خطبة الجمعه 17-11-2006
السيد علي رافع

الدين هو الحياة, هو ما تفعله على هذه الأرض, حين تفكر ما يجب عليك أن تفعله هذا ليس أمرًا بسيطًا, يجب أن تشحذ همتك وفكرك وقدراتك لخدمة الناس, ولخدمة أرضك ومجتمعك, انشغالك بما يمكن أن تقدمه وبما يمكن أن تفعله هو الدين في حقيقة الأمر, وهذا ليس أمراً واضحاً ولا بسيطاً, وهكذا نجد كثيراً من المقولات التي تتحدث عن العقل وعلى أن العقل عليه أن يصل إلى الإيمان بالله, فإذا وصل إلى الإيمان بالله فعليه بعد ذلك أن يسلم بكل ما قيل, مقولةٌ في ظاهرها تخدع الكثيرين, ويظنوا أن هذا هو الحق المبين, مع أننا لو تأملنا فيها قليلاً لوجدنا أنها تلغي وجود الإنسان, وما أعطى الله للإنسان من نعمةٍ نعمة العقل, وقد جعلَتْها محدودة لوظيفةٍ معينة تظنها, ثم بعد ذلك لا يصبح الإنسان إنساناً, إنما يصبح آلةً تتحرك بأوامرٍ دون وعيٍ ودون فهم, وهذا ليس من الدين في شيء, العقل لازمٌ لك في كل ما تفعله, العقل هو الذي يفسر لك ما تقرأه من أمرٍ وجه إليك, فكيف تتركه جانباً, العقل هو الذي يجعلك تميز بين الخبيث والطيب, بين الباطل والحق, بين الظلام والنور, فكيف تتركه جانباً, العقل هو الذي يجعلك تسأل, والسؤال هو بداية المعرفة, فكيف أتركه جانباً.

0.68

خطبة الجمعه 07-10-1994
السيد علي رافع

إن قضيتنا اليوم هي أن نكون قدوة وأن نكون مثلا أعلى بأن نتبع ما هو أفضل وأقوم.. إن جهادنا اليوم هو جهاد فكر وجهاد عقل وجهاد علم إن جهادنا اليوم هو جهاد ومنطق وكلمة صادقة علينا أن نتدبر أمورنا ونتأمل في كل ما يقال على هذه الأرض من الشرق أو من الغرب من الشمال أو من الجنوب نتأمل في كل ما يحيط بنا من ثقافات وحضارات من أفكار وعلوم ونقرر نحن ما هو الأقوم والأفضل ما هو الأحسن الذي به نكون في إستقامة في الله والذي نكون به صادقين مع أنفسنا مع ما نرى أنه الخير..

0.39

خطبة الجمعه 12-04-1991
السيد علي رافع

إن دين الفطرة وهو يدعو الناس ليكونوا عبادا لله ويعلمهم أن العبودية لله في جهادهم على أرضهم في كل المجالات جهادهم ليتعلموا أسباب الحياة جهادهم ليتعلموا أسرار أنفسهم جهادهم ليتعلموا أسرار كونهم جهادهم ليقيموا مجتمعا صالحا جهادهم ليتكافلوا ويترابطوا ويأخذوا بأيدي بعضهم لتكون منهم أمة تدعو الى الخير تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أمة محور إجتماعها عباد الله الذي ليس كمثله شيء عرفت أن عبادتها لله هي في قائمها وفي وجودهاغ في صدقها وعملها وجهادها في علمها وبحثها وجهادها في إتقانها لأعمالها وفي إدراكها لقوانين الحياة بها وفي إدراكها لمعاني الكون حلها وفلسفتها لقضايا الحياة ولقضايا الإنسان بحثا عن الحق والحقيقة.

0.36

خطبة الجمعه 25-12-1992
السيد علي رافع

والقانون ليس حركات أو أشكال أو صور، وإنما هو عمل وجهاد، وفكر وتأمل، ومجاهدة للنفس وإعداد لها، إن أراد الإنسان أن يعرف هذه الأغوار، عليه أن يسلك، وعليه أن يتعلم، وعليه أن يتفقه فى دينه، ولا يكون ذلك إلا بالجهاد، بالجهاد الحقى، الذى محله العقل والقلب والنفس، فيتأمل بعقله، ويذكر بقلبه، ويجاهد بنفسه، يحاول أن يطهر وجوده بالتأمل العميق، وبالذكر الصادق، وبالسعى فى طريق الله بجوارحه.

0.36

خطبة الجمعه 01-05-1992
السيد علي رافع

إن جهاد الإنسان، جهاده الأكبر هو فى جهاده مع نفسه، جهاده ليكون قياما خالصا لله، جهاده ليشهد معنى الحق فيه، ولا تقف نفسه حائلا بينه وبين سر الله فيه.

0.35

خطبة عيد الفطر 16-12-2001
السيد علي رافع

إن الجهاد اليوم هو جهاد فكر ، هو جهاد علم هو جهاد منطق ، هو جهاد الكلمة السواء ، "أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا "(64) (سورة آل عمران)ً .. إن الجهاد اليوم هو في أن تكون هناك أمة صالحة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.. لا في أشكال أو صور وإنما في جميع مناحي الحياة ، في كل المعارف وفي كل العلوم ، في كل الأعمال ، في كل شئ تجاهد أن تكون أفضل وأن تكون أحسن وأن تكون أقوم ، إنه قانون هذه الأرض ومسئولية من عندهم معرفة عن حقيقة الحياة أن يكونوا أكثر صدقاً وأكثر عملاً وأكثر إنتاجا وأكثر معرفة حتى يكونوا بذلك مثلاً للعالم أجمع ..

0.34

خطبة الجمعه 29-01-1999
السيد علي رافع

إننا اليوم. نعيش عصرا غير مسبوق في تاريخ البشرية التي نعرِفها. وواجبُُ علينا. حتى نكسب حياتنا ونكسب كرتنا. أن نتفكر ونُفكر بطريقة غير مسبوقة. تتناسب مع ما نحن عليه. وما نعيشه. من حياةٍ. تغيرت عن السابق وعن القديم. تغييرا كبيرا. وما تواجدنا في هذه الأرض أو على هذه الأرض في هذا الوقت. وفي هذا المكان. إلا لحكمةٍ أرادها الله بنا. علينا أن نتأمل فيما يدور حولنا. فإذا وجدنا. خيرا تفاعلنا معه بالخير. وتفاعلنا معه بالمساندة وبالدعاء والرجاء. وإن وجدنا شرا. تفاعلنا ضده. بأن نَشْحَذَ همتنا. وأن نشحذ أفكارنا. وقدراتنا. لنجابهه بالحق. الذي نرى. والذي نعتقد. "قل جاء الحق وزهق الباطل. إن الباطل كان زهوقا". نجتهد. فإن أخطأنا فلنا أجر. وإن أصبنا فلنا أجران. إنما علينا أن نحاول. وأن لا نقف ساكنين. وأن نبذل كل ما في طاقتنا. من فكر وذكر. فجهاد اليوم هو جهاد العقل. جهاد الكلمة. جهاد المنطق. جهاد العلم. جهاد المعرفة. يتْبَع ذلك. جهاد القلب بالذكر والدعاء.

0.34

حديث الخميس 12-10-2000
السيد علي رافع

ومن هنا نجد أن دين الفطرة قام على هذه الآلية التي فيها جهاد النفس من جانب وفيها أيضا جهاد في المجتمع من الخارج. هذه الآلية بين الداخل والخارج. نجدها في أمور كثيرة "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" هذا في الداخل "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" هذا مسيرة فيما يحيط بالإنسان من أمر من هنا نجد دائما التوجيه الى الداخل والى الخارج متلازمين. وفي الجهاد هناك جهاد النفس وكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس" لا لأن جهاد النفس ينفصل عن الجهاد الآخر في الحياة وإنما لأنه يؤثر فيه. هذه ليست كما يفهم البعض نوع من السلبية أو نوع من الإنعزالية أو نوع من أن الإنسان حين يجاهد نفسه بأن يقومها وأنه بذلك ينعزل عن المجتمع وما يحدث فيه من أمور هو بذلك يكون قوة دافعة في الحق والخير. ولا يجعله ذلك يبتعد عن ما يستطيع أن يقدمه.

0.32

خطبة الجمعه 30-06-2000
السيد علي رافع

فوجوده نعمة يجب أن يقدرها ويجب أن يستفيد من قيامه فيها. هذا ما نتعلمه في ديننا. وهذا هو الدين. الجهاد الأكبر. جهاد النفس. وجهاد النفس لا يعني فقط جهادا على مستوى الإنسان. وإنما يكون ذلك من خلال تواجده على هذه الأرض. فجهاد النفس. كيف تَعمل بكل طاقتك ولا تكون ناظرا الى نفسك لا تكون أنانيا أو تكون نفسك هي المحور؟ كيف تعطي بقدر ما تستطيع؟. وتأخذ أيضا؟. ولكن تعاملك أولا وقبل كل شيء. هو تعاملا مع الله. هذا جهاد للنفس. وليس جهاد النفس فقط أن تحرمها من مأكل أو مشرب فهذا أقل شيء. وإنما جهاد النفس الأكبر هو كيف تكون عاملا بقدر طاقتك لخير الآخرين ويكون تعاملك مع الله. لأنك لا تستطيع أن تفعل غير ذلك. "إنما نطمعكم لوجه الله لا نسألكم جزاءا ولا شكورا". هذا هو جهاد النفس الأكبر في كل أعمال الحياة وفي كل المعاملات. إننا لسنا كذلك فنحن بشر لنا نفوس مظلمة ولنا شياطين تجري منا مجرى الدم. لهذا نلجأ الى الله ونستعيذ بالله من الشيطان ا لرجيم. ونسأله عونا ونسأله قوة. ونقيم صلة برحمته وبقبلته. حتى نأخذ مددا يعيننا على سلوكنا على هذه الأرض فنكسب حياتنا ونكسب وجودنا.

0.31

خطبة الجمعه 22-01-2002
السيد علي رافع

كما قلنا في المقام الأول. ولكن الرسالة الموجهة الى هذه الأرض كيف لا يقبلوا إنسانا في لحظة ما الظلم والظلام وكيف لا يقولوا للظلام لا وألف لا. فليجاهد إذن ولا يستسلم لأنه أصبح في موضع يجب عليه فيه أن يبلّغ هذه الرسالة وأن يكْملها. كي يعرف الناس بعد ذلك ماذا حدث. هذا جانب نتعلمه. وفي نفس الوقت في الجانب الآخر نجد موقفا آخر. نجد أن من أهل البيت بعد ذلك من إلتزموا دورهم وأخذوا يعلمون الناس في أمر وجودهم وفي أمر دينهم. دون أن يلجأوا الى هذا الصراع والى هذه الحرب. إنه جهاد من نوع آخر. إنه جهاد العلم. جهاد التعليم. جهاد التنوير. وقد قاموا في حال أنهم عليهم أن يبلغوا هذا العلم وأن يفقهوا الناس في دينهم وفي حياتهم وسلوكهم. إنفعلوا بهذا الحال فقاموا في هذا الحال. ليس هناك صورة واحدة للجهاد والمجاهدة وإنما هي صور متعددة يلتزم الإنسان بالصورة التي يكون صادقا فيها مع ربه وصادقا فيها مع قلبه. ماذا يستطيع أن يقدم وماذا يستطيع أن يفعل؟ من هنا نتعلم أن الأساس في المجاهدة والجهاد وفي السلوك والعمل أن يكون الإنسان صادقا فيما يعتقد وألا يفرط في صدقه. وهذا هو الحال الذي يجب أن يلتزم به الإنسان. لا أن يكون مجرد مقلد لحال سبق أن قام فيه إنسان أفضل. ربما لا يكون هو في مثل هذا الحال وربما لا يكون هو قادرا أن يقوم في مثل ما قام فيه هذا الإنسان.

0.31

خطبة الجمعه 07-12-2001
السيد علي رافع

ومن لم يعرف كيف يكون حرا وعادلا وصادقا فما شهد أن لا إله إلا الله وما شهد أن محمدا رسول الله. إن الإسلام ليس كلمات نرفعها وشعارات نرددها وإنما هو سلوك في الحياة وجهاد في الحياة ومجاهدة للنفس قبل كل شيء. وترابط في المجتمع وقيام امة صالحة تعمل بكل جدها وبكل إجتهادها لتتعلم من أسباب الحياة وقوانينها ولتأخذ بأسباب القوة وتعمل بها ولتعد أنفسها لتكون قادرة أن تقول كلمة حق على هذه الأرض. لا يكون ذلك بالتمني ولا يكون ذلك بترديد الكلمات إنما يحتاج ذلك الى جهاد وجهاد وجهاد. جهاد داخلي قبل أن يكون جهاد خارجي. جهاد داخل المجتمع قبل أن يكون خارج المجتمع. لا يستطيع إنسان أو جماعة بالقوة والجبروت أن تفرض قيما روحية أو أسلوب حياة حقي. وإنما الناس الذين يفعلون ذلك يخلقون ظلاما في ظلام. فالأنفس الرافضة ستزداد ظلاما على ظلامها يوم تكره على ما لا تحب. وما لا تعرف وما لا تؤمن. إنما هي الدعوة الصالحة والتيسير على الناس والدعوة الى القيم الإنسانية الأساسية التي تصلح المجتمع. والدعوة الى كل قيمة حقية وروحية ومعنوية دون جبر ودون قهر. حتى يشعر الناس بإنسانيتهم وبحريتهم فيكونوا عبادا أحرارا. يختارون طريق الحق بكامل إرادتهم فيكونوا إخوانا صالحين ولبنات صالحة تصلح منها أو يصلح بها المجتمع.

0.3

خطبة الجمعه 13-07-2001
السيد علي رافع

ولم نتعلم كيف يكون التمسك بأن نحيا هذه المعاني الموجودة في كتاب الله وعترة رسول الله. إن التمسك بهما هو جهاد مستمر. هو تأمل مستمر. جهاد لا ينتهي. يقوم به جيل بعد جيل. ومجتمع بعد مجتمع. يبحث في أغوار المعاني وعمقها. يقرأها قراة صحيحة ويجتهد في ذلك. ولا يتوقف عن ذلك. بالجهاد المستمر يحيا الإنسان. وما نقصد بالجهاد هنا هو جهاد كل إنسان في قيامه بما أُمر به. فحين يقوم إنسان بالصلاة فهو يجاهد أن يكون خالصا في صلاته وفي دعائه وفي طلبه. يوم يقوم الإنسان بكل عبادة فهو يجاهد أن يقومها حقا. يتأمل معانيها. ويريد أن يكسب منها وأن يضيف الى رصيده الروحي والحقي. وفي كل معاملة يريد أن يكون متعاملا مع الله ليكسب في تعاملاته في الله. إنه أمر مستمر لا يتوقف ويوم يتوقف عند الإنسان يتوقف الإنسان عن الكسب. فالكسب هو في الجهاد. علينا أن نتعلم ذلك. وهذا يكون بالممارسة وبالسلوك لا يكون فقط بالقول. لذلك كانت الطرق الصوفية الذين أدركوا هذه المعاني. وليس كل الصوفية وإنما من تحققوا وأدركوا كلمات الدين حقا. وما كان طريق الصوفية إلا تصديقا للمعاني الحقية وللكلمات الحقية التي أدركوها في دينهم. بعض الناس إعتقد أن الدين هو مجرد منطق أو كلمات أو أوامر عرفناها وحفظناها ونتكلم بها.

0.3

خطبة الجمعه 27-08-2010
السيد علي رافع

إن مقولة: أن الدين لا يُعرف بالعقل ، لا تنطبق إلا على هذا الجزء الظاهر من الدين ، لأن ليس هناك ما يمكنك أن تعقله ، في العدد وفي الزمن وفي المكان ، ولكن يمكنك أن تتأمل في العدد والزمن والمكان ، لتعرف رسالةً . ولكن لا يمكنك أن تقول: أن العقل ـ والعقل هنا هو أن هناك منطقٌ ظاهري ـ يُمَكِّنك بأن تقول: أن هذا العدد أفضل من ذاك العدد ، فلا تنطبق هذه المقولة ، إلا على هذه الأمور الظاهرة ، وإن كان في نفس الوقت ، يمكن للعقل أن يتأمل في دلالاتها .

0.29

خطبة الجمعه 29-01-1999
السيد علي رافع

ويتبع ذلك. جهاد اليد. بالإستقامة. في أمور حياتنا. في تنظيمها. وفي تنسيقها. وفي تخطيطها. وفي إصلاحها. وفي إعداد كل ما يَلزم لنا. في حياتنا. وبأن نكون قادرين. أن نعيش على هذه الأرض. إعتمادا على أنفسنا. وأن ندافع عن أنفسنا. معتمدين على قدراتنا. وطاقاتنا. وإمكاناتنا. فهل نستطيع ذلك. أم أننا إستسلمنا لليأس. وتقاعسنا عن أن نبذل كل طاقاتنا. إنّا نرانا وقد إستسلمنا وتقاعسنا. ورضينا بالذي هو ادنى. نحن في حاجة الى صحوةٍ. في كل المجالات. في أفكارنا. وفي معتقداتنا. وفي أعمالنا. وفي كل أحوالنا. حتى نخرج من هذا الظلام الذي أحكم حلقاته حولنا. ونطمع. في كرمٍ من الله بلا حدود. وفي قوة من الله بلا قيود. حتى نخرج من هذا الظلام. ولا يكون ذلك بالتمني فقط. إنما. بالعمل الجاد. والدعاء الجاد. والدعاء لا يُغني عن العمل. وأن ندعو بعملنا. وبجهادنا. وبأفكارنا. وبشَحْذ هممنا. وبتغيير نفوسنا. وبتطوير قيَمنا في شتى المجالات. أملنا في الله كبير وطمعنا في الله أكبر.

0.29

خطبة الجمعه 10-08-1990
السيد علي رافع

إن وجودنا على هذه الأرض وراءه هدف كبير وراءه أن نحيا وراءه أن نكون عبادا لله نحقق لوجودنا معنى العبودية لله أن نسلك في طريق الله أن نكون قياما أعلى ووجودا أفضل ومعنى أكرم. إن ما يقابله الإنسان من صعوبات على هذه الأرض وتحديات لوجوده هي لصقله ولإظهار ما فيه من طاقات ولإكبار ما فيه من معنويات.. الإنسان على هذه الأرض في جهاد دائم في جميع الإتجاهات في جهاد مع نفسه وفي جهاد مع مجتمعه وفي جهاد مع بيئته والإنسان الصالح الفالح الرابح هو الذي يعرف كيف يكسب في الله في جهاده وعمله ينظر الى نفسه فيتعرف على ما فيه من طاقات كما يتعرف على ما فيه من ظلمات كما يتعرف على ما فيه من نور وقوة وعزيمة. وينظر في رسالات السماء وفي أقوال الحكماء وفي تراث الحق والحقيقة وفي عباد الله الصالحين وفي أولياء الله الصادقين مجتمعا على إخوان له متحابين هدفهم واحد ومقصودهم واحد مقصودهم وجه الله وأملهم أن يكونوا عبادا لله ودستورهم قانون الحياة.

0.29

حديث الخميس 28-03-2002
السيد علي رافع

الحديث العقل اصل ديني. ونجد في بعض أو المذهب الزيدي الشيعي بوجه الخصوص نجد أنه يضع العقل في المقام الأول في الإدراك وفي الإجتهاد وفي المعرفة وفي التعرف. لا العقل لحد ذاته أنه سوف يضع أمور من فراغ ولكن لأنه الوسيلة التي سوف يستخدمها الإنسان ليتعرف على ما أُمر به. فلا يتصور إنسان يقرأ كتاب الله ويقرأ سنة رسول الله سيستطيع أن يقوم بما فيه من معاني وهو لا يملك عقلا. إذا لو تصورنا جدلا أن إنسان يقرأ كتاب وليس عنده عقل فهو لا يستطيع أن يتفهم حتى الكلمات الموجودة لأن الكلمات لها دلالات والدلالات موجودة في العقل وبتعبر عنه. والعلاقات هي أن يصل من هذه العلاقات الى معاني. من هنا كان العقل في المقام الأول وهذا ما نقوله نحن دائما حين نقول أن بعض الفقهاء أو العلماء يقولوا عليك أن تُعمل عقلك حتى تعرف أن هناك الله ثم بعد ذلك لا تُعمل عقلك. نحن نقول هذا لا يكفي إذا كان أنت وصلت بالعقل بهذا المنطق أنك شعرت بوجود الحق وبوجود الغيب. العقل هنا إذن هو نعمة كبرى. لا أستطيع بعد ذلك أن تقول لي حين تأمرني بفعل أن لا يمر هذا الفعل على عقلي. إنه سيمر سيمر. إن قال لي إفعل كذا حتى معنى الأمر بإفعل يجب أن يمر على العقل وأفهم ماذا أفعل وكيف أحول هذه الكلمات الى سلوك.

0.29

خطبة الجمعه 07-01-1994
السيد علي رافع

إن هذه الحياة هي دار كسب ودار إجتهاد ودار جهاد فيها نعد أنفسنا لقادم حياتنا ولمستقبل وجودنا هكذا يعلمنا ديننا ويعلمنا أن نجتهد وأن نبحث وأن نتعلم (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق.. أنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت)فالجهاد على هذه الأرض هو جهاد في جميع المجالات وفي جميع الإتجاهات جهاد لنعرف جهاد لنتعلم جهاد لنعمل جهاد لنذكر ونتعبد.. وفي واقع الأمر فإن كل مجال من المجالات يؤدي الى الآخر ويتفاعل معه فالعلم هو ذكر والذكر هو علم والعمل يحتاج اتلى علم والعلم يحتاج الى عمل والذكر عمل والعمل ذكر إنما هي أطوار للإنسان وأحوال للإنسان يعيش فيها على هذه الأرض.. مجالات من مجالاته وأحوال من أحواله والإنسان يتجلى بكل من هذه المجالات فهو يتجلى بصورة العابد ويتجلى بصورة العامل ويتجلى بصورة العالم وهو هو في جوهره هذا يقرب لنا معنى وجود الإنسان على هذه الأرض.

0.29

خطبة الجمعه 16-04-1999
السيد علي رافع

في هذه الأيام. نتذكّر ونتذاكر في معنى الهجرة، فالهجرة أسلوب حياة، الهجرة سلوك. نتعلم كيف نسلكه. وكيف نقومه، الهجرة هي قانون من قوانين الحياة، علمنا إياه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. بالفعل. إنه حديث حقي، لا نزال نتذكره، لنقرأ ما فيه من رسالة الحق لنا، إن قانون الحياة. يعلمنا أن الإنسان على هذه الأرض، عليه أن يجاهد. عليه أن يجاهد الظلام، وفي سبيل جهاده. قد يخسر في بعض الأحيان، وقد يتغلب الظلام، وقد تكون للظلام قوة يبطش بها، له الغلبة في الدنيا، حين نتأمل في رسائل الأنبياء وفي بعثتهم، نجد أن كل نبي ورسول جاهد في سبيل دعوته، وكان هناك الظلام. وكان هناك الكفر. وكان هناك الجهل، ولم يقل أي رسول أنا سوف أنتصر لأن الله معي، ولن يصيبني سوء في لحظةٍ، وإنما جاءه النصر بعد جهاد وجهاد لم يقل رسول . كيف يكون الأمر كذلك وأنت معي يا الله لماذا لا تنصرني اليوم دون معاناة وإنما كان حال الرسول صلوات الله وسلامه عليه في مكة هو جهاد وجهاد وجهاد، حتى أنه حين ذهب يدعو الى الله خارج مكة، ولم تُتقبل دعوته، قال "إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي"، قبل الهجرة. كان الجهاد كبير، وكانت الفتنة أكبر، فالذين يُسلِمون يفتنون من خلال تعذيبهم، وإذلالهم. ومحاربتهم في أرزاقهم وفي حياتهم وفي كل شيء لهم، كل ذلك حتى نتعلم اليوم، أن أي فكرٍ وأي خيرٍ وأي قضية، تحتاج من الذين يؤمن بها أن يجاهد في سبيلها، ولا يقول أنها هي الخير، وأنه بدون جهاد وسوف ينتصر، أو سوف يخرج بها، أو سوف يعلو شأنها، نتعلم كيف نُسلم لقوانين الحياة، فقانون الحياة، أن يجاهد الإنسان، وأن يستخدم كل قوته وكل ما جاء به وكل ما أعطاه الله إياه، يستخدم عقله ويستخدم قلبه ويستخدم جوارحه، ليوصِّل ما يؤمن به ويعتقده، وها نحن نرى في الهجرة مثال على ذلك، لقد إجتمع أهل قريش على أن يتخلصوا من هذا الرسول ومن هذه الرسالة، وقد يقول قائل، ويتساءل متسائل، ألم يكن الله قادرا أن يحمي عبده في مكة، وأن يأخذ بهؤلاء أخذ عزيز مقتدر، نقول بلى.

0.28

خطبة الجمعه 27-09-1996
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم أن ديننا هو دين عمل وعلم، ودين جهاد واجتهاد، كما أنه دين ذكر وتأمل، وتفكر وتدبر، ديننا هو حياتنا وسلوكنا وأعمالنا وأقوالنا، هو كل ما نقوم به فى هذه الأرض.

0.28

خطبة عيد الفطر 25-06-2017
السيد علي رافع

الحمد لله الذي جمعنا وجعل لنا بيننا حديثاً نتواصل فيه بالحقّ والصّبر بيننا، نتدبّر أمور حياتنا وأمور ديننا، مدركين أنّ حياتنا هي ديننا وأنّ ديننا هو حياتنا. فالدّين هو الحياة بكلّ ما فيها، في كلّ أعمالنا، وفي كلّ معاملاتنا، وفي كلّ عباداتنا، في ذكرنا، في صلاتنا، في تدبّرنا، في تأمّلنا، في اجتماعنا، في عملنا، في كلّ حالٍ من أحوال حياتنا.

0.28

حديث الخميس 30-09-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يجعل من جمعنا ومن ذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وتقوية عزائمنا وإنارة عقولنا فنحن دائما نبحث عن كل ما يقربنا الى الحق والى كل ما يجعلنا أفضل وأقوم وهذا هو ما تعلمناه في ديننا من مجاهدة أنفسنا ومن الدعاء والرجاء لأخذ قوة تساعدنا أن نسير في طريق الحق وفي طريق الفلاح ونحن نتذاكر دائما أن الدين ليس مجرد كلمات وليس مجرد شعارات وليس مجرد أشكال وصور إنما هو ممارسة فعلية لكل معنى جاء به في كل أمر أُمرنا إياه وفي كل نهي نهينا عنه الدين هو واقع الحياة وتفاعل الإنسان مع بيئته ومع مجتمعه ومع نفسه ومع قلبه وهذا ما نفتقده كمفهوم في مجتمعاتنا حين تفصل الدين عن الإنسان وترى أن الدين أمر بعيد عن الإنسان بمعنى أن الإنسان وهو ينفذ ما أمر به الدين كما لو أن هذا الأمر لا علاقة له بما يجب أن يفهمه أو يعقله أو يدركه أو أن ينبع من داخله إنما هو مفروض عليه من أعلى وهذا أمر فيه لبس في واقع الأمر لأن إذا نظرنا الى ما أمر به الدين في كل جزئية من الجزئيات وفي كل آية من الآيات وفي المعاني المختلفة التي جاءت لتعلم الإنسان عن نفسه لوجدنا أنها تفسر بعضها بعض من هنا لا يجب أن نأخذ مقولة منفصلة عن السياق الكلي وعن المعنى الكلي لهدف الإنسان في وجوده على هذه الأرض.

0.28

حديث الخميس 04-03-2004
السيد علي رافع

فنحن نحاول أن نكون مجاهدين في سبيل الله. مجاهدين ظلام أنفسنا وظلام مجتمعنا بقدر ما نستطيع ونتجه الى الله في دوام أن يعيننا وأن يمنحنا قوة تساعدنا على أن نكون كذلك في دوام فالجهاد طريقه طويل وحياة الإنسان كلها هي جهاد في سبيل الله لو أدرك حقيقة وجوده وحقيقة حياته على هذه الأرض ودين الفطرة يعلمنا ذلك حين يدعونا الى أن نعمل عملا صالحا ويلخص لنا حياتنا في آيات قليلة (وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)( سورة العصر) هنا نجد الأساسيات التي نتكلم عليها في كل أحاديثنا وفي كل ما أُمرنا به في آيات الحق لنا الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. ولو تمسكنا بهذه الكلمات وبهذه الآيات وبهذه المعاني وأدركناها إدراكا عميقا لكانت الوسيلة التي تخرجنا من حال الى حال. ونحن نتكلم دائما في معنى الإيمان ونقول أن الإيمان ليس كلمات تلوكها الألسن وليست كلمة ينطقها الإنسان وإنما هي قيام. (ما وقر في القلب وصدقه العمل) قيام يجعل الإنسان يتحرك في الإتجاه الذي يؤمن به دون أن يكل ودون أن يمل ويظل يحاول ويحاول ولا يستسلم لليأس في محاولته وفي جهاده فالإيمان بالله هو إيمان الإنسان بهذه القوة الموجودة فيه والموجودة حوله. يؤمن بأن هناك قوة حقية وراء هذا الكون ويؤمن أن هذه القوة موجودة فيه أيضا (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53)(سورة فصلت) وهذا أمر دائم وليست القضية في المستقبل فقط وإنما هناك تعني الإستمرارية في أن الله يوري الإنسان دائما هذه المعاني وهذه الآيات ولكن الإنسان قد يغمض عينيه أو يغلق أذنيه ولا يسمع ولا يرى هذه الآيات التي هي حوله والتي هي في داخله فالإيمان هو إنفعال صادق بمفهوم حقي يحاول الإنسان أن يحوله الى عمل.

0.28

خطبة الجمعه 29-03-1996
السيد علي رافع

فالإسلام كما يعرف كل طالب وكل صادق، أنه دين يقوم على الفكر والتدبر والتأمل، دين جاء لِيُخْرِج الإنسان من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن الباطل إلى الحق، وعلمه أن أول خطوات الخروج، هو أن يُعمل الإنسان ما أعطاه الله من نعمة العقل، ومن نعمة القلب، لذلك فالمسلم الحق هو الذى أسلم بعقله وقلبه، لا من قلد دون وعى ودون فهم، وكما نقول دائما أن هناك فارق بين أن يكون الإنسان مسلما حقا، وبين أن يكون منتسبا إلى الإسلام إسما، فانتسابه إلى الإسلام إسما يجعله مسلما فى المجتمع، وما يتبع ذلك من أمور تنظيم حياته فى مجتمعه.

0.28

حديث الخميس 28-01-1999
السيد علي رافع

إذن المنهج صالح.. على جميع المستويات.. وهذه هي الحياة فعلا.. نحن.. كل إنسان.. على جميع المستويات بيُعمِل عقله.. طيب.. ما هو عقل عن عقل بيفرِق.. ليه إنسان يمكن أن يجابه مشاكل كثيرة في حياته حتى الدنيوية.. أو لا يوفق.. لإنه نتيجة تفكيره وعقله وإتخاذه لبعض القرارات وتقديره للأمور.. ممكن أنه هو مُش سليم.. ما هو قدرته كده.. ممكن.. وممكن أن يكون تقديره صحيح.. ولكن إحساسه بيخطيء.. ويميل الى إتجاه آخر.. ويمكن أن يكون كل ذلك صحيح ولكن لما ييجي أن يعمل فيحاول أن يحول ما فهمه وما إستراح له الى عمل.. غير قادر على التنفيذ.. أو مجابهة الواقع.. أو كيف يتعامل معه.. كل إنسان بقدراته وإمكاناته وظروفه المختلفة.. بيمارس الحياة كما يستطيع.. كل إنسان يأخذ طريقه.. ولولا إختلاف الناس في قدراتهم.. وفي إمكاناتهم.. الحياة لن تكون حياة.. وإنما ستكون نمط واحد.. ولا يستطيع الناس أن يعيشوا.. إنما الناس تعيش نتيجة هذا التباين الذي يحدث.. والقدرات المختلفة.. والإمكانيات المختلفة.. بتحدث هذه الحياة.. هذا القانون ماشي في الحياة.. من هنا.. والدين هو قانون الحياة في واقع الأمر.. وفهم الإنسان فيه.. وفهم الإنسان في كل ما يدور حوله.. هو الدين.. عندما يفهم بصورة مختلفة ويُفاضل بطريقة مختلفة.. لا يعني هذا أنه ليس في دين.. وإنما هو إتخذ الطريق الذي يتناسب مع عقله ويتناسب مع قلبه ويتناسب مع قدراته من ناحية العمل..

0.27

حديث الخميس 31-03-2005
السيد علي رافع

لذلك فنحن حين ننظر حولنا في مجتمعاتنا نجد ان هذا الامر في بعض الاحيان يغيب عن الناس في حركتهم وتكون مرجعيتهم كما قال الآخرون وما وصل اليه الآخرون دون ان يعملوا عقولهم كيف وصل هؤلاء الى ما وصلوا اليه وكيف قالوا بهذا القول وبهذا الراي فيما يقولون به وفيما يصدقون ومن هنا يبدأ الانسان في التقليد ويبدأ في الترديد وهذا أمر في كل الأحوال لا يؤدي الى صلاح ولا يؤدي الى فلاح. نحن نتكلم في عمومية. إنما إذا أردت أن تطبق سوف تجد كثير من الامور التي نراها في الساحة اليوم من قضايا معروضة هي لها جزء بسيط من هذه المشكلة التي نتحدث فيها أيا كان الإختلاف وايا كانت الآراء وأيا كانت الانقسامات ليس هناك رأي واحد كما نعلم جميعا وليس هناك قضية فيها منطق واحد أو فيها حق واحد او فيها حق مطلق إنما كل قضية يمكن ان نختلف في تناولها وفي رؤيتنا لها وهذه طبيعة البشر وطبيعة البشر ان يختلفوا والاختلاف هنا لا يعني ان انسان على حق والانسان الآخر على باطل وانما يعني ان كل انسان ينظر من زاوية معينة لهذا كان دائما الاختلاف هو رحمة للانسان وهو من سمات الوجود المادي الذي نعيشه والارض التي نعيشها أنها فيها اختلافات كثيرة وتنوعات كثيرة وهذا ما يجعل هناك حركة يجعلنا نتكلم ويجعلنا نتناقش ويجعلنا نتجادل ويجعلنا نقلب الامور في الأوجه المختلفة وهذا هو الهدف ونحن كما نقول دائما ليس الهدف ان تصل الى شكل محدد ولكن الهدف هو ان تكون مجتهدا وان تكون محاولا وان تكون باحثا عن الحقيقة وأن تكون هادفا إلى أن نعرف الحقيقة والحكمة ضالة المؤمن في دوام ولن نتوقف ابدا عن طلب معرفة الحق ولن نصل أبدا إلى نقطة نقول ان هذا هو الحق المطلق وإنما سنظل دائما نبحث عن ما هو احسن وعن ما هو افضل وعن ما هو اقوم ونعرف جميعا ان أي عالم في أي علم يدرك مدى جهله ويدرك انه لا يعرف الا القليل وان هناك الكثير الذي يجهله ونعرف أن كل جاهل يعتقد انه يعلم كل شيء وان الحق هو الذي يعلمه والذي يعرفه وليس هناك شيء آخر وكلما إزداد الانسان علما كلما شعر بجهله وشعر بافتقاره وشعر بحاجته الى ان يكون اكثر معرفة واكثر بحثا واكثر ادراكا ما يهمنا جميعا هو ان نجتهد وان نبحث وان نفكر وان ندعو الله وان نذكر الله وان نسير في طريق الأفضل والاقوم والاحسن كل خطوة يخطوها الانسان في جهاد وفي إجتهاد وفي طلب للعلم وفي طلب للمعرفة وفي جهاد لنفسه في محاولة لاصلاح ما فيه من ظلمات وفي محاولة لمساعدة الاخرين وفي محاولة لدعاء الله ولرجاء الله ولطلب الله ولاستغفار الله وللطمع في رحمة الله هي خطوة الى الامام ويجب الا يتوقف الانسان عن هذا أبدا.

0.27

خطبة الجمعه 19-06-1987
السيد علي رافع

الإسلام دعوة دائمة بالحكمة والموعظة الحسنة الإسلام هو دعوة دائمة لما هو أحسن ولما هو أفضل. الإسلام هو دعوة رحمة (واخفض لهم جناح الذل من الرحمة)(ولو كنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك). الإسلام وهو يدعو يحترم الإنسان حتى في غفلته حتى في كفره حتى في رفضه(من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)الإسلام هو مفهوم الحياة ومفهوم القيام على هذه الأرض ومفهوم في قائمك على هذه الأرض وكيف كنت قبل هذه الأرض.. الإسلام هو إصلاح لعقيدة الإنسان في معناه ومبناه فيما أعطاه الله ووهبه من سره ومن نوره,, الإسلام هو دعوة لأن يكون محور المجتمع هو كسب في الله بأن يعمل كل إنسان بما أعطاه الله من قوة ومن قدرة في تكافل وفي ترابط. افسلام هو أن يكون من يؤمنوا به رجلا واحدا وقياما واحدا وبنيان واحد.. إن الجهاد اليوم في الإسلام هو جهاد والفكر هو جهاد والعلم هو جهاد والمعرفة هو جهاد الحجة بالحجة والكلمة بالكلمة والحسن بما هو أحسن والجميل بما هو أجلم والكريم بما هو أكرم والعظيم بما هو أعظم.. إن من يريد أن يكون مسلما حقا عليه أن يتزود بالمعرفة والعلم وأن يبحث وينقب في معاني الحياة ليكون أقوى في طريق الحياة حجة وعلما ومعرفة..

0.27

خطبة الجمعه 11-09-1998
السيد علي رافع

إنا حين نتأمل فيما يحدث حولنا بعقل متدبر وبقلب متذكر وبعين مبصرة وبأُذن سامعة، ونعرض ما نراه على قلوبنا وعقولنا، كما فطره الله عليها، من حب للجمال وللكمال وللأفضل والأحسن والأقوم، نستطيع أن نميز بين ما هو غث وما هو ثمين، بين ما هو باطل وما هو حق، بين ما هو من أصل الدين، وبين ما قاله الناس عن الدين بأفهامهم وعقولهم، سواء كانت هذه العقول محدودة أو متأثرة بعلم ما وبواقع ما وبحال ما، وسيظل الأمر كذلك دائما فنحن مما لا شك فيه أيضا نتأثر بما هو محيط بنا وما نعرضه على قلوبنا وعلى عقولنا فنقبله اليوم قد لا يقبله غيرنا، ولكن القضية ليست في تحديد أمور مقبولة أو مرفوضة، فهذه أمور نسبية ولكن القضية كما نقول دائما هي في أن نمارس ديننا وديننا بأن نُعمل عقولنا ، وأن نُعمل قلوبنا، وهذا ما أشار إليه الحديث{من إجتهد فأخطأ فله أجر.. ومن إجتهد فأصاب فله أجران}.. الجهاد هنا هو إعمال ما أودع الله فينا من طاقات وقدرات، هذه الممارسة هي ممارسة الدين أما التلقي دون إعمال لعقل ودون إعمال لقلب فهو قيام سلبي، لا نكسب من خلاله ولا نتطور من خلاله الى ما هو أفضل والى ما هو أحسن، وهدف قيامنا على هذه الأرض هو أن نعدّ أنفسنا للعالم الآخر ولليوم الآخر وللوجود الآخر وعلينا أن نُعمِل كل ما أعطانا الله من نعم حتى نكسب هذا الوجود.

0.27

خطبة الجمعه 18-09-2009
السيد علي رافع

إن الذين يتحدثون أن الدين لا يُفهم بالعقل ، إنما يتحدثون عن أمورٍ محددة ، فحين نقرأ تاريخنا ، نجد أن الأمثال التي ضُربت للتدليل على أن الدين لا يُفهم بالعقل ، نجدها محدودة ، في إطارٍ يُعقل أيضاً . فإذا قِيل مثلاً أن الدين قد أمر بعددٍ معينٍ من الركعات في كل صلاة ، وعلينا أن نقبل ذلك ـ وليس هناك عقل في قبول ذلك ، نقول: أن العقل كل العقل في قبول ذلك ، لأن القضية ليست في أن نناقش بالعقل عدد الركعات ، ولكننا يمكن أن نفهم أن هذه الأمور أمورٌ توقيفية ، فإذا قال لك صَلِّى ، والقرآن يقول لنا ذلك ، القرآن يتكلم عن الصلاة بصيغٍٍ مختلفة ، " وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ "[الأعلى 15] ، "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ .."[البقرة 43] .

0.27