خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

ونحن في مجتمعاتنا بعد الخلافة الرشيدة - كما يقولون بقولهم وبتعبيرهم - أصبحت الأمة الإسلامية تُحكم بالملك العضود ، وأصبح الحكام هم آلهة من دون الله ، بل أن الأدهى من ذلك أن المسلمين تصوروا أن هذه الدكتاتورية وأن هذه الطاغوتية هي جزءٌ من الإسلام ..ونحن إذا نظرنا في تاريخ الشعوب كلها نجد أن الحكام جميعاً في الشرق والغرب قد حاولوا أن يضفوا على حكمهم وتسلطهم صبغة إلهية ، فتظهر بعض الفرق لتقول بأن طالما أن الله قد جعل الحاكم حاكماً فعلينا أن نقبله ، لأن هذه إرادة الله ، وفي الغرب يروجون لأن الملك هو من ينطق باسم الإله وأنه ظل الله على الأرض ، الكل يحاول أن يستغل محبة الإنسان للدين وللغيب ، ولقبول حياته حتى يستطيع أن يعيش ، فيبيعون له هذه الأفكار ، وهم كاذبون ويعلمون أنهم كاذبون .

0.89

خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

وإذا كان الأمر هو الشورى ، إذا كان الأمر هو العدل ، وإذا كان الأمر هو أن يزهد الحاكم وأن يفضِّل قومه وأن يعيش على قدر أقل واحد فيهم ، إذا كانت السنة تدعو إلى ذلك وإذا كان الخلفاء أيضاً الذين تابعوا - مهما كان وضعهم ومهما كان موقفهم من بعض الأمور - إلا أنهم أيضاً كانوا يراعون ذلك ، وحين خرج أحدهم عن ذلك ، حدثت الفتنة التي قلبت المعايير والتي أرجعت المجتمع إلى مجتمع الفرد والمُلك والدنيا ، بعد أن كان الهدف هو هدفٌ أسمى ، هو هدف حياة الإنسان الأخروية ، وأن كل ما يفعله على هذه الأرض من أجل ذلك بمعنى الشهادة ، فالشهادة كانت ترمز إلى أكثر من أن تكون جهاداً في حربٍ أو في معركةٍ حربية والقتل فيها والاستشهاد فيها ، إن هذا كان يرمز إلى أن الهدف من هذه الحياة كلها هو أن يكسب الإنسان حياته الروحية ، وأن عليه أن يسلك من أجل ذلك ، فإذا خرج من هذه الأرض وهو على هذه العقيدة .

0.27