خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

عباد الله : إنا نتذاكر دائماً في الخلط الذي يحدث بين الدين ومفهوم الدين ، بين النص ومفهوم النص ، بين حديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وبين مفهومنا في هذا الحديث ، ونحن نرى في عصرنا الحاضر مفاهيماً كان أصحابها يروِّجون لها بأنها أمورٌ لها مفهومٌ محدد لا يقبل غيره ، ثم وجدنانا مع الأيام ، وجدناهم يغيرون هذا المفهوم ، نريد أن نتعلم من ذلك ، ولنأخذ مثالاً على ذلك : فمنذ بضع سنوات كان الذين يدعون للسياسة الشرعية الإسلامية يرون أن الديموقراطية لا محل لها في هذا النظام ، لسببٍ بسيطٍ وهو أن شرع الله موجود وأن حكم الله موجود ، وأن " ..وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " [المائدة 44] وأولئك هم الظالمون ، فلا داعي إذن لأن يجلس الناس معاً ويشرعوا لمجتمعهم بقوانين وضعية ، فماذا سوف يأتون والله قد فصَّل كل شيء ؟ ماذا سوف يفعلون ؟ بل أنهم سوف يشرعون بأشياءٍ ما أنزل الله بها ، وفي هذه الحالة يجب أن يقف هذا التشريع ، بل أن بعض البلدان قد جعلت هناك رقابة على التشريعات التي تصدر ، بحيث يكون هناك ولاية لرجال الدين على هذا التشريع .

0.89

خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

نرى اليوم أن كثيراً من هذه المفاهيم وأن كثيراً من الذين كانوا يروجون لهذه المفاهيم بدءوا يقولون بعكس ذلك ، بدءوا يقبلون أن يكون هناك ممثلين للشعب يسنون القوانين ، ويقولون أن هذا ممكن وأن لا تعارض بين الديموقراطية والإسلام ، وأنه من الطبيعي ألا تصدر التشريعات مخالفة ، لأن الذين سوف ينتخبون من الأمة هم مسلمون ، بل أن بعضهم قد وصل إلى قول أنه حتى لو كان في نظر رجال الدين أن هذا التشريع مخالف للشريعة فإنه لا سلطان لهم على هذا التشريع ، وطالما أن الأمة قد ارتضت ذلك فلتتحمل وزر ذلك ، والله هو الذي يحاسب في النهاية وأن لا يملك أحدٌ أن يحاسب أحداً .. لو أننا توقفنا بالزمن عند اللحظة التي كانوا يروجون فيها لمعنى حكم الله ، بظن أن كل حكمٍ على هذه الأرض واردٌ وواقعٌ ويمكن أن يطبق لشرع الله ، دونما حاجةٍ إلى تشريعٍ أو إلى تقنينٍ أو إلى شيءٍ آخر ، و ظننا أن هذه هي الحقيقة المطلقة ، ما وصلنا إلى تفكير اليوم .

0.33

حديث الخميس 28-01-1999
السيد علي رافع

لذلك فإذا كان هناك البعض يتكلم عن ظاهر النص أو ظاهر الآيات. الظاهر لا يعني السطحية. إنما يعني. إذا نظرنا من الناحية الحقية. يعني أن تفهَم. المعنى المحمَّل على الآية بصورة. مقبولة من النص. ومن هنا. هناك فارق بين أن يكون هناك فهم عميق يقبله النص من الناحية الظاهرية. وبين أن يكون المفهوم لا يقبله النص من الناحية الظاهرية. وأنت تفرضه على النص فرضا. من هنا. المعنى اللي إحنا دائما نتكلم فيه. نرى أن فيه جانب الحق. هو أن يكون هناك فهم عميق للآية لا يتعارض مع ما تحمِله من كلمات باللغة العربية. التي هي جاءت بها. ولكن لا يعني هذا أن نأخذ شكلا واحدا أو صورة واحدة. ونقول أن هذا هو المعنى الذي تحمله الآية. وهناك آيات كثيرة. إذا نظرنا الى كل المفسرين الذين هم الفقهاء في هذا العصر أو العصور السابقة. الذين نطلق عليهم علماء الدين في هذه الأمور. يَرجعون إليها. نجد أنهم في كثير من الآيات. مع أنهم إلتزموا باللغة والتزموا بكل شيء. إلا أن هناك أكثر من معنى. فقضية أن هناك معنى واحد.

0.27