خطبة الجمعه 30-06-2000
السيد علي رافع

ومعنى لانهائي دبر فأحكم. وأن هناك الكثير الذي لا نعرفه. هذا في حياتنا المادية. فما بال حياتنا الروحية وما بعد هذه الحياة. إنها أسرار كثيرة يقف العقل عاجزا أمامها. ويقف الإنسان مسلِّما لها. مدركا أن لا قِبل له بها. فيدرك أن هناك غيبا. لا يحيط به. ولا يستطيع أن يحيط به. وهو مطالَب بأن يتعلم فيما يحيط هو به. وأن يؤمن بهذا الغيب الذي لا يحيط به. "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" هذا إتجاه في الإيمان. وفي نفس الوقت نؤمَر بأن لا يكون ذلك سببا بأن نتقاعس عن معرفة ما نستطيع أن نعرفه. فيجيء التوجيه الإلهي "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" توجيه إلهي للبحث وللمعرفة. إن الدين ليس فقط في ما نعبر عنه بالفقه أو بالشريعة أو باللغة أو بأسباب التنزيل. وإنما الدين هو كل الحياة. كل العلم. كل المعرفة. كل ما نستطيع أن نعرفه. لا يجب أن نحصر الدين في علوم تاريخية. أو في علوم لغوية. وإنما الدين أن تستقيم على هذه الحياة. واستقامتك على هذه الحياة هي في إعمال كل ما أعطاك الله من قدرات لتعرف وتتعلم وتبدع وتعمّر وتطور وتكتشف أسباب الحياة التي أنت قائم عليها.

0.56

خطبة الجمعه 09-04-2004
السيد علي رافع

نسأل الله ونتجه الى الله ونتوكل على الله في كل عمل نقوم به. في كل ما نشهد وفي كل ما نقول نحاول ونجتهد أن يكون في الله أن يكون تعاملنا مع الله قاصدين وجه الله راجين أن نكون عبادا لله هكذا نكون حقا مسلمين فالإسلام هو تسليم لقانون الحياة والتسليم لقانون الحياة يتطلب منا أن نعرف هذا القانون حتى نتبعه. وهذا يتجلى بالعلم وبالمعرفة (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (20) (سورة العنكبوت) طلب العلم. العلم في كل إتجاهاته فكل علم على هذه الأرض في أسباب الحياة هو علم ليس فقط له الجانب المادي إنما هو له الجانب الروحي أيضا لأنه يكشف للإنسان عن سر الحياة أو عن سر من أسرار الحياة أو عن سبب من أسباب الحياة ويمكّنه أن يكون أكثر قدرة على الكسب في الله. والجانب الآخر أن يعمل الإنسان بما يعلم وأن يحوّل علمه الى واقع عملي يساعد به إخوانه في البشرية ويساعد به وجوده عليها هذا أمر مطلوب أيضا.

0.39

حديث الخميس 27-05-1999
السيد علي رافع

وكما نتذاكر دائما في أمور ديننا. وفي حياتنا وسلوكنا. ونتعلم أن قانون الحياة، هو معنى الدين، وأن القضية الأساسية هي أن يدرك الإنسان هذا القانون، بأنه من خلال إدراكه يستطيع أن يكسب هذه الحياة، وأن يخرج من هذه الأرض، وقد حقق ما أراد الله له من قيامه عليها، وأن هذا القانون كما نتذاكر دائما، هو ما كشف عنه الدين، في كل ما أُمرنا به وفي كل ما وُجِّهنا إليه، فليس المقصود، أسماء أو أشكال أو صور ولكن المقصود هو أن نعرف كيف نتعامل في إطار هذا القانون، ومن هنا كان هذا الفهم يمكن أن يغيّر في تناول الإنسان بكل قضايا دينه. ولكل قضايا الحياة، لأنه لن يكون الدين بالنسبة له هو مجرد أشكال أو صور وإنما سوف يكون هو علم، علم عن الحياة، وعلم عن الإنسان، وعلم عن معراج الإنسان في هذه الحياة، من يعلم هذا العلم، سوف ينجو، وسوف ينطلق، ومن لا يعلم هذا العلم سوف يرتد الى أسفل سافلين، ومن هنا ليست العبرة بأسماء تطلق وإنما العبرة بقيام في هذه المعاني، ونحن نضرب المثل الدائم في هذه الأرض، أن هذه الأرض لها قانون يحكمها في الظاهر، فالذي يعرف هذا القانون أيا كانت جنسيته وأيا كانت ثقافته، وأيا كان دينه الذي يعتنقه من ناحية الإسم على هذه الأرض فهذا لن يؤثر في شيء على ما يلاقيه من أمور في هذه الحياة، إن تعلم وأتقن وعرِف وعمل بجد واجتهاد فسوف يصل الى أمور في هذه الدنيا بغض النظر عن أي عامل آخر، لا يهم في هذا إن كان مسلما أو مسيحا أو يهوديا وإنما المهم أنه عرَف القانون.

0.36

خطبة الجمعه 07-12-2001
السيد علي رافع

إن أسلوب الحياة على هذه الأرض الذي جاء به الدين ما هو إلا تعبير عن هذه الحقيقة. وما هو إلا وسيلة ليحقق بها الإنسان هذا الهدف. وهذه الوسيلة لا تنفصل عن الهدف. كما أن الهدف لا ينفصل عن الوسيلة. جاء الإسلام ليبين للناس ذلك. ليقول لهم أنهم جميعا مخلوقون لله. (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) . (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)(سورة الذاريات) (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(39)(سورة طه) "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان". (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) (70)(سورة الإسراء) (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72)(سورة الاحزاب). جاء الإسلام ليعلم الإنسان طريق حياته. "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20) (سورة العنكبوت) (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران) خلق الإنسان ليبحث في هذه الأرض وليتعلم من قوانين هذه الأرض. وليتدبر ما أوجد الله على هذه الأرض. لا بالإستحسان أو الإستعجاب ولكن بالعلم والمعرفة والتأمل الجاد والبحث الجاد والعلم الجاد.

0.34

حديث الخميس 25-05-2000
السيد علي رافع

"قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" أمر آخر. لأن أخفى رقي الإنسان في أن يتدبر كيف بدأ الخلق على هذه الأرض. أو في الكون كله. كيف بدأ الخلق دي قضية لا يعرفها أحد. حين يتأملون ويبحثون في بداية هذا الكون وكيف بدأ والإنفجار العظيم الذي بدأ منذ ملايين السنين والذي يقدرونها بعدد من هذه الملايين. إنها مجرد تخيلات أو تأملات أو نظريات أو تصورات. إذاً النقطة هنا هو بحث مستمر حتى في هذا الذي لا نحيط به. إنما كيف نعرفه. هو البحث عن الآثار التي ندركها في هذه الأرض. نتأمل ونتدبر في طبقات الأرض وفي جولوجيا الأرض وفي الحفائر. لا مانع في الفلك. ولا مانع في هذه النظريات أن تحدث. كل ذلك له دور في تعليم الإنسان وفي إعداده لمستقبل حياته الروحية. لأن الله أوجد في كل هذه الأمور تعليم وأمرَك أن تتعلم من خلال هذه الحياة وما عليها من أسرار. فهنا لو عددنا الآيات التي تتحدث عن التأمل والتفكر والتدبر والبحث والإدراك وتطوير هذا البحث والإدراك الى قضايا والى نتائج ترسمها الآيات. ها نجد أنها كثيرة جدا. هذه المعاني التي تدعو الناس الى هذه الحقائق أكبر من قضايا شغلوا أنفسهم بها على مر العصور ونسوا الحقيقة ونسوا الأفضل والأقوم وبدلا من أن يُعملوا عقولهم في ذلك ويشحذوا همم الناس لتكون في هذه القضايا. كل بمقداره وكل بقدره وكل بعلمه وأن يحسِّنوا في تعليم الإنسان لنفسه ولغيره.

0.32

خطبة الجمعه 20-09-2013
السيد علي رافع

إن تطبيق ديننا، وشريعتنا، ومنهج ديننا ـ هو في أن نقوم في كل ذلك. في حياتنا، نتعلم ونعمل، نتفكر ونبدع ونطور، نتخذ كل أسباب حياتنا، "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ..."[العنكبوت 20].

0.31

خطبة الجمعه 20-10-1989
السيد علي رافع

فدين الفطرة ودين الإسلام هو دين الحياة قانون الحياة إن الدين عند الله الإسلام دين الحق والحياة دين الكسب والنجاة دين التأمل والعلم دين ما هو أحسن وما هو أقوم دين يخاطبنا عن معاني الحياة وعن قيام الإنسان على هذه الأرض يحث الإنسان على العمل الجاد وعلى العلم والمرعفة(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)إتقان العمل إتقان العلم كل إنسان على هذه الأرض مكلف أن يعمل بما علمه الله وأن يتقن عمله وأن يكون مثلا صالحا وقدوة صالحة في أعماله ومعاملاته.

0.31

حديث الخميس 17-09-2009
السيد علي رافع

فكان آدم بوجوده هو خليفة لله على هذه الأرض ، علَّمه الله الأسماء كلها ، بمعنى أنه أعطاه القدرة على المعرفة ، وأعطاه القدرة على أن يغير في هذه الأرض في ظاهرها ، باستخدام أسباب الوجود عليها .

0.31

خطبة الجمعه 17-04-2009
السيد علي رافع

عباد الله: إن الله قد خلق الإنسان على هذه الأرض ، لرسالةٍ أرادها له ، وأوجد فيه قدرة البحث والعلم ، عن هذه الرسالة على هذه الأرض ، " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "[سورة الذاريات 56] ، إلا ليبحثون ، إلا ليعلمون . لذلك كان الإنسان مكلفاً بأن يبحث عن رسالته على هذه الأرض ، وهذا البحث يكون بالتأمل والتفكر والتدبر ، فيما يستطيع أن يعلمه ، من خلال هذه الذات البشرية ، القائمة على هذه الأرض ، ومن خلال تدبره وتأمله ، في سيرة السابقين ، فيما وصلوا إليه ، وفيما أصبحوا عليه ، " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ "[سورة العنكبوت 20] .

0.31

خطبة الجمعه 26-11-2004
السيد علي رافع

تسليم كامل {لا تفكروا في ذات الله ولكن فكروا في آلاء الله} لأنك لا تستطيع أن تفكر في ذات الله أو أن تتصور أي صورة أو أي شكل أو أي نظرية تفسر لك هذا الغيب. إنه غيب. هكذا نتعلم معنى العبودية لله ونتعلم في آيات الله أن الله خلقنا وأوجدنا لنقوم في معنى العبودية له ومعنى العبودية له يستلزم منا أن نبحث في كل ما كَشف لنا. لأن عبوديته تستلزم منا أن نعرف ما هيأ لنا وما سن لنا من قوانين على أرضنا (20) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (سورة العنكبوت ) فبحث الإنسان وعمل الإنسان وجهاد الإنسان على هذه الأرض هو من قانون العبودية لله. ولأن يفعله هو أن يدرك أننا قائمين على هذه الأرض لنعبد الله. وعبادة الله أن نتفكر ونتأمل ونتدبر ونبحث ونطور ونستغل كل إمكاناتنا وكل طاقاتنا وكل طاقات أرضنا لوجودنا على هذه الأرض. إننا لسنا موجودين على هذه الأرض لنكون كائنات سلبية وتكون عباداتنا هي أشكال وصور ونعتقد أننا في ذلك نكون في دين وهذا هو الفهم السائد الذي رسخ في الأذهان والذي يدعو الى التكاسل والتباطؤ وترك الدنيا كوسيلة للكسب في الله وإعتقاد الأفضلية لنا لأننا نُدعى مسلمين وأصبح هم الإنسان مركز في أن الدين هو أن يحافظ على الشكل وأننا نخسر أي شيء في الدنيا ولا نخسر الدين وما هو خسارة الدين في نظرنا أو في نظر الناس أو في نظر من يتكلمون بالدين هو هذا الشكل.

0.3

خطبة الجمعه 20-10-1989
السيد علي رافع

دين الإسلام يحث الإنسان على أن يعلم وأن يتعلم وأن يبحث وأن يعمل وأن يتقن وأن يطور وأن يعمر يعلمه أن كل ذلك هو عبادة في الله إن عبادة الله لا تكون فقط في عباداته في مناسكه وإنما تكون أيضا في معاملاته وفي حياته وفي مراقبة الله في أعماله وأحواله. إننا في عصر إنفجرت فيه المعارف إنفجارا وتكاثرت فيه العلوم تكاثرا فما حققته البشرية في نصف القرن الحاضر يفوق ما حققته في قرون سابقة على ما يعلم الإنسان من تاريخه. نحن نعيش في عصر أطلق عليه الإنفجار المعرفي المعارف تتكاثر والعلوم تتزايد بصورة لم تعرفها البشرية من قبل ونحن كمجتمع إسلامي وكمسلمين جميعا يجب علينا أن نكون أكثر قدرة أن نستوعب ما حدث وأن نسبق بقدر ما نستطيع فالمثالية الصالحة اليوم هي في قدرة الإنسان على العلم والإبتكار هي في قدرة الإنسان أن يطوع ما أعطاه الله من معارف وما علمه من علوم لخير الإنسانية ولخير البشرية وأن هذا فيه عبادة لله وفيه كسب في الله..

0.3

حديث الخميس 20-07-2000
السيد علي رافع

وهذا هو الهدف من جمعنا. هو ذكر وتذكير في المقام الأول. ومحاولة لتفهم ما جاء به ديننا تفهما حقيا عميقا. نحاول أن نصل الى الرسالة الموجهة إلينا. وهذه هي محاولة الإنسان على هذه الأرض في جميع المجالات. فكل إنسان أو كل عالمِ على هذه الأرض يبحث في مجاله في الرسالة الموجهة إليه من خلال مايدرك ومن خلال ما يبحث فيه. الله أودع رسالته في كل الكائنات وفي الطبيعة. في كل شيء يحيط بنا هناك رسالة لنا والعلم هو محاولة إدراك هذه الرسالة وفك شفرة هذه الرسالة الموجودة حتى نتعلم منها شيء. فقد يكون التعلم له إنعكاس مباشر في حياتنا الأرضية وهذا ما نصفه بأنه العلم المادي وقد يكون له أثر وإنعكاس على حياتنا الروحية وهذا ما نسميه العلم الروحي. والدين هو جامع لكل العلوم ولكل المجالات. وهذا ما نبهنا إليه دين الفطرة في آيات الحق وفي أحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. ففي آيات الحق كما نردد دائما. "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق. رسالة موجهة للبحث في قوانين هذه الأرض وقوانين خلقها. وأيضا "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض" توجيه الى التفكر في خلق السموات والأرض. "أنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت" تأمل وتدبر فيما هو قائم على هذه الأرض.

0.3

خطبة الجمعه 04-08-2000
السيد علي رافع

وهذا ما نراه في أرضنا. في الأمم التي تركت أسباب الحياة وعلوم الحياة التي تستطيع أن تبحث فيها. وإختلفت وبحثت فيما لا تستطيع أن تحيط به. دين الفطرة يحثنا على أن نبحث ونتعلم فيما نشهده ونحيط به على أرضنا. "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" "أنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت" "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" يحثنا ديننا دائما على العلم والمعرفة فيما هو بين أيدينا. لأن هذا من أسباب تواجدنا على هذه الأرض. ومن الأسباب التي مُنحنا نعمة العقل من أجلها. فإذا فرطنا فيما أعطانا الله من قدرة نكون قد إنحرفنا عن الطريق القويم. وإذا دخلنا في الرجم بالغيب دون علم ودون إحاطة. نكون أيضا قد إنحرفنا عن الطريق القويم. إستقامة الإنسان على هذه الأرض هي في قيامه أمرا وسطا بين الغيب والشهادة وهذا ما نتعلمه في ديننا من معنى الأمر الوسط والقيام الوسط.

0.3

حديث الخميس 17-04-2003
السيد علي رافع

{إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه} (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105)(سورة التوبة) . (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ (20) (سورة العنكبوت) يعني أشياء كثيرة وآيات كثيرة بتحث على العقل وبتحث على التفكر وبتحث على العلم وبتحث على العمل بصورة متناهية أكثر بكثير من الجانب اللي هم بيتمسك به الناس في ظل الشكلية الصارخة وبنوع من التواكل وليس التوكل بالصورة الصارخة أيضا. هذا أدى الى إن الإنسان أثّر هذا على تفكيره وعلى قدرته في التعامل مع الحياة الدنيوية فقد الناس قدرتهم على أن يحللوا بصورة سليمة وبصورة واقعية وبصورة علمية أحداث الحياة التي تحيط بهم والعلوم التي هي أسباب الحياة وقوانينها بظن أن هذا هو من الدرجة الثانية ويفسروا أن أعوذ بك من علم لا ينفع. يبقى كأن العلم الذي ينفع هو فقط علم الدين بالمعنى الضيق لمفهوم الدين في الشريعة وفي الفقه وفي هذه الأمور وأن العلوم الأخرى لا قيمة لها مثلا أو تأتي في المرتبة الثانية في تفكير ما أو في حركة ما وأن الأسلوب نفسه في التفكير وفي التعامل معها غير مستقيم. أصبح أو أدى هذا كنتيجة طبيعية إن كان الناس في المجتمعات التي بهذه الصورة تبدأ إن هي تتأخر من ناحية العلم والمعرفة. ونحن نقول أن تتأخر ليس هذا في حد ذاته هو العيب. العيب في أنك لا تعلم شيء أو أنك لا تعرف شيء.

0.3

خطبة الجمعه 08-07-1994
السيد علي رافع

إن حياتكم بكل ما تحتويه من أحداث لكل فرد منكم ليست عبثا وليست صدقة وإنما هو تقدير العزيز الحكيم. (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما ما شاء ركبك)في أي صورة على هذه الأرض وفي أي صورة قبل هذه الأرض وفي أي صورة بعد هذه الأرض. فإذا كان قد أوجدك على هذه الأرض في هذه الصورة وفي هذا المجتمع وفي هذا الوقت فكل ذلك لحكمة أرادها بك لحكمة أرادك أن تقوم فيها(كلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته)فكل إنسان عليه مسئولية وله دور في هذه الحياة كل إنسان له قضية وقضيته الأولى أن يتعامل مع أحداث الحياة حوله بالصورة التي يرى فيها وجه الله ويرى فيها كسبا في الله ويرى فيها إرتقاء في الله فنحن كنا نتعلم دائما أن الحياة هي ذكر لله وهي عمل في الله وهي عبادة لله لا يوجد عمل على هذه الأرض إلا ويمكن للإنسان أن يكسب منه في الله وأن يترقي به في الله وأن يضيف به الى رصيده الحقي في الله هذه نظرية قائمة على معنى(خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب)وقائمة على أن الله مسبب الأسباب سبب الأسباب التي تجعلك تتحرك سعيا لرزقك ولحاجاتك ولمتطلباتك وكل ذلك ليس عبثا وليس ضدا وإنما هو لحكمة أن تتحرك في هذه الأرض وعلى هذه الأرض (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف خلق الخلق)(أنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت)(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)كل هذه المعاني تعلمنا أن العمل في أي إتجاه كان هو عبادة وهو ذكر لو إستحضر الإنسان في عمله وجه الله والتعامل مع الله والكسب الذي يكسبه في الله هو ما يكسبه من عمله في نفسه من بذل للجهد وللفكر وللإحساس وللضمير الذي يجعل كل ذلك ينمو فيه فينمو ضميره وقلبه وعقله وإحساسه ينمو وتنمو كل معاني الحق فيه بعمله وفكره وحركته.

0.3

خطبة الجمعه 26-04-1991
السيد علي رافع

الحمد لله الذي هدانا لهذا ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. الحمد لله الذي وفقنا لذكره ولطلبه وجعل لنا يوما نتجه فيه طالبين صلة وطالبين قوة وعزما وطالبين رحم ومغفرة مدركين أن الحق منشود كل مسلم صادق أدرك معنى الحياة أدرك معنى وجوده وقيامه على هذه الأرض. إن دين الفطرة يعلم الإنسان كيف يقوم على هذه الأرض وكيف يسلك عليها يعلمه أن ووده وما أعطاه الله في قيامه وما أود فيه من سره عله قادرا أن يتعلم أكثر أن يتطور أكثر (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)(إني جاعل في الأرض خليفة) وكان الإنسان خليف الله على هذه الأرض(ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)فكان الإنسان بوجوده تجليا لقدرة الله على هذه الأرض(خلق الله آدم على صورته). الإنسان بقيامه على هذه الأرض هو وحدة وجود فيه معاني كثيرة وفيه قدرات متعددة فيه العقل وقدرته على التحليل والتدبير والتفكير والتكوين والتعمير. فيه القلب وقدرته على الذكر والإحساس والتقدير فيه الضمير وقدرته على التمييز بين الخبيث والطيب وبين الشر والخير وفيه الذات وقدرتها على العمل والمثابرة وفيه النفس وقدرتها على حماية الإنسان في قيامه على هذه الأرض بنشأتها مصاحبة لذاته من نبات هذه الأرض ومعرفتها بأسرارها بظلامها وبأحوال الناس فيها وعليها وفيه الأنا الذي هو فوق كل شيء الذي لا يلحقه شيء وهو يلحق كل شيء فيه هذا السر الأكبر الذي به يدرك الإنسان كل شيء في دائرة إحاطته ولكن الإنسان لا يستطيع أن يدرك هذا السر الأكبر الموجود فيه بخلقته وهذا الإنسان بقيامه يدرك أن له علاقة بالغيب يتجلى له الغيب فيما يستطيع أن يشهده في قيامه وسلوكه.

0.3

خطبة الجمعه 17-11-1995
السيد علي رافع

إنا نجتمع في مثل هذا اليوم لنتواصى بالحق والصبر بيننا لنتذاكر ونتذكر لنتأمل ونتدبر لنكون عبادا لله ورجالا في الله لنكسب معنى الحياة لنكسب كرتنا فهذا هو المراد والمقصود والمرجو والمطلوب ودين الفطرة يذكرنا بذللك ويأمرنا بأن نجتهد في حياتنا وبأن نسعى في أعمالنا وأحوالنا لكسب في الله(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).. توجيه دائم للبحث وللعمل(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)والآية التي تأمر الإنسان بالسعي والمعرفة كثيرة فيها توجيه للإنسان أن يسعى في الأرض (ماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)والعبادة هي السعي الدائم والعمل الدائم والتفكر الدائم والتأمل الدائم في شتى مجالات الحياة.. وفي كل علوم الحياة ما ظهر منها وما بطن.. فأما الظاهر منها فهو ما تعرفه من العلوم المادية التي تبحث في أسباب الحياة المرئية لنا والتي تحاول أن تعرف أكثر وأكثر كل يوم عن هذه الأسباب والقوانين.. والعلوم الباطنية هي ما يعكس الإنسان بصره إليه في داخله فيرصد تفاعلاته وحركاته وسكناته وآماله وأحلامه وأهدافه ورغباته وإرادته ما يرجو وما لا يرجو ما طلب ومالا يطلب ما يجب وما لا يجب لذلك كانت هناك مدارس كثيرة وطرق كثيرة في معالجة الإنسان لداخله فهذا ما نعرفه من كلمة السلوك والطريق والمجاهدة..

0.3

خطبة الجمعه 04-11-1994
السيد علي رافع

إن ديننا يعلمنا ذلك ويحثنا على ذلك (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)يذكرون الله في كل لحظة من لحظات حياتهم قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف خلق الخلق)(أنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت)والتفكر هنا هو كل شيء على هذه الأرض هو كل علم من علوم هذه الأرض هو كل سبب على ههذه الأرض هو كل قانون على هذه الأرض. فالتفكير لا يعني أن تقف أمام كل هذه الأمور وكل هذه الأسباب ولكن التفكير هو أن تيحث وتحاول وتجاهد لتعلم أمرا جديدا عليك ولتدرك حقيقة لم تكن تعلمها من قبل الذين يدرسون هذا الكون بأفلاكه ومجراته ونجومه وكواكبه يتفكرون في خلق السموات ولو أدركوا حقا معنى التفكر والتأمل والعلم لكان تفكيرهم هذا هو كسب لهم في حياتهم الحقية وكسب لهم في حياتهم الروحية وكسب لهم في حياتهم المستقبلية. والذين يتفكرون في علوم الأرض بكل فروعها ومجالاتها لو أنهم أدركوا ما هم عليه من عبادة بفعلهم هذا لأضافوا الى رصيدهم الحق ولكسبوا في الله أكبر وكل أمر كما نتعلم أساسه نية الإسنان وهذا قانون خلق الإنسان أنه يكسب بنيته وأنه يضاف إليه بنيته إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى لذلك فإن كل أمر وكل فعل وكل حركة وكل عمل إن لم يكن وراءه نية صادقة فإنه يصبح كسراب بقيعة لا يبقى ولا يدوم ولا يحيا (ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون)هنا ندرك معنى النية في الصلاة فما هي نيتك وأنت تصلي هل لأنك حقا تطلب صلة أو لأن هناك هدف آخر في ذهنك ونيتك ما هو هدفك وما هو مقصودك وما هي نيتك.

0.29

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 15-01-2003
السيد علي رافع

حتى في حياته على هذه الأرض ومعيشته وكل شيء. وكذلك الإنسان الذي يُعمل القانون الغيبي. أو يكون فيه علاقة. هو دائما بيجاهد نفسه كبشر وكذات بشرية ويتجه الى الغيب بصورة جدية ولكن لا يستقيم في حياته الأرضية من ناحية ما هو مخلف فيه بتركه لتخليف الله له على هذه الأرض فهو هنا أيضا بيفقد جانب يُكسبه في الله ويجعله أكثر إستقامة في علاقته في الله. هنا التزواج أو الترابط أو الإرتباط بين أن يكون الإنسان كوجود كله خاضع لقانون الله ومسلم لقانون الله هو الذي يجعله حقا في معنى العبودية لله. ممكن أن يحقق نجاحات جزئية في أي إتجاه ولكن كمعنى عام وكمعنى إنساني وكمعنى حقي وكمعنى عبودية لله لا يمكن أن يحقق معنى الإستمرارية الحقية إلا بإن هو يكون خاضع في جميع الإتجاهات بقانون الله. من هنا كان الإسلام وهو يدعو الإنسان بهذا المعنى بيعلمه ذلك نجد في كثير من الأحاديث وفي كثير من الآيات إشارة الى هذا المعنى (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) مثلا. أو يتكلم عن(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (20) (سورة العنكبوت) أو (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ (191) (سورة آل عمران) دايما نقول يتفكرون في خلق السماوات والأرض مش فقط في الإعجاب والإحساس بعظمة الله ولكن بالبحث ومعرفة القوانين والأسباب وأسرار الحياة التي يستطيعون أن يعرفوها من خلال بحثهم ومن خلال إجتهادهم في هذه الأرض.

0.29

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.29

خطبة الجمعه 01-04-2016
السيد علي رافع

لذلك، فإن الإنسان مطالبٌ بأن يكون في سعيٍ دائم للتعلُّم وللبحث عن الحقيقة في كل مناحي الحياة، ليس فقط في العلوم الطبيعية، أو في العلوم الهندسية، أو في العلوم الرياضية، وإنما أيضاً في العلوم الإجتماعية، والعلوم الإنسانية، والعلوم الإقتصادية ـ في كل مناحي الحياة.

0.29

حديث الخميس 12-06-1997
السيد علي رافع

فهناك خطورة في كلتا الحالتين. والعقل والعلم والمعرفة. لا يعني أن لا يصدق الإنسان ما وراء الطبيعة. ولا يعني الإيمان بما وراء الطبيعة. أن يترك الإنسان ما أودع الله فيه من عقل وما أعطاه من علم ومن معرفة. فهنا الناس بتتجادل وبتتصارع وهي لا تدرك أن القضية هي ليست تعارض ما بين ما وراء الطبيعة وما لا يدركه الإنسان. وبين الاستقامة في كل أسباب الحياة وفي أسباب العلم والمعرفة من الناحية المادية والدنيوية. فهذا لا يتعارض مع ذاك. ولكن لأن التجارب على هذه الأرض. وبعض الناس الذين يرددون أنهم يؤمنون. تركوا ما يملكون. وتركوا ما خلّفهم الله عليه. بظن أنهم مؤمنين. جعل هذا الحال. الآخرين يرون في كل من يؤمن بالغيب. أو بما وراء الطبيعة. أنه لا يستخدم أو لا يُعمل ما أعطاه الله من نعمة العقل ومن نعمة العلم والمعرفة. وهذا ليس صحيحا. فالإنسان يمكنه أن يجمع بين العلم وبين المعرفة وبين الأسباب. وبين الإيمان بالغيب وبما وراء هذه الأرض وأن يستقيم في معاملاته. سواء كانت الخاصة بفعله وأفعاله على هذه الأرض. أو بإيمانه بما وراء هذه الأرض.

0.29

خطبة الجمعه 11-01-1991
السيد علي رافع

الحمد لله الذي هدانا لهذا ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. والشكر لله أن منّ علينا بحكمته ونعمته ورسالته فألف بين قلوبنا وجمع شملنا وجعلنا إخوانا متحابين على ذكره مجتمعين نجتمع طالبين رحمة ومغفرة البين قوة وعزما مدركين أن كل لحظة تمر علينا ونحن نذكر الله هي عمرنا الحقيقي وكسبنا المعنوي تواجدنا على هذه الأرض هو تواجد لنذكر الله لنعبد الله(ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). إن بداية أي طريق هي فهم وإدراك لمعاني هذا الطريق فالفهم هو البداية لأي عمل في أي صورة وشكل بداية الطريق والفهم المستقيم يكون بالعلم والمعرفة وللعلم والمعرفة مصادر متعددة مصدر هو الإنسان بما فيه من سر الحياة ومصدر آخر هو ما يتلقاه الإنسان من علم ممن سبقوه في الطريق وتعلموا معاني لم يعلمها هو بعد قد يجد هذا العلم فيما سطره السابقون من تراث تركوه وقد يجد هذا العلم في أخ له يحدثه ويفقهه ويعلمه. والدين هو علم الإنسان عن قانون الحياة فإن عرفنا قانون الحياة وتعلمنا قانون الحياة سوف نكون أكثر قدرة أن نمارس حياتنا بما يجعلنا نكسب في الحياة ونرتقي في الحياة لذلك كان العلم هو الأساس الذي نبدأ منه لنعمل لنكسب وجودنا على هذه الأرض.

0.29

خطبة الجمعه 20-06-2003
السيد علي رافع

وفي معنى السماء التي تظلهم. { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ }. يتفكرون في كل شيء على أرضهم. يتفكرون في وسائل معيشتهم. يتفكرون في أسباب الحياة حولهم. يتفكرون في كل الكائنات حولهم. في الزرع وفي النبات وفي الحيوان وفي الجماد في كل شيء يحيط بهم. في أجسادهم وكيف تعمل في عقولهم وكيف تفكر في قلوبهم وكيف تنبض. في تعاملاتهم في مجتمعهم. في تنظيم حياتهم على جميع المستويات. تنظيم حياتهم إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا. إنه في واقع الأمر التفكر في كل العلوم التي نشهدها على أرضنا اليوم. سواء كانت العلوم إجتماعية أو إقتصادية أو سياسية أو حياتية أو علمية أي صورة من الصور التي نعرفها اليوم. وكذلك التفكر في معنى الإنسان ووجوده. تفكر روحي وديني { خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ }. خلق السماوات هنا هو الجانب الروحي والمعنوي والحقي. الجانب الغيبي الذي يكون العلم فيه عن طريق ما بلغنا وأساسه قدرة الإنسان على التجريد وعلى معرفة المعاني المجردة وليست المقيدة في هذه الأرض. وهذه هي المرحلة الثانية التفكر التأمل التفهم. { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } هذا هو الإيمان لأن الإنسان يتأمل في أسباب الحياة وقوانينها ولكنه يقف حين يتأمل قد يتوقف بعقله المادي ليقول ولماذا كل هذا؟. إنه يعلم القانون ويعلم أن القانون حاكم لا محكوم. القانون هو الذي يحكم حياتنا ولا نحكم نحن القانون.

0.29

حديث الخميس 14-08-1997
السيد علي رافع

ممكن أن يصنع شيئا أو يكوِّن شيئا أو أن يخترع شيئا. أو أن يصنع آلة أو أي صورة من الصور. ولكن كل هذا في إطار قانون الحياة. فهو لا يُحدث في هذا القانون ولا يضيف في هذا القانون. وإنما هو يعمل في إطار هذا القانون. وهذه نقطة أساسية. لأنه كما هذا هو الظاهر في حياتنا فكذلك هو الباطن. بمعنى أن قانون الحياة بيُلزم أو بيعلم الإنسان أو بيجعل الإنسان خاضع لأسباب حقية معينة. وهي مثلا أن يرتبط بمركز الحياة أو أن يتصل بمركز الحياة أو أن يقيم الصلاة. أو أن يكون في صلة. كل هذه المعاني أساسية وضرورية الذي يسلم لقانون الحياة هو الذي يقيم هذه الصلة. الذي يقول أنا لست في حاجة الى هذه الصلة. كمن يقول أنا لست في حاجة للماء لأروي النبات مثلا. فهو في هذه الحالة غير مسلم لقانون الحياة. ومن هنا كان الإسلام كما نقول هو دين كل الأنبياء ودين الحياة وقانون الحياة. لأنه هو بيعلمك كيف تتعامل مع هذه الحياة. ومن هنا كانت مفاهيم الدين هي هذه القوانين. وهذه القوانين إذا عرفنا أسرارها وإذا عرفنا أسبابها نستطيع أن نطوّر أنفسنا وأن نكسب في هذه الكرة. وإذا لم نسلم للقانون فنحن الخاسرون في هذه الحياة. ولما تيجي الآية وتقول "(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا(103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104)(سورة الكف) ما هو سعيهم ماشي في إطار مش في إطار القانون .

0.29

حديث الخميس 06-10-2016
السيد علي رافع

وهذا هو ما نتعلّمه في طريقنا من معنى أن تكون أعمالنا كلّها لله، وأن نأخذ من أرضنا ما يُحيي قلوبنا وعقولنا، فنتّجه إلى الله دائماً بالدعاء ليجعلنا أكثر قدرةً على العمل، ونتّجه إليه أيضاً بالدعاء أن تكون إرادتنا في هذه الحياة هي أن نكسبها، وأن نتعامل معه في كلّ أحوالنا عليها. وهذا هو ما جاءت به كلّ الأديان لتعلّم الإنسان معنى وجوده على هذه الأرض، وعليه وهو قائمٌ في هذه الحياة أن يعرف أنّه لا يستطيع أن يحيط بكلّ شيء.

0.29

خطبة الجمعه 31-12-2010
السيد علي رافع

"وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ..." [البقرة 31]، وهذه هي القدرة، التي أوجدها الله في الإنسان، في التعلم، والتعرف، والتدبر، والبحث، والمعرفة.

0.29

خطبة الجمعه 06-02-2009
السيد علي رافع

الإنسان على هذه الأرض له دورٌ عليها ، وهو يتعامل من خلال حواسه المقيدة ، التي تستطيع أن تشاهد وأن تقيس وأن تحدد ما فيه صلاحها وما فيه عدم صلاحها ، وهذا أمرٌ مطلوب ، بل أن كل الحضارات الماديه وكل التقدم العلمي ، قام على هذا ـ على حسن المشاهدة ، وحسن القياس ، وحسن التقدير ، وإعمال كل طاقات الإنسان وقدراته ، في أن يتفهم أسباب الحياة وعلومها وقوانينها ، حتى يمكنه أن يسيطر عليها ، وحتى يمكنه أن يُسَخر هذه الطاقات لخدمة الإنسان ، هذا هو العلم المادي . وقد خلق الله في الإنسان هذه القدرة حتى يعمر في الأرض ، وحتى يمارس قدراته ، وبممارسته لهذه القدرات ، مع إدراكه بمن أعطى له هذه القدرات ، وبمفهومه في معنى وجوده ، وإستمراره ، تكون هذه الأفعال المادية ، هي وسيلةٌ لكسبه الروحيّ أيضاً .

0.28

حديث الخميس 20-03-1997
السيد علي رافع

والعلم هنا هو علم حقي.. وعلم عن ظاهر الوجود الذي نتواجده.. فالعلم عن الوجود هو كل العلوم التي نعرفها.. وهي بذلك.. تكون أسباب لأن نرقى في الله.. يوم نعرف أسرارها.. وأسبابها.. إمتثالا لقوله تعالى "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف خلق الخلق" "والذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض" فهذا أمر فيه تدريب لعقل الإنسان على التحليل والتركيب.. وعلى البحث والتنقيب حتى يعدّ وجوده لقيام أعلى ولحياة أخرى.. فهذا أمر أساسي فيه تدريب للإنسان على هذه الأرض..

0.28

حديث الخميس 13-12-2001
السيد علي رافع

لذلك كانت رسالة الإسلام حين ظهرت وفي العصور الأولى لها لإستكمال هذه الرسالة ولتصل لنا كان هناك هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين علموا الدنيا كثيرا من العلوم لأنهم أراد الله بهم أن يجعل ويعلّم الناس من بعدهم أن القضية هي في أن يخدم الناس أو أن يخدم الإنسان أخاه الإنسان بصورة مستقيمة وعن طريق العلم والمعرفة والبحث في أسرار هذه الأرض ومكوناتها. فكان إقتران هذه النهضة العلمية بالإنتشار الإسلامي في بقاع الأرض هو لإستكمال الرسالة الموجهة للقائمين على هذه الأرض أو للكائنات التي سوف تظهر على هذه الأرض بعد ذلك. في معنى الرسالة وفي معنى كيف يكون الإنسان مسلما حقا؟. الإسلام حقق ما نذكر أو ما نعبر عن ذلك في كثير من الأحيان هو في معنى التسليم لقانون الحياة. والتسليم لقانون الحياة هو أن نتعلم أسرار هذا القانون. والحجة التي نراها في هذا التعريف هو وصف عباد الله الصالحين. بهذه المعاني. (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران) هنا هذا التعريف بهؤلاء هو ما نحتاج إليه في هذا العصر الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ". والتفكر هنا دائما نذكر أنفسنا أنه ليس مجرد كما نقول ليس التعجب من قدرة الله ومن خلق الله ومن عظمة الله.

0.28

حديث الخميس 23-12-2004
السيد علي رافع

ما نريد أن نقوله أن الحقيقة حولنا وآيات الله حولنا وآيات الله فينا {( 21 ) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) (سورة الذاريات )} هنا التوجيه يوجهنا الحقيقة توجهنا الى أن المعاني فينا ولكننا لا نبصرها. فكيف نبصرها هذا هو السؤال الذي يحتاج منا الى جهد والى سلوك والى تعلم والى ذكر حتى نستطيع أن نرى الحقيقة في أنفسنا وأن نرى الحقيقة حولنا الناس يعتقدون أنهم بإسمهم المسلمين أو بإسمهم المسيحيين أو بإسمهم اليهود أو بإسمهم البوذيين أو أي إسم يطلق عليهم هو الذي يحدد مصيرهم في طريقهم الروحي وهذا خطأ كبير ما يحدد طريق الإنسان ومستقبله هو الإنسان نفسه. قدرته على التعلم قدرته على التدبر قدرته على أن يفتح عقله وقلبه للمفاهيم التي تخاطبه في كل الآيات التي تحيط به. هذه القدرة ليس لها إسم وليس لها شكل إنها قدرة أوجدها الله في الإنسان بخلقة الإنسان وبوجود الإنسان على هذه الأرض. هذا هو السر الحقيقي الموجود في الإنسان من هنا علينا أن ندرك أن الدين وهو يكشف لنا هذه الأسرار هو دين فوق الأسماء وفوق الصور وهذا هو المعنى الحقيقي لكلمة أو لفظ إسلام أنه ليس إسما لشكل معين أو لعبادة معينة أو لطريقة معنية وإنما هو إسم يعبر عن حقيقة الوجود وعن قانون الوجود كما نتذاكر دائما. إذا أدركنا هذه الحقيقة أدركنا أن كل أمر أمرنا به في ديننا هو له واقع وله أثر وله نتيجة وله دلالة علينا أن نتعلم منها ونتعلم فيها حتى نقوم فيها بحق وهذا ما نقوله دائما أن كل معنى جاء به الدين هو في واقع الأمر قانون من قوانين الحياة.

0.28

حديث الخميس 19-08-2010
السيد علي رافع

وهذه وظيفة العلم الديني ، أو الفقه الحقيقي ، إنه يربي الإنسان ، يربي في الإنسان قدرته على النقد ، وقدرته على التمييز ، وقدرته على الإدراك ، حتى يتعلم أنه إنسان له رسالة على هذه الأرض ، وله دور على هذه الأرض ، وله هدف على هذه الأرض ، وتصبح القضية كلها ، كيف نحقق هذا الهدف ، الذي هو يسمو بالإنسان من الناحية المعنوية والروحية والحقية ، وأنه له حياة مستمرة ، و يبحث عن هذه المعاني ، الموجودة في الرسالات السماوية ، إللي بترشده إلى هذا ، والتي لا تتعارض مع حياته الأرضية .

0.28

حديث الخميس 27-04-2000
السيد علي رافع

من هنا يجب أن يكون ذلك واضحا في الأذهان.. بحيث يكون الدين هو حياة ومعايشة ومحاولة وحب فيما نقوم به.. لأن ذلك هو إعداد للإنسان في المقام الأول.. وهذا هو قانون الحياة الذي نتعلمه وندرك تماما أن هذا هو ببساطة معنى الإسلام.. الخضوع للقانون.. الخضوع للقانون هو منتهى البحث عن المعرفة والعلم والتعلم وإدراك القانون حتى نستطيع أن نسلم له.. فليس الإسلام التسليم للقانون والجهل به.. ولكن التسليم للقانون هو إدراكه وهو معرفته والبحث فيه حتى نستطيع أن نكون مسلِّمين له حقا.. كما يبحث العالم عن أسباب الحياة وعن مسببات الأمور ليستطيع أن يتعامل معها.. فهذا هو الدين في جوهره.. "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا" وكما نشرح هذا دائما ونتأمل فيه.. يتفكرون في خلق السموات والأرض.. أن يتعلموا ويبحثوا ويطورا ويدركوا ويتعلموا دائما ما في الحياة من أسرار.. لا فقط أن ينظروا متعجبين أو مندهشين.. وإنما يبحثون في كل صغيرة وكبيرة.. هذا هم الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض..

0.28

خطبة الجمعه 09-04-2004
السيد علي رافع

إن وجود الإنسان على هذه الأرض له حكمة كبيرة وله قيمة كبيرة تؤثر على حياة الإنسان في مستقبله. ( إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا(7) ( سورة المزمل) ( وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا(11) (سورة النباء) والنهار هنا يشير الى هذه الحياة الأرضية وما فيها من أسباب الحياة فنحن نتعلم دائما أن الله ما خلق أسباب الحياة لننشغل بها عنه. (خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب) خلق الله أسباب الحياة ليكسب الإنسان من خلال ممارسته لها ومن خلال بحثه لمعرفتها (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (20) (سورة العنكبوت) ( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ (3) (سورة الملك) . هذه الآيات التي تحث الإنسان على العلم والمعرفة وعلى العمل والكسب (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105)(سورة التوبة) كل هذه الآيات إنما لتعلمنا أن وجودنا على هذه الأرض وأن أسباب الحياة عليها وُجدت لنكسب بها في الله. فهل نحن كذلك؟ هل نحن قائمون في ذلك؟ أم أننا نقوم بصورة عكسية. أسباب الحياة بدلا من أن تكون عبادة تكون غفلة وبدلا من أن ترفعنا الى أعلى تشدنا الى أسفل. وبدلا من أن تكون حسنة تكفر عن سيئاتنا تكون ذنبا يضاف الى ذنوبنا. كيف يحدث ذلك؟ ولماذا يحدث ذلك؟ ما نعاني منه هو أننا نفصل في عملنا بين ما هو مادي وما هو روحي. وإنشغالنا بماديات الحياة دون أن نفهم أنها تقربنا الى الله بإخلاصنا فيها ودون أن نمارسها من هذا المنطلق يحدث ذلك لأننا لا نحاول أن نحوّل مفهومنا الى واقع نعيشه إذا كان لنا مفهوم أو لأننا ليس عندنا مفهوم عن معنى الحياة وعن معنى وجودنا عليها وعن معنى أسباب الحياة لنا.

0.28

حديث الخميس 17-05-2001
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا. وأن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه. وما القول الأحسن إلا ما يدعو الى الإستقامة في طريق الحياة. والى أن يكون الإنسان مجاهدا مجتهدا قاصدا وجه الله. مدركا أن هذه الحياة هي لحظات قصيرة. الفائز هو الذي يقضيها في طاعة وفي ذكر وفي كسب في الله. والإنسان وما فيه من نفس مظلمة تحاول أن تلهيه عن ذكر الله وعن الجهاد في سبيل الله. بظن أنها تعمل في هذه الحياة. وهذا في واقع الأمر ليس سببا لانشغال الإنسان عن ذكر الله. فكما نتعلم دائما أن كل ما خلق الله على هذه الأرض وكل الأسباب التي أوجدها الله. هي ليكسب بها الإنسان في الله. ومن هنا كانت الحياة الدنيا هي وسيلة وليست غاية. وما نتذاكر به بيننا هو أن نتعلم كيف نكسب من هذه الحياة الدنيا. وهذا هو الدين في واقع الأمر. وهذا هو ما جاء به كل الأديان. فكل الأديان جاءت لتعلم الإنسان كيف يسلك على هذه الأرض. وكيف يخرج بأقصى ما يمكن من قيامه عليها. والإنسان الذي يعرف يعرف ذلك يسأل الله قوة حتى يقوم في هذا المعنى. ولا يجعل من حياته الدنيا سببا يعلل به لنفسه إنشغاله عن ذكر الله. فذكر الله في كل شيء كما نقول. وهذا الحال ليس بجديد إنما نجد الآيات التي تتكلم عن الجهاد في سبيل الله.

0.28

خطبة الجمعه 25-05-2007
السيد علي رافع

لذلك كانت الآية " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ.." [العنكبوت 20] ." كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ" حين نتأمل في هذه الآية يمكن أن يتساءل إنسانٌ ، كيف سنعرف كيف بدأ الله الخلق ، من أن نسير في الأرض ؟ هل بمسيرتنا في الأرض نستطيع أن نرجع إلى الغيب يوم خلق الله آدم ؟ أم أن المقصود هنا ما هو ظاهرٌ لنا من أسباب ومسببات هذه الحياة ، في نظرتنا إلى الأشياء وتطورها المشهود لنا ، في نظرتنا إلى الإنسان كيف تعلم أسباب الحياة ، وكيف استغل هذه الأسباب من أسبابٍ بدائية بسيطة إلى أن استطاع أن يتعمق فيها ويتعلمها ، ينظر إلى الجبال وإلى الصخور وإلى النجوم وإلى كل ما هو موجودٌ في الكون من موجاتٍ ، كل ما يستطيع أن يراقبه وأن يشاهده وأن يتعلمه ، كيف كانت الأرض وكيف أصبحت .. إن ما يقول به العلماء اليوم من نشأة الأرض ونظرياتهم في ذلك ، هي تطبيقٌ لقوله " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ.. ".

0.28

خطبة الجمعه 25-05-2007
السيد علي رافع

إن أي قولٍ لا يؤدي إلى إصلاحٍ في الواقع ، أو إلى أقوالٍ لا تطبيق لها في الحاضر ، هو مجرد كلام يفسد ولا يصلح ، يبعد الإنسان عن طريق الحق ولا يقربه إليه .. لذلك فنحن نذاكر أنفسنا دائماً بأن علينا أن نتفاعل مع كل ما جاء الحق به إلينا ، أن نتفاعل كأحياء لنا قلوبٌ ولنا عقولٌ ولنا ضمائرٌ .. هكذا يعلمنا ديننا في أول آيةٍ نزلت على رسوله الكريم " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " [العلق 2-5] فالعلم هو ما علمنا الله إياه " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا.. " [البقرة 31] العلم هو ما أظهر الله لنا من أسبابه ومن قوانينه ومن حكمته ، وما أودع فينا من قدرةٍ على معرفة هذه الأسباب ، وهذا هو معنى " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا.. " فالأسماء هنا لا تعني فقط أسماء الأشياء ، وإنما تعني أيضاً العلاقات بين هذه الأشياء والمسببات والآثار الناجمة عن فعلٍ ما ، إنها كل العلم المادي الذي نتحدث عنه في أرضنا.

0.28

خطبة الجمعه 25-05-2007
السيد علي رافع

لذلك كانت الآية " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ.." [العنكبوت 20] ." كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ" حين نتأمل في هذه الآية يمكن أن يتساءل إنسانٌ ، كيف سنعرف كيف بدأ الله الخلق ، من أن نسير في الأرض ؟ هل بمسيرتنا في الأرض نستطيع أن نرجع إلى الغيب يوم خلق الله آدم ؟ أم أن المقصود هنا ما هو ظاهرٌ لنا من أسباب ومسببات هذه الحياة ، في نظرتنا إلى الأشياء وتطورها المشهود لنا ، في نظرتنا إلى الإنسان كيف تعلم أسباب الحياة ، وكيف استغل هذه الأسباب من أسبابٍ بدائية بسيطة إلى أن استطاع أن يتعمق فيها ويتعلمها ، ينظر إلى الجبال وإلى الصخور وإلى النجوم وإلى كل ما هو موجودٌ في الكون من موجاتٍ ، كل ما يستطيع أن يراقبه وأن يشاهده وأن يتعلمه ، كيف كانت الأرض وكيف أصبحت .. إن ما يقول به العلماء اليوم من نشأة الأرض ونظرياتهم في ذلك ، هي تطبيقٌ لقوله " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ.. ".

0.28

خطبة الجمعه 25-05-2007
السيد علي رافع

إن أي قولٍ لا يؤدي إلى إصلاحٍ في الواقع ، أو إلى أقوالٍ لا تطبيق لها في الحاضر ، هو مجرد كلام يفسد ولا يصلح ، يبعد الإنسان عن طريق الحق ولا يقربه إليه .. لذلك فنحن نذاكر أنفسنا دائماً بأن علينا أن نتفاعل مع كل ما جاء الحق به إلينا ، أن نتفاعل كأحياء لنا قلوبٌ ولنا عقولٌ ولنا ضمائرٌ .. هكذا يعلمنا ديننا في أول آيةٍ نزلت على رسوله الكريم " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " [العلق 2-5] فالعلم هو ما علمنا الله إياه " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا.. " [البقرة 31] العلم هو ما أظهر الله لنا من أسبابه ومن قوانينه ومن حكمته ، وما أودع فينا من قدرةٍ على معرفة هذه الأسباب ، وهذا هو معنى " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا.. " فالأسماء هنا لا تعني فقط أسماء الأشياء ، وإنما تعني أيضاً العلاقات بين هذه الأشياء والمسببات والآثار الناجمة عن فعلٍ ما ، إنها كل العلم المادي الذي نتحدث عنه في أرضنا.

0.28

خطبة الجمعه 16-01-2004
السيد علي رافع

تدبروا آيات الله وتأملوا في الزمن وهو يمر بكم في رحلتكم على هذه الأرض. الأرض تقلكم في رحلة عبر الزمن يؤثر عليكم ويغيركم. وكل حدث على هذه الأرض له تأثير عليكم. وأعمالكم لها تأثير عليكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر. هذا القانون المحكم الذي نراه حولنا في كل شيء ونراه في الزمن وتأثيره يعلمنا أن كل علم هو لكشف هذا القانون أو لكشف جزء من هذا القانون فكل علم يبحث عنه الإنسان على هذه الأرض إنما هو ليتعلم عن أسرار الحياة وأسبابها والله يفتح على الإنسان بقدر استعداده (فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا(26)إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ (27)( سورة الجن ) وغيبه هنا هو ما نجهل. فكل ما نجهل هو غيب علينا وهناك فيما نجهل ما نستطيع أن نعرفه يوم نكون أهلاً لمعرفته. وهذا هو العلم الذي نتعلمه على هذه الأرض وهناك من العلم ما لا نحيط به إحاطة كاملة ولكنه كُشف لنا من خلال الأديان وهو علم مجرد وليس علما مقيد تستطيع أن تدركه عقولنا بالمماثلة. (الظاهر مرآة الباطن) تستطيع أن تدركه عقولنا بالتجريد وليس بالتقييد. وقد ظهر على هذه البشرية في الشرق وفي الغرب من وصل إلى ذلك بعقله عرف الحقائق مجردة يوم أعمل عقله في الوصول إليها.

0.28