خطبة الجمعه 20-04-2007
السيد علي رافع

و إذا نظرنا إلى مجتمعاتنا ووجدنا ما هي عليه ، فهذا ناتجٌ من عدم استقامة أفراد هذه المجتمعات ، فوجب علينا أن ننظر إلى أنفسنا لا أن نستمر على ما نحن عليه ، علينا أن نغير مفاهيمنا وأن نغير أسلوبنا ، فهذه المفاهيم وهذه الأساليب التي نتبعها هي التي أدت بنا إلى ما نحن عليه ، هي التي أدت إلى هذه الصراعات بين المذاهب والشيع المختلفة ، هذا الجهل بالدين وبمعناه وبهدفه هو الذي أدى - في كل العصور - إلى ما حدث من صراعاتٍ وقتالٍ بين أفراد المجتمع الواحد ، وبين أفراد الأمة الواحدة ، نحن في حاجةٍ إلى تربيةٍ سليمةٍ دينيةٍ ، والى علمٍ صادقٍ في معنى وجودنا على هذه الأرض ، وفي معنى أن نعيش في مجتمعٍ ، إن أثر التعليم والتربية أثرٌ كبير .

0.57

خطبة الجمعه 29-02-2008
السيد علي رافع

إن كنا ننظر حولنا وننظر إلى مجتمعاتنا ونجد كثيراً من الأمور لا نرضى عنها ، ولا نرضى أن تُنسب لديننا ، الذي هو مصدر طريقنا ، والذي هو مصدر حياتنا ، والذي هو مصدر سلوكنا . إن كنا نرى كثيراً من الأمور الملتبسة التي يخوض فيها من يعلم ومن لا يعلم ، ونجد كثيراً من الناس وهم ينظرون إلى الدين نظرةً محدودةً مقيدةً ، تجعلهم لا يستفيدون مما في الدين من معانٍ تحييهم وتقوِّمهم ، وتجعلهم أكثر تقدماً وأكثر معرفةً وأكثر عملاً وأكثر ذكراً وأكثر نوراً وأكثر كسباً . نرى هذه المحدودية في التفكير وفي التأمل وفي التدبر وفي تناول قضايا كثيرة من الدين ، إن كنا نتحدث بذلك فإن هذا لا يعني أن هدفنا هو أن نتكلم فقط أو أن نصحح مفاهيم فقط ، وإنما هدفنا - كما أشرنا - هو أن نكسب كرتنا في الله ، وإذا كنا نقول قولاً فإننا نريد به رحمة الله وتوفيق الله ، ونستغفر الله دائماً أن نقول زورا أو أن نغشى فجورا أو أن نكون به مغرورين .

0.38

خطبة الجمعه 18-12-2009
السيد علي رافع

كانت الدعوة في مكة دعوة أفراد ، يدعون أفراداً ، في مجتمعٍ غلبت عليه قيمٌ معينة ، ونمطٌ في الحياة له شكلٌ محدد ، علاقةٌ بما وراء الحياة من خلال تفكيرٍ سائد وعاداتٍ متوارثة ، في شكلٍ تعبديّ لا يراه أي إنسانٍ مقبولاً من ناحية العقل ، وإن كانت الحجة الدائمة كما هي الحجة اليوم وفي كل عصرٍ ، "......وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ"[الزخرف 23] ، تَرْك العقل مقابل أن هناك ما لا نفهمه ، وقد وجدنا آباءنا وأجدادنا على ذلك ، فوجب علينا أن نتابعهم دون وعيٍ ودون فهم ، فهذه العلاقة وهذه العبادة لا تقوم على العقل والفهم .

0.37

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.36

خطبة الجمعه 19-01-2007
السيد علي رافع

فهناك إشكالية في أرضنا ـ ليس فقط في مجتمعنا ولكن في كل المجتمعات ـ حيث أن كلمة الدين قد التصقت بممارساتٍ ما ، غير مقبولة بل ومرفوضة من كل إنسان ذي عقل سليم . فباسم الدين سيطر رجال الكهنوت في الغرب على مجتمعاتهم ، وباسم الدين ارتُكبت كثيرٌ من المجازر ، وقامت حروبٌ كثيرة قتل فيها الكثيرون باسم حكم الدين وحاكمية الدين ، وهذا ما أدى إلى هذا الاتجاه المعاكس الذي يصل في أقصاه إلى رفض الدين كليةً جملةً وموضوعاً ، نحن في حاجةٍ إلى فكر ٍجديد وإلى رؤيةٍ مستقبلية لهذه البشرية ولهذه المجتمعات ، نظرةٌ جديدة وعميقة إلى معنى الدين في حياتنا ، وإلى معنى الدين في وجودنا ، وإلى معنى الدين في ممارساتنا. الدين ينبع من الصدق ومن اجتماع الصادقين ، من الأمة التي تجتمع على هدفٍ نبيل وهو تكريم الإنسان على هذه الأرض ، وإعداده حتى يكون في معنى تحقيق رسالته عليها . إنها السياسة والمنهج الذي يُعِد الإنسان لآخرته ، وليس إعداد الإنسان لآخرته هو في عباداتٍ بعيدةٍ عن مجتمعه ، أو في مناسك شكليةٍ مُحددة ، أو في صورةٍ من المعاملات مطلوبة ، إنما هي في حياته ككل ..

0.36

حديث الخميس 06-12-2001
السيد علي رافع

الى أمة صالحة. الى بنيان صالح الى مجتمع صالح. فيه كل القيم الحقية وكل القيم المعنوية. وكل أسباب القوى المادية والروحية والمعنوية. لأن من السهل أن تقول أني مسلم وأني مؤمن بلسانك. ولكن أن تكون مجتمِعا وتكّون مجتمَعا صالحا مسلما حقا يتخذ كل السبل لبناء الإنسان ولخير الإنسان. هذا امر ليس بالسهل ولا يستطيع إنسان بمجرد القول أن ينشر معنى حقي. وإنما النشر الحقي يكون من خلال مجتمع صالح. لذلك نجد في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام. هذا واضح جلي. في بداية الدعوة أناس متفرقون يؤمنون. ولكن لم يوجد هناك بنيان ولا دولة. يتعرضوا لكل ما يتعرض له الإنسان من قوى الظلام المحيطة به. فكانت العظة هنا والدرس إذا أراد الإنسان أن يتعلم هو إقامة مجتمع صالح ودولة صالحة. فنجد أن هذا تَكوّن في مجتمع المدينة فهناك مجتمع صالح هناك شورى هناك تفهم بقضايا الحياة. هناك إستقامة في التعامل. ووضع القوانين الحقية التي تحكم علاقات البشر بعضهم ببعض. وإتخاذ الأساليب التي تمكّنهم من أن يكونوا على قوة ويملكوا القوة المناسبة وأن يدعو الى الحق ويدعو الى كلمة الحق. وينتشر كلام الحق في كثير من الناس فتعم هذه الدعوة الكثير من القبائل ومن الناس في هذا المجتمع. حتى أننا نجد الآيات التي تشير الى تأجيل الفتح يوم رجع الرسول عليه الصلاة والسلام منعوه الكفار من أن يدخل الى العمرة في أن كان هذا سبب في أن هناك ناس مؤمنين في مكة لم يعلنوا بعد عن إيمانهم.

0.36

خطبة الجمعه 18-12-2009
السيد علي رافع

كانت الدعوة هي دعوةٌ لأفراد ، أن يفكروا وأن يتأملوا وأن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن يتعلموا من الذي أرسل الله لهم ، في شهادتهم أن محمداً رسول الله . ولكن الإنسان هو الإنسان في كل زمانٍ ومكان ، يرفض الجديد ويصر على القديم ، يركن إلى العادات ، لا يريد أن يبذل جهداً بفكر ، ويركن إلى أن هذا هو أمر الله ، وأن السابقين أدركوا قبلنا ، وعلينا أن نتابع . هكذا حال الإنسان بنفسه المتكاسلة ، التي لا تريد أن تجاهد أو أن تجتهد .

0.35

خطبة الجمعه 23-11-2007
السيد علي رافع

عباد الله : ما أردنا أن نقوله اليوم : أن الدين هو قانون الحياة - كما نذاكر دائماً - وأن الدين لا يتعارض مع إعمال العقل في قضايانا ، في أحوالنا ، في سلوكنا ، في معاملاتنا ، فيما هو أفضل لمجتمعنا ، بل أن هذا هو جوهر الدين . فالدين هو منهجٌ قبل أن يكون شكلاً ، وقبل أن يكون صورةً ، وقبل أن يكون مجموعةً من الحروف والكلمات تحدد أفعالاً وأشكالاً معينة ، الدين يحثنا على التفكر والتأمل والتدبر وإعمال عقولنا بما فيه صالح مجتمعنا وصالح أمتنا ، وأن ما نجتمع عليه كمجتمعٍ صالحٍ يبحث عن الحقيقة ، ويبحث عن الأفضل ، ويبحث عن الأقوم ، هو في حد ذاته جزءٌ من الدين ، جزءٌ من قانون الحياة الذي ينظم وجود المجتمعات على هذه الأرض .

0.35

حديث الخميس 20-01-2000
السيد علي رافع

وكما نتذاكر دائما فيما يدور حولنا وفيما نراه في أحوالنا وفي معاملاتنا في كل ما يجول بأذهاننا من تساؤلات ومن تأملات في ديننا وفي علاقته بحياتنا ونحن نتواصى بيننا بكل هذه المعاني حتى يستقيم مفهومنا في ديننا وأننا كما نتعلم دائما أن إستقامة المفهوم هي التي تؤدي الى صلاح عمل الإنسان والى كل ما ينتج عنه من معاملات ومن أفعال وأن سوء الفهم يؤثر سلبا على كل ما ينتج عن الإنسان. لذلك فإن المفهوم في علاقة الإنسان بربه هو مفهوم أساسي وهو الذي يؤثر على كل ما ينتج من أعمال الإنسان في هذه الأرض. وهذا المبدأ الذي نتذاكره الآن نذكر به أنفسنا دائما. لأن الإنسان حين ينسى هذه القضية ينجرف وراء مفاهيم زائفة ووراء أشكال محددة وهذا ما حدث للمجتمع الإسلامي بل للمجتمعات البشرية كلها في تجسيدها لأديانها. فالكل يعتقد أن الأسلوب الذي يتبعه هو الأسلوب الوحيد الذي يجعله مقبولا عند ربه. وأن أي إنسان يفعل فعل آخر لا يكون مقبول منه. هذه الصورة التي تجعل الناس تتحارب وتتصارع بظن الدين وبظن أنها ترضي ربها يوم تبلغ عنه الأسلوب الذي يرضاه دون فهم ودون وعي أن هذه المعاني هي في قانون الفطرة وأن كل إنسان بهذا القانون هو يخضع للقانون بدون مسميات وبدون أن نطلق عليه أسماء أو أشكال أو ألوان وإنما هو القانون قبل أن نسميه وقبل أن نعرفه وقبل أن نعطيه شكلا أو صورة.

0.35

حديث الخميس 15-01-2004
السيد علي رافع

فنحن في عصرنا هذا وفي موقعنا الذي أوجدنا الله فيه نعيش في خضم أحداث كثيرة وفي ظل أفكار متباينة ومتصارعة في البلد الواحد وفي الثقافة الواحدة بالإضافة الى الثقافات المختلفة والحضارات المختلفة بين شد وجذب وبين فهم وفهم وبين تفسير وتفسير. نعيش عصرا غير مسبوق فجميع المجتمعات الآن تعرف بعضها بعضا الى حد كبير وتستطيع أن تقرأ ما في داخل كل مجتمع من صراعات ومن أفكار ومن حوارات ففي الغرب نجد أن هناك تيارات مختلفة في فهمها لهذه الحياة وفهمها لدينها ما بين أناس يرون في الدين أنه علاقة فقط بين الإنسان وربه ولا تطبيق له في حياتهم اليومية أو السلوكية أو المجتمعية وبين أناس آخرين يرون أن عليهم أن يحاربوا من أجل دينهم ويرون أن كل الأديان أو الحضارات الأخرى ما هي إلا صور باهتة متخلفة وهذا ما نراه بصورة أخرى في المجتمعات الأخرى أيضا في الدين الآخر فإذا وجدنا في المسيحية هناك المسحييين المتطرفين الذين يؤمنون بأفكار معينة من عودة المسيح ومن الصراع ومن المعركة القادمة ومن بناء الهيكل ومن كل هذه الأفكار والمفاهيم التي نقرأها وبين أناس كما ذكرنا لا يعنيهم هذا في قليل أو كثير إنما هم ينظرون الى دينهم بالصورة التي تروقهم والتي تربوا عليها في مجتمعاتهم في ظل أفكار معينة نفس الصورة موجودة في الجانب الإسلامي أو المسلم من أناس أيضا يرون أن هناك حتمية للصراع بين المسلمين وبين كل العالم الذي لا يؤمن بالإسلام بالصورة الشكلية الحرفية الموجودة لديهم وهناك أيضا أناس آخرين يرون غير ذلك حتى في المجتمع وفي المؤسسات الدينية كما يطلقون عليها ربما يجدوا أن هذا ليس مطلوبا وهذه سمة موجودة في الإنسان وموجودة في المجتمعات بصورة عامة أنها تحاول أن تعبر عن نفسها من خلال معتقداتها والإنسان يحاول دائما أن يفرض ما يعتقده على الآخرين بظن أن هذا هو الأفضل والأحسن والأقوم وكل إنسان يحاول ذلك سواء كان مسيحيا أو مسلما أو يهوديا أو في أي صورة أخرى هو عنده هذا الإحساس.

0.35

حديث الخميس 13-07-2000
السيد علي رافع

والواقع أن المباديء الأساسية والمفاهيم. نستطيع أن نتفق عليها جميعا بما أودع الله فينا من فطرة ومن صبغة. تجعلنا نميز بين الخبيث والطيب. ولكن الإختلاف كما نتذاكر دائما يجيء من تطبيق هذه المفاهيم في حياتنا اليومية وفي صورة معاملات وأمور نفعلها كل يوم في حياتنا وفي سلوكنا. فالعدل كقيمة وكمفهوم. نستطيع أن نتفق عليها. الكل يتفق أن العدل أفضل من الظلم. ولكن ما هو العدل الذي نطبقه. وهكذا في أمور كثيرة في حياتنا. لذلك نجد أن هناك ضرورة لوضع آلية في المجتمع يستطيع المجتمع من خلالها أن يجد أفضل تطبيق يرتضيه لهذه المفاهيم والقيم العليا. ومن هنا كان الأمر في دين الفطرة أو كانت الآلية في دين الفطرة هي الجماعة وهي التواصي بالحق والتواصي بالصبر. وهي الشورى وهي الإجماع. والرجوع الى الأفضل والأقوم والأحسن للمجتمع. لذلك فإن المفهوم بمفرده لا يقف دون أن يكون هناك تطبيق له من خلال جماعة. ومن خلال مجتمع تطبقه. أما إذا نظرنا الى المفاهيم على أنها أمور تطبيقية. وهنا يحدث الخلط. لأننا لن نجد. أننا نتكلم على مفهوم ونحن في أذهاننا تطبيق له. لذلك يقع الكثيرين في هذا الخطأ. حين يتكلمون عن أن الإسلام هو الحل أو أن يجب أن نكون مسلمين أو أن نطبق التشريع. التشريع فيه أمور كثيرة تدعو الى قيم والى معاني وفيه أمور كثيرة تحتاج الى أن يكون لنا مفهوم في تطبيقها وليس فيها في ذاتها.

0.34

حديث الخميس 25-11-2004
السيد علي رافع

ونحن نتذاكر دائما فيما يدور في أذهاننا من تساؤلات فيما يدور حولنا وفيما يثار حول ديننا وفيما يقوله الذين ينتسبون الى هذا الدين بأسمائهم وهم لهم وجهة نظر في قراءتهم وفي تفكيرهم وأي قراءة يمكن أن تدل على أمور متباينة حسب خلفية الإنسان وإدراكه وعقليته وقدرته فالطفل لا يستطيع أن يتقبل مستوى معين من المفهوم ومن المفاهيم. وكل إنسان له قدره وله إمكانياته لذلك نجد في كتب الفلاسفة حين يتكلمون عن معان معينة وأيضا في كتب الصوفية أنهم يركزون على أن ما يكتبونه ليس للعامة وإنما للخاصة فالعامة ربما تكون غاية مفهومهم في الدين أن يتعلموا كيف يتعاملون بأمانة وصدق في حياتهم في معاملاتهم المادية دون إدراك كيف يؤثر هذا البعد في قيامهم الروحي أو في إرتقائهم المعنوي وإنما لمجرد أن هذا التعامل هو لخيرهم دون أن يدركوا أكثر من ذلك. وربما تقف قدرتهم عند هذا الحد وعند أن يكونوا في علاقة بربهم بأن هذا هو المطلوب منهم بهذه الصورة وبهذا الشكل. وهذا هو المعنى السائد والخطاب السائد من علماء الدين في حديثهم للناس في بلدانهم وفي قراهم وفي نجوعهم يتحدثون نفس الحديث ونفس الكلام. هناك بُعد آخر لمن يريد أن يتفهم هذا الدين وحين تقول أن الإسلام هو دعوة للناس جميعا وللأمم جميعا وللأرض كلها إن الحديث يجب أن يختلف والخطاب يجب أن يكون أكثر عمقا ما يقبله الإنسان المتواحد في بيئة مسلمة وشب فيها ووجد فيها مفاهيم معينة وتقاليد معينة لا يتناسب هذا الحديث مع أناس آخرين ولدوا في بيئة أخرى وفي مجتمع آخر وفي تقاليد أخرى.

0.34

حديث الخميس 22-04-2004
السيد علي رافع

هذا معنى ها نجده في كثير من الأمور. وحين نتأمل في ما جاء به كل دين أو كل رسالة سماوية سوف نجد أن المعاني هدفها واحد ومقصودها واحد وإن إختلفت الصور التي يقوم بها المنتسبون الى كل رسالة في الحال الذي نشهده اليوم. ومن المهم أن نفرق بين الهدف وبين الوسيلة والتفريق هنا لا يعني أن ليس هناك إرتباط بينهما ولكن الإرتباط موجود ولكن ما نريد أن نقوله أن لا يجب أن تكون الوسيلة سببا في صراع أو في حرب أو في أي صورة من صور الصراع التي نشهدها الآن مثلا في العلاقة ما بين الأديان وبعضها البعض. لأن لو أدرك الإنسان سوف يتعلم كما نقول أن لكل إنسان على هذه الأرض له نفس الهدف وله نفس المقصود. سوف نجد أيضا هذا الأمر في كل المناحي الإجتماعية والإقتصادية التي نعيشها لا يختلف الناس في أن العدل هو أفضل من الظلم وأن التكافل أفضل من أن يكون هناك صراع على مصادر العيش دون أن يرحم الكبير الصغير أو القوي الضعيف أو الغني الفقير. يجب أن يكون هناك تكافل بين أفراد المجتمع ولكن ممكن أن نختلف في الوسائل التي نريد أن نحقق بها العدل في المجتمع.

0.34

خطبة الجمعه 25-01-2002
السيد علي رافع

إنا نتذاكر دائما كيف نكون على هذا الصراط المستقيم؟ كيف نكون من الذين يخشون ربهم؟. لا يكون ذلك إلا بأن نتعلم منهج ديننا. أو نقول أن نتعلم ديننا. لأن ديننا هو منهج. كما نتذاكر في ذلك دائماً. فالدين ليس شكلاً وليس صورة وليس جموداً وليس حركة وليس فكراً محددا. الدين منهج. الدين أسلوب حياة. وهناك فارق كبير بين أن يكون الدين منهجاً وبين أن يكون صورةً. فالمنهج هو أسلوب في تعاملك مع الحياة. هو أسلوب في تفهمك لآيات الله. هو أسلوب في تفهمك لأحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وقد قال العلماء قديماً وحديثاً أن آيات الله يمكن أن نفهمها بصور متعددة. وأنه لا يوجد مفهوم محدد لآية أو لحديث لأن هذا المفهوم لا يعلمه الا الله. إنما نحن نحاول أن نفهم وأن نتفهم هذه الآيات بما نستطيع من قدرات. لذلك فإننا كثيرا ما نفرق بين أن ينسب إنسان إلى مفهومه أنه هو المفهوم الوحيد وبين أن يكون هناك أكثر من مفهوم. إن كثيرا من الناس يعتقدون أن الدين محدد في الأشكال التي يقومون بها وفي الأقوال التي يتداولونها. بظن أن هناك مفهوما واحد لكل آية هم الذين فهموها وأدركوها. وكان هذا هو سبب الغلو في تاريخ مجتمعاتنا الإسلامية. أن بعض الناس ظنوا أنه بفهمه هو هذا هو الدين وأن كل ما يخالف ذلك ليس بدين. فأراد بظن الدين أن يفرض فكره وأسلوبه على الأخريين.

0.34

حديث الخميس 11-11-2004
السيد علي رافع

فنحن حين نرى اليوم الناس مثلا ونحن نرى مد نستطيع أن نقول مد ديني تقليدي في المجتمع يصلون صلاة القيام والتهجد وكثير من هذه المعاني وفي نفس الوقت نجد أن المجتمع ككل بيتجه الى أسفل كشكل عام كصورة عامة وكمثالية عامة نجد أن هناك خلل في المفهوم العام في معنى الدين وفي معنى علاقة الإنسان بربه وفي معنى كيف يكون متعاملا مع الله وكيف يكون مخلصا في عمله وفي إتقانه لعمله وفي خدمته لمجتمعه وفي مناحي الحياة المختلفة التي يتعرض لها هناك تصورات خاطئة أن إذا أكثر الإنسان من هذا الشكل من العبادة فسوف تفتح له أبواب الجنة بصورة أو بأخرى فهو يعبد الله وهو في عقله وفي قلبه دنيا يريد أن يصيبها ليس كل الناس وإنما هذا المفهوم تجده الى حد ما في شيوع هناك خلل في التفكير العام هناك طبعا من الناس من يدرك الحقيقة ومن يدرك ما هي العبادة الحقيقية إنما المفهوم الشائع للدين بين الأوساط المختلفة وأيضا فيمن يتحدثون بإسم الدين يروجون لهذه المقولات ولهذه الأحوال التي هي في واقع الأمر تهدم المفهوم الحقيقي لعلاقة الإنسان بربه ولعلاقة الإنسان وقيامه على هذه الأرض ولمعنى عبودية الإنسان لله ووجوده على هذا الكوكب من هنا نرى أن كل هذه العبادات وكل هذه المظاهر التي نراها لا تثمر بالصورة التي يرجى منها من أناس لهم قيم ولهم معاني وعندهم عقيدة في ظاهرهم كذلك لكن القلوب الله أعلم بها نحن في هذا الحال وفي هذا القيام نتجه الى الله أن يرفع هذه الغمة وأن يجعل منا أداة خير وسلام ورحمة لمجتمعنا ولبلدنا ولأمتنا ولأرضنا وأن يجعلنا أهلا لرحمته وأهلا لعلمه وحكمته وأن يغفر لنا إن نسينا أو أخطأنا وأن يقومنا إن غفلنا وأن يجعلنا من التائبين إليه الراجعين إليه المتوكلين إليه اللاجئين إليه الطارقين بابه السائلينه دائما الرحمة والرحمة والرحمة وأن يجمعنا دائما على الخير ويوفقنا الى الخير ويجعلنا أهلا للخير وأن يهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم وأن يوفقنا لما فيه خيرنا ولما فيه صلاحنا وأن يجمعنا في طريق الحق وفي طريق الحياة.

0.34

حديث الخميس 10-03-2011
السيد علي رافع

وفي نفس الوقت، نجد أننا في بعض المجتمعات، وفي مجتمعنا كأحد هذه المجتمعات، ربما يكون المجتمع قد أساء إلى أفراده، أو يكون بعض الأفراد في المجتمع، قد أساءوا إلى إخوانهم، في وطنهم وفي مجتمعهم، وهذا ما نعاني منه في هذا الوقت.

0.34

خطبة الجمعه 16-11-2007
السيد علي رافع

عباد الله: إن مجتمعنا يعيش في غيبوبةٍ بظن الدين ، أصبح الدين والحديث في الدين هو معطلٌ لحركته و معطلٌ لنموه ، وليس العبرة بما تقول ، ولكن العبرة بما تفعل وبالنتائج التي تصل إليها ، ولا يمكن أبداً أن نفصل بين حالنا في هذه الأرض وبين تطبيقنا لقانون الحياة الذي هو معنى الدين في واقع الأمر . حين ننظر إلى حالنا وإلى تخلفنا وإلى مشاكلنا ، وإلى أحوال الناس بيننا ، وإلى أخلاقيات الناس في مجتمعنا ، وإلى مفاهيمهم ، وإلى ضيق عقولهم ، وإلى ضيق قلوبهم ، وإلى قلة ضمائرهم ، وإلى ما يحدث حولنا ، لا نستطيع أن نقول أننا في دين وأننا في قانون الحياة ، وأننا في الاتجاه السليم والقويم ، وأن نفرق بين هذا الحال وبين معنى الدين ومعنى الحياة الآخرة ومعنى كسبنا في الله . إن هناك مشاكلٌ في مفهومنا لحياتنا ولقيامنا ولسلوكنا ولعلاقتنا بربنا ، وهذا ينعكس في كثيرٍ من الأمور على أحوالنا وعلى سلوكياتنا وعلى تناولنا لقضايا حياتنا.

0.34

حديث الخميس 08-06-2000
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا. ونحن في جمعنا هذا نحاول أن نتذاكر بما يجول بأذهاننا. وما نشهده في مجتمعنا وفي أرضنا من قدرة ومن ظواهر ومن تجليات مختلفة. في الطبيعة وفي الإنسان. في كل مجالات الحياة. لأننا ندرك أن ما يحدث على هذه الأرض في أي صورة من الصور هو رسالة من الحق للإنسان. "ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا". والحجاب هو القانون. وهو ما يحدث على هذه الأرض. فكل ما يحدث على هذه الأرض هو حديث من الله للإنسان. إذا كنا في هذا العصر نرى متغيرات كثيرة وأحداث متلاحقة. سواء كانت هذه الأحداث بكشوف علمية أو في أحداث سياسية أو في ظواهر طبيعية. فكل هذه الأمور هي إرهاصات وحديث عن التغيير الذي يجب أن يتغيره الإنسان. التغيير السريع الغير تقليدي. في المفهوم وفي الحركة وفي الإتجاه. وكما نتذاكر دائما أن هذه الأمور في ظاهر الحياة إنما هي تعبير أو توجيه للإنسان أن يتعمق في داخله بصورة أكثر دقة وأكثر تدبرا وتأملا وتفكرا. في معنى الحياة بالنسبة له. وفي معنى الدين بالنسبة له. وهذا هو المعنى الذي نشعر أننا نحتاجه اليوم. هو تغيير جذري في مفهوم الدين عند الإنسان.

0.34

حديث الخميس 25-11-2004
السيد علي رافع

لا يصح هذا الحديث ولا يكون مناسبا لدعوة شاملة لمجتمعات أخرى. وهذا ما نقوله دائما أن حتى بالنسبة للمجتمعات التي نعيش فيها هناك من الناس من يفكرون بصورة أعمق ويريدون أن يعرفوا أكثر وأن يتعمقوا أكثر وأن يقبلوا المعاني بصورة أعمق. هنا يجب أن يكون الخطاب مختلف وهذا كان الدور الذي يلعبه الفلاسفة والمتصوفة في قديم حين خاطبوا من يريدوا ذلك وسموهم بالخاصة. ونتيجة. هذه هي المشكلة التي يعيش فيها المجتمع أن هذه المفاهيم البعض يحاربها بنظرهم أو من وجهة نظرهم. إذا تُحدث بها الى العامة ربما أفسدتهم وربما لا يستطيعوا أن يتذوقوها ويدركوها كما يجب من هنا نجد في التاريخ كيف قتل الكثير من المتصوفة مثل الحلاج وغيره لأنهم تكلموا بأمور من جانب كانت هناك إستخدام لما ينطقوا به جعلتهم يكفرونهم ومن جانب آخر كانت هناك عوامل سياسية أيضاً يريدوا أن يتخلصوا منهم لأسباب أخرى من هنا بنجد أن المجتمع المسلم فيه نوع من أنواع التأخر الفكري نتيجة أن الحديث العام أو الخطاب العام يمنع الخطاب الخاص ولا يريد له أن ينتشر مع التنويه أن ربما أيضا من الجانب الآخر أن من يتحدثوا بالمعاني الأكثر عمقا عليهم أن يتوخوا الحذر في خطابهم حتى لا يسببوا البلبلة للناس وهذا في واقع الأمر ما نحاول في طريقنا وفي جمعنا أن نجد طريقا وسطا بين الفهم العميق للقضايا وبين الفهم البسيط الذي يفهمه الناس. نحن نتكلم دائما على أن كل إنسان يأخذ من الحديث بقدر أهليته ونتفق تماما أن مفهوم الدين السائد بصورته لا إعتراض عليه ولا نختلف معه وإنما هو صورة واضحة ومتواترة وفيها نوع من الإنتقال السليم من المصدر الحقي ومن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ولكن نريد أن نقول أن البعد المعرفي والبعد الحقيقي والبعد المعنوي لكل ما نقوم به علينا أن نتفكر به ونتفكر فيه بعض الشيء.

0.34

حديث الخميس 23-10-2003
السيد علي رافع

حين ننظر إلى المجتمعات بعض المجتمعات نجد إنها نتيجة مفاهيمها الخاطئة في صورة ما وفي شكل ما يحدث نوع من التخلي عن مفهوم العمل أو مفهوم النتيجة لهذا العمل وينحصر الدين وتنحصر الحياة في مجرد هذه الشكليات وهذه الصور. ثم نقول بعد ذلك أن الدين هو السبب في تخلف الشعوب. في بعض المقولات. وهو في الواقع كذلك إذا كنا ننظر له من هذه النظرة الخاطئة وكنا ننسب هذا للدين. المشكلة هي أن حين يتكلم كل إنسان عن الدين فهو يعتقد أن هذا هو الدين الحقيقي بالنسبة له. حتى إذا ظهر إنسان وتكلم في العالم عن مفاهيم حقية فسوف يقابله مجتمعه وأمته ومن ينتسبون اسماً إلى نفس المجال الذي يدعو له يحاربونه فيما يقول فيقول الآخرون أين هو الدين فالإسلام مثلاً إذا كنا نتكلم عن الإسلام ما تقولون أو ما يقوله الآخرون أو ما يقول جماعات معينة أو ما قال السلف وهنا في واقع الأمر مشكلة الإنسانية أو البشرية هي أنها تريد أن تنظر بنظرة أحادية فقط بينما أي مفهوم على هذه الأرض له زوايا مختلفة وله نوع من التفسيرات المختلفة من كل إنسان. والتباين وارد في كل ما هو قائم على هذه الأرض وهذا في واقع الأمر ما نتعلمه دائما في معنى الإختلاف وفي معنى التعدد في وجهات النظر وفي المفاهيم المختلفة وفي معنى ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا (13)(سورة الحجرات) (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (48)(سورة المائدة) .

0.34

حديث الخميس 17-02-2000
السيد علي رافع

حديثنا هو تواصل في الحق. وتواصي بالحق والصبر. حتى يساعدنا ذلك على التغلب على أنفسنا وظلامها. ويجعلنا قادرين أن نكون في قيام أفضل وفي وجود أحسن. فالإنسان في حاجة دائمة الى قوة تساعده على أن يرتقي الى أعلى وألا يتمسك بالدنيا وما فيها وأن يكون قاصدا وجه الله فيما يفعل وفيما فيه يتعامل فهذا هو المقصود من قيام الإنسان على هذه الأرض أن يكسب في الله وأن يرتقي في الله. ومع أننا نردد ذلك ونقول ذلك كثيرا إلا أن الإنسان في حاجة دائمة الى تذكير نفسه بذلك. لأنه إذا رجع الى نفسه وحاسب نفسه على ما هو قائم عليه فسوف يجد أنه بعيد بعدا كبيرا عن هذه المفاهيم أو عن مفهوم التعامل مع الله والمقصود وجه الله في كل ما يقوم به الإنسان. من هنا فعلى الإنسان أن يطلب العون ويطلب القوة. حتى يخرج من هذا الحال أو يقترب الى الأفضل والى الأقوم وإلى الأحسن في كل لحظة ولو بقدر قليل. وإنما يكون في تقدم عما كان عليه. وهذا هو ما يطلب أو ما يرشدنا إليه ديننا في كل ما أمرنا به في واقع الأمر. كل أمر من أمور الدين هي في الواقع لتساعدنا على ذلك.

0.34

خطبة الجمعه 26-08-1994
السيد علي رافع

إن دين الفطرة وقد حدثنا وعلمنا ويعلمنا وفقهنا ويفقهنا عن معنى وجودنا وعما أوجد الله بنا(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)دين الفطرة الذي حرر اللإسنان من أن يكون عبدا لدنيا أو عبدا لشكل أو لصورة وجعل العبودية لله الذي ليس كمثله شيء. دين الفطرة الذي يجذب إليه كل عاقل متفقه متأمل متدبر(ما شاد هذا الدين مشاد إلا جذبه)(هذاالدين القيم أوغل فيه برفق فالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى)دين العقل دين القلب دين الحياة. هذا الدين الذي هو منهج الحياة وقانون الحياة أكبر من أن يحده إنسان أو أن يضع إنسان نفسه قيما عليه إنما هو دين الناس جميعا كل يأخذ بقدره وكل يتعلم بقدره ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا فضل لإنسان على إنسان إلا بالحجة البالغة وإلا بالفهم المستقيم. ولكن بعض الناس يريدون أن يجعلوا من أنفسهم أوصياء على الناس جميعا ويتخذون من الدين سبيلا لذلك وهذا يجب أن نفرق بين أحداث الحياة وتاريخ البشرية وتاريخ الأديان وما حدث على هذه الأرض من أمور وبين ما قاله السابقون وبين ما هو ثابت بين أيدينا وبين ما يستنبطه البعض من كل ذلك وقد يكون هناك عالم حافظ لما حدث مرد لما كان وهذا دوره وبين عالم يستطيع أن يستنبط من هذه الأمور ويقيس عليها قياسا حقيقيا يصل في قياسه الى عمق الأمر ولبه لا الى صورته وشكله وهذا ما نعاني منه في مجتمعاتنا فليس كل حافظ قادرا على أن يستنبط مما يحفظه وأصبحت هناك جماعة في مجتمعاتنا تنصب من نفسها وصاية على ديننا وتعطي لنفسها هذا الحق بظاهر علم محفوظ وتضع بعد ذلك الصور والأشكال والأنماط التي يجب أن تتبع فتخلط ا لأمور وتجعل الذين يفكرون ويتأملون عن هذا ا لنمط يبعدون ولكل الأشكال يرفضون إلا من رحم الله وعرف كيف يفكر ويتأمل في أمر دينه بعيدا عن هذه الأشكال والصور والأنماط.

0.33

خطبة الجمعه 18-02-2005
السيد علي رافع

إنا في حاجة اليوم أن نبدأ بدء جديدا. إنا في حاجة كل يوم أن نبدأ بدء جديدا. إنا في حاجة كل يوم أن نهاجر من الظلام الى النور ومن الجهل الى المعرفة ومن الباطل الى الحق ومن البيئة الطالحة الى البيئة الصالحة. سواء كنا أفراد أو سواء كنا مجتمع. إن ما صلحت به بداية هذه الأمة ُتصلَح به اليوم إن إتبعت المنهج. والمنهج ليس صورة وإنما هو أسلوب حياة. إن الذين ينادون بالعودة الى الإسلام بشكله وظاهره دون إدراك للمعنى الذي صاحب الشكل والصورة هي دعوة في ظاهرها حق وإنما لا تصلح وإنما تسبب إشكالات كثيرة. لأن الهدف ليس في الصورة وإنما الهدف هو في المضمون وفي الإطار الذي حدثت فيه كل الأمور في بدايات هذه الأمة. إنا في حاجة الى علم حقيقي إنا في حاجة الى مسجد حقيقي. يكون فيه العلم حقا يكون فيه التوجيه حقا ويكون فيه تغيير القلوب وتغيير العقول وتطهير النفوس وتزكية الأرواح. يكون فيه الفكر منطلقا والقلب منشرحا يكون فيه القوة تدفع الأجساد الى العمل والى الجهاد والى الحركة والى التغيير والى التطوير والى البحث والإبتكار والخلق. لسنا في حاجة اليوم الى دعاوي تشغل الإنسان في أمور تافهة سطحية فيها إختلاف. إن قضية الإنسان الأولى هو في أن يحمل دعوة الى نفسه والى مجتمعه والى أرضه فيها معنى العدل. قد تكلمنا اليوم فقط على العدل. فالعدل أساس كل شيء. كما قال السابقون قد تصلح أمة وحاكمها فاسد ولكن فيها عدل ولا تصلح حاكمها صالح ولكن فيها ظلم.

0.33

خطبة الجمعه 24-06-2016
السيد علي رافع

وأنّ المجتمع الذي كان في المدينة في ذلك الوقت كان مجتمعاً يمثّل ما يجب أن يكون عليه المجتمع اليوم في أيّ مكانٍ على هذه الأرض، مجتمعٌ يعمل فيه النّاس وأفراد المجتمع جميعاً بصورةٍ متساوية، لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات، يعيشون في أمانٍ وفي سلامٍ ويحاولون أن يقيموا العدل، وأن يكون المجتمع مجتمعاً فيه تكافلٌ وفيه تعاونٌ وفيه كلّ شيءٍ يأخذ بيد كلّ فردٍ فيه إلى حياةٍ فاضلة.

0.33

حديث الخميس 19-02-2004
السيد علي رافع

وكما نتذاكر دائما في كل أمر نتعرض له وفي كل حادثة تحدث حولنا وفي كل مناسبة نتذاكرها نذكر أنفسنا بما فيها من معان وبما فيها من رسائل أراد الله أن نقرأها دائما في حياتنا على مر العصور في كل مكان نتواجد فيه أو في أي مكان يتواجد فيه الإنسان يتذكر حادثة معينة وذكرى معينة ليستفيد منها ويتعلم منها درسا في حياته وفي سلوكه. ونحن في هذا الوقت نتذكر الهجرة التي أؤرخ بها والتي هي فاصل بين حال وحال وبين مقام ومقام. وقبل الهجرة في مكة كانت الرسالة وكانت الدعوة تدعو الناس كأفراد أن يتأملوا ويتدبروا فيما يعتقدون وفيما هم عليه قائمون وفيما به يؤمنون أن يُعملوا عقولهم وأن ينقدوا حالهم وألا يتبعوا أمرا إلا إذا وجدوا فيه حقيقة يؤمنون بها ويعتقدون فيها دعوة عقيدة وفهم وإدراك دعوة أساسها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله هذه الشهادة كانت تخرج الإنسان في هذا الزمان من حال الى حال كان لها أثر على حياته وعلى سلوكه وعلى معاشه وعلى معاملاته. كانت الكلمات لها واقع يغير في حياة الإنسان وهذه رسالة يجب أن نقرأها فشهادة لا إله إلا الله الحقة تغير حال الإنسان من حال الى حال في هذا المجتمع الذي أنكر هذه الدعوة كان أن يشهد أن لا إله إلا الله يتغير حاله إذا كان عبدا بدأ يعذب وبدأ يقهر على أن يغير حاله وإذا كان حرا تغير سلوكه تغييرا كاملا وشاملا من حال الى حال.

0.33

خطبة الجمعه 23-11-2007
السيد علي رافع

عباد الله : إنَّا حين نتأمل فيما يحدث في مجتمعنا ، وما يدور من حديثٍ عن الدين وعلاقته بالمجتمع ، فإنَّا نجد أن هناك لبساً في المفاهيم ، في مفهوم الدين ، وفي مفهوم المجتمع ، وفي مفهوم كيف تكون هذه العلاقة بين الدين والمجتمع .. الدين كما نفهمه وكما نذاكر دائماً هو قانون الحياة . جاءت الرسالات السماوية ، والرسالات أيضاً الأرضية - للذين أنار الله قلوبهم - لتوضح هذه المعاني وهذا القانون .. فالدين ليس شيئاً مفروضاً بالقوة أو بالجبر ، وإنما هو كشفٌ للطريق الذي يجب أن يسلكه الإنسان ، والذي يصادف ما فيه من فطرةٍ سليمة .

0.33

حديث الخميس 01-05-2003
السيد علي رافع

حين نرى اليوم الناس. كل إنسان يريد أن يزج بالدين في الدنيا ويأخذ غلبة الدنيا بإسم الدين هذا في واقع الأمر نراه جليا الآن في صور مختلفة سواء في الشرق أو في الغرب. فالغرب يحارب أيضا بإسم الدين إن كان لا يقول ذلك صراحة إنما هناك من يعتقدون تمام الإعتقاد أنهم يؤدون رسالة دينية في حروبهم وأيضا حين يحاول البعض تأسيس مجتمع جديد أو حكم جديد فهم يعتقدون أن أفضل وسيلة للحكم هي حكم الدين ولهم تصور معين عن الدين وهذه حركات حصلت في منطقتنا بصور متعددة. مفهوم واحد بأن الدين هو الحل أن الإسلام هو الحل وأن ليرقى المجتمع وليزرق دون حساب عليه أن يتبع الدين بمفهومهم عن الدين وبتصورهم عن الدين وهذا في واقع الأمر هو أمر في حد ذاته من نظرتنا ومن تأملنا ومن تدبرنا لحال الإنسان. لأننا لا نستطيع أن نفصل الإنسان أو لا نفصل الدين عن مفهوم الإنسان فيه. فمن هنا بيتحول الدين الى إنسان ويتحول الدين الى مفهوم هذا الإنسان.

0.33

حديث الخميس 31-03-2005
السيد علي رافع

لذلك فنحن حين ننظر حولنا في مجتمعاتنا نجد ان هذا الامر في بعض الاحيان يغيب عن الناس في حركتهم وتكون مرجعيتهم كما قال الآخرون وما وصل اليه الآخرون دون ان يعملوا عقولهم كيف وصل هؤلاء الى ما وصلوا اليه وكيف قالوا بهذا القول وبهذا الراي فيما يقولون به وفيما يصدقون ومن هنا يبدأ الانسان في التقليد ويبدأ في الترديد وهذا أمر في كل الأحوال لا يؤدي الى صلاح ولا يؤدي الى فلاح. نحن نتكلم في عمومية. إنما إذا أردت أن تطبق سوف تجد كثير من الامور التي نراها في الساحة اليوم من قضايا معروضة هي لها جزء بسيط من هذه المشكلة التي نتحدث فيها أيا كان الإختلاف وايا كانت الآراء وأيا كانت الانقسامات ليس هناك رأي واحد كما نعلم جميعا وليس هناك قضية فيها منطق واحد أو فيها حق واحد او فيها حق مطلق إنما كل قضية يمكن ان نختلف في تناولها وفي رؤيتنا لها وهذه طبيعة البشر وطبيعة البشر ان يختلفوا والاختلاف هنا لا يعني ان انسان على حق والانسان الآخر على باطل وانما يعني ان كل انسان ينظر من زاوية معينة لهذا كان دائما الاختلاف هو رحمة للانسان وهو من سمات الوجود المادي الذي نعيشه والارض التي نعيشها أنها فيها اختلافات كثيرة وتنوعات كثيرة وهذا ما يجعل هناك حركة يجعلنا نتكلم ويجعلنا نتناقش ويجعلنا نتجادل ويجعلنا نقلب الامور في الأوجه المختلفة وهذا هو الهدف ونحن كما نقول دائما ليس الهدف ان تصل الى شكل محدد ولكن الهدف هو ان تكون مجتهدا وان تكون محاولا وان تكون باحثا عن الحقيقة وأن تكون هادفا إلى أن نعرف الحقيقة والحكمة ضالة المؤمن في دوام ولن نتوقف ابدا عن طلب معرفة الحق ولن نصل أبدا إلى نقطة نقول ان هذا هو الحق المطلق وإنما سنظل دائما نبحث عن ما هو احسن وعن ما هو افضل وعن ما هو اقوم ونعرف جميعا ان أي عالم في أي علم يدرك مدى جهله ويدرك انه لا يعرف الا القليل وان هناك الكثير الذي يجهله ونعرف أن كل جاهل يعتقد انه يعلم كل شيء وان الحق هو الذي يعلمه والذي يعرفه وليس هناك شيء آخر وكلما إزداد الانسان علما كلما شعر بجهله وشعر بافتقاره وشعر بحاجته الى ان يكون اكثر معرفة واكثر بحثا واكثر ادراكا ما يهمنا جميعا هو ان نجتهد وان نبحث وان نفكر وان ندعو الله وان نذكر الله وان نسير في طريق الأفضل والاقوم والاحسن كل خطوة يخطوها الانسان في جهاد وفي إجتهاد وفي طلب للعلم وفي طلب للمعرفة وفي جهاد لنفسه في محاولة لاصلاح ما فيه من ظلمات وفي محاولة لمساعدة الاخرين وفي محاولة لدعاء الله ولرجاء الله ولطلب الله ولاستغفار الله وللطمع في رحمة الله هي خطوة الى الامام ويجب الا يتوقف الانسان عن هذا أبدا.

0.32

حديث الخميس 08-02-2001
السيد علي رافع

من هنا ندرك أن معاني التعصب والمغالاة.. وأن الإنسان يظن أن بتعصبه هذا أنه يُكبِر دينه.. هذا مفهوم خاطيء.. لأن دينه هو دين الكل.. هو دين الجميع.. هو دين الإنسانية ودين البشرية هو دين الإنسان.. الإنسان في كل مكان هو مخاطَب في هذا الدين.. وفي كل بيئة وفي كل مجتمع هناك من يتابع دين الحق وهناك من ينحرف عن دين الحق.. في الهندوكية.. في الإسلام.. في المسيحية.. في اليهودية.. في البوذية.. في كل مجتمع هناك من صدَق في فهمه وتابع وهناك من إنحرف بفهمه عن الجادة.. ونجد في الهندوكية مثلا.. هناك من الفلاسفة الذين كتبوا وعرَّفوا عن حقائق الحياة.. من هؤلاء الذين لهم أصول في الديانة الهندوسية.. إلا أن حين ترى عموم الناس في هذه الديانة تجدهم في وثنية وفي سوء فهم للمفاهيم الدينية لديهم.. وتجد من بينهم من أدرك الحقائق وتكلم كلاما هو في واقع الأمر فيه كثير من المعاني الفطرية والمعاني الحقية التي تُكبِر الحقيقة المتعالية المتنزهة عن أي شكل وعن أي صورة.. وتعلِّم أن القضية هي قضية الإنسان في فهمه عن وجوده وعن نفسه وعن حياته وعن سلوكه.. وأن كل ما جاءت به الديانات من صور ومناسك وعبادات ما هي إلا وسائل ليعرف الإنسان عن نفسه ويعرّض نفسه لحقيقة الحياة ومعاني الحياة..

0.32

خطبة الجمعه 14-12-2001
السيد علي رافع

إن دين الفطرة هو في هذه المفاهيم الأساسية.. في معنى الإنسان في معنى وجوده في معنى علاقته بربه.. هذا هو الأساس الذي يبنى عليه.. وهذا هو أساس الدعوة للناس جميعا (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64) (سورة آل عمران).. دعوة الى السلام ودعوة الى توحيد هدف الإنسانية ودعوة الى حقوق الإنسان الروحية والمعنوية.. دعوة أن يعرف الإنسان حقوقه.. وأن يعرف واجباته.. ما يجب أن يقوم فيه وما يجب أن يسير عليه.. إنا في حاجة الى تغيير شامل لمفاهيمنا ولسلوكنا ولأقوالنا حتى نرجع الى الإسلام.. الإسلام دين الفطرة.. دين الحقيقة.. دين الوجود.. قانون الحياة.. دعوة كل الأنبياء وكل الرسل.. الدعوة الى حقيقة وجود الإنسان والى هدف وجود الإنسان على هذه الأرض..

0.32

خطبة الجمعه 03-12-1993
السيد علي رافع

نتجه الى الله ونتوكل ع لى الله إن سألنا سألناه وإن قصدنا قصدناه وإن توكلنا توكلنا عليه نسأله الخير كل الخير والحق كل الحق. تعلمنا أن الدعاء سبب من الأسباب وتعلمنا أن ننظر حولنا فندعو بالذي هو خير والذي هو أحسن. اللهم ونحن نرى الخير والحق في أن يستقيم الناس في سلوكهم وفي معاملاتهم يستقيم كل فرد في عمله وسلوكهخ يستقيم كل فرد في علاقاته ويعرف كل فرد حدوده فلا يعتدي (إن الله لا يحب المعتدين)ويصبح عقل الأمة عقلا رشيدا يعرف كيف ينظم الأمور ويسيرها وكيف يضع الحدود ويطبقها وكيف يعيش كل إنسان آمنا مجدا مجتهدا مع الله متعاملا في كل أعماله وأحواله فتكون أمته وسطا وأمته مثلا وقدوة. فهذه هي الدعوة الحقية اليوم دعوة علم ومعرفة دعوة كلمة صادقة دعوة حياة كريمة دعوة فهم مستقيم في أمور الحياة وفي وجود الإنسان على هذه الحياة لا تخبطا ولا جهلا وإنما علم ومعرفة وحجة قوية حجة الإسلام (هذا الدين القيم أوغل فيه برفق)(ما شاد هذا الدين مشاد إلا جذبه)بالعلم والحكمة وبالمثل والقدوة وبالذي هو أحسن والذي هو أفضل والذي هو خير فلا يجب أن نترك الجواهر وعظائم الأمور لنتكلم في صغائرها ولنجعل الدين ليس فيه إلا كل ما هو صغير ونفرغه من معانيه الحقية وقيمه المعنوية ويصبح الدين شكلا بلا جوهر وجسدا بلا قلب وبلا عقل نريد فهما مستقيما في عمق ال دين وأصوله في مفهوم الإنسان وقيامه في هدف الإنسان من وجوده وحياته وهذا هو حديث الأصول والجوهر والعقيدة التي هي الدعوة الحقية الى دين الإسلام لن يستمع إلينا أحد ونحن في هذه ا لصورة إنما سوف يستمع العالم أجمع يوم ننظم أنفسنا ونكون مجتمعا حقيا فيه الأحسن والأحسن في كل أمور حياتنا في معيشتنا وفي معاملاتنا وفي كل أحوالنا.

0.32

خطبة الجمعه 21-12-1990
السيد علي رافع

عباد الله.. نريد أن يتحول حديثنا الى قيام في الإنسان والى عمل في داخل الإنسان يصبح الإنسان قوة عاملة في طريق الخير والحياة لا نلتفت الى الأشكال والصور والأسماء إنما لنا الجوهر والمعنى الإنسان في كماله الإنسان في قادم أفضل وفي مستقبل أكرم وفي وجود أعظم.. دين الحق ودين الحياة.. نريد أن نكون في دين الحق ودين الحياة.. إن الإسلام هو دين الفطرة ودين الخير والجمال ودين المحبة والوئام ودين ما هو أحسن الدين الجامع لأنه يدعو الى الخير في كل حال ويدعو الى ما هو أحسن يخاطب الإنسان في كل مكان وزمان يخاطب الإنسان بما فيه من سر الله ومن نور الله ومن كرم الله لا يفرق ولا يصنف بدعو بالتي هي أحسن وبالذي هو أفضل وأكرم ولكن بعض الناس يصرون أن يقللوا من قيمة هذا الدين بجعله شكلا وندا وخصما وبديلا ويعتقدوا أنهم له يكبرون وهم ما عرفوا وما قدروا دينهم حق قدره فأكبروه وتعلموه دين الجب والحياة دين كل الناس دين أرسل للكافة رب العالمين أرسل للعالمين يخاطب الإنسان في نفسه وفي وجوده في خلجاته وسكناته وحركاته في أفعاله وأعماله في خواطره وهواجسه في كل حال يقوم فيه وفي كل قيام يسلكه يخاطبه يعلمه ويوجهه ويرشده الى ما هو أحسن وأفضل.

0.32

حديث الخميس 18-03-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا ويجعلنا دائما من الراجعين إليه والتائبين إليه والراغبين في أن نكون عبادا له صالحين وعلى ذكره مجتمعين فنحن نتعلم جميعا أن الهدف الرئيسي من هذا الجمع ومن التجمع على ذكر الله بوجه عام هو تقوية ما في الإنسان من معاني روحية وحقية ومعنوية ليتعرض أكثر لرحمات الله ونفحاته وليكون قادرا على مواصلة هذه الحياة دون يأس من رحمة الله والأمل في أن يكسب هذه الكرة وأن يكون أفضل وأن يكون أقوم لأن الإنسان على هذه الأرض معرض لإختبارات كثيرة (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)(سورة العنكبوت) الفتن في كل يوم وتزداد في أوقات ونحن نرى في هذا العصر فتن كثيرة بأشكال متعددة الإنسان وهو يبحث عن الحقيقة يبحث عن ما يجب أن يكون عليه في هذه الأرض هو بيرى أمورا كثيرة حسب حالته وإمكاناته وطاقاته وإستعداده بتكيف رؤيته في ما هي أهدافه وما هي مقاصده. إذا إنحرف الإنسان عن الطريق القويم إذا إنحرف عن التأمل في آلاء الله وفي آيات الله وفيما هو قائم فيه من حال ومن نعم ومن أسباب محكمة يراها في كل ما يحدث حوله في الطبيعة وفي نفسه وفي خلقته وفي تكوينه في مولده وفي مماته وفي حياته في الأرض وفي السماء وفي الجبال في كل أمر وفي كل ظاهرة وفي كل حال إذا إنحرف عن هذه الرؤية فهو يمكنه أن ينحرف تماما عن الهدف الأساسي من وجوده الى أن تكون نظرته هي نظرة ضيقة مرتبطة بجسده على هذه الأرض وبوجوده المادي عليها وبما يسعد هذا الجسد من شهوات ورغبات يريد أن يحققها على هذه الأرض.

0.32

خطبة الجمعه 20-04-2007
السيد علي رافع

فإذا نظرنا في تاريخنا كيف كان العرب قبل ظهور الإسلام ، وكيف أصبحوا بعد أن تربوا في مدرسة النبوة . تغييرٌ كبير ، وتغييرٌ سريع ، إذا عرفنا الأسلوب السليم والخطاب السديد الذي يمكن به أن نخاطب الناس ، إذا عرفنا هذا الخطاب فإنه يمكن أن يحدث تغييراً سريعاً في مجتمعاتنا ، ولكننا لا نعرف هذا الخطاب لأن هذا الخطاب في هذه المجتمعات اليوم وفي ظل هذه التراكمات قد يكون مستحيلاً لعقولنا ، إننا في حاجةٍ إلى قوةٍ روحيةٍ و معنويةٍ تساند هذه الخطاب حتى يمكن أن يحدث تأثيراً سريعاً بالغاً ، "فليس لها من دون الله كاشفاً" ، إننا اليوم في حاجةٍ إلى قوة الغيب ، إلى الاتجاه بالدعاء للغيب .

0.32

حديث الخميس 26-06-2003
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا وأن يجعلنا أهلا لعلمه وحكمته ولفضله ونعمته ولمغفرته ورحمته. نحن نتذاكر دائما في تأملاتنا فيما جاء به ديننا. وتأملاتنا أساسها هو المعنى الحقي المراد من الإنسان. وهدف وجود الإنسان. وهذه المعاني في واقع الأمر لا يتطرق إليها كثيرا في الخطاب الديني. لأن الدين حُصر في أمور شكلية تعبدية حركية جارحية في معظم عقول الناس. في عقول معظم الناس بمعنى أصح نجد أن الدين بالنسبة لهم محصور في هذا المعنى. لذلك حين يتكلموا عن الخطاب الديني وعن من يتكلم في الدين وعن من يدعو يحدث خلط كثير في هذا المفهوم حيث يصل الى العقول مباشرة حين نتكلم عن الدين الأحكام الفقهية والشرعية في الأمور الدنيوية وفي الأمور الحياتية. وهذه في واقع الأمر كما يقولون أدت الى من عرف هذه العلوم وهذه المعارف وهذه الأمور. لأن الناس والسلف تكلم في هذه الأمور كثير وهناك إجتهادات مختلفة ورؤى مختلفة للمصادر أو للمعنى الواحد أو للمصدر الواحد في مفهومهم له. هناك بعض أمور واضحة وهناك بعض أمور إجتهدوا فيها ليطبقوها في الواقع فهذه القضايا تحتاج مثل أي موضوع آخر أن يكون الإنسان على دراية بهذه الأمور وهذا أمر دائما نقول حين نتكلم في الدين إنما نتكلم في الدين فإننا نتكلم في الجانب الروحي وفي الجانب المعنوي نحن لا نتكلم في الأحكام الفقهية أو في الصور المختلفة للتطبيقات الدنيوية في أمور جاءت بها نصوص وأحكام معينة فهذه الأمور قتلت بحثا وهناك من هم مهتمون بذلك.

0.32

حديث الخميس 18-03-2004
السيد علي رافع

وبنجد أيضا من الفتن التي نتكلم عنها هو الخلط الموجود النهاردة في مفهوم الدين في إما دين يا إما مش دين مش معنى أن تكون في معنى الدين كإصلاح ونختلف من ناحية التطبيق دي مش واردة دي حاجة تجعل الإنسان يا إما إن هو يبقى في شكل دين بشكل معين.. أو إن هو يقولك أرفض الدين كله كده على بعضه وخليني في إتجاه آخر ده بيجعل الكثيرين من بعض الذين يفكروا إما أنهم يتركوا هذا الدين تماما ويبدأوا في إتجاه آخر ليس لهم علاقة بأي قيم معينة ممكن في هذه الحالة يفقد الروح الموجودة في الدين من معاني وأخلاق وقيم تساعده في حياته وآليات تساعده في حياته من الناحية الروحية وإما تجعل بعض الناس ينجذبوا الى الشكل الحرفي للدين وتجعلهم ينفصلوا عن الحياة وعن التفاعل معها بصدق والعطاء فيها بصدق يختلف المجتمع ينحرف عن الجادة ويصبح عالة على المجتمعات الأخرى بصورة أو بأخرى ده نتيجة أحادية النظر إن هي عايزة تفرض شكل واحد لتفسيرها هي ولا ترى أن يمكن أن يكون هناك أفكار كثيرة ومتعددة وأن الإنسان في النهاية كقيمة حقية هو الهدف وهو المقصود..

0.32

خطبة الجمعه 20-04-2007
السيد علي رافع

وإن كان على كل إنسانٍ أن يمارس خطاباً من خلال أسباب الحياة ، وأن يحاول بكل ما يستطيع من قوة ، فهذا مطلوبٌ في كل حال ، إلا أننا أيضا باستخدام عقولنا ، وبتحليل أوضاعنا ، وبإدراك أسباب حياتنا ، نرى أننا في حاجةٍ إلى قوةٍ غيبية تساند كل الجهود التي تبذل في حياتنا الأرضية لتغيير هذا الجهل الذي صرنا إليه ، والى هذا الظلام الذي أصبحنا عليه ، وإلى هذا المفهوم في الدين الذي يردد حولنا في كل وقت وفي كل حين ، ظلوماتٌ فوق ظلوماتٍ فوق ظلومات ، وجهلٌ فوق جهلٍ فوق جهل تراكمت على مر العصور دون أن يزيلها أحد ، ودون أن يكشفها أحد " لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ "[النجم 58].

0.32

حديث الخميس 25-03-2004
السيد علي رافع

حين ننظر الى الساحة حولنا والى المجتمع والى المفاهيم السائدة في قضايا أساسية مثل هذه القضايا نجد أن هناك لبس كثير ولغط في التفكير وفي القول فيما يجب أن يكون عليه الإنسان المسلم هناك من لا يفكر إطلاقا أو يعتقد أن كل الأمور واضحة وأن الدين هو فقط في أن ينفذ ما أُمر به تنفيذا حرفيا شكليا سواء كان هذا على المستوى الذاتي أو على المستوى المجتمعي من هنا بنجد في كثير من الأحيان يكون الانسان أداة في يد إنسان آخر ربما له فهم معين وهدف معين يريد أن يحققه من خلال هؤلاء الذين يؤمنون بقوله دون أن يفكروا هم ودون أن يؤمنوا هم في داخلهم وفي أحوالهم لذلك نقول دائما ليس هناك حكم عام في أي قضية وإنما الذي يعلم القلوب هو الله والذي يعلم النيات هو الله والذي يعلم الإستقامة في النيات هو الله هنا كل إنسان لا يعرف تماما ما يعنيه الإنسان الآخر وما في قلبه للإنسان الآخر لذلك فإن الإنسان على نفسه بصيرة وكل إنسان في واقع الأمر بالنسبة لوجوده هو المحاسٍب (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(14)( سورة الاسراء) من هنا كانت الحكمة الإلهية حين يحدثنا عن الإنسان ومحاسبته لنفسه في لحظة الفصل في قضيته بنجد التعبير القرآني والأحاديث يحدثنا عن كيف تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم.

0.32

حديث الخميس 30-09-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يجعل من جمعنا ومن ذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وتقوية عزائمنا وإنارة عقولنا فنحن دائما نبحث عن كل ما يقربنا الى الحق والى كل ما يجعلنا أفضل وأقوم وهذا هو ما تعلمناه في ديننا من مجاهدة أنفسنا ومن الدعاء والرجاء لأخذ قوة تساعدنا أن نسير في طريق الحق وفي طريق الفلاح ونحن نتذاكر دائما أن الدين ليس مجرد كلمات وليس مجرد شعارات وليس مجرد أشكال وصور إنما هو ممارسة فعلية لكل معنى جاء به في كل أمر أُمرنا إياه وفي كل نهي نهينا عنه الدين هو واقع الحياة وتفاعل الإنسان مع بيئته ومع مجتمعه ومع نفسه ومع قلبه وهذا ما نفتقده كمفهوم في مجتمعاتنا حين تفصل الدين عن الإنسان وترى أن الدين أمر بعيد عن الإنسان بمعنى أن الإنسان وهو ينفذ ما أمر به الدين كما لو أن هذا الأمر لا علاقة له بما يجب أن يفهمه أو يعقله أو يدركه أو أن ينبع من داخله إنما هو مفروض عليه من أعلى وهذا أمر فيه لبس في واقع الأمر لأن إذا نظرنا الى ما أمر به الدين في كل جزئية من الجزئيات وفي كل آية من الآيات وفي المعاني المختلفة التي جاءت لتعلم الإنسان عن نفسه لوجدنا أنها تفسر بعضها بعض من هنا لا يجب أن نأخذ مقولة منفصلة عن السياق الكلي وعن المعنى الكلي لهدف الإنسان في وجوده على هذه الأرض.

0.32

خطبة الجمعه 07-11-2003
السيد علي رافع

ورحمة الله هي أن تتنزل على الإنسان نفحات الله وتملأ وجوده بنور الله وتجعل عنده قوة تساعده على أن يعمل عملا صالحا. (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (8)(سورة فصلت) هذا هو الدين. هل أدركنا الدين كذلك؟ أم أدركناه غير ذلك وجعلنا من الطقوس أصناما نعبدها ومن الكلمات أوثانا نقدسها. ماذا فعلنا بديننا وبآيات الحق لنا وبرسالات السماء لنا؟ هل قمناها وعشناها ومارسناها بمفهوم عميق في معنى علاقة الإنسان بالله وفي معنى وجود الإنسان على هذه الأرض. إن من المفارقات العجيبة أن بعض الممارسات التي يمارسها من تركوا الدين كلية وإتجهوا الى الدنيا فيها بعض من الدين لأنها قامت على قانون الفطرة على ما يستسيغه الإنسان أنه الأحسن وأنه الأفضل وأن هناك من الذين في ظاهر أمرهم يتمسكون بالدين قاموا في أمور ليست من الدين في شئ بظن دين . فهل الدين هو الكلمات أم الدين هو الأفعال والقيام والسلوك والإستقامة. وهل يمنع الإنسان أن يقوم في عمل صالح مفيد للبشرية وللمجتمع بناء على فهم عميق في الدين. هل يستحيل ذلك. أم أن هو الأمر كذلك ولكننا نحن الذين فرطنا في ديننا بل جعلناه منفرا وليس ديننا فقط وليس الإسلام فقط وإنما الحال كذلك أيضا في كل الديانات وهناك في كل مجتمع الآن من يرفض هذا الشكل ويعتقد أنه برفضه هذا قد تخلص من الدين وإنما هو في الحقيقة قد تمسك بالدين ولكن دون أن يعلم ودون أن يعرف فهو في ضياع لأنه لا يعلم معنى حياته وإنما نظر الى أمور يستسيغها في عاجل أمره فتمسك بها والآخر الذي هو يظن أنه على دين ترك هذه الأمور بظن أنه مع الله وأنه رابح كل شيء.

0.32