خطبة الجمعه 20-11-2009
السيد علي رافع

إن جميع خلق الله ، إن جميع الكائنات على هذه الأرض ، تخضع لقانون الله في طاعتها أو في معصيتها ، لأنها تتبع قانونه ، وهذا معنى " إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا "]مريم 93 [، المهم أن تكون أنت في معنى العبودية لقانون الحياة الذي يرفعك ، والذي تعرج به إلى أعلى عليين ، ولا يكون هذا إلا بأن ترضى عن الله ، برضائك عما أعطاك الله من نعمٍ في خارجك وفي داخلك ، وتتفاعل مع هذه النعم ، لتكون في علاقةٍ ثابتةٍ مستمرةٍ معه ، تدور في دائرة الحياة ، مركز هذه الدائرة هو قبلة الله ، هو بيت الله ، هو نور الله ، هو رسول الله ، هو حق الله ، هو كلمة الله ، هو روح الله ، هو كل شيءٍ جميلٍ من الله ، هو لا إله إلا الله .

0.62

خطبة الجمعه 01-02-2002
السيد علي رافع

ما هي الطاعة؟ وكيف تكون الطاعة؟ هذا هو السؤال. لأن الطاعة لا تتعارض مع فكر مع علم مع بحث مع مراقبة للنفس مع تقويم لما يقوم به الإنسان وتقييم له. الطاعة هي عمل وعلم هي خشية ومراقبة وقد أراد الصوفية أن يعبروا عن هذا الحال بقولهم رب معصية أورثت ذلا وإنكسارا خير من طاعة أورثت عزا وإستكبارا. وفي تعبيرهم هم عن الطاعة هنا هي الطاعة في صورتها الظاهرية. لأن الطاعة الحقية لا تورث إلا ذلا وإنكسارا لا تورث إلا خشية في الله. وقد علّمنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ذلك يوم قال "أنا أقربكم من الله وأخوفكم منه ". "ها أنا رسول الله بينكم ولا أدري ما يُفعل بي غدا". تعبيرا عن خشية الله. . ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (28)(فاطر). فالطاعة على ما نفهمها هي إدراك لقانون الحياة وخضوع له لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي يستطيع أن يكسب منه الإنسان. بمحبة ورغبة صادقة في أن يتعلم هذا القانون. (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) وهذا واقع وليس كلام. وكثيرا ما نتحدث عن حياتنا الأرضية وكيف أننا علينا أن نفهم القوانين التي تحكمها حتى نستطيع أن نعيش عليها وهذا هو قيامنا في معنى العبودية لله.

0.42

خطبة الجمعه 01-02-2002
السيد علي رافع

لأننا ندرك قدرنا وندرك حجمنا. ندرك أن لنا طاقة وهذه الطاقة محدودة. وإذا أردنا أن نستفيد منها فائدة كبرى علينا أن نستفيد منها من خلال قانون الحياة لأننا لا نملك أن نخلق قانونا جديدا ولا نستطيع ذلك. وعدم الإستطاعة هنا ليست إختيارية ولكنها واقع. (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ(33)(سورة الرحمن) فالله لم يحد حريتنا في أن نفعل في أن نبحث في أن نعمل أي كان ولكننا نحن الذين ندرك أن لنا طاقات محدودة ونعرف أن ما نجهل أكثر كثيرا كثيرا مما نعلم. فنعرف حدودنا ونعرف أن حدودنا هي أن نفهم وأن نتعلم فيما هو قائم بل أن المتاح لنا أن نتعلمه نحن غير قادرين أن نحيط به كله فنجد أن كل إنسان له علم يتعلمه وفي هذا العلم أيضا لا يستطيع أن يعرف عنه كل شيء. وهذا هو الذي يجعلنا نشعر حقا بالعبودية الى الله وبالإفتقار الى الله. وهذا هو المدخل الذي دخل منه كل الأنبياء يوم تأملوا وتدبروا في الكون حولهم فأدركوا ضعفهم وإفتقارهم وقلة حيلتهم وأنهم في حاجة في إتصالهم بالغيب ليتعلموا ويعرفوا ويتحركوا على هذه الأرض.

0.38

خطبة الجمعه 03-02-2017
السيد علي رافع

وهذا معنى أيضاً "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"، فهنا معنى العبوديّة هي معنى خضوع الكلّ لقانون الحياة. في فلاح الإنسان هو يخضع لقانون الحياة، وفي فساد الإنسان هو أيضاً يخضع لقانون الحياة.

0.36

حديث الخميس 12-11-2009
السيد علي رافع

إذا قلنا أن إنسان هو في معنى العبودية لله لا يعني هذا أنه مستقيم ، لأنه هو يتبع القانون ، بمعنى كل إنسان بيتبع قانون الله مهما فعل ، حتى ولو كان عاصياً ، لو كان مفرطاً في أمر نفسه ، لو كان متجهاً إلى أسفل سافلين ، فهو لازال في معنى العبودية لله ، لأنه يخضع لقانون الله ، لن يخرج عن قانون الله ، سواء كان اخترق السماوات والأرض أو انخفض إلى أسفل سافلين ، فهو في هذا القانون ، وهو يتبع هذا القانون . فبتعريف أن كل إنسان بيخضع لقانون الله ، وأن تكون معنى العبوديه هي الخضوع لقانون الله ، فكل الكائنات خاضعة لقانون الله ، وده معنى اللي بنتأمله في الآية " إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا "]مريم 93[ ، فمن هنا ده معنى .

0.35

حديث الخميس 12-11-2009
السيد علي رافع

فمن هنا نحن نساعد بعضنا بعضاً من خلال التجمع بمحبة على ذكر الله ، وبطلب ومقصود وجه الله ، وأمل في أن نعرف الحقيقة في أنفسنا ، بحيث تكون الحقيقة نابعة من داخلنا وليست مفروضة من خارجنا ، وهذا هو الفارق بين معنى عبد لله يعرف معنى العبودية لله حقاً ، ومعنى آخر هو في معنى العبودية لله ولكن غير مدركٍ لهذا المعنى فيه ، لأن " إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا "]مريم 93[ ، بالقانون ، لن يخرج إنسان عن القانون ، فليس معنى العبودية هنا هو معنى الإستقامة .

0.34

حديث الخميس 13-12-2001
السيد علي رافع

فمن هنا ندرك أن الإسلام هو معنى ودعوة دائمة لأن يكون الإنسان في بحث دائم عن الحقيقة وعن المعرفة وعن كل ما في هذا لكون من أسرار حتى يعلِّم نفسه وحتى يدرب وجوده على هذه المعاني التي هي في واقع الأمر أساس وجوده على هذه الأرض.. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)(سورة الذاريات) ويعبدون هو هذا المعنى.. يعرفون يعمرون يبحثون يدركون.. لأن معنى العبادة هو معنى الخضوع للقانون.. ومعنى الخضوع للقانون أن أبحث عنه حتى أخضع له بصدق إذا كنت لا أعرفه فلن أخضع له.. فإذن البحث هنا هو أمر أساسي حتى يحقق الإنسان هذا المعنى.. معنى العبودية لله الذي هو يشْرُف به بوجوده ككائن في هذا الكون.. لأن كل الكائنات بمعنى وجودها هي في معنى العبودية لله.. ولكن أن تدرك أنت هذا المعنى وتقوم فيه وتعمقه وتكون عبوديتك لله هي عبودية قائمة على المعرفة والإدراك خير من أن تكون هذه العبودية دون وعي ودون فهم..

0.34

خطبة الجمعه 16-10-2009
السيد علي رافع

عباد الله: نسأل الله أن نكون واعين لمعنى عبوديتنا لله . والفارق بين إنسانٍ وإنسان ، الفارق بين إنسان وأي كائنٍ آخر ، هو في إدراكه لمعنى عبوديته لله ، لأن" إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا"[مريم 93] ، فمهما أدركت أو لم تدرك ، فأنت في إطار قانون الله ، وتخضع لهذا القانون ، بأي شكلٍ من الأشكال أنت خاضعٌ لهذا القانون ، حتى في معصيتك ، حتى في خروجك ، أنت خاضعٌ لهذا القانون ، لأن هذا الموقف السلبي منك ، سوف يؤدي إلى تراجعٍ لمعنى الحق فيك ، بقانون الله . فأنت في هذا المعنى أيضاً في معنى العبودية لله.

0.33

خطبة الجمعه 25-12-1998
السيد علي رافع

لذلك نجد أن أركان الإسلام تبدأ بهدفٍ أولها هدف نريد أن نحققه، والأربعة الأركان الأخرى هي وسائل نريد أن نحقق بها هذا الهدف. هي منهج، فالصوم منهج، بعض الناس يرى أن العبادات هي طاعات مجردة، وليست وسائل، والواقع أن معنى الطاعة، لا يؤدي الى إلغاء معنى الوسيلة، فأنت تطيع لأن في هذه الطاعة كسبك ولأن في هذه الطاعة طاعتك لقانون الحياة، وهذا ما نعرِّف به الإسلام دائما، فالإسلام أن تُسلِم لقانون الحياة، ونجد في حياتنا الظاهرة المثل ا لذي يوضح لنا ذلك، فالذي يعرف العلوم كلها، أو بمعنى أصح، الذي يعرف العلم الذي يناسب ما يهدِف إليه بقدر ما، يكون أفضل من الجاهل به، فحين يخضع الإنسان لأسباب الحياة وعلومها، فهو في طاعةٍ بقانون الحياة، وطاعته تؤدي به الى أن يكسب أكثر وأن يصل الى هدفه، أما إذا تمرد الإنسان على قانون الحياة، فكيف سيصل الى هدفه، يريد أن يزرع هل يستطيع أن يخترع قوانين أخرى لنمو ا لنبات وغذائه، إن طاعته لقانون الحياة هي التي تجعله قادرا أن يزرع زرعا، وأن يحصد ثمرا، لأنه عرف القانون، فالطاعة هنا، هي الطريق الوحيد الذي يسلكه الإنسان، ولا يجد أي إنسان عاقل غضاضة أن يخضع لقانون الحياة، وإنما يكون هدفه أن يبحث عنه وأن يتعلمه وأن يعرفه، هكذا العبادات التي أُمِرنا بها، فالصوم هو طاعة من الطاعات لقانون الحياة، الصوم هو أن تتجرد عن ذاتك أن تتجرد عن شهواتك، أن تُكبِر إرادتك، أن تُحيي حقيقتك، أن تعيش بقلبك، أن تعيش بروحك، أن تعيش بنورك، أن تعيش بأمانة الحياة فيك، أن تعيش بسر الله فيك، أنت تعيش بروح الله فيك، وأن تضع ذاتك جانبا، لتكون أهلا لرحمات الله ونفحاته، إنك لا تستطيع أن تُجابه ظلام نفسك، وأن تَقهر شيطانك، إلا بعون من الله، وبرحمة من الله، وبفيض من الله، وبنور من الله، وبقوة من الله، فرسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقول "كان لي شيطان ولكن الله أعانني عليه فأسلم فهو لا يأمرني إلا بخير" فكيف تكون أهلا لرحمات الله وأنت قابعُُ في ذاتك المظلمة، وأنت شهواتك النفسية المظلمة، كيف تكون أهلا لرحمات الله إلا بأن تَلقِي هذا الجلباب المظلم وتعيش مجردا، (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12)( سورة طه) " إن النعلين هنا ليس الحذاء إنما نفس الإنسان وظلامها، إنه منهج لو قمت فيه وفعلته لتغير حالك ولتغير قيامك، من صام رمضان قياما وإحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكيف يغفر ما يتأخر، لأنه أصبح في صِلة دائمة بالله وأصبح معرِّضا وجوده لنفحات الله، عرف يقوم في ذلك، فإذا عرف كيف يقوم في ذلك فلا يرجع عن ذلك، فكيف من ذاق العلاقة بالله، والتعرض لنفحات الله يرجع لذاته، إن ذنبه من ذلك هو ذنب من نوع آخر ومن شكل آخر، ولكن الآلية.

0.33

خطبة الجمعه 18-12-2015
السيد علي رافع

هكذا نعيش هذه الحياة، نجاهد ونجتهد، نفكر ونذكر، نعمل ونتعامل، لنكون عباداً لله أفضل وأحسن وأقوم، "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"[مريم 93]. فالعبودية لله بمعنى الخضوع لقانون الحياة هي لكل الكائنات والمخلوقات. وأما يكون الإنسان عبداً لله حقاً، فهو بإدراكه لذلك، وبمحاولته أن يتعرف على قانون الله في الأرض ليحقق به وجوده، فتكون إرادته أن يتعلم قانون الحياة، ويكون فعله أن يستخدم هذا القانون لأن يرقى ولأن يحيا.

0.33

حديث السبت الشهري 13-01-2001
السيد علي رافع

وهذه هي الحياة بهذه الصورة هي الشفيعة لنا دون فهم ودون وعي في مفهوم علاقته بالله. دي طبيعة البشر إن هو يعتقد إن مثلا إن يقول والله إن هذه هي الدنيا. الله والدين محدود في كذا وكذا وكذا مثلا ونحن. بعد الدين إذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض. خلاص إنتهى الدين. إحنا ما نفكرش في الدين. الدين هو هذه العبادات المحددة. ولا نخلط الأمور ولا نشغل نفسنا بدين بعد ذلك. وهذا هو الأمر الذي نفعله في هذه الدنيا هذا هو المطلوب مننا أن نفعله. هذا هو الشفيع لنا يعني هذا هو المطلوب منا أن نفعله على هذه الأرض. بهذه الصورة. هنا في هذه الحالة هو كإنه بغيَّر في القانون. أتنبيء الله بقه بأشياء ما أنزل بها من سلطان. لم ينِزلها في قانون وتقول أنت هذا هو القانون. هو عدم الفهم المستقيم للقانون على ما هو القانون. وعلى أن الحياة هي لكسب الله. ولعبادة الله. ولأن يعدّ الإنسان نفسه لله. ولأن يرتقي الإنسان في الله. دي هي الحياة الدنيا هذا هو المقصود فيها فده يمكن يكون معنى من المعاني اللي ممكن أن نتفهمها في هذه الآية.

0.33

حديث الخميس 14-01-1999
السيد علي رافع

من هنا نقول أن الإنسان وهو في حجاب من ظلام إذا أعد نفسه جيدا وأصبح في هذا المعنى، وهو معنى العبودية لله، يكون أهلا لليلة القدر، يكون في معنى "الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون" يكون أهل لذلك، لكن النهاية أو الأمر أو القانون الذي يجعل الإنسان يصيبه هذا المعنى بحق، هو قانون الإصطفاء، من ذلك قال" يلقي الروح على من يشاء من عباده"، "وأن الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس" فالإصطفاء هنا قانون، وهذا القانون له أبعاده التي لا نحيط نحن بها، إنما يمكن أن يعدَّ الإنسان نفسه، في هذه الحالة هو بيقترب من الأهلية للإصطفاء، لكن لا يستطيع أن يكون في معنى . إنه يقول إني قد أصبحت مائة في المائة مصطفى. لأنه سيكون تعدِّي على الإستقامة في المفهوم، "إذ لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى"، شيء طبيعي أن يكون الإنسان لا يعرف هو أهل للمعنى الحقي أم لا، لا يوجد أي مقياس مادي على هذه الأرض يستطيع به الإنسان أن يقول أني قد وصلت الى مرحلة الإعداد التام بأن أُصطفى ويجب أن يصطفيني الله، وهنا معنى من نوقش الحساب فقد هلك، والرسول يوضح هذا المعنى "أنا أقربكم من الله وأخوفكم منه" "ومعنى لا يدخل الجنة أحدكم بعمله، حتى أنت يا رسول الله ، حتى أنا ما لم يتغمدني الله برحمته" من هنا لا يستطيع الإنسان الطبيعي أن يوقن بأهليته وبوصوله أو بكماله، فإذاً من الطبيعي أنه من هذا المعنى يكون تعامله على أساس أن الله هو الذي يعرِف، والذي يرى والذي يشاء، هنا يكون في تأدب مع الله، في معنى طلب الرحمة، في معنى الإستغفار الدائم، في معنى الدعاء الدائم وهذه العلاقة التي يجب أن تكون بين العبد وربه، علاقة قائمة على المحبة وعلى الطلب والطمع في أن يكون الإنسان أهلا لرحمة ربه ولمغفرته، من هذه العلاقة يحدث نوع من التغيير في الإنسان ويحدث نوع من الإعداد له في الجانب الآخر أيضا، من أجل ذلك قالت الصوفية "رُب معصية أورثت ذلا وإنكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا" لأن الطاعة التي أورثت عزا واستكبارا تكون ضد القانون، بأن تكون من النفس الأمارة بالسوء، التي تجعل الإنسان يعتقد أنه أفضل من الآخرين، وأحسن من الآخرين، وأنه أصبح في مقام عالٍ، إذا شعر بهذا الشعور فعليه أن يرجع الى الله وأن يستغفر الله، حتى لا تورثه الطاعة كِبرا وإنما تورثه إستغفارا أكثر وفي هذه الحالة تكون الطاعة التي تورث الإستغفار أفضل من المعصية التي تورث الإستغفار لأنه في هذه الحالة.

0.32

خطبة الجمعه 21-02-2014
السيد علي رافع

الذي يريد ويقصد وجه الله، يريد أن يكون في طريق الرحمن، وأن يكون آتٍ الرحمن، عليه أن يدرك أن الطريق الوحيد لذلك هو أن يقوم في معنى العبودية لله، والعبودية لله تتجلى في قوانين الحياة، فأنت من خلال هذه القوانين تستطيع أن تغير، أن تغير نفسك، وأن تغير ما حولك.

0.32

خطبة الجمعه 26-11-2004
السيد علي رافع

تسليم كامل {لا تفكروا في ذات الله ولكن فكروا في آلاء الله} لأنك لا تستطيع أن تفكر في ذات الله أو أن تتصور أي صورة أو أي شكل أو أي نظرية تفسر لك هذا الغيب. إنه غيب. هكذا نتعلم معنى العبودية لله ونتعلم في آيات الله أن الله خلقنا وأوجدنا لنقوم في معنى العبودية له ومعنى العبودية له يستلزم منا أن نبحث في كل ما كَشف لنا. لأن عبوديته تستلزم منا أن نعرف ما هيأ لنا وما سن لنا من قوانين على أرضنا (20) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (سورة العنكبوت ) فبحث الإنسان وعمل الإنسان وجهاد الإنسان على هذه الأرض هو من قانون العبودية لله. ولأن يفعله هو أن يدرك أننا قائمين على هذه الأرض لنعبد الله. وعبادة الله أن نتفكر ونتأمل ونتدبر ونبحث ونطور ونستغل كل إمكاناتنا وكل طاقاتنا وكل طاقات أرضنا لوجودنا على هذه الأرض. إننا لسنا موجودين على هذه الأرض لنكون كائنات سلبية وتكون عباداتنا هي أشكال وصور ونعتقد أننا في ذلك نكون في دين وهذا هو الفهم السائد الذي رسخ في الأذهان والذي يدعو الى التكاسل والتباطؤ وترك الدنيا كوسيلة للكسب في الله وإعتقاد الأفضلية لنا لأننا نُدعى مسلمين وأصبح هم الإنسان مركز في أن الدين هو أن يحافظ على الشكل وأننا نخسر أي شيء في الدنيا ولا نخسر الدين وما هو خسارة الدين في نظرنا أو في نظر الناس أو في نظر من يتكلمون بالدين هو هذا الشكل.

0.32

حديث الخميس 27-01-2005
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا حتى نسلك طريق الحق وطريق النجاة ونكون عبادا حقا لله مدركين معنى العبودية بصدق وقائمين فيها بأعمالنا وبسلوكنا وبفكرنا مدركين أن القانون الإلهي الذي كشفته لنا الأديان هو كشف ليمكننا من أن نحيا وهذا ما نردده دائما مصداقا للآية {( 24 ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (سورة الأنفال } والحياة هي أمر مستمر { (169) وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ( سورة آلـ عمران)} هذه المرتبة التي وصف بها الذين قتلوا في سبيل الله هي مرتبة يرجو فيها كل إنسان عاقل. مرتبة الحياة وهذا معنى الإيمان باليوم الآخر لأن الإيمان باليوم الآخر هو أن تؤمن بإمتداد الحياة وأنك تريد أن تكون حيا في هذه الحياة الأخرى. لذلك نجد أن كثير من المعاني التي جاءت بها الأديان هي في واقع الأمر لتساعدنا على هذا المعنى وكثير من السابقين تطرقوا لمعنى الطاعة ولمعنى المعصية وتكلموا في معنى الطاعة وكيف تحيي القلب (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وإن جلاؤها لذكر الله) وكيف أن المعصية تميت القلب {ران على قلوبهم} والنقطة الأساسية التي يحدث فيها خلط أو يحدث فيها لبس هو معنى الطاعة ومعنى المعصية ما هي الطاعة بحق؟ هل الطاعة هي استجابة للإنسان للأمر دون فهم ودون وعي؟.

0.32

خطبة الجمعه 09-11-2001
السيد علي رافع

عبودية الله تحرر الإنسان من أن يكون عبدا لخرافة أو يكون عبدا لإنسان آخر أو أن يكون عبدا لمادة.. عبودية الله تجعل الإنسان حرا يفكر بما أعطاه الله من قوة ومن عقل ومن علم ومن معرفة.. فإذا أسلم لله أسلم إسلام الحر الذي عرف الطريق بما أودع الله فيه من سره.. لا إسلام كره.. لا إسلام قهر.. وإسلام الإنسان لله هو مفهوم قبل أن يكون شكلا أو صورة.. (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) إدراك الإنسان لهذا المعنى هو معنى إسلامه.. فإن لم يكن هو يدرك ذلك فهو خاضع للقانون.. ولكن دون أن يدرك هذا القانون.. فلا يستطيع أن يتعامل مع هذا القانون إنه الفرق بين العلم والجهل النور والظلام.. الذين يعلمون يعرفون ما هم عليه قائمون.. والذين لا يعرفون لا يدرون ماذا هم فاعلون.. والإنسان على هذه الأرض الذي تعلم علما لا يستوي مع الذي لا يعلم هذا العلم.. وإن كان كل منهما يخضع لهذا العلم.. إدراك العبودية لله هو إدراك الخضوع لهذا القانون.. وأن يتعلم الإنسان هذا القانون.. وما جاءت الأديان إلا لتكشف لنا جزءا من القانون الذي يحكم وجودنا.. الذي يمكن أن نتصوره.. أو نعقله.. وإن كنا لا نستطيع أن نحيط به.. وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(255)( سورة البقرة)

0.32

حديث الخميس 17-04-2003
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا. وأن يجعل من جمعنا أداة خير وسلام ورحمة لبلدنا ولأمتنا ولأرضنا وأداة معرفة وإنارة لعقولنا. فالإنسان على هذه الأرض يأمل أن يكون أداة خير لأن في هذا مكسبه وفي هذا رقيه. وكل فعل يؤدي الى خير للناس هو إضافة للإنسان في رصيده الحقي والروحي. فالدين خدمة ومعاملة. والخير هو أن يتيح الإنسان للآخرين أو أن يفتح لهم بابا للمعرفة وبابا للإرتقاء ولما يستطيعون من خلاله أن يكونوا أفضل في حياتهم وفي سلوكهم. وكما نتذاكر دائما فإن الدين أساسه الإنسان. إنه يخاطب الإنسان. يخاطب الإنسان ليكون حيا ليكون في معنى العبودية لله. والعبودية لله تعني أن يكون الإنسان في حركة دائمة وفي إسلام لقانون الحياة وفي بحث عن كل أسرار الحياة التي يستطيع أن يحيط بها. ومن هنا كان الإنسان الذي هو على دين. هو الإنسان الذي يعمل طاقاته وإمكاناته المختلفة حتى يستطيع أن يقدم شيئا لنفسه أولا وللآخرين وبذلك يكون في معنى أفضل وفي معنى أحسن وفي معنى أقوم. والدين يفتح للناس جميعا أو يعطيهم حرية الفكر وحرية الحركة وحرية الإعتقاد وهذا هو المعنى الذي نفهمه من شهادة لا إله إلا الله. فشهادة لا إله إلا الله تخرج الإنسان كما نقول دائما من عبودية الدنيا ومن عبودية الطاغية ومن عبودية المادة الى عبودية الله التي هي في واقع الأمر كل ما يراه الإنسان حق بفطرته.

0.32

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 17-12-2003
السيد علي رافع

كما إستمعنا في الآيات التي ذكرت وهي موجهة بمعاني لنا جميعا وإن كانت موجهة الى الرسول عليه الصلاة والسلام إنما هو وكما نتعلم أن أي حديث موجه هو موجه للإنسان الطالب للحقيقة والباحث عنها فهنا كان الحديث عن ما يقوم به الإنسان ليتعرض لنفحات الله وليقترب من الحقيقة الكلية وبيعطي له في هذا المجال معنى قيام الليل ومعنى قراءة ما تيسر من القرآن ومعنى بعد ذلك أيضا الصلاة ومعنى الزكاة كل هذه المعاني هي في واقع الأمر ييؤمر بها الإنسان لأنها محاولة من الإنسان لآن يكون أكثر قدرة بعد هذه الحياة أن يستمر في رقيه وفي معراجه وهذا هو القانون الحقي الذي تكشفه الأديان والذي كان الرسول مثلا وقدوة لنا في إتباعه وهذا هو معنى العبودية لله الحقيقي لأن العبودية لله كما نتعلمها هي الإسلام والتسليم لقانون الحياة وإدراك أن هذا القانون هو السبيل الى الرقي والى الحياة الحقية فالإنسان أراد أو يشاء أن يتخذ الى ربه سبيلا فعليه أن يتبع القانون الإلهي في هذا المجال وفي هذا الدار الذي وضعه وكشفه الدين بالنسبة للإنسان وهنا حين نجد الآيات بتوضح أن مع فعل الإنسان ومع بذل الإنسان من جانبه أو مجاهدته لنفسه وذكره بقلبه وتعرضه لنفحات الله بعبادته إلا أن كل ذلك لا يكون إلا بأن يفهم الإنسان أن القضية هي رحمة من الله وأنه توفيق من الله أن يأخذ بيده ويخرجه من هذا الذي هو فيه وأنها ليست قضية ميكانيكية بأنه يفعل شكل معين أو صورة معينة فيكون بذلك قد حقق الهدف من فعله أو من عبادته زي ما بيتصور البعض ومن هنا بنجد أنه المعنى الذي أشار إليه الحديث أنه(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا(19)( سورة المزمل) ليس القضية قضية قهر يعني قهر على العبادة مثلا تصور القهرعلى العبادة أو القهر على أن يسلك مسلك معين ويتصور الإنسان أنه بيهدي الإنسان الآخر بذلك هذا لا يخلق إنسان صالح في واقع الأمر لأن في هذه الحالة هو بيخلق منافق فإذا كانت العملية هي عملية قوة من الحكومة مثلا أو من أي جماعة لقهر الناس علي أن يسلكوا مسلكا معينا أو أن يلبسوا لباسا معينا أو أن يقوموا في الصلاة بصورة معينة كل هذه المعاني هو يستطيع أن يفعل ذلك إذا أراد ولكن ما قيمة كل ذلك إذا كان الإنسان من داخله رافض لكل هذه الأمور وهو مقهور عليها ما هو تأثير الفعل الإنسان مقهور علي أن يفعل.

0.32

خطبة الجمعه 27-04-2007
السيد علي رافع

إن العلم الذي نطلق عليه علماً مادياً هو تعبير يجانبه الصواب إذا كان مقصودنا أنه فقط لا يتعدى هذه الأرض .. إن الإنسان يوم يبحث ويتعلم قوانين الحياة وأسبابها ، إنه بذلك يذكر الله ، إنه بذلك يدرب وجوده الذي أقامه الله عليه ، إنه بذلك يقترب من الحقيقة ، إنه بذلك يخدم إخوانه في الإنسانية وفي البشرية وهذا أمر مطلوب .. إن عبادة الله ليست في مجرد فرائض تقام بشكل معين وإنما هي في تقدير أسباب الحياة وقوانينها ومعرفتها قبل ذلك .. إن خضوع الإنسان لقوانين الحياة هو الذي يرفعه ، هو الذي يجعله أكثر علماً وأكثر معرفة وأكثر قدرة وأكثر عطاءً ، إن خضوع الإنسان لقوانين الحياة هو ما يقوم به العالِم لأنه علم أن حياته في خضوعه ، أما الذي لا يفكر ولا يعرف شيئاً من هذه القوانين فهو الجاهل الذي يتكبر بل يتصور أنه يُعظِم الله يوم لا يحترم قوانين الحياة فيبحث عن السراب ويبحث عن الوهم ..

0.31

خطبة الجمعه 28-05-1999
السيد علي رافع

هذا هو قانون هذه الأرض، من أسلم له وقامه، كسب ونجى ومن لم يعجبه هذا القانون هلك وخسر، وهذا هو معنى العبودية لله والتسليم لله، أن تكون مؤمنا بقانون الله.. عاملا بقانون الله، فهذا هو دورك في هذه الحياة. ولا تستطيع أن تخرج عن ذلك، لأنك لا تستطيع أن تخلق أرضاً بقانون ترتئيه، وإنما نحن كل وجودنا على هذه الأرض هو أن نعلم القانون.. ونستخدم القانون لخيرنا ونجاتنا.

0.31

حديث الخميس 13-06-2002
السيد علي رافع

يجاهد ليكون في معنى العبودية لله. في معنى الباحث عن الحقيقة. في معنى الراغب في الحقيقة. في معنى الذي يطلب ما هو أحسن وأفضل وأكرم. لا يرضى بما هو أدنى وبما هو أقل. كل هذه المعاني التي يقوم فيها الإنسان هي في واقع الأمر مجاهدة له في طريق الله مجاهدة ليكون في معنى العبودية لله لأن معنى العبودية لله كما نفهمه دائما ونذاكر فيه ونتدارسه ونتدبره هو ألا يكون الإنسان عبدا لأي صورة أو لأي شكل أو لأي مادة أو لأي دنيا وإنما يكون عبدا لله أن يخلُص من تمسك بأي شكل يقيده أو يجعله متثاقلا إلى هذه الأرض إنما هو دائما يبحث عن الأفضل وعن الأقوم وعن الأحسن. ويكون متقبلا لما يحدث له في طريق الحق وفي طريق الحياة وهذا هو الإسلام لقانون الحياة. الذي يمكِّن الإنسان من أن يتغلب على ما يجابهه ويقابله من صعاب في حياته سواء كانت هذه الحياة الحياة الدنيا أو كانت هي حياته الروحية على هذه الأرض فهو يستعين بقوة من الله وبعون من الله حتى يتغلب على أي صعاب تقابله على هذه الأرض وهذا أيضا هو معنى الجهاد في سبيل الله. لأن الإنسان في هذا المعنى يجاهد بكل ما يستطيع حتى لا تتملكه هذه الدنيا ولا يصبح عبدا لها.

0.31

حديث الخميس 27-04-2000
السيد علي رافع

من هنا يجب أن يكون ذلك واضحا في الأذهان.. بحيث يكون الدين هو حياة ومعايشة ومحاولة وحب فيما نقوم به.. لأن ذلك هو إعداد للإنسان في المقام الأول.. وهذا هو قانون الحياة الذي نتعلمه وندرك تماما أن هذا هو ببساطة معنى الإسلام.. الخضوع للقانون.. الخضوع للقانون هو منتهى البحث عن المعرفة والعلم والتعلم وإدراك القانون حتى نستطيع أن نسلم له.. فليس الإسلام التسليم للقانون والجهل به.. ولكن التسليم للقانون هو إدراكه وهو معرفته والبحث فيه حتى نستطيع أن نكون مسلِّمين له حقا.. كما يبحث العالم عن أسباب الحياة وعن مسببات الأمور ليستطيع أن يتعامل معها.. فهذا هو الدين في جوهره.. "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا" وكما نشرح هذا دائما ونتأمل فيه.. يتفكرون في خلق السموات والأرض.. أن يتعلموا ويبحثوا ويطورا ويدركوا ويتعلموا دائما ما في الحياة من أسرار.. لا فقط أن ينظروا متعجبين أو مندهشين.. وإنما يبحثون في كل صغيرة وكبيرة.. هذا هم الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض..

0.31

حديث الخميس 30-11-2017
السيد علي رافع

والرّمز هنا الذي نستخدمه، هو في اسم الأب وفي اسم الأم. فعبد الله، هو الإنسان الذي يبحث دائماً عن الحقيقة في هذا الكون، ويحاول أن يتعلّم مما هو ظاهرٌ له، وهذا ما نتحدّث فيه كثيراً، من أنّ العبوديّة لله تعني تقدير قانون الله وأسباب الحياة، سواء كانت هذه القوانين قوانين ظاهرة لنا في هذا الوجود، أو قوانين غير ظاهرة لنا، وإنّما نؤمن بها تجريداً.

0.3

خطبة الجمعه 25-07-2003
السيد علي رافع

إن حديثنا هو تأملات في ديننا. فيما أمر به ديننا وفيما كشف عنه من أسرار الحياة. من أسرار وجود الإنسان على هذه الأرض. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)(سورة الذاريات) . (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) . فعلاقة الإنسان مع الله هي علاقة عبودية. والعبودية مستويات فالإنسان بتكوينه وبخلقته على هذه الأرض هو عبد لله لا يستطيع أن يخرج عن قانون الحياة فالله تجلى على الناس بقانونه (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ(33)(سورة الرحمن) . فوجود الإنسان على هذه الأرض محكوم بقانونها. مهما تكلم الإنسان ومهما فكر ومهما قال ومهما رفض ومهما عاند فهو لا يملك لحظة يعيشها أكثر من عمره. لا يملك أن يأمر جوارحه في وظائفها أن تتوقف أو أن تغير عملها إنه بوجوده المادي الذاتي الجسدي في معنى من معاني العبودية لله فإذا ارتقى الإنسان مرحلة وبدأ يفكر بعقله وجد إنه ليعيش على هذه الأرض عليه أن يتعلم قوانينها فكان العلم وكانت الملاحظة وكانت التجربة وكان الاستنتاج. علمه أنه عليه أن يتعلم هو في حد ذاته نوع من العبودية لله لأنه أدرك أنه لا يستطيع أن يخلق قانوناً أو أن يخلق سبباً وإنما عليه أن يتعلم كيف تتفاعل الطبيعة وكيف تتحرك وكيف تتفاعل مكوناتها وكيف يؤثر بعضها على بعض وكيف تتحول الطاقة من صورة إلى صورة وكيف تتفاعل المواد تجاه مواد أخرى اخترع أدوات ليصف بها ما يحدث في الكون فأوجد الرياضيات التي يستطيع بها أن يعبر عن العلاقات وأن يعمل عقله من خلالها ليصل إلى النتائج إنه في ذلك في معنى من معاني العبودية لله لأنه قدر العلم وقدر أسباب الحياة وعرف أنه لا يستطيع أن يخرج عن هذه القوانين بل عليه أن يتعلمها.

0.3

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 15-01-2003
السيد علي رافع

حتى في حياته على هذه الأرض ومعيشته وكل شيء. وكذلك الإنسان الذي يُعمل القانون الغيبي. أو يكون فيه علاقة. هو دائما بيجاهد نفسه كبشر وكذات بشرية ويتجه الى الغيب بصورة جدية ولكن لا يستقيم في حياته الأرضية من ناحية ما هو مخلف فيه بتركه لتخليف الله له على هذه الأرض فهو هنا أيضا بيفقد جانب يُكسبه في الله ويجعله أكثر إستقامة في علاقته في الله. هنا التزواج أو الترابط أو الإرتباط بين أن يكون الإنسان كوجود كله خاضع لقانون الله ومسلم لقانون الله هو الذي يجعله حقا في معنى العبودية لله. ممكن أن يحقق نجاحات جزئية في أي إتجاه ولكن كمعنى عام وكمعنى إنساني وكمعنى حقي وكمعنى عبودية لله لا يمكن أن يحقق معنى الإستمرارية الحقية إلا بإن هو يكون خاضع في جميع الإتجاهات بقانون الله. من هنا كان الإسلام وهو يدعو الإنسان بهذا المعنى بيعلمه ذلك نجد في كثير من الأحاديث وفي كثير من الآيات إشارة الى هذا المعنى (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) مثلا. أو يتكلم عن(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (20) (سورة العنكبوت) أو (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ (191) (سورة آل عمران) دايما نقول يتفكرون في خلق السماوات والأرض مش فقط في الإعجاب والإحساس بعظمة الله ولكن بالبحث ومعرفة القوانين والأسباب وأسرار الحياة التي يستطيعون أن يعرفوها من خلال بحثهم ومن خلال إجتهادهم في هذه الأرض.

0.3

خطبة الجمعه 10-01-2003
السيد علي رافع

من يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ولينصرن الله من ينصره.. آيات حقية وقوانين إلهية.. ولكن البعض يقصر معناها في صور وأشكال مادية وهي في واقع الأمر أكثر من ذلك بكثير.. إنها حياة الإنسان وسلوك الإنسان ومعاملات الإنسان وأفكار الإنسان ونية الإنسان وعمل الإنسان.. إنها كل شيء في حياة الإنسان.. إن الناس يتصورون أنه من السهل أن يكون الإنسان في هذا المعنى.. إن هذا المعنى هو سلوك مستمر وجهاد متصل حتى يقوم الإنسان حقاً في معنى نصر الله في وجوده.. وفي معنى أن يكون متقياً الله حقاً.. إن الطريق المستقيم هو أن تكون محاولاً أن تقوم في هذا المعنى في كل حياتك.. يوماً بعد يوم.. تأمل في يوم أن يكون أفضل من الأمس.. في تقواك لله وفي نصرك لله.. بتعاملك مع الله وباحتسابك عند الله عند الله وبرؤيتك في كل ما تفعل وفي كل ما تقوم.. محاولتك هذه هي خطوة لك على الطريق وتجعلك قائماً في هذا المعنى وأهلاً له ولكنك ستظل دائماً باحثاً عن الأفضل والأقوم.. أن تكون أكثرة تقوى وأن تكون أكثر نصراً لله في وجودك.. لا أن تتوقف عن هذا المعنى وطلبه..

0.3

حديث الخميس 18-12-2003
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من ذكرنا وإجتماعنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا حتى نكون أكثر تعرضا لنفحات الله ورحماته وحتى نستطيع أن نغير ما بأنفسنا فما يميز الإنسان عن باقي الكائنات هي قدرته على التغيير وعلى أن يكون أكثر رقيا وأكثر علما وأكثر معرفة وأكثر إدراكا هذا ما يجعل الإنسان في مكانة عالية في هذا الكون أو في هذا الكوكب علي الأقل كما نعرفه وكما نشهده الإنسان له رسالة بوجوده في هذا الكون (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)(سورة الذاريات) (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(39)(سورة طه) من هنا كانت رسالة الإنسان الأساسية هي معنى العبودية لله. بعض الناس يرى في معنى العبودية لله أنها في تصوره الطاعة المطلقة لما أُمر به فيما جاءت به الرسالات أو فيما جاءت به رسالة الإسلام دون تفكير ودون إدراك وأن هذا هو معنى العبودية الحقيقي أنك لا تفكر وإنما تفعل ما أُمرت به ولا تسأل عن أي شيء فإنما تقوم في هذا الذي أمرت به دون أي تردد ودون أي تساؤل وأنك بذلك تحقق معنى العبودية لله وهو سوف يعطيك الكثير نتيجة هذه العبودية التي قمت فيها وهذه الطاعة التي قمت فيها. هنا طبعا القضية ليست أن هذا يقبله العقل أو لا يقبله العقل وإنما هي كيف أنفذ هذا المطلوب يعني كيف أقوم بصدق حتى إذا أراد أن أكون في طاعة بلا تفكير هنا فيه تعارض في واقع الأمر في هذه الجزئية. هل نحن نسلّم من البداية أن قانون الحياة هو الأمر الحاكم لأي قضية على هذه الأرض يعني لا نستطيع أن ندحل من مدخل أن قانون واقع وفعال ونقول أنه ممكن أو غير ممكن أو أنه يقبله العقل أو لايقبله العقل يعني هذا ليس وارد.

0.3

خطبة الجمعه 18-12-1998
السيد علي رافع

وما جاءت جميع الأديان، إلا لتكشف للإنسان عن هذا المنهج، فجميع الأديان خاطبت الإنسان، وقالت له في نفسه قولا بليغا، "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه، والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحدٍ من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"، لا نفرِّق بين أحد من رسله، لأن جميع الرسل جاءوا لهدف واحد، وهو أن يُعلِّموا الإنسان كيف يكون عبدا لله، كيف يكون مسلما حقا، فالإسلام هو العبودية لله، "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما"، فالإسلام أن تُسلِم لقانون الحياة، وأن تعرف قانون الحياة، وأن تتعامل على أساس قانون الحياة، وهذا هو عين معنى العبودية لله، فإذا كانت العبودية هي معنى من معاني الخضوع، فلا يكون خضوعك إلا لقانون الله، ولإن خضوعك لقانون الله هو كسبك للحياة، فحين ننظر في أرضنا، نجد ان الذين يخضعون لقانون الحياة، هم العالِمون العارِفون، الذي علِموا هذا القانون، حتى في أمورنا المادية وفي حياتنا الأرضية، الذي يعرفون قانون الأرض، يعرفون أسرار العلم، يعرفون كيف تتفاعل الأشياء مع بعضها البعض، وكيف تتفاعل المواد مع بعضها البعض، وكيف تتحرك الأجرام وكيف تتفاعل الجزئيات، وكيف تكون العلاقات، كيف تكون الحركة، وكيف يكون السكون، كيف يتفاعل الناس مع بعضهم، ما هي نفسية الإنسان، ما هو تشريح الإنسان، كيف تعمل أعضاؤه، كيف تعمل الكائنات كلها، ما هو الغرض منها، ما يمكن أن تُقدِّمه، ما يمكن أن تكون ضارة فيه، إنها جميع العلوم، في جميع المجالات، في المعرفة العلمية، في العلوم الإقتصادية والإجتماعية، في العلوم السياسية، في العلوم الرياضية والفيزيقية، في علوم الطب، في علوم الأحياء، في كل العلوم، في جميع صنوفها ودروبها ومجالاتها وفروعها إنها أسباب الحياة إنها قوانين الحياة الأرضية، التي يعرفها.

0.3

حديث الخميس 28-01-2016
السيد علي رافع

ونحن في كل صلاةٍ نقرأ الفاتحة، التي تُعلمنا أساسيات حياتنا وتشرح لنا كيف نعيش على هذه الأرض، مدركين أن الله "...رَبِّ الْعَالَمِينَ"[الفاتحة 2]، وأن كل من على هذه الأرض هو خلق الله، الله بِخَلقه رحيم، "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"[مريم 93]. فكل كائنات هذه الأرض هي في معنى العبودية لله، لأنها تخضع للقانون، وهذا هو في واقع الأمر، هو المعنى الذي نتأمله دائماً في معنى العبادة.

0.3

خطبة الجمعه 23-01-2009
السيد علي رافع

فكما نذاكر دائماً أن العبودية لله ، هي الطريق الوحيد لأن يكسب الإنسان حياته ، لأن العبودية لله هي في أن تمارس قانون الحياة ، ولا تخرج عن هذا القانون ، لأنك تعلم أنك لا يمكنك أن تكسب إلا من خلاله ، لا يمكنك أن تنجح إلا من خلاله . وهذا ظاهرٌ للعيان في كل حياتنا المادية ، نجاحك في أمرٍ ما ، هو أن تعرف قانونها ، علومها ، أسبابها ، لا أن تختلق أنت قوانين أو أن تتصور أسباباً ، فهذا لن يفيد شيء ، ولكن الفائدة كل الفائدة ، هي في أن تعرف علماً ، تعرف قانوناً ، تعرف أسباباً محكمةً لا تتغير ولا تتبدل .

0.3

حديث الخميس 23-12-2004
السيد علي رافع

أنت لك مطلق الحرية أن ترفض أن تستخدم التعاليم التي جاءت ولكن هذه التعاليم ليست أمر فوقي وإنما هي كشف عن قانون هذه الحياة وهذا الكون إن تقبلها أو ترفضها هذا شأنك لأن الله بمطلق إرادته أو بمطلق مشيئته جعل لك إرادة ومشيئة حرة وهذه هي عظمة الخالق أنه جعل في الإنسان هذه الإرادة وهذه المشيئة وهو كيفما يكون وكيفما يختار سيكون وهذه قضيته وهذا لا يعني خروجه عن قانون الحياة من هنا كان الإنسان في منتهى الحرية وفي منتهى العبودية في نفس الوقت لا يستطيع أن يخرج من قانون هذا الوجود. وهذا معنى من معاني العبودية التي عليه أن يدركهه وفي نفس الوقت هو له مطلق الحرية أن يختار القانون الذي يريد أن يتعامل به. هل يريد أن يتعامل بقانون الحياة والبقاء أو أنه يريد أن يتعامل بقانون الفناء والموت الأبدي هذه هي قضيته وهذا هو إختياره.

0.3

حديث الخميس 11-11-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء و إنارة عقولنا وتقوية عزائمنا حتى نكون عبادا له خالصين أدركنا معنى حياتنا ومعنى وجودنا وآمنا حقا بقانون الحياة وبالهدف من خلقنا ومن وجودنا على هذه الأرض. فالإنسان في حاجة دائمة الى من يذكره بهذه الحقيقة. حقيقة وجوده حقيقة خلقه. والحق يخاطبنا ويرشدنا في آياته الى هذا المعنى {(56) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(سورة الذاريات) } وكل التعاليم والإرشادات وما أمرنا به وما نهينا عنه هو لنحيا ولنكون أحياء {(24) اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (سورة الأنفال )} فنحن في كل صلاة ونحن نقرأ الفاتحة ندعو الله {(4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) (سورة الفاتحة)} فهنا العبادة هي الخضوع لقانون الحياة والتسليم لهذا القانون وممارسة هذا القانون والعمل بهذا القانون والعلم أولا بهذا القانون. والصلاة هي في حركتها تعبير عن الخضوع لقانون الله. فالإنسان وهو يركع وهو يسجد إنما يعبر عن خضوعه لهذا القانون وعن أن حياته ونجاته هي في أن يتبع المنهج الذي أوجد الله على هذه الأرض. وأن لا طريق له ولا نجاة له إلا من خلال إتباعه لهذا المنهج. لذلك فبعد هذا الإدراك يطلب الإنسان العون وهنا قرن العبادة وإياك نعبد وإياك نستعين لأن الإنسان وهو يدرك هذا تماما يدرك أيضا أنه لا يستطيع أن يقوم في هذا الحال إلا بعون من الله وإلا بقوة من الله.

0.29

حديث الخميس 31-03-2016
السيد علي رافع

فنحن ندرك إن احنا خاضعين لقانون الحياة، "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"؛ لإنه أنك لا تستطيع أن تغير قوانين هذه الحياة، القوانين الطبيعية، القوانين البيولوجية، القوانين الكيميائية، كل ما هو موجود في الطبيعة، في البيئة، في الأفلاك السماوية، في المجرات، في كل هذه الأمور ـ أنت لا تستطيع أن تغيره ولكن أنت تستطيع أن تتعامل معه.

0.29

خطبة الجمعه 09-11-2007
السيد علي رافع

في الخضوع لهذا القانون وفي تعلمه ، سر التغيير الذي يحدث على هذه الأرض . فالذين يغيرون على هذه الأرض هم الذين يتعلمون هذا القانون ، هم الذين يقدمون كل ما هو جديد في كل علمٍ لخير البشرية ، هم الذين يبحثون في هذا القانون ، وهذا هو معنى الخضوع للقانون ، والخضوع هو إدراكٌ لمعنى وجودك على هذه الأرض ولمعنى القيود التي تخضع لها ، وهذا هو معنى الحياة الذي تعيشه ، نجاتك وكسبك وتغييرك هو في فهم هذه القيود التي تخضع لها ، لا في تمردك عليها أو في رفضك لها ، بل إنك إذا رفضت فلن تستطيع أن تصل إلى ما ينفعك وما ينفع غيرك ، هذا واقعٌ ، والحق يوضح لنا ذلك ، ولا يضع لنا سقفاً لتطلعاتنا ولمعارفنا ، وإنما يقول لنا ابحثوا وتأملوا وتدبروا وابحثوا فيما هو متاح لكم ، ففيه الكثير الذي يُمَكِّنكم أن تفعلوا كل ما تريدون وكل ما تطلبون وكل ما ترون أنه الحق .

0.29

حديث الخميس 15-04-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا وأن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه ومن الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. وأن نكون من الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. فهذا أملنا وهذا رجاؤنا فالإنسان في هذه الأرض هو في جهاد مستمر وفي تعامل مع الله متصل إذا أراد أن يتحول هذا الإتصال وهذا الجهاد الى كسب له في الله هو يستطيع ذلك وإذا فرط فيه فهو أيضا يستطيع ذلك وهذا هو معنى إرادة الإنسان أو إختيار الإنسان في وجوده على هذه الأرض. فالإنسان بوجوده هو في معنى العبودية حكما (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) فحكم الله وقانون الله يسري على كل إنسان على هذه الأرض. ومن هذا المنطلق فهو في معنى العبودية سواء أراد أم لم يرد. إنما العبودية درجات ومستويات. إذا أراد الإنسان أن يكون في معنى العبودية بإرادته بإختياره فإنه سوف يتعامل بصورة مختلفة عن الإنسان الذي لا يرى ذلك أو لا يدرك ذلك في حياته وفي سلوكه وفي معاملاته. من هنا كان كل حال يقوم فيه الإنسان يتناسب مع ما سيكسبه الإنسان من هذا الحال. وهذا مفهومنا في معنى الجهاد. فالجهاد دائما هو معنى السعي والكد والعمل المستمر من أجل معنى أفضل ومن أجل قيام أكثر رقيا فالجهاد في سبيل الله هو معنى قبل أن يكون شكل.

0.29

حديث الخميس 14-10-2004
السيد علي رافع

وهذا هو فهمنا وتأملنا في كل العبادات في واقع الأمر فكثيرا ما نتكلم في أن جميع العبادات هي رسائل من الله لنا وهي تعبر عن قانون من قوانينه التي إن سلكناها بصدق وإتبعناها بإدراك وعلم سوف تؤتي أثرها فينا وسوف تغيرنا الى ما هو أفضل وأقوم. والصوم كما نتعلمه دائما هو أساسه مجاهدة النفس وهو أن نتعلم أن الإنسان هو معنى قبل أن يكون ذات وهو روح قبل أن يكون جسد وأن عليه أن يقود هذه الذات لا أن تقوده وأن ينطلق فيما هو أفضل لا أن ينغرس ويتدنى الى ما هو أقل وأدنى وأن هذا القانون هو أساسي في أن يرق الإنسان ويشف ويكون وجودا أكثر لطفا وأكثر معنوية وأكثر روحية وأكثر إدراكا وأكثر تعرضا لنفحات الله. كما نتعلم دائما في معنى (كل عمل بن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه) هذا المعنى يثير كثير من التساؤلات في عقل الإنسان يوم يقرأ ويستمع الى هذا الحديث لأن قد يشعر الإنسان بأن هناك إختلاف في الصوم عن باقي العبادات الأخرى. ونحن حين نتكلم عن العبادات نضعها كلها في سلة واحدة من ناحية الهدف منها ومن أنها تعبر عن قانون من قوانين الحياة ومن أنها في النهاية هي لها أثر على الإنسان (من لم تنهه صلاته فلا صلاة له) كل عبادة في واقع الأمر لها أثر على الإنسان وأثرها على الإنسان قد يكون غير مدرك له في هذه الحياة بصورة كاملة ولكن هو سوف يشعر بهذا التأثير إن إستقام فيها واستمر ورغب وحاول وجاهد وأراد أن يقيمها بصدق.

0.29

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.29

حديث الخميس 10-03-2016
السيد علي رافع

فإعمال طاقات الإنسان في هذه الأرض وفهم القانون الذي يعمل من خلاله، هو من معنى العبودية لله كما ندركه، العبودية لله قد يكون لها أبعاد كثيرة ومتشعبة، ولكن هذا المدخل الذي نتحدث به اليوم هو مفهومٌ لنا في معنى العبودية لله.

0.29

حديث الخميس 30-12-1999
السيد علي رافع

وكما نتذاكر دائما في قضايا ديننا وفي كل ما يحيط بنا من أحداث سواء كانت هذه الأحداث في الحاضر أو نتذكرها من الماضي. ففيها رسائل من الحق لنا نذكر أنفسنا بها حتى يستقيم حالنا وحتى نكون أهلا لكسب كرتنا وهذا هو الهدف الذي نسعى إليه ونذكِّر أنفسنا به دائما. ودين الفطرة يحثنا على ذلك ويخاطبنا دائما في كل أمر حتى نكون في هذا المعنى. "ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" "إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا" هنا يصف العلاقة بين العبد وربه. وكما نشرح هذه العلاقة دائما هي علاقة قائمة على قانون الحياة. القانون المُحكم الذي نشهده في كل أمور حياتنا وفي كل علوم المادة التي نشهدها والتي نتعلمها والتي نبحث فيها. كل هذه العلوم قائمة على قانون مُحكم. ومن هنا ندرك أن الإنسان في إطار هذا القانون عليه أن يتعلمها. ومن هنا كانت الأديان أنها تكشف عن هذا القانون بالنسبة للإنسان. معرفة هذا القانون أساس لكل فهم مستقيم في الدين. لا يمكن أن يستقيم مفهوم الإنسان في أي عبادة أوفي أي أمر أُمِر به إلا إذا كان هناك إستقامة في مفهوم هذا القانون. ومن هنا ندرك قيمة البحث في هذا الإتجاه والعلم في هذا الإتجاه مما أُخبرنا به. هذا القانون مصدره الأساسي هو ما جاء في آيات الحق وفي أحاديث الحق وفي كل رسالات الحق بصورها المختلفة.

0.29

حديث الخميس 27-01-2005
السيد علي رافع

وهل المعصية هي في ترك أمر من هذه الأمور دون قصد ودون نية سيئة؟. الصوفية حين أرادوا أن يشحذوا التفكير في هذه القضية قالوا (رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا) فما هي الطاعة وما هي المعصية؟ هنا نقطة أساسية تفرق بين الإنسان الذي يتعامل مع الله بحب ويتعامل مع الله بفهم وبإدراك وبتقدير للمعاني الحقية وبين إنسان يتعامل مع الله على حرف وعلى شكل وعلى تجسيد للقضايا التي أُمر بها أمرنا بأن نكون في صلة مع الله وأمرنا أن نقترب من بيت الله وأمرنا أن نجاهد أنفسنا في الله وأمرنا أن نتعاون على البر والتقوى وأن نتكاتف وأن نساعد من هو أقل أو من هو أدنى أو من هو أضعف كل هذه المعاني هي معاني يجب أن ينفعل بها القلب ويجب أن يرى فيها الإنسان مفهوم عميق يقربه من الله ويجعله في إحساس بما يحصل عليه نتيجة هذا الفعل من علو في الإحساس و من رقي في الإدراك ومن صفاء للقلب وللنفس كل هذه المعاني هي معنى إحياء القلب. إحياء القلب لا يكون فقط بشكل طاعة وإنما يكون بقيام في طاعة وإدراك لهذه الطاعة وإدراك لمعانيها وإدراك لما تحمله للإنسان من رسائل وتفاعل معها إيجاباً كل هذا يؤدي بالإنسان الى أن يحيى قلبه. وكذلك في المعصية هى الإنسان (كل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين) هنا الإنسان الذى يدرك أنه مهما فعل فهو دائما في ذنب (حسنات الأبرار سيئات المقربين) وأنه لا يمن على الله الإسلام والإيمان والطاعة لأن هذا المن هو في حد ذاته أكبر معصية زي ما الصوفية قالوا ( رب معصية أورثت ذلا وإنكسارا خير من طاعة أورثت عزا وإستكبارا) هو إحساس دائم بأن الإنسان دائما مع الله هو في ذنب (لا يغان على قلبي حتى أستغفر في اليوم سبعين مرة أأغيار أغيار يا رسول الله بل هي أغيان أنوار) هنا الإحساس بالذنب والإستغفار عن الذنب هو نوع من أنواع الطاعة في حد ذاته إذا نظرنا له بصورة أخرى.

0.29