خطبة الجمعه 11-04-2008
السيد علي رافع

لم يجدوا إجاباتٍ على تساؤلاتهم إلا في هذا الذكر " يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ " إنه تعبيرٌ عن ذكر الله في كل أحوالهم ، في معاملاتهم ، في عملهم ، في نومهم ويقظتهم ، في حديثهم وسكونهم ، في ركوعهم و سجودهم ، في كل حالٍ من أحوال حياتهم ، إنهم يوم قاموا في ذلك أصبحوا قادرين أن يتفكروا في خلق السماوات والأرض. وكما نذاكر دائماً فإن التفكر في خلق السماوات والأرض هو كل تفكرٍ على هذه الأرض ، في أي علمٍ من علومها ، وفي أي سببٍ من أسباب الحياة عليها ، في وجودك ، وفي وجود الكائنات حولك ، في السماء ومجراتها ، في النجوم ومداراتها ، في الكواكب وسريانها ، في الأقمار وسطوعها ، في النبات وفي الحيوان وفي الجماد ، وفي كل شيءٍ وكل كائنٍ يدب على هذه الأرض ، في الفيضانات و في الأعاصير وفي البراكين ، وفي كل مصدرٍ من مصادر الحياة على هذه الأرض بخيره وشره.

0.79

خطبة الجمعه 20-06-2003
السيد علي رافع

وفي معنى السماء التي تظلهم. { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ }. يتفكرون في كل شيء على أرضهم. يتفكرون في وسائل معيشتهم. يتفكرون في أسباب الحياة حولهم. يتفكرون في كل الكائنات حولهم. في الزرع وفي النبات وفي الحيوان وفي الجماد في كل شيء يحيط بهم. في أجسادهم وكيف تعمل في عقولهم وكيف تفكر في قلوبهم وكيف تنبض. في تعاملاتهم في مجتمعهم. في تنظيم حياتهم على جميع المستويات. تنظيم حياتهم إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا. إنه في واقع الأمر التفكر في كل العلوم التي نشهدها على أرضنا اليوم. سواء كانت العلوم إجتماعية أو إقتصادية أو سياسية أو حياتية أو علمية أي صورة من الصور التي نعرفها اليوم. وكذلك التفكر في معنى الإنسان ووجوده. تفكر روحي وديني { خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ }. خلق السماوات هنا هو الجانب الروحي والمعنوي والحقي. الجانب الغيبي الذي يكون العلم فيه عن طريق ما بلغنا وأساسه قدرة الإنسان على التجريد وعلى معرفة المعاني المجردة وليست المقيدة في هذه الأرض. وهذه هي المرحلة الثانية التفكر التأمل التفهم. { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } هذا هو الإيمان لأن الإنسان يتأمل في أسباب الحياة وقوانينها ولكنه يقف حين يتأمل قد يتوقف بعقله المادي ليقول ولماذا كل هذا؟. إنه يعلم القانون ويعلم أن القانون حاكم لا محكوم. القانون هو الذي يحكم حياتنا ولا نحكم نحن القانون.

0.47

خطبة الجمعه 10-03-2017
السيد علي رافع

هكذا يكون الإنسان في معنى عبوديّةٍ لله؛ لأنّه يتعلّم قوانين الحياة، ويتعلّم أنّ من قوانين الحياة الاختلاف والتّباين في القدرة، وفي الصّفة، وفي العلم، وفي الذّكر، وفي التفكّر، وفي التدبّر، وفي الرّؤية، وفي الهدف، وفي الإسلوب، وفي السّلوك، في كلّ شيء ـ كلٌّ له طريقه، وكلٌّ له فهمه، وكلٌّ له قدرته، فليحترم كلٌّ الآخر في كلّ أمرٍ من أمور حياته.

0.37

حديث الخميس 06-02-2014
السيد علي رافع

فهذا هو المقصود، أنه تفكر، أن تفكر في هذا الأمر، أن يجعلك هذا التفكير تفكر في حياتك، وتفكر في مآلك، وتفكر في مقصدك، وتفكر في هدفك ـ فيثير في داخلك التأمل والتدبر فيما أنت عليه.

0.36

خطبة الجمعه 11-04-2008
السيد علي رافع

عليه أن يتفكر في آيات الله حوله ، في خلق الله حوله ، في خلق السماوات والأرض ففيهما سرٌ عظيم ، سرٌ كبير كامنٌ فيهما ، بل أن السر كامنٌ في كل الكائنات على هذه الأرض وفي كل الكائنات في السماء . هذا السر العظيم ، هذا السر الكبير ، ارجع إليه ، تذكره ، وتفكر في تجلياته ، فالذكر هو رجوعٌ إلى هذا السر فيك وفي كل الكائنات ، والتفكر هو تفكر في تجليات هذا السر في هذا الكون ، فيما هو ظاهرٌ لك منه ، لتدرك أن ليس هناك باطل في هذا الكون ، وأن عليك أن تتبع سر الله فيك ، فتتعلم كيف يكون اتجاهك هو نابعٌ من أن تستفتي قلبك ، وأن تحيي فيك سرك ، فتعلم الطريق وتعلم كيف تسير فيه.

0.35

خطبة الجمعه 04-11-1994
السيد علي رافع

إن ديننا يعلمنا ذلك ويحثنا على ذلك (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)يذكرون الله في كل لحظة من لحظات حياتهم قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف خلق الخلق)(أنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت)والتفكر هنا هو كل شيء على هذه الأرض هو كل علم من علوم هذه الأرض هو كل سبب على ههذه الأرض هو كل قانون على هذه الأرض. فالتفكير لا يعني أن تقف أمام كل هذه الأمور وكل هذه الأسباب ولكن التفكير هو أن تيحث وتحاول وتجاهد لتعلم أمرا جديدا عليك ولتدرك حقيقة لم تكن تعلمها من قبل الذين يدرسون هذا الكون بأفلاكه ومجراته ونجومه وكواكبه يتفكرون في خلق السموات ولو أدركوا حقا معنى التفكر والتأمل والعلم لكان تفكيرهم هذا هو كسب لهم في حياتهم الحقية وكسب لهم في حياتهم الروحية وكسب لهم في حياتهم المستقبلية. والذين يتفكرون في علوم الأرض بكل فروعها ومجالاتها لو أنهم أدركوا ما هم عليه من عبادة بفعلهم هذا لأضافوا الى رصيدهم الحق ولكسبوا في الله أكبر وكل أمر كما نتعلم أساسه نية الإسنان وهذا قانون خلق الإنسان أنه يكسب بنيته وأنه يضاف إليه بنيته إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى لذلك فإن كل أمر وكل فعل وكل حركة وكل عمل إن لم يكن وراءه نية صادقة فإنه يصبح كسراب بقيعة لا يبقى ولا يدوم ولا يحيا (ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون)هنا ندرك معنى النية في الصلاة فما هي نيتك وأنت تصلي هل لأنك حقا تطلب صلة أو لأن هناك هدف آخر في ذهنك ونيتك ما هو هدفك وما هو مقصودك وما هي نيتك.

0.35

حديث الخميس 12-01-2012
السيد علي رافع

ومن هنا، يكون انطلاق الإنسان، في مفهومه في الدين، أنه دائماً، يبحث عما هو أفضل وأقوم في حياته وفي سلوكه. وهذه الفكرة أو المنهج، هو في واقع الأمر، ما وُجِّهنا إليه. فكل آيات الحق، أو كثيرٌ من آيات الحق، تحثنا على أن نتفكر ونتدبر في أمور حياتنا، وفي سر خلقنا، وفي بدء هذا الخلق، وفي تطوره، وكيف كان الناس في قديم، وكيف أصبح الناس في حاضر، بل وكيف سيكون الناس في مستقبل، "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ..."[العنكبوت 20]، هذا التفكر والتدبر والتأمل، هو في كل أمرٍ في حياتنا وفي سلوكنا على هذه الأرض، لا يتجزأ.

0.35

حديث الخميس 07-03-2002
السيد علي رافع

وإنما مخلوق لحكمة. إذاً أي فعل هو يفعله على هذه الأرض الهدف منه أساسا هو نموه الروحي. لذلك نجد آيات كثيرة تحدثنا عن ذلك بصورة أو بأخرى. ونحن نكرر كثيرا الآية الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران) هنا نقطة. "مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا" ما هو معنى ما خلقت هذا باطلا؟ لأن الإنسان لو نظر الى فعله والى عمله والى حياته كلها والى ما يقضيه من وقت في هذه الأرض من أفعال مختلفة ومن صور مختلفة ممكن في لحظة. الناس بتتصور أن كل هذا باطل. خلق السماوات والأرض والتفكر في خلق السماوات والأرض ليس فقط كما نقول في أننا نرى بديع السماوات والأرض وخالق السماوات والأرض والقدرة اللانهائية في هذا الخلق. فهذا جانب نستطيع أن ندركه بداية أي إنسان بقليل من العلم يستطيع أن يشعر بداية بلانهائية المعرفة وكلما تعمق أكثر كلما إزداد هذا الشعور أكثر. إنما النقطة هي أن الإنسان في عمله وفي حياته وفي معاملاته وفي علاقاته وفي كل ما يفعله. في لحظة ممكن أن يشعر ماذا يفعل؟ ما هذا الذي يفعله؟. هنا معناه كإنه يخاطب ربه ويقول لقد خلقت هذا باطلا لقد خلقتني باطلا. ما هذا الذي أفعله على هذه الأرض؟ ولماذا تجعلني أفعل هذا الذي أفعله على هذه الأرض؟.

0.35

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل لنا من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا حتى نكون عبادا لله صالحين أدركنا حكمة وجودنا وقيامنا على هذه الأرض. وتعلمنا من ديننا ما يساعدنا أن نسلك طريق الحق والخير والفلاح فالرسالات السماوية والأديان كلها تكشف للإنسان عن قانون الحياة. والإنسان وهو يسلك على هذه الأرض يحتاج إلى معرفة بهذا القانون حتى يستطيع أن يرتقي وأن يتطور إلى ما هو أفضل وإلى ما هو أقوم. آيات الحق تعلمنا ذلك تعلمنا أننا في حاجة أن نتعلم هذه القوانين الحقية وتضرب لنا مثلا للذين يتأملون في خلق السماوات والأرض (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران) يتأملون في خلق السماوات والأرض ليتعلموا حكمة وجودهم وحكمة قيامهم في قديم قال البعض أنه لا يجب أن ننشغل بهذه الحكمة إنما علينا أن ننفذ ما أمرنا به دون أن نسأل عن حكمة ما نقوم وهذا في واقع الأمر موقف لا يستقيم مع ما أمرنا من إعمال العقول ومن التدبر في قضايانا (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (20) (سورة العنكبوت) (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21)(الذاريات) هناك آيات كثيرة تحث الإنسان على التفكر في حكمة وجوده وفي حكمة خلق الكون وخلق الأشياء وخلق الكائنات وخلقه هو كإنسان (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5)خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ(6)يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ(7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ(8)(سورة الطارق) هناك معاني وآيات كثيرة تحث الإنسان على التفكر النقطة التي قد تكون فيها بعض الصعوبة والتي جعلت الناس يبتعدوا عن طريق التفكير والتعقل والتدبر هو ربط أمور تعبدية بإدراك الإنسان في لحظة معينة وهذا هو الفارق الذي يجب أن نوضحه ربما الإنسان يفكر مثلا لا معنى للصوم أو لا معنى للصلاة هو تفكره أو عقله هداه إلى هذا أن هذا لا معنى له .

0.34

خطبة الجمعه 11-03-2016
السيد علي رافع

لذلك، فهو في سعيه، وفي تفكُّره في خلق السماوات والأرض، هو جهادٌ بلا نهاية، وهو بحثٌ مستمر طالما هو قائمٌ على هذه الأرض. وهذا الذي يفعله الإنسان هو عبادة الله، ذكره عبادة، وتفكُّره عبادة.

0.34

خطبة الجمعه 11-03-2016
السيد علي رافع

والشق الثاني "...وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..."، والتفكُّر هو بإعمال العقل، التفكُّر يأتي تحته كل علمٍ، وكل معرفةٍ، وكل فهمٍ، وكل إدراكٍ، كل بحثٍ، وكل تطويرٍ، وكل اختراعٍ، وكل كشفٍ. هو إدراك أن ما تستطيع أن تغيره على هذه الأرض هو باتباع قوانينها وباحترام أسبابها، وأنك بذكرك تكون أهلاً لأن تكتشف بعضاً من هذه الأسباب، "...لاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء..."[البقرة 255].

0.33

خطبة الجمعه 31-05-2013
السيد علي رافع

والتفكر، ليس في السماوات والأرض، ولكن في خلق السماوات والأرض. يتفكرون في الخلق، يتفكرون في الشهادة، يتفكرون في أسباب الحياة وأسرارها، "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ..."[العنكبوت 20]، في الأرض"...فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ..."[العنكبوت 20]. إن الناس في بعض الأحيان، يفصلون بين العلم والدين، بين الشهادة والغيب، بين العقل والنقل، بين الواقع والمفترض.

0.33

خطبة الجمعه 08-07-1994
السيد علي رافع

إن حياتكم بكل ما تحتويه من أحداث لكل فرد منكم ليست عبثا وليست صدقة وإنما هو تقدير العزيز الحكيم. (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما ما شاء ركبك)في أي صورة على هذه الأرض وفي أي صورة قبل هذه الأرض وفي أي صورة بعد هذه الأرض. فإذا كان قد أوجدك على هذه الأرض في هذه الصورة وفي هذا المجتمع وفي هذا الوقت فكل ذلك لحكمة أرادها بك لحكمة أرادك أن تقوم فيها(كلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته)فكل إنسان عليه مسئولية وله دور في هذه الحياة كل إنسان له قضية وقضيته الأولى أن يتعامل مع أحداث الحياة حوله بالصورة التي يرى فيها وجه الله ويرى فيها كسبا في الله ويرى فيها إرتقاء في الله فنحن كنا نتعلم دائما أن الحياة هي ذكر لله وهي عمل في الله وهي عبادة لله لا يوجد عمل على هذه الأرض إلا ويمكن للإنسان أن يكسب منه في الله وأن يترقي به في الله وأن يضيف به الى رصيده الحقي في الله هذه نظرية قائمة على معنى(خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب)وقائمة على أن الله مسبب الأسباب سبب الأسباب التي تجعلك تتحرك سعيا لرزقك ولحاجاتك ولمتطلباتك وكل ذلك ليس عبثا وليس ضدا وإنما هو لحكمة أن تتحرك في هذه الأرض وعلى هذه الأرض (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف خلق الخلق)(أنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت)(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)كل هذه المعاني تعلمنا أن العمل في أي إتجاه كان هو عبادة وهو ذكر لو إستحضر الإنسان في عمله وجه الله والتعامل مع الله والكسب الذي يكسبه في الله هو ما يكسبه من عمله في نفسه من بذل للجهد وللفكر وللإحساس وللضمير الذي يجعل كل ذلك ينمو فيه فينمو ضميره وقلبه وعقله وإحساسه ينمو وتنمو كل معاني الحق فيه بعمله وفكره وحركته.

0.33

خطبة الجمعه 20-09-1996
السيد علي رافع

والأكثرية لا يدرون ماذا يفعلون وإنما هم يدورون مع الدنيا فى دورانها، وديننا ينبهنا إلى ذلك، ينبهنا إلى أن نفكر فى كل لحظة من لحظات حياتنا، وأن نذكر فى كل لحظة من لحظات حياتنا " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، ويتفكرون فى خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" وينبهنا أن نسعى فى الأرض وأن نسير فى الأرض وأن نعمر فى الأرض "ما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون"، "قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"، "انظر هل ترى فى خلق الرحمن من تفاوت" فالسير فى الأرض والتأمل فيما هو قائم والتدبر فيما هو حادث هو توجيه حقى، حتى يكون الإنسان فى عمل دائم فى الله، فى كل أمر من أمور حياته، وفى كل حال من أحواله، وفى كل فعل من أفعاله، يسير فى الأرض ويعمل فى الأرض، ويجتهد فى الأرض، متعاملا مع الله ورسوله محتسبا عند الله ورسوله، مدركا أن كل عمل يقوم به بإخلاص ولخير الناس فى كل صورهم وفى كل مستوياتهم وفى كل أحوالهم، هو كسب لهم فى الله بنيته الخالصة وبعمله المتقن، وبرجائه المستمر، أن يوفقه الله لما فيه خيره وخير الناس جميعا.

0.33

حديث الخميس 18-03-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا ويجعلنا دائما من الراجعين إليه والتائبين إليه والراغبين في أن نكون عبادا له صالحين وعلى ذكره مجتمعين فنحن نتعلم جميعا أن الهدف الرئيسي من هذا الجمع ومن التجمع على ذكر الله بوجه عام هو تقوية ما في الإنسان من معاني روحية وحقية ومعنوية ليتعرض أكثر لرحمات الله ونفحاته وليكون قادرا على مواصلة هذه الحياة دون يأس من رحمة الله والأمل في أن يكسب هذه الكرة وأن يكون أفضل وأن يكون أقوم لأن الإنسان على هذه الأرض معرض لإختبارات كثيرة (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)(سورة العنكبوت) الفتن في كل يوم وتزداد في أوقات ونحن نرى في هذا العصر فتن كثيرة بأشكال متعددة الإنسان وهو يبحث عن الحقيقة يبحث عن ما يجب أن يكون عليه في هذه الأرض هو بيرى أمورا كثيرة حسب حالته وإمكاناته وطاقاته وإستعداده بتكيف رؤيته في ما هي أهدافه وما هي مقاصده. إذا إنحرف الإنسان عن الطريق القويم إذا إنحرف عن التأمل في آلاء الله وفي آيات الله وفيما هو قائم فيه من حال ومن نعم ومن أسباب محكمة يراها في كل ما يحدث حوله في الطبيعة وفي نفسه وفي خلقته وفي تكوينه في مولده وفي مماته وفي حياته في الأرض وفي السماء وفي الجبال في كل أمر وفي كل ظاهرة وفي كل حال إذا إنحرف عن هذه الرؤية فهو يمكنه أن ينحرف تماما عن الهدف الأساسي من وجوده الى أن تكون نظرته هي نظرة ضيقة مرتبطة بجسده على هذه الأرض وبوجوده المادي عليها وبما يسعد هذا الجسد من شهوات ورغبات يريد أن يحققها على هذه الأرض.

0.33

خطبة الجمعه 11-07-1975
السيد علي رافع

إن الإنسان في حالة لا تناقض فيها.. بين أسباب وتجريد.. إن أدرك حاله وعرف قيامه عرف أنه في وجوده كأداة في يد الأعلى له ولمن حوله.. والوجود كله قائم سببا في يد الأعلى يسبب به احداث الحياة.. وهو في قيامه مفعولا به بأداة من أدوات الحياة قائمة بالناس.. وقائمة بالوجود متقبلا هو لها في أي طور كانت وفي أي صورة تواجدت هو قائم في تجريد.. فقد كان الآخرون في ظاهر الأمر له سببا وكان يوما هو سببا فقيام الإنسان لا يعرف التحديد في قيام إنما يعرف التواجد في كل حال.. كل يوم هو في شأن وكل يوم هو في حال.. وكل يوم هو في قيام.. بقانون ينظم الأحوال في علاقات الناس بالناس.. في علاقات الخلق بالخلق.. في علاقات الوجود بالوجود..

0.33

خطبة الجمعه 08-03-2002
السيد علي رافع

لذلك يوجهنا الحق الى علاج هذا الحال. بأن نتأمل في ما هو محكم في هذا الكون. من خلق السماوات والأرض. في آيات نرى أنه يوجهنا الى خلق السماوات فقط. مثل الآية التي نتأمل فيها اليوم. "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا " وفي آيات أخرى يوجهنا الى خلق السماوات والأرض (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران) . كما أنه في آيات أخرى يوجهنا الى أن نتفكر في خلق الأرض (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (20) (سورة العنكبوت) كل حال من هذه الأحوال له دلالته. فالإنسان قد لا يكون قادرا أن يتعلم ما على هذه الأرض. فهو يحتاج الى علم أرضي والى وسائل كثيرة حتى يستطيع أن يرى الإحكام في تكوين كل كائن على هذه الأرض. في أن يرى الجزيء وهو يتكون ويتخلق. لا يستطيع أن يرى ذلك بعينه المجردة. ولكنه إذا نظر الى السماوات ونظر الى إمتدادها بعينيه ونظر الى حركة القمر حول الأرض والى الأرض حول الشمس وهي لها إنعكاسات في حياته والى دورة الأرض حول نفسها. خلق الليل والنهار كل هذه الآيات الكونية التي يستطيع الإنسان أن يلمسها بقليل من العلم. تجعله يُرجع البصر في ظنه. في ضعفه. ويدرك أن ما يحدث ليس خللا وإنما هو تقدير العزيز الحكيم. وأن عليه إن كان لا يرى خيرا ويرى باطلا ويرى شرا وكان له دوره في هذا.

0.32

خطبة الجمعه 09-06-2017
السيد علي رافع

لذلك، نذاكر أنفسنا دائماً، بأن نكون في ذكرٍ دائم، وفي دعاءٍ دائم، وفي عملٍ دائمٍ أيضاً، "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..."[آل عمران 191]، الذّكر هو دعاء، هو وصلةٌ بالغيب، فأنت في حاجةٍ أن تكون في ذكرٍ دائمٍ لله، في دعاءٍ دائمٍ لله، وفي نفس الوقت تتفكّر في خلق السّماوات والأرض.

0.32

خطبة الجمعه 03-04-2015
السيد علي رافع

فواجب الإنسان، أن يكون أكثر صدقاً في تعامله مع حياته، ومع وجوده، ومع خلقه وأسباب خلقه، وتواجده وأسباب تواجده، وحياته وأسباب حياته، وأن يرى الله في كل ما يحدث له، وفي كل ما يستطيع أن يراه، وفي كل ما يسمعه، وفي كل ما يقرؤه، في أسباب حياته، في أسباب معيشته، في علاج دائه، فيما يتعلمه، وفيما يفعله، فيما يصل إليه، وفيما يصدر عنه، في الحياة وتأثيرها عليه، وفي الحياة وتأثيره فيها.

0.32

خطبة الجمعه 21-01-1994
السيد علي رافع

إن في أيامكم وفي أحداث الحياة لكم وفي كل ما يجري من أمور في عملكم وفي حياتكم وفي معاملاتكم في كل هذا عبرة لكم وحديث من الله إليكم بعلمكم ويفقهكم في أموركم وفي وجودكم..

0.32

حديث الخميس 14-10-1999
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا.. وهذا ما نبدأ به في حديثنا لعلنا نقوم في ذلك حقا.. وأن نكسب من هذا الحديث ما يقوي عزائمنا وما يجعلنا أهلا لرحمة الله ونعمته.. وأن يجعلنا في قيام أفضل.. والإنسان دائما يرجو أن يكون في الأفضل وأن يكون في الأقوم إذا كان في طريق ا لحق.. وهذا ما نشير إليه بخشية الله.. لأن خشية الله الواقع العملي لها أو المفهوم العملي السلوكي لهذه الخشية هو في المحاولة الدائمة للكسب وعدم التوقف.. وكما نقول دائما "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض" لا تعني الجمود وأن ينظر الإنسان الى السماء ويتفكر.. وتفكره يكون أن هذه السماء عظيمة ولكن بأن يبحث في كل شيء.. يتفكرون في خلق السماوات والأرض.. الواقع العملي لهذا التفكر هو العلم.. هو

0.32

حديث الخميس 03-11-2016
السيد علي رافع

فحين تكون في هذا الحال، وتتفكّر، التفكّر ذكر عقلي. استحضاره للمعاني الروحيّة، والتي تحملها الأذكار من أحوال، ومن مفاهيم، ذكر قلبي. الذكر العقلي هو التأمّل والتفكّر والتدبّر فيما يحدث لك، وفيما يحدث حولك، وفي علاقاتك المختلفة، وفي الحياة المحيطة بك، يتدبّرون ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض، هذا هو معنى التفكّر، أو الذّكر العقلي. فيدركون من هذا معنى، يدركون معنى ويريدون أن يوصلوا هذا المعنى إلى الآخرين، وهو أنّ "...رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً..."[آل عمران 191].

0.32

خطبة الجمعه 04-11-2016
السيد علي رافع

فإذا أراد الإنسان أن يعرف أكثر عن هذه المعاني التي يذكرها، فعليه أن يتفكّر في خلق السماوات والأرض. وهذا التفكّر الذي أشرنا إليه اليوم أيضاً هو في قضيّة وجوده، وفي قضيّة علاقته بالله الذي هو غيب، الذي تعالى عن أيّ صورةٍ أو شكل، وفي نفس الوقت هو أقرب للإنسان من حبل الوريد.

0.31

خطبة عيد الفطر 25-06-2017
السيد علي رافع

الحمد لله الذي جمعنا وجعل لنا بيننا حديثاً نتواصل فيه بالحقّ والصّبر بيننا، نتدبّر أمور حياتنا وأمور ديننا، مدركين أنّ حياتنا هي ديننا وأنّ ديننا هو حياتنا. فالدّين هو الحياة بكلّ ما فيها، في كلّ أعمالنا، وفي كلّ معاملاتنا، وفي كلّ عباداتنا، في ذكرنا، في صلاتنا، في تدبّرنا، في تأمّلنا، في اجتماعنا، في عملنا، في كلّ حالٍ من أحوال حياتنا.

0.31

خطبة الجمعه 09-04-2004
السيد علي رافع

نسأل الله ونتجه الى الله ونتوكل على الله في كل عمل نقوم به. في كل ما نشهد وفي كل ما نقول نحاول ونجتهد أن يكون في الله أن يكون تعاملنا مع الله قاصدين وجه الله راجين أن نكون عبادا لله هكذا نكون حقا مسلمين فالإسلام هو تسليم لقانون الحياة والتسليم لقانون الحياة يتطلب منا أن نعرف هذا القانون حتى نتبعه. وهذا يتجلى بالعلم وبالمعرفة (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (20) (سورة العنكبوت) طلب العلم. العلم في كل إتجاهاته فكل علم على هذه الأرض في أسباب الحياة هو علم ليس فقط له الجانب المادي إنما هو له الجانب الروحي أيضا لأنه يكشف للإنسان عن سر الحياة أو عن سر من أسرار الحياة أو عن سبب من أسباب الحياة ويمكّنه أن يكون أكثر قدرة على الكسب في الله. والجانب الآخر أن يعمل الإنسان بما يعلم وأن يحوّل علمه الى واقع عملي يساعد به إخوانه في البشرية ويساعد به وجوده عليها هذا أمر مطلوب أيضا.

0.31

حديث الخميس 24-03-2016
السيد علي رافع

تجد إنه لما تنظر إلى الكون في اتساعه، وفي حركته، وحتقف عاجز عن أن تفكر في أي شيء. فما تستطيع أن تفكر فيه هو ما هو في وجودك، وما هو مرتبط بهذا الوجود، وهذا التعبير هو اللي بنقرؤه في الآية، أو في الحديث مثلاً [لا تفكروا في ذات الله، ولكن فكروا في آلاء الله](1).

0.31

خطبة الجمعه 06-02-2015
السيد علي رافع

"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..."[آل عمران 191]، يتفكرون في خلق السماوات والأرض، في خلقهم، فيما نتج عن هذا الخلق من أفعالٍ، وأعمالٍ، وعلمٍ، ومعارف، وممارساتٍ ـ كل شيءٍ في هذا الخلق وما صدر عنه.

0.31

خطبة الجمعه 24-09-1993
السيد علي رافع

فإذا كنا اليوم نرى جتمعنا وقد نسى عنى الحق فيه وراسلة الحق به فإن علينا جميعا أن نبدأ بأنفسنا وأن نقول كلة الحق التي نرى والتي ندرك والحق على ما نرى أن يفيق الناس الى مفهوم الإسلام بهم وفيهم فيتذاكرون في أهدافه ويتأملون في مفاهيمه ويركزوا على الحقائق ويتعلوا أن الحقيقة أكبر من أن تكون صورة وأن الحقية أكبر من أن تكون شكلا أو أن تكون رسما أو كسما فالحقيقة هي علاقة روحية ومعنوية بين العبد وربه ودين الفطرة يعلمنا ذلك يعلمنا أن نتأمل ونتفكر ونتدبر يعلمنا ذلك في كل قصص الأنبياء والرسل الذين بدأوا بأنفسهم فتأملوا وتفكروا وتدبروا ولم يستجيبوا لواقع مجتمعهم ولتوارث الأفكار في بيئتهم وإنما أعملوا ما أعطاهم الله من قدرة على التفكير والتدبير فنظروا حولهم وتأملوا في خلق الله بهم وفي مخولقات الله حولهم وفي كون الله متسعا بهم فعكسوا البصر الى داخلهم ونظروا الى خارجهم أيضا وهذا حال المتقين الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)هذا الوصف ليس وصفا وقتيا وإنما هو وصف دائم لعباد لله قائمون على الأرض يذكرون الله في كل أحوالهم ويذكرون الله في كل أعمالهم في سكونهم وحركتهم في عملهم وراحتهم في كل لحظة وفي كل نبضة تنبض بها قلوبهم وتتفكر فيها عقولهم ماذا ما هو الهدف يتفكرون في ذلك ويتأملون ويتدبرون في خلق السموات تفكرهم في وجودهم(ربنا ما خلقت هذا باطلا)إنهم قد توصلوا الى ذلك بنظرهم وبتدبيرهم في حياتهم فكانوا ممن حملوا امانة الحياة وكانوا من الذين تعرضوا لنفحات الله ومن الذين بعث فيهم رسولا(لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين روؤف رحيم)..

0.31

خطبة الجمعه 18-09-2015
السيد علي رافع

والإنسان الصادق يقرأ رسائل الله في كل دينٍ وفي كل كتابٍ، وفي كل تبليغٍ، في أحداث الحياة وفي قوانين الحياة الظاهرة له في كل مكانٍ وفي كل زمان على هذه الأرض.

0.31

خطبة الجمعه 07-10-2011
السيد علي رافع

والكتاب، هو كتاب الكون، هو قانون الكون، هو كل ما يمكن أن نقرأه في حياتنا، في كل ظاهرةٍ طبيعية، وفي كل ظاهرةٍ اجتماعية، وفي كل ظاهرةٍ إنسانية، في أجسادنا، وفي الكائنات حولنا، في النجوم، وفي الكواكب، في الأرض ودورانها، في النجوم في مساراتها، في كل شيءٍ نعيشه، في كل معاملةٍ نتعاملها ـ نقرأ ونحلل ونتعلم، نبحث عن الأفضل والأقوم والأحسن.

0.31

خطبة الجمعه 27-07-2000
السيد علي رافع

ثم جاءت رسالة الإسلام التي هي رسالة كل دين.. وإنما إكتملت في البعثة المحمدية.. وبظهور هذه الرسالة إكتمل البنيان.. وظهر فيها للإنسان القانون الذي يحكم وجوده.. من جميع الجوانب بقيامه المادي وفي قيامه الروحي.. فذكَّرت الإنسان في قيامه المادي من خلال كل عمل يعمله.. في مأكله ومشربه في مسكنه في عمله في علمه في معاملاته في كل أحواله الحياتية وعلاقاته الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وكشفت له عن هذه الحقائق.. أنه يكسب من خلال كل هذه المعاملات.. وأنه هو الهدف كإنسان من هذا الكون أو من هذه الأرض.. "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان" وعلمته من الجانب الآخر أن يكون على صلة بالغيب في كل أحواله وعلى مدار يومه وعلى مدار سنته.. في دورة الأرض حول نفسها وفي دورة الأرض حول مركزها.. وفي دورة القمر حول الأرض.. ربطت وجوده المادي بالوجود الكوني النجمي الكوكبي.. وأصبح الإنسان بعد ذلك في حاجة الى من يذكِّره بهذه الحقائق الموجودة فقال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.. "يبعث الله على رأس كل قرن من يجدد لأمتي أمور دينها" "علماء أمتي كإنبياء بني إسرائيل" فالقضية إذن أن الإنسان مهما كان في حاجة الى تذكير مستمر.. وما القرن هنا بمائة عام.. وإنما هو كل وقت وكل حين.. لأن ظهور أي ولي وأي داع للحق لا ينتهي بإختفائه عن هذه الأرض أو بإرتفاعه وتركه لها.. وإنما يبقى أثره دائما ممتدا فيمن صدقوا معه وتابعوه وعرفوه وقاموه وصدقوه وكانوا أهلا لكلماته وأهلا لرحماته..

0.31

خطبة الجمعه 18-01-2013
السيد علي رافع

فنجد الناس اليوم، وهم يقللون من قدرة الإنسان على الحكم، وعلى التأمل والتدبر والفهم ـ باسم الدين، وباسم السلف، وبمحاولة الجمود في صورةٍ وفي شكل، لا يتحركون ولا يسيرون في الأرض، فينظرون كيف بدأ الله الخلق، وكيف يبدأه في كل يوم، في كل كشفٍ يكشفه الإنسان، وفي كل علمٍ يعلمه الإنسان، وفي كل تجربةٍ يتعلم منها الإنسان، وفي كل تطبيقٍ يستفيد منه الإنسان، في الشرق وفي الغرب، في الشمال وفي الجنوب، في كل أمةٍ، في كل جنسٍ، في كل حضارةٍ، في كل ثقافةٍ، لا يريدون أن يسيروا في الأرض، ولا أن يتعلموا من بني الإنسان، من إخوانهم في البشرية والإنسانية.

0.31

حديث الخميس 31-03-2011
السيد علي رافع

طبعاً، إذا كان البعض لا يؤمن بهذه المعاني، أننا فقط نذكرها، لبيان أن ليس وجود الإنسان على هذه الأرض، هو وجودٌ ليس له سبب، أو ليس له هدف. وهذا هو حال الذين يتذكرون، "...وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً ..."ِ [آل عمران 191]، ومن ثم، ربنا ما خلقتنا أيضاً باطلاً، فنحن من خلقك، فما خلقتنا، وما خلقت كل شيءٍ حولنا، وما خلقت السماوات والأرض، وما خلقت كل هذه القوانين، باطلاً، وإنما بهدفٍ في حياتنا، وفي تطورنا، وفي رقينا.

0.3

خطبة الجمعه 03-04-2015
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أن ما أعطانا الله في شهادتنا، في وجودنا، وفي أرضنا، في أسباب وجودنا، وأسباب حياتنا، هو عطاءٌ كبير، "...رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً..." خلق كل شيءٍ بحكمة، لنتأمل ونتدبر، لنتعلم ونُعَلم.

0.3

خطبة الجمعه 11-03-2016
السيد علي رافع

قانون هذه الأرض في الباطن هو أن نكون في ذكرٍ لنكون في وصلةٍ مع الله، الذين يذكرون الله، "وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى". وفي الظاهر أن نكون في تفكُّرٍ في خلق الله، "...وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..."، تفكرهم يقودهم إلى معرفة قوانين هذه الأرض، فيتعاملون من خلال هذه القوانين ليغيروا ما بأنفسهم، وليغيروا ما حولهم، "...إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..."[الرعد 11].

0.3

حديث السبت الشهري 11-01-1997
السيد علي رافع

حتى لو كانت أخذت صورة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أي شكل من الأشكال. أو دول بتقوم أو دول بتنهار أو أي حدث صغير كان أم كبير على هذه الأرض ففيه حديث من الله للإنسان، وهنا ده المعنى، عشان كده القرآن بيعلمنا وبيقول "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف خلق الخلق " "الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض"، ودايما إحنا بنقول هنا الآية لما نقول يتفكرون في خلق السماوات والأرض مش معناها فقط إنك إنت حتقعد يعني تتعجب من عظمة الله وتقول أن الله عظيم أنه خلق كل ذلك، ولكن الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض هم الذين يتعلمون ويبحثون عن أسرار الكون في الأرض وفي السماء وفي كل بقعة من بقاع هذا الكون المترامي الأطراف بيحاولوا أن يبحثوا عن أسراره وعن ما يدل عليه من معانٍ. فده هو المعنى.

0.3

خطبة الجمعه 04-04-1975
السيد علي رافع

إن الدين دين الحياة.. وفطرة الحياة وقانون الحياة.. تعبر عنه الأحداث وتتجلى به الطبيعة في كل صورة وفي كل شكل وفي كل حادثة وفي كل عمل وفي كل قول وفي كل فكر وفي كل ذكر وفي كل شيء..

0.3

خطبة الجمعه 27-10-2000
السيد علي رافع

إن الله يحدثنا دائما ويرسل لنا برسائله من خلال ما يحدث على أرضنا.. في كل صغيرة وكبيرة.. ويأمرنا أن نتأمل في آياته.. "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".. ويلفت أنظارنا الى كل ما خَلق حولنا.. "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" ويحثنا على التأمل والتفكر في السموات وفي الأرض "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"

0.3

خطبة الجمعه 30-10-1987
السيد علي رافع

علينا أن نتعلم في حياتنا ومن تاريخنا ومن سيرة الحياة على أرضنا والحق وتواجده على أرض وجودنا في قديم وفي قائم وفي قادم نسمع رسالة الحق لنا ونشهدها محيطة بنا في كل أحداث حياتنا وفي كل أحداث الحياة حولنا في ظواهر الطبيعة وفي الظواهر التي يصنعها الإنسان بفعله وفي الظواهر التي يصنعها الإنسان لنفسه. في كل ما يحيط بنا في كل ما يحدث حولنا ولنا نتأمل في كل شيء ونعكسه الى قضية في وجودنا حتى نكسب حياتنا وحتى يحيا وجودنا وحتى نعيش قيامنا وحتى نكون أهلا لإستمرارنا في حياة حقية. نكون بذلك قد آمنا بربنا وآمنا بخالقنا وآمنا بخلقتنا معنى دائما خلقنا لنحيا خلقنا لنكون حقا خلقنا لنكون وجودا حقيا يسير في طريق الحياة.

0.3

خطبة الجمعه 21-07-1995
السيد علي رافع

الحمد لله الذي جمعنا على ذكره وعلى طلبه وعلى مقصود وجهه وجعلنا نتواصى بالحق والصبر بيننا.. نتذاكر في أمور حياتنا ونتأمل في آيات الحق لنا.. مدركين أن هذا هو المنهج الذي أمرنا به الحق في أن نفكر ونتأمل ونتدبر في كل أمر من أمور حياتنا وفي كل حال من أحوالنا(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)إن الذي يتأمل هو الذي يبحث ويتدبر في كل أمور الحياة وفي كل أسباب الحياة.. لا يتوقف ولا يقف عند نقطة لا يتحرك منها وإنما ينطلق في آفاق العلم والمعرفة باحثا سائلا طالبا داعيا مجدا مجتهدا عاملا لا يتوقف وإنما يسعى في طريق الحق والحياة وفي طريق العلم والمعرفة في إستمرارية دائمة طالما هو قائم على هذه الأرض..

0.3