فهذا الشهر يجب أن يكون له أثر في نفوسنا ويجب أن ينتج تغييرا في نفوسنا ويجب أن يغير مداركنا.. فهذا الشهر هو رمز لما يجب أن نتبع، لما يجب أن نتبع في تدريب نفوسنا وفي تدريب عقولنا.. وفي تدريب قلوبنا..

0.81

فالإنسان حين يدرب نفسه على ألا يستجيب لشهوات ذاته وأن يتجرد من متطلبات هذه الذات، هذا التدريب في حد ذاته، هو تدريب أساسي لرقي الإنسان، ويصاحب هذا التدريب قُوَى روحية، كما أيضا يجعل الإنسان في صورة تجعله أهلا لتلقي النفحات الروحية، والنفحات السماوية.

0.31

هذا التّدريب، الحياة هي تدريب، فإذا قام بهذا التّدريب وأعمل عقله، وأعمل قلبه، وأعمل جوارحه، وأيّاً كان الذي يفعله مع بساطته أو مع تعقيده، أو مع أيّ بعدٍ آخر يمكن أن تتصوّره، فهو في هذه الحالة هو إنسان بيحقّق معنى الحياة فيه.

0.3

هذا الشهر يجب أن يكون له أثر عميق في كل نفس.. ويجب أن يكون له مدى بعيد في كل قلب.. ويجب أن يكون له فهم عميق في كل عقل.. هكذا يجب أن نصوم.. وهكذا يجب أن نصلي..

0.28

"قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ.." تدل على دعوتنا إلى معرفة قانون الحياة وإلى معرفة أسباب الحياة ، في نشأتها ، وفي الحفاظ عليها ، وفي تطورها ، وفي تطور الأرض حولنا ، ما يحدث عليها وما يحدث فيها ، لأن في هذا العلم هو تدريبٌ لعقولنا ، وتدريبٌ لقلوبنا ، بل وتدريبٌ لأرواحنا ، من خلال أجسادنا.. وجودك على هذه الأرض هو مزرعة ، هو تعليم ، هو تدريب ، من خلال كل الممارسات التي تمارسها من خلال العلم ومن خلال العمل ومن خلال التعامل .. وقد زودك الله بأدواتٍ تمكنك من طلب العون ، ومن اتساق الرؤية ، ومن التعمق في حياتك ، ومن أن تحاول أن تعكس البصر إلى داخلك ، فكانت كل العبادات وسائل لأن تعكس البصر إلى داخلك ، يوم تقف للحظاتٍ في صلاتك منعزلاً عن هذا العالم الخارجي ، لتعيش في عالمك الداخلي متجهاً إلى مصدر الحياة ، لتأخذ قوةً تعينك على مواصلة حياتك الأرضية.

0.27