إقرأوا كتاب الله.. وتعلموا آيات الله.. إقرأوها قراءة عميقة.. حتى تدركوا ما فيها من معاني ومفاهيم أكبر من الصور والأشكال.. إن هذا الإدراك العميق هو الذي يحييكم ويخرجكم من الظلمات الى النور ويجعلكم عبادا لله صالحين.. يعلمكم كيف تتعاملون وكيف تسلكون وماذا تقصدون وما هو هدفكم الذي إليه تهدفون.. فتكون لكم رسالة لها تؤدون.. ويكون لحياتكم معنى فيه تقومون.. وتكونوا كل لحظة من لحظات حياتكم هي كسب لكم في الله وتعامل مع الله.. يكشف لكم كل يوم ما أنتم عليه.. إن وجدتم أنفسكم في ظلام فاسألوا الله عونا أكثر.. وإذا وجدتم في أنفسكم نقطة مضيئة فاحمدوا الله أكثر.. لا يغركم ما فيكم من نور ولا ييئسكم ما فيكم من ظلام.. تخشون الله "إنما يخشى الله من عباده العلماء".. "وأنا أقربكم من الله وأخوفكم منه".. هذا حالكم إذا وجدتم فيكم نورا.. ولا تيأسوا من رحمة الله ولا تقنطوا من مغفرة الله.. "يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا.. "لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"..

0.48

إن في دينكم ما يرشدكم ويعلمكم ويكشف لكم عن أسرار الحياة بكم وعن أسرار الحياة في قادم وجودكم يعلمكم كيف تكونوا في طريق الله كيف تكونوا أحياءا دائما في حياتكم هذه وما بعدها (لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون).. يعلمكم كيف تكونوا في سبيل الله وفي طريق الله كيف تكون حياتكم كلها لله كيف يكون وجودكم كله لله كيف يكون قيامكم في طريق الله دين الحق يعلمكم عن دنياكم وأخراكم وعن حاضركم وقادمكم يعلمكم كيف في هذه الأرض وعليها تسيرون وكيف منها تنطلقون.. كيف عليها تعملون.. وكيف فيها تخرجون يعلمكم كيف تتعاملون وكيف تتعددون.. يعلمكم أن في أنفسكم أفلا تبصرون ومعكم أينما كنتم ألا تشعرون وأقرب إليكم من حبل الوريد ألا تسألون..

0.44

إن كتاب الله لكم يعلمكم كل ذلك.. يعلمكم كيف لغيب وجودكم تعرِّضون.. وكيف معه تتصلون.. وكيف له تسمعون.. يعلمكم ذلك من خلال ما شَرع لكم.. من مناسك بها تتعبدون.. كما يعلمكم ماذا تقصدون.. والهدف الذي إليه تهدفون.. يوم يحدثكم عن وجودكم في قادمكم وما إليه تصيرون وما عليه ستصبحون.. ويضرب لكم مثلا في الشهداء.. "لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".. يعلمكم أن هدفكم أن تكونوا أحياء عند ربكم ترزقون.. "خلقتك لنفسي ولتصنع على عيني" "ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" وبعبوديتهم يحيون وبعبوديتهم يعرجون.. فالزم الطريق الذي به تحيى.. والذي به تكون عبدا لله.. الطريق المستقيم.. الصراط المستقيم.. وسيجيء يوما يُكشف عما في الصدور.. ويظهر المكنون.. فتعِدَّ نفسك لهذا اليوم.. ليظهر جميل منك.. ولتكن لك جماعة.. فيها تجتمع على ذكر الله وتقصد وجه الله.. حتى تكون مع هذه الجماعة.. تتساندون.. وبيد بعضكم البعض تأخذون.. الناجي منكم يأخذ بيد أخيه.. لأنكم متحابون.. أما الذين على الدنيا يجتمعون.. في هذا اليوم سيكون "الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" فلتكن من المتقين.. حتى تكون في جماعة فيها محبة وفيها مساعدة وفيها قوة تعينك وتأخذ بيدك في طريق الحق وطريق الصلاح..

0.41

يا من تقصدون وجه الله.. ويا من ترجون لقاء الله.. ويا من تجتمعون على ذكر الله.. حديث الحق موجه إليكم.. يرشدكم ويوجهكم ويعلمكم.. يعلمكم كيف تكونوا عباداً لله ..كيف تسلكوا طريق الحياة.. كيف تصبحون رجالاً في الله وعباداً لله.. يعلمكم كيف تتعاملون مع الآخرين.. وكيف تتعاملون مع نفوسكم.. وكيف تتعاملون مع إخوانكم (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ (29)( سورة الفتح).

0.41

إن دين الفطرة يعلمنا كيف نكون في دوام ذكر الله يعلمنا كيف نكون قائمين في طريق الله ويعلمنا كيف نتعامل مع الحياة يعلمنا كيف ننفعل بالحياة فنسأل الله ونرجو الله وندعو الله.

0.39

إن دين الفطرة يعلم الإنسان كيف يكون إنسانا حقا يعلم الإنسان كيف يكون عبدا لله حقا يعلم الإنسان كيف يحيي قلبه وكيف ينير عقله وكيف يطهر روحه وكيف يزكي نفسه يعلم الإنسان كيف يكون متخلقا بأخلاق الله وكيف يكون متأسيا برسول الله.. وكيف يكون حديثه كله ذكرا لله وكيف تكون معاملاته جميعها رجاءا ومقصودا لوجه الله كيف يسير على الأرض وهو في سيره يكسب كل يوم جديد ويرقى كل يوم بجديد.

0.39

عباد الله: تعلموا كيف تقرأوا آيات الله، وكيف تتجهوا بالدعاء إلى الله، وكيف تتعلمون من أرضكم، وكيف يلتقي كل ذلك في وجودكم، فتعملوا عملاً صالحاً، يُخرِجكم من الظلمات إلى النور.

0.37

تدبروا آيات الله.. واستمعوا الى حديث الله.. واقرأوا كتاب الحياة بقلوب طاهرة وبعقول متفتحة.. لتعرفوا طريقكم وهدفكم.. لتعرفوا كيف تعيشون.. وكيف تسلكون.. وكيف تتعاملون.. وكيف عند الله تحتسبون.. ولوجه الله تقصدون.. كيف تعرجون.. وكيف ترتقون.. كيف تكونوا عبادا لله صالحين.. كيف تكونوا أحياء عند ربكم ترزقون..

0.36

الدين هو خير الناس الدين هو حياة الناس الدين هو أن يكون الناس أناسا حقا ليكونوا أحياءا يكونوا أفضل.. دين الإسلام جاء ليعلم ذلك يعلم الحياة يعلم قوانين الحياة يعلم كيف يفكر الإنسان ويتأمل كيف تكون علاقته بالغيب وكيف تكون علاقته بالشهادة كيف تكون صلته بأعلاه وكيف يكون قيامه بمعناه وكيف يكون عطاؤه فيما أعطاه الله وكيف تكون وجهته وقبلته في هذه الأرض وعلى هذه الحياة..

0.36

إن دين الفطرة دين الحق ودين الحياة يعلمنا.. يعلمنا كيف نكون أحياء كيف نكون عبادا لله خالصين.. يعلمنا قانون الحياة يعلمنا طريق الحياة يعلمنا كسب الحياة.

0.36

يا من ترجون لقاء الله.. ويا من تقصدون وجه الله.. ويا من تجتمعون على ذكر الله.. حديث الحق لكم.. يرشدكم ويوجهكم ويفتح الأبواب أمامكم ويمهد الطريق لكم.. يقول لكم في أنفسكم قولا بليغا.. يعلمكم كيف تعمِلون ما أعطاكم لتكسبوا حياتكم.. كيف تعرضون وجودكم لنفحات الله.. كيف بعقولكم تتأملون وتتدبرون.. كيف بعقولكم تذكرون.. كيف بقلوبكم تذكرون..

0.35

يا من ترجون لقاء الله.. ويا من تقصدون وجه الله.. ويا من تجتمعون على ذكر الله.. حديث الحق لكم.. يخاطبكم.. ويقول لكم في أنفسكم قولا بليغا.. يعلِّمكم.. كيف تَحيون.. وكيف تتواصلون.. وكيف تعرجون.. يعلِّمكم.. أن قضيتكم.. هي أن تكونوا عبادا لله.. فتكون الأرض.. وسيلةً لكم.. لتحققوا هذا الهدف.. معيشتكم على أرضكم.. هي لإصلاحكم.. لإصلاح وجودكم.. وما جاءت جميع الأديان.. إلا لتعلِّمكم ذلك.. جاءت تعلمكم.. كيف تكسبون هذه الحياة.. وهذه الكرَّة التى تعيشونها اليوم..

0.35

إن ما يجري من أحداث حولنا يعلمنا الكثير ..يعلمنا كيف أننا يوم نفرط في أمر وجودنا.. كيف يكون حالنا وكيف يكون أمرنا.. يعلمنا أن الإنسان عليه أن يتعلم قانون الله على هذه الأرض عليه أن يتعلم كيف يكون أفضل وكيف يكون أحسن وكيف يكون أقوم.. يعلمنا أن علينا أن نعبد الله في كل أحداث حياتنا وفي كل أمور حياتنا في كل معاملتنا الدين المعاملة.. يعلمنا أن جهاد النفس الأمارة بالسوء هو طريق الفلاح وطريق النجاح فلا نستسلم لأهوائنا لا نتكاسل ولا نتقاعس أن نعمل وأن نتعلم وأن نبحث عن أسباب الحياة حولنا.. يعلمنا أن نجتهد وأن نجاهد حتى نكون أكثر استقامة وأكثر رقياً وأكثر ترفعاً وأكثر تقارباً.. يعلمنا أن الحياة كسب في الله وأن الإنسان الصالح هو من يكسب حياته في الله

0.33

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: هو أن الله قد شرع لنا من المناسك، ما يعلمنا حياتنا، وما يعلمنا سلوكنا على أرضنا. فالحج الحقيقيّ، أن نمارس ما تحمله هذه المناسك من معاني، في حياتنا، وفي طريقنا.

0.33

أما أنت كإنسان فقضيتك هي قضية وجودك ، ابدأ بنفسك ، كيف تكون أداةً صالحة لمجتمعك ولبيئتك ولعالمك ؟ كيف تقدم أحسن ما عندك ؟ كيف تتعامل مع الآخر ؟ كيف تُحسن ؟ كيف تكون من المحسنين ؟ كيف تُسْلِم لقانون الحياة فتكون من المسلمين ؟ كيف تؤمن بما أودع الله في كل إنسانٍ وفيك فتكون من المؤمنين ؟

0.33

إن دين الفطرة يعلمنا كيف نحيا وكيف نظل أحياء كيف نكسب حياتنا وكيف نكسب وجودنا وكيف نكسب قيامنا يعلمنا أن نكون عبادا له صالحين وعبادا في طريقه سالكين يعلمنا أن الحق أحق أن يتبع وأن الطريق هو الجهاد والذكر والتأمل والتفكر والتدبر يعلمنا أن الله بالغ أمره يعلمنا أن نكون صادقين في كل أحوالنا وفي كل أعمالنا وفي كل أقوالنا وأن نتوكل على الله فهو حسبنا وأن نستعين بالله فهو وكيلنا وولينا.. قانون الحياة الذي هو ساري في وجودنا بفطرتنا وبخلقتنا قانون الحياة الذي يعلمنا إياه ديننا ويرشدنا له طريقنا..

0.33

إن ديننا يعلمنا كيف نكون عبادا لله وكيف نكون أحرارا في الله وكيف نكون رجالا في طريق الله كيف نفوز بحياتنا وكيف ننطلق في معراجنا وكيف نكسب معا في وجودنا.

0.33

يا من ترجون لقاء الله ويا من تقصدون وجه الله ويا من تجتمعون على ذكر الله. حديث الحق موجه إليكم لتتعلموه لينير لكم طريقكم وليرشدكم الى ما هو أفضل وأحسن. يعلمكم عن أنفسكم. يعلمكم كيف تتعاملون مع أنفسكم وكيف تتعاملون مع مجتمعكم وكيف تتعاملون مع أرضكم. يعلمكم أن نفوسكم تحتاج لقوة روحية حتى تسلك الطريق القويم وحتى تسير في الطريق المستقيم. وكل العبادات تهدف الى هذا المعنى. كل العبادات تهدف أن تجعلك أهلا لتلقي رحمات السماء. لو نظرنا الى كل عبادة من العبادات لوجدنا أنها تساعد الإنسان على ذلك. إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (45)(سورة العنكبوت) . (من لم تنهه صلاته فلا صلاة له) (لعل صلاته تنهاه يوما) فالصلاة دعاء الى الله أن يمد الإنسان بقوة تساعده على مواصلة الحياة في طاعة في كسب في الله.

0.32

إن دين الفطرة يعلمنا كيف نكون في معنى الإنسان الذي يغير نفسه ويغير ما حوله يعلمنا كيف نكون حقا أدواتا لله وأسبابا من أسباب الحياة يعلمنا كيف يصبح الإنسان في تعامل مع الله ليل نهار يعلمنا كيف يستطيع الإنسان أن يرى طريقه في وسط هذا الظلام كيف يرى نورا يضيء له طريق الحياة.. فالنور موود والطريق موجود ولعى الإنسان أن يلي بصره ليرى طريقه وليرى حياته.

0.32

إذا طلبنا.. إذا دعونا.. إذا طمعنا.. إذا رجونا، فرجاؤنا، وطلبنا وطمعنا، أن نعرف كيف نطلب، وأن نعرف كيف نرجو، وأن نعرف كيف نسلك. فنسأل الله دوما، أن يعلمنا كيف نطلب، وأن يعلمنا كيف نخاطبه، وأن يعلمنا كيف نسلك فيه، وأن يعلمنا كيف نجتهد له، وكيف نخلص له.

0.32

عباد الله.. إن دين الفطرة يعلمنا كيف نكون عبادا لله كيف نكون سالكين في طريق الله كيف نكون مجتمعين على ذكر الله..

0.32

رأى في كل ما أمر الله به أمراً يقربه إلى الله، أمراً يرشده إلى الحياة، أمراً يعلمه كيف يحيا، كيف يخرج من ظلام نفسه إلى نور الله، كيف يعيش بما أودع الله فيه من نوره، كيف يكون أهلاً لهذا النور، "...وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ..."[الأنعام 122]، كيف يكون من الناس الذين يسري نور رسول الله فيهم.

0.31

إن بين أيدينا كتاب الحق وكتاب الحياة يعلمنا عن أنفسنا ويعلمنا عن حياتنا ويعلمنا عن قانون الحياة لنا يعلمنا معنى الإنسان معنى الوجود معنى التواجد على هذه الأرض معنى القيام على هذه الأرض معنى أمانة الحياة وسر الله بالإنسان وكيف أن الإنسان خليفة الله على الأرض.. إن هذه المعاني هي قانون الحياة هي جوهر الحياة هي العلم الذي يجب على كل إنسان أن يتعلمه في أي ملة كان وفي أي حضارة كان ولأي جنس ينتمي دين الحياة قانون الحياة. إن الأديان جميعها هي قانون واحد يعلم الإنسان هذه الحقائق يخبره عن نفسه وعن قديمه وحاضره وقادمه يعلمه كيف يستثمر وجوده وكيف يعمل عطاء الله له..

0.31

إن دين الفطرة يعلم الإنسان كيف يكون إنسانا حقا.. يعلم الإنسان كيف يكون إنسانا أعلى.. يعلم الإنسان كيف يرقى بما أوجد الله فيه من حق ونور ليكون نورا.. وليكون حقا وليكون عبدا لله أكبر وقدر معنى العبودية لله..

0.31

عباد الله: تدبروا آيات الله، واقرأوا رسائل الله لكم، في كل ما يحدث حولكم، تدبروا قانون الله في خلقه، كيف يجتمعون وكيف يتفرقون، كيف يحكمون وكيف يُحكمون، كيف يستكينون وكيف يثورون.

0.3

إن دينكم دين الفطرة ودين الحياة يعلمكم عن أنفسكم وعن وجودكم وعن قيامكم عن قديمكم وحاضركم وقادمكم يعلمكم كيف كنتم وكيف أصبحتم وكيف ستكونون.. يذكركم بمعاني الحياة فيكم وبمعاني الحق لكم يقول لكم في أنفسكم قولا بليغا.

0.3

يا من ترجون لقاء الله ويا من تقصدون وجه الله.. حديثنا إليكم وحديث الحق إليكم يرشدكم ويوجهكم يعلمكم كيف تسلكون طريق الحياة وكيف تتأملون في أحداث الحياة وكيف تأخذون من آيات الله ما ينفعكم ويرفعكم.

0.3

إن على الإنسان أن يعرف كيف يكون في صلة مع داخله ومع حقيقته أن يكون على صلة بما فيه من سر الله وبما فيه من نور الله وبما فيه من نعم الله كيف تكون كل حياته مرتبطة بعلاقة له بالله وفي الله.. فإذا نظر الى أي أمر نظر له من هذه الوجهة نظر له من زاوية كيف يكون مستقيما في طريق الله وهو يقوم بهذا العمل كيف يكون مستقيما إذا طلب وكيف يكون مستقيما إذا رغب وكيف يكون مستقيما إذا سأل وكيف يكون مستقيما إذا إمتنع كيف يكون مستقيما في كل فعل من أفعاله وفي كل أمر من أموره وفي كل حركة من حركاته كيف يتجه حقا الى الله وكيف يتوكل حقا على الله وكيف يقصد حقا وجه الله إنها شاغله الشاغل الذي يشغل تفكيره ويجعله دائما يبحث عن الحق والحقيقة.

0.3

إن دين الفطرة يعلمنا يعلمنا حياتنا ويعلمنا وجودنا يعلمنا كيف نكون أحياءا يعلمنا كيف نكون مستفيدين من وجودنا رابحين حياتنا ناجين ملتحقين بركب الحياة الدائمة.

0.3

إن الإنسان على هذه الأرض عنده فرصة كبيرة لأن يخطو خطوات في طريق الحق وهذا فضل الله على الإنسان أن منحه هذا الوجود وأن حمله أمانة الحياة وجاءت جميع الأديان لتعلم الإنسان كيف يستفيد من وجوده وكيف يرتقي بقيامه وألا يضيع الفرصة التي منحها الله إياها وأن يتعلم كيف يستفيد منها وكيف ينمي قيامه. وهذا هو الدين الذي يعلم الإنسان كيف يرتقي بوجوده الى ما هو أقوم والى ما هو أكرم لذلك فكما أن الدين هو تعامل مع الناس في خارج الحياة أو في ظاهر الحياة فهو تعامل أيضا للإنسان مع داخله كيف ينمي ما فيه من حقيقة وكيف ينمي ما أعطاه الله من قدرات وإمكانات ذلك نجد أن جميع العبادات تحث الإنسان على الإرتقاء لما فيه وتوضح له المنهج والأسلوب الذي عليه أن يتبعه ليرتقي بما فيه من حق فالصلاة صلة بني العبد وربه تربط العبد بربه ليكون هناك مدد مستمر يرفع من معنويات الإنسان ومن قيم الروحية فيه كذلك تحثه أن يتخلق بأخلاق الله وأن يتجرد عن ذاته وأن يعيش بمعنوياته يوم يتخلى عما يربطه بهذه الحياة الدنيا إراديا بقيامه بالصوم فيأخذ قدرا أكبر من الطاقة الروحية والمهنوية تعلمه كذلك أن يتجه الى بيت الله والى القبلة التي إرتضاها الله له تعلمه كيف يتجه وكيف يجعل من حياته كلها حياة في الله وعلاقة في الله مستمرة لا تتذبذب ولا تتردد وكل عمل من أ عماله هو لله وكل حال من أحواله هو في الله وكل حركة من حركاته هي لله وكيف يقوم وهو لا يدرك أن الله جعله خليفة على أرضه وعلى وجوده فيعلم أن كله لله وأن ما يملكه لله وأن الله قد خلفه عليه ليكسب من خلال تخليفه يوم يحسن وليخسر يوم يسيء (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)نبى الله // وعمل وجهاد وذكر وإستقامة ومراقبة للنفس وجهاد لها ليكون الإنسان على الصراط المستقيم في الطريق القويم إلإن الذين ينشغلون بظاهر الحياة دون أن يدركوا أن كل ذلك من أجل الإنسان وهم بذلك يخسرون وجودهم وإن الذين ينشغلون بداخل الإنسان دون أن يعلموا أنهم ممكن أن يكسبوا بتعاملهم مع ظاهر الحياة فهم يخسروا جزءا أراد الله لهم لذلك كان الإسلام أمرا وسطا تعيش فيه بين الظاهر والباطن بين الخارج والداخل تأخذ من خارجك لتضيف الى داخلك وتأخذ من داخلك لتضيف الى خارجك في علاقة تبادلية ترقى بها في الله وتعرج بها في معراج الله.

0.3

إن آيات الحق هي آيات تخاطب القلوب. فيها معاني حقية وفيها أنوار قدسية فيها تطهير للقلوب وإنارة للعقول وتزكية للنفوس إنها طاقة روحية قبل أن تكون كلمات مادية. إن المخاطب في الإنسان هو فطرته التي فطره الله عليها هو المعنى الحقي فيه هو المعنى النوراني فيه هو سر الله فيه. إنه الإنسان بما فيه من معنى الأمانة وبما فيه من معنى الرسالة وبما فيه من معنى النور. إنه الإنسان الحي الذي تجلى الله فيه وظهر الله به (ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)إن الدين هو الطريق الذي يعلم الإنسان كيف يحيا كيف يكون عبدا لله دائما كيف يكون طالبا كيف يكون راغففبا كيف يكون منطلقا كيف يكون متجددا كيف يكون آملا(لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)أما الذين يؤمنون فأملهم في الله كبير أما الذين يؤمنون فطمعهم في الله كبير يريدون أن يكونوا عبادا لله ورجالا في الله يقيمون صلة بربهم طامعين في عطائه وفي رحمته وفي مغفرته وفي نوره وفي سره يعرفون أن كل وجودهم لله وأن كل قيامهم لله يقومون أمرا وسطا يتفكرون ويتدبرون ما هو الأصلح لهم وما هو الأفضل لقيامهم.

0.3

ولكن إذا جئنا على مستوى الإنسان فكل إنسانٍ له رؤيته ، كيف يصلي ، وكيف ينفق ، كيف يتعامل مع الآخرين على هذه الأرض ، كيف يتعامل مع الأحداث عليها ، كيف يفهم علاقته بالله ، كيف يفهم علاقته مع رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كيف يمارس مناسكه ، وكيف ينفق ماله ، وكيف يؤدي عمله ، وكيف يتعامل مع أسرته ومع نفسه ومع الآخرين في مجتمعه ، وكيف يتعامل مع الناس في عقائدهم المختلفة ، وكيف وكيف وكيف وكيف؟ ... كلها تساؤلات ـ لا يحلها ولا يجيب عليها ـ لا تجيب عليها الكلمات ، وإنما هي تفاعلٌ للإنسان مع أحداث الحياة حوله .

0.3

عباد الله: يا من ترجون لقاء الله، ويا من تجتمعون على ذكر الله، ويا من تقصدون وجه الله، حديث الحق لكم يرشدكم ويعلمكم، كيف تكونون عباداً لله، وكيف تكونون في طريق الحياة. يعلمكم كيف أن اجتماعكم على ذكر الله وأن تواصيكم بالحق والصبر بينكم، يساعدكم على أن تخطوا خطواتٍ إلى الأمام، أن تتقدموا يوماً بعد يوم في طريق حياتكم وإحيائكم، إحياء قلوبكم وإنارة عقولكم وتزكية نفوسكم.

0.3

فجاء الدين ليعلم الإنسان كيف يكون حقا وكيف يكون خيرا وكيف يكون نورا وكيف يخرج من هذه الأرض وقد تبدل حاله وتغير قيامه كيف يخرج من هذه الأرض وهو في معنى الإنسان حقا.

0.3

عباد الله: إن أساس التواجد في مجتمعٍ ما، أن يتوافق أفراده على كيفية المعيشة معاً، كيف يقدم كل فردٍ فيهم ما هو أفضل وأحسن، ما هو قادرٌ عليه، ما يُحسِن صنعه، وما يُتقِن فعله. كيف يعيشون عيشةً كريمة، كيف يُعلِّمون الجاهل ويطببون المريض ويُعِينون المحتاج، كيف يكونون كأمة، مثلاً صالحاً، كيف يكونون رسالة خيرٍ لكل الأمم، كيف يُخرِجون أحسن ما فيهم، كيف يتحابون، وكيف يجتمعون على كلمةٍ سواء، لا يسخر بعضٌ من بعضٍ، لا يتنابزون بالألقاب(2).

0.3

لو أننا تأملنا في حياتنا وفي سلوكنا وفي أعمالنا وفي أحوالنا نتفكر فيما نحن عليه نتدبر ما نقوم به في كل لحظة من لحظات حياتنا ووجودنا ما هو هدفنا وما هو مطلوبنا كيف نكسب حياتنا وكيف تكون كل لحظة مكسبا كيف نضيف الى رصيدنا الحق والى قيامنا المعنوي إنه التحدي الذي يعيشه الإنسان على هذه الأرض كيف يكسب هذه الحياة كيف يعيش هذه الحياة.

0.29

يا من ترجون لقاء الله..ويا من تقصدون وجه الله.. ويا من تجتمعون على ذكر الله.. حديث الحق لكم.. وآيات الحق لكم.. وكتاب الله لكم.. وحديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه لكم.. تقرأونه.. وتلمسونه.. وتتأملونه.. لتعرفوا أكثر عن وجودكم وعن حياتكم.. عن قديمكم.. وقائمكم.. وقادمكم.. لتعرفوا أكثر.. عن قانون الحياة.. التي تعيشونها.. وكيف تقوموا فيها.. وكيف تكسبوا منها.. كيف تكسبوا كرّتكم وتكونوا من الفالحين..

0.29

ديننا يعلمنا ذلك يعلمنا أن نكون في طريق الله وأن نكون في كسب في الله وأن نكون حياتنا لله ومماتنا في حياة أفضل في طريق الحق والحياة يعلمنا الحياة ويعلمنا كيف نكون أحياءا حقا كيف نكون عبادا لله حقا..

0.29

تأملوا آيات الله لكم واقرأوا كتاب الله بين أيديكم تعلموا كيف تقرأون كيف تتدبرون فكل كلمة في كتاب الله محمّلة بمعان كثيرة وبمعان عميقة على الإنسان أن يستوعبها بقدر ما يستطيع وأن يفتح له قلبه وعقله حتى تسري بنورها فيه وحتى يأخذ منها ما هو أهل له..

0.29

إن دين الفطرة يعلمنا دوما في كل ما شرع لنا يعلمنا حياتنا ويعلمنا سلوكنا ويعلمنا هدفنا ومقصودنا يعلمنا أن نتجه الى بيته الموضوع في صلواتنا يعلمنا أن الإنسان بقيامه وهذا العالم الكبير (وتحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر).

0.29