خطبة الجمعه 17-10-1986
السيد علي رافع

ينظروا في وجودهم ويعكسوا أبصارهم الى داخلهم باحثين عن قدراتهم وعن قولهم مدركين أنهم ما تواجدوا في ظاهر أمرهم في مجتمع بهذه الصورة أو في أي مجتمع بأي صورة أو في أي حياة بكل صورة إلا أن بين أيديهم وفي داخلهم ما به يغيرونه وما به يبدلونوما به يقومون وما به يعلمون يتجهوا الى قلوبهم الى أعماقهم الى وجودهم الى داخل قيامهم واعلموا أنههم بقلوبهم ودعائهم وبإتجاههم وصدقهم وإخلاصهم في أعمالهم يستطيعوا الكثير يستطيعوا أن يفعلوا ما لا تستطيع الجوارح أن تفعله وقد شرع لهم دين الحق الدعاء والرجاء فعلموا وعرفوا أن بأيديهم قوة لا يستهان بها هي قوة قلوبهم وإرادتهم أن يكون هناك صلاحا وأن يكون هناك إصلاحا ينظروا الى الظلام فيعقدوا العزم بوجودهم وبإرادتهم وبدعائهم وبصدق رغبتهم أن يبدل الله الى نور وهم يسيرون في الأرض كلما نظروا أمامهم فوجدوا فسادا أو إفسادا يعقدون العزم ويتوجهون بقلوبهم بإرادتهم أن يتغير هذا الظلام وأن يزال هذا الفساد وأن تزول هذه الغمة وأن يزول المفسدون والمظلمون الذين يعيشون في الأرض فسادا ولاما ويفقدوا الناس إحساسهم بقوتهم وبإرادتهم وكرامتهم ويصبحوا بذلك قوة تسير في داخل هذا الظلام فتنيره وفي داخل هذا الفساد فتصلحه وتغيره وهم بذلك يكونوا رجالا في الله خالصين.. (إن لله رجال إذا ذكروا ذكر الله)(إن لله كنوز مفاتيحها الرجال)0رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله).

0.44

خطبة الجمعه 26-01-1996
السيد علي رافع

إنه الإنسان السر الأعظم، إن ما فى الإنسان من قدرات وإمكانات هى تجلى لقدرة الله وعظمته، إن الإنسان مُمَيز عن كل الكائنات بهذه القدرة التى أودعها الله فيه، قدرة على الفكر، وقدرة على العمل، هذه القدرة هى سر الله فى الإنسان. إنها باقية وموجودة قبل الإنسان "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذى خلقك فسواك فعدلك، فى أى صورة ما شاء ركبك"، "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه". إن الصوم يذكر الإنسان بكل ذلك، ويجعله يشعر بسر الله فيه حقا، ويعكس البصر إلى داخله حقا "وفى أنفسكم أفلا تبصرون".

0.33

خطبة عيد الفطر 17-03-1994
السيد علي رافع

أم أنه يغمض عيناه عن هذه المعاني لا ينظر الى ما فيه من قدرات لأنه مشغول بخارجه مشغول بمن حوله لا يعكس البصر الى داخله ولا يعكس البصر الى قلبه ولا يتجه الى الله بالدعاء حتى يكشف الله له ما في داخله(كشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)إنه لو تعرض لهذا المعنى لو طلب هذا المعنى ليكشف له عما فيه من طاقات وقدرات لإستطاع أن يعمل الإنسان الكثير (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)وهذا ما يتجه الإنسان به لله أن يشهده ما فيه من سره ومن قدرته وعظمته وهذا لا يكون إلا بأن يحاول الإنسان أن ينظر الى أعماقه ذلك فإن العبادة بكل صورها تحاول أن تشد الإنسان من خارجه الى داخله مما هو محيط به الى ما يحيط به الإنسان في قلبه.

0.32

حديث الخميس 22-11-2012
السيد علي رافع

فهذه، أمور أساسية، تتضاءل بجانبها أي أمور أخرى شكلية، بأي صورةٍ من الصور، لأن القضية، هي عمل الإنسان، وإنتاج الإنسان، وصدق الإنسان، وقدرة الإنسان على التغيير، "...إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..."[الرعد 11].

0.32

خطبة الجمعه 24-02-2017
السيد علي رافع

وهنا حين نستكمل الآية لنتعلّم منها أيضاً، "الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ"، وهنا يمكننا أن نتأمّل في هذه الكلمات في ضوء التساؤل "...مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ"؟ كلّ إنسانٍ وُجِد في حال، صوّره الله في صورة، وأوجد فيه إمكاناتٍ، وطاقاتٍ، وقدرات، هناك أشياءٌ في وجود الإنسان لا يملك أن يغيّرها، في تركيبه الوراثيّ الأساسيّ، في شكله، في بيئته، في أسرته، في الزّمان الذي خُلِق فيه، في البيئة التي تواجد بها، في أبويه، في أخوته، في قدراته.

0.31

خطبة الجمعه 06-11-2015
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أن الرسالات السماوية ما جاءت إلا لتساعدنا على أن نرى آيات الله فينا، فتكشف لنا عما في وجودنا، وتعلمنا كيف نتعامل مع هذا الوجود، كما تكشف لنا عما يحدث في مجتمعنا، وكيف يتباين الأفراد في قدراتهم، وفي أهليتهم، في نورهم وظلامهم، في قدرتهم أن يستمعوا إلى الحق، وفي عدم قدرتهم على ذلك بصم آذانهم، في قدرتهم على أن يشهدوا آيات الله حولهم ويبصرونها، وفي عدم قدرتهم على ذلك، في أن يغمضوا عيونهم، يُكشف لنا كيف أن هناك من يستطيعون أن يغيروا أنفسهم ويغيروا مجتمعهم بعملهم الصالح، وكيف أن هناك من لا يستطيعون ذلك، فلا يغيرون أنفسهم، ولا يغيرون ما حولهم، متكاسلون، متباطئون، لا يفقهون.

0.3

خطبة الجمعه 20-03-2009
السيد علي رافع

عباد الله: ما أرادنا أن نقوله اليوم: أن دعوة الإسلام ، كما جاء بها رسول الله صلوات الله و سلامه عليه ، كانت للكافة ، كانت للبشرية كلها ، ولا تزال كذلك ، لأنها تخاطب كل إنسانٍ عن وجوده ، وعن كيانه ، عن ماضيه وحاضره ومستقبله ، عن إرادته ، عن فكره ، عما يستطيع أن يكون عليه ، أن يرجع البصر إلى داخله ، وينظر ما أودع الله فيه من فطرة ، أن يعكس البصر إلى داخله ، ويبحث عن مقصوده وهدفه ، وأن يستعين في ذلك ، بكل ما جاءت به الرسالات السماوية من أدواتٍ لمساعدته .

0.29

حديث الخميس 19-01-2012
السيد علي رافع

فالإنسان، الذي يفقد قدرته الأرضية، بمعنى أنه يفرط فيما أعطاه الله من قدرات، تُمكّنه من أن يخدم الناس على هذه الأرض، ومن أن يُغيِّر نفسه ويُغيِّر ما حوله بهذه القدرات، فهو بنتيجة طبيعية، أنه لن يتغير، ولن يُغيِّر، إذا كان هو يعتقد أن هذه الحياة عبثية، وأنه لا لزوم لأن يفعل أي شيء لتغيير ما هو عليه، أو تغيير ما حوله، فسوف لا يصبح له أي تأثير، وليس له أي أثر في هذه الحياة التي يعيشها. فالنتيجة الطبيعية، أنه لا يضيف إلى إمكاناته وإلى قدراته، ولا يضيف إلى مجتمعه وإلى إخوانه، فسوف يحصل على هذه النتيجة بطبيعة الأمر.

0.29

خطبة الجمعه 24-06-2016
السيد علي رافع

وأنّ المجتمع الذي كان في المدينة في ذلك الوقت كان مجتمعاً يمثّل ما يجب أن يكون عليه المجتمع اليوم في أيّ مكانٍ على هذه الأرض، مجتمعٌ يعمل فيه النّاس وأفراد المجتمع جميعاً بصورةٍ متساوية، لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات، يعيشون في أمانٍ وفي سلامٍ ويحاولون أن يقيموا العدل، وأن يكون المجتمع مجتمعاً فيه تكافلٌ وفيه تعاونٌ وفيه كلّ شيءٍ يأخذ بيد كلّ فردٍ فيه إلى حياةٍ فاضلة.

0.29

حديث الخميس 29-09-2011
السيد علي رافع

كل إنسانٍ ينظر إلى كل هذه الأمور، طبقاً لعالمٍ في داخله، ولمفاهيم في داخله، ولمعتقداتٍ في داخله. هذه المعتقدات، قد تكون ناتجة عن تراكماتٍ لتجاربٍ له في حياته، وعن ما سمعه منذ نشأته، بالإضافة إلى قدراته العقلية التحليلية، التي تُكَوِّن صورةً في داخله، بناءً على كل ما يرى.

0.29

خطبة الجمعه 20-12-2013
السيد علي رافع

ولذلك، كانت علاقة الإنسان بالله، هي من خلال ما أودع الله فيه من طاقاتٍ وقدرات، فأمره الله أن يسعى في الأرض وأن يغير ما بنفسه، ليساعده الله أن يغير ما حوله "...إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ..."[الرعد 11].

0.28

حديث الخميس 20-02-2003
السيد علي رافع

حين أنت تعظ أي انسان أو عندما يكون هناك وعظ عام لأي إنسان شارد أو خارج عن الجادة أو ما الى ذلك. لا ينفع الحديث في كثير من الأحيان. وإنما إذا لم يكن هناك رغبة صادقة داخل الإنسان في أن يغير نفسه وأن يحاول بصدق أن يرفع ما يرجوه وما يطلبه من الحياة وما يقوم فيه من داخله فلن يتغير. وهنا الآية واضحة في ذلك (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (11) ( سورة الرعد ) وما بقوم ليس فقط ما هو ظاهر أو ما يحيط بهم ولكن ما بهم من داخلهم أيضا يعني هنا هم يبدأوا بالتغيير من داخلهم فيغير الله ما بهم أيضا ويساعدهم علي هذا التغيير ويغير ما فيهم من ظلام. الى نور. لأن في النهاية هو فضل الله يؤتيه ما يشاء. وهنا (الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (257)(سورة البقرة) إذن الذي يخرج من الظلمات الى النور هو القوى العليا وهو الله الرحمن الرحيم الذي يأخذ بيد الإنسان الداعي والطالب والمجاهد الذي يرجو كسب وجوده وكسب حياته بالمعنى الحقي.

0.28

خطبة الجمعه 26-09-1986
السيد علي رافع

ووجودك في هذا المجتمع ليس بصدفة فقد أوجدك الله في هذا المجتمع لحكمة بك ولحكمة بالمجتمع أيضا. وهنا السؤال إذا نظرت الى المجتمع في هذه الصورة ماذا تفعل ما هو العمل الصالح الذي يجب أن تقوم به.

0.28

حديث الخميس 10-03-2011
السيد علي رافع

وفي نفس الوقت، نجد أننا في بعض المجتمعات، وفي مجتمعنا كأحد هذه المجتمعات، ربما يكون المجتمع قد أساء إلى أفراده، أو يكون بعض الأفراد في المجتمع، قد أساءوا إلى إخوانهم، في وطنهم وفي مجتمعهم، وهذا ما نعاني منه في هذا الوقت.

0.27

خطبة الجمعه 21-07-1995
السيد علي رافع

ما أردنا أن نقوله اليوم أن كل إنسان يحمل بين جوانحه دين الحياة وقانون الحياة لو أنه رجع الى داخله وعكس البصر الى أعماقه لوجد دينه فيه بكل أوامره ونواهيه.. ولعرف أن هذا ما يطلبه داخله لكسب في الله أكبر ولتحقيق وجوده على هذه الأرض والمنهج الذي أمرنا به في ديننا أن نطلب عونا حتى نستطيع أن نرى ما في داخلنا فإذا رأينا ما في داخلنا من حق أصبحنا عبادا لله صالحين أصبحنا في طريقه سالكين وأصبحنا دائما على ذكره مجتمعين,,

0.27

خطبة الجمعه 01-08-1989
السيد علي رافع

من هنا ندرك أن هذا القانون ساري على أي جماعة على أي مجتمع على هذه الأرض أيا كان هذا المجتمع إن صدق في إتجاهه وفي طلبه وفي عمله فهناك نتيجة لهذا سواء كان ذلك في ظاهر الأمر أو في باطن الحياة.

0.27

خطبة الجمعه 01-12-2017
السيد علي رافع

والأمر كذلك بالنّسبة لمجتمعنا، فنحن نرجو أن نكون مجتمعاً يُكبِر معنى العبوديّة لله بمعناها الحقيقيّ، الذي يجمع كلّ صور العبوديّة، ويجمع صورة العبد الذي يبحث ويسير في الأرض، ويبحث عن الأفضل دائماً، وأن يتعلّم أسباب الحياة دائماً، أن نكون مجتمعاً متواصياً بالحقّ ومتواصياً بالصّبر، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، كما نُعرِّف دائماً معنى الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وليس كالصّورة التي نشهدها في مجتمعاتنا.

0.27

خطبة الجمعه 30-09-2016
السيد علي رافع

وهناك هجرةٌ في بعدٍ آخر، أن يهاجر الإنسان إلى داخله. وهذا ما قام به من صَلُح من القوم، إنّهم يعيشون في مجتمعٍ جاهليّ، لا يقبل الدّعوة، يتركون هذا المجتمع ويتجهون إلى داخلهم. ولا يعني ذلك سلبيةً، وإنّما هي محاولةٌ لأن يقوّوا داخلهم الروحيّ والحقيّ، ليكونوا طاقةً تساعد من يتّبعهم في المجتمع، سواء عرفهم بذواتهم أو لم يعرفهم.

0.27

خطبة الجمعه 01-04-2016
السيد علي رافع

لذلك، فإن كل إنسانٍ له دينه، ونقصد بالدين هنا هو مفهوم الإنسان عن الحياة، وتوجُّهه في هذه الحياة، وقدرته في هذه الحياة، وإرادته في هذه الحياة، وهدفه من هذه الحياة. لا نتكلم عن طقوس، ولا نتكلم عن مناسك، وإنما نتكلم عن مواقف، عن إيمانٍ داخليّ، ما يؤمن به في داخله وما يعتقده في داخله.

0.27

حديث الخميس 20-09-2012
السيد علي رافع

ومن هنا، ندرك أهمية ما نتذاكر به من مفاهيم، وما نحاول أن نتَفَهَّمه في كل ما أُمِرنا به من عبادات، وفيما نقوم به بأي صورةٍ من الصور، من ذكرٍ أو أي معاملةٍ أخرى. إدراك هذه المعاملة، أو إدراك هذا الذكر، أو إدراك هذا القول، هو البداية، لأن يتحَوَّل هذا إلى قيامٍ في الإنسان، يشعر به في حياته وفي سلوكه.

0.27

خطبة الجمعه 04-05-2001
السيد علي رافع

هكذا يعلمنا ديننا أن القضية ليست مجرد كلمات أو صور أو عبادات شكلية نقومها.. أو قصص نتداولها.. وإنما علينا أن نتعلم من كل هذه الأمور ما يفيدنا وما يغيرنا الى الأفضل والأحسن والأقوم.. (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (11) ( سورة الرعد )

0.27