خطبة الجمعه 17-11-2006
السيد علي رافع

إن الله قد أمرك بأن تكون حراً يوم جعلك تشهد أن لا إله إلا الله, حريتك أن تسأل عن كل شيء, ليس هناك محظورات لا يمكن أن نفكر فيها, كل شيءٍ يمكن أن نفكر فيه, ولكن العبرة هي هل نستطيع أن نفكر فيه أم لا نستطيع أن نفكر فيه. "... إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ " [الرحمن 33], الفكر الإنساني واستعمال العقل الإنساني في هذا الوجود المادي مرتبطٌ بأن تكون هناك معايير ومقاييس يستطيع أن يقيس بها الإنسان الأفضل والأحسن و الأقوم, فكل شيءٍ أستطيع أن أقيسه يمكن أن أفكر فيه, أما مالا أستطيع أن أقيسه فلا أستطيع أن أفكر فيه, وأنا غير مطالبٍ بأن أفعل شيءً لا أستطيع أن أقيسه, لذلك فإيمانك بالغيب هو أمرٌ غير خاضع] للقياس, وإنما هو خاضعٌ لإيمانٍ داخلي, لإيمانٍ تجريدي, لتذكرٍ فطري بما أودع الله في الإنسان من سره وفطرته, وهذا أمرٌ ترجع فيه إلى داخلك, إذا كنت تؤمن بالغيب فهذا هو أمرٌ خاصٌ بك لا يمكن أن تثبته, ولا يمكن أن تفكر فيه بطريق الإحاطة, وهذه قدرةٌ أخرى في الإنسان, قدرة الإيمان , أما أي شيءٍ على هذه الأرض تقوم به فهو خاضعٌ لأن تحكم عليه, ولأن تستحسنه أو أن تستقبحه, بأن تحبه أو بأن تكرهه, بأن تفهمه بالصورة التي تعتقدها ولا سلطان عليك إلا ضميرك وإلا قلبك وإلا عقلك .

0.93

خطبة الجمعه 21-01-2011
السيد علي رافع

الكل، الصالح والطالح، يسير في هذه الأرض، وهو خاضعٌ لقانونها، في حركته، وفي فعله، وفي تصرفه، "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ" [الرحمن 33]. إذاً، فالإنسان بكل طاقاته، وكل إمكاناته، هو خاضعٌ لهذا القانون الإلهيّ، في خيرٍ أو في شر.

0.33

خطبة الجمعه 30-01-2009
السيد علي رافع

كل ما تستطيع أن تفكر فيه ، وكل ما تستطيع أن تتناوله ، على أرضك ـ مهما كان ـ لا حدود لما يمكن أن تفعل ، بهذه العلوم المتاحة لك على هذه الأرض ".. إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ۚ لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ" [الرحمن 33] ، لا حدود على ما يمكن أن تتعلمه على أرضك ، بل أن ما هو متاحٌ لك من البحث فيه على أرضك ، أكثر بكثير مما وصل إليه أي إنسانٍ ، وأي جماعةٍ ، و أي مجتمعٍ ، على هذه الأرض . هناك الأسرار الكثيرة ، التي يمكن أن تكتشفها على هذه الأرض ، فوَجِّه جهودك نحوها ، وتعلم منها وفيها .

0.31

حديث الخميس 14-04-2016
السيد علي رافع

هذا الإيمان ينبع من داخل الإنسان، ليس له إثباتٌ منطقيّ أو ماديّ، إنما هو إيمانٌ قلبيّ. الجزء الذي يمكن أن نُعمِل فيه عقولنا، هو أن ندرك أننا لا نستطيع أن ندرك كل شيء، أن ندرك أن هناك غيب، أن نؤمن بالغيب.

0.3

حديث الخميس 25-05-2017
السيد علي رافع

لا يجب إنّ هو يصدق إنّه فيه قانون عشان يبقى خاضع له، ده هو خاضع سواء كان مصدّق أو غير مصدّق، فده تأمُّلنا في معنى: "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"، فكذلك هو سواء كان مدرك أنّه يعلم أن هناك شيء لا يعلمه وده معنى الإيمان بالغيب، أو هو غير مدرك ذلك، هو فعلاً هناك شيء لا يعلمه.

0.3

خطبة الجمعه 23-03-2007
السيد علي رافع

وهذه حكمة الله التي نقف عندها ، وقانون الله الذي نقف عنده ، لأن عقولنا ووجودنا المحدود لا يمكننا من أن نتخطى هذا القانون إلى ما وراءه ، إن استطاع أي إنسانٍ أن يتخطى هذا القانون فليتخطى ،" يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ " [الرحمن 33] ، فنحن حين نقول أن هناك حدٌ لا نستطيع أن نتخطاه ، لا نفرض هذا الحد ، فهذا الحد يتسع ومتسع ، إنما أن يكون الإنسان صادقاً ، فأنا حين أرى أن هناك ما لا أعلمه عليّ أن أقول ذلك ، وما لا أعرفـه عليّ أن أقول ذلك ، أن أقف عند الحد الذي أستطيع أن أصل إليه ، ولا أظن بالله الظنون ، ولا أتخطى حدودي بأن أفتي بغير علم ، أو أن أقول بغير علم ، لذلك فنحن لنا حدود ولنا قيود ، نعيش في عالمٍ مقيد ، وهذه القيود تتغير من إنسانٍ إلى إنسان ، إنما في نهاية الأمر فأي إنسانٍ له حدوده التي لا يستطيع أن يتخطاها .

0.3

حديث الخميس 13-12-2001
السيد علي رافع

فهذا جانب ولكن الذين يتفكرون هم الذين يبحثون هم الذين يعرفون هم الذين ينقبون هم الذين يفتشون عن أسرار هذه الحياة وما فيها من معاني قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20) (سورة العنكبوت). دعوة للمعرفة ودعوة للبحث كل هذه المعاني هي تصف الناس وتصف الإنسان المسلم والإنسان الباحث عن الحقيقة. الإنسان الذي يريد أن يعرف ما هي الحقيقة في وجوده وفي قيامه. يبحث بقدر ما يستطيع (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ(33)(سورة الرحمن) إذن ليس هناك حائل. يجب أن نقول مثلا لا يجب أن نبحث في هذه القضية لأن هذه القضية كفر أو شائكة. وإنما بالبحث إستطعت أن تنفذ فانفذ. "لا تنفذون إلا بسلطان" لن تنفذ إلا بسلطان. لن تنفذ إلا بما أعطاك الله من قدرة. لن تنفذ إلا ما تستطيع أن تنفذ إليه. ما لا تستطيع أن تنفذ إليه فلن تنفذ إليه. فلا تضع من البداية حائل بينك وبين أن تبحث في أمر ما بحجة أنك. هذا من إختصاص الله وليس من إختصاصك. إبحث وانفذ فلن تنفذ إلا إلى ما تستطيع. وهذا شيء طبيعي. لن أستطيع أن أعلم إلا ما أنا له أهل وما عندي من قدرات على أن أعلم.

0.3

خطبة الجمعه 23-04-2004
السيد علي رافع

إن قضيتنا أن نصدق فيما نعتقده وما نراه فيما هو مشهود لنا إن الإيمان بالغيب هو إيمان بالغيب. الإيمان بالغيب هو تجريد هو إطلاق هو عدم تحديد لما يتجلى به الغيب في الشهادة الغيب هو غيب نؤمن به لأننا ببساطة نؤمن بأننا لا نستطيع أن نحيط بكل شيء فإيماننا بمحدودية قدرتنا يستلزم أن نؤمن بأن هناك ما لا نستطيع أن نحيط به وهذا الذي لا نستطيع أن نحيط به هو الغيب. فنحن نؤمن أن هناك كثيرا من الأمور لا نستطيع أن نحيط بها ليس بعد هذه الأرض فحسب وإنما على هذه الأرض فما يعلمه الإنسان من علم على هذه الأرض هو محدود جدا لما هو متاح من معارف عليها. فالعارف بقضية ما بالإضافة الى أنه لا يستطيع أن يحيط بها إحاطة كلية هي نفسها فهو أيضا لا يستطيع أن يحيط بعلم إنسان آخر وثالث ورابع. فهو محدود في علمه ومحدود في قدرته ومحدود فيما يستطيع أن يفعل وأن يقدم. هذه الحدود هي التي تجعله يشعر بأن هناك غيبا أن هناك ما لا يستطيع أن يعلمه وما لا يستطيع أن يفعله وهناك من يستطيع ذلك وهناك من يعلم ذلك. حين ينظر الإنسان الى الزمان والمكان يشعر بمحدوديته بالزمان فهو لا يعرف من زمانه إلا حقبة صغيرة يستدل عليها مما يجد على هذه الأرض من آثار لكائنات قديمة عاشت عليها ولا يستطيع أن يعلم متى ستنتهي هذه الأرض إذا كانت ستنتهي ومن البداية لا يستطيع أن يجزم بنهايتها أو موعد نهايتها ولا يستطيع أن يجزم ببدايتها وموعد بدايتها إنه يعيش لحظة في عمر هذا الزمن فهو محدود بهذه اللحظة لا يعرف قديمة ولا يعرف قادمة.

0.29

خطبة الجمعه 14-04-1995
السيد علي رافع

إن الدين لواقع إن الدين وهو يعلمك ويرشدك ويفقهك ويضرب لك الأمثال يعطيك قوة لأن تقوم في إستقامة في الله وليجعلك قادرا أن تختار طريقك. إن الإنسان وهو يحاول بعقله أن يفهم الكثير إلا أن هذه المحاولات تقف عاجزة أمام معاني كثيرة فهو مهما حاول لن يستطيع أن يعطي لوجوده قدرات تخرج به عما أعطاه الله(يا معشر الجن والإنس إن إستطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان)فمهما تعلم الإنسان ومهما إستحدث من أدوات وإختراعات فكل ذلك له حدود بل إنه كلما إتسعت قدراته شعر بعجزه أكثر سواء أكان هذا الإتساع في المعرفة خارج أرضه أو على أرضه أو في ذاته هذا العجز الذي يشعر به الإنسان كلما ملك وسيلة جديدة يجعله يشعر بضآلته ويجعله يشعر بأن هناك الكثير الذي لا يعلم. هنا يكشف له الدين عن معنى فيه يستطيع به أن يقيم صلة مع هذا الغيب يعلمه معنى الدعاء. يعلمه معنى الصلة يعلمه معنى الوصلة يعلمه أن في داخله وفي وجوده سر كبير سر الدعاء سر القلب سر الروح سر المعنى وأن هذا السر فيه لا يعرف حدودا لا يعرف قيودا يمكنه أن ينطلق ويمكنه أن يتصل فطبيعته ليست محدودة وليست مقيدة بقوانين الذات التي تحدد حركته وتحدد رؤيته يعلمه أن عليه أن يعمل هذه الطاقة فيه بأن يتجه الى الله وأن يسأل الله وأن يدعو الله وأن يقصد وجه الله وأن يشهد أن لا إله إلا الله.

0.28

حديث الخميس 12-08-2010
السيد علي رافع

فلذلك ، الإيمان شيء في الإنسان ، بيتواجد وينمو في اتجاهٍ ، لا يتماثل مع كل إنسان. يعنى ليس هناك طريق ، تقول مثلا ، أنه يجب على كل الناس أن تؤمن به ، أو أن تعتقده ، أن هذا هو الخير بالنسبة لهم ، لا يمكن أن يكون هذا .

0.28

حديث السبت الشهري 13-04-1996
السيد علي رافع

إجابة : هو طبعا يعني البداية مش عارف نبدأ منين، إنما هو العقيدة أولاً هي شيء داخلي في الإنسان وشيء مجرد في الإنسان، يعني بنقول الإنسان ده يؤمن بكذا فهذا في واقع الأمر بيرجع إلى أمر داخلي وسر من أسرار الإنسان أنه يستطيع أن يؤمن، لأن الإيمان في حد ذاته أمر ليس نابع من مجرد العقل الظاهري أو الأسباب الظاهرية التى تؤدي إلى إيمان بشيء، إنما هو بيرجع في المقام الأول إلى سر من أسرار الإنسان هو قدرته على التجريد، يعني لما نقول "الذين يؤمنون بالغيب" مثلاً بنجد كلمة الإيمان هنا قائمة ليست على أساس العقل وإنما أساساً على أساس القدرة على أن يُجرد الإنسان الأمور الحسية، ويشعر بأن هناك ناحية غيبية وراء هذه الحياة، ووراء كل ما يحدث عليها، فهنا الإيمان هو هذه القدرة الموجودة في الإنسان على التجريد وعلى عدم التحديد، لأن إذا كان الأمر واضح تماما، هنا بيصبح كلمة إيمان مختلفة، يصبح أن الإنسان واثق من شيء وعلى يقين من شيء فهنا يمكن أن إحنا ما نقولش أن هو له ده معتقد أو أنه يؤمن بهذا الشيء، ولكن بنقول أنه بيرى هذا الشيء أو بيشهد هذا الشيء واقع أمامه كشهادة واقعية وكشهادة مادية.

0.28

خطبة الجمعه 13-09-2002
السيد علي رافع

لا يملك الإنسان إزاء ذلك بظاهر عقله وبظاهر فكره وبظاهر قوله إلا أن يسلم أمره لله.. والا أن يشعر بإفتقاره لله وإلا وأن يقول إني عبد الله.. إنها العبودية التي تأتي عن يقين.. فالعبودية لله مقامات.. (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) .. سواء شاء الإنسان أو لم يشأ سواء شاءت الكائنات أم لم تشأ.. فهي لم تخرج عن إرادة الله وعن قانون الله.. (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ(33)(سورة الرحمن) .. لا تنفذوا إلا إذا كان القانون يسمح بذلك.. إعملوا كل قدراتكم وابذلوا كل طاقاتكم وتعلموا كل علومكم وابحثوا في كل ما تملكون وكل ما تعرفون وكل ما تشهدون.. ولن يكون إلا ما أنتم له أهل وإلا ما يسمح لكم به القانون الذي عليه تقدرون والذي يمكن أن تتعلموا وتعرفوا.. (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ (255) ( سورة البقرة) والمشيئة ليست لحظية وليست طارئة وإنما المشيئة هي ما يمكن أن تشهده وتعلمه وتعرفه بما أوجد الله فيك من قدرات وملكات.. شاء فكان بلا أول وبلا آخر..

0.27

خطبة الجمعه 01-12-1989
السيد علي رافع

فالإنسان بما فيه من عقل ومن قدرة يستطيع أن يجرد ما لا يحيط به وهذا هو معنى الإيمان بالغيب أنت تؤمن بمعان حقية هذه المعاني لا تستطيع أن تحيط بها بقيامك في هذا الوجود ولكن من قدراتك التي أودع الله فيك أنك تستطيع أن تمن بها(الذين يؤمنون بالغيب)إيمانهم بالغيب يجعلهم يسألون ويتساءلون وماذا نفعل في واقع حياتنا في شهادة وجودنا فيجيبهم الحق أن إتجهوا الى ما تحيطون به بعلمكم الذي علمتكم(لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)أن إتجهوا الى ما أوجدت فيكم من معاني الحق والحياة الى قدرتكم أن تروا وأن تدركوا معنى الحق والحياة في واقع أمركم تدركوا أنكم بقيامكم هناك ما هو خير لكم وهناك ما هو شر لكم وقد أودع الله فيكم ما يمكنكم أن تميزوا بين الخير والشر بين الحق والباطل فيما تشهدون وفيما فيه تتعاملون فتدركوا أن عليكم أن تقيموا الصلاة أن تكونوا لربكم متجهين وله سائلين وعليه متوكلين عليكم أن تصدقوا فيما تروا أنه الحق وفيما تشهدوا أنه الحق.

0.27

خطبة الجمعه 01-02-2002
السيد علي رافع

لأننا ندرك قدرنا وندرك حجمنا. ندرك أن لنا طاقة وهذه الطاقة محدودة. وإذا أردنا أن نستفيد منها فائدة كبرى علينا أن نستفيد منها من خلال قانون الحياة لأننا لا نملك أن نخلق قانونا جديدا ولا نستطيع ذلك. وعدم الإستطاعة هنا ليست إختيارية ولكنها واقع. (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ(33)(سورة الرحمن) فالله لم يحد حريتنا في أن نفعل في أن نبحث في أن نعمل أي كان ولكننا نحن الذين ندرك أن لنا طاقات محدودة ونعرف أن ما نجهل أكثر كثيرا كثيرا مما نعلم. فنعرف حدودنا ونعرف أن حدودنا هي أن نفهم وأن نتعلم فيما هو قائم بل أن المتاح لنا أن نتعلمه نحن غير قادرين أن نحيط به كله فنجد أن كل إنسان له علم يتعلمه وفي هذا العلم أيضا لا يستطيع أن يعرف عنه كل شيء. وهذا هو الذي يجعلنا نشعر حقا بالعبودية الى الله وبالإفتقار الى الله. وهذا هو المدخل الذي دخل منه كل الأنبياء يوم تأملوا وتدبروا في الكون حولهم فأدركوا ضعفهم وإفتقارهم وقلة حيلتهم وأنهم في حاجة في إتصالهم بالغيب ليتعلموا ويعرفوا ويتحركوا على هذه الأرض.

0.27

حديث الخميس 24-03-2016
السيد علي رافع

والقضية دائماً، حين نتحدث في مثل هذه الأمور، هي ليست قضية اختيارية، بمعنى أنك يمكن أن تفعل كذا أو لا تفعل كذا، أنك يمكن أن تبدأ بنفسك ويمكن أن تبدأ بغير نفسك. في واقع الأمر أنّا حين نقول أن الإنسان عليه أن يبدأ بنفسه، فهذا أمرٌ ليس فيه اختيارٌ كبير؛ لأن إذا نظرنا إلى هذا الكون، وإلى كل ما فيه، سوف تجد أن كل هذه الأمور هي غيبٌ عليك، وقد تكون نفسك أيضاً غيباً عليك، ولكنها أقرب هذه الغيوب ـ إذا جاز لنا أن نقول هذا التعبير ـ إلا أنها ما يمكن أن تلمسه، وأن تشعر به على هذه الحياة.

0.27

خطبة الجمعه 15-12-2017
السيد علي رافع

وسعتنا متغيّرة، كما علّمنا الحقّ عن قانونه، "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ...". ويوم علّمنا أنّ هذه السّعة تتّسع "... إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ".

0.27

حديث الخميس 03-08-2000
السيد علي رافع

بنفي القدرة على الإحاطة. هو لا يقدر. ويرى أن هناك قدرة هو لا يقدر عليها هو بيؤمن بهذه القدرة التي وراء هذا الكون. إذن هذه هي البداية. إذن الإيمان بالغيب والتعامل مع الغيب بيبدأ من هذا المنطلق. الإستقامة مع الشهادة بتبدأ من أن يتعامل مع الإنسان. "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" فيما هو موجود أمامه من أسرار وقوانين. "أنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت" بتبحث في القوانين وتماثلها. آيات كثيرة كما نرددها دائما. أو قليل منها هناك الكثير منها. إذن التعامل بيبدأ مع الشهادة مع قدرة على الإحاطة أنت تحيط بهذه القضية وتفعل فيها وتفعل بها ما تستطيع أن تفعله. هل هناك حدود على فعلك في الشهادة. لا حدود على فعلك في الشهادة إفعل ما يمكنك أن تفعله. ولو ظننت أنك تستطيع أن تنفذ من أقطار السماوات والأرض فانفذ. "يا معشر الجن والإنسان إن إستطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان". تقدر تنفذ إنفذ. مش ها وقفك. فيما هو في مقدورك فيما هو في إحاطتك. إفعل ما تفعله. إذن هناك إستقامة في التعامل مع الشهادة. هناك إستقامة في التعامل مع الغيب.

0.27

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.27