خطبة الجمعه 07-10-1988
السيد علي رافع

نسأل الله دائما وأبدا أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل منه وسيلة لكسبنا لتقوية عزائمنا ولإحياء قلوبنا ولإنارة عقولنا. نسأله دائما أن يصحح لنا خطانا وأن يلهمنا ما فيه خيرنا وما فيه صلاحنا. (الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)(الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا)الجهاد والمجاهدة والسعي والعمل والتأمل والتدبر والتفكر الذكر الدائم كل هذه المعاني نخاطب بها في ديننا نخاطب بها في رسالة الحق لنا في كل رسالة حق بلغنا بها(قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم أنهم مخلوقون للحق والحياة وأنهم مكلفون أن ينظروا لما أودع الله فيهم ولما أوجد الله بهم ولما أفاض الله به عليهم في وجودهم وفي قيامهم قل لهم أنهم بوجودهم قادرون أن يغيروا ظلامهم وأن يحييوا قلوبهم قل لهم أنهم سر من أسرار الله وأن لهم مكانة خاصة بين الكائنات على هذه الحياة حملوا الأمانة وبلغوا الرسالة وملأ الله أرضهم برسالات الحق الدائمة الباقية فكانت أرضهم محلا لرسالات السماء ولرسل السماء تحدثوا بنور الحق عليها فملأوها نورا وقوة وحياة (الباقيات الصالحات)البذور الصالحة الكلمات المنيرة باقية باقية لمن طلبها ولمن أعد نفسه لها.

0.65

خطبة الجمعه 05-12-2003
السيد علي رافع

إن الذي يرفض الدين وشعائره في داخله ولا يرى في هذه الشعائر أي معنى ولكنه لا يستطيع أن يجهر بذلك فيقلد الناس في فعلهم ولكن في داخله عنده مشكلة أنه غير مؤمن بهذه الأمور لن يفيده التقليد في شئ وإنما عليه أن يتعلم أن يحل مشكلته أولا من داخله وإنه إذا كان يقوم في ظاهر أمره لأنه غير مطمئن تماما لما في داخله من أفكار ووساوس فإن هذا يجب أن يكون عونا له أن يتغير من داخله أيضا فإذا صلى لأنه يؤمن بأن ربما يكون في داخله الشيطان ووساوسه فعليه أن يستعين في صلاته على هذا الشيطان الرجيم وعلى هذه الوساوس عليه أن يبحث عن الحقيقة لا نقول بأن يتوقف عن عبادته وإنما تكون عباداته عونا له على أن يخرج من شكه وأن يخرج من جهله فهذا هو دور العبادات وليس دور العبادات أن يكون الإنسان قائما فيها بظاهره وإنما أن تكون وسيلة للدعاء الدائم والمستمر بأن يعين الله الإنسان على التخلص من معنى الظلام فيه.

0.55

خطبة الجمعه 24-02-1989
السيد علي رافع

هذا الحال الذي نراه للإنسان على أرضه ذاته تميل الى الظلام بما فيها وجوهره يميل الى الحق وأن يؤدي المهمة التي كلف بها بأمانة الحياة التي وهبها الله له والعزيز الحكيم الذي قدر كل هذا لا يترك الإنسان في هذه الحال فقد أوجد فيه بخلقته ما يستطيع به أن يوجه هذه الذات وأن يملك أمرها فيرسل له رسل السماء ورسالات السماء لتعلمه عن حاضره لتعلمه عن حاله لتجيب له عن تساؤلاته لتوجد حلا لمشكلته.. فتجيء رسالات السماء لتعلم الإنسان كيف يسيطر على ذاته وكيف يملك أمر نفسه وأن نفسه بما فيها ليست شرا كل الشر وإنما هي مخلوقة كذلك لحكمة نتعلمها وندركها يوم يعلمنا إياها رسول الحق والحياة (كان لي شيطان ولكن الله أعانني عليه فأسلم فهو لا يأمرني إلا بخير)(الملك من ملك نفسه)فنتعلم ف يحاضرنا عن قضيتنا(قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم أنهم مخلوقون للحياة وليسوا مخلوقين للفناء قل لهم أنهم أكبر من هذه الذات قل لهم أن هذه الذات هي جلباب يرتدوه اليوم على هذه الأرض ليؤدوا به دورا وليكسبوا من خلاله أمرا وعليهم أن يرعوه لأن له دور على هذه الأرض يؤدونه من خلاله(إن لبدنك عليك حق)..

0.35

خطبة الجمعه 23-02-1973
السيد علي رافع

إن هذا الفهم ليس بجديد فرسالة الإسلام رسالة الفطرة رسالة الحياة علمتنا ذلك في فعلها وفي أحداث الحياة بها.. مكبرة من شأن الإنسان يوم يصدق في طريق دينه وفي طريق الحق له.. قل لهم في أنفسهم قولا بليغا.. ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان..

0.33

خطبة الجمعه 25-03-1988
السيد علي رافع

إن فيك أسرار كثيرة وفيك كنوز دفينة فيك الكثير والكثير فيك النور والحقيقة فيك الحياة فيك سر الله فيك نور الله فيك أمانة الحياة فيك رسالة الحياة فيك رسول الله.. (قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم أنهم بما أودعت فيهم يستطيعون أن يخرجوا من دائرة ظلامهم وأن ينطلقوا في دوائر الحق عارجين مجددين مسلمين مؤمنين محسنين قل لهم أنهم بعلمهم يحيون وبجهادهم يبقون عليهم أن يبذلوا الجهد والعمل وألا يكلوا ولا يتعبوا ولا ييأسوا في رحمة الله طامعين.. وفي طريقه مجاهدين.. قل لهم أنهم للحق مخلوقين فيهم بذرة الحياة الدائمة فيهم سر الله الباقي قل لهم أن تقديرهم لله هو في تقديرهم لما أودع الله فيهم وأنهم عليهم أن يبدأوا بما أودع الله فيهم فينموه ويستعملوه ويستخدموه حتى ينموا وينموا ويكبر ويكبر..

0.33

خطبة الجمعه 22-07-1983
السيد علي رافع

يعلمنا أن القضية في الإنسان حمل الأمانة قل لهم في أنفسهم قولا بليغا قل لهم إنما أنا بشر مثلكم قل لهم أنتم وإن كنتم في بعد عن معنى الحق فيكم فأنا وقد عرفت الحق في لكم من الله ما لي قل لهم إتبعوني يحببكم الله ودركهم أنهم وإن كان لهم من الله ما كان لمعنى الحق فيهم إلا أنه بقيامه اليوم ليس على صورتهم وليس على هيأتهم (لست على هيأتكم لست على صورتكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني)ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله.. بشر ولا تنفر.. يسر ولا تعسر.. سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى إن الله يهدي من يشاء.

0.31

خطبة الجمعه 19-08-1977
السيد علي رافع

إن الإنسان هو وحدة هذا الكون ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان.. إن الرسالة في دوام في دوام للإنسان.. وإن الهدى في دوام للإنسان.. {قل لهم في أنفسهم} وهم معنى الإنسان {قولا بليغا} قل لهم أنهم للحق خلقوا وأنه لمقصود وجعه ربهم تواجدوا.. وأنهم ملاقوا ربهم إذا أرادوا وطلبوا.. قل لهم أ، يتجهوا الى الحق في أعماقهم.. والى النور بين جوانحهم والى طريق الحياة أمامهم.. قل لهم ليقدروا وجودهم وليعرفوا قيامهم يقدروا بيئتهم وشريعتهم يقدروا ما أعطى الله لهم.. أعطاهم فأجزل العطاء ووهبهم فغمرهم بعطائه..

0.31

خطبة الجمعه 13-03-1992
السيد علي رافع

قضية الإنسان الدائمة أن يكون خالصا لله، وأن يكون عبدا لله. وعلينا أن نتذكر فى هذا الشهر هذه المعانى. معانى الحياة. معانى أن الإنسان هو قيام حقى، وليس مجرد جسد يعيش على هذه الأرض إلى فناء؛ وإنما هو قيام معنوى روحى حقى، فيه سر من أسرار الله، فيه نور الله، فيه رسالة الحياة. كل إنسان بفطرة الحياة التى فطره الله عليها، فيه الرسالة، فيه الأمانة، انعكس البصر إلى داخله، واتجه إلى قلبه، واتجه إلى فطرة الله التى فطره عليها وإلى صبغته التى صبغه بها، ووجد توجيه السماء له ورسالة السماء.

0.3

خطبة الجمعه 23-12-1983
السيد علي رافع

إن دين الفطرة يعلمنا أن أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن قل لهم في أنفسهم قولا بليغا قل لهم أنهم للحق مخلوقين وأنهم للنور مطلوبين وأنهم لمعاني الحياة مختارين وأنهم لو أدركوا دينهم ولو تأملوا في قيامهم لعرفوا أن الدين أقرب إليهم من كل شيء وأن أوامر الدين إنما تكشف لهم ما هو باطن في أعماقهم من رغبة في الحق ومن طلب للحق.

0.3

خطبة الجمعه 23-11-1989
السيد علي رافع

إن الإنسان في حاجة لأن يكشف له ما هو عليه من حال وما هو فيه من قيام إنه في حاجة أن يتعلم عن نفسه وعن صفاته وعن قدراته وعن إمكاناته وهذا هو الدين الدين يعلم الإنسان عما هو فيه وعما هو عليه (قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم من هم وكيف هم والى من هم. إن فيهم معنى الحياة وفيهم معنى الوجود وفيهم معنى الحق وفيهم سر الحياة فيهم أمانة الحياة قل لهم أنهم يقدرون يوم يعملوا ما أعطاهم الله من قدرات في وجودهم قادرون أن يغيروا أنفسهم(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)وقل لهم أن هذا لا يعني أن قدراتهم لانهائية لأن هناك من هو أقدر فإن كانت قدراتهم تنمو بلا حد فهناك دائما من هو أقدر أن يجعلهم لا يعلمون ولا يعملون ولا يقدرون ولا تجعلهم قدرتهم وعلمهم لا تجعلهم يظنوا انهم ليس لهم أكبر وليس هناك أقدر إنما يقوموا في إتزان بين ما يقدروا عليه وبين إيمانهم بالأكبر والأقدر.

0.29

حديث الخميس 06-05-2004
السيد علي رافع

فمولد الرسول عليه الصلاة والسلام علي هذه الأرض كان بداية لتعليم الإنسان قضية الإسلام وقضية الإنسان. وكما نقول دائما أن كل الرسالات السماوية هي تهدف الى معنى واحد والى هدف واحد ولكن لا يعني هذا أن ليس لكل رسالة خصوصيتها أو المعنى الذي حاءت به للبشرية من هنا ندرك أن الإسلام وهو يخاطب الناس جميعا يخاطبهم بمعاني الفطرة فيهم يخاطبهم أن يتعلموا من هذه الفطرة التي يعيشوها ومن هذه الحياة التي يقوموها. كانت رسالة الإسلام هي تركيز على الإنسان وعلى قيمته وعلى ما أودع الله فيه من سره. (ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان) (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ (72)(سورة الاحزاب) الإنسان هنا بوجوده البشري بصورته البشرية بقيامه المادي. له دور عليه أن يؤديه على هذه الأرض لا يمنعه هذا القيام المادي من أن يكسب روحيا ومعنويا لذلك كان التوجيه النبوي للإنسان أن يعمل أن يفطر وأن يصوم أن يصلي وان ينتشر في الأرض أن يتحرك على هذه الأرض لا لأن الصلاة يجب ألا تشغله عن تعمير الأرض للأرض فقط ولكن لأن إنتشاره في الأرض يكسبه في الله أولا وعمله على الأرض يرقيه في الله لو أحسن. فعمله عبادة. ومعاملته عبادة. هنا كان الإسلام في جزئية من جزئيات الحياة له رسالة فيها له رسالة في النواحي الإجتماعية له رسالة في النواحي الإقتصادية له رسالة في النواحي السياسية.

0.29

خطبة الجمعه 24-12-2004
السيد علي رافع

هكذا الأمر كذلك في حياتنا الروحية والحقية ولا يستطيع إنسان أن يدعي أنه يعلم القانون الحقي علما مطلقا ويقينيا وهذا من مستلزمات الوجود على الأرض أنه في حجاب من ظلام ومن ثم فليس أمام الإنسان إلا أن يحاول أن يكتشف هذا القانون وأن يتعلمه مما جاءت به الرسالات السماوية و يحاول دائما أن يتفق معه وهذا أمر لا بد منه فإذا وجد سلوكه وفهمه طريقا الى الصواب والى الإتفاق مع الجانب الذي يحييه حيا ونجا وإذا لم يصادف ذلك فسوف يكون له آثاره عليه بقدر ما يعتقده وبقدر ما يمارسه هذا أمر أساسي في سلوك الإنسان على هذه الأرض وليس أمام الإنسان إلا أن يجتهد وإلا أن يحاول وإلا أن يتعلم وإلا أن يقبل أن يتغير وإلا أن يقرأ ويتدبر ويتأمل وأن يدعو الله أن يوفقه أن يكون ما يصل إليه منسجما مع قانون الحياة وأن يحيا وأن يقوم في معنى العبودية لله الصالحة. وهو في ذلك في خشية من الله {(28) إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء (سورة فاطر ) } (أنا أقربكم من الله وأخوفكم منه) هكذا نتعلم وليس أمامنا إلا أن نحاول وإلا أن نختار وإلا أن نجاهد وإلا أن نجتهد وإلا نتدبر وإلا لنتعلم وليس أمامنا إلا كل ذلك وأن ندعو الله قبل كل شيء الى ما فيه نجاتنا والى ما فيه فلاحنا اللهم وهذا حالنا لا يخفى عليك تعلم ما بنا وتعلم ما عليه الناس حولنا اللهم فاكشف الغمة عنا وعن بلدنا وعن أرضنا اللهم إدفع عنا شرور أنفسنا وشرور الأشرار من حولنا اللهم إجعلنا لك خالصين لوجهك قاصدين معك متعاملين عندك محتسبين اللهم ألف بين قلوبنا اللهم إحيي قلوبنا اللهم ألف بين أرواحنا اللهم طهر أرواحنا اللهم زكي نفوسنا اللهم أثلج صدورنا اللهم كن لنا في الصغير والكبير من شأننا اللهم كن لنا فيما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم اللهم إرحمنا واغفر لنا واعفو.

0.29

خطبة عيد الفطر W0-70-62000
السيد علي رافع

نمسك الآية حتة حتة. "قل من رب السماوات والأرض". هنا أول قل. يقولك فيه خمس قل في هذه الآية. هنا زي ما الإشارة بيجيء بعدها معنى غيبي. لأن لو نظرنا إن الإنسان بيخاطب إنسان أو التوجيه للرسول عليه الصلاة والسلام مثلا في مخاطبة الناس. الناس فيها سر الله وفيها فطرة الله. فيه أشياء لا يمكن إدراكها بالإحساس الطبيعي الظاهري المادي. وإنما يمكن إدراكها بمخاطبة الفطرة في الإنسان وسر الله في الإنسان. هذه هي الأمور الغيبية. هذا هو الإيمان بالغيب. فلما ييجي التوجيه للرسول عليه الصلاة والسلام يقول له معنى حقي يقول له "قل" ويخاطب الناس "من رب السماوات والأرض" دي أول خطوة. لإنه بيخاطب ما فيهم من سر الله بيقول لهم إبدأوا فكروا بالمعنى الغيبي اللي فيكم وتساؤلوا "من رب السماوات والأرض". تأملوا في هذه السماوات والأرض. بما فيكم من فطرة سليمة ده التوجيه الأول. وبعدين هنا "قل الله" زي ما بيقول"قل هو الله أحد" قل الله. إنت كده لما تقول لهم قل الله يبقى إنت هنا بتخاطب معنى الفطرة فيهم أيضا وسر الله فيهم. اللي هم ها يتعارفوا عليه لو قلت لهم الله بفطرة الله فيك لفطرة الله فيهم. ها يفهموا. فإنت هنا بتذكر ما فيهم من فطرة ومن سر. هنا "إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين" إذن فيه السر موجود فيهم.

0.28

حديث الخميس 02-01-2003
السيد علي رافع

يعني ممكن أن ينفعل في لحظة أخرى بمعنى آخر وبحال آخر فهنا يعبر عن صدق الإنسان هو المرجعية التي نقول أن هذا الفعل فيه إستقامة أو فيه عدم إستقامة وليس الفعل في حد ذاته. إذا كان الدعاء بترديد بلسان دون أن يكون له أساس من الداخل وإحساس بأن شيء يريد هو أن يتحقق من داخله وينفعل به يصبح لا قيمة لهذا الدعاء. إذا كان كذلك هو بيفعل الفعل في ظاهر أمره لمجرد الفعل دون أن يكون له مرجعية من داخله أنه يرى فيه أنه الخير وأنه الحق وأنه يؤدي بذلك دور في الحياة هذا الفعل لا قيمة له. إذاً ما يصبغ على الفعل وما يصبغ على الدعاء وما يصبغ على العبادة صدقها وقيمتها ويجعلها تعاملا مع الله هو أن تكون صادرة من إنفعال في الله وبالله من داخل الإنسان ومما يرى الإنسان أنه الخير وأنه الحق من هنا نعلم ونتعلم كيف أن يكون الله في داخل الإنسان وليس الله في خارج الإنسان بمعنى أن يتصور الإنسان أن هناك معنى خارجي عنه بيفرض عليه الأفعال وإنما هو في واقع الأمر معنى أنك في علاقة صادقة مع الله أنك تشعر بالله في وجودك وفي حالك وفي قيامك لأن إنفعالك بالحق من داخلك هو المرجعية هو إرادة الله فيك وإرادة الله بك ولن تستطيع أن تكون صادقا غير ذلك. لأن لا يتصور الإنسان جدلا وقال أن في داخلي إنفعال بالخطأ ولكن حتى أرضي الله أنا أفعل الصواب. هذه الإذدواجية القائمة لن تنتج فعلا صائبا ولا عملا صالحا وإنما سوف تنتج مجرد حركة في هذا الكون لا قيمة لها فقاعة وتنتهي لأن ليس لها أساس وليس لها مرجعية حقية في داخل الإنسان ولا يستطيع الإنسان أن يستمر كثيرا في هذه الإزدواجية.

0.28

خطبة الجمعه 30-10-1987
السيد علي رافع

هذا ما تعلمناه في ديننا وما تعلمناه في حديث الحق لنا(قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم في وجودهم أنهم للحق مخلوقين وأنهم اليّ راجعين(يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)(يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك)يا أيها الإنسان إنك مخلوق للحياة(خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب)هذه المعاني عرفناها وأدركناها في ديننا ولكن الناس عنها غافلين ولها غير مقدرين ينظرون دوما الى خارجهم ولا يقدرون ما أودع الله فيهم من سر الحياة ومن سر الوجود والنجاة.

0.28

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.28

خطبة الجمعه 15-12-1989
السيد علي رافع

إن قضية الإنسان هي قضية الحياة.. قضية الوجود.. الإنسان الذي هو ظهور لحكمة الحياة ولقانون الحياة(ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)علينا أن نبحث عن أنفسنا ونفتش في وجودنا عن سر الحياة بنا(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)إن دين الفطرة يوجهنا أن نتجه الى قلوبنا وأن نبحث في وجودنا عن سر الحياة وعن معنى الحياة(قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم ما يمكن أني فعلوه وما يمكن أن يكونوه يوم يتجهوا الى معاني الحق فيهم ويوم يذكرون الله كثيرا في وجودهم وفي قيامهم(عبدي أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون)(خلقتك لنفسي ولتصنع على عيني)خلقتك لتكون عبدا صالحا وأكبر وأشرف صفة لك أن تكون لله صالحا وأن تكون قياما لله صادقا.

0.28

خطبة الجمعه 29-10-2004
السيد علي رافع

ما أردنا أن نقوله اليوم هو أن الدين حي متفاعل مع الإنسان إن على الإنسان أن يستقبل آيات الله بما فيه من فطرة سليمة ليتفاعل معها وليتساءل عن كنهها ومغزاها. {(59) الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (سورة الفرقان )} لا يجب أن يتجمد عند شكل أو صورة إنما عليه أن يتعمق في كل كلمة أُمر بها وفي كل فعل وجه إليه وفي كل أمر نهي عنه. وأن يتعلم أن العبادات هي رسائل من الله له يقرأها على فطرته كل يوم وفي كل عبادة يقوم بها لتساعده أن يشق طريقه في هذه الحياة المظلمة عليه أن يتفاعل مع كل صلاة وأن يتفاعل مع كل عبادة يتفاعل مع صومه فيظل قارئا لمعنى الصوم في كل لحظات صومه حتى يستقر في وجدانه هذا المعنى فيصبح صائما دائما في كل حياته يصبح أهلا لرحمات الله ونفحاته إن كل معاملة على هذه الأرض هي عبادة ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمله أن يتقنه) والعمل عبادة. كل عمل على هذه الأرض يمكن أن يكون كسبا للإنسان في الله ويمكن أن يكون كسبا للإنسان في الدنيا لمجرد الدنيا {(1) قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (2) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (سورة الكافرون)} يا من تعبدون الدنيا أنا لا أعبدها هكذا نتعلم في ديننا أن نكون في عبادة لله دائمة في كل أعمالنا وفي كل أحوالنا نرجو أن نكون كذلك وإن إذا كنا نذكر أنفسنا بذلك فأملنا أن نقوم حقا في هذا الأمر وما ذكرنا وما عباداتنا وما مجاهدتنا إلا أن يتحول هذا الى سلوك نسلكه والى قيام نقومه وما ترديدنا لهذه المعاني إلا لترسيخها في أذهاننا وإلا لترسيخها في وجداننا حتى تكون جزء في وجداننا وأن تصبح كل حياتنا في الله و في كسب الله وفي طريق الله.

0.28

خطبة الجمعه 09-11-1990
السيد علي رافع

إن الإسلام وهو دين البشرسية منذ أن خلقها الله كقانون الحياة هو دين أكبر من الأسماء والصور وأكبر من الأشكال والألوان دين العالمين. إن أي باحث بحق يوم يرجع الى مصادر هذا الدين والى ما فيه من عمق يجد أن يخاطب الإنسان في أي مكان وزمان وأنه يتكلم عن القلوب قبل أن يتكلم عن الأجساد ويتكلم عن النوايا قبل أن يتكلم عن الأفعال ويتكلم عن العقيدة وعن فهم الإنسان عن وجوده وحياته قبل أن يتكلم عما يفعل الإنسان من أفعال في ظاهر حياته. إنه حديث موجه لكل إنسان في أي ملة كان وفي أي جنس كان وعلى أي صورة كان(قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم أنهم يحملون أمانة الحياة قبل لهم أن فيهم سر الحياة وأن بهم نور الحياة وروح الحياة قل لهم أنهم بمعنى الإنسان فيهم قادرون على أن يكونوا أفضل ويكونوا أقوم أيا كانت بيئتهم وأيا كانت حضارتهم وثقافتهم وأيا كان دينهم وعلمهم كل هذا لا يهم ما يهم أن يتجهوا الى قلوبهم وأن يتأملوا فيما بين أيديهم وأن يصدقوا فيما يصل إليهم من نتائج وأن يعملوا قلوبهم وعقولهم ويتحروا الحق في أي مكان يجدوه يتبعوه(الحكمة ضالة المؤمن)لا مفاضلة ولا مفاخرة وإنما تواصي بالحق والصبر(يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا) ومن هنا كانت قيم الدين بعمثها وبإنسجامها مع فطرة الإنسان.. تشد الإنسان الى حظيرة افيمان(ما شاد هذا الدين مشاد إلا جذبه)لأنه يتحدث بما في الإنسان.

0.28

حديث الخميس 08-11-2001
السيد علي رافع

من هنا بندرك إن.. إذا أدرك الناس أن لهم دور في هذا الكون وأن لهم رسالة على هذا الأرض وأن لهم رسالة على هذه الأرض وأن عليهم أن يحسنوا فيما يقومون عليه.. هذا هو أساس الدين وهذا هو أساس العقيدة.. بعد ذلك ما يجيء من صور العبادات والمعاملات.. هذه أمور تفصيلية بتوضح قضايا فرعية.. وبتوضح أمور إشارية بتعلّم الإنسان أكثر في معاني حياته لها دورها ولها رسالتها التي تحملها والإنسان الذي يقرأ سوف يقرأ فيها الكثير.. الذي لا يريد أن يقرأ فهذا شأنه ولن يستفيد منها ولن يتعلم من خلالها..

0.28

خطبة الجمعه 10-07-1992
السيد علي رافع

أن دين الفطرة جاء ليعلم الإنسان أن رسالة السماء دائما فيه، بما أودع الله فى الإنسان من أمانة الحياة، وأن جميع ما جاءت به الأديان والرسالات السماوية، جاء ليعين الإنسان أن يدرك ماهية نفسه، وقيامه ووجوده، ولكن ليدرك ذلك، عليه أن يُعمل ما أودع الله فيه من سره، فهو لا يستطيع أن يقوم فى مقاصد الدين إلا بأن يتفهمها ويتأملها، ويعيشها ويقومها، لا بأن يتلقاها تلقٍى ظاهرى، ويؤديها تأدية ظاهرية، دون أن يتفاعل بها ومعها، وهذا ما ندركه جميعا فى أى علم من علوم الدنيا.

0.28

حديث الخميس 14-01-1999
السيد علي رافع

فنحن دائما نلجأ الى الله ونستعين بالله أن يُلهمنا وأن يُرشدنا وأن يوجهنا الى الصلاح والفلاح، وإنْ لم يهدِنا ربنا لنكو نن من الضالين، فهذا قانون دائم على هذه الأرض، أن الهداية من عند الله والتوفيق من عند الله، وأن الإنسان يحاول ويجاهد حتى يكون أهلا لهذه الهداية ولهذا التوفيق، وهذا ما تشير إليه ليلة القدر، وأن هذه الليلة هي رمز لإصطفاء الله ولرحمات الله التي تصيب من هو أهل لها، "ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر"، وهي مرتبطة بوجود الإنسان في حجاب من ظلام، وفي أن يكون قد آمن وعمل صالحا وهو في هذا الحجاب، ومن هنا كان معنى "سلام هي حتى مطلع الفجر" ومعنى أنها ليلة، لأن الإنسان في الليل. يرمز الليل إلي قيام الإنسان في حجاب من ظلمة، والنهار يرمز الى قيام الإنسان في نور وفي رؤية، فالإنسان على هذه الأرض ووجوده على هذه الأرض ككل، هو في حجاب من ظلام إلا يوم يخرج من هذا الحجاب بأن يحقق رسالته على هذه الأرض، ويصبح في حال آخر حتى وهو قائم عليها بذاته، وهذا معنى موتوا قبل أن تموتوا، أن الإنسان الذي عرف كيف يخرج من هذه الأرض قبل أن يخرج بذاته بظاهرة الموت الطبيعي، يكون في عالم آخر وهو قائم على هذه الأرض، وفي نفس الوقت يمكن أن يكون إنسان يموت من الناحية الطبيعية، ولكن هو لم يخرج من هذه الأرض بعد، وهذا في الروحية يطلقوا علي هذا الحال بعدم الإفاقة والتمسك بالأرض وما الى ذلك ، وعلى الجانب الآخر الصوفية وأولياء الله الصالحين وعباد الله الذين كسبوا معنى العبودية لله، يكونوا على هذه الأرض بأجسادهم ولكن هم في واقع الأمر في عالم آخر أو ليسوا في حجاب من ظلام كامل، وإنما لهم رؤية لمعنى الحق والحقيقة، وهنا معنى "لا يطلع على غيبه أحد إلا من أرتضى من رسول" "ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء" الإحاطة هنا نسبية، وكل ما الإنسان إتسعت مداركه وأعد نفسه وانطلق من ذاته، كلما كانت إحاطته مختلفة أو أكبر من الذي هو لا يزال مقيد في ذاته وإمكانياته محدودة.

0.27

خطبة الجمعه 01-04-2005
السيد علي رافع

انهم كائنات غير قادرة على الاستمرارية (24) فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ( سورة البقرة) أنهم يدخلون في طور آخر من الحياة. نار الله التي تصهر كل هؤلاء معا وتُخرج طاقة في قانون الله فاعلة تفعل وتحرك لهم دورهم ولهم مآلهم ولهم دورة في دورات الحياة من صورة الى صورة ومن شكل الى شكل (6) يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ( 7) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (8) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ(سورة الانفطار) إننا اذا كنا نأخذ هذه الآية على أنها الصور المختلفة للناس على هذه الأرض إلا انها أيضا لها معنى يمكن ان نفهمه وهو أن الانسان له أشكال كثيرة في دورة حياته. الدين هو القانون. الدين هو القانون الذي يعلم الإنسان كيف يحيا. (256) لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ( سورة البقرة ) كل إنسان أوجد الله فيه قدرة واوجد الله فيه سرا واوجد الله فيه فكرا واوجد الله فيه احساسا وضميرا الانسان بما اودع الله فيه سوف يقدر وسوف يحكم في قضيته وسوف يختار ما يريد وما يطلب وما يرجو لا يستطيع انسان ان يكره انساناً على أي شيء خاصة إذا كان الامر يتعلق بما يعتقده في داخله قد يستطيع قوي أن يجبر انسانا أن يفعل أشياءً مادية في هذه الأرض أن يسخره أن يستعبده أن يفعل به ما يشاء بجسده. أن يعذبه. أن ينعمه ولكنه لا يستطيع ان يغير ما في داخله من عقيدة أياً كانت و من فكر أياً كان.

0.27

خطبة الجمعه 13-03-1992
السيد علي رافع

سر الحياة: أنك تريد أن تكون أفضل وهذا هو يتجلى فى الإنسان، فى قيامه على هذه الأرض؛ حتى فى ذاته، وفى مادياته؛ فالظاهر مرآة الباطن؛ فالإنسان فى ظاهره وهو يعلم حتما، ويعلم يقينا أنه مغادر لهذه الأرض؛ إلا أن هذا لايمنعه من أن يجاهد عليها، وأن يحاول أن يكون أفضل حتى فى مادياته؛ لأن فى الإنسان سر الحياة الذى يُعَلِمُهُ أن عليه أن يعمل ويجتهد، ويكد ويتقدم ويتفاعل، ولا يتوقف ولا ييأس؛ وإنما يعمل ما هو حق، وما يرى أنه الحق وهذا معنى "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"؛ فالجانب المقابل لهذا الإحساس بالعمل الدائم والتقدم فى جميع المجالات. يجب أن يكون مصاحبا له إحساس بحياة الإنسان الحقية ؛ فلا تطغى مادياته،ويرى فيها معنى ربوبيته؛ وإنما يرى فى مادياته أسبابا تقربه من معنى الحق والحقيقة؛ فلا يرى فى عمله إلا عملا فى الله، ولايرى فى سلوكه إلا سلوكا فى الله، ولا يرى فى سعيه إلا سعيا فى الله؛ فـاعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، ليست فقط محصورة فى دائرة العبادات والمناسك، وإنما هى تشمل حياة الإنسان ووجود الإنسان، وعمل الإنسان، الذى يرى فى العمل عملا يقربه إلى معانى الحق، ولا يرى فيه أملا فى دنيا، أو مقصدا فيها، كما هو يعمل لأن عليه أن يعمل، ولن فى عمله جهاد له، واكتساب وكسب لملكات وقدرات فى حياته الحقية، فهو يحتسب كل شيئ فى الله وعند الله، يقصد وجه الله ويتعامل مع الله ويعرض وجوده لنفحات الله.

0.27

خطبة الجمعه 21-03-2003
السيد علي رافع

إن وجود الإنسان على هذه الأرض له حكمة أرادها الله به.. وأمانة حمّله إياها.. أمانة الحياة التي تدفع الإنسان أن يَعمل ما بوسعه.. وأن يُعمل كل قدراته فيما يرى انه الخير وأنه الصلاح له ولإخوانه في البشرية.. أمانة الحياة تجعله يتحرك في الاتجاه الذي يستطيع أن يقدم فيه كل ما يمكنه في طريق الخير والحق.. إن هذا هو الجهاد الحقي.. فالجهاد أن يغير الإنسان ما يرى انه الظلام سواء كان هذا الظلام في داخله أو في خارجه والجهاد ليس سيفاُ فقط ولا مدفعاً ولا صاروخاً إنما هو قبل كل ذلك علم ومعرفة ودعوة صالحة.. وإن ملَك الإنسان سيفا..ً فليس الهدف في حد ذاته أن يفرض قوته أو يبسط جبروته.. وإنما لأنه يستخدم أدوات الحياة التي يعيشها في ظل ظلام يحيط به وفي ظل سيوف مشهرة عليه.. إننا يوم ندعو أمتنا أن تأخذ بأسباب العلم والمعرفة وأن تعتمد على نفسها وأن تبحث وتطور وأن تملك طعامها وملبسها وسلاحها.. فليس ذلك لمجرد أن تكون قوة ضاربة أو لأهداف مادية تحصل عليها.. وإنما لأنها بذلك تسلك أسباب الحياة.. لأنها بذلك لا تكون قد فرطت في أمر نفسها وفي عطاء الله لها وفي نعم الله التي أفضل بها عليها.. فالعلم عبادة والبحث عبادة والصناعة عبادة.. لأنك تُعمل ما أعطاك الله من نعمة العقل في تطوير ما أعطاك من موارد وما علمك من أسرار لخير البشرية ولخير الإنسانية.. كسبك في هذا وليس كسبك في أن تفرض قوتك ولا أن تبسط سلطانك.

0.27

حديث الخميس 22-04-2004
السيد علي رافع

هذه الأمور جميعا نعلمها جيدا ولكن المشكلة الدائمة في الممارسة في أن نعيش هذه المعاني في أن نمارسها في أن نقوم فيها في أن نشعر بها في أن تكون جزءا من حياتنا ومن سلوكنا ومن معاملاتنا هذا هو المعنى يحيي الإنسان وهذا هو معنى الجهاد هذا هو معنى السلوك في الطريق وهذا أمر لا يأتي بين يوم وليلة يعني لا يستطيع إنسان أن يقول فهمت هذه القضية فيصبح في ثاني يوم هو فيها. وإنما هى عملية الحياة التي نعيشها من أول لحظة نتواجد فيها على هذه الأرض الى أن نغادرها سوف يكون الإنسان في محاولة وفي جهاد وإجتهاد ومن هنا نقول أن لو الإنسان إستطاع أن يصابر على ذلك وأن يتمسك بذلك فهذا هو معنى من معاني الجهاد التي نراها قائمة في حياتنا وفي سلوكنا.

0.27

خطبة الجمعه 28-11-1986
السيد علي رافع

إن دعوة الإسلام وهي تدعو الناس جميعا تحدثهم عن أنفسهم وعن قيامهم ووجودهم وعن قيمة إنسانيتهم وقيمة ما فيهم من سر الحياة (قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم أنهم المقصودون قل لهم أنهم المطلوبون إن الحياة من أجلهم (خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب)(عرضنا الأمانة على السموات والأرض فأبينا أن يحملنها وحملها الإنسان)حملها الإنسان حمل أمانة الحياة حمل سر الحياة كلشيء في هذه الحياة من أجله من أجله ليكون إنسانا حقا حلمها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا فحمل الأمانة فأصبح يحمله الأمانة خليفة الله على أرضه حمل الأمانة التي تحوله منظلمة وجهله الى حقه وعلمه تخرجه من الظلمات الى النور تحول ظلامه الى نور وتحول جهله الى معرفة وتحول فناءه الى بقاء فكان هو المقصود وكان الإنسان هو المطلوب فأرسل الحق له رسالات ليعلمه عن وجوده وليعلمه عن حقيقته.

0.27

خطبة الجمعه 23-12-1988
السيد علي رافع

إن رحمة الله بالإنسان أن يهيء له أسباب النجاة أن يهيء له في حياته وفي وجوده ما يجعله يتجه الى الله ويسأل الله ويذكر الله إن الإنسان على هذه الأرض قائم ليحقق هدفا أراده الله به هو يعلم ذلك في أعماق نفسه ولكنه بمجيئه على هذه الأرض وتواجده في هذه الذات وتكنز هذا المعنى في أعماقه وتجليه بذاته وبصفاته التي تمكنه من أن يعيش على هذا الكوكب كل هذا أدى به ألا ينظر الى ما أودع الله فيه من سر الحياة كل هذا ادى به أن ينسى وهو في حاجة لمن يذكره يذكره بعهده ويذكره بحقه ويذكره بوجوده فكانت رسالات السماء في تدانيها للأرض لتحدث الناس عن أنفسهم(قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)لتخاطب معاني الحق فيهم لتخاطب سر الله بهم لتخاطب معنى الحياة السارية في وجودهم السارية في قيامهم(ذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى)سيذكر من لا زالت فيه هذه الحياة سارية من لا زالت فيه هذه المعاني باقية أما الأشقى وقد أصبح ميتا أصبح خاويا أصبح جسدا بلا روح وقالبا بلا قلب ظاهرا بلا باطن وشكلا بلا جوهر (خشب مسندة)تتحرك بما فيها من حركة ومن طاقة موجودة في كل الكائنات ولكن معنى الإنسان معنى أسباب الحياة التي وهبها الله للإنسان فقدها.

0.27

حديث الخميس 04-03-1999
السيد علي رافع

فنحن لا نبتدع هذا المعنى ولكن الحديث القدسي يقول " ما وسعتني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن"، يقول "القلب بيت الرب" الرسول يقول "إن في الجسد مضغة لو صلحت لصلح البدن كله ألا وهي القلب" كل هذه الآيات والأحاديث التي تشير واستخدمت هذا المعنى من أن الإنسان فيه سر. وفيه رسالة. وفيه بيت الله. وفيه نور الله. وفيه سر الله. وفيه روح الله، كل هذه المعاني قيلت في الإنسان، فهذا الذي نقول ليس فيه شيء مخالف لما هو قائم، إنما حين نتكلم عن التجديد فهي زاوية لا يراها الناس في الإنسان، ولا يقدروا ما فيهم من سر الله وما فيهم من نعمة الله وما فيهم من روح الله وما فيهم من نور الله، لا يقدروا هذه المعاني التي أودع الله فيهم، قال "ما قدروا الله حق قدره" وأول تقدير لله . هو أن يقدر الناس ما فيهم من سر الله ومن روح الله وهكذا.

0.27

خطبة الجمعه 25-12-1987
السيد علي رافع

إنه حال قائم حال نراه في كل مكان على الأرض لأن هؤلاء الناس الذين يطلقون على أنفسهم مسلمين وبين أيديهم كتاب الحق وعترة الحق وسنة الحق لم يكونوا أهلا للرسالة ولم يكونوا أهلا للبلاغ رسالتهم رسالة حق رسالة واقع رسالة قانون الحياة رسالة ما هو أحسن رسالة ما هو أكرم رسالة الإنسان في كرمه وجوده وعطائه رسالة الإنسان في عليائه في رفعته في ترفعه في سموه وصفائه في إدراكه لمعنى الحياة بين جوانحه.

0.27

خطبة الجمعه 04-09-2009
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم : هو أن من معاني الصوم ، هو القيام في حالٍ تكون فيه قائماً في معنى الدعاء ، لأنك تعيش بسر الله فيك وبنور الله لك ، بمعنى الحياة التي وهبك الله إياها ، والأمانة التي حملَّك إياها ، إنك لتنفعل حقاً بالدعاء ، عليك أن تكون قائماً بهذه المعاني الحقية فيك ، وإنك لتقرأ رسالة الحق ، عليك أيضاً أن تكون قائماً بمعاني الحياة فيك ، وأن ما افتقدناه في مجتمعاتنا ، هو محاولة القيام في هذه المعاني ، وقراءة هذه المعاني في شريعة الله التي أرسلها برسالة محمدٍ ـ عليه الصلاة والسلام ـ فلم نقرأ هذه الرسالة ، لم نقرأ هذه الرسائل ، واحتفظنا بالظروف مغلقة ، وبالكتب مقفلة .

0.27

خطبة الجمعه 08-07-1994
السيد علي رافع

إن حياتكم بكل ما تحتويه من أحداث لكل فرد منكم ليست عبثا وليست صدقة وإنما هو تقدير العزيز الحكيم. (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما ما شاء ركبك)في أي صورة على هذه الأرض وفي أي صورة قبل هذه الأرض وفي أي صورة بعد هذه الأرض. فإذا كان قد أوجدك على هذه الأرض في هذه الصورة وفي هذا المجتمع وفي هذا الوقت فكل ذلك لحكمة أرادها بك لحكمة أرادك أن تقوم فيها(كلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته)فكل إنسان عليه مسئولية وله دور في هذه الحياة كل إنسان له قضية وقضيته الأولى أن يتعامل مع أحداث الحياة حوله بالصورة التي يرى فيها وجه الله ويرى فيها كسبا في الله ويرى فيها إرتقاء في الله فنحن كنا نتعلم دائما أن الحياة هي ذكر لله وهي عمل في الله وهي عبادة لله لا يوجد عمل على هذه الأرض إلا ويمكن للإنسان أن يكسب منه في الله وأن يترقي به في الله وأن يضيف به الى رصيده الحقي في الله هذه نظرية قائمة على معنى(خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب)وقائمة على أن الله مسبب الأسباب سبب الأسباب التي تجعلك تتحرك سعيا لرزقك ولحاجاتك ولمتطلباتك وكل ذلك ليس عبثا وليس ضدا وإنما هو لحكمة أن تتحرك في هذه الأرض وعلى هذه الأرض (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف خلق الخلق)(أنظر هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت)(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)كل هذه المعاني تعلمنا أن العمل في أي إتجاه كان هو عبادة وهو ذكر لو إستحضر الإنسان في عمله وجه الله والتعامل مع الله والكسب الذي يكسبه في الله هو ما يكسبه من عمله في نفسه من بذل للجهد وللفكر وللإحساس وللضمير الذي يجعل كل ذلك ينمو فيه فينمو ضميره وقلبه وعقله وإحساسه ينمو وتنمو كل معاني الحق فيه بعمله وفكره وحركته.

0.27

خطبة الجمعه 21-05-1982
السيد علي رافع

إن هذا ليس في الدين القويم ولا في الخلق المستقيم ولا في تقدير العزيز الحكيم.. قل لهم في أنفسهم قولا بليغا قل لهم أنهم بما أعطاهم الله وبما وهبهم الله وبما أنعم الله به عليهم هم في أعلى عليين وهم في قيام متين هم معنى الإنسان القويم.

0.27

خطبة الجمعه 21-05-1993
السيد علي رافع

إن كل إنسان مكلف في حقيقة أمره أن يعد نفسه لهذا اليوم وهو قيام حقي قبل أن يكون شكلا ظاهري وهو إنفعال معنوي قبل أن يكون تحركا ذاتيا.. وهو إحساس قلبي قبل أن يكون إنتقالا جسدي إنه النية والقيام في المفهوم والمعنى يتبع ذلك الحركة التي تكون تعبيرا عن إنفعال داخلي وعن مفهوم حقي وعن قيام وجداني المقصود وجه الله والمقصود بيت الله والمقصود قبلة الله إنها الحياة كل الحياة هي الطريق الى الله إن كل حياتنا وكل وجودنا لله رب العالمين.. فالحج وهو يعبر عن هذه الرسالة الموجهة للإنسان يعبر عن أن الإنسان عليه أن يكون مقصوده بيت الله فحياتنا المادية ما هي إلا سعي في هذا الإتجاه لو أدرك الإنسان(إنا لله وإنا إليه راجعون)(يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)فلو أن الإنسان أدرك ذلك وعرف أن المقصود هو ذلك.. واتجه في طريق الحق لذلك كان عبدا لله (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا)رسالتنا في الحياة أن نكون عبادا لله إن الإنسان على هذه الأرض له رسالة ودور عش في الدنيا كأنك غريب إستظل بظل شجرة ثم مضى)إنك على هذه الأرض عليك أن تعيش كما لو كنت غريبا في بلد ما وفي مكان ما تكون مستعدا دائما للرحيل تعد نفسك دائما للرحيل لا كلاما ولا قولا ولا إعدادا ماديا وإنما أولا إعداد نفسي وقلبي شاغلك الأكبر إنك في طريق الله وإنك تتجه الى بيت الله..

0.27