خطبة الجمعه 17-11-2006
السيد علي رافع

وهكذا تتوالى علينا المقولات التي تُخضع الناس, وتجعلهم لا يفكرون خوفاً أن يكفروا, وهذا أمرٌ غير صحيح, فالكفر هو الجهل, هو ألا ترى, هو أن تغمض عينيك ,".... وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا...."[الأعراف 179], ولهم عقولٌ ولكن لا يفكرون بها, " ....لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا..." [الأعراف 179], "..... صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ " [البقرة 171], الكفر هو أن تلغي عقلك, وأن تلغي قلبك, وأن تلغي نعمة الله عليك, أن تسأل وأن تطلب وأن تريد أن تتعلم هذا أمرٌ مطلوب ,الأمر المطلوب هو أن تكون صادقًا في طلبك للعلم, فلا تسبق بالأحكام, لا تقول إني أرى كذا وكذا وكذا دون أن تتعلم, ودون أن تسأل, ودون أن تطلب, ودون أن تتأدب, لذلك فنحن مطالبون أن نتساءل بأدب طالبي العلم, وإن كنا لا نعرف نقول لا نعرف, وإن كنا لا ندري نقول لا ندري, ونبحث أكثر وأكثر وأكثر, ولا نتوقف أبداً عن طلب العلم والمعرفة.

0.51

خطبة الجمعه 17-10-1986
السيد علي رافع

فإذا نظرنا الى حالنا وحال المجتمع حولنا ونظرنا الى ما أعطانا الله من أسباب فوجدنانا بظاهر أمرنا وباهر إرادتنا عاجزين فإنا نتجه الى ما تعلمنا في ديننا فليس هناك عجز كلي وإنما هناك في كل حال ما يمكن به أن نغير وما يمكن به أن نبدل وما يمكن به أن نصلح(لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)أما المؤمنون فهم في دوام بحث عما يفعلون وعما يعملون وعما بهم من قوة ليغيروا بها ما يستطيعون وليصلحوا بها ما إعوج من أمرهم ومن أمر مجتمعهم فنظرتهم الى عجزهم هي نظرة يعلموا بها أن هذه الأداة وهي مشهود إرادتهم وجوارحهم ليست هي الأداة المناسبة لإستخدامها فيما هم فيه وفيما هم عليه فيفتشوا في وجودهم وفيما تعلموا في دينهم وفيما يستشعروه بحسهم وفيما هو أحسن بفطرتهم وفيما هو أقوم بخلقتهم وفيما هو أجمل في نظرتهم.

0.49

خطبة الجمعه 17-10-1986
السيد علي رافع

فنجاح الإنسان وكسبه أن يتعلم ويتعلم ويتأمل ويتأمل ويجرب ليعرف السبب وليعرف الأداة التي بها يغير ويبدل فيسخر الطبيعة لخدمته ولإرتقائه ظاهرا وباطنا..

0.44

حديث الخميس 31-03-2005
السيد علي رافع

لذلك فنحن حين ننظر حولنا في مجتمعاتنا نجد ان هذا الامر في بعض الاحيان يغيب عن الناس في حركتهم وتكون مرجعيتهم كما قال الآخرون وما وصل اليه الآخرون دون ان يعملوا عقولهم كيف وصل هؤلاء الى ما وصلوا اليه وكيف قالوا بهذا القول وبهذا الراي فيما يقولون به وفيما يصدقون ومن هنا يبدأ الانسان في التقليد ويبدأ في الترديد وهذا أمر في كل الأحوال لا يؤدي الى صلاح ولا يؤدي الى فلاح. نحن نتكلم في عمومية. إنما إذا أردت أن تطبق سوف تجد كثير من الامور التي نراها في الساحة اليوم من قضايا معروضة هي لها جزء بسيط من هذه المشكلة التي نتحدث فيها أيا كان الإختلاف وايا كانت الآراء وأيا كانت الانقسامات ليس هناك رأي واحد كما نعلم جميعا وليس هناك قضية فيها منطق واحد أو فيها حق واحد او فيها حق مطلق إنما كل قضية يمكن ان نختلف في تناولها وفي رؤيتنا لها وهذه طبيعة البشر وطبيعة البشر ان يختلفوا والاختلاف هنا لا يعني ان انسان على حق والانسان الآخر على باطل وانما يعني ان كل انسان ينظر من زاوية معينة لهذا كان دائما الاختلاف هو رحمة للانسان وهو من سمات الوجود المادي الذي نعيشه والارض التي نعيشها أنها فيها اختلافات كثيرة وتنوعات كثيرة وهذا ما يجعل هناك حركة يجعلنا نتكلم ويجعلنا نتناقش ويجعلنا نتجادل ويجعلنا نقلب الامور في الأوجه المختلفة وهذا هو الهدف ونحن كما نقول دائما ليس الهدف ان تصل الى شكل محدد ولكن الهدف هو ان تكون مجتهدا وان تكون محاولا وان تكون باحثا عن الحقيقة وأن تكون هادفا إلى أن نعرف الحقيقة والحكمة ضالة المؤمن في دوام ولن نتوقف ابدا عن طلب معرفة الحق ولن نصل أبدا إلى نقطة نقول ان هذا هو الحق المطلق وإنما سنظل دائما نبحث عن ما هو احسن وعن ما هو افضل وعن ما هو اقوم ونعرف جميعا ان أي عالم في أي علم يدرك مدى جهله ويدرك انه لا يعرف الا القليل وان هناك الكثير الذي يجهله ونعرف أن كل جاهل يعتقد انه يعلم كل شيء وان الحق هو الذي يعلمه والذي يعرفه وليس هناك شيء آخر وكلما إزداد الانسان علما كلما شعر بجهله وشعر بافتقاره وشعر بحاجته الى ان يكون اكثر معرفة واكثر بحثا واكثر ادراكا ما يهمنا جميعا هو ان نجتهد وان نبحث وان نفكر وان ندعو الله وان نذكر الله وان نسير في طريق الأفضل والاقوم والاحسن كل خطوة يخطوها الانسان في جهاد وفي إجتهاد وفي طلب للعلم وفي طلب للمعرفة وفي جهاد لنفسه في محاولة لاصلاح ما فيه من ظلمات وفي محاولة لمساعدة الاخرين وفي محاولة لدعاء الله ولرجاء الله ولطلب الله ولاستغفار الله وللطمع في رحمة الله هي خطوة الى الامام ويجب الا يتوقف الانسان عن هذا أبدا.

0.27