إن الذين اتقوا والذين هم محسنون في قيامهم وفي سلوكم لما حولهم يتأملون.. إن الذين اتقوا والذين هم محسنون بالحق يستعينون على ما فيهم من شيطان نفوسهم الذي يجادلهم بما هم فيه مختلفون "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم" "كان لي شيطان ولكن الله أعانني عليه فأسلم فهو لا يأمرني إلا بخير" الذين اتقوا والذين هم محسنون هم المجاهدون الذين جاهدوا أنفسهم ويجاهدوا شيطانهم الذي يظهر لهم بالعلم والمعرفة يجادلهم الله معكم هل هو معكم يا من له تدعون حول ذكره تجتمعون هل أنتم باستقامة قائمون أم غيركم الذين لا يعرفون ما تعرفون والذين لا يذكروا مثل ما تذكرون والذين يأمروا بما به لا تأمرون.

0.62

الله معهم يرشدهم يوفقهم أنتم هنا قائمون أ الله معكم يا أيها المحسنون بأي مقياس تقيسون إنكم كغيركم من الناس تأكلون وتشربون على أرزاقكم تتسارعون فما الفارق بينكم وبين ما الناس فيه قائمون اسلكوا مسلكهم تكسبون الله معهم ليس معكم فكونوا كما هم فيه قائمون هكذا تتحدث نفس الإنسان إلى أعماقه بظاهر حكمة وبلاغة وبإدراك وفهم هذا حديثها للذين اتقوا والذين هم محسنون لا تأمرهم بالخير إلا يوم يعينهم الله عليها بمثالية في رسول الله فيعين الله الذين اتقوا والذين هم محسنون بسره فيهم بقائم الحق لهم بين جوانحهم لا يستجب لنفسه فعنهم علمه وعنده إدراكه وفهمه "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" فيما هم فيه قائمون لا بمقياس دنيا ولا ظاهر نعمة مما فيه الناس يشتهون.

0.4

إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون بما هم فيه يجاهدون بما لوجهه يقصدون متسامين مترفعين عن ظاهر جلبابهم وما هم عليه موجودون. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون الله معيتهم فيما هم فيه قائمون الله مرشدهم في ما هم فيه يسلكون الله هاديهم في ما هم إليه يهتدون.

0.36

إن أوامر الدين قد جاءت لنا لنسلك بقلوبنا وبعقولنا وبذواتنا.. فجاءت الأوامر المنسكية لتجعلنا في مقاومة لنفوسنا.. في مقاومة لرغبات هذه النفس الأمارة بالسوء.. ولكن ليس هذا فقط.. جاءت بذكر القلب.. (إن القلوب لتصدا كما يصدأ الحديد وإن جلاؤها لذكر الله) (إن في الجسد مضغة لو صلحت لصلح البدن كله ألا وهي القلب) فجاء الدين بسلوك للذات وسلوك للقلب.. وسلوك للعقل..

0.3

هل يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون هل يستوي الذين يذكرون والذين لا يذكرون هل يستوي الذين يفكرون والذين لا يفكرون هل يستوي الذين يتأملون والذين لا يتأملون. هل يستوي الذي يقصدون وجه ربهم والذين لا يقصدون هل يستوي الذي يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه والذين لا يدعون(إصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا).

0.27

نسأل الله أن نكون من الأحياء الذين يذكرون ربهم والذين يجتمعون على ذكره والذين يقصدون وجهه والذين يطلبون رحمته والذين يطمعون في كرمه والذين يسألونه بكرة وأصيلا أن يغفر لهم وأن يرحمهم وأن يجعلهم عبادا له صالحين وإخوانا على ذكره مجتمعين ورجالا في طريقه سالكين..

0.27

هل أدركنا هذه المعاني وقدرنا المغفرة وعرفنا إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون إن الله من وراء الكل بإحاطته معكم أينما كنتم أقرب إليكم من حبل الوريد

0.27