خطبة الجمعه 15-01-2010
السيد علي رافع

ولكننا نرى في مجتمعاتنا أن الناس قد انحرفوا عن هذه الدعوة الشاملة ، إلى دعوةٍ مقيدة ، إلى دعوةٍ محدودة ، إلى تقييد ما لا يُقيَّد . هذه الرحمة الشاملة التي جاءت بها رسالة الإسلام ، لتدعو الناس جميعاً إلى قيمٍ روحية وإلى قيمٍ حقية ، لا يستطيع إنسانٌ أياً كان في أي مكان أن يرفض هذه القيم ، جاءت هذه الرسالة الحقة لتُثبِّت هذه القيم وهذه المعاني ، في معنى شهادة أن لا إله إلا الله ، وفي معنى أن الإنسان خليفة الله على هذه الأرض ، وفي معنى حرية الإنسان الكاملة ، وفي معنى أن هناك قانوناً حاكماً لهذه الأرض ، وأن على الإنسان أن يبحث عن هذا القانون ، وأن يبحث عن الأسباب التي تجعله حياً والتي تجعله في معنى العبودية لله حقاً .

0.8

خطبة الجمعه 15-01-2010
السيد علي رافع

هذه هي المعاني الأساسية التي جاءت بها رسالة محمدٍ ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكن الناس لم يقدروها حق قدرها ، وجعلوا منها أشكالاً وصوراً فقط ، وظنوا أنهم بهذه الأشكال والصور يكونون قائمين فيها ، ويكونون مقدرين لربهم ، ويكونون في معنى الطاعة لخالقهم ، والطاعة الحقة هي في القيام بما أُمِروا به من معانٍ أكبر من الصور والأشكال .

0.46

حديث الخميس 15-04-2010
السيد علي رافع

فكل إنسانٍ بفطرته ـ كما نتذاكر دائماً ـ يجد أن المعاني الحقية ، هي موجودة ، يفضلها ، حتى ولو كان لا يقوم فيها . فقيم العدل ، قيم الرحمة ، قيم التكافل ، قيم الصدق ، هذه المعاني جميعها ، حين نبحث في أعماق كل منا ، سوف نجد أن هذه المعاني لها جذور في الإنسان .

0.43

خطبة الجمعه 13-12-2002
السيد علي رافع

وسيظل الناس يبحثون عن السبل لإحقاق الحق وإقامة العدل. وسوف يختلفون دائما في تنفيذ هذه الأوامر وإحقاقها ووضعها على أرض الواقع. والإسلام يدعوهم الى ذلك من خلال أسلوب يتعاملون فيه كل يقدم ما يستطيع ويتجادلوا بالحسنى في تنفيذ القيم التي يراها الناس جميعا فالناس جميعا في جميع بقاع الأرض وفي جميع حضاراتها وثقافاتها حين يتكلموا. يتكلموا عن نفس القيم وإن إختلفت الرؤى في التنفيذ. فالكل يتكلم عن السلام ولكن في سبيل هذا السلام ربما يقول أني سأحارب لأحقق السلام. الكل يتكلم عن الرحمة للناس ولكن حين ينفذ هذا ربما يقول أني سوف ألجأ الى العنف حتى أصل الى الرحمة. وهكذا فمن الناحية المفهومية من ناحية القيم الحقية فطرة الإنسان تجعله يؤمن بكل القيم الجميلة والجليلة والعظيمة. والإسلام يحث الناس على إكبار هذه القيم فيهم وأن يحاولوا حين ينفذوا هذه القيم أن يعرفوا أن نفوسهم تميل الى السوء في بعض الأحيان فعليهم أن يجتمعوا ويتدبروا أمرهم ويبحثوا عن أفضل السبل لإحقاق أمرهم. لذلك فإستخدام الأديان هو إستخدام من جانب الشياطين. شياطين الجن والإنس الذين يريدون أن يشعلوها فتنة بإستخدام هذه القيم الجليلة. القضية ليست في هذه القيم ولا يجب أن يكون هناك إختلاف على هذه القيم. الإختلاف يجيء أساسا من النفوس المظلمة ومن الرغبات المادية التي تريد أن تسيطر على هذه الأرض.

0.42

حديث الخميس 17-11-2011
السيد علي رافع

في واقع الأمر، فإن كل المعاني والقيم النبيلة، التي يدعو الحق الناس إليها، هي قيمٌ موجودةٌ في فطرتهم وفي وجدانهم، ولكنهم في غفلتهم عن هذه القيم، بانشغالهم بعاجل أمرهم، وبماديّ وجودهم، ينسون هذه القيم.

0.4

خطبة الجمعه 27-06-2008
السيد علي رافع

الحق أمرٌ نسبيٌ ومتسع ، يتناسب مع قدرة الإنسان على الرؤية ، ومع تقديره للموقف ، ومع إدراكه لما يدور حوله في هذه الحياة ، ولما يستطيع أن يؤثر فيه على هذه الأرض . الحق يرجع إلى قيم الإنسان الموجودة فيه بخلقته ، وإلى قيم الإنسان المعطاة له ببيئته ، فعنده قيمٌ وهبية وهبها الله له ، وعنده قيمٌ كسبية كسبها من بيئته ومن مجتمعه ، وعنده قيمٌ تاريخية كسبها من تاريخه ومن تاريخ أمته ، وعنده قيمٌ مستقبلية ترجع إلى قدرته على ما يراه هدفاً يريد أن يحققه في مستقبل حياته ، وهناك قيمٌ مادية ، وهناك قيمٌ روحية ، وهناك قيمٌ أخلاقية ، وهناك قيمٌ ذاتيه . الإنسان جماع كل ذلك ، إنه نظامٌ معقدٌ متشابك الأطراف ، له مدخلاتٌ كثيرة تتفاعل في وجوده الإنساني ، وتظهر في معاملاته وأفعاله وحركاته وسكناته .

0.39

خطبة الجمعه 27-06-2008
السيد علي رافع

الحق أمرٌ نسبيٌ ومتسع ، يتناسب مع قدرة الإنسان على الرؤية ، ومع تقديره للموقف ، ومع إدراكه لما يدور حوله في هذه الحياة ، ولما يستطيع أن يؤثر فيه على هذه الأرض . الحق يرجع إلى قيم الإنسان الموجودة فيه بخلقته ، وإلى قيم الإنسان المعطاة له ببيئته ، فعنده قيمٌ وهبية وهبها الله له ، وعنده قيمٌ كسبية كسبها من بيئته ومن مجتمعه ، وعنده قيمٌ تاريخية كسبها من تاريخه ومن تاريخ أمته ، وعنده قيمٌ مستقبلية ترجع إلى قدرته على ما يراه هدفاً يريد أن يحققه في مستقبل حياته ، وهناك قيمٌ مادية ، وهناك قيمٌ روحية ، وهناك قيمٌ أخلاقية ، وهناك قيمٌ ذاتيه . الإنسان جماع كل ذلك ، إنه نظامٌ معقدٌ متشابك الأطراف ، له مدخلاتٌ كثيرة تتفاعل في وجوده الإنساني ، وتظهر في معاملاته وأفعاله وحركاته وسكناته .

0.39

خطبة الجمعه 08-02-2008
السيد علي رافع

وما يجب أن يكون عليه في هذه الأرض هو نابع من فطرته نابع من سر الله فيه نابع من ما أعطاه الله من نعم فليس الإيمان بالله هو تصور غيبي بشكل محدد فتعالى الله عما يصفون وإنما الإيمان بالله هو تنزيه الله عن أي صورة وعن أي شكل هو أن يكون طريق الإنسان هو ما أودع الله فيه من سره هو أن يكون الإنسان مجتهدا ليقرأ ما أودع الله فيه من علم فطري وان يقرأ في سنن الكون حوله وان يقرأ أحداث الحياة حوله وان يتعلم منها وان يتعلم أن الحق أحق أن يتبع وأنه يجب أن يكون هناك دائما الأحسن الذي نسعى إليه بما نقدره بعقولنا وقلوبنا "لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله " فيكون المحك للأحسن على أرضنا وللكلمة السواء على أرضنا "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " هذه القيم الحقيه القيم الروحية القيم المادية القيم الأرضية القيم السماوية لا يتعارض بعضها مع بعض إن كل إنسان بما فيه من فطره حتى وان خرج عن هذه القيم إلا انه يعترف أنها الأحسن والأفضل والأقوم وإذا حدث أمرا بالنسبة لإنسان أيا كان فانه يرى في العدل قيمة أفضل من الظلم حتى ولو كان هو ظالما فظلمه هو أمر طارئ نتيجة لرغباته العاجلة أما إذا سئل أيهما يفضل لوجد العدل أفضل من الظلم وهكذا فالدين بكل قيمه وكل معانيه ينبع من الإنسان إذا استطاع الإنسان أن يتواصل مع داخله وهذه هي المشكلة لهذا كان الجهاد وكانت المجاهدة وكان الرسل وكان الأنبياء وكان الأولياء وكان اجتماع الناس يتواصون بالحق والصبر بينهم لأنهم حين يجتمعون على هذا المعنى فان ما فيهم من فطرة الحياة يخرج إلى السطح ويتلاشى ما فيهم من ظلام لحظات يقضوها معا يذكروا ربهم ويتذكروا حقيقة أمرهم ويخرجوا كل ما فيهم من قيم روحية حقية وقيم صالحة لمجتمعهم لأرضهم لوجودهم وهذا سر الجمع الذي أمرنا به في ديننا أن نجتمع على ذكر الله وأن نجتمع لندعو الله ولنسأل الله قوة ينير بها طريقنا على أرضنا ويقوي بها عزائمنا ويقوي بها عقولنا وقلوبنا ويظهر سره علينا لا تفاضل بالأسماء ولا بالصور ولا بالأشكال وإنما العبرة في النهاية في إدراك حقيقة امرنا وان الله أكبر عن أي تصور وعن أي شكل وأننا إذا أردنا أن نعرف الله حقا فعلينا أن نتجه إلى داخلنا وان نحاول أن نجده في وجودنا وفي قيامنا وفي سلوكنا وفي معاملاتنا بكل ما تدعوا إليه قيمنا الحقيه النورانية الروحية.

0.38

خطبة الجمعه 19-06-1992
السيد علي رافع

فالدين ليس توقف وليس جمود، الدين ليس شيئا جاء وانتهى وتوقف؛ وإنما هو الحياة، هو الاجتهاد الدائم، والمحاولة الدائمة فى البحث عما هو أفضل للإنسان، وفى إطار القيم الحقية لايختلف إنسان مع إنسان، وهذا هو الذى هو أحسن فى إطار هذه القيم المعنوية الحقية، قيم الجمال والخير والإنسانية، والرحمة والحب والعدل، فى إطار هذه القيم لا يختلف اثنان، إنما القضية فى التطبيق، وفى كيفية التعامل، وكيفية تحويل هذه القيم إلى معاملات، وأن تكون كل المعاملات فيها من هذه القيم، فيها روح منها، أساسها قيم الحق والعدل والجمال، والإنسان فى محاولته هذه سوف يحاول، وسيظل يحاول دائما. فالعدل فى لانهائيته لا يصل الإنسان إليه فى تقييده، والرحمة فى لا نهائيتها لا يصل الإنسان إليها فى قيامه الذى هو فى هذه الذات.

0.38

خطبة الجمعه 08-02-2008
السيد علي رافع

هذه القيم الحقيه ، القيم الروحية ، القيم المادية ، القيم الأرضية ، القيم السماوية ، لا يتعارض بعضها مع بعض . إن كل إنسانٍ بما فيه من فطرة حتى وإن خرج عن هذه القيم ، إلا أنه يعترف أنها الأحسن والأفضل والأقوم ، وإذا حدث أمرٌ بالنسبة لإنسانٍ أياً كان فإنه يرى في العدل قيمةٌ أفضل من الظلم ، حتى ولو كان هو ظالماً ، فظلمه هو أمرٌ طارئ نتيجةً لرغباته العاجلة ، أما إذا سُئل أيهما يفضل لوجد العدل أفضل من الظلم ، وهكذا... فالدين بكل قيمه وبكل معانيه ينبع من الإنسان إذا استطاع الإنسان أن يتواصل مع داخله ، وهذه هي المشكلة .

0.38

حديث الخميس 18-04-2002
السيد علي رافع

نجد أن القيم الإسلامية الحقيقية تدعو الى عدم التدمير. لا تدمير الإنسان ولا تدمير الطبيعة ولا تدمير أي شيء وإنما تكون هناك قيم في الحرب وفي الجهاد وفي القتال وفي كل الصور المختلفة هناك قيم أساسية وقيم روحية وقيم أخلاقية وقيم معنوية ونجد أن حتى حين نجد مثلا أحد المجاهدين قتل مشركا ولكن هذا المشرك قال أشهد أن لا إله إلا الله قبل أن يقتله ويعرف أنه كذاب في ظنه. فالرسول إعترض عليه وقال له هل أطلعك الله على قلبه. هنا فيه قيم. فأي قيمة كان الإمام علي إذا كان في حرب وظهرت عورة إنسان أمامه بأي صورة من الصور لا يقتله. هناك قيم أخلاقية في القتل حتى وفي الحرب وفي كل الصور الإنسانية. هذه القيم الأخلاقية وهذه القيم الروحية اللي هي تعبر عن معنى الإنسان وعن إستقامة السلوك وعن إستقامة الهدف مع الوسيلة كل هذه المعاني أساسية ولا يصح بأي صورة من الصور إنسان يخترق هذه القيم بظن أن يخدم الرب أو بظن أنه يحقق أهداف الله في هذا الكون أو أنه ينصر الله في هذا الكون. من قال لك أن الله يحتاج لأحد أن ينصره في هذا الكون. وإنما أنت تنصر نفسك وتنصر أخلاقك وتنصر الفطرة فيك السليمة بالإتجاه السليم.

0.38

حديث الخميس 27-09-2001
السيد علي رافع

من هنا في واقع الأمر لا يوجد على هذه الأرض في الوقت الحالي لو تأملنا بعمق ما يدعو لإزهاق المزيد من الأرواح والمزيد من الأبرياء والمزيد من الذين ليس لهم دور في هذا الصراع الدائر.. وإنما أن يرجع الناس الى قيم العدل وقيم الحق وقيم الخير ويبحثوا عن المعاني المظلمة في مجتمعاتهم وفي أنفسهم وفي معاملاتهم.. في معاملة شعوب لشعوب ودول لدول.. يرجعوا الى أنفسهم ويراجعوا أنفسهم.. ويعرفوا أن الناس جميعا أيا كان دينهم أيا كان جنسهم أيا كان شكلهم.. طالما تواجدوا على هذه الأرض فلهم حق في الحياة على هذه الأرض.. هناك مجموعات تتحدث عن حق الحيوان أن يعيش وتحارب من يقتلون الأفيال ويقتلون الثعالب بمعنى أن هناك قيم.. أفضل من أن تقتل أي كائن حي لمجرد الإستغلال.. فيه من موارد ممكن أن تستفيد بها كإنسان.. من حق الإنسان الذي هو يحمل الأمانة ويحمل سر من الأسرار الكبرى التي تمَيز بها عن سائر الكائنات أن يعيش على هذه الأرض التي تواجد عليها وأن يعيش في سلام وأن يتعلم وأن يوجَّه الى الطريق الحقيقي..

0.37

خطبة الجمعه 25-11-2011
السيد علي رافع

فهو يوم يتحدث عن الإنسان، الذي كرمه الله، الإنسان الذي حمل الأمانة، الإنسان الذي جعله الله خليفةً له على الأرض، هذا الإنسان، فيه قدراتٌ وملكاتٌ وقيمٌ كثيرة، هذه القيم محجوبةٌ بنفسه المظلمة، وبنظرته إلى خارجه دوماً، لتحقيق متطلبات وجوده الماديّ، هذه المتطلبات، التي تأخذه بعيداً عن هذه القيم فيه. لذلك، كان الإنسان، في حاجةٍ، إلى تذكيرٍ دائمٍ، بما هو موجودٌ فيه. فأرسل الله الرسل والأنبياء، وأظهر الأولياء، ليبينوا للناس ما فيهم من هذه القيم المحجوبة عنهم.

0.37

حديث الخميس 16-10-2014
السيد علي رافع

فهذه المعاني التي يجيئ، أو والتي جاء بها الدين، وجاءت بها كل الأديان، هي قيمٌ روحية، وقيمٌ إنسانية، تساعد الناس جميعاً على أن يتعايشوا، وأن يتآلفوا، وأن يعملوا عملاً صالحاً في أرضهم، وأن يتقبلوا الآخرين في أي صورةٍ كانوا عليها.

0.36

حديث الخميس 22-11-2001
السيد علي رافع

كل هذه المعاني جاءت لتعلمنا أن القضية ليست أسماء وليست أشكال وليست صورا ولكن هي معاني أساسية بتكشف عنها الأديان. معنى الإنسان. قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64) (سورة آل عمران) كل هذه المعاني التي جاء بها دين الفطرة لا تنحصر في فئة من الناس. وإنما هي دعوة لكل الناس في جميع بقاع الأرض. يقرؤها كل إنسان على هذه الأرض إذا كان مستقيما في تفكيره فهو عليه أن يقرأ هذه المعاني. إن ما يحدث من أحداث ربما جعل الناس في جميع بقاع الأرض عندهم رغبة في أن يقرأوا ما جاء به هذا الدين من معاني القيم. وبذلك فإن أي مساهمة في تقديم مفهوم حقي عن هذه المعاني هو المطلوب في هذا الوقت.

0.35

خطبة الجمعه 15-05-1992
السيد علي رافع

فالقيم الحقية هى فطرة الإنسان التى يجتمع عليها الناس جميعا بما فيهم من سر الحياة.

0.34

خطبة الجمعه 19-10-2012
السيد علي رافع

وكان البيت في تكوينه الأرضيّ، هو شكلٌ مجرد، لا يحمل صورةً ولا يحمل شكلاً، رمزاً للتجريد في الاتجاه، لأن معنى رسول ــ الله صلوات الله وسلامه عليه ــ ليس صورةً إنسانية، ظهرت على هذه الأرض واختفت، إنما هو قيمٌ كلية، قيمٌ روحيةٌ ومعنوية، قيمٌ تتحقق على هذه الأرض، وليس بعد هذه الأرض، وليس قبل هذه الأرض، يتحقق الإنسان فيها، وهو قائمٌ على هذه الأرض.

0.34

خطبة الجمعه 27-09-1996
السيد علي رافع

دين الفطرة هو دين كل القيم الجميلة، وكل القيم النبيلة، وكل القيم العظيمة ، وكل القيم التى يحبها الإنسان بفطرته السليمة، والتى نتفق عليها جميعا بمعنى الإنسان فينا وبمعنى الحق لنا.

0.34

خطبة الجمعه 31-01-2014
السيد علي رافع

إنك لن ترى إلا هذه القيم، التي هي موجودةٌ في فطرة الإنسان. وجاءت الديانات جميعاً، لتُقِرَّها، لأنها واقعٌ قد ينساه البعض، الذين تجرفهم شهواتهم في طريق الضلال، وفي حب الدنيا، لدرجةٍ قد تُنسِيهم هذه القيم، وهذا ما يمكن أن ننجَرَّ إليه جميعاً. فما كانت الرسالات، إلا لتُذكِّرنا بما فينا من قيمٍ حقيةٍ، أوجدها الله فينا بفطرتنا.

0.33

حديث الخميس 26-06-2003
السيد علي رافع

إنما نحن في حديثنا هذا نتكلم ونتحدث عن معاني صوفية عن معاني روحية عن معاني حقية تدخل في الجانب الروحي للإنسان وهو ما إهتم به المتصوفة ومن هنا كان الإهتمام في الحديث بهذه النواحي التي لا يتعرض لها كثيرون وفي واقع الأمر فهذا هو لب وجوهر الدين بالنسبة للإنسان وأي دين ظهر أو جاء على هذه الأرض كان الأساس فيه هو العقيدة ومعنى وجود الإنسان ومعنى حياة الإنسان ومعنى كسب الإنسان ومعنى عمل الإنسان. كل هذه القضايا التي نتعرض لها نتعرض لها من المنظور الروحي والحقي لمعنى الإنسان نجد أن هذه المعاني هي أساسها التذوق وأساسها التدبر في الآيات التي أوجدت هذه أو شرحت حال الإنسان في صوره وفي أحواله المختلفة. فحين نتحدث عن الإنسان نتحدث عنه كقيام متكامل له جزء أوله جانب حقي وروحي وفطري ورحماني نستطيع أن نقول ذلك وشق آخر هو هذه الذات البشرية وما يستلزمه هذا الوجود المادي على هذه الأرض من أمور فطر الله الإنسان عليها. وكان الهدف الأساسي من وجود الإنسان على هذه الأرض هو حكمة إلهية وهذه الحكمة في مطلقها نحن لا نستطيع أن نحيط بها. نحن لنا حدود ولنا قيود كما نتكلم دائما نحن لا نستطيع أن نعرف إلا ما نحن محاطون به أو ما هو محيط بنا فهذا خارج عن قدراتنا وعن إمكاناتنا كموجودات مقيدة. فالإنسان حين ينظر الى هذه الأرض بينظر من الزاوية التي يستطيع أن يحيط بها وهذه الزاوية أو هذه النظرة هي ما يراه أمامه من أسباب الحياة ومن القوانين المختلفة التي تحكمها وفي نفس الوقت بهذه النظرة يستطيع أن يصل الى أنه لا يمكن أن يعرف كل شيء أو يحيط بكل شيء وهذه النقطة الأساسية التي ينطلق منها الإيمان.

0.32

حديث الخميس 17-11-2011
السيد علي رافع

ولذلك، كانت هناك حاجة دائمة، إلى تذكير الناس بهذه القيم، في كل مرحلةٍ من التواجد على هذه البشرية. فكان العلماء، وكان الأولياء، وكان عباد الله الصالحين، هم الذين ينيرون الطريق للناس جميعاً، يوم يُذكِّرونهم بهذه القيم فيهم.

0.31

حديث الخميس 07-02-2002
السيد علي رافع

ما يجعل الإنسان يكون أرقى وأكثر قربا من الحقيقية. ما يجعله أكثر رقيا. ما يجعله يستطيع مواصلة الحياة بعد هذه الأرض. كل هذه المعاني هي قانون الحياة هي الإسلام بالمفهوم العام وبالمفهوم الشامل لكل هذه المعاني الحقية. الإنسان الصادق في أي دين كان. لن يرفض أن يقرأ ما جاء به القرآن مثلا. ولن يرفض أن ينظر الى ما يقوم به المسلمون ويتأمل فيما أُمروا به ويفهم منه شيئ. لو هو على حق ولو هو على صدق ولا يجب أن يظل على ما هو عليه من إسم ينتسب له في هذه الأرض ولكن سوف يقبل بدون أن يكون عنده حساسية في ذلك أن يتعلم من الديانات الأخرى ومن المعاني الأخرى ومما هو قائم على هذه الأرض. هذه الصفة الإنسانية التي نتحدث بها هي دعوة الإسلام في البداية أنها تدعو الناس جميعا لهذه المعاني الحقية تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا (64) (سورة آل عمران) هذه هي الدعوة الأساسية. وبعد ذلك يجيء الإنسان بصور مختلفة في تطبيقه لهذه الدعوة ليتعلم قانون الحياة كيف يرقى كيف يتحول من صورة الى صورة وهكذا.

0.31

خطبة الجمعه 15-01-2010
السيد علي رافع

نحن في أشد الحاجة في هذه الأيام وفي هذا العصر ، إلى دعوةٍ إسلامية تقوم على المبادئ الأساسية لرسالة الإسلام الحقيقية ، التي تدعو الناس جميعاً لما فيه خيرهم ، ولاستعمال كل ما لديهم من قيمٍ روحية ، ومن موروثٍ حضاريّ وفكريّ وحقيّ ، ليكونوا في معنى الإنسان الحق ، ليكونوا في معنى الإنسان الصالح الذي يخدم البشرية ، والذي لا يسيء لإخوانه ولأفراد مجتمعه ، والذي يعرف أنه في حاجةٍ إلى مددٍ روحيّ ، الذي يعرف أنه في حاجةٍ إلى دعاءٍ وإلى صلاةٍ وإلى مجاهدةٍ وإلى تكافلٍ مع إخوانه الذين يحتاجون إليه ، الذي يعرف أن قبلته على الأرض وأن كسبه في الله ينبع من عمله على الأرض ، لا ينعزل عن الأرض بظن أنه في استقامةٍ روحية ، وإنما يعمل على الأرض حتى ولو كان في حالة صفاءٍ وذكرٍ روحيّ ، فهو يرجو الخير للناس أجمعين بما عنده من طاقةٍ روحية ومعنوية . إن كل إنسانٍ على هذه الأرض إن أدرك معنى رسالته عليها ، هي أن يكون أداة خيرٍ للناس جميعاً، وأن يستعين بالأدوات التي أعطاها الله له ، ليستمر في هذا الاتجاه ولا يحيد عنه.

0.31

حديث الخميس 06-05-2004
السيد علي رافع

له رسالة في النواحي العلمية الثقافية والصحية قل ما شئت في أي إتحاه سوف تجد هناك توجيه في كل هذه الإتجاهات هذا التوجيه هو ليربطنا بالمعاني الحقية في كل فعل من هذه الأفعال. من هنا حين نتكلم عن الإسلام ونتكلم على أنه كافة للعالمين لا من تشريعه فقط أو بعباداته فقط وإنما بكل المعاني التي جاءت فيه متضمنا كل التشريعات جاء ليقره الناس جميعا ويتعلموا منه فهنا نحن نقول دائما أن ليست القضية أن يتحول غير المسلم الى مسلم ولكن القضية هي أن نقدم لغير المسلم الإسلام ليقرأه في حاله وفي بيئته حتى إذا أراد هو أن يعبر عن هذه المعاني بقيامه فيها فليفعل ذلك وإذا قرأها وتعلم منها وقام فيها بصورءة ما أو بشكل ما فلقد استفاد منها. لذلك فالقضية هي إتاحة هذه المعارف للناس جميعا لأتغيرهم منها ولا بإبعادهم عنها ولا بتعسير الأمر عليهم وإنما تيسير المعاني حتى يقتربوا منها وحتى يدركوها وحتى يتعلموها. من هنا فإن الدعوة في هذه الأيام إذا أردنا أوتعلمنا هي دعوة عقل ودعوة تسامح ودعوة تيسير ودعوة تقول للإنسان إقرأ وتعلم ولا تخشى شيئا هنا كان صفة أساسية من الصفات التي علمنا أياها رسول الله هو يسر ولا تعسر هناك قيم أساسية وهناك معاني أساسية من خلال هذه القيم ومن خلال هذه المعاني نستطيع أن نتحرك وأن نفعل الكثير.

0.31

خطبة الجمعه 27-09-1996
السيد علي رافع

وقصة آدم تعبر أيضا عن هذه الحقيقة، إن الإنسان كان قبل أن يهبط إلى هذه الأرض "إنى جاعل فى الأرض خليفة" فكان وجود الإنسان على هذه الأرض هو خلافة لله عليها، وهو معنى " ما ظهر الله فى شيئ مثل ظهوره فى الإنسان" ومعنى الحديث القدسى "خلقتك لنفسى ولتصنع على عينى" فوجود الإنسان على هذه الأرض هو وجود ليكسب الإنسان منه معنى خلافته لله على هذه الأرض، لذلك كان الإنسان على هذه الأرض هو الكائن الوحيد الذى حمل أمانة الحياة، وأصبح بما أودع الله فيه من سره قادرا على أن يدرك بعض أسباب الحياة، ويستطيع أن يمارس هذه الأسباب، وهذه القوانين التى تحكم الخلق على هذه الأرض، وبذلك يكون الله قد أطلعه على بعض من أسرار الحياة التى يستطيع أن يتعامل معها، ويستطيع أن يطور بها حياته على هذه الأرض، وأن يكون أداة خير لكل الكائنات القائمة عليها.

0.31

حديث الخميس 03-04-1997
السيد علي رافع

أن ترى أن هناك خير أن هناك شر وأن هناك حق وأن هناك باطل وأن هناك آدم وأن هناك إبليس تريد أن تنفي كل ذلك. وتجعل معنى واحد تقول كله يستوي. آدم زي إبليس. حق زي باطل شر زي ظلام زى خير . آهو كله إرادة الله. لأ هنا في هذه الحالة يكون فيه عدم إستقامة. الناس لا تعرف كيف تفرق ما بين الأمور. أذا الجدل العقلي بيحتم الواحدية. يحتم اللا اختلاف. وأن هناك معنى واحد. وراء كل ذلك. وهذا هو الذي يحل إشكالية الوجود. والنظرة الأخرى حين تنظر الى التقييد. لا يجب أن تحدد مستواك أنت أين أنت من الخير وأين أنت من الحق وأين أنت من العلم. وهنا فيه قيم حقية تُنسب إليها. وكلما أدركت أكتر أنك تريد أن تقترب أكتر من القيم الحقية ومن القيم الخيرة ومن القيم العلمية. لأن هذه القيم بالنسبة لك كقيم مقيمه بتفرِق كثيرا في حياتك وفي وجودك وفي معناك.

0.31

خطبة الجمعه 13-04-2007
السيد علي رافع

الإسلام كما نقول دائماً هو دين كل الأنبياء ، لا بشريعته الني ينفذها في الظاهر ، وإنما بمفهومه الكلي في معنى العبودية لله ، في معنى الصلاة ، في معنى الصوم ، في معنى العلاقة بالله ، في معنى شهادة أن لا إله إلا الله ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله .. كتطبيقٍ يطبقه الجميع فكل هذه الأمور هي أمورٌ كلية لجميع البشر وليست محدودة بشكلٍ من أشكال العبادة أو المناسك التي يقوم بها البعض ، هي أمورٌ أساسية يجب أن نقوم فيها جميعاً ، أياً كان شكلنا وأياً كان لوننا وأياً كان ديننا إذا استخدمنا هذا اللفظ ، هذا هو المعنى الذي يجب أن ندعو به لنكون حقاً مسلمين ، أما أن نتصور أشكالاً وصوراً ورباً وإلهاً من خيالنا ومن ظننا فهذا هو تجسيد آخر ، نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .

0.3

خطبة الجمعه 06-01-2012
السيد علي رافع

وهناك على النقيض مفهومٌ آخر، يصل إلى كفرٍ كاملٍ بكل هذه الصور، التي يرسمها من يطلقون على أنفسهم أصحاب دين، فيروا في أمورٍ كثيرة، أنه ليس لها معنى، فيرفضون كل هذا التصور المتدين رفضاً كاملاً. يرون في المادية كل شيء، وفي وجودهم الحاضر كل شيء، وأن الحسن هو ما استحسنوه، وأن القبيح ما استقبحوه، وأن وجودهم الأرضي هو كل شيء، وأن الغيب لا يعنيهم، فهم لا يعرفونه ولا يستطيعون أن يعرفوه، قيمهم قيمٌ مادية، وقد تصل قيمهم في بعض الأمور، إلى ما قد يصل له الآخرون المتدينون، ولكن الغيب لا وجود له عندهم، وأن ارتباط وجودهم على هذه الأرض بوجودٍ أخروي لا معنى له عندهم، وينبثق عن هذا الإطار جماعات كثيرة، تختلف فيما بينها، في التشدد في أمرٍ من هذه الأمور، وفي التخفيف في أمورٍ أخرى مما تراه.

0.3

خطبة الجمعه 13-02-2004
السيد علي رافع

هذه معاني هناك لا زال في عصرنا هذا وفي أمتنا هذه من الجماعات ومن جمود الفكر الذي لا يستطيعوا أن يروا في الدين مصدرا متجددا بإلهام بأشكال مختلفة عما كان في السابق وليس هذا فقط في أمور حياتنا ولكن أيضا في أمور عباداتنا وفي فقهنا وفي كل علم نقول أنه من علوم الدين. هناك معان كثيرة ممكن أن يفهمها الإنسان وأن يقوم فيها الإنسان وأن يتعمق فيها الإنسان ففقهنا لم يتعمق في مفهوم العبادات وفي دلالاتها وفي الرسائل التي توجه إلينا بها وفيما يجب أن يكون الإنسان عليه في حالته الروحية والمعنوية وهو يقوم بها وفي نيته ومفهومه وهو ينتوي القيام بها لم يتطرق الى كل هذه الأمور واكتفى بالشكل وبالصورة واعتقد أن الصلاة هي شكل فقط يقوم فيه المسلم بصورة محدوة بوضع بيديه وقدميه وحركات جسده دون أن يتطرق الأمر الى مفهوم هذه الحركات وإلى دلالاتها والى الرسائل الموجهة لنا منها وفيها لذلمك فنحن كثيرا نتحدث بذلك في جمعنا لنسد هذه الفجوة في تراثنا وفي مجتمعاتنا وفي فكرنا ونقول دائما أن هذا لا يعني أن الشكل ليس مهم وإنما نقول أن الشكل هو رسالة يجب أن نتواصل في حملها لأن هذا الشكل هو رسالة التي ينتقل من خلالها المعنى وإنما إذا تمسكنا بالشكل فقط دون أن نوضح ودون أن نفهم من هذا الشكل شيئا فنكون كمثل الحمار يحمل أسفارا نكون ليس أكثر من أدوات ولسنا أكثر من أوراق مكتوبه عليها الكلمات ولكن هذه الأوراق لا تفهم هذه الكلمات ولا تعيش بها ولا تقوم فيها نكون بذلك قد فقدنا معنى إنسانيتنا ومعنى قدرتنا على الفهم وعلى الإدراك لما نقوم به.

0.3

خطبة الجمعه 29-01-1999
السيد علي رافع

إننا بوجودنا في هذا المجتمع.. ووجود كل فرد فيه.. وفي هذه الأمة التي تنتسب الى الإسلام.. إسما.. وشكلا.. هذه الأمة.. مسئولةُُ.. عما بين يديها من حكمةٍ.. ومن قانون حقي.. ومن منهج عُلوي.. لم تُقدِّمه الى اليوم.. وفي ظل هذا النظام الجديد.. الذي يريد أن يغزو هذه البشرية.. بأفكاره ومعتقداته وقيمه.. هناك.. قيمُُ روحية.. لا يريد لها هذا النظام أن تنتشر.. أن تَعلو.. هذه القيم.. التي تخاطب الإنسان في وجوده.. وتعلِّمه عن قيامه الروحي.. وعن وجوده الحقي.. وتربط بين قيامه المادي.. وقيامه الروحي..

0.3

حديث الخميس 31-10-2002
السيد علي رافع

ولكن فكروا أولا فيما تحمل هذه الرسالة من معاني ومن قيم ومن حقائق فكروا فيها بعمق ولا تأخذوا الأمور بمجرد أنها أمور تكليفية وظاهرية وشكلية فقط فكروا أن لم تقم الدعوة هكذا من المسلمين. فهذا الذي حدث هو في واقع الأمر نوع من أنواع. قد يرى الناس. هذه وجهة نظر. نحن لا نقول أيضا إن هذه الوجهة التي نقدمها هي الحق المطلق وإنما هي وجهة نظر ممكن أن يكون لها ما يسندها من ما هو بين أيدينا من آيات الله ومن سنة رسول الله إنما الوضع الآخر اللي حصل الناس أخذت زاوية ضيقة جدا لمفهوم الإسلام وقللت من شأنه بأن جعلته في مقابل الآخر واعتبرت أنها بهذا تكبره وأنها بهذا تقدره وهي في واقع الأمر لم تقدره حق قدره في واقع الأمر في نظرنا ومن نظرنا قد نكون مخطئين وقد يكونوا هم على صواب إنما نحن نقدم ما نعتقد أنه الحق أن الدعوة الإسلام لا تكون بهذه الصورة وإنما تقوم بفهم أن الإسلام للناس جميعا وأن الإسلام للبشر جميعا أنه مفاهيم قبل أن يكون شكل أنه رسالة للإنسان في أي مكان وفي أي زمان وهذا ما جاءت به الآيات وما جاءت به الأحاديث أنه رسالة كافة وعامة للبشر جميعا ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وأن هذا قضية كل إنسان وأن كل إنسان هو مسئول عن قيامه وعن سلوكه وعليه أن يقدر إن كان يقدر هذه المعاني فليقدرها إن كان لا يقدرها فهذه قضيته ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف).

0.29

خطبة الجمعه 27-07-1979
السيد علي رافع

إن هذا ليس له شكل واحد فقط.. هذا الشكل الذي يراه الجميع وهو إنعزال الإنسان.. هذه إحدى الصور.. أما الإنسان فهو يستطيع وهو قائم بين الناس أن يكون أيضا بعيدا عن مادي الحياة.. فهو يتعامل مع ما يراه حق في الناس.. ففي الناس وفي كل الناس أيا كان الزمان وأيا كان المكان لا يخلو أن فيهم ذرة من الحق فتعامل الإنسان مع الحق تعامل في كل زمان ومكان يوم يعرف الإنسان الحق ويرجو الإنسان الحق..

0.29

خطبة الجمعه 08-02-2008
السيد علي رافع

لهذا كان الجهاد وكانت المجاهدة ، وكان الرسل وكان الأنبياء ، وكان الأولياء ، وكان اجتماع الناس يتواصون بالحق والصبر بينهم ، لأنهم حين يجتمعون على هذا المعنى فإن ما فيهم من فطرة الحياة يخرج إلى السطح ويتلاشى ما فيهم من ظلام ، لحظات يقضوها معا يذكروا ربهم ويتذكروا حقيقة أمرهم ويخرجوا كل ما فيهم من قيم روحية حقية وقيم صالحة لمجتمعهم ، لأرضهم ، لوجودهم ، وهذا سر الجمع الذي أُمرنا به في ديننا ، أن نجتمع على ذكر الله ، وأن نجتمع لندعو الله ، ولنسأل الله قوةً ينير بها طريقنا على أرضنا ، ويقوي بها عزائمنا ، ويقوي بها عقولنا وقلوبنا ، ويظهر سره علينا ، لا تفاضل بالأسماء ولا بالصور ولا بالأشكال ، وإنما العبرة في النهاية في إدراك حقيقة أمرنا وأن الله أكبر عن أي تصورٍ وعن أي شكلٍ ، وأننا إذا أردنا أن نعرف الله حقا فعلينا أن نتجه إلى داخلنا ، وأن نحاول أن نجده في وجودنا وفي قيامنا وفي سلوكنا وفي معاملاتنا ، بكل ما تدعو إليه قيمنا الحقية النورانية الروحية.

0.29

حديث الخميس 04-09-2003
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا. وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا حتى نكون عبادا لله صالحين وأن نحقق رسالتنا على هذه الأرض ونخرج من كرتنا هذه وقد ربحناها. وهذا هدف الإنسان في تواجده كما نتذاكر دائما. وأساس أي دين وكل الرسالات التي جاءت تنبئنا عن حقيقة وجودنا. هي تخبرنا بذلك وترشدنا الى ذلك. والإنسان الذي يتقبل هذه التعاليم الحقية هو الذي يستطيع أن يدرك مغزاها ويدرك معناها ويدرك أن هذا الإخبار وهذا التعليم وهذا الإرشاد هو مخاطب به قبل ذلك بفطرته التي فطره الله عليها. فقد أوجده على هذه الأرض وفيه كل هذه المعاني. لذلك فإن الإنسان حين يستمع الى آيات الحق بصدق فهو يجد أن معانيها موجودة في داخله. بفطرته وبصبغة الله التي صبغه بها. الإنسان الرافض لهذه المعاني هو في واقع الأمر يضع حائلا بينه وبين هذه المعاني بظلام نفسه وبتعجله في أرضه وفي مادي وجوده لكل ما يرغب ولكل ما يرجو على هذه الأرض. أما إذا صفى قليلا وإستمع قليلا وحاول أن يستمع بداخله دون أن يكون هناك تأثير لذاته عليه. فسوف يجد هذه المعاني لها صدى في وجدانه وفي فطرته وفي قلبه وفي عقله. فإذا كانت الأديان قد وجهتنا الى عبادات نقوم بها فما كانت هذه العبادات في واقع الأمر إلا الوسيلة التي تمكننا من أن نطرح مشاغلنا جانبا ونطرح ما نرغبه على هذه الأرض جانبا بذواتنا ونفكر قليلا بأرواحنا وبمعاني الحق فينا حتى نسمع صوت الحق وهو يخاطبنا وينادينا ويعلمنا ويرشدنا.

0.29

حديث الخميس 10-01-2002
السيد علي رافع

هذا أيضا شيء بديهي. إنما للأسف هناك بعض العقول المتجمدة التي تفترض أن كون أنها قالت أنها مسلمون. واجب على الله. أستغفر الله. أن يؤيدها وأن يجعلها هي الأفضل وهي الأحسن وهي الأقوم. ولا تكون الأمور بهذه الصورة أبدا. هذا لا يعني أن البلاد التي هي أقل تحضرا أو التي هي أقل علما وليس لديها شيء. ربما لديها شيء يفتقده الآخر أيضا. أنه يفتقد الإيمان ويفتقد الإدراك الصحيح لمعنى الحياة على هذه الأرض. لمعنى تواجد الإنسان على هذه الأرض والرسالة التي يؤديها. وأنه مخلوق لرسالة أكبر وأنه هناك رسالة له بعد هذه الحياة وإيمانه العميق. وإيمان الإنسان العميق في هذه المجتمعات باليوم الآخر وفي الحياة الأخرى والمعاملة مع الله في كل أمر حتى لو كان بسيط في تعاملاته أو في علمه أو في معرفته إلا أن هذه القيم الروحية الأساسية التي قد تكون أيضا موجودة في الفطرة والتي قد يكون عدم المدنية والغوص فيها في أمور كثيرة قد جعله أكثر قربا من هذه الفطرة السليمة. قد تكون هذه القيم يحتاج الآخر أن يتعلمها أيضا وأن يعرفها. فهنا "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(13)(سورة الحجرات) معنى الآية بيؤدي ويكشف لنا عن هذا المعنى. إذاً الإنسان على هذه الأرض أي كان في موقعه في مكان ما في بقعة ما على علم ما أيا كان مستواه ويمكن أن يعطي الآخرو يمكن أن يعلم الآخر ويمكن أن يتعلم من الآخر فهذا الحوار وهذا التعارف هو مطلوب أن يكون.

0.29

خطبة الجمعه 19-06-1987
السيد علي رافع

إن كل القيم الحقية هي قيم يرضاها الإنسان في أي مكان في أي مجتمع في أي ملة في أي دين في أي مذهب.وإن الأسلوب الذي يجب أن نتبعه لتحقيق هذه القيم هو أسلوب ما هو أحسن الذي علمنا إياه دين الحياة ودين الحقيقة.. وأساس هذا الدين هو الإنسان وأساس هذا الأسلوب هو الإنسان وأساس هذه الشريعة هي إدراك الإنسان لها وقيامه بها وطلبه لها.

0.29

حديث الخميس 05-06-2003
السيد علي رافع

إنما إذا كان هذا الدافع يحرك الإنسان بدون قيم معنوية وبدون قيم حقية وبدون قيم روحية وبدون أي قيمة أساسية في كسب الإنسان وفي معنى رقي الإنسان وفي معنى الإنسان كروح وكمعنى وقيام ممتد فهنا تتحول هذه الصفة إلى صفة سيئة ومن هنا كان الأساس هو الحركة التي يتحرك بها الإنسان وليس هناك صفة في حد ذاتها صفة مطلقة في السوء وإنما هي صفة نسبية دائما تتناسب مع الإنسان وحركته.

0.29

حديث الخميس 15-05-2014
السيد علي رافع

هذه المعاني مع بساطتها، ومع أنها تتوافق ـ في رأينا وفي رؤيتنا ـ مع المعاني والمقاصد الكلية لكل الرسالات، ولكل المعاني الحقية التي جاءت على هذه الأرض، إلا أن البعض لا زال لا يستطيع أن يتصور أن عنده هذه الحرية، التي تُمكِّنه من أن يفعل ذلك.

0.29

حديث الخميس 24-04-2003
السيد علي رافع

معنى تسليم لسنن الله. معنى إتباع قانون الحياة معنى أن يتجه الإنسان الى الله أن يتحاب في الله. يتجه الى أن يكسب طريقه في الله كمفهوم عام. ده يظهر أن هذا المفهوم صعب بمكان إن يتقبله غير الذين على قدر من العقل ومن السماحة ومن التفهم للقضايا الدين أما عامة البشر وأيضا الذين هم لهم خلفيات ولهم مكانة ولهم قيادة في الجوانب الدينية من الصعوبة بمكانة على عقولهم أن تتقبل مثل هذه السماحة ومثل هذا الفهم الذي يدعو الى معنى الإسلام الى دين فطرة حقيقي والى معاني أساسية الى عدم التجمد في أسماء الى إنطلاق معانيها الحقية وتقبل الآخر من هذا المنطلق يوم يفهم هذه القضية وليست مجرد إن علاقات بشرية وعلاقات إنسانية فهذه مطلوبة أيضا وموجودة وتحاب وإحترام الآخر مطلوب إنما ليس فقط على أساس أن هذا له دين ولنا دين ولكن بمفهوم أن قضية الإنسان أيا كان دينه وأيا كان شكله وأيا كان لونه هي قضية واحدة وهو أن يكسب معنى العبودية لله بمفهومها الحقيقي وهذه هي دعوة الإسلام الحقيقية التي ندعو بها دائما ونقول أنها أبعد وأكبر أن تكون طرف من الأطراف أو تكون شكل من الأشكال وإنما كانت دعوة الإسلام بمفهومها الحقيقي هي دعوة شاملة للبشرية جميعها أن تتخلى عن التعصب الأعمى وعن التقيد بصور والإنطلاق في مفاهيم حقية أساسية تجمع البشرية جميعها في دعوة حقية الى معنى أكبر والى معنى وستظل هذه هي دعوة من يدرك الحقيقة ويتفهم الحقيقة ولكن لن يستجيب لها إلا من هو على قدر من الفهم وعلى قدر من السماحة وعلى قدر من الإدراك لمعنى قانون الحياة وسنن الحياة في هذه الأرض.

0.29

حديث الخميس 07-10-1999
السيد علي رافع

وكما نتذاكر دائما في معاني خشية الله وفي معاني التعامل مع الله. الإنسان على هذه الأرض قضيته الأساسية هي كيف يتعامل مع الله في كل معاملة وفي كل حال وفي كل فعل وفي كل قول. لأنه بهذا التعامل يكسب منه قيمةً روحية وقوة روحية. تبقى معه في حياته الأبدية المستقبلية الروحية. وهذا المعنى هو محور الذي تدور حوله حياة الإنسان على هذه الأرض والذي جاءت به جميع الأديان لتعلِّم الإنسان كيف يسلك هذا السلوك. هناك آيات كثيرة تحثنا وتعلمنا هذا الإتجاه. "من يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" من هنا نجد الدقة المتناهية التي تعني أن كل عمل أيا كان صغره. أيا كان قيمته بالنسبة للإنسان. له تأثيره في حياته الحقية وفيما سيعود عليه من قوة حقية ونجد هذا المعنى موجود في جميع الأديان وفي جميع السنن التي جاءت قبل ظهور الرسالة المحمدية.

0.28