خطبة الجمعه 01-02-2002
السيد علي رافع

فهي فعل قد لا يضر أحد ولكنه يضر الإنسان نفسه. القضية هي في الذي يدفعه الى هذه المعصية في حاله الداخلي الذي يدفعه في هذا الإتجاه. التغيير هنا هو أن يتغير من داخله لا إنه فعل فعلا وبعد ذلك يريد أن يمسحه بعبادة ما. إن المسح الحقيقي والإستغفار الحقيقي هو في أن يفعل الإنسان فعلا يغيره من داخله يغير ما يحفزه الى هذا الظلام هذا هو التغيير الحقيقي وهذه هي المغفرة الحقيقية. يوم يغفر الله للإنسان هو في أن يعينه ويجعله يتغير من داخله. بهذا التغيير يكون الله قد غفر له. فكل الطاعات هي محاولة للتغير من الداخل وليست لمجرد فعل ظاهري. وهذا مفهوم أساسي إن لم يقم في الإنسان ما صلى وما صام. ولا تكون صلاته إلا مجرد كلمات يتحرك بها لسانه. وحركات يقوم بها جسده. وهذا ما ننبه إليه دائما وهذا ما يوجهنا إليه الدين دائما ولكننا لا نقرأ ولا نسمع. "رب صائم لم يأخذ من صيامه إلا الجوع والعطش وكم من مصل لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا وكم تال للقرآن والقرآن يلعنه" "إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ(27)(سورة المائدة).

0.65

خطبة الجمعه 01-02-2002
السيد علي رافع

إن دين الفطرة يعلمنا أن المقصود هو الإنسان. وأن التغيير هو أن يغير الإنسان ما فيه من ظلام حتى يساعده الله أن يتغير الى أفضل وأفضل وأفضل. فإذا إستطاع أن يبدأ بنفسه فيغير فيها ذرة من ظلام الى إيمان غير الله وجوده كله من تقرب الي باعا تقربت إليه ذراعا ومن جاءني مشيا جئته هرولة ومن ذكرني في ملاء ذكرته في ملء خير من ملئه(فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ(186)(سورة البقرة) "أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16)(سورة ق) ومعكم أينما كنتم" إن الطاعة هي التي تغير الإنسان إذا كانت طاعة حقيقية. فليست الطاعة هي في الفعل الذي يخرج عن الإنسان ولكن في الفاعل الذي هو الإنسان. إن إلى القيام بالصلاة في مظهرها لا يعني شيء ولكن الذي يعنيه هو نية الإنسان في قيامه رغبته في أن يصلي رغبته في أن يطلب صلة رغبته في أن يطلب قوة رغبته في أن يتغير. هذا الحافز الداخلي هو ما عبر عنه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه نية الإنسان خير من عمله. فالنية هي الأساس. النية الحافزة الفاعلة التي تدفع الإنسان الى فعل ما. كذلك السيئة والمعصية فليست القضية في المعصية في حد ذاتها.

0.3

حديث السبت الشهري 13-04-1996
السيد علي رافع

فعملية التنقية الدائمة ده هي الأساس في "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا". والحساب هنا كما نقول هو عملية رجوع إلى الله وعملية استغفار، وعملية الاستغفار قد تكون بداية باللسان، ولكن الاستغفار الحقي هو الفعل الذي يتناسب مع الإنسان من الناحية الحقية، بمعنى إيه.. بمعنى أنا النهارده لو كنت في أمر معين مُخطيء ومذنب، ولا أستطيع أن أخرج من هذا الخطأ أو من هذا الذنب، أنا في هذه الحالة يبقى معرفشت استغفر، لأن الاستغفار هو خروجي من هذا الفعل فعلاً، ده هو المعنى الحقيقي للاستغفار، فالاستغفار هو القيام بالفعل المناسب والخروج من الظلمة إلى ناحية حقية نورانية.

0.29

خطبة الجمعه 17-03-2017
السيد علي رافع

وهذا هو المطلوب من الإنسان، أن يأخذ أيّ أمرٍ ليفكّر كيف يُفعِّله في داخله، ومن ثمّ يصبح الإنسان مغيّراً لنفسه، وهذا معنى "...إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..."[الرعد 11]. إنّنا نأخذ التّغيير في بعض الأحيان على أنّك تفعل كذا وكذا فلا تفعل كذا كذا، هذا ظاهر أمر يمكن أن يُفهم، ولكن التّغيير الحقيقيّ هو في تقبّل المعاني وتفعيلها في داخلك بالتّفكر والتّأمّل فيها، لتصبح جزءاً من وجودك فتغيّرك تغييراً كاملاً.

0.27

خطبة الجمعه 26-02-2016
السيد علي رافع

"...إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..."[الرعد 11]، فالفعل نابعٌ من الإنسان، والبدء بادئٌ من الإنسان، وكل إنسانٍ يولد على الفطرة، والفطرة هي قانون الحياة الموجود في كل إنسان. لذلك، فإن وجَد الإنسان تعارضاً بين ما جاء في آيات الله وبين ما فيه من فطرةٍ، فإنه عليه أن يراجع نفسه في إدراكه للأمر، وهذه هي الطاعة الحقيقية.

0.27