خطبة الجمعه 13-08-2010
السيد علي رافع

وهنا ، قد يتساءل إنسانٌ ، كيف يكون ذلك؟ أليس الصوم من ضمن الأعمال التي يقوم بها الإنسان ؟ وهنا ، حين نتأمل في هذا الحديث ، نجد أن الصوم هنا ، هو معنىً ، قبل أن يكون صيام هذا الشهر بذاته . الصوم هو حالٌ ، يكون الإنسان فيه ، قائماً بمعناه وبما فيه من حقيقةٍ روحيةٍ ، متعرضاً لنفحات الله . الإنسان وهو في هذا الحال ، يكون في معنى تلقي نفحات الله ورحماته ، وعطاء الله ليس له حدود ، وما يجزي به الله من نعم ليس لها حدود ، باسمه الرحمن الرحيم ، باسمه الجواد الكريم ، باسمه الغفار التواب .

0.64

خطبة الجمعه 20-10-2006
السيد علي رافع

فالعمل هو العمل الصالح الذي يثمر، والذي يغير والذي يبدل، والذي يجعل الإنسان أكثر طهراً، وأكثر صفاءً، وأكثر نوراً، وأكثر تقبلاً، وأكثر محبةً، وأكثر من كل صفةٍ جميلة يستفيد منها، ويصبح فيها أفضل وأقوم، وهذا أيضاً معنى الحديث القدسي " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه " لأن الصوم هنا تعبيرٌ عن تعرض الإنسان لنفحات الله ورحماته، تعبيرٌ عن أن يعيش الإنسان بروحه، وبهذا يصبح أهلاً لعطاء الله ولرحمات الله، فالتفريق هنا بين الصوم والأعمال الأخرى هو للتعبير عن أن الإنسان يوم يعيش بمعنوياته وروحه وداخله ويتخلى عن ذاته يصبح أهلاً لعطاء الله، وهذا معنى "فهو لي وأنا أجزي عنه " فالعطاء هنا ليس بقدر عمل الإنسان في امتناعه عن الطعام والشراب، وإنما العطاء هنا بقدر رحمة الله وفضل الله وكرم الله .. إذا كانت الأعمال الأخرى هي أيضاً لله إلا أن تفضيل الصوم هنا أو تمييز الصوم هنا هو لهذا المعنى الذي يحمله الصوم من التخلي عن التداني إلى الأرض، والانطلاق في رحاب السماء، إن كل عمل يكون كذلك هو صوم "فهو لي وأنا أجزي عنه " كما سمعنا في هذا الحديث القدسي، ومن هنا ندرك أن ربط بين ليلة القدر وبين شهر الصوم وبين العشر ليال الأخيرة في شهر الصوم هو اكتمال هذا المفهوم الذي تعبر عنه أحاديث الصوم ---- ..

0.49

خطبة الجمعه 28-08-2009
السيد علي رافع

عباد الله... إنا نعيش أياماً مباركة ، فيها رسالةٌ لمن قرأها ، وفيها تطهرٌ لمن قامها ، وفيها معراجٌ لمن عاشها ، تفتح باباً إذا دخله الإنسان ، دخل إلى أن يكون أهلاً لرحمة الله ، وأن يكون أهلاً لفيوضات الله . "كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فهو لي ، وأنا أجزي عنه"(1) ، كان الصوم بذلك هو المدخل للتعرض لنفحات الله ، وكان الصوم بذلك هو المعنى والمنهج الذي يجب أن يقوم فيه الإنسان في كل عملٍ له ، حتى يكون بذلك أهلاً لرحمة الله ولعطاء الله .

0.45

حديث الخميس 09-01-2003
السيد علي رافع

ولكن الحديث القدسي الذي يحدثنا عن الصوم مثلا. يوضح لنا هذه النقطة فيقول (كل عمل بن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه) لأن هنا تعبير الصوم هنا هو في واقع الأمر هو تعبير شامل وليس المقصود به في تحليلنا أو في تفكيرنا أو في تأملنا وفي تدبرنا ليس مقصود به فقط الصوم الظاهري أو صوم رمضان أو صوم أي يوم آخر وإنما هو تعبير عن أن يوم يكون الإنسان محتسبا عند الله ويوم يكون متعاملا مع الله ويوم يكون مراقبا الله في كل وجوده وكل أعماله فهو ينال ليس بقدر العمل بل أنه هو فضل الله ورحمة الله وعطاء الله ورحمة الله وجزاء الله. وهذا هو العطاء الأكمل وهو الجزاء الأكبر. أما إذا نظرنا للعمل كعمل له نتيجته فهو لا يقارن إطلاقا بهذا العطاء إذا وضعنا عمل الإنسان وقلنا ماذا إذن هو المقصود (كل عمل بن آدم له) إذاً هناك عمل والإنسان يحصل على نتيجة لهذا العمل. هذه النتيجة إذا نظرنا لها من ناحية العمل نجد أنها لا تقارن بعطاء الله وبرحمة الله وقد تكون لها نتيجة في حياته الظاهرية. وقد يكون لها نتيجة أيضا في حياته الأخروية ولكن مقارنة بعطاء الله نجد أن هذا لا يساوي شيء.

0.44

خطبة الجمعه 11-02-1994
السيد علي رافع

إنا في يومنا هذا في بداية شهر كريم والإنسان في حاجة الى بداية جديدة يحاول أن ينطلق منها الى ما يصبوا ويرجو من لقاء في الله وكسب في طريقه فلنحاول جاهدين بالله مستعينين وعليه متوكلين وبرسوله مقتدين وبجاهه متوسلين عاملين مجدين أن تكون بدايتنا بداية خير وصلاح وفلاح مدركين أن هذا الشهر فاتحة خير ومدخل الى المغفرة والى التوبة. الصوم هو معنى في قيام الإنسان. هو مفهوم في سلوك الإنسان هو إدراك لقيمة الإنسان هو تعبير عما في الإنسان من حقيقة وعما فيه من أسرار(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم). فهو مفهوم موجود بوجود الأرض وبرسالات الحق في كل رسالة كان هناك الصوم وهكذا نتعلم ديننا ونتعلم مناسكنا نتعلمها حقا نتعلمها فهما نتعلمها قياما والحديث القدسي وهو يعبر عن الصوم ليعرفنا وليعلمنا معنى الصوم(كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه)حين نتأمل في هذا الحديث ونتدبر ما فيه سيجول بخاطرنا سؤال هل هناك فارق بين عمل الإنسان لنفسه وبين عمل الإنسان لله (كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فهو لي)(فهو لي وأنا اجزي عنه).

0.44

خطبة الجمعه 04-09-2009
السيد علي رافع

عباد الله: إن ما جاء به ديننا من عباداتٍ ومعاملاتٍ ومناسك وشعائر ، يحمل لنا رسائل كثيرة ، وكما تذاكرنا في معنى الصوم وما يحمل من رسائل كثيرة ، وقد تحدثنا عن معنى جهاد النفس ، كما تحدثنا عن كيف يعيش الإنسان بروحه وبمعانيه ، وهو قائمٌ في الصوم ، وكيف أن هذا الحال الذي يقوم فيه الإنسان ، يهيئ نفسه لنفحات الله ورحماته ، "كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فهو لي ، وأنا أجزي عنه"(1) ، فالصوم كما نرى يحمل رسائل كثيرة ، وهو أيضاً تعبيرٌ عن الدعاء ، وتعبيرٌ عن الصلة .

0.43

خطبة الجمعه 28-08-2009
السيد علي رافع

هذه المحاولة من الإنسان ـ إذا كانت جادة ـ يكون الإنسان في تعرضٍٍٍٍ لنفحات الله ، يكون الإنسان في صومٍ ، في صومٍ حقيقي . لذلك كان معنى الصوم هو تعبيرٌ عن التعرض لنفحات الله ، لأن الإنسان وهو يقوم في منسك الصوم ، يحاول أن يكون قائماً بوجوده الروحي ، متخلياً عن ارتباطه بأرضه المادية ، إلا ما فيه خيره وخير الناس ، من عملٍ صالحٍ يؤديه ، ومن سعيٍٍ في طريق الحياة ، هذه رسالةُ من رسائل الصوم التي هي للبشرية كلها ، وليست فقط لمن ينتسبون إلى الإسلام اسماً .

0.43

خطبة الجمعه 07-01-2000
السيد علي رافع

ونحن في هذا اليوم آخر يوم في شهر الصوم هذا الشهر الذي هو شهر الناس.. شهر الجهاد والإجتهاد.. شهر التعرض لنفحات الله ورحماته.. هذا الشهر الكريم الذي فيه رسائل كثيرة لنا.. تأملاناها وتدبرناها وتذاكرناها.. "كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه" وتعلمنا أن هذا الحديث يوضح لنا كيف أن الجزاء من الله وأن العطاء من الله وأن الرحمة من الله.. وأن الإصطفاء من الله وأن هذا المعنى تجلى في الصوم لأنه يتجلى فيه بُعد الإنسان عن ذاته.. وحياة الإنسان بروحه.. وتعامله كله مع الله.. فإذا قام الإنسان كذلك في كل أمر من أموره كان في صوم وكان الجزاء والعطاء من الله..

0.43

خطبة الجمعه 13-08-2010
السيد علي رافع

أما الإنسان وهو في حاله العادي ، وهو يشعر بذاته ووجوده ، وهو يقوم بهذا في إطار أنه القائم بالعمل ، وهذا حالٌ لا ننكره ، لأنه واقعٌ نعيشه ، فكل إنسانٍ يشعر بذاتيته ، ويشعر بأنه يعمل ، ويشعر بأنه يقرر ، وأن له إرادة يوجهها أو توجهه ، فيما يستحسنه من عمل ، فهذا حالٌ يقوم فيه الإنسان أيضاً . لأن القضية ليست مجرد كلام ، وإنما هي قضية قيام يحسه الإنسان ، ويقوم فيه .

0.41

خطبة الجمعه 01-06-1984
السيد علي رافع

فالإنسان حين يتأمل في طريق الحياة ويعرف أن الصوم تخلق بأخلاق الله الصوم لي وأنا أجزي عنه)

0.4

خطبة الجمعه 13-08-2010
السيد علي رافع

إنه حالٌ ، يمكن أن يقوم فيه الإنسان ، في أي عبادةٍ أو معاملةٍ ، يوم يكون خالصاً في معاملته وفي عبادته لله . وهذا هو معنى التوحيد الحقيقي ، وقد عبر الصوفية عن ذلك بقولهم: [وجودك ذنبٌ لا يقاس به ذنب] ، إن الإنسان وهو في هذا الحال ، يكون أهلاً لتلقي نفحات الله ورحماته .

0.39

حديث الخميس 14-10-2004
السيد علي رافع

وهذا هو فهمنا وتأملنا في كل العبادات في واقع الأمر فكثيرا ما نتكلم في أن جميع العبادات هي رسائل من الله لنا وهي تعبر عن قانون من قوانينه التي إن سلكناها بصدق وإتبعناها بإدراك وعلم سوف تؤتي أثرها فينا وسوف تغيرنا الى ما هو أفضل وأقوم. والصوم كما نتعلمه دائما هو أساسه مجاهدة النفس وهو أن نتعلم أن الإنسان هو معنى قبل أن يكون ذات وهو روح قبل أن يكون جسد وأن عليه أن يقود هذه الذات لا أن تقوده وأن ينطلق فيما هو أفضل لا أن ينغرس ويتدنى الى ما هو أقل وأدنى وأن هذا القانون هو أساسي في أن يرق الإنسان ويشف ويكون وجودا أكثر لطفا وأكثر معنوية وأكثر روحية وأكثر إدراكا وأكثر تعرضا لنفحات الله. كما نتعلم دائما في معنى (كل عمل بن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه) هذا المعنى يثير كثير من التساؤلات في عقل الإنسان يوم يقرأ ويستمع الى هذا الحديث لأن قد يشعر الإنسان بأن هناك إختلاف في الصوم عن باقي العبادات الأخرى. ونحن حين نتكلم عن العبادات نضعها كلها في سلة واحدة من ناحية الهدف منها ومن أنها تعبر عن قانون من قوانين الحياة ومن أنها في النهاية هي لها أثر على الإنسان (من لم تنهه صلاته فلا صلاة له) كل عبادة في واقع الأمر لها أثر على الإنسان وأثرها على الإنسان قد يكون غير مدرك له في هذه الحياة بصورة كاملة ولكن هو سوف يشعر بهذا التأثير إن إستقام فيها واستمر ورغب وحاول وجاهد وأراد أن يقيمها بصدق.

0.38

حديث الخميس 11-06-2015
السيد علي رافع

[كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فهو لي، وأنا أجزي عنه](1). فهنا عطاء الله في هذا القيام، يوم يقوم الإنسان في المعنى الحقيقي للصوم، يكون أهلاً لنفحات الله بقدرٍ أعظم وبقدرٍ أكبر من قيامه في صورٍ أخرى من صور العبادة أو العمل أو المعاملة، لا بالصورة التي يجسدها البعض من معنى كَمِّي للثواب، وإنما من معنى حقي، أنه يكون قادراً بهذا الوجود الروحاني الحقي النوراني، يكون قادراً على جذب طاقاتٍ أكبر خَيِّرة وإيجابية من المحيط الذي يحيط به.

0.36

خطبة الجمعه 12-11-2004
السيد علي رافع

ها قد قارب شهر الصوم على الإنتهاء شهر فيه معاني كثيرة فيه معنى الجهاد فيه معنى إدراك الإنسان لقيامه الروحي فيه معنى تعرض الإنسان لنفحات حقية (185) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ( سورة البقرة).. فيه معنى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فيه معنى عطاء الله (كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه) هذه المعاني جميعها ليست فقط في المعنى المكاني أو الزماني وإنما هي معاني مستمرة مع الإنسان في كل حياته.. معاني مستمرة مع الإنسان في كل معاملاته.. لا ينبغي أن تنتهي بإنتهاء هذا الشهر وإنما هذا الشهر هو تذكير للإنسان بها في كل دورة من دورات الزمان حتى يظل الإنسان متذكرا كل معنى يعيش فيه في كل حياته فإذا غاب عنه جاء شهر الصوم مرة أخرى في دورة أخرى ليذكر الإنسان بهذه المعاني..

0.36

Unkown 21-12-1998
السيد علي رافع

ونحن في شهر الصوم، نتذاكر هذا المفهوم الذي يتجلى في هذا المنسك وفي هذه العبادة، لأن له أثر كبير في سلوك الإنسان، وفي رقيّه، فالصوم له معنى عظيم، يتجلى في الحديث القدسي {كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه}.

0.36

خطبة الجمعه 10-08-2012
السيد علي رافع

لذلك، فإن شهر رمضان، شهر الصوم، هو رمزٌ لهذا القانون، الذي علمنا إياه، رسول الله ــ صلوات الله وسلامه عليه ــ يوم قال: "... كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به"(2).

0.36

خطبة الجمعه 22-05-1987
السيد علي رافع

لقد تذاكرنا بيننا عن شهر الصوم وعن معنى الصوم وكيف أنه تجلى في شهر الصوم معاني التعرض لفيوضات الله ونفحاته (الصوم لي وأنا أجزي عنه)فإذا تعرض الإنسان لنفحات الله تغير حاله واستقام أمره(وما من كمال إلا وعند الله أكمل منه)ولكن أكثر الناس لا يتصورون ذلك ولا يعقلون ذلك فكل فرد لا يتصور أن هناك أعلى منه ولا يتصور أنه يمكن أن يكون أفضل أو أن يكون أحسن فهو يرى في نفسه الكمال حتى إن لم يرى الكمال فهو لا يطلب الكمال لأنه لا يرى إلا نفسه.. لا يشهد إلا رغباتها وطلباتها وشهواتها لا يرى في الدنيا إلا تحقيق مآربها ومطالبها عن أن يرى نفسه على حقيقتها فيطلب أعلى ويقوم أعلى.

0.35

خطبة الجمعه 03-09-2010
السيد علي رافع

وهذا الشهر الكريم ، هو فرصةٌ للإنسان ، في كل لحظةٍ من لحظات صيامه ، أن يتذكر هذا المعنى ، معنى الصوم كاستغفار ، معنى الصوم كوسيلة للتذكير ، وللمراجعة ، وللتفكر في حال الإنسان وقيامه .

0.35

خطبة الجمعه 07-04-1989
السيد علي رافع

إنا نعرف دائما ونقرأ دائما أن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والشق الأول من الحديث كل عمل إبن آدم له يقرر هذا القانون فإذا نظرنا وتأملنا في الصوم وهو عمل من الإنسان لقلنا إن هذا العمل للإنسان بالقانون وهو كذلك والإستثناء هنا هو في قدر ما تكسب من قيامك الحقي في معنى الصوم فأنت حين تتأمل ف يالظاهر في قوانين الحياة الظاهرية عملكفي كل أمر له مقابل له مقابل من نوعه ومن صورته ومن طبيعته وعملك التعبدي له نتيجة في قيامك تتناسب مع هذا العمل وكلن بتأملنا في الحديث نجد أن الله قد إختص الصوم بقانون حقي..

0.34

حديث الخميس 14-10-2004
السيد علي رافع

وهذا معنى أن الصوم لي وأنا أجزي عنه. لأن الجزاء هنا من عطاء الله الغير محدود فهو يعبر هنا الصوم عن أن معنى أن تكون معرضا نفسك لنفحات الله أن تتخلص في لحظات من مادي وجودك وتعيش فعلا بمعناك الروحي هذا الحال الذي يمكن أن تكون عليه ممكن أن يكون سبب في أن يفيض الله عليك فيضا كثيرا ويصطفيك يهديك ويرشدك ويوجهك {(56) إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (سورة القصص )} {(17) مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (سورة الكهف )} كل هذه الآيات وكل هذه المعاني بتمثل أن الهداية من عند الله وأن العطاء من الله المهم أن يحاول الإنسان وأن يجتهد الإنسان أن يعيش لحظات في الله وألا يكون عبدا للدنيا ولمادي الحياة ويجاهد نفسه بذلك وأن يحاول أن يجعل من كلماته واقعا يعيشه ليست مجرد كلمات يقولها ينقلها ويرددها وهذا ما نعاني منه جميعا نريد أن نحول كلماتنا الى واقع نعيشه والى حال نقومه والى سلوك نسلكه فنصبح بحق في معنى العبودية في الله.

0.34

حديث الخميس 14-10-2004
السيد علي رافع

فالصوم معناه (الصوم لي وأنا أجزي عنه) لا يعني أن الصوم ليس للإنسان لأن القول هنا وأنا أجزي عنه. إذن هناك عائد على الإنسان والعائد هنا هو أكبر من أن يكون مجرد فعل والعائد المباشر له من القيام بهذا الفعل بمعنى إنك حين تقوم بعمل قد يكون لهذا العمل عائد وهذا العائد يتناسب مع هذا العمل من حيث المهارة فيه من حيث الخبرة الموجودة التي يجب أن تؤديها فيه وأشياء كثيرة هي بتؤثر فيما يعود عليك من العمل الذي تقوم به وهناك عائد آخر هو عطاء غير محدود يوم يكون الإنسان في أهلية لهذا العطاء تجيء له العطاء. هنا يجيء العطاء في كثير من الأحيان من غير أن يكون متناسب من ناحية المظهر مع السبب الذي أدى إليه. نضرب بذلك مثل. حين ننظر مثلا الى العلماء الذين أسهموا في هذه البشرية بأفكار غيرت مجرى هذه البشرية أشياء كثيرة هم حين كانوا يقوموا بأعمالهم وبأبحاثهم الأبحاث في حد ذاتها والأعمال في حد ذاتها ممكن أن لا تؤدي الى هذه النتائج ولكن هي لحظة سميها إلهام سميها فيض (وأنا أ جزي عنه). الله يفتح على الإنسان فكرة أن يفتح له طريق أن يفتح له باب هذا عطاء من الله هنا وهو يعبر عن الصوم هو يعبر أن يكون العطاء من الله أكبر بكثير مما تتصور ومما تعتقد أنه نتيجة لعمل صغير قد تؤديه.

0.33

خطبة الجمعه 26-01-1996
السيد علي رافع

إن الصوم هو تخلق بأخلاق الله، إن الصوم هو قيام بسر الله، وبرحمة الله، وبعطاء الله، وبنور الله فى الإنسان.

0.33

خطبة عيد الفطر 30-08-2011
السيد علي رافع

(1) قال صلى الله عليه وسلم " قال الله تعالى : كل عمل ابن أدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزى به "

0.33

حديث الخميس 30-11-2000
السيد علي رافع

فحين يقوم الإنسان في معنى الصوم مثلا فهي علاقة روحية لها مردود روحي على الإنسان يوم يكون هو مدرك لهذه العلاقة بما فيه من قدرة إدراكية وبما فيه من معاني روحية تستطيع أن تفهم معنى من معاني الصوم ومن معاني التعرض لنفحات الله ومن معاني التخلي عن الذات والقيام بالجانب الروحي للإنسان.. كل هذه المعاني بتفتح للإنسان أمور كثيرة ولها مردود على قيامه الروحي.. سوف يجد هذا ويرى هذا في لحظة مناسبة.. (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا(49)(سورة الكف)

0.33

خطبة الجمعه 07-04-1989
السيد علي رافع

عباد الله.. إنا نبدأ شهر الصوم بمجاهدة أنفسنا نبدأ عبادة ومنسكا نتعلم منه الكثير ونتعلم فيه الكثير إن الصوم يعلمنا قضية ف يالله كبرى يعلمنا كيف نتخلق بأخلاق الله (كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه)حديث قدسي إذا تأملنا فيه لتعلمنا الكثير..

0.33

خطبة الجمعه 13-08-2010
السيد علي رافع

أما الحال الآخر ، الذي لا يشعر فيه الإنسان بذاتيته ، وإنما يشعر أنه في تعاملٍ مع الله ، في علاقةٍ مع الله ، غير ناظرٍ إلى هذه الدنيا وما فيها ، يكون في هذا الحال في وضعٍ آخر ، لأنه لا يرى إلا الله ، ولا يشهد إلا الله ، ولا يتعامل إلا مع الله ، ولا ينجذب إلا لله ، ولا يحب إلا الله ، ولا يشعر إلا بمعية الله ، في داخله وفي خارجه . وهذا حالٌ ، يعبر عنه الصوم في هذا الحديث ، كما نفهم .

0.32

خطبة الجمعه 13-08-2010
السيد علي رافع

(2) قال صلى الله عليه وسلم " قال الله تعالى : كل عمل ابن أدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزى به "

0.32

خطبة الجمعه 02-06-2017
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: هو تذكيرٌ بمعنى الصّوم لنا، وارتباط منسك الصّوم بأن يقوم الإنسان بما فيه من معانٍ، بما فيه من قيمٍ، بما فيه من روحٍ، بما فيه من قلبٍ، متخليّاً عن ذاته وشهواته ورغباته.

0.32

حديث الخميس 18-06-2015
السيد علي رافع

بل أننا نتعلم أيضاً، أن من قوانين الله في خلقه، أن من يجاهد نفسه ويستعين بالله عليها يلقى دفعةً وقوةً كبيرة من الغيب تساعده في ذلك، [كل عمل ابن آدم له، والصوم لي، وأنا أجزي عنه](6). فهنا، بيشير هذا الحديث، إلى عطاء الله الغير محدود والغير مجذوذ لمن يقوم في مجاهدة نفسه.

0.31

حديث الخميس 11-06-2015
السيد علي رافع

نحن مقدمون على شهر الصوم، وهو تذكيرٌ لنا بما يجب أن نكون عليه في هذه الأرض، من مجاهدةٍ لأنفسنا ومن تعرضٍ لنفحات الله بكل وجودنا. وهذا ـ كما نقول دائماً ـ قانونٌ من قوانين الحياة، التي يكشف عنها ويوضحها منسك الصوم.

0.31

خطبة الجمعه 24-10-2003
السيد علي رافع

إن في كل أمر من أوامر ديننا معاني علينا أن نقرأها وأن نتعلم منها كيف نحيا وكيف نكون أفضل في حياتنا وفي سلوكنا وفي معاملاتنا ونحن مقبلون على شهر الصوم وهو شهر كريم فيه معاني كثيرة علنا نقوم فيها وعلنا نحقق خطوة الى الأمام من قيامنا في صومنا (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (185)(سورة البقرة). فشهر رمضان هو معنى. معنى نزول القرآن. والقرآن هو الفرقان. بينات من الهدى والفرقان. يفرِق بين النور والظلام بين الحق والباطل بين العلم والجهل. لذلك كان الصوم هو قيام في شهادة هذه المعاني ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) الناس يقرأون هذه الآية على أن شهادة الشهر هي رؤية الهلال وبدء الشهر من الناحية الفلكية وهذا وارد وقائم ولكن شهادة الشهر أيضا هي شهادة معنى هي شهادة إدراك هي نية هي فهم في معنى الصوم من شهد منكم الشهر الذي أنزل فيه القرآن. من شهد منكم المعاني التي هي هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. من شهد قانون الله قائما. من آمن بهذا القانون. هو الذي سيصوم حقا. هو الذي سينطبق عليه كل ما قيل في الصوم. (كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عنه) (من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).

0.31

خطبة الجمعه 08-11-2002
السيد علي رافع

إنا مختبرين في ذلك. إن قلنا هذا بألسنتنا فسنتعرض في حياتنا لمواقف كثيرة لنعرف هل نحنا قمنا في ذلك أم أمنا لا زلنا نسعى ووراء احتياجاتنا. وراء مادياتنا. إن ذلك يأتي بطريقة طبيعية يوم نخلص في أعمالنا ونخلص في توجهاتنا. "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي" السائلين لأن انشغال الإنسان بذكر الله هو في أنه يريد أن يكون متعاملا مع الله فيما يعمل سوف يؤدي به ذلك إلى أن يخلص فيما يعمله وأن يتقن ما يقوم به. إنه يريد عطاء الله. يريد رحمة الله. يريد جزاء الله. إن طمعه في الله كبير إنه لا يأخذ مقابل عمله من العباد وإنما يريد مقابل من رب العباد لأن طمعه في الله كبير. لأنه يطمع في الرحمن الرحيم يطمع في الجواد الكريم يطمع في الذي عطاءه بلا حدود ورحمته بلا قيود. ولا يرى في عطاء العباد إلا عطاء ربهم ويطمع في مزيد. إن التعامل مع الله يجعل الإنسان أكثر صدقا وأكثر عملا وأكثر إتقانا وأكثر إخلاصا وأكثر قدرة إنه يخلصه من شوائب نفسه وظلماتها فيكون بذلك ذاكرا دائما وهذا معنى من معاني (الصوم لي وأنا أجزي عنه) فالصوم هنا ليس فقط في هذه العبادة التي نقومها في هذا الشهر وإنما هي سلوك في الحياة يوم يعيش الإنسان بروحه متعاملا مع الله.

0.31

خطبة الجمعه 13-08-2010
السيد علي رافع

فنحن ، ونحن نؤدي الصوم بقيامنا الذاتي ، نكون في معنى العمل ، "كل عمل ابن آدم له" ، لأنه قد يحسن الإنسان وقد يخطئ ، ولكل عملٍ أثر ، هذا أمرٌ لا ننكره ، " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ "[الزلزلة 7،8] ، فمن هنا ، كان العمل هو مجاهدة ، وهو اجتهاد ، وهو أداء يقوم به الإنسان ، بجوارحه وبعقله وبكل ما يملك من أدواتٍ يعمل بها .

0.31

خطبة الجمعه 29-09-2006
السيد علي رافع

نحن لا نتكلم عن الجوهر ، فالمصلي الذي يوصف بالصلاة ربما لا يكون مصلياً ، ولكنه في ظاهره يصلي "إذا رأيتم الرجل يدخل المسجد فاشهدوا له بالإيمان " إنما لا تستطيع أن تقول ذلك على الصوم فليس عندك مقاييس تقيس بها الصوم ، تقيس عكسه يوم تراه مفطراً أو تراه غير ملتزم بالتعامل المستقيم مع الناس ، ولكن إن لم ترى منه ذلك فلا تستطيع أن تقول عنه شيئاً ، فهنا العلاقة يتجلى فيها معنى إحساس الإنسان بمعية الله فيه وبقيام الله عليه ، إحساسه بأن هذا الذي يفعله هو يتقرب من معنى الحق بتخليه عما يربطه بهذه الأرض وبماديات هذه الأرض وبشهوات هذه الأرض ، وهو يتعامل مع الله في ذلك بصورةٍ أساسية .. استحضار هذا المعنى في الإنسان وللإنسان هو تدريبٌ على أن يقوم في معنى الإحسان فلا يكون هذا في الصوم فقط وإنما يمتد إلى كل أعماله ومعاملاته ، فهو يتدرب على هذا .

0.31

خطبة الجمعه 13-08-2010
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أن الصوم هو حالٌ ، نعبر عنه بهذه الشعائر التي نقوم بها ، وعلينا أن نستلهم من هذه الشعائر ، ما يؤهلنا لأن نكون قائمين فيها حقاً ، فنكون غير متثاقلين إلى الأرض ، وأن نكون منطلقين في تلبية الدعاء والنداء ، وأن يكون هذا الحال ، هو حالنا في كل معاملةٍ وفي كل عبادةٍ ، لنكون بذلك أهلاً لنفحات الله ورحماته . ورحمة الله بلا حد ، وعطاء الله بلا عد ، وهذا ما نطمع فيه ، أن نكون في هذا المعنى ، وأن نكون في هذا الحال .

0.31

حديث الخميس 09-10-2003
السيد علي رافع

ودخوله على الصلاة بهذا المعنى ولا يكون دخول على صلاته بمعنى أنه قد أدى ما عليه وخلاص ها يعمل إيه بقه هو عمل اللي عليه لأن جوارحه التي يقدر عليه إن هو يقوم ويقعد وخلاص. يعني هنا فارق كبير بين هذا وذك من هنا تصبح القضية فيها نوع من الرحمة وفيها نوع من الإدراك وعدم التعنت وعدم إنه يكون في فهم جامد يجعله يحول بينه وبين طمعه في رحمة الله. فإذن المحاولة الدائمة لكسب الصلة الحقية هي الأساس. قس على ذلك كل العبادات. تجد آيات أو تجد أحاديث في الصوم مثلا. شهر الصوم من فطر يوما بدون عذر فلن يكفيه الدهر ولو صامه. مثلا أحاديث بهذا المعنى. هذا الحديث بيديك نوع من التشديد الجامد على أساس يفهمك قيمة أن تكون في تعرض لنفحات الله لكن بتجد المعاني الأخرى اللي بتعطي الرحمة (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ (53)(سورة الزمر) إذا كان إنسان كان في ظلام وأفاق من هذا الظلام وصادفه إنسان قال له لن يغفر لك خلاص فطرت رمضان ده إنت فطرت سنين لا قدر الله إنسان في هذا الحال مثلا هنا مفيش أمل قصاده لن يستقيم المفهوم لماذا هذا لأنه بتيجي الصيقة بتشديد لتعظيم المعنى الذي أنت تقوم به ولمحاولتك لتعريض نفسك لنفحات الله وإنك إنت إذا تركت هذا المعنى بمعنى القصد والنية السيئة بأنك إنت لا ترغب في التعرض لنفحات الله إطلاقا ومش عايز نفحات الله ومستغني عن نفحات الله خلاص مفيش حاجة ها تنفعك.

0.3

خطبة الجمعه 01-11-2002
السيد علي رافع

إذا كنا اليوم نستقبل شهر الصوم وهو رسالة لنا نتعلم منه قضية مهمة من قضايا وجودنا على هذه الأرض (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (183)(سورة البقرة) (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ( 185)( سورة البقرة) (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (183)(سورة البقرة) حين نتأمل في هذه الآية نجد الحق تبارك وتعالى يعلمنا قضية مهمة. فالصيام له رسالة يريد الله أن يبلغنا من خلالها أمراً وان يقوم الإنسان في هذا الأمر أو أن يقوم الإنسان في الصوم فهو بقيامه يعبر عن هذه الرسالة. والذين من قبلنا كتب عليهم الصوم لأن الله أراد أن يبلغهم أيضاُ هذه الرسالة وكانوا بقيامهم في صومهم يعبروا عن هذا الأمر أيضاً. فهل تأملنا في هذا الأمر أم أننا أخذنا من الصيام فقط شكلاً وظننا أننا بذلك قد قرأنا رسالة الحق والواقع أننا لم نقرأها وإن كنا نقوم بأركان الصيام ومناسكه وأحكامه وحدوده ونختلف في بعض الأمور ونتناقش في الآخر وهكذا ولكننا لم نقرأ الرسالة التي وراء هذا الأمر. وهذا في واقع الأمر حالنا في كل ما جاء به ديننا نقف عند نقطه ولا نريد أن نتحرك خطوة إلى الأمام. نحن هنا لا نتحدث فقط عن الصوم وإنما نتحدث على موقف عام في كل قضايا ديننا وما الصوم وأحكامه الا مثالاً لهذه القضايا. الصوم قبل أن يكون امتناعاً عن الطعام والشراب هو رسالة للإنسان في مجاهدته لنفسه.

0.3

خطبة عيد الفطر 25-11-2003
السيد علي رافع

نذكر ونتذاكر بمعاني عيدنا وبالمعاني التي كسبناها في شهر صومنا. فالعيد هو معنى لمن صام وقام شهر الصوم. هو رمز لجديد يقوم فيه بعد أن تعرض لنفحات الله ورحماته وأصبح وجوداً جديداً فيه طاقة أكبر وفيه عزيمة أكبر على مواصلة الحياة وعلى المجاهدة في هذه الحياة للأفضل والأقوم والأحسن. إن العيد هو رجوع إلى الأرض لتعميرها وللجهاد فيها تعاملاً مع الله واحتساباً عند الله. إن العيد هو عودة لطبيعة الحياة بعد أن تلقى الإنسان نفحات في شهر الصوم تمكنه من أن يكون أكثر عبودية لله وأكثر صدقاً في تعاملاته ومعاملاته المختلفة. إنها دورة تتكرر ما بين أن يعيش الإنسان بروحه وأن يعيش الإنسان بذاته. الدين يعلمنا كيف نعيش بأرواحنا وكيف نعيش بذواتنا. إن كل العبادات هي تعليم لنا لنعيش بأرواحنا.

0.3

خطبة الجمعه 05-03-1993
السيد علي رافع

إن دين الفطرة وقد جاء لنا بالعبادات جاء لنا بها لنتأملها ونتعلمها لنقرأ ما وراءها ولنقوم في معانيها ولنحيا بما فيها من حياة. دين الفطرة جاء للإنسان في كل مكان وزمان ليقول له في نفسه قولا بليغا ليعلمه عن وجوده وعن حقيقة قيامه وعن معنى حياته وبقائه دين الفطرة فوق الأسماء والأشكال والألوان. دين الفطرة حقائق دين الفطرة قانون دين الفطرة معاني سارية في الوجود دين الفطرة حياة الإنسان. (من شهد منكم الشهر فليصمه)كذا يعلمنا ديننا والشهادة هي رؤية حقية كما أنها رؤية ظاهرية الرؤية الظاهرية هي الغلاف وهي القشرة والرؤية الحقية هي الجوهر وهي اللب. إنك تستطيع أن تصوم بذاتك برؤيتك الذاتية لحلول شهر الصوم ولكنك عليك أن تعرف أن هذا الصوم الذي تقومه بذاتك ما هو إلا رسالة موجهة لك لتقوم في الصوم حقا ولا تقوم في الصوم حقا إلا بشهادة الشهر حقا وشهادة الشهر هي قيام ويسبقه فهم في معنى الصوم وفي ماهية الصوم وفي حب الصوم في حب أن تتخلق بأخلاق الله وأن ترجو لقاء الله وأن تحب فيك معنى الحياة وأن تؤمن بإمتداد الحياة معنى الصوم حقا أن تقوم صادقا طالبا لأن تتخلق بأخلاق الله أنك تريد أن تعيش بما فيك من نور الله ومن سر الله ومن صبغة الله أن تحب ما فيك من حياة أكثر من حبك لذاتك من حبك لجسدك تحب الحق والحقيقة فيك تحب سر الله فيك تحب نور الله فيك تحب حقيقة الحياة فيك تريد أن تكون عبدا لله وأن تكون قياما في الله وأن تكون دائما في ذكر الله.

0.3

خطبة الجمعه 28-08-2009
السيد علي رافع

فهذا الحديث القدسي يعلمنا هذا المعنى ، يعلمنا أن نقوم في الصوم ، والصوم هنا ليس فقط في الامتناع عن الطعام والشراب ، ولكن الصوم هو في الاستقامة على الطريق القويم ،" من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" (2) ، هذا المعنى يوضح لنا أن الصوم هو استقامةٌ في كل أمر . إذاً ونحن نقوم هذا الشهر الكريم ، إنما نحاول أن نكون قائمين في الاستقامة كما أُمرنا ، "..َاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ..." [الشورى 15] ، والاستقامة في حقيقتها ، هي في أن يحاول الإنسان أن يكون فيما هو أفضل وأحسن وأقوم ، وأن يعكس البصر إلى داخله ليعرف ما هو الأقوم والأحسن الذي يريده ، وهذا هو معنى "بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ "[القيامة 14].

0.3