هو في أن يكون هذا العمل له هدف وله قبلة وله إتجاه في طريق الله وفي كسب الله. والإنسان حين يدرك هذه الحقيقة سوف يجعل كل تفكيره ونيته أن يعرف قبلته وأن يعرف إتجاهه وأن يعرف هدفه. وحين نرى في قصص القرآن الكريم وهو يروي لنا مثلا عن نوح عليه السلام وهو يبني سفينته. السفينة هنا هي رمز للعمل الصالح الذي سوف ينجي الإنسان ويجعله في بر الأمان. وهذا العمل الذي يرشَد إليه الإنسان هو القانون الذي يخضع له. فمن يخضع لقانون الله فهو الإنسان المسلم. ونحن حين نعرّف الإسلام أو نتأمل في معنى الإسلام نقول أن الإسلام هو التسليم للقانون.

0.27

خطبة الجمعه 12-05-2000
السيد علي رافع

فخاطبوا ما فيه من سر الحياة ونور الله وأمَرَه أن يعكس البصر الى داخله وأن ينظر الى ما في قلبه. كما حذره من ذاته ونفسه الأمارة بالسوء. التي هي ضرورة على هذه الأرض ولها وظائفها والتي يجب أن توظف فيما خلقت من أجله. فلا يسرف فيما تريد. وإنما يستقيم كما أُمِر. وكما نوضح في كثير من المواقع ومن الأحاديث. أن كل صفات الإنسان هي صفات يمكن أن يكسب منها الإنسان في الله ويمكن أن يخسر من خلالها. فحب الإنسان للمال يمكن أن يكون سببا في أن يعمل الإنسان عملا صالحا. وممكن أن يجعله حب مسرف. أن يخرج عن الجادة في سبيل حبه هذا. فالصفة في حد ذاتها ليست صفة سيئة. أو صفة حسنة. وإنما الصفة تكتسب ما تُنعت به. من عمل الإنسان بها ومن تصريفه لها. وهذه هي تركيبة الإنسان.

0.27

حديث الخميس 06-09-2001
السيد علي رافع

الإنسان عليه أن يدرك هذه الحقيقة. إذا أدرك الإنسان هذه الحقيقة وقام فيها لقدر نعمة الله التي أنعم بها عليه الآن. وعليه أن يستفيد من كل لحظة من لحظات تواجده على هذه الأرض. وأحسن ما يستفيد منه الإنسان هو ما جاء به الله. وأحسن ما جاء به الله وأحسن ما جاء بآيات الله وأحسن ما جاء في كتاب الله هو أنه علّم الإنسان. علّم الإنسان ما هي الحياة. وعلم الإنسان أن كل كلمة يقرأها وكل آية يراها وكل معاملة يتعامل بها وكل كلمة ينطقها هي في واقع الأمر يمكن أن تضيف له إضافة في الله وهذا هو دين الفطرة دين الأفضل دين الأقوم دين الأحسن. (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(46)( سورة العنكبوت). كما نقول دائما أن الأحسن ليس أن نقول عنه نحن أنه أحسن. فكل إنسان يستطيع أن يقول عن فهمه أحسن وعن معاملاته أحسن وعن تصرفاته أحسن. ولكن الأحسن هو ما ينبع عن الفطرة السليمة ونجده في فطرة الإنسان. في كل إنسان أيا كان. حين ندلل على ذلك في مثل بسيط نستخدمه دائما. نجد أن في الشرق أو في الغرب نجد أن العدل قيمة في الإنسان يراها تماما أفضل من الظلم.

0.27

خطبة الجمعه 27-09-1996
السيد علي رافع

إن ديننا يوجهنا لتكون حياتنا كلها لله، كسبا فى الله فى كل أعمالنا وفى كل أحوالنا. إن ديننا يحثنا على أن نتعامل فى الدنيا، وأن نكسب فى الله من خلال عملنا.

0.27

خطبة الجمعه 25-05-2001
السيد علي رافع

أو أنه عرف كيف يكون عبدا لله. فإذا كان عمل الإنسان وكانت إجابة الإنسان عن سؤاله هو للدنيا في حد ذاتها. لمال يحصل عليه فقط. دون أي إعتبار آخر. فهو بذلك عليه أن يراجع نفسه. لا مانع أن يفعل الإنسان من أجل رزقه ومن أجل مال يعيش به. ولكن ليس هذا هو فقط الحافز الذي يتحرك من أجله. إن هناك إعتبارات أخرى يجب أن يراعيها الإنسان فيما يعمله وفيما يقدمه. هل هو عمل نافع؟ هل هو عمل صالح؟ هل هو يرى فيه أنه يتعلم في الله ويدرب نفسه في الله؟. ماذا يرى في عمله؟ وماذا يرى في معاملاته المختلفة؟. هذا هو السؤال الذي يجب أن يسأله مرة أخرى. إن الهدف الذي وضحه لنا كتاب الله هو أن نكون متعاملين مع الله. "فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ " من آمن وعمل صالحا. "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)( سورة العصر) هنا صفات الذين عملوا الصالحات أنهم يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر. لا يتواصون بالباطل. والحق هو ما هو باق وما هو حي. والباطل كل ما هو زائل. (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا(81)(سورة الإسراء) الإنسان في عمله عليه أن يرى أنه يتعامل مع الله. فإذا كان يُحسن صنعةً أيا كانت أو يقدم خدمة أيا كانت. فهذه نعمة من الله عليه أن جعله أداة لخدمة الناس.

0.27

خطبة الجمعه 10-12-1993
السيد علي رافع

فالإنسان كان قبل أن يتواجد على الأرض وسيكون بعد تواجده وخروجه من هذه الأرض (يا أيها الإٌنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك فيب أي صورة ما شاء ركبك)إن دين الفطرة يعلمنا ذلك يعلمنا أن الإنسان حيا وأن حياته مستمرة إن عرف كيف يحاافظ عليها(لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)فالحياة لا تعني هذا الوجود المادي إنما تعني ما في الإنسان من سر إلهي. فكم من الناس يعيشون على هذه الأرض وهم أموات لأنهم فقدوا معنى الحياة فيهم وكم من الناس خرجوا من هذه الأرض ولكنهم أحياء لأنهم حافظوا على معنى الحياة لهم. والمحافظة على الحياة في الإنسان هي جوهر الدين. وأن تنمو هذه الحياة هو كل ما أمر به الإنسان. أمر من أ جل ذلك وليكون كذلك. والمشكلة الكبرى التي تفرق الناس بظن الدين هي في تطبيق هذه الأوامر ويصل بهم الإختلاف الى أن يحاربوا بعضهم بعضا بظن المحافظة على الدين وبظن أن هذا هو الدين وما أمرهم الدين بذلك وإلإنما أمرهم بأن يكونوا أمة وسطا وأن يبأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالقهر ولا بالإجبار ولا بالسيطرة ولا بالقوة والعنف وإنما بالتواصي بالحق والتواصيب بالصبر فالإختلاف وارد في كل أمر في كل أمر من أمور حياتنا كل إنسان له رؤية وله نظرة وله فهم ولا نستطيع أن نفصل الدين عن مفهوم الإنسان له فالدين ليس شيئا خارجا عن الإنسان وإنما هو قائم بالإنسان والذي يطبقه هو الإنسان والذي يتحدث به إنسان والذي يفسره إنسان والذي يأمر بالمعروف إ'نسان والذي ينهى عن المنكر إنسان وكل إنسان معرض أن يصيب أو يخطيء وما الصواب والخطأ إلا أمر نسبي لأن ليس هناك في واقع الأمر صوابا مطلقا أو خطأ مطلق لذلك فوجود الإختلاف أمر واقع لا يمكن أن ننكره ولا يمكن أن نرفضه ولا يمكن أن تقول يجب أن نجتمع على فكر واحد وتفسير واحد وإنما يمكن أن نجتمع على منهج واحد.

0.27