خطبة الجمعه 25-12-1998
السيد علي رافع

لذلك نجد أن أركان الإسلام تبدأ بهدفٍ أولها هدف نريد أن نحققه، والأربعة الأركان الأخرى هي وسائل نريد أن نحقق بها هذا الهدف. هي منهج، فالصوم منهج، بعض الناس يرى أن العبادات هي طاعات مجردة، وليست وسائل، والواقع أن معنى الطاعة، لا يؤدي الى إلغاء معنى الوسيلة، فأنت تطيع لأن في هذه الطاعة كسبك ولأن في هذه الطاعة طاعتك لقانون الحياة، وهذا ما نعرِّف به الإسلام دائما، فالإسلام أن تُسلِم لقانون الحياة، ونجد في حياتنا الظاهرة المثل ا لذي يوضح لنا ذلك، فالذي يعرف العلوم كلها، أو بمعنى أصح، الذي يعرف العلم الذي يناسب ما يهدِف إليه بقدر ما، يكون أفضل من الجاهل به، فحين يخضع الإنسان لأسباب الحياة وعلومها، فهو في طاعةٍ بقانون الحياة، وطاعته تؤدي به الى أن يكسب أكثر وأن يصل الى هدفه، أما إذا تمرد الإنسان على قانون الحياة، فكيف سيصل الى هدفه، يريد أن يزرع هل يستطيع أن يخترع قوانين أخرى لنمو ا لنبات وغذائه، إن طاعته لقانون الحياة هي التي تجعله قادرا أن يزرع زرعا، وأن يحصد ثمرا، لأنه عرف القانون، فالطاعة هنا، هي الطريق الوحيد الذي يسلكه الإنسان، ولا يجد أي إنسان عاقل غضاضة أن يخضع لقانون الحياة، وإنما يكون هدفه أن يبحث عنه وأن يتعلمه وأن يعرفه، هكذا العبادات التي أُمِرنا بها، فالصوم هو طاعة من الطاعات لقانون الحياة، الصوم هو أن تتجرد عن ذاتك أن تتجرد عن شهواتك، أن تُكبِر إرادتك، أن تُحيي حقيقتك، أن تعيش بقلبك، أن تعيش بروحك، أن تعيش بنورك، أن تعيش بأمانة الحياة فيك، أن تعيش بسر الله فيك، أنت تعيش بروح الله فيك، وأن تضع ذاتك جانبا، لتكون أهلا لرحمات الله ونفحاته، إنك لا تستطيع أن تُجابه ظلام نفسك، وأن تَقهر شيطانك، إلا بعون من الله، وبرحمة من الله، وبفيض من الله، وبنور من الله، وبقوة من الله، فرسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقول "كان لي شيطان ولكن الله أعانني عليه فأسلم فهو لا يأمرني إلا بخير" فكيف تكون أهلا لرحمات الله وأنت قابعُُ في ذاتك المظلمة، وأنت شهواتك النفسية المظلمة، كيف تكون أهلا لرحمات الله إلا بأن تَلقِي هذا الجلباب المظلم وتعيش مجردا، (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12)( سورة طه) " إن النعلين هنا ليس الحذاء إنما نفس الإنسان وظلامها، إنه منهج لو قمت فيه وفعلته لتغير حالك ولتغير قيامك، من صام رمضان قياما وإحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكيف يغفر ما يتأخر، لأنه أصبح في صِلة دائمة بالله وأصبح معرِّضا وجوده لنفحات الله، عرف يقوم في ذلك، فإذا عرف كيف يقوم في ذلك فلا يرجع عن ذلك، فكيف من ذاق العلاقة بالله، والتعرض لنفحات الله يرجع لذاته، إن ذنبه من ذلك هو ذنب من نوع آخر ومن شكل آخر، ولكن الآلية.

0.59

خطبة الجمعه 14-09-2007
السيد علي رافع

والصوم كذلك ، أنت في حاجةٍ أن تعيش بما فيك من معنىً ، ما فيك من روح ، ما فيك من سرٍ إلهي تسربل بهذه الذات البشرية ، أنت في حاجةٍ أن تعيش لحظاتٍ بعيداً عن متطلباتك المادية البشرية ، أنت في حاجةٍ أن تشعر بهذا الوجود ، بهذا السر الإلهي ، بهذه الروح المقدسة ، بهذا النور الساري ، بهذا العقل الواعي ، بهذا القلب الحي , أن تشعر بأناك الذي هو سرٌ من الأسرار ، أن تهيئ نفسك لنفحات الله ورحماته ، أن تدرب نفسك أن تعيش بغير ذات وأنت سوف تكون كذلك يوماً ، يوم تفارق هذه الحياة الدنيا ستعيش بغير ذات مادية ، تخلَّى عن ذاتك , وتخلى عن شهواتك , وتخلى عن متطلباتك نتيجة وجودك على هذه الأرض ، تخلى عن كل ذلك بإرادتك لتكون إنساناً روحياً حقياً ، هذا قانونٌ آخر يكشفه لك دين الحق , أنت في حاجةٍ إلى ذلك حتى تنمو روحياً , وحتى تعد نفسك لما بعد هذه الأرض .

0.55

خطبة الجمعه 14-09-2007
السيد علي رافع

والصوم كذلك ، أنت في حاجةٍ أن تعيش بما فيك من معنىً ، ما فيك من روح ، ما فيك من سرٍ إلهي تسربل بهذه الذات البشرية ، أنت في حاجةٍ أن تعيش لحظاتٍ بعيداً عن متطلباتك المادية البشرية ، أنت في حاجةٍ أن تشعر بهذا الوجود ، بهذا السر الإلهي ، بهذه الروح المقدسة ، بهذا النور الساري ، بهذا العقل الواعي ، بهذا القلب الحي , أن تشعر بأناك الذي هو سرٌ من الأسرار ، أن تهيئ نفسك لنفحات الله ورحماته ، أن تدرب نفسك أن تعيش بغير ذات وأنت سوف تكون كذلك يوماً ، يوم تفارق هذه الحياة الدنيا ستعيش بغير ذات مادية ، تخلَّى عن ذاتك , وتخلى عن شهواتك , وتخلى عن متطلباتك نتيجة وجودك على هذه الأرض ، تخلى عن كل ذلك بإرادتك لتكون إنساناً روحياً حقياً ، هذا قانونٌ آخر يكشفه لك دين الحق , أنت في حاجةٍ إلى ذلك حتى تنمو روحياً , وحتى تعد نفسك لما بعد هذه الأرض .

0.55

خطبة الجمعه 14-09-2007
السيد علي رافع

عباد الله : إن صوم رمضان هو تعبيرٌ عن هذه المعاني ، وهو حالٌ يمكن أن يقوم فيه الإنسان في أي وقتٍ من الأوقات , يوم يصدق في نيته ويصدق في طلبه ، إنه يوم يكون في هذا الحال يكون أهلاً لتلقي النفحات والرحمات بصورةٍ كبيرةٍ ، وهذا ما تشير إليه الأحاديث التي تتحدث عن فضل رمضان ، فرمضان معنى وليس مجرد شهراً زمني ، إن كنا نعيشه في زماننا فهذا لنتذكر الرسالة , ولنتذكر محتوى هذه الرسالة الإلهية التي تحدثنا أن على الإنسان أن يعرض نفسه لنفحات الله ورحماته.

0.34

خطبة الجمعه 14-09-2007
السيد علي رافع

عباد الله : إن صوم رمضان هو تعبيرٌ عن هذه المعاني ، وهو حالٌ يمكن أن يقوم فيه الإنسان في أي وقتٍ من الأوقات , يوم يصدق في نيته ويصدق في طلبه ، إنه يوم يكون في هذا الحال يكون أهلاً لتلقي النفحات والرحمات بصورةٍ كبيرةٍ ، وهذا ما تشير إليه الأحاديث التي تتحدث عن فضل رمضان ، فرمضان معنى وليس مجرد شهراً زمني ، إن كنا نعيشه في زماننا فهذا لنتذكر الرسالة , ولنتذكر محتوى هذه الرسالة الإلهية التي تحدثنا أن على الإنسان أن يعرض نفسه لنفحات الله ورحماته.

0.34

حديث الخميس 27-08-2009
السيد علي رافع

فنجد أن الصوم هو بيعبر عن هذا المعنى ، لأنه بيقسم اليوم إلى قسمين: قسم تعيش فيه بهذه المعاني الروحية ، وقسم تعيش فيه أيضاً أو ترجع إلى المعاني الأرضية ، وفي نفس الوقت أنك وأنت تعيش بالمعاني الروحية ببعدك عن متطلبات الذات ، أنت مطالب أيضا بأن تعيش على هذه الأرض ، غير مطلوب منك أن تبتعد عن هذه الأرض ، فتصبح في عمل ، تصبح في سعي في شتى المناحي أو الأسباب المختلفة التي تُمكِّنك من العيش على هذه الأرض ، وفي نفس الوقت أنت ستكون مبتعد عن ما يغذي فيك من معاني نفسية ومادية ، ولا تبقى كذلك طول الوقت إنما ترجع إلى الشكل الطبيعي بعد وقت معين ، فترجع إلى ممارسة حياتك العادية .

0.33

خطبة الجمعه 05-03-1993
السيد علي رافع

إن دين الفطرة وقد جاء لنا بالعبادات جاء لنا بها لنتأملها ونتعلمها لنقرأ ما وراءها ولنقوم في معانيها ولنحيا بما فيها من حياة. دين الفطرة جاء للإنسان في كل مكان وزمان ليقول له في نفسه قولا بليغا ليعلمه عن وجوده وعن حقيقة قيامه وعن معنى حياته وبقائه دين الفطرة فوق الأسماء والأشكال والألوان. دين الفطرة حقائق دين الفطرة قانون دين الفطرة معاني سارية في الوجود دين الفطرة حياة الإنسان. (من شهد منكم الشهر فليصمه)كذا يعلمنا ديننا والشهادة هي رؤية حقية كما أنها رؤية ظاهرية الرؤية الظاهرية هي الغلاف وهي القشرة والرؤية الحقية هي الجوهر وهي اللب. إنك تستطيع أن تصوم بذاتك برؤيتك الذاتية لحلول شهر الصوم ولكنك عليك أن تعرف أن هذا الصوم الذي تقومه بذاتك ما هو إلا رسالة موجهة لك لتقوم في الصوم حقا ولا تقوم في الصوم حقا إلا بشهادة الشهر حقا وشهادة الشهر هي قيام ويسبقه فهم في معنى الصوم وفي ماهية الصوم وفي حب الصوم في حب أن تتخلق بأخلاق الله وأن ترجو لقاء الله وأن تحب فيك معنى الحياة وأن تؤمن بإمتداد الحياة معنى الصوم حقا أن تقوم صادقا طالبا لأن تتخلق بأخلاق الله أنك تريد أن تعيش بما فيك من نور الله ومن سر الله ومن صبغة الله أن تحب ما فيك من حياة أكثر من حبك لذاتك من حبك لجسدك تحب الحق والحقيقة فيك تحب سر الله فيك تحب نور الله فيك تحب حقيقة الحياة فيك تريد أن تكون عبدا لله وأن تكون قياما في الله وأن تكون دائما في ذكر الله.

0.31

حديث الخميس 26-05-2016
السيد علي رافع

ولذلك، أيضاً حنجد مثلاً في الصوم، الصوم بيوضّح لنا هذه الصورة، في إنّه انت بتعيش في اليوم ما بين قيام معنويّ وأن تعيش بروحك تماماً، ثم ترجع إلى هذه الأرض مرّةً أخرى، فهذا الرجوع أو هذا التردّد ما بين قيامٍ معنويّ وقيامٍ أرضيّ هو أمرٌ واردٌ على هذه الأرض، في رسالة بهذا المعنى.

0.31

خطبة الجمعه 16-10-1981
السيد علي رافع

(موتوا قبل أن تموتوا) عيشوا بأرواحكم وتعلموا كيف تعيشوا بأرواحكم كما تعلمتم كيف تعيشوا لذواتكم وبذواتكم..

0.3

خطبة الجمعه 04-09-2009
السيد علي رافع

كيف ننفعل بهذه المعاني ، ونحن نستغرق كل وقتنا في أمور مادي قيامنا ، نحن في حاجةٍ إلى وقتٍ نعكس فيه البصر إلى داخلنا ، ونشعر بهذه المعاني فينا ، لا نقول أن علينا أن نجعل شهر صومنا لنفعل ذلك ، وإنما نقول أن الصوم يحمل هذه الرسالة ، وربما تقوم فيها وأنت لست صائماً ، فذكرك هو صوم ، وقيامك الليل هو صوم ، بمعنى أنك تعيش فيه بمعناك الحقي .

0.29

حديث الخميس 09-06-2016
السيد علي رافع

فلذلك، الصّوم بيمثّل هذا الرّباط؛ لإنّه بيوضّح لك ازّاي إنّك انت تعيش على هذه الأرض بروحك وفي نفس الوقت أنت قائم على هذه الأرض لا تغادرها، وبيعطيك أيضاً من المساحة أنّك ترجع إلى حياتك الطبيعيّة في نفس اليوم أو في نفس الزّمن الذي تعيشه.

0.29

حديث الخميس 09-06-2016
السيد علي رافع

وهذا هو الفارق بين أن تعيش غير متثاقلٍ على هذه الأرض، وبين أن تكون غير قادرٍ على أن تعيش على هذه الأرض، وبين أن تكون متثاقلاً بكلّك على هذه الأرض. هناك أحوالٌ ثلاثة للإنسان.

0.28

خطبة الجمعه 21-03-2014
السيد علي رافع

أتريد أن تكون وحدك الذي يملك كل شيء، ودونك لا يملك شيئا؟ كيف تعيش في عالمٍ كهذا؟ إنك لن تستطيع أن تعيش، وهذا حال مجتمعك وبيئتك. إنك في حاجةٍ أن تكون معطياً، كريماً، شاعراً بالناس جميعاً، تريد أن تساعد كل من يحتاج إليك.

0.27

حديث الخميس 28-02-2002
السيد علي رافع

من هنا ندرك أن الإنسان هو السر الأول وهو الأساس الذي يجب أن نفكر فيه ونتأمل فيه وندربه ونعدّه بصور مختلفة. فإذا أدرك الإنسان هذه الحقيقة كان كل همه أن يعدّ نفسه لتلقي نفحات الله. وهذا ما نذاكر به دائما من أن كل السلوك وكل مجاهدة النفس هي في إعداد الإنسان لنفسه كل أمله في هذا الذكر وفي هذه العبادة وفي كل عبادة هو إصلاح هذا الكيان ليكون أهلا لتلقي نفحات الله وليكون أهلا لرحمة الله. وهذا هو التأمل في معنى الرحمة وفي معنى "لن يدخل الجنة أحدكم بعمله حتى أنت يا رسول الله حتى أنا ما لم يتغمدني الله برحمته" لأن هذا المعنى تطبيقه الفعلي هو في أن ندرك أن القضية ليست في العمل في حد ذاته ولكن في أن هذا العمل يجعل الإنسان أهلا لرحمة الله. من هنا يصبح التعبير هنا في هذا الحديث هو أنك حين تفكر في أنك تريد أن تكون في مقام أعلى وهذا مطلوب وأن تكون إنسانا أفضل وأن تكون لك حياة مستقبلية أفضل وحياة أخروية أفضل.

0.27

خطبة الجمعه 04-09-2009
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم : هو أن من معاني الصوم ، هو القيام في حالٍ تكون فيه قائماً في معنى الدعاء ، لأنك تعيش بسر الله فيك وبنور الله لك ، بمعنى الحياة التي وهبك الله إياها ، والأمانة التي حملَّك إياها ، إنك لتنفعل حقاً بالدعاء ، عليك أن تكون قائماً بهذه المعاني الحقية فيك ، وإنك لتقرأ رسالة الحق ، عليك أيضاً أن تكون قائماً بمعاني الحياة فيك ، وأن ما افتقدناه في مجتمعاتنا ، هو محاولة القيام في هذه المعاني ، وقراءة هذه المعاني في شريعة الله التي أرسلها برسالة محمدٍ ـ عليه الصلاة والسلام ـ فلم نقرأ هذه الرسالة ، لم نقرأ هذه الرسائل ، واحتفظنا بالظروف مغلقة ، وبالكتب مقفلة .

0.27

خطبة الجمعه 04-09-2009
السيد علي رافع

عباد الله: إن ما جاء به ديننا من عباداتٍ ومعاملاتٍ ومناسك وشعائر ، يحمل لنا رسائل كثيرة ، وكما تذاكرنا في معنى الصوم وما يحمل من رسائل كثيرة ، وقد تحدثنا عن معنى جهاد النفس ، كما تحدثنا عن كيف يعيش الإنسان بروحه وبمعانيه ، وهو قائمٌ في الصوم ، وكيف أن هذا الحال الذي يقوم فيه الإنسان ، يهيئ نفسه لنفحات الله ورحماته ، "كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فهو لي ، وأنا أجزي عنه"(1) ، فالصوم كما نرى يحمل رسائل كثيرة ، وهو أيضاً تعبيرٌ عن الدعاء ، وتعبيرٌ عن الصلة .

0.27

خطبة الجمعه 08-01-1999
السيد علي رافع

تأملوا في هذه المعاني، وحاولوا أن تقوموا فيها، حتى تكونوا أهلا لمن قيل فيهم { يُلقي الروح على من يشاء من عباده}.. وحتى تكونوا في معنى {الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا}.. وحتى تكونوا في معنى من شهدوا ليلة القدر، فتكونوا بذلك، وتعيشوا لحظة، خيرا من ألف شهر، تتبدلوا خلقا جديدا، وتصبحوا وجودا جديدا .. تُلقوا أوزاركم، وتعيشوا بأرواحكم ومعانيكم.

0.27