خطبة الجمعه 21-07-2000
السيد علي رافع

وأن يظل يبحث ويبحث ويتعلم ويتعلم طالما هو قائم على هذه الأرض. "أطلب العلم من المهد الى اللحد" أطلب العلم في أي مكان وأي زمان. واعمل الى آخر لحظة في حياتك. بل الى آخر لحظة تعتقد أن بعدها ليس حياة. "إن قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليزرعها". إنها دعوة الى العلم والى العمل المستمر" وهذا من الجهاد الأكبر. حتى لا تركن النفس الى التقاعس والتكاسل والتسليم بما هو أقل. وإذا كنت في الدنيا وأنت تحمل رسالةً. ورسالتك هي ما ترى أنه الخير وأنه الحق. وكل إنسان له رسالة على هذه الأرض. وعليه أن يدفع بالتي هي أحسن. على ما يرى أنه الأحسن. وهذا هو الجهاد مع الناس. الذي يدخل تحته أي صراع بأي صورة وبأي شكل. سواء كان صراعا ماديا أو صراعا فكريا وثقافيا وحضاريا. لذلك لقد أمر دين الفطرة بالمجاهدة المستمرة. وبالرباط إما النصر وإما الشهادة. لا تخاذل ولا تراجع. وفي نفس الوقت على الإنسان أن يراجع ما يفكر فيه وما يقوله وما يعتقده. ويزنه بميزان الفطرة السليمة. ولا يسير وراء خيالات أو وراء كلمات أو وراء صور أو أشكال أو وراء معتقدات لم يفحصها جيدا ليعرف الخبيث من الطيب فيها. ليعرف الغث من الثمين. إن كل إنسان مسئول عما يقول. وعليه أن يفكر جيدا فيما يقول. ولا يكتفي بأن يردد مقولة الآخرين.

0.5

خطبة الجمعه 21-07-2000
السيد علي رافع

إن ديننا يعلمنا ويرشدنا ويوجهنا الى الطريق القويم والى الصراط المستقيم. هذا التوجيه لمن يقرأه ولمن يتأمله ويتدبره. "إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم. " وما القلم إلا ما في الكون من أسرار كُتبت في قانون هذا الكون. الظاهر والباطن. وأُمر الإنسان أن يقرأها. وأن يتعلمها ويتدبرها. ونحن في هذا العصر وفي هذا القرن بالذات. قرأ الإنسان الكثير مما هو مكتوب في أسباب هذه الحياة المادية. ولا زال يكتشف يوما بعد يوم أن أمامه الكثير الذي يستطيع أن يقرأه. وأنه في حاجة الى أدوات متعددة حتى يقرأ ما في هذا الكون المادي من رسالة من الله له. لذلك أُمر الإنسان أن يبحث ويبحث. "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" وهذه هي الإستقامة كما تعلمناها في ديننا. إستقامة في التعامل مع الداخل وفي التعامل مع الخارج. "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق". دين الفطرة يعلمنا ذلك. يعلمنا أن نجتهد في كل المجالات. جهادنا مع أنفسنا هو الجهاد الأكبر وجهادنا مع الناس هو الجهاد الأصغر. وجهاد النفس لا يعني فقط مقاومة الشهوات وإنما يعني أيضا الجد في العمل والإستمرار في البحث وعدم التكاسل والتقاعس والتسليم بما هو أدنى. وهذا يحتاج من الإنسان الى قدر كبير من الدفع الذاتي الذي يمكِّنه من أن يواصل المسيرة.

0.42

حديث الخميس 20-02-2014
السيد علي رافع

ولذلك، كان المطلوب من الإنسان دائماً، أن يكون في معنى المتعلم، [أطلب العلم من المهد إلى اللحد](1)، [أطلب العلم ولو في الصين](2)، حتى ولو كان هذا الحديث ـ كما يقولون ـ ليس صحيحاً، وإنما هو بيُعطِي فضل المعرفة، في أي مكان وفي أي زمان.

0.29

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 18-07-2001
السيد علي رافع

إذن هنا الجهاد ليس مجرد شكل أو صورة يقوم بها الإنسان. ولكن هي مراعاة مستمرة لما يفعله. سواء في مال أو في علمه أو في صحته أو في جهده الذاتي. هو أن يكون في الطريق السليم والطريق القويم والطريق المستقيم. هذا هو السبيل الدائم. بالرجوع الى الله وبأن يكفِّر الإنسان عن خروجه وعن غفلته وعن تقاعسه هو أن يتبع هذا التقاعس ويتبع هذه الغفلة بإحسان وباستقامة مستمرة حتى تكون محصلته في النهاية محصلة رابحة تؤدي به الى أن يرتفع عن ما كان عليه ويتقدم خطوة الى الأمام في معراج الحياة وفي طريق الله ويقوم قياما أفضل ووجودا أحسن.

0.27