فكيف أنت بذاتك تريد أن تحكم على اللامحدود وأنت في قيامك محدود كيف تريد أن تعرف حكمة الله في عاجل لأمرك وأنت لا تعرف أمسك ولا يومك ولا غدك ولكن مع هذا فهذه صفاتك وهذا هو حالك ليس المطلوب أن تهرب من حالك أو تتنكر لصفاتك وإنما المطلوب ان ترى هذه الصفات وتعرفها وتدركها لأن مع ظهور هذه الصفات فيك ففيك أيضا من الصفات ما هو سام وعال وما هو حق فما ظهر الله في شئ مثل ظهوره في الإنسان هذا حق قائم والإنسان في تكريم الحق له يمنحه أمانة الحياة وسر الحياة.. سر الحركة والقدرة.. سر الإرادة والفعل.. سر التأمل والذكر.. سر الشهادة والغيب.. سر القبول والرفض.. سر الاتجاه إلى أعلى أو الاتجاه إلى أسفل.. سر الصفات في اجتماعها فيه وفي ظاهر تناقضها به.. سر التسليم إلى أعلى والإكبار لما هو أعلى.. سر المحبة,, وسر الخشية.

0.74

كثيرون من الشرق ومن الغرب تحدثوا في هذا الأمر.. تحدثوا عن الإنسان في وجوده.. سر عمله وسر حياته سر خلقه سر إنتاجه.. سر فكره سر أدبه سر ما يكتب سر ما يود أن ينشر.. هل هو حبا منه في الظهور أو حبا منه في أن يفرض وجوده على الآخرين أم ماذا؟..

0.53

إن ما يجب أن نتعلمه ، أن نصرح وأن نكاشف أنفسنا بحالنا وبقيامنا ، بظلامنا ونورنا ، بفجورنا وتقوانا ، بجهلنا وعلمنا . وما أرسل الله رسله ، إلا ليُبَيِّنُوا لنا ما في أنفسنا ، ويكشفوا لنا عن أسرار وجودنا ، عن أسرار نفوسنا ، وأسرار قلوبنا ، وأسرار عقولنا ، وأسرار أعمالنا ، وأسرار معاملاتنا .

0.51

فإذا نظرنا حولنا سوف نجد على هذا المقياس ـ مقياس الحذر من الموت ـ من هو في أول خطوةٍ ومن هو متقدمٌ ، الذي في بداية طريقه يخشى الموت ، والذي تقدم خطواتٍ إلى الأمام تراجعت هذه الخشية عنده . وهكذا في مقاييس كثيرة سوف نرى الناس في درجاتٍ مختلفةٍ ، فإذا كان الجميع يحمل بين جوانحه سر الله وسر الحياة وسر الكسب وسر النجاة ، إلا أن كل إنسانٍ له مقامه وله درجته ، وكل إنسانٍ متاحٌ له أن يتقدم خطواتٍ إلى الأمام . ومن هنا كان الإنسان هو كيانٌ متكامل ، فيه سر بقائه وفيه سر فنائه ، فيه سر حياته وفيه سر موته ، فيه سر ارتقائه وفيه سر تراجعه .

0.49

فالإنسان الذى أعطاه الله قدرة الفكر وقدرة العقل يوم يقلب الأمور على كل وجوهها، وبيسط الأمور للناس، ويكشف لهم عن أسرار وجودهم، ويكشف أسرار الكون أو بعضا من أسراره؛ فأسرار الكون كثيرة جدا لا نهاية لها، إنما الذى يبحث وينقب سوف يعرف سببا وسرا من الأسرار، يكشف هذا السر للناس ليستفيدوا به ليستطيعوا أن يؤدوا دورهم على هذه الأرض وبذلك يعملوا عملا صالحا.

0.49

فإذا نظرنا حولنا سوف نجد على هذا المقياس ـ مقياس الحذر من الموت ـ من هو في أول خطوةٍ ومن هو متقدمٌ ، الذي في بداية طريقه يخشى الموت ، والذي تقدم خطواتٍ إلى الأمام تراجعت هذه الخشية عنده . وهكذا في مقاييس كثيرة سوف نرى الناس في درجاتٍ مختلفةٍ ، فإذا كان الجميع يحمل بين جوانحه سر الله وسر الحياة وسر الكسب وسر النجاة ، إلا أن كل إنسانٍ له مقامه وله درجته ، وكل إنسانٍ متاحٌ له أن يتقدم خطواتٍ إلى الأمام . ومن هنا كان الإنسان هو كيانٌ متكامل ، فيه سر بقائه وفيه سر فنائه ، فيه سر حياته وفيه سر موته ، فيه سر ارتقائه وفيه سر تراجعه .

0.49

إن سر الحياة، وسر الوجود الذى هو فيك، هو السر الأعظم، هو سر الخلق، هو سر الكون "وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر". إن الذين رفضوا معنى الحياة وسَاوَوْ بين وجودهم وبين ما هو أدنًى سيكونوا كما ظنوا "كونوا حجارة أو حديدا، أو خلقا مما يكبر فى صدوركم".

0.45

وسر نجاتك، وسر رقيك، وسر كسبك في الله، ولمعنى حياتك، وفي سر حياتك ـ هو أن تعرف أسرار هذا الكون. كلما اتسعت مداركك، كلما اكتسبت أكثر في هذا الاتجاه.

0.45

إن الله قد أودع ف يداخلنا طاقة لو عرفناها ولو مارسناها وتعاملنا معها لإنجلت وظهرت وتساقط الظلام من حولها فبزغت وانقشع عنها الليل فأنارت فيها سر الحياة فيها سر النجاة فيها سر الدين فيها سر الأمر وسر النهي فيها سر الحق.

0.43

عليه أن يتفكر في آيات الله حوله ، في خلق الله حوله ، في خلق السماوات والأرض ففيهما سرٌ عظيم ، سرٌ كبير كامنٌ فيهما ، بل أن السر كامنٌ في كل الكائنات على هذه الأرض وفي كل الكائنات في السماء . هذا السر العظيم ، هذا السر الكبير ، ارجع إليه ، تذكره ، وتفكر في تجلياته ، فالذكر هو رجوعٌ إلى هذا السر فيك وفي كل الكائنات ، والتفكر هو تفكر في تجليات هذا السر في هذا الكون ، فيما هو ظاهرٌ لك منه ، لتدرك أن ليس هناك باطل في هذا الكون ، وأن عليك أن تتبع سر الله فيك ، فتتعلم كيف يكون اتجاهك هو نابعٌ من أن تستفتي قلبك ، وأن تحيي فيك سرك ، فتعلم الطريق وتعلم كيف تسير فيه.

0.42

اللهم وقد قدرت فأحكمت في قدرتك ووسعت كل شيء بعلمك ورحمتك وجمعتنا على ذكرك بجودك وكرمك ونعمتك وهيأت ويسرت لنا جمعنا وعلمتنا من جمعنا ما لم نكن نعلم وعرفتنا سر الجاعة وسر الطريق سر النية الصادقة سر المحبة سر الألفة سر الحياة فكشفت لنا ن علوم الحياة ما زادنا إيمانا بجمعنا وبإرتباطنا جعلنا نسأل إجتماعا في الله أكبر ووصلة في الله أعظم.

0.41

إن هذا هو سر الجماعة، سر الجمع على هدفٍ واحد، سر التجمع على قلب رجلٍ واحد، إن هذا هو سرٌ من الأسرار، وسببٌ من الأسباب، التي وضحها كتاب الله، "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ..." [آل عمران 103]، "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ..."[آل عمران 104]*.

0.41

المكلف في الإنسان هو السر الخالق فيه هو السر الخالق فيه هو السر الحق فيه هو سر الله فيه أصبح لهذا السر كيان قائم بذاته وهذا هو قانون الحياة. لأن هذا هو الواقع الذي نعيشه والقائم الذي نتواجد فيه كل إنسان هو عالم قائم بذاته وكل إنسان هو مسئول ومكلف ومحمّل أمانة الحياة.

0.4

عباد الله .. خلق الله .. سر الله .

0.4

فلنبدأ بما أودع الله فينا من سره الذي سرى في عقولنا وسرى في قلوبنا وسرى في ضمائرنا نبدأ صادقين طالبين راجين مع الله متعاملين وعليه متوكلين وبه مستعينين سائلينه رحمة وسائلينه قوة وسائلينه نعمة.

0.4

إن تواجد الإنسان على هذه الأرض تواجد لا يجب أن يضيعه.. فقيامه على هذه الأرض يستطيع أن يفعل الكثير.. فيه إرادة الله وفيه قدرة الله تتجلى في الإنسان ليصنع وجوده الحقي وليخلق قيامه المعنوي.. وجود الإنسان على هذه الأرض وجود فريد.. لأن كل إنسان وجد على هذه الأرض بفطرة الحياة فيه سر الله فيه سر الحياة فيه سر البقاء فيه سر النجاة فيه سر الإمتداد بالحياة فيه سر أن يكون كلمة لله صادقة وشجرة في الله مثمرة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

0.4

ويُبقي فقط القيمة المادية. والعقلانية المادية. والعلم المادي الذي يحيط به. وتصبح هذه هي الحياة بالنسبة له. في هذه الحالة نجد هؤلاء الناس يعيشوا بمادي الحياة فقط. من هنا هم أماتوا ما فيهم من معنى إنسان. أكبر من القياس المادي. لأنك كإنسان أنت أكبر من أن تكون مقيد مع ما هو مشهود لك فقط. أنت كإنسان فيك سر. فيك سر حقي. وهذا السر الحقي. كل يعرفه. هو سر الحياة. هو سر الله في الإنسان. ولما إنسان يغادر هذه الحياة ويخرج هذا السر. خرج السر الإلهي. يبقى هذا الجسد يبقى لا قيمة له ولا معنى له. من هنا هذا السر موجود في الإنسان ولا يستطيع أن يحيط به الإنسان. ولكن هو الذي يعطي الإنسان هذه الحياة. هذا السر أكبر من أن يكون محصور في المادة التي نعرفها. هذا السر يشعر ويحس ويدرك ويؤمن. ومن هنا الإنسان حين يدرك هذه الحقيقة يعرف معنى "إستفتك قلبك وإن أفتوك وإن أفتوك وإن أفتوك" هنا معنى القلب هو معنى هذا السر الموجود في الإنسان. بمعنى إنه شيء لا تعليل له من الناحية المادية. إنما أنت تشعر بقوة بوجوده. وتشعر بقوة بأن هذه هي الحقيقة. وهذا يختلف عن الظن. لأن الظن لا يغني من الحق شيئا. الظن هو هوى النفس فيما تحب. وتهيء لها بدون أسباب معقولة أن هذه هي الحقيقة. ومن هنا بيحدث خلط في كثير من الأحيان ما بين الظن وهوى النفس وبين الإحساس الحقيقي في الإنسان. ومن هنا كان القاعدة معروفة.

0.39

أوضع الله في الإنسان قوة حق تجلعه قادرا أن يؤمن بغيب.. هذا سر من أسرار الله في الإنسان.. فطره ظاهرا وباطنا وأعطاه أسرار الحياة ليسلك بها كسبا فيه وأملا فيه ورجاء فيه..

0.39

لذلك، فإذا كان الإنسان لا يبصر ما في نفسه، عليه أن يسأل الله أن يساعده، حتى ينكشف هذا الحائل، الذي يحول بينه وبين قلبه. وهذا هو سر الطريق، وسر المجاهدة، وسر الجهاد، وسر طلب العلم والمعرفة، أن الإنسان يريد أن يعرف ما في داخله من أسرار، لأنه دون أن يعرف ما في داخله، فلن يستطيع أن يتواصل مع ما جاءت به الرسالات السماوية. سوف تكون دائماً، إما مرفوضة من جانبه، أو يأخذها بطريقةٍ سطحيةٍ، لا تعبر عن حقيقة أمرها وعن مقاصدها.

0.38

فطرة الحياة وقد أكبها رسول الله نوره وسرى فيها بسره من تقبله في كل صورة كانه وكسب ما أراد له أن يكسب..

0.38

الحمد لله والشكر لله. الحمد لله الذي أعطانا فأجزل العطاء. أعطانا سر الحياة وسر البقاء وسر الدعاء وسر الطلب والرجاء وسر المغفرة والرضاء. أعطانا أسرار الحياة بما أ,جد فينا من سره الأعظم. أعطانا سر المعرفة. "إتقوا الله ويعلمكم الله" وعرفنا أن من جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. وعرفنا إن لم يهدني ربي لأكونن من الضالين. فعرفنا أن ندعو مسلّمين. لما يفتح الله لنا من أبواب الحياة. يهدينا بطريقه الذي يختار لنا. ويعلمنا بوسيلته التي يرضاها لنا. فأي طريق يفتح لنا نسير فيه. متزودين بسؤالنا دوما. إن لم يهدنا لنكونن من الضالين. حتى يصحح لنا دوما في خطونا وفي إتجاهنا متقبلين معرفة من كل مصادر الحياة حولنا. من الطبيعة في ظواهرها. من الكواكب في أفلاكها. من النجوم في مساراتها. من الناس في أحوالها. من الأرض في نباتها. من السماء في ظواهرها.

0.37

إنا في عالم فيه سر الله.. فيه أمانة الحياة التي حملها الإنسان وأصبح بحمله لها عالما قائما بذاته وحدة كون ووحدة خلق ووحدة وجود فيه سر البقاء فيهع سر الحياة الحياة الأبدية لو أنه عرف طريقه وفيه سر فنائه لو أنه ضل طريقه.. (وهديناه النجدين)(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)فالإنسان يحمل في داخله سر نجاته وسر حياته كما يحمل سر فنائه.. ما فيه من حقيقة ما فيه من نور موجود في قلبه وفي فطرته التي فطره الله عليها وهذا هو سر النجاة وما فيه من ذاته بصفاتها وشهواتها وعاجل أمرها وإنشغالها بدنيا قيامها فيه سر فنائه.. فكان الإنسان بخلقه يجمع بين الحالين وبين المعنيين وبين القيامين كل فريق من الناس يتجه الى ما هو له أهل.. بسر خلقه وبسر وجوده وبسر ما فيه.. (فأما من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)(أما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هي نارية حامية)..

0.37

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. وحمدا لله على ما أنعم به على خلقه بسره فيهم بهديه لهم بما أوجد فيهم من فطرة الحياة.. الكامن فيها أسرار الكون والقائم بها أسرار الحق..

0.36

عرف سر الخلق في خلقه وعرف سر الحق في حقه وعرف سر العقل في عقله وعرف سر القلب في قلبه وعرف سر الوجود في وجوده وعرف سر النفس في نفسه وعرف سر الروح في روحه وعرف أنه في دوام عبدا للهوطلب الله ومقصود وجه الله ويرجو لقاءه ويطلب أن يكون في دوام عبدا له ينتقل من حال الى حال ومن معراجالى معراج قائد ركب عوالمه إليك عرفها وقامها وشعر بها في وجوده وقيامه فوجب علينا في مفهومنا ألا نخلط بين مرحلة ومرحلة وبين حال وحال.

0.36

 السيد/ علي رافع حديث الجمعة حمدا لله وشكرا لله وصلاة وسلاما عليك يا رسول الله.. سر الحياة وجوهر الأحياء سر الله في وجوده وفيما أوجد من وجوده.. فما تواجد إلا هو ولا أوجد إلا هو وجودا وموجودا قيام واحد وسر واحد..

0.36

إن هذه المعرفة زي ما بتكون فيها سريان، سارية من الأعلى إلى الأدنى بنور كأن النور بيجمع كل المتابعين في هذا المجال، فيبقى هنا المقصود أن هذا النور بيجمع الناس جميعاً، إذا بصينا لها على أنها زي نوع من الهرم قمته الرسول صلى الله عليه وسلم وبيمسك الكل فيه. وفيه سريان واحد، وفيه سر بيجمع كل الناس ديه هو السر النور وسر الحب وسر المحبة إللي بتشمل المجموعة ديه من الناس، فيعني ده بيتهيء لي المعنى الإشاري إللي بيرمز له الحديث.

0.36

عباد الله: إن ديننا، قد كشف لنا أسرار الحياة، التي تُخرِجنا من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن الباطل إلى الحق. علمنا، أن الله أودع فينا سره، وأعطانا نِعَمَه، وحَمَّلنا أمانة الحياة. وأمانة الحياة، هي السر، الذي يُخرجنا من الموت إلى حياةٍ دائمة، "...اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ..."[الأنفال 24].

0.35

إن كان ه أعلى عليك محيط بك فهو محيط بك م الظاهر ومن الباطن أنت بين يدي رحمته.. ما فيك من سره وما عليك من سره وأنت بين سره عليك سره فيك تعيش في رحمته وف يكنفه وفي وجوده وفي عطائه وفي نعمته وفي فضله وكرمه وعطائه الغير محدود.

0.35

إن دين الفطرة يوجهنا لذلك وكلام الحق يوجدنا لذلك(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)(معكم أينما كنتم)(اقرب إليكم من حبل الوريد)إن الإنسان يوم يعكس البصر الى داخله وينظر في خلقه وينظر في وجوده وينظر في حقيقته يشعر بسر الله فيه وبروح الله به يشعر بأنه بقيامه في معنى الإنسان خلّفه الله على أرضه وأودع فيه من قدرته (لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)وشاء الله أن يجعله خليفة له بكل ما فيه بكل ما له وبكل ما عليه(إني جاعل في الأرض خليفة)(اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك إني أعلم ما لا تعلمون). فالملائكة بمعانيهم النورانية وهم ينظرون الى الإنسان بمعانيه الظلمانية لا يشهدون ما في الإنسان من معاني حقية. وصدقوا في قولهم لأنهم ما رأوا في الإنسان إلا جلبابه ولم يروا فيه معنى حقيقته وسر الله به وهذه حكمة الله وقانون الله وكون الله وإرادة الله لخلقه لهذه الأرض كما خلقها بقانونه الذي أوجد عليها بسره الذي أودع في الإنسان. إن الإنسان فيه السر الأكبر والسر الأعظم فيه سر الحياة فيه سر الخلق فيه سر البقاء فيه سر الأزلية وفيه سر الأبدية بسر الله الذي أوجد فيه وبروح الله التي نفخ بها فيه(واضرب لهم مثل إبني آدم بالحق إذ قدما قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر).

0.35

إنكم بما فيكم من سر حقى، ومن سر إلهى، عندكم الإرادة والقدرة التى بها على نفوسكم تسيطروا، ولنفوسكم توجهوا.

0.34

لذلك، كان الإنسان هو سر من أسرار الله، وهو تجلي لله في هذا الكون. والإنسان بما أعطاه الله من هذه القدرات والإمكانات، والتي يحركها هذا الأنا، ويُفَعِّلها هذا الأنا ـ هو السر الأعظم في هذا الكون، [ما ظهر الله في شيٍء مثل ظهوره في الإنسان](1).

0.34

هكذا نتعلم من خَلْقِنا، ونتعلم مما كشف الله لنا عن سر وجودنا، وكيف أن هذا السر الذي هو الإنسان، الذي هو أناَ الإنسان، الذي هو سر الله في الإنسان، قد أخذ حرية كاملة، وتعلم قانون الحياة، فإما أن يتبع قانون الحياة، ويدفع بما فيه بقانون الحياة، الى ما هو أعلى، أو أن يدفع بما هو فيه الى ما هو أسفل، وفي كلتا الحالتين هو يطبق قانون الحياة.

0.33

"فاطر السماوات والأرض". أودع في الإنسان سره. سر الحياة. سر البقاء. سر الخلْق. "خلقتك لنفسي ولتصنع على عيني". "عبدي أطعنى أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون". هذا السر الأعظم الذي أوجده الله في الإنسان. هو رسالة الحق الى الإنسان. هو رسول الحق إلى الإنسان. فالإنسان فيه سر الله. فيه كلمة الله. فيه نور الله. فيه رسالة الله. فيه رسول الله. ولكن الإنسان لا يرى ذلك في وجوده. لأنه مشغول بخارجه. مشغول بدنياه. مشغول بعاجل أمره. لم يعطِي فرصة لهذا الوجود الحقي فيه ليظهر. لم يحاول أن يعكس البصر الى داخله. لذلك جاءت الديانات وجاءت الرسالات وجاء الأولياء وجاء عباد الله الصالحين. الذين يوجهون الإنسان. الى أن ينظر الى داخله وأن يعكس البصر الى داخله. "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".

0.33

ونحن حين نتكلم هنا عن هدف الإنسان ، وعن رسالة الإنسان ، فإنما نتكلم بما نستطيع أن ندركه ، بما نستطيع أن نتفهمه وأن نتعرف عليه ، أما حكمة الله اللانهائية في خلقه ، فجل شأنه ، هو الذي يعلم ونحن لا نعلم ، نحن مداركنا تنتج عما أوجد الله فينا من سره ، من سر الإدراك ، من سر التمييز ، من سر التفاضل بين الأمور ، ومن سر التكامل بينها ، ما نستطيع أن نميزه وأن ندركه من معنى الحق ونستحسنه كذلك ، وما ندركه من معنى الباطل ونرفضه كذلك .

0.32

وده سر عظمة الإنسان، وده معنى أنه قد حمل الأمانة، ومعنى أن فيه سر الله، ومعنى أن فيه روح الله، ومعنى أنه مظهر، ظهر به الله في هذا الكون، وأنه تميز عن جميع الكائنات الأخرى، لأنه أصبح يحمل هذه الأمانة، ويحمل هذا السر الكبير.

0.32

إن الإنسان سر كبير.. وإن كان الإنسان يتحدث ويستمع من خلال هذه الذات إلا أنه لا يستطيع أن يدرك ماهيته من خلال هذه الذات.. وهذا سر تحار فيه العقول ولا تستطيع فيه أن تقول وإنما تسلم لرب العالمين فهذا هو السر العظيم.

0.31

أنت بوجودك سر الحياة وأنت بقيامك معنى الحياة فإذا أردت أن تعرف الحياة وقوانين الحياة وأسرار الحياة فاعكس البصر الى داخلك واتجه الى سر الله فيك لتعرف الله ولتعرف إسم الله لك وإسم الله بك.

0.31

فهذا ما نذاكر به دائماً ، لأن الإنسان على هذه الأرض هو في حجابٍ من ظلام ، لا يرى إلا ما يعتقده وما يفكر فيه وما يظن أنه الأفضل والأحسن والأقوم . لذلك فكل إنسانٍ ـ هو في حد ذاته ـ فيه سره وفيه طريقه وفيه ما هو له أهل ، "... أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ "]طه 50 [، هذا سرٌ من أسرار الله في خلقه .

0.31

إن معنى العبودية لله أمر جاء به دين الفطرة ليعرف الإنسان حقيقته ليهدي الإنسان الى سر نور الله فيه.. والى سر الحقيقة فيه.. يهدي الإنسان أن يعرف طريقه أن يهدي الإنسان الى معنى الحق في أعماقه أن يعرفه سر حياته وبقائه إن كان للرحمن ولدا فأنا أول العابدين.. فكانت العبودية والفهم فيها أساسا في دين الفطرة وفي دين الحياة..

0.31

فأنت بقيامك بقانون الحياة أن في كل خلقٍ سر إرتقائه ومعراجه وسر إرتداده ودنوه..

0.31