خطبة الجمعه 27-06-2003
السيد علي رافع

إنا نتذاكر هنا بالأهداف الحقيقية لوجود الإنسان كما نفهمها وكما نتأملها ونتدبرها في آيات الله وفي سنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.. لأن البعد عن الهدف وعدم إدراكه يجعل الإنسان ينحرف بفعله عن الجادة فيكون تطبيقه لما أُمر به ونهي عنه تطبيقا تلقائيا دون أن يحقق الهدف منه.. وهذا ما نفتقده في مجتمعنا يوم تحول الدين الى التكلم والحديث عن تفصيلات الأمر والنهي دون التطرق الى الهدف من ما أُمرنا به ونهينا عنه في اطار تكامل.. (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا(28)( سورة النساء) وضعفه فيما فيه من ظلم وظلام لذلك أُمرنا أن نبشر ولا ننفر أن نييسر ولا نعسر لأن النفس البشرية في ظلماتها تحاول أن تبعد الإنسان عن طريق الحق والصلاح.. فإذا يئست وظنت أن لا صلاح لها سارت في طريق الفساد والظلام وتغلبت على ما فيها من نور كامن بيأسها وضعفها.. (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ (24)( سورة الاسراء) فكانت التوبة وكانت المغفرة وكانت الدعوة الى الطمع في رحمة الله وفي توفيق الله وفي نور الله.. (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا (53)(سورة الزمر)

0.59