خطبة الجمعه 01-04-2005
السيد علي رافع

وكل إنسان له قدرته على التمييز فمن الناس من سيميز بين الحق والباطل بين الرشد والغي ومن الناس من سوف تختلط عليه الأمور. إن قانون الحياة أوجد في الإنسان قدرة تمكنه من التمييز وهذا هو المعنى الذي نتأمله في ( قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ( سورة البقرة ) أن كل إنسان بفطرة الحياة فيه عنده هذه القدرة ولكن هل يستخدم الإنسان هذه القدرة فيه؟ أم أن بينه وبين هذه القدرة حجاب من ظلام نفسه وشهواته وطلباته وعاجل أمره. كل إنسان إذا عكس البصر الى داخله لاستطاع أن يتبين الرشد من الغي الحق من الباطل النور من الظلام العلم من الجهل ولكن هل نرجع الأمور الى قلوبنا والى سر الله فينا والى فطرته التي فطرنا عليها أم أن نفوسنا تحول بيننا وبين قلوبنا نفوسنا المظلمة التي لا ترى الا عاجل امرها الا لحظة وجودها. لذلك يختلط الأمر على الإنسان حين لا تكون هناك صلة بينه وبين داخله وبين قدرته على التمييز (إستفتي قلبك وإن أفتوك وإن افتوك وإن افتوك). إن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يحثنا على ان ننمي ملكة التمييز فينا ولا يكون ذلك إلا بإحياء القلب (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وإن جلاؤها لذكر الله) فما هو الرشد وما هو الغي (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) يكفر بالغي لا يرى الا الله لا يشهد الا الله يكفر بان هذا الطاغوت يملك له امرا في عقيدته وفي مستقبله الروحي {اقضي ما انت قاضي انما تقضي الحياة الدنيا} انما ربه الله معبوده الله إله الله حاكمه الله مرشده الله نور الله يضيء له حياته ويضيء له وجوده (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ ( سورة البقرة )اذا كان عرف كيف يصل به الى ما فيه من بيان ومن تبيان من الرشد من الغي فان النتيجة الطبيعية لذلك (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ ( سورة البقرة ) والطاغوت هنا ليس حاكما ظالما فقط وانما هو كل معبود يراه الانسان في هذه الارض دون الله وغير الله.

0.64

خطبة الجمعه 01-04-2005
السيد علي رافع

ان أي هدف تقصده هو رب لك اذا قصدته لذاته فانك تتخذه ربا من دون الله واذا اتخذته املا في ان تكسب في الله من خلاله فانك اتخذته بالله {ان ربي الله} الله بالنسبة لك هو كل هدف تصبو اليه ومن وراء كل هدف ترجو ان تحققه مقصودك وجه الله وتعاملك مع الله.. إننا نذكّر بذلك دائما بأننا نريد أن يقوم هذا المعنى فينا فلا يقوم هذا المعنى فينا إلا بإرادتنا ليس بإستماعنا لكلمات وإنما نفكر في هذه الكلمات وأن نتعمق في مفهومها.. وأن نبحث كيف نحولها الى ذكر دائم لنا في الله وذكرنا الدائم لها نفكر كيف تتحول الى سلوك نسلكه والى عمل نعمله والى قيام نقومه وهذا ما نذاكر به دائما أن هدفنا أن تكون كل حياتنا لله وكل اعمالنا لله وكل معاملاتنا في الله نشهد حقا ان لا إله الا الله (256) فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا ( سورة البقرة ) إنها الحياة.. العروة الوثقى هي الحياة هي أنه كسب الحياة هي النجاة هي الصلاح هي الاصلاح هي الفوز العظيم..

0.44

خطبة الجمعه 01-04-2005
السيد علي رافع

نسأل الله ان يجعلنا من الذين قد تبين الرشد من الغي لهم وأن نكون دائما في صلة مع قلوبنا وأن نتعلم معنى الدين لنا فالدين هو القانون الذي يحكمنا وإدراكنا لما جاء به نتمكن من أن نكون أحياء. أحياء عند ربنا نرزق. وأهم شيء في ذلك هو أن نُعمل ما أعطانا الله من قدرة على التمييز وأن نجعل هذه القدرة تظهر على سطح وجودنا. فالدنيا وظلامها والنفس وظلامها تحول بين هذه القدرة الموجودة فينا وأن تأخذ قيادنا وان تكون هي التي تقودنا في حياتنا. إن سر الله في الإنسان الذي تجلى في قدرة الإنسان على التفكر والتأمل والتدبر في معنى العقل الذي يستطيع أن يزن الأمور هو البداية التي تمكن الإنسان من أن يدرك ضعفه وأن يدرك ما هو فيه من ظلام وما فيه من افتقار. وهو البداية التي تجعله يصل الى أن لا ملجأ إلا الله ولا مخرج له إلا أن يدعو الله ولا طريق له إلا أن يجاهد نفسه حتى تظهر قدرة التمييز بين الحق والباطل على سطح وجوده وتأخذ القيادة وتقوده إلى بر الأمان وإلى بر النجاة. عباد الله (256) لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( سورة البقرة ) نسأل الله أن نكون ممن يكفرون بالطاغوت ويؤمنون بالله ويستمسكون بالعروة الوثقى لا إنفصام لها.

0.36

خطبة الجمعه 14-07-1972
السيد علي رافع

فهل تأملنا فيها. وهل رضيناها حصنا لنا. وهل صَدقنا مع أنفسنا، ومع وجودنا، أن لا إلى الله إلا الله. هل عرفنا أننا إذا فصلنا بيننا وبين الله لا نستطيع أن نقول لا إله إلا الله، فلا يشهد لا إله إلا الله، إلا الله، شهد الله، أنه لا إله إلا هو، فهل عرفنا من يشهد، هل قدرنا من يشهد، هل عرفنا أننا يوم نقول أننا نشهد، يجب علينا أن نعرف أن ما يشهد ليس إلا سر الله فينا، ليس إلا سر الله في الإنسان، القائم فيه، المحرك له، الذي جعل فيه الحياة، جعل قلبه ينبض بها، وجعل عقله يفكر فيها، وجعل كل جارحة فيه تعمل من أجله، وتعمل من أجل إبقاء سره، هل عرفنا سر الله قائما بين جوانحنا، وقدرناه حق قدره، إن في هذا الدين كله، إن في هذا هو سلوك الإنسان يوم يُريد أن يعرف الله، لا يستطيع أن يعرف الله إلا بفضل من الله، أما إذا قلت أني عارف بالله، غير مدرك أن لا يعرف الله إلا الله، إنك بهذا تكون قد أشركت به، وإنك إذا قلت إني لا أعرف الله فإنك بذلك تكون قد كفرت به، ولكن قُل عرفت الله بفضله وبرحمته بي، وبقيامه قائما عليّ، فبقولك هذا تكون قد تأدبت وأحسن الله أدبك، فتقول، أدبني ربي فأحسن تأديبي، في قيامك، وفي سلوكك، وفي معرفتك، وفي طريقك، فكل شيء يلزمه شيء.

0.32

خطبة الجمعه 05-03-1999
السيد علي رافع

فإن كل آيات الحق. وكلما أُمرنا به في ديننا، لنصبح قادرين أن نرى ما أودع الله فينا، فجهاد النفس وهو الجهاد الأكبر، هو ألا نجعل نفوسنا تحول بيننا وبين ما فينا من حق، إنها نفوس كثيفة مظلمة، ولكنها بالجهاد ترِق وتصبح لطيفة، لا تحول بيننا وبين أن نرى ما في وجودنا من أسرار، "خلقنا الإنسان من صلصال كالفخار" والنفس التي تتجلى في الذات، هي كالصلصال، لا ترى ما في داخله، ولكنه إذا رَقْ وشِفْ وصُهِر، يصبح كالمصباح، "مَثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة"، الزجاجة هنا. هي النفس بعد أن ترِق، حين تعكس البصر الى داخلك ترى نور الله فيك، فلا تحول نفسك بينك وبين نور الله فيك، لذلك نجد كل العبادات هي في واقع الأمر لترِق النفوس، حتى لا تحول بين المرء وقلبه، الذي هو شعلة الله فيه. ونور الله فيه.

0.31

خطبة الجمعه 19-06-1987
السيد علي رافع

إن الواقع هو أن يكون هناك حوار دائما بين الطالبين وبين الراغبين في الإصلاح وفي الصلاح وأن تكون هناك دائما رغبة الإصلاح فلا يتردد من يملك أمرا أن يرجع الى الحق في أي لحظة إذا رأى ذلك فالرجوع دوما الى الحق فضيلة لا يستطيع أن يقوم بها إلا من كان لهذه المعاني أهلا إلا من كان لا يخشى إلا الله ولا يرجو إلا الله ويشهد حقا أن لا إله إلا الله..

0.31

خطبة الجمعه 07-03-2003
السيد علي رافع

كانت الدعوة هي دعوة آدم وإبراهيم وموسى وعيسى وكل الأنبياء شهادة أن لا إله إلا الله ونحن نعيش الآن والأرض تعيش دائماً بل إنها دائما في كل عصر فيها جاهلية إلا من رحم الله تتغير الأوثان والأصنام ولكن يبقى الإنسان في جاهليته ودعوة الإسلام هي دعوة دائمة في كل لحظة يدعو بها داعي الحق اشهدوا أن لا إله إلا الله إن الله غني عن العالمين وأنتم أيها الناس فقراء إلى الله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ(15) (سورة فاطر) إن الله لا يريدكم أن تفعلوا كذا وكذا لذاته وإنما يوم كشف لكم عن أسرار الحياة فإنما يساعدكم لا تعبدوا الأشكال والصور لا تعبدوا مناسك من دون الله أو عبادات من دون الله أو أقوال من دون الله أو أئمة من دون الله أو حكام من دون الله ( وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ (64) (سورة آل عمران) إن فعلتم شيئاً فافعلوه لأنكم رأيتم فيه حكمة أ رادها الله بكم وخيراً أراده الله بكم لا تصلوا لأنكم وجدتم آبائكم علي أمة وأنكم على أثارهم مكتفون ولكن صلوا لأنكم يوم تتفكروا تجدوا أن في الصلاة دعاء تطلبون به قوة تعينكم ورحمة ترفع الظلمات عنكم صلوا بعد أن تكونوا قد شهدتم أن لا إله إلا الله ولا صلاة لكم قبل أن تشهدوا أن لا إله إلا الله ونجد في الأوامر التي يأمر بها أهل العلم وأهل الفقه وإن كانوا قد يكونوا مرددين لها دون وعي وقد يكونوا واعين لها الله أعلم بكل إنسان فإنهم حين يوجهون إنساناً ليس مسلما اسماً ويسألوه هل صليت قبل ذلك يقول صليت وهل شهدت أن لا إله إلا الله يقول لا أذكر يقولون لا صلاة لك إلا بعد أن تكون قد شهدت أن لا إله إلا الله إن أي فعل وأي عبادة لا أثر لها إلا بعد أن يشهد الإنسان أن لا إله إلا الله.

0.29

حديث الخميس 03-09-1998
السيد علي رافع

ولكن بعض الناس لا يستطيعون أن يروا هذا الخير في وجودهم لأن نفوسهم تحول بينهم وبين قلوبهم. فحين يعكس البصر الى داخله لا يجد إلا ظلاما ولا يجد إلا نفسه ولا يجد إلا رغبته وشهوته. ولا يجد إلا منفعته العاجلة التي قد تكون على حساب الآخرين. لا يرى الحق في وجوده إنما تختلط عليه الأمور. بيصبح الحق باطل ويصبح الباطل حق. لأن نفسه قائمة بينه وبين قلبه. فحين تجد مثلا أن الناس في مجتمع قد تعودوا على عادات سيئة في مجتمعاتهم. وأصبحت هذه العادات فيها ظلام وفيها خطأ كبير إلا أنهم بتعودهم عليها أصبحت بالنسبة لهم هي الأمر المعتاد وأصبح الحق أو أصبحت الإستقامة هي أمر غير طبيعي بالنسبة لهم. هذا ليس معناه أنهم في داخلهم وفي أعماقهم لا يعرفون الحق. ولكن أصبح هناك حائل بينهم وبين الحق. هذا الحائل هو نفوسهم وظلامهم.

0.29

خطبة الجمعه 03-09-2004
السيد علي رافع

هو الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنه (64) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا م ُسْلِمُونَ(آلـ عمران). هذه الآية توضح الطريق القويم ، الطريق المستقيم ، توضح الكلمة السواء التي هي الأساس (64) وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن(آلـ عمران) . هذه الآية تحمل الكثير من المعاني لأن الهدف من التواجد على هذه الأرض هو أن نخضع لقانون الحياة، هذا القانون الذي احكمه الله والذي أوجده الله. نخضع لهذا القانون إذا اتفقنا علي ذلك. فهذا معناه ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا . هذا القانون ليس في الأشكال والصور، ليس في مظاهر العبادات (48) ، لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْ هَاجًا (سورة المائد) ، ليس في ترديد الكلمات، فالكلمات تعبر عن معاني ويمكن التعبير عن المعاني بكلمات مختلفة وبصور مختلفة، ليس بالأسماء التى ينتسب إليها الإنسان بمولده أو ببيئته أو بمجتمعه . الخضوع لقانون الله هو إدراك المعانى التى جاءت بها الأديان والتى خاطبتنا جميعاً بها في معنى الصله بالأعلى . في معني مجاهدة النفس . في معني التراحم والتكافل . في معني الإتجاه إلي بيت الله على هذه الأرض بإدراك أن الله موجود أقرب إلينا من حبل الوريد ومعنا أينما كنا ، نتجه إليه بقلوبنا ونتجه إليه على أرضنا هذه المعانى أكبر من الشكل ومن الصورة وليس هناك إنسان يحمل هذه المعانى وإنسان آخر لا يحملها كل إنسان فيه سر الله فيه أمانه الحياة فيه الفطرة والكل يتجه إلى الله ، المالك هو الله والملك هو الله والحاكم هو الله والمصرف هو الله والمعطي هو الله والقابض هو الله ، لا إله إلا الله ، (256) ِ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا (سورة البقرة) لا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ، الدين يحررك من أن تتخذ رباً على هذه الأرض لأن فيك معنى الله وسر الله ونور الله وأنت مسئول ومسئولية الإنسان ذكرت كثيراً في آيات مختلفة (166) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ (سورة البقرة) { يوم يتبرأ الشيطان من الذين إتبعوه } (22) وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ (سورة إبراهيم ) هذه المسئولية هي تعطي الإنسان معني الحرية وتعطي الإنسان معني العبودية لله فلا يجب أن يتأثر الإنسان بأى كلام أو بأي دعوة أو بأي صورة من الصور عليه أن يرجع كل هذه الأمور إلى قلبه وإلي فطرته وإلي ما وهبه الله من قدرة علي التميز .

0.29

خطبة الجمعه 18-06-2004
السيد علي رافع

إسألوا الله كثيرا وادعوه بكرة وأصيلا وأرجعوا الأمور الى الله والى رسوله والى الأصول التي بينكم والى دعائكم والى فطرتكم والى ما تستحسنوه بفطرة الحياة فيكم بقلوبكم النقية بأرواحكم الطاهرة إتجهوا الى الله دائما أن ينقي نفوسكم ويطهر أرواحكم ويحيي قلوبكم وينير عقولكم.. حتى تميزوا بين الخبيث والطيب وبين الشر والحق والخير وبين الباطل والحق وبين الظلام والنور

0.28

خطبة الجمعه 07-03-2003
السيد علي رافع

فالإسلام كان منذ آدم. (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) وسيظل الإسلام قانون الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. والإسلام الذي نشير إليه هنا هو أسلوب الحياة الذي يتفق مع قانون الله الذي أوجد على هذه الأرض. إذا نظرنا إلى ابني آدم نجد أن المثل مضروب لنا في ابن آدم الذي تقبل الله منه كمثل أعلى في السلوك. فلماذا تقبل الله منه لأنه علم سر وجوده وسر قيامه وأن كل ما يفعله هو تعامل مع الله. وأنه ووجوده لله. كله لله. قيامه لله. عرف أن المقصود وجه الله. فكان فعله لذلك وكان تقربه على ذلك وكان سلوكه وهو يحاول ويجاهد أن يقوم في هذا المعنى وضرب الله مثلا لنا في ابن آدم الذي رُفض قربانه. لأنه اعتقد أن الله في حاجة إليه. وأن الله يطلب منه وهو في داخله يرى الدنيا أمامه هدفا يريد أن يصيبه. ولا مانع لأن يصيبه أن يقدم قربانا لله. كما يفعل كثير من الناس إلى اليوم. وأهدافهم مادية. وتقربهم إلى الله من أجل مادي وجودهم لا يستطيعوا أن يفرقوا بين نعمة الله عليهم وبين أن يكونوا في علاقة مع الله صادقة فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ(15)وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ(16)(سورة الفجر) لا يعرف الفرق بين الهدف والوسيلة وإنما يخلط بين الهدف والوسيلة فما يعطي الله الإنسان على الأرض هو وسيلة والهدف هو أن يكون الإنسان عبداً لله ولكن كثيراً من الناس يقلبون الآية فهدفهم الدنيا ووسيلتهم أن يتقربوا إلى الله بظاهر فعلهم وظاهر وجودهم هكذا حال الناس أو أغلب الناس أو كثير من الناس في علاقتهم مع ربهم وما كانت الجاهلية التي عاشها أهل مكة قبل البعثة إلا هذا الحال فهم لا يقدرون الله حق قدره وما كانت عبادتهم للأوثان هي لأنهم يعتقدون أن الأوثان بديلاً عن الله (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (25)(سورة لقمان) ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (3)(سورة الزمر) فلم تكن القضية هي فقط في أنهم يؤدون مناسك جامدة تجاه أصنام صنعوها بيديهم فليس هذا هو كل شيء ولكن أنهم كانوا في عقيدتهم هذه لا يبتغون حقاً وجه الله وإنما كان اعتقادهم أن قربهم من الله هو في أن ينعكس ذلك على حياتهم وعلى دنياهم وعلى ما يصيبون من غنائم وأمور دنياوية ولم تكن أبداً عقيدتهم أن الأوثان بديل عن الله ولكن سلوكهم في تقربهم إلى الله كان لدنيا يصيبوها ولأهداف مادية يحققوها ولسوء سلوك لا تقبله العقول السليمة والفطرة النقية وكانت دعوة الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله أساس العقيدة.

0.27

خطبة الجمعه 03-11-2006
السيد علي رافع

عباد الله : إن ديننا يحدثنا ويرشدنا لما فيه صلاحنا ولما فيه نجاتنا ولما فيه ارتقاؤنا ، فالإنسان هو محور التوجيه الإلهي منذ أن خلق الله آدم ". إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة. " [البقرة 30] فالإنسان وهو خليفة الله على الأرض أعطاه الله الصلاحيات ليتحرك ، ليبدع ، ليغير ، ليطور ، ليكتشف ، ليتعلم " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات 56] إلا ليتعلمون ، إلا ليعملون . هذا هو جوهر الدين الذي يجب على الإنسان أن يتعلمه حتى يكون حقاً في دين ، وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يعبران عن هذا الجوهر ، فشهادة لا إله إلا الله هي تقرير وإقرار وإشهار أن لا سيطرة لأحد على الإنسان ، والله هو الغيب ولا إله إلا هذا الغيب الذي تعالى عن الوصف والرسم ومن ثم لا يصبح للإنسان من وسيلة ومن طريقة لحياته إلا ما هو مشهود له . وشهادة أن محمداً رسول الله هي تعبير عن هذا الواقع . والإقتداء برسول الله هو الإقتداء بمنهجه صلى الله عليه وسلم ، ومنهجه هو العقل ، إعمال العقل وإعمال القلب وإعمال الضمير والعمل الصالح " العقل أصل ديني " والمعرفة رأس مالي ، لذلك فإننا حين نتأمل في سيرة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه نجد أنه يوجهنا إلى ذلك " استفتي قلبك وإن أفتوك وإن أفتوك وإن أفتوك " يوجهنا أن نرجع إلى الأصول فنتأمل فيها ونتفكر فيها فإذا لم نجد فعلينا أن نُعمل عقولنا وأن نجتهد حتى نصل إلى الحكم الذي يرضي قلوبنا فكانت شهادة أن محمد رسول الله ، القيام فيها هو إعمال ما أعطانا الله من إمكانات وطاقات بمنتهى الحرية لأن لا سيطرة لأحد على أحد " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّه" [آل عمران 64] ، إن ربي الله ، ديننا وهو يُكبر هذه المعاني فينا " ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان " الإنسان فيه سر كبير ، فيه سر الله ، فيه روح الله ، فيه نور الله .

0.27

خطبة الجمعه 20-10-2006
السيد علي رافع

وهكذا في أحاديث كثيرة يحدثنا ويخبرنا ويعلمنا أن نرجع البصر إلى داخلنا لنحاسب أنفسنا لنعرف أين نحن مما نفعل " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " هذا هو الإقتداء برسول الله صلوات الله وسلامه عليه، هو إقتداءٌ بالمنهج، منهج الأفضل والأحسن والأقوم، منهج الكلمة السواء " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّه" [آل عمران 64] ولا نتخذ الفقهاء أرباباً من دون الله، ولا الحكام أراباً من دون الله، ولا أي إنسان رباً من دون الله، إنما نتخذ الله رباً، أي نتحرر من أي قيدٍ يعيق حركتنا ويعيق قدرتنا على التمييز، هذا هو الإقتداء برسول الله صلوات الله وسلامه عليه، الإقتداء برسول الله صلوات الله وسلامه عليه هو أن نتعلم كيف نشهد أن لا إله إلا الله، كان قيامه شهادة لا إله إلا الله، ولنشهد أن لا إله إلا الله علينا أن نشهد أن محمداً رسول الله . لو تعلمنا هذه المعاني و قمناها، تعلمنا أن ليس هناك أموراً سحريةً يفعلها الإنسان دون وعي ودون فهم فتكسبه حياته، لو تعلمنا أن ليس هناك أموراً كذلك، وأن الأمر إذا لم نقم فيه بفهم وبوعي وبإدراك لا قيمة له، فإن ذلك سوف يغير أموراً كثيرة ، إننا لازلنا نتعامل في أرضنا كما تعامل عبدة الأصنام، إنها الطبيعة البشرية الدائمة التي تريد أن توثن وأن تُصَنم، وأن تتصور أن هناك أشكالاً وهناك صوراً وهناك أماكن وهناك أزماناً هي في حد ذاتها مقدسة تُعبَد لذاتها، أرباباً من دون الله فلو فهمنا أن "وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّه" لانطلقنا بعيدين عن كل هذه الخرافات والسطحيات والشكليات والحرفيات، إلى أن نكون أكثر عملاً وأكثر استقامة وأكثر ذكراً وأكثر فكراً في كل أمور حياتنا .

0.27

حديث الخميس 03-09-1998
السيد علي رافع

ومن هنا كان الدين وكان ما يأمر به هو في واقع الأمر مجاهدة النفس حتى لا تقف حائلا بين الإنسان وفطرته. وهذه أحد أهداف المجاهدة أو الجهاد الأكبر. كما نقول. هو مجاهدة النفس ألا تقف النفس حائلا بين الإنسان وبين قلبه. لذلك نجد الصوفية مثلا في محاربتهم لنفوسهم أنهم كلما رغبت نفوسهم في شيء كلما فعلوا عكسه مثلا كنوع من التدريب لأن النفس يمكن أن تكون رغبتها ليس فيها السوء ولكن يمكن أيضا أن تكون فيها ظلام. لذلك هو كتدريب دائم يجاهد نفسه بألا يستمع إليها. وكما كان يفعل الكثيرون حين يختلط عليهم الأمر بين أمرين وبين إتجاهين وبين فعلين. فكانوا يختاروا الأمر الذي هو أشق على نفوسهم على أساس أنهم بذلك لا يميلوا الى الهوى. الى هوى نفوسهم. يميلون الى ما هو أشق عليهم كمقياس لأنه هو الأكثر حقا. وكمجاهدة للنفس. من هنا الإنسان. الخطورة التي يتعرض لها هي أنه لا يعرف حين يتجه الى داخله وحين يعتقد أن هذا هو الحق. هل هذا هو الحق الذي قُدّر عليه فعلا؟. أم أن نفسه تزين له هذا الفعل. وهذه القضية خطيرة. لذلك حين نجد الآية تقول.

0.27

خطبة الجمعه 05-03-2010
السيد علي رافع

عباد الله :نسأل الله أن نفيق إلى ما فيه خيرنا ، وإلى ما فيه صلاحنا ، وأن نكون في معنى الإنسان الحي ، الصالح ، القادر على التمييز بين الخير والشر ، بين النور والظلام ، بين العلم والجهل .

0.27