خطبة الجمعه 31-01-2003
السيد علي رافع

تدبروا آيات الله واقرأوا رسائل الله لكم. في أحداث الحياة حولكم وفي مناسكه التي شرع لكم. ففيها علم وتوجيه وإرشاد لما يجب أن تكونوا عليه. كيف تسلكون وكيف تتعلمون وكيف ترتقون. (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا (27)(سورة الحج) . يأتوك رجالا من كل مكان ومن كل إتجاه. ( مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27)(سورة الحج). يأتوك ملبين. خالصين. قائمين بفطرتهم. تاركين وراء ظهورهم كل ما يربطهم بهذه الحياة الدنيا. متمسكين بالفطرة وصفائها. محرمين. دخلوا في الإحرام ليعيشوا أياما بفطرة خالصة وهم يتجهون الى بيت الله الحرام وهم يلبون دعوة الداعي وقد دعاهم. دعاهم أن يرتبطوا بمصدر الحياة وأن يرتبطوا ببيت الله وأن يرتبطوا برحمة الله وأن يرتبطوا برسول الله. إن في شعائر الحج رسائل كثيرة وإشارات عديدة لمن يقرأ. إنها تمثل ما يجب أن يكون الإنسان عليه في هذه الأرض. ونحن نذكر أنفسنا دائما أن الإنسان في حاجة الى مصدر والى قبلة يتجه إليها ويأخذ منها طاقة تساعده في حياته وفي سلوكه. وها هو في الحج يقترب من هذا المصدر يقترب من هذه القبلة. يقترب بذاته رمزا على إقترابه بروحه. وإذا إقترب يجب أن يكون محرما أن يكون خالصا حتى يستطيع أن يستقبل فيوضات رحمة الله عليه.

0.55

خطبة الجمعه 21-12-2007
السيد علي رافع

وحين نربط بينها وبين أحداثٍ أخرى فإننا نجد رسالةً واضحة ، رسالةً تعلمنا أن علينا أن نطلب الحق على أرضنا ، سعينا هو سعيٌ على هذه الأرض ، فإذا نظرنا إلى الاقتراب من البيت فهو بعدٌ أرضيّ نتحرك فيه على أرضنا ، كما نرى ذلك في الإسراء وهو حركةٌ على هذه الأرض من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وهي مراكزٌ حقيةٌ على هذه الأرض ، وكان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يتجه في صلاته إلى المسجد الأقصى ، فكان هو في هذه اللحظة المركز المعبر عن هذا المعنى ، فواجبٌ على الإنسان أن يسعى بذاته إلى أن يقترب من مركز الحق على هذه الأرض ، والكعبة تعبر عن هذا المعنى ، وفي سلوكنا الأرضي علينا أن نكون في هذا الحال . فيكون سعينا إلى مركز الحق الظاهر في كل تجمعٍ صالحٍ ، وفي كل بيتٍ صالحٍ ، وفي كل إنسانٍ صالحٍ ، فواجبٌ على الإنسان أن يكون قريباً من مركز الحق الذي يتجلى في كل وجودٍ صالحٍ على هذه الأرض .

0.52

خطبة الجمعه 21-12-2007
السيد علي رافع

وحين نربط بينها وبين أحداثٍ أخرى فإننا نجد رسالةً واضحة ، رسالةً تعلمنا أن علينا أن نطلب الحق على أرضنا ، سعينا هو سعيٌ على هذه الأرض ، فإذا نظرنا إلى الاقتراب من البيت فهو بعدٌ أرضيّ نتحرك فيه على أرضنا ، كما نرى ذلك في الإسراء وهو حركةٌ على هذه الأرض من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وهي مراكزٌ حقيةٌ على هذه الأرض ، وكان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يتجه في صلاته إلى المسجد الأقصى ، فكان هو في هذه اللحظة المركز المعبر عن هذا المعنى ، فواجبٌ على الإنسان أن يسعى بذاته إلى أن يقترب من مركز الحق على هذه الأرض ، والكعبة تعبر عن هذا المعنى ، وفي سلوكنا الأرضي علينا أن نكون في هذا الحال . فيكون سعينا إلى مركز الحق الظاهر في كل تجمعٍ صالحٍ ، وفي كل بيتٍ صالحٍ ، وفي كل إنسانٍ صالحٍ ، فواجبٌ على الإنسان أن يكون قريباً من مركز الحق الذي يتجلى في كل وجودٍ صالحٍ على هذه الأرض .

0.52

خطبة الجمعه 02-10-1981
السيد علي رافع

فهل عرفنا بيت الله في قلوبنا؟ فاتجهنا له في صلاتنا.. وقمنا به في عملنا وسلوكنا.. فكان هدفنا ومحور حياتنا.. وكان ملاذنا فيما ينزل بنا من شرور أنفسنا وشرور الأشرار من حولنا.. هل عرفناه حقا؟ فهرعنا إليه ملبين مستجيبين متجهين.. إليه حاجين.. نفوسنا وما فيها تاركين.. بالحق متمسكين ولوجه الله فينا قاصدين.. هل عرفنا ذلك في يقين؟ وقمنا به عاملين فأصبحنا حاجين في كل وقت وحين.. إن الحج يذكرنا بذلك فينا ويفتح لنا في أعماقنا ما غمض علينا في سلوكنا وفي مفاهيمنا.. فكان الحج بمناسكه رسالة للإنسان في نفسه.. ورسالة للإنسان في قيامه.. ورسالة للإنسان في سلوكه.. أن يقصد دوما وجه الله.. وأن يستجيب دوما لمؤذن الحج.. {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا} يأتوك من كل فج عميق.. يأتوك وقد تخلصوا من نفوسهم.. ويأتوك بكلهم.. بكل جوارحهم بكل مفاهيمهم بكل رغباتهم.. بكل ما فيهم.. يأتوك لوجه الله خالصين.. ولنوره طالبين.. ولطلعته قاصدين.. في رحمته طامعين ولبيته لاجئين ولمعنى الرسول زائرين..

0.52

خطبة الجمعه 02-01-1981
السيد علي رافع

إن الأرض في دورتها حول الشمس تسير في مسار محدد.. لو إقتربت قليلا في إتجاه الشمس لما بقى على هذه الأرض صورة لهذه الحياة التي نراها.. ولو إبتعدت قليلا عن هذا المسار ما بقيت لهذه الحياة هذه الصورة التي نراها.. كل شيء بميزان.. {والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} وشرع لنا الحق في ديننا مسارا ومركزا ندور حوله ونتجه إليه.. فكان بيت الله الموضوع.. {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا} {أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا} يأتوك من كل إتجاه.. يأتوك من كل فج عميق.. يأتوك ليعرفوا مركزهم.. يأتوك ليعرفوا قبلتهم.. يأتوك ليبين لهم المسار.. وتبين لهم سر حياتهم ونقطة إرتكازهم..

0.4

خطبة الجمعه 26-04-1996
السيد علي رافع

الإنسان فى هذه الحياة يجب أن يكون له هدف وأن تكون له قبلة وأن يكون له بيت، وعليه أن يجعل من أيامه، أياما يتجه فيها بكله إلى هذا البيت، وإن كان عليه أن يكون هذا البيت دائما فى قلبه ووجدانه، يراه دائما هدفا وقبلة ومقصودا فى كل معاملاته وتعاملاته، عليه أن يتخلص من كل ما يربطه بهذه الأرض ويتجه بكله إلى هذه القبلة، وهذا هو معنى الإحرام "أذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا" يلبى مؤذن الحج غير متثاقل إلى الأرض، محققا معنى الاستجابة الحقية، مدركا أنه بذاته يريد أن يتثاقل إلى الأرض "ما لكم كلما دعيتم إلى سبيل الله إثاقلتم إلى الأرض" فهذه قضية أساسية، أن يلبى الإنسان وأن يترك كل ما يربطه بالدنيا وراء ظهره، معبرا عن ذلك فعليا بإحرامه فقد دخل البيت الحرام، خرج من عالم الأرض بكل ما فيها ودخل عالما آخر، وفى ذلك تدريب له أيضا على الانتقال من هذه الأرض فى رحلته الحقية فيما وراء هذا العالم.

0.38

حديث الخميس 16-12-2010
السيد علي رافع

لذلك، نجد مثلاً، أما ييجي الخطاب لسيدنا إبراهيم: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" [الحج 27]، أذن في الناس بالحج، تعني ـ يمكن أن نفهم منها ـ: هو شد الرحال، إلى مصدر الحقيقة، إلى معنى القبلة، إلى معنى البيت، إلى معنى هدف وجود الإنسان على هذه الأرض.

0.36

خطبة الجمعه 12-01-1973
السيد علي رافع

إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا.. وإن تأدية الحج هو قيام ينبع من الإنسان ليلبي من يؤذن بالحج.. هل سمعنا مؤذن الحق.. يؤذن فينا فلبينا النداء إننا لنكون حقا قاصدين لبيت كريم ولقبلة نرضاها.. ولمعنى هو أملنا وحياتنا.. لنؤدي هذا حقا.. وجب علينا قياما وفعلا.. أن نسمع النداء.. لنلبي النداء.. أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا.. أذن في بالحج يأتوك خالصين.. أذن في الناس بالحج يأتوك مسلمين.. أذن في الناس بالحج يأتوك ملبين.. أذن في الناس بالحج يأتوك مجيبين..

0.36

حديث الخميس 29-05-2014
السيد علي رافع

ومن هنا، كان رمز المسجد الأقصى، "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى..."[الإسراء 1]. والمسجد الحرام، يرمز أو يمكن أن يرمز أو أن نتأمل في معناه، أنه الاقتراب من مصدر الحياة على هذه الأرض.

0.34

حديث الخميس 17-09-2015
السيد علي رافع

نسأل الله: أن يوفقنا في حديثنا، وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سبباً لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا. فنحن نعيش هذه الأيام مستقبلين معنى من المعاني التي جاء بها ديننا، وهو معنى الحج الذي تَمثَّل في عدة مناسك، تعبر عن قضايا مختلفة في علاقة الإنسان بالحق. وتبدأ هذه المناسك بأن يشد الإنسان الرحال إلى المسجد الحرام تلبيةً لنداء سيدنا إبراهيم، " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا..."[الحج 27].

0.33

حديث الخميس 11-10-2001
السيد علي رافع

الحدث الأول وهو الإسراء من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى. وهذا الإسراء كما أنه آية لنا مستمرة كما كان آية في سابق. إلا أنه أيضا في المسميات التي يحملها هو تعبير عن قضية. التي كنا نتحدث فيها الآن ونستلهم منها هذا الأمر. فالمسجد الحرام له إشارة وله دلالة والمسجد الأقصى أيضا له دلالة. خاصة أن المعراج تم من المسجد الأقصى. إذن المعراج هو عروج في الغيب فيما بعد هذه الأرض. والإسراء هو حركة على هذه الأرض من مكان أو من حال الى حال. المكان يرمز الى الحال. إذا كانت المسميات هنا لها دلالات فهي دلالات إشارية الى أن الإنسان يوم يُحرم ويوم يكون في معنى المسجد الحرام ويوم يقوم في المسجد الحرام كمعنى. والقيام في المسجد الحرام كمعنى هو التجرد من المعاملات المادية ومن أي نوع من أنواع القيام البشري. والترفع عن. وإحترام الحياة في كل صورها والتجرد من الأفعال أو من ما ينتجه الإنسان على هذه الأرض لا بصورة البُعد عن هذه الأرض بصورة مطلقة وإنما بصورة أن عليه أن يتذكر دائما أن وجوده على هذه الأرض هو وجود مؤقت وليس وجود دائم. فلا يرتبط بهذه الأرض إرتباط وثيق يكبله ولا يجعله قادر على الحركة وعلى الخروج منها.

0.33

خطبة عيد الأضحى 01-09-2017
السيد علي رافع

يبدأ الحجّ بأن يؤذّن مؤذّن الحجّ، "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"[الحج 27]، فالبداية تكون في هذه الدّعوة، دعوة الحقّ للإنسان أن يبدأ رحلة الحياة.

0.33

خطبة الجمعه 08-05-2015
السيد علي رافع

فكل جهاد الإنسان، هو في محاولته أن يكون في المسجد الحرام، وفي قربه مما ترمز القبلة له من معنى نور الله على هذه الأرض. كل ما نتعلمه ونجاهد من أجله هو أن نكون في هذا الحال. فإذا أصبحنا في هذا الحال، كنا أهلاً لأن يسري الله بنا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.

0.32

حديث الخميس 05-05-2016
السيد علي رافع

ولنا في رسول الله أسوةٌ حسنة، وإسراء الرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ـ كما نتأمّل دائماً، ونذكِّر أنفسنا دائماً ـ هو تعبيرٌ عن رحلة الإنسان على هذه الأرض. فهو حركةٌ على هذه الأرض من نقطةٍ إلى نقطة، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. الدلالة اللفظية للأماكن أو للنقطتين لهما واقعٌ نستطيع أن نتأمّله.

0.31

خطبة الجمعه 27-03-1987
السيد علي رافع

إن هذه الحادثة وإن هذه الظاهرة تكشف لنا كيف أن المعنى الحقي زويت له الأرض مسجدا وطهورا من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها من أقصاها لأقصاها كيف أنها زويت لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه مسجدا وطهورا (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى)من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى.. من البيت الحرام.. من النقطة التي إذا دخلها الإنسان وإذا قام فيها الإنسان كان قياما حقيا كان قياما طاهرا كان قياما خالصا كان عبدا راجعا كان وجودنا صادقا.. بيت الله الحرام.. ليس فيه إلا الله لا موجود بحق إلا الله.. إذا دخله الإنسان تخلى عن ذاته بكل ما فيها لأنه لا يكون فيها لأنها لا تصلح وليس هناك ما يصلح أن يكون مع الله (كا الله ولا شيء معه ثم خلق الخلق وهو الآن على ما عليه كان).

0.31

خطبة الجمعه 02-07-2010
السيد علي رافع

لذلك ، فإن الإسراء والمعراج ، هو رسالة للإنسان ، عن قادمه ، وعن مستقبله ، وعن غيبه ، إنها تحمل معانٍ كثيرة . فالإسراء - كما نذاكر دائماً - في كل مناسبةٍ ، هو تعبيرٌ عن رحلة الإنسان على هذه الأرض ، " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى ..." [الإسراء 1] ، من المسجد الحرام ، إلى المسجد الأقصى ، نقطتان مضيئتان على هذه الأرض ، تمثلان رحلة الإنسان ، بقيامه وحياته على هذا الكون .

0.3

حديث الخميس 11-11-2010
السيد علي رافع

فحين نجد الآية التي تخاطب إبراهيم ـ عليه السلام ـ " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ " [الحج 27] . فهذا الأذان ، هو دعوة الناس ، أن يقتربوا من مصدر الحق فيهم ، ومن مصدر الحق عليهم .

0.3

خطبة الجمعه 12-05-2017
السيد علي رافع

وقد يرى البعض أنّ في هذا دلالة على أنّ القضيّة هي في فهم المعنى، وأنّ ذلك تعبيرٌ عن أنّ الله في كلّ اتّجاه، وأننا نتّجه إليه في المسجد الأقصى كما نتّجه إليه في البيت الحرام. المهمّ في كلّ ذلك، هو أن نتفهّم معنى القبلة.

0.3

خطبة الجمعه 05-11-2010
السيد علي رافع

لذلك ، كان بيت الله على هذه الأرض ، "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً ..." [آل عمران 96] ، "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ..." [البقرة 144] ، "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" [الحج 27] ، فكان البيت هو القبلة ، وهو الهدف الذي يسعى إليه الإنسان .

0.3

خطبة الجمعه 10-11-2000
السيد علي رافع

لذلك نجد في بداية الرسالة المحمدية وحتى يتم التحول.. وليكون هناك إشارة الى ذلك المعنى كان المسلمون يتجهون في صلاتهم الى المسجد الأقصى.. إستكمالا لهذه المرحلة التي بدأت بعد إبراهيم عليه السلام.. فإذا جاءت اللحظة الفاصلة التي أصبح الإنسان عبدا فيها لأن يتجه الى قبلة الحياة والى المصدر الدائم للحياة تغيرت القبلة.. وهذا ما نتذكره في هذه الأيام.. تحويل القبلة من المسجد الأقصى الى المسجد الحرام.. إن هذا المفهوم كان قائما وموجودا عند الرسول صلوات الله وسلامه عليه وكان تساؤله بينه وبين نفسه هذا ما أشار إليه القرآن بقوله "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا(144) ( سورة البقرة) قد أدرك هذا المعنى.. وأدرك أن هناك مرحلة للإعداد حتى يصبح الإنسان قادرا أن يستقبل البيت الحرام والمسجد الحرام والقبلة والبيت الذي وضع للناس.. الى أن جاءت اللحظة التي أُمر فيها أن يتجه الى القبلة والى البيت الذي وضعه الله والذي رفع إبراهيم القواعد من البيت في هذا المكان ومنذ أن أمره الله..

0.3

خطبة الجمعه 17-03-1989
السيد علي رافع

إن ما حدث في تاريخنا هو حديث دائم لنا يعلمنا قضايا في الله وقضايا في طريقنا وفي كسبنا وفي حياتنا.. في مثل هذه الأيام من زماننا غير المسلمون بأمر الحق لهم قبلتهم من المسجد الأقصى الى المسجد الحرام (إنا نرى تقلب وجهك في السماء فلنولنيك قبلة ترضاها)..

0.29

خطبة الجمعه 05-05-1995
السيد علي رافع

كل هذه المعاني ترمز لحقائق في سلوك الإنسان وفيما يجب أن يكون عليه يعرف أن لوجوده على هذه الأرض هدف يتجه إليه وقبلة يتوجه إليها هدفه أن يكون بيتا لله في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه هدفه أن يكون بيتا موضوعا حتى يكون بعد ذكل بيتا مرفوعاإن صلته بالله لا تستقيم إلا إذا كان هذا البيت هو قبلته بل ويجب أن يبذل كل حياته ليكون في رحاب هذا المعنى وليتقرب من هذا البيت وليجعل كل حياته محورها هذا البيت فهو حين يتحرك في طوافه النقطة التي يدور حولها هي هذا البيت فيجب أن تكون حياته كلها محورها ونقطة الطواف التي يطوف حولها هي البيت. وليقوم في ذلك عليه أن يلبي مؤذن الحج (اذن في الناس يأتوك رجالا)يأتوك وقد تخلوا عن أوزارهم وتخلوا عن ذواتهم وتخلوا عن كل ما يربطهم بهذه الأرض ملبين بقلوبهم.

0.29

خطبة الجمعه 08-05-2015
السيد علي رافع

نحن حين نتأمل في الإسراء والمعراج، نُقَسِّم هذا الحدث إلى أمرين، إسراءٌ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهذه رحلة الإنسان على هذه الأرض، كل الحركة على هذه الأرض، حياة الإنسان على هذه الأرض، طريق الإنسان على هذه الأرض، كيف ينتقل من حالٍ إلى حال.

0.29

خطبة الجمعه 02-01-1987
السيد علي رافع

إنا بوجودنا كواكب تدور في فلك محدد ولكنه يدور.. وقضية الإنسان.. قضية الإنسان أن يكون في فلك حول مركزه.. أن يجعل كل حياته كل لحظة من حياته لا تبعده عن هذا المركز فإذا كان في دنياه لا يبتعد عن هذا المركز وإن إنشغل بأخراه يظل مرتبطا بهذا المركز كما قال القوم(لو غاب عني رسول الله ما عددت نفسي من المسلمين)

0.29

خطبة الجمعه 05-06-2015
السيد علي رافع

عباد الله: ما أشرنا إليه اليوم، هو قراءةٌ في حدث تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وما تحمله من إشاراتٍ ورسائل لنا. منها أن القبلة معنى قبل كل شيء، تتغير لتعبر عن رسالةٍ مُتَجَدِّدة، تحمل في طياتها معنى الارتباط بين الإنسان ومصدر النور على هذه الأرض ومصدر الحياة على هذه الأرض، وأن الإنسان في حاجةٍ دائمة أن يتجه إلى هذا المصدر وأن يقترب منه.

0.28

خطبة الجمعه 22-01-1993
السيد علي رافع

نتذكر معانيها ورموزها نتذكر أن كل خطوة تمت إنما هي رسالة للإنسان في كل مكان وفي كل زمان في شهر الله (رجب شهر الله)في شهر التوكل على الله والرجاء لله وبالدعاء لله (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله). الله هو الفاعل بعبده. هو الذي أسرى به. هو الذي أخذ بيده. هو الذي أخذ بكله. وهو الذي يأخذ بيد كل عبد صادق وما كان الإسراء إلا معنى في الإنسان وكان حدوثه بهذه الصورة هو إشارة لحقيقة في الإنسان وما كان الإنسان لينال هذه المكانة إلا بفضل من الله وعونه وبتوفيق من الله وقوة فما كان المسجد الحرام في مدلوله الإشاري إلا قلب الإنسان(ما وسعتني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن)(القلب بيت الرب)وهو حال يقوم فيه الإنسان فحين يقوم فيه ذلك الحال يكون في المسجد الحرام ويكون بذلك أهلا لفيوضات الله ورحماته لأنه طهر بيته للطائفين والراكعين والعاكفين وما كل هؤلاء إلا الإنسان في تجلياته وفي أحواله وسكناته وحركاته أصبح الإنسان كله يتجه الى قلبه يتجه الى وجوده ويقوم في هذا القلب ويعيش في هذا القلب بذلك يكون قد أعد وجوده لإستقبال كل رحمات الله فالفضل من الله والإصطفاء من الله والإختيار من الله فيأخذ بيده الله يسري وقد أعد وجوده كله لهذا الحدث الجليل.

0.28

خطبة الجمعه 04-10-2013
السيد علي رافع

ولكنها ظهرت على سطح الأرض، بلاغاً وتعليماً للبشر الذين سيتواجدون ويتواجدون على هذه الأرض، "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ..."[الحج 27]، ليتعلموا هذه المعاني، "...يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"[الحج 27].

0.28

خطبة الجمعه 31-01-1992
السيد علي رافع

ومن هنا ندرك معنى "سبحان الذى أسرى بعبده" من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ فأنت أملك. ولك فى رسول الله أسوة حسنة وهو المثل الأعلى والقدوة. أملك أن تكون عبدا لله فيسرى بك الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، لامن الناحية المكانية؛ إنما هو رمز للمعنى الحقى الذى لاتصل إليه إلا باصطفاء الله، وإلا بنظرة من الأعلى.

0.28

خطبة الجمعه 31-01-1992
السيد علي رافع

فى هذا الشهر رسالة للإنسان عن سلوكه وطريقه على هذه الأرض، وكيف أن هدفه أن يصل بقيامه إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه. بفضل الله وبتوفيق الله، يوم يكون عبدا لله "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ".

0.27

خطبة الجمعه 15-12-1995
السيد علي رافع

إنك حين تكون في المسجد الحرام فأنت في مرحلة التكوين في مرحلة تعد نفسك فيها وتصلح نفسك فيها مجاورا لقبلة الحق مرتبطا بمصدر الحق ملاصقا لمركز الحق يعطيك قوة ويعطيك طاقة حتى تكون اهلا لعبوديتك وحتى تكون اهلا للحق.. إن المسجد الحرام وقيامك فيه هو قيام مجاهد تريد أن تكون عبدا لله إنه مرحلةن جهادك ومجاهدتك إنه مرحلة سعيك وكدك ومحاربة نفسك فإن كنت حققت ما أراد الله بك من قيامك فيه أصبحت أهلا لأن يسري الله بك الى المسجد الأقصى يجعلك حقا عبدا له ويجعلك حقا قد حققت لوجودك ما أراد الله بك من قيامك في المسجد الحرام تصل الى معنى حقي هو أقصى ما تصل إليه على أرضك وأقصى ما يمكن أن تحققه من وجودك في هذا الكوكب وستظل مع ذلك الى مصدر الحق متجها متجها الى قبلتك الى بيت الله الموضوع على أرضك الى المسجد الحرام..

0.27

خطبة الجمعه 10-11-2000
السيد علي رافع

"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ(96) ( سورة أل عمران ) قد قص علينا القرآن في آياته الكريمة كيف رفع إبراهيم القواعد من البيت. وكيف أذن في الناس في الحج وكيف يؤذن دائما مؤذن للحج يدعو الناس الى أن يقتربوا من هذا المصدر ومن هذا البيت الكريم. كانت هذه رسالة إبراهيم. ثم توالت رسالة بني إسرائيل بدأت ببناء المسجد الأقصى الذي هو رمز أن يعد الإنسان نفسه ويصل بها الى أقصى ما يمكن أن يصل إليه على هذه الأرض. لتكون هذه الرسالة رسالة دائمة للقائمين على هذه الأرض يتعلموا معنى البيت ومعنى الإعداد له. فإذا جاءت الرسالة الشارحة رسالة دين الفطرة التي تُكمل المعالم وتكمل الطريق وتكمل المنهج وضحت هذه القضية بأن جعلت التوجه بالصلاة في أول الأمر الى المسجد الأقصى. إشارة الى أن يعد الإنسان نفسه ويرتقي بوجوده. حتى يكون أهلا بأن يتجه وأن يستقبل المسجد الحرام.

0.27

خطبة الجمعه 27-03-1987
السيد علي رافع

إن الإنسان يوم يقوم في ذلك كما قام مثلنا وقدوتنا رسول الله تطوى له الأرض وتزوى له الأرض مسجدا وطهورا فإلى أقصاها يتحرك مطوية له مزوية له ليس فيها وليس بها ما هو بعيد عنه أسرى به الى المسجد الأقصى وكما تعلمنا وتأملنا في المسجد الحرام نتأمل ونتعلم من المسجد الأقصى.

0.27

حديث الخميس 05-02-2004
السيد علي رافع

ونحن دائما نشير الى البيت والى القبلة أنه المركز الموجود على هذه الأرض أو يعبر عن المركز الموجود على هذه الأرض الذي هو مصدر حق ومصدر حياة ومصدر قوة لكل إنسان طالب للعون وللهادية والإقتراب من هذه النقطة ومن هذا المركز هو أمر مطلوب حتى يستطيع الإنسان أن يحصل على قدر كبير من الطاقة التي تساعده على أن يخلص نفسه من ظلماتها وأن يولد من جديد والإنسان وهو يتأمل في هذا المعنى وهو يرجو أن يقوم في هذا المعنى هو في محاولة للحصول على هذه الطاقة المطلوبة لتساعده على الإنطلاقة من تأثير ذاته المظلمة عليه. وهذه محاولة دائمة وليس كل إنسان قام بجسده بالقرب من هذا المركز الذي يرمز لهذه الطاقة يحصل على القدر المطلوب وإلا لرجع كل الحجيج وقد تخلصوا تماما من كل ما فيهم من شوائب وهذا ما لا نراه في واقع حياتنا وفي معاملاتنا وما نراه من سلوكيات لبعض الناس ولكن الفهم هنا مهم والقيام في هذا المنسك بالذات قد يساعد الإنسان على أن يحقق هذا بصورة أفضل والذي لا يستطيع أن يقوم بهذه الصورة الذاتية عنده فرصة وعنده ايضاً الوسيلة التي تمكنه أن يحصل على قدر كبير من هذه المعاني بتأمله وتدبره وتفهمه لما يحدث في هذا المنسك.

0.27