خطبة الجمعه 02-01-1981
السيد علي رافع

إن الأرض في دورتها حول الشمس تسير في مسار محدد.. لو إقتربت قليلا في إتجاه الشمس لما بقى على هذه الأرض صورة لهذه الحياة التي نراها.. ولو إبتعدت قليلا عن هذا المسار ما بقيت لهذه الحياة هذه الصورة التي نراها.. كل شيء بميزان.. {والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} وشرع لنا الحق في ديننا مسارا ومركزا ندور حوله ونتجه إليه.. فكان بيت الله الموضوع.. {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا} {أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا} يأتوك من كل إتجاه.. يأتوك من كل فج عميق.. يأتوك ليعرفوا مركزهم.. يأتوك ليعرفوا قبلتهم.. يأتوك ليبين لهم المسار.. وتبين لهم سر حياتهم ونقطة إرتكازهم..

0.56

خطبة الجمعه 02-01-1981
السيد علي رافع

فهل إتجه الإنسان الى أعماقه ليرى أن كل في قيامه يدور في إنتظام حول مركزه حول قبلة له إرتضاها.. يرى الله في كل شيء.. لا قولا ولكن عملا.. يرى رسول الله في كل شيء.. لا قولا ولكن فعلا وسلوكا.. يشعر أنه في طواف دائم حول بيت الله.. حول القبلة التي إرتضاها الله له.. يرى الله في كل شيء.. في عبادته.. وفي إنتشاره في الأرض..

0.54

خطبة الجمعه 31-01-2003
السيد علي رافع

تدبروا آيات الله واقرأوا رسائل الله لكم. في أحداث الحياة حولكم وفي مناسكه التي شرع لكم. ففيها علم وتوجيه وإرشاد لما يجب أن تكونوا عليه. كيف تسلكون وكيف تتعلمون وكيف ترتقون. (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا (27)(سورة الحج) . يأتوك رجالا من كل مكان ومن كل إتجاه. ( مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27)(سورة الحج). يأتوك ملبين. خالصين. قائمين بفطرتهم. تاركين وراء ظهورهم كل ما يربطهم بهذه الحياة الدنيا. متمسكين بالفطرة وصفائها. محرمين. دخلوا في الإحرام ليعيشوا أياما بفطرة خالصة وهم يتجهون الى بيت الله الحرام وهم يلبون دعوة الداعي وقد دعاهم. دعاهم أن يرتبطوا بمصدر الحياة وأن يرتبطوا ببيت الله وأن يرتبطوا برحمة الله وأن يرتبطوا برسول الله. إن في شعائر الحج رسائل كثيرة وإشارات عديدة لمن يقرأ. إنها تمثل ما يجب أن يكون الإنسان عليه في هذه الأرض. ونحن نذكر أنفسنا دائما أن الإنسان في حاجة الى مصدر والى قبلة يتجه إليها ويأخذ منها طاقة تساعده في حياته وفي سلوكه. وها هو في الحج يقترب من هذا المصدر يقترب من هذه القبلة. يقترب بذاته رمزا على إقترابه بروحه. وإذا إقترب يجب أن يكون محرما أن يكون خالصا حتى يستطيع أن يستقبل فيوضات رحمة الله عليه.

0.49

خطبة الجمعه 05-05-1995
السيد علي رافع

كل هذه المعاني ترمز لحقائق في سلوك الإنسان وفيما يجب أن يكون عليه يعرف أن لوجوده على هذه الأرض هدف يتجه إليه وقبلة يتوجه إليها هدفه أن يكون بيتا لله في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه هدفه أن يكون بيتا موضوعا حتى يكون بعد ذكل بيتا مرفوعاإن صلته بالله لا تستقيم إلا إذا كان هذا البيت هو قبلته بل ويجب أن يبذل كل حياته ليكون في رحاب هذا المعنى وليتقرب من هذا البيت وليجعل كل حياته محورها هذا البيت فهو حين يتحرك في طوافه النقطة التي يدور حولها هي هذا البيت فيجب أن تكون حياته كلها محورها ونقطة الطواف التي يطوف حولها هي البيت. وليقوم في ذلك عليه أن يلبي مؤذن الحج (اذن في الناس يأتوك رجالا)يأتوك وقد تخلوا عن أوزارهم وتخلوا عن ذواتهم وتخلوا عن كل ما يربطهم بهذه الأرض ملبين بقلوبهم.

0.44

خطبة الجمعه 26-11-2010
السيد علي رافع

كما ذكرنا من قبل، أن بيت الله الموضوع، أن بيت الله الحرام، هو تعبيرٌ عن رحمة الله الموجودة على هذه الأرض، وعن روح الله القائمة على الأرض، وعن كلمة الله الباقية على الأرض، التي نرجو جميعاً ـ إن أدركنا ـ أن نكون قريبين منها، وأن نكون متجهين إليها، نطوف حولها، حياتنا مرتبطةٌ بها، كل عملٍ من أعمالنا له علاقةٌ بمفهومنا لها.

0.42

خطبة الجمعه 14-12-2007
السيد علي رافع

عباد الله : إنا نعيش أياماً مباركة بها كثيرٌ من المعاني وكثيرٌ من الرسائل التي يرسلها الله لنا في كل مناسبةٍ وفي كل منسكٍ وفي كل شعيرةٍ ، لنتعلم منها بعد أن نقرأها ونتفهمها ونعيش فيها ، فتنير لنا طريقنا وتكشف لنا سراً من أسرار الحياة وطريقاً من طرق الله . فالحج ـ وهو ركنٌ من أركان الإسلام ـ يعبر عن قضية الإنسان ، ويعبر عن السلوك الذي يجب أن يتبعه الإنسان ليتغير ، ليولد من جديد ، ليكون أفضل وليكون أحسن وليكون أقوم . على الإنسان في حياته أن يقترب من مصدر الحياة على هذه الأرض ، أن يقترب من مركز الحق على هذه الأرض ، أن يقترب من بيت الله على هذه الأرض " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا " [آل عمران 96] " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا.. " [الحج 27] فهذا البيت هو رمزٌ قائمٌ منذ خلق الله الأرض ، ومنذ بلَّغ رسالته ، ومنذ كشف للناس حقيقة وجودهم عليها .. إنه رمزٌ لما يجب أن يتجه الإنسان إليه على هذه الأرض ، ولما يجب أن يقترب منه الإنسان على هذه الأرض .

0.4

خطبة الجمعه 02-10-1981
السيد علي رافع

فهل عرفنا بيت الله في قلوبنا؟ فاتجهنا له في صلاتنا.. وقمنا به في عملنا وسلوكنا.. فكان هدفنا ومحور حياتنا.. وكان ملاذنا فيما ينزل بنا من شرور أنفسنا وشرور الأشرار من حولنا.. هل عرفناه حقا؟ فهرعنا إليه ملبين مستجيبين متجهين.. إليه حاجين.. نفوسنا وما فيها تاركين.. بالحق متمسكين ولوجه الله فينا قاصدين.. هل عرفنا ذلك في يقين؟ وقمنا به عاملين فأصبحنا حاجين في كل وقت وحين.. إن الحج يذكرنا بذلك فينا ويفتح لنا في أعماقنا ما غمض علينا في سلوكنا وفي مفاهيمنا.. فكان الحج بمناسكه رسالة للإنسان في نفسه.. ورسالة للإنسان في قيامه.. ورسالة للإنسان في سلوكه.. أن يقصد دوما وجه الله.. وأن يستجيب دوما لمؤذن الحج.. {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا} يأتوك من كل فج عميق.. يأتوك وقد تخلصوا من نفوسهم.. ويأتوك بكلهم.. بكل جوارحهم بكل مفاهيمهم بكل رغباتهم.. بكل ما فيهم.. يأتوك لوجه الله خالصين.. ولنوره طالبين.. ولطلعته قاصدين.. في رحمته طامعين ولبيته لاجئين ولمعنى الرسول زائرين..

0.4

خطبة الجمعه 04-10-2013
السيد علي رافع

وكثيراً ما تحدثنا عن معنى البيت، "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ..."[آل عمران 96]، وعن معنى القبلة، التي هي البيت الذي نتجه إليه في صلواتنا، وكيف أن الطواف حول هذا البيت، إنما هو رمزٌ، على أن تكون في حياتك، في علاقةٍ دائمةٍ ثابتةٍ مع هذا البيت.

0.39

خطبة الجمعه 05-06-1992
السيد علي رافع

إن أول درس يتعلمه الإنسان أن يحاول أن يقترب من هذا البيت، وأن يجاهد ليكون عند هذا البيت، وان يجتهد ليطوف حول هذا البيت، وأن يكون ذلك فى حياته كلها. يجاهد ليكون فى رحاب هذا البيت، وليكون آمنا فى هذا البيت، فإذا طاف حول البيت وهو يتعلم أن الحياة كلها هى طواف حول البيت، وأن عليه فى كل أعماله وأحواله أن يستقبل هذا البيت فى أى زاوية كان، فى أى زاوية قام، فى معاملاته وفى أحواله،فى سكناته وحركاته، فى ركوعه وسجوده يتجه إلى هذا البيت؛ فكل نقطة فى الدائرة التى يطوف فيها الإنسان هى نقطًا فى حياته، فى حاله، فى قيامه. فالإنسان فى حياته يتحرك من نقطة إلى نقطة، من لحظة يتجمع فيها على ذكر الله، إلى عمل يؤديه، إلى حال يقوم فيه، إلى أحوال حياته المختلفة، كل حال يمر به هو نقطة على دائرة طوافه، عليه أن يكون دائما متجها إلى البيت، يسعى ليرتوى يوم يصفو "فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب".

0.37

خطبة الجمعه 05-11-2010
السيد علي رافع

لذلك ، كان بيت الله على هذه الأرض ، "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً ..." [آل عمران 96] ، "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ..." [البقرة 144] ، "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" [الحج 27] ، فكان البيت هو القبلة ، وهو الهدف الذي يسعى إليه الإنسان .

0.37

خطبة الجمعه 02-01-1981
السيد علي رافع

إنك في الحج تطوف بالبيت.. تطوف في دائرة.. المسافة بينك وبين المركز ثابتة في أي إتجاه كنت.. وحتى إن لم تكن كذلك فمسارك في كل نقطة له بعده الذي يجب أن تحافظ عليه..

0.37

خطبة الجمعه 03-03-2000
السيد علي رافع

إن معنى البيت في الإسلام ومعنى القبلة ومعنى الكعبة.. هو أمر أساسي وجوهري.. في صلاتك تستقبل القبلة.. وفي حجك تشد الرحال إليها.. نتكلم كثيرا عن معنى القبلة بالنسبة للإنسان.. بيت الله الموضوع.. "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا" إنه رمز دائم على معنى تجلي الله على الأرض.. فالقبلة هي مصدر القوة التي ينهل منها الإنسان.. وهي مصدر الرحمة التي يُرحم بها الإنسان.. وهي أساس المغفرة التي يُغفر بها للإنسان.. إنها تعبير على أن هذه الأرض أودع الله عليها وأودع الله فيها طاقة النور ورحمة ومغفرة وقوة تساعد الذي يتجه إليها والذي يقترب منها.. تساعده أن يصلح وجوده.. وأن يكون في معنى العبودية لله حقا.. والحج هو رمز للإقتراب من هذا المصدر.. والحج الحقيقي هو إقتراب روحي من هذا المصدر.. والحج الجسدي إن لم يصاحبه حج روحي ومعنوي فما أخذ منه صاحبه شيئا.. إلا أن كان بفعله مثالا يقرأ منه الذي يقرأ ويتعلم منه الذي يريد أن يتعلم.. وهذا ما نلفت إليه الأنظار في كل مناسبة دينية.. أن تكون هذه المناسبة لها وقع في قلوبنا ولها فهم في عقولنا.. حتى نستفيد منها حقا وحتى نقرأ ما فيها من رسالة الله لنا..

0.37

خطبة الجمعه 27-09-2013
السيد علي رافع

حين نتأمل في منسك الحج وما فيه من شعائر، وأول شعيرةٍ فيه، هي الطواف حول البيت، "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا..."[آل عمران 96]. وكثيراً ما تحدثنا عن معنى البيت، وعن معنى القبلة، التي نُوَلِّي وجوهنا إليها في صلاتنا، ودلالة هذا البيت، الذي هو على أرضنا، وهو من تراب هذه الأرض في بنيانه الظاهر لنا.

0.36

خطبة الجمعه 12-01-1973
السيد علي رافع

إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا.. وإن تأدية الحج هو قيام ينبع من الإنسان ليلبي من يؤذن بالحج.. هل سمعنا مؤذن الحق.. يؤذن فينا فلبينا النداء إننا لنكون حقا قاصدين لبيت كريم ولقبلة نرضاها.. ولمعنى هو أملنا وحياتنا.. لنؤدي هذا حقا.. وجب علينا قياما وفعلا.. أن نسمع النداء.. لنلبي النداء.. أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا.. أذن في بالحج يأتوك خالصين.. أذن في الناس بالحج يأتوك مسلمين.. أذن في الناس بالحج يأتوك ملبين.. أذن في الناس بالحج يأتوك مجيبين..

0.36

خطبة عيد الفطر 08-12-2008
السيد علي رافع

ما أردنا أن نقوله اليوم: هو معنىً كليّ ، وهو أن الحج ليس فقط منسكاً جسدياً يؤديه الإنسان بذاته ، وإنما ما فيه من معانٍ ـ كل ما فيه من شعائر ـ هي تعبر عن معانٍ ، على الإنسان أن يعيشها بقلبه وروحه وعقله ووجدانه وضميره ، فيدرك أن طوافه حول البيت هو أن يكون هذا البيت محور حياته ، أن يكون معنى هذا البيت هو كل حياته في أي طورٍ كان ، وهو يطوف حوله يجب أن يكون على مسافةٍ ثابتةٍ معه ، في دائرةٍ هذا البيت مركزها . ففي كل تعاملٍ من تعاملات حياته يكون على هذا البعد الثابت . فإذا كان في عمله المادي فهو يتذكر هذا المعنى في قلبه ، وإذا كان في صلاته يتذكر هذا المعنى في قلبه ، وإذا كان في أي عملٍ دنيوي يتذكر هذا المعنى في قلبه ، فتصير حياته كلها طوافاً حول البيت .

0.34

خطبة الجمعه 07-02-2003
السيد علي رافع

إننا في هذه الأيام ونحن نشهد شد الرحال إلى بيت الله. نشهد الحجيج. نشهد الحج. نشهد القرب. نشهد العروج. نشهد الجهاد. في تعبير تعبر به أجساد الحجيج وهم ينتقلون من شعيرة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر. إنهم بحجهم يعبرون تعبيرا حقيا لمن ينظر ولمن يتأمل ولمن يفكر ولمن يشهد. إنهم رسالة حية عن معنى الإنسان على هذه الأرض في رحلته في طريق الله. رحلة العروج التي تبدأ من الاقتراب من مركز الحياة على هذه الأرض ومركز الرحمة على هذه الأرض ومركز النور على هذه الأرض. بيت الله. البيت الحرام. "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ(96) ( سورة أل عمران ) . إن هذا ليس مجرد منسك يقوم به الإنسان. إنها حياته كلها. عليه أن يقترب من هذا البيت. عليه أن يترك أوزاره ويقلل من حمله. ومن ظلامه حتى يقترب إن القرب هنا ليس قربا جسديا فقط إنما هو قرب روحي. إن الإنسان يوم يتخفف من أوزاره وأثقاله يقترب من بيت الله. لأن أي إنسان طالب هو يدور في فلك هذا البيت. وكلما قلل من أوزاره وأثقاله.

0.34

خطبة الجمعه 12-06-1992
السيد علي رافع

ما أردنا أن نقوله اليوم: أن فى أيامنا، وفى مناسكنا، رسائل من الحق فى كل مناسبة، نحاول أن نتأمل فى هذه الرسائل لنتعلم منها درسا، ولنعرف منها قضية، وقضيتك يا إنسان أن تحاول أن تقترب من بيت الله ومن قبلة الله، وأن تطوف حول بيت الله، وأن تجعل حياتك كلها لله، فإذا نظرت نظرت إلى بيت الله، وإذا تعاملت ما غاب عنك بيت الله، وإن قمت فى أى حال تذكرت بيت الله، فى حياتك فى لحظة من لحظات يومك، وأنت تدور من كل موقع، فى ركوعك وسجودك، فى قيامك وفعلك، فى يقظتك ونومك، فى عملك، فى كل حال من أحوالك، فى كل وضع من أوضاعك؛ تتجه إلى بيت الله، وتذكر بيت الله.

0.34

خطبة الجمعه 12-03-1999
السيد علي رافع

إننا نتذكَّر في هذه الأيام.. ونتذاكر بمعنى الحج، الذي يمثل ركنا من أركان الإسلام، والذي يعبّر عن مفهوم حقي، يجب أن يدركه الإنسان، حتى يكون في معنى الإسلام ـ فكما نقول دائما ـ أن كل المناسك التي أُمرنا بها، هي تعبير عن مفاهيم أساسية في قضية الإنسان، وفي علاقته بالغيب والشهادة، وإن الرسالة لكي تصل الى الإنسان، كانت المناسك والشعائر هي وسيلة حركيةُُ.. عمليةُُ لتوصيل هذه المفاهيم، والحج وشعائره فيه رسالات كثيرة، فيه الطواف.. وفيه التلبية .. وفيه النحر.. وفيه الرجم.. وفيه الإحرام.. كلُُ يمثل مفهوما في علاقة الإنسان بربه، فالطواف حول البيت ـ وفي البداية ـ شدُّ الرِحال الى هذا البيت "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا" إنه رمزُُ لتجلي الله على هذه الأرض، إنه رمزُُ الى الإتجاه الذي يجب أن يتجه الإنسان إليه في صلاته، إنه رمز الى الحقيقة القائمة على هذه الأرض التي يجب أن يقترب الإنسان منها، إنها رمزُُ الى المعنى.. معنى الحياة الذي يجب أن يدور الإنسان حوله، ويكون محور حياته.. ومحور وجوده، إنها رمز لوجودٍ دائم مستمر، لكلمة الله على الأرض، ولرسول الله على الأرض، ولبيت الله على الأرض، ولروح الله على الأرض، ولنور الله على الأرض، فهل أدركناها كذلك، وقمنا في ذلك.

0.34

خطبة العيد 08-12-2008
السيد علي رافع

ما أردنا أن نقوله اليوم: هو معنىً كليّ ، وهو أن الحج ليس فقط منسكاً جسدياً يؤديه الإنسان بذاته ، وإنما ما فيه من معانٍ ـ كل ما فيه من شعائر ـ هي تعبر عن معانٍ ، على الإنسان أن يعيشها بقلبه وروحه وعقله ووجدانه وضميره ، فيدرك أن طوافه حول البيت هو أن يكون هذا البيت محور حياته ، أن يكون معنى هذا البيت هو كل حياته في أي طورٍ كان ، وهو يطوف حوله يجب أن يكون على مسافةٍ ثابتةٍ معه ، في دائرةٍ هذا البيت مركزها . ففي كل تعاملٍ من تعاملات حياته يكون على هذا البعد الثابت . فإذا كان في عمله المادي فهو يتذكر هذا المعنى في قلبه ، وإذا كان في صلاته يتذكر هذا المعنى في قلبه ، وإذا كان في أي عملٍ دنيوي يتذكر هذا المعنى في قلبه ، فتصير حياته كلها طوافاً حول البيت .

0.34

خطبة الجمعه 21-07-1988
السيد علي رافع

إنا نتكلم في دوام عن البيت.. وعن البيت الموضوع وعن القبلة وما معنى القبلة وما معنى البيت وهذا مفهوم أساس للمسلم حقا أن يعرف قبلته وأن يعرف بيت الله له وأن يعرف لماذا يستقبل قبلته ويطوف حول هذا البيت وأساس المفهوم في ذلك هو أن الإنسان على أرضه عليه أن يعرف له قبلة على أرضه وأن يعرف له مركزا على أرضه وأن يعرف له بيتا على أرضه.. (إنا نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها)لأن الإنسان في إتجاهه الى السماء في إتجاهه الى الغيب لا يستطيع أن يحدد له طريقا(أينما تولوا فثم وجه الله)والله في إحاطته من وراء كل شيء في أدنى وأعلى في كل إتجاه فأين تتجه ولمن تتجه وكيف تسلك وكيف تقوم وما هي المعاني التي تكبر وما هي القيم التي تعلي وما هي الأهداف التي تطلب وما هو الوجه الذي تقصد لكل هذا لا يجيبك عنه الغيب فأي صورة تقصدها وراءها الغيب وأي صورة تطلبها وراءها الغيب ولو أن الله بلانهائيته ليس وراء شيء ما كان هذا الشيء فحاجة الإنسان الى ظاهر يشهده يتجه إليه ويطلبه يكون هدفه وقبلته يكون النقطة التي يدور حولها والتي يتجه إليها..

0.33

خطبة الجمعه 21-12-2007
السيد علي رافع

وحين نربط بينها وبين أحداثٍ أخرى فإننا نجد رسالةً واضحة ، رسالةً تعلمنا أن علينا أن نطلب الحق على أرضنا ، سعينا هو سعيٌ على هذه الأرض ، فإذا نظرنا إلى الاقتراب من البيت فهو بعدٌ أرضيّ نتحرك فيه على أرضنا ، كما نرى ذلك في الإسراء وهو حركةٌ على هذه الأرض من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وهي مراكزٌ حقيةٌ على هذه الأرض ، وكان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يتجه في صلاته إلى المسجد الأقصى ، فكان هو في هذه اللحظة المركز المعبر عن هذا المعنى ، فواجبٌ على الإنسان أن يسعى بذاته إلى أن يقترب من مركز الحق على هذه الأرض ، والكعبة تعبر عن هذا المعنى ، وفي سلوكنا الأرضي علينا أن نكون في هذا الحال . فيكون سعينا إلى مركز الحق الظاهر في كل تجمعٍ صالحٍ ، وفي كل بيتٍ صالحٍ ، وفي كل إنسانٍ صالحٍ ، فواجبٌ على الإنسان أن يكون قريباً من مركز الحق الذي يتجلى في كل وجودٍ صالحٍ على هذه الأرض .

0.32

خطبة الجمعه 26-04-1996
السيد علي رافع

الإنسان فى هذه الحياة يجب أن يكون له هدف وأن تكون له قبلة وأن يكون له بيت، وعليه أن يجعل من أيامه، أياما يتجه فيها بكله إلى هذا البيت، وإن كان عليه أن يكون هذا البيت دائما فى قلبه ووجدانه، يراه دائما هدفا وقبلة ومقصودا فى كل معاملاته وتعاملاته، عليه أن يتخلص من كل ما يربطه بهذه الأرض ويتجه بكله إلى هذه القبلة، وهذا هو معنى الإحرام "أذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا" يلبى مؤذن الحج غير متثاقل إلى الأرض، محققا معنى الاستجابة الحقية، مدركا أنه بذاته يريد أن يتثاقل إلى الأرض "ما لكم كلما دعيتم إلى سبيل الله إثاقلتم إلى الأرض" فهذه قضية أساسية، أن يلبى الإنسان وأن يترك كل ما يربطه بالدنيا وراء ظهره، معبرا عن ذلك فعليا بإحرامه فقد دخل البيت الحرام، خرج من عالم الأرض بكل ما فيها ودخل عالما آخر، وفى ذلك تدريب له أيضا على الانتقال من هذه الأرض فى رحلته الحقية فيما وراء هذا العالم.

0.32

خطبة الجمعه 21-12-2007
السيد علي رافع

وحين نربط بينها وبين أحداثٍ أخرى فإننا نجد رسالةً واضحة ، رسالةً تعلمنا أن علينا أن نطلب الحق على أرضنا ، سعينا هو سعيٌ على هذه الأرض ، فإذا نظرنا إلى الاقتراب من البيت فهو بعدٌ أرضيّ نتحرك فيه على أرضنا ، كما نرى ذلك في الإسراء وهو حركةٌ على هذه الأرض من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وهي مراكزٌ حقيةٌ على هذه الأرض ، وكان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يتجه في صلاته إلى المسجد الأقصى ، فكان هو في هذه اللحظة المركز المعبر عن هذا المعنى ، فواجبٌ على الإنسان أن يسعى بذاته إلى أن يقترب من مركز الحق على هذه الأرض ، والكعبة تعبر عن هذا المعنى ، وفي سلوكنا الأرضي علينا أن نكون في هذا الحال . فيكون سعينا إلى مركز الحق الظاهر في كل تجمعٍ صالحٍ ، وفي كل بيتٍ صالحٍ ، وفي كل إنسانٍ صالحٍ ، فواجبٌ على الإنسان أن يكون قريباً من مركز الحق الذي يتجلى في كل وجودٍ صالحٍ على هذه الأرض .

0.32

خطبة الجمعه 18-09-2015
السيد علي رافع

عباد الله: إنا نستقبل أياماً مباركة تحمل رسائل كثيرةً لنا، فكل شعيرةٍ من شعائر الحج تخاطبنا وتعلمنا كيف نستقيم على هذه الأرض. والطواف حول بيت الله الموضوع رسالةٌ تعلمنا كيف نكون في كل حياتنا، متذكرين علاقتنا ببيت الله على هذه الأرض، تُذكِّرنا أن نكون في كل أعمالنا ذاكرين علاقتنا بربنا.

0.32

خطبة الجمعه 10-10-2014
السيد علي رافع

إن كنا قد عشنا في الأيام السابقة، منسكاً فيه معانٍ كثيرة للتواصل مع الغيب، منسك الحج، وما فيه من شعائر كثيرة تعلمنا كيف نقترب من الحقيقة، وأن اقترابنا من الحقيقة، اقترابنا من البيت العتيق، اقترابنا من البيت الحرام، اقترابنا من القبلة، من "..أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ..."[آل عمران 96] ـ هذا المنسك يعبر عن هذا الاقتراب، والذي أساسه أن يتخفف الإنسان من أحماله، وأن يشد الرحال إلى بيت الله الحرام، الذي يرمز إلى الحقيقة التي نريد أن نقترب منها، ونطوف حولها، فتكون حياتنا كلها طوافٌ حول بيت الله، حول قبلة الله، حول حقيقة الحياة.

0.32

حديث الخميس 09-03-2000
السيد علي رافع

وكما نتذاكر دائما ونذكّر أنفسنا بمعنى البيت.. الذي هو أول بيت وضع للناس.. والذي يرمز الى بيت الله الموضوع.. الى رحمة الله القائمة على هذه الأرض.. الى المركز الذي نتجه إليه في طلبنا للصلة والصلاة.. هذا هو

0.32

خطبة الجمعه 19-10-2012
السيد علي رافع

"...حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا"(2)، رسالةٌ دائمةٌ، يقوم بها البعض، ليُعبِّر بقيامه، عنها وعن معناها. ولنفهم ونتأمل في معنى بيت الله، علينا أن نرجع إلى آيات الله التي عَبَّرت عن هذا المعنى، "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا..."[آل عمران 96]، "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا..."[الحج 27]، وكيف أمر الله إبراهيم ــ عليه السلام ــ أن يضع القواعد للبيت*، وكيف أمر الله إبراهيم أن يأخذ إبنه وأمه إلى هذه الأرض "...بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ..."[إبراهيم 37].

0.31

خطبة الجمعه 25-10-2013
السيد علي رافع

ومناسك الحج متداخلة، كل منسكٍ يؤدي إلى الآخر، فنجد الطواف يسبق وقوف عرفة، ونجد الطواف يلحق بوقوف عرفة. أنت تحتاج لتلبي حقاً، أن تكون متعاملاً مع الله في كل أمرٍ في حياتك. وهذا، معنى من معاني الطواف، حيث تكون في بعدٍ ثابتٍ من المركز، وهو البيت، في طوافٍ حوله، في كل نقطةٍ في مسارك وفي طوافك، كل نقطةٍ تعبر عن موقفٍ لك في الحياة، وعن حالٍ لك في هذه الدنيا.

0.31

حديث الخميس 19-12-2013
السيد علي رافع

كذلك، حين أمرنا الله أن نتوجه إليه، وإلى قبلته، "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا..."[البقرة 144]، فكانت القبلة، بيت الله الموضوع، "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا..."[آل عمران 96]، كان أيضاً رمزاً، لأن حتى في اتجاهنا إلى الله، فنحن نتجه إلى بيته على هذه الأرض.

0.31

خطبة الجمعه 31-05-1985
السيد علي رافع

إن ديننا قد جعل القبلة أساسا في صلاتنا وفي حجنا.. جعلها أساسا في ديننا لنعرف معنى القبلة ولنتأمل في معنى القبلة بيت الله الموضوع (ما وسعتني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن)(القلب بيت الرب)(وفي أنفسكم أفلا تبصرون). إنه المثل الأعلى إنه القدوة (فلنولينك قبلة تراضاها)(في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه)بيوت الله رجال الله عباد الله..

0.3

خطبة الجمعه 20-11-2009
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أن علاقة الإنسان بالله ، هي علاقةٌ نمثلها بدائرةٍ حول مركز الحياة ، حول بيت الله ، وهذه الدائرة هي حياة الإنسان ، في كل أعماله ، وفي كل حركاته وأقواله ، في كل سكناته ، في ركوعه وفي سجوده ، في سعيه وفي توقفه ، في دعائه ، في كل أمرٍ من أمور حياته ، في كل معاملاته الأرضية وفي كل أعماله الدنيوية ، يريد أن يكون في علاقةٍ مع الله ، وهذه العلاقة ثابته لأن هو يرغب في ذلك ، لأنه يحتسب كل أمرٍ عند الله . إذا كان الأمر كذلك ، فهو يُفَعِّل كل ما أعطاه الله ، حتى يقوم في ذلك ، يُفَعِّل عقله ، ويُفَعِّل قلبه ، ليرى كيف يكون في علاقةٍ مع الله .

0.3

حديث الخميس 11-03-1999
السيد علي رافع

من هنا تصبح القضية.. الى أي مدى أنت قريب من هذا الهدف، وفي نفس الوقت حين تتحرك فأنت تتحرك ومرجعك هذه النقطة، وهذا ما نعبر عنه ونحن نتكلم عن الطواف، والحج مثلا أنه تعبير عن أنك في أي إتجاه كنت، فيجب أن تكون على مسافة ثابتة من هذه النقطة التي تطوف حولها، والنقاط التي تطوف أنت فيها.. التي تمثل الدائرة حول هذا البيت.. هي الحياة، والحياة بكل ما فيها .. في عملك وفي معاملاتك المختلفة.. في كل شيء، من حياتك.. تكون على علاقة بهذه النقطة.. ولها نفس البُعد ولها نفس الأهمية، لأن الحياة كلها كسب في الله، فإذا إستطاع الإنسان أن تكون كل حياته هي في هذا المعنى وفي هذا المفهوم سوف يكسب في الله وسوف يرتقي في الله.

0.3

خطبة عيد الفطر W0-50-42000
السيد علي رافع

طبعا هو المعنى وإجعلوا بيوتكم قبلة يعني "في بيوت أذن الله أن ترفع" يعني إجعلوا بيوتكم دى فيها ذكر الله وعلشان كده قالك "وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين".. يعني أن تكون هذه البيوت فيها يذكر الله وفيها إتجاه الى الله وفيها رمز لإنها بهذا الإحياء.. حياتكم وصلاتكم وذكركم في هذه البيوت تصبحوا قبلة للناس جميعا تتجه إليها.. ده المقصود..

0.3

خطبة الجمعه 02-01-1981
السيد علي رافع

إن هذه هي حياتنا.. إن هذا هو سلوكنا.. أن نكون مرتبطين بمركز لا نحيد عن أن نكون حوله في مسار ثابت قدره لنا العزيز الحكيم.. فهذا هو ديننا.. أمرك في كل شيء وشرع لك في كل شيء.. في قيامك وقعودك.. في سعيك وكبودك// في سرك وجهرك.. في مأكلك ومشربك.. في معاملاتك في مجتمعك.. في نظام حكمك.. في معنوياتك.. في صفاتك.. في كل شيء.. {ما فرطنا في الكتاب من شيء}

0.3

حديث الخميس 11-11-2010
السيد علي رافع

فحين نجد الآية التي تخاطب إبراهيم ـ عليه السلام ـ " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ " [الحج 27] . فهذا الأذان ، هو دعوة الناس ، أن يقتربوا من مصدر الحق فيهم ، ومن مصدر الحق عليهم .

0.3

خطبة الجمعه 20-11-2009
السيد علي رافع

إننا ـ كما نتدبر ونذاكر دائماً ـ حين نتأمل في معنىً من معانى الطواف حول بيت الله ، نقول إن الطواف هو تعبيرٌ عن أن تكون بينك وبين بيت الله مسافةٌ ثابتة ، وأنت تتحرك في دائرةٍ حوله ، كل نقطةٍ على هذه الدائرة تمثل لحظةٍ من لحظات حياتك ، وعملاً من أعمالك ، ومعاملةً من معاملاتك . إنك تريد أن تجعل من كل حياتك طوافاً حول بيت الله ، بهذا تصبح حياتك كلها عبادةً وقرباً من الله .

0.3

خطبة الجمعه 14-12-2007
السيد علي رافع

معنى الطواف أيضاً.. فهو طوافٌ حول الهدف وحول المركز ، مركز الحياة الذي يدور حوله الإنسان ، نريد أن يكون هدفنا ومقصودنا وجه الله ، كسب هذه الحياة ، أن نكون أكثر صفاءً وأكثر نقاءً وأكثر قدرةً على مواصلة الحياة الغيبية والروحية والأخروية ، ولا يكون ذلك إلا بأن نرى الله في كل أعمالنا ، وأن نقصد وجهه في كل معاملاتنا . إنا نُذكِّر أنفسنا بذلك ، وعلينا أن نراجع أنفسنا دائماً وأن نحاسب أنفسنا دائماً ، وإذا وجدنا أنفسنا في ضلالٍ أو في غفلةٍ أو في بعدٍ وذُكِّرنا فلنتذكر وإلى الحق فلنرجع ، لا نيأس من رحمة الله ولا من كرم الله ولا من فضل الله ، نريد أن نقوم حقاً في شهادة أن لا إله إلا الله وفي شهادة أن محمداً رسول الله ، بفهمٍ عميقٍ لما تحمله هاتان الشهادتان ، ولما تعبر عنه في حياتنا .

0.3

حديث الخميس 16-12-2010
السيد علي رافع

لذلك، نجد مثلاً، أما ييجي الخطاب لسيدنا إبراهيم: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" [الحج 27]، أذن في الناس بالحج، تعني ـ يمكن أن نفهم منها ـ: هو شد الرحال، إلى مصدر الحقيقة، إلى معنى القبلة، إلى معنى البيت، إلى معنى هدف وجود الإنسان على هذه الأرض.

0.3

حديث الخميس 05-02-2004
السيد علي رافع

ونحن دائما نشير الى البيت والى القبلة أنه المركز الموجود على هذه الأرض أو يعبر عن المركز الموجود على هذه الأرض الذي هو مصدر حق ومصدر حياة ومصدر قوة لكل إنسان طالب للعون وللهادية والإقتراب من هذه النقطة ومن هذا المركز هو أمر مطلوب حتى يستطيع الإنسان أن يحصل على قدر كبير من الطاقة التي تساعده على أن يخلص نفسه من ظلماتها وأن يولد من جديد والإنسان وهو يتأمل في هذا المعنى وهو يرجو أن يقوم في هذا المعنى هو في محاولة للحصول على هذه الطاقة المطلوبة لتساعده على الإنطلاقة من تأثير ذاته المظلمة عليه. وهذه محاولة دائمة وليس كل إنسان قام بجسده بالقرب من هذا المركز الذي يرمز لهذه الطاقة يحصل على القدر المطلوب وإلا لرجع كل الحجيج وقد تخلصوا تماما من كل ما فيهم من شوائب وهذا ما لا نراه في واقع حياتنا وفي معاملاتنا وما نراه من سلوكيات لبعض الناس ولكن الفهم هنا مهم والقيام في هذا المنسك بالذات قد يساعد الإنسان على أن يحقق هذا بصورة أفضل والذي لا يستطيع أن يقوم بهذه الصورة الذاتية عنده فرصة وعنده ايضاً الوسيلة التي تمكنه أن يحصل على قدر كبير من هذه المعاني بتأمله وتدبره وتفهمه لما يحدث في هذا المنسك.

0.29

خطبة الجمعه 05-11-2004
السيد علي رافع

إنا نعيش هذه الحياة في ظل قانون إلهي أوجده الله وأحكمه وأخبرنا عنه وأظهره وأرسل لنا رسله بالحق ليبينوا لنا طريقنا وجعل فينا فطرة لتستقبل هذا الفيض وهذا العلم لتحوله إلى عمل والى قيام وإلى سلوك وإلى معاملة في هذه الأرض فيعود ذلك بطاقة روحية على القائم بالفعل ليكون أكثر رقيا وأكثر قوة روحية ومعنوية. خلق الإنسان وحكمة الخلق في لانهائيتها، هي أمر مرجعه للخالق. أما نحن فإننا نقرأ ما نستطيع قراءته مما كشف لنا بوسائله لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء. إن العلم يجيء من مصدرين، مصدر خارجي، ومصدر داخلي53) )سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ( سورة السجدة )(3) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ) ( سورة تبارك)( 21 ) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) (سورة الذاريات ). وفي واقع الأمر فإن هناك علاقة وثيقة بين ما في الإنسان وبين ما هو خارج الإنسان. هذه العلاقة يمثلها الارتباط بين بيت الله في الإنسان ( ما وسعتني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن )، القلب بيت الرب، وبين بيت الله على هذه الأرض (96) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ( سورة الـ عمران). التوجه في الصلاة إلى القبلة وإلى بيت الله وإقامة علاقة بين بيت الله في الإنسان وبين بيت الله على هذه الأرض، هنا يحدث المدد. فالقلب في الصلاة يستقبل مددا من بيت الله على هذه الأرض ليشع بعد ذلك بهذا العلم وبهذا المدد في الإنسان فينير له طريقه وينير له فكره يجعله قارئا متفكرا متدبرا.

0.29