خطبة الجمعه 12-10-1990
السيد علي رافع

هكذا يكون الجهاد.. جهاد فكري وجهاد عليم جهاد دعوة جهاد إستقامة جهاد أن تكون مثلا أعلى ليسمع الناس منك ولتسمع الأمم منك ما تقول وما إليه تدعو. إنه أمر متكامل أن يكون الإنسان مثلا صالحا ليسمع الناس منه ولتكن الأمة أمة صالحة لتسمع الأمم منها يوم تتوجه بإسم الحق وبحديث الحق وبالدعوة الىالحق على ما تعلمناها في كتاب الحق والحياة..

0.47

خطبة الجمعه 12-10-1990
السيد علي رافع

إن الجهاد اليوم ليس فقط بالسلاح وإنما بالفكر المستقيم وبالدعوة الصادقة وبالعلم الصالح يوم يكون هناك مفهوم صادق ودعوة صالحة سيستجيب من عند قلب سليم ولن يستقيم الذي في قلبه مرض وهذا أمر قائم في كل حال وواقع في كل جماعة وأمة ولكن على الإنسان أن يبلغ الرسالة وأن يدعو الى الحق وأن يتكلم بإسم الحق على ما يرى أنه الحق متجها الى الله متوكلا على الله مستعينا بالله أن يكون أداة خير وحق وأن يكون داعية الى الحق.

0.47

خطبة الجمعه 25-02-2000
السيد علي رافع

فهل مجتمعنا اليوم قادر على هذه الدعوة.. أم أن الماضي بكل رواسبه وبكل أفكاره يجرنا الى الوراء.. ويكبلنا بأغلال لا نستطيع فكاكاً منها.. بظن دين وبظن يقين وبظن إيمان.. هذا هو التحدي الذي نجابهه اليوم.. هل تستطيع هذه الأمة أن تخرج من هذا الحال.. أم أنها ستظل جامدة على ما هي عليه.. تدور في فلك الماضي وقضايا الماضي وإختلافات الماضي.. التي كانت في وقتها أمر يخُتلف فيه.. أما اليوم فهناك قضايا أخرى أكثر عمقا يمكن أن نتحاور حولها..

0.47

خطبة الجمعه 07-10-1994
السيد علي رافع

إن قضيتنا اليوم هي أن نكون قدوة وأن نكون مثلا أعلى بأن نتبع ما هو أفضل وأقوم.. إن جهادنا اليوم هو جهاد فكر وجهاد عقل وجهاد علم إن جهادنا اليوم هو جهاد ومنطق وكلمة صادقة علينا أن نتدبر أمورنا ونتأمل في كل ما يقال على هذه الأرض من الشرق أو من الغرب من الشمال أو من الجنوب نتأمل في كل ما يحيط بنا من ثقافات وحضارات من أفكار وعلوم ونقرر نحن ما هو الأقوم والأفضل ما هو الأحسن الذي به نكون في إستقامة في الله والذي نكون به صادقين مع أنفسنا مع ما نرى أنه الخير..

0.39

خطبة الجمعه 05-12-2003
السيد علي رافع

إن حديثنا هو حديث متكامل عن معنى الإنسان لا يفرق بين دين ودنيا فالدين عندنا هو قانون الحياة الذي يحكم حركتنا عليها سواء في إحتياجاتنا التي نحتاج إليها نتيجة لوجودنا على هذه الأرض والتي يرى كل إنسان عاقل بفطرة سليمة أن عليه أن يساعد الإنسان في ضعفه وفي فقره وفي مرضه. أن عليه أن يعمل عملا صالحا يسهل للإنسان حياته على هذه الأرض في أي بقعة من بقاع الأرض. وأن عليه أن يهدف لذلك ويعلم تمام العلم أن قانون الأرض ربما يحتم أن يكون هناك المريض والفقير والجائع والمشرد لحكمة يريدها الله ولكن هذا لا يمنع الإنسان من أن يدفع بالتي هي أحسن في نظره وفي معتقده وهنا نحن نفرق بين المقيد والمطلق فإيماننا بالمطلق أن كل شيء قائم بإرادة الله" ولو شاء ربك ما فعلوه" وإيماننا بالمقيد أن علينا أن نبذل جهدنا فيما نعتقد أنه الخير وفيما نعتقد أنه الأفضل والأحسن والأقوم وأن مفهومنا وتسليمنا لربنا لا يمنعنا من أن نبذل جهدنا وطاقاتنا التي أوجد الله فينا لخير الإنسانية والبشرية وأن عملنا على أرضنا هو عبادة وأن عباداتنا هي عمل فإن إجتمعنا على ذكر الله ودعونا الله أن يرفع الغمة فهذا عمل صالح فقد جعل الله من هذا الدعاء سببا وإذا إنتشرنا في الأرض فعملنا وإجتهدنا وعلّمنا وصنعنا وزرعنا وطبقنا كانت هذه عبادات لنا نقترب بها من معنى الحق فينا نقدر عقولنا ونقدر إرادتنا فنحن لا نستطيع أن نكون إلا ما نحن عليه مهما قلدنا ومهما رددنا فلا يصح إلا الصحيح ولا يصح إلا ما نعتقده حقا.

0.38

خطبة الجمعه 29-01-1999
السيد علي رافع

إن هذه الأُمة.. عليها أن تجاهد.. لتُخرج هذه المفاهيم.. بصورةٍ.. تناسب العصر الذي نحن عليه والذي نحن فيه.. إنّا في حاجةٍ.. الى جهاد فكري.. يمكِّننا.. لأن نُخرج ما بين أيدينا.. في صورةٍ.. تُجيب على تساؤلات هذا العصر.. وأن نُقيم مجتمعا.. يحمِل هذه القيم.. ويكون عنوانا.. لهذه المعاني.. دعوةً لها.. وحفاظاً عليها..

0.36

خطبة عيد الفطر 16-12-2001
السيد علي رافع

إن الجهاد اليوم هو جهاد فكر ، هو جهاد علم هو جهاد منطق ، هو جهاد الكلمة السواء ، "أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا "(64) (سورة آل عمران)ً .. إن الجهاد اليوم هو في أن تكون هناك أمة صالحة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.. لا في أشكال أو صور وإنما في جميع مناحي الحياة ، في كل المعارف وفي كل العلوم ، في كل الأعمال ، في كل شئ تجاهد أن تكون أفضل وأن تكون أحسن وأن تكون أقوم ، إنه قانون هذه الأرض ومسئولية من عندهم معرفة عن حقيقة الحياة أن يكونوا أكثر صدقاً وأكثر عملاً وأكثر إنتاجا وأكثر معرفة حتى يكونوا بذلك مثلاً للعالم أجمع ..

0.36

خطبة الجمعه 22-01-2002
السيد علي رافع

كما قلنا في المقام الأول. ولكن الرسالة الموجهة الى هذه الأرض كيف لا يقبلوا إنسانا في لحظة ما الظلم والظلام وكيف لا يقولوا للظلام لا وألف لا. فليجاهد إذن ولا يستسلم لأنه أصبح في موضع يجب عليه فيه أن يبلّغ هذه الرسالة وأن يكْملها. كي يعرف الناس بعد ذلك ماذا حدث. هذا جانب نتعلمه. وفي نفس الوقت في الجانب الآخر نجد موقفا آخر. نجد أن من أهل البيت بعد ذلك من إلتزموا دورهم وأخذوا يعلمون الناس في أمر وجودهم وفي أمر دينهم. دون أن يلجأوا الى هذا الصراع والى هذه الحرب. إنه جهاد من نوع آخر. إنه جهاد العلم. جهاد التعليم. جهاد التنوير. وقد قاموا في حال أنهم عليهم أن يبلغوا هذا العلم وأن يفقهوا الناس في دينهم وفي حياتهم وسلوكهم. إنفعلوا بهذا الحال فقاموا في هذا الحال. ليس هناك صورة واحدة للجهاد والمجاهدة وإنما هي صور متعددة يلتزم الإنسان بالصورة التي يكون صادقا فيها مع ربه وصادقا فيها مع قلبه. ماذا يستطيع أن يقدم وماذا يستطيع أن يفعل؟ من هنا نتعلم أن الأساس في المجاهدة والجهاد وفي السلوك والعمل أن يكون الإنسان صادقا فيما يعتقد وألا يفرط في صدقه. وهذا هو الحال الذي يجب أن يلتزم به الإنسان. لا أن يكون مجرد مقلد لحال سبق أن قام فيه إنسان أفضل. ربما لا يكون هو في مثل هذا الحال وربما لا يكون هو قادرا أن يقوم في مثل ما قام فيه هذا الإنسان.

0.36

خطبة الجمعه 12-04-1991
السيد علي رافع

إن دين الفطرة وهو يدعو الناس ليكونوا عبادا لله ويعلمهم أن العبودية لله في جهادهم على أرضهم في كل المجالات جهادهم ليتعلموا أسباب الحياة جهادهم ليتعلموا أسرار أنفسهم جهادهم ليتعلموا أسرار كونهم جهادهم ليقيموا مجتمعا صالحا جهادهم ليتكافلوا ويترابطوا ويأخذوا بأيدي بعضهم لتكون منهم أمة تدعو الى الخير تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أمة محور إجتماعها عباد الله الذي ليس كمثله شيء عرفت أن عبادتها لله هي في قائمها وفي وجودهاغ في صدقها وعملها وجهادها في علمها وبحثها وجهادها في إتقانها لأعمالها وفي إدراكها لقوانين الحياة بها وفي إدراكها لمعاني الكون حلها وفلسفتها لقضايا الحياة ولقضايا الإنسان بحثا عن الحق والحقيقة.

0.36

خطبة الجمعه 07-12-2001
السيد علي رافع

ومن لم يعرف كيف يكون حرا وعادلا وصادقا فما شهد أن لا إله إلا الله وما شهد أن محمدا رسول الله. إن الإسلام ليس كلمات نرفعها وشعارات نرددها وإنما هو سلوك في الحياة وجهاد في الحياة ومجاهدة للنفس قبل كل شيء. وترابط في المجتمع وقيام امة صالحة تعمل بكل جدها وبكل إجتهادها لتتعلم من أسباب الحياة وقوانينها ولتأخذ بأسباب القوة وتعمل بها ولتعد أنفسها لتكون قادرة أن تقول كلمة حق على هذه الأرض. لا يكون ذلك بالتمني ولا يكون ذلك بترديد الكلمات إنما يحتاج ذلك الى جهاد وجهاد وجهاد. جهاد داخلي قبل أن يكون جهاد خارجي. جهاد داخل المجتمع قبل أن يكون خارج المجتمع. لا يستطيع إنسان أو جماعة بالقوة والجبروت أن تفرض قيما روحية أو أسلوب حياة حقي. وإنما الناس الذين يفعلون ذلك يخلقون ظلاما في ظلام. فالأنفس الرافضة ستزداد ظلاما على ظلامها يوم تكره على ما لا تحب. وما لا تعرف وما لا تؤمن. إنما هي الدعوة الصالحة والتيسير على الناس والدعوة الى القيم الإنسانية الأساسية التي تصلح المجتمع. والدعوة الى كل قيمة حقية وروحية ومعنوية دون جبر ودون قهر. حتى يشعر الناس بإنسانيتهم وبحريتهم فيكونوا عبادا أحرارا. يختارون طريق الحق بكامل إرادتهم فيكونوا إخوانا صالحين ولبنات صالحة تصلح منها أو يصلح بها المجتمع.

0.35

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.34

خطبة الجمعه 20-12-2002
السيد علي رافع

إن ما أردنا أن نقوله اليوم إن وجودنا على هذه الأرض في هذا المكان وفي هذا الزمان ليس عبثا وليس صدفة بل إن تواجد أي إنسان على هذه الأرض في مكانه وزمانه هو لخيره ولأن يسلك طريق الحق والفلاح. فعلينا أن نتأمل وأن نقرأ أحداث الحياة حولنا حتى نعرف دورنا وما يجب أن نكون عليه والطريق الذي يجب أن نسلكه. ماذا نريد أن نكون؟ وفي أي معسكر نريد أن نكون؟. نرى اليوم إنقساما يفرق بين المجتمعات وبين الديانات يجعل كل دين يتشيع ضد الدين الآخر ويحاربه. ويصارعه. ويتهمه بالكفر والإلحاد. وهناك فريق يدعو الى كلمة سواء الى معنى الإنسان وهي دعوة الإسلام. وهو الإسلام الحقيقي الذي جاء منذ أربعة عشر قرنا ولكن الناس حولوه من دعوة عالمية الى دعوة محدودة قصروا مفهومهم على الجزء الخاص بشكل العبادات والمناسك ونسوا المعنى الأشمل الذي هو دعوة الى الإنسان. دعوة لا إله إلا الله ودعوة أن محمدا رسول الله. يمكن أن نرى هذا التقسيم أيضا بصورة أخرى. مجموعة تريد للصراع أن يتصاعد ويروا أن الحرب هي الحل وأن الحروب هي الحل لكل ما هو قائم على هذه الأرض. ولا مانع من إستخدام أي مفاهيم دينية أو غير دينية. لإشعال هذه الحروب. ومجموعة ترى أننا في هذا العصر الذي أصبح هناك مجال كبير للتحاور وللتواصل أن القضية هي قضية جهاد عقلي وفكري وعلمي. علينا أن نتحاور وأن الوسيلة لتحقيق ولإنهاء أي صراع هي البحث عن الحقيقة. وأن الحروب لم تحل مشكلة أبدا وإنما هي تؤدي الى مشاكل أكثر قد تحل مشكلة وقتية ولكن لا يمكن أن تحل مشكلة بصورة نهائية.

0.33

حديث الخميس 06-12-2001
السيد علي رافع

فكانت فرصة أو تأجيل فتح مكة هو فرصة لهؤلاء أن ينتشروا وأن يكونوا أداة خير لآخرين. من الناحية الحقية حتى يؤمنوا قبل الفتح. ومن الناحية المادية حتى يكوِّنوا قوة ضاغطة بعد ذلك في أثناء الفتح فلا يكون هناك قتال ويكون الأمر بيسر وسهولة. كما حدث. هنا نجد أن القضية ليست قضية أن يجتمع مجموعة وتقول نحن مسلمون ونحن كذا ونحن كذا ونحن كذا. ولكن ما هو الهدف وما هو المقصود في البداية. هل المقصود هو مجرد أن تقيم قوانين شرعية تحكم العالم كله بالصورة التي يتصورها البعض. أم أن الهدف هو خير الإنسان في المقام الأول وأن هذه الوسائل ما هي إلا لخير الإنسان. من ذلك هذه تكون طواعية. لا تكون بالقهر ولا تكون بالإجبار وإنما تكون بالدعوة الصالحة وبالكلمة الطيبة وبالموعظة الحسنة. نحن في هذا العصر ليس أمام المسلمين أي عائق من إن كان عندهم فكر مستقيم حقي أن ينشروه في بقاع الأرض هناك الفضاء منتشر أمامهم ويستطيعوا أن يخاطبوا أي إنسان في أي مكان على هذه الأرض ولا يمنعهم أي إنسان أيا كان. من هنا كان الجهاد في واقع الأمر في هذا العصر هو جهاد عقلي وفكري أكثر من أنه جهاد باستخدام أسلحة ودمار وحرب وما الى ذلك من أدوات. إنه العقل والفكر والعلم والمعرفة.

0.33

خطبة الجمعه 19-05-1989
السيد علي رافع

إن الأساس في الإسلام أن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه يحب الخير لأخيه كما يحب لنفسه للإنسان في أي مكان في أي زمان في أي بيئة من أي جنس في أي ملة يدعو الى الحق ويدعو الى الخير.. وإن الجهاد في الإسلام أشكاله متعددة فإن كان هناك جهادا بالنفس المال فهناك جهاد بالفكر القلب وما كان الإسلام في يوم معتديا أو مكرها أحدا أن يسلك أسلوبا معينا إنما كانت الحرب فيالإسلام لكلمةت حق يريد أن يقولها الإنسان في حرية يدافع عن حريته في أن يقول قولا وفي أن يظهر فكرا وفي أن يعلم علما.

0.33

خطبة الجمعه 05-12-2003
السيد علي رافع

إن المتأمل في الصورة التي أمامنا والتي رسمناها في هذه الكلمات يجد فراغا شديدا فكريا لمعنى وجوده ولمعنى حياته ولمعنى الدين بالنسبة له ولمعنى الرسالات السماوية التي جاءت إليه.. إن الذين يجدون هذا الفراغ هم الذين نتحدث إليهم أم الذين هم في أي صورة من الصور التي تكلمنا عنها قانعين بها راضينا بها فالحديث ليس إليهم الحديث للذي يطلب والذي يتأمل والذي يرفض هذه الصورة التي ظهرت وتبلورت في مجتمعات أو في مجموعات لها فكرها وعقيدتها وإتجاهاتها..

0.33

حديث الخميس 12-10-2000
السيد علي رافع

ومن هنا نجد أن دين الفطرة قام على هذه الآلية التي فيها جهاد النفس من جانب وفيها أيضا جهاد في المجتمع من الخارج. هذه الآلية بين الداخل والخارج. نجدها في أمور كثيرة "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" هذا في الداخل "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" هذا مسيرة فيما يحيط بالإنسان من أمر من هنا نجد دائما التوجيه الى الداخل والى الخارج متلازمين. وفي الجهاد هناك جهاد النفس وكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس" لا لأن جهاد النفس ينفصل عن الجهاد الآخر في الحياة وإنما لأنه يؤثر فيه. هذه ليست كما يفهم البعض نوع من السلبية أو نوع من الإنعزالية أو نوع من أن الإنسان حين يجاهد نفسه بأن يقومها وأنه بذلك ينعزل عن المجتمع وما يحدث فيه من أمور هو بذلك يكون قوة دافعة في الحق والخير. ولا يجعله ذلك يبتعد عن ما يستطيع أن يقدمه.

0.32

خطبة الجمعه 25-12-1992
السيد علي رافع

والقانون ليس حركات أو أشكال أو صور، وإنما هو عمل وجهاد، وفكر وتأمل، ومجاهدة للنفس وإعداد لها، إن أراد الإنسان أن يعرف هذه الأغوار، عليه أن يسلك، وعليه أن يتعلم، وعليه أن يتفقه فى دينه، ولا يكون ذلك إلا بالجهاد، بالجهاد الحقى، الذى محله العقل والقلب والنفس، فيتأمل بعقله، ويذكر بقلبه، ويجاهد بنفسه، يحاول أن يطهر وجوده بالتأمل العميق، وبالذكر الصادق، وبالسعى فى طريق الله بجوارحه.

0.31

خطبة الجمعه 28-03-2003
السيد علي رافع

ننظر إلى الذي يحدث لنتعلم أن الحياة هي علم وعمل.. هي جهاد واجتهاد.. هي حركة دائبة.. ليس الهدف أن يملك الإنسان الأرض أو أن يكون قويا عليها.. ولكن الهدف أن يجاهد الإنسان وأن يجتهد الإنسان.. وأن لا يفرط الإنسان في أمر وجوده.. عليه أن يعرف أن كسبه في أن يجاهد.. وجهاده ليس فقط سيفاً يحمله أو مدفع يطلقه أو طائرة يركبها.. وإنما في أن يبذل الجهد ليجعل حياته وحياة الناس حوله أفضل كما يرى.. أن يكون في سلام أفضل من أن يكون في حرب.. وأن يكون في صحة أفضل من أن يكون في مرض.. وأن يكون في علم أفضل من أن يكون في جهل.. لأن هذا ما فُطر عليه من حب للجمال وللكمال وللأفضل والأحسن والأقوم..

0.31

حديث الخميس 04-03-2004
السيد علي رافع

فنحن نحاول أن نكون مجاهدين في سبيل الله. مجاهدين ظلام أنفسنا وظلام مجتمعنا بقدر ما نستطيع ونتجه الى الله في دوام أن يعيننا وأن يمنحنا قوة تساعدنا على أن نكون كذلك في دوام فالجهاد طريقه طويل وحياة الإنسان كلها هي جهاد في سبيل الله لو أدرك حقيقة وجوده وحقيقة حياته على هذه الأرض ودين الفطرة يعلمنا ذلك حين يدعونا الى أن نعمل عملا صالحا ويلخص لنا حياتنا في آيات قليلة (وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)( سورة العصر) هنا نجد الأساسيات التي نتكلم عليها في كل أحاديثنا وفي كل ما أُمرنا به في آيات الحق لنا الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. ولو تمسكنا بهذه الكلمات وبهذه الآيات وبهذه المعاني وأدركناها إدراكا عميقا لكانت الوسيلة التي تخرجنا من حال الى حال. ونحن نتكلم دائما في معنى الإيمان ونقول أن الإيمان ليس كلمات تلوكها الألسن وليست كلمة ينطقها الإنسان وإنما هي قيام. (ما وقر في القلب وصدقه العمل) قيام يجعل الإنسان يتحرك في الإتجاه الذي يؤمن به دون أن يكل ودون أن يمل ويظل يحاول ويحاول ولا يستسلم لليأس في محاولته وفي جهاده فالإيمان بالله هو إيمان الإنسان بهذه القوة الموجودة فيه والموجودة حوله. يؤمن بأن هناك قوة حقية وراء هذا الكون ويؤمن أن هذه القوة موجودة فيه أيضا (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53)(سورة فصلت) وهذا أمر دائم وليست القضية في المستقبل فقط وإنما هناك تعني الإستمرارية في أن الله يوري الإنسان دائما هذه المعاني وهذه الآيات ولكن الإنسان قد يغمض عينيه أو يغلق أذنيه ولا يسمع ولا يرى هذه الآيات التي هي حوله والتي هي في داخله فالإيمان هو إنفعال صادق بمفهوم حقي يحاول الإنسان أن يحوله الى عمل.

0.31

خطبة الجمعه 03-12-1993
السيد علي رافع

نتجه الى الله ونتوكل ع لى الله إن سألنا سألناه وإن قصدنا قصدناه وإن توكلنا توكلنا عليه نسأله الخير كل الخير والحق كل الحق. تعلمنا أن الدعاء سبب من الأسباب وتعلمنا أن ننظر حولنا فندعو بالذي هو خير والذي هو أحسن. اللهم ونحن نرى الخير والحق في أن يستقيم الناس في سلوكهم وفي معاملاتهم يستقيم كل فرد في عمله وسلوكهخ يستقيم كل فرد في علاقاته ويعرف كل فرد حدوده فلا يعتدي (إن الله لا يحب المعتدين)ويصبح عقل الأمة عقلا رشيدا يعرف كيف ينظم الأمور ويسيرها وكيف يضع الحدود ويطبقها وكيف يعيش كل إنسان آمنا مجدا مجتهدا مع الله متعاملا في كل أعماله وأحواله فتكون أمته وسطا وأمته مثلا وقدوة. فهذه هي الدعوة الحقية اليوم دعوة علم ومعرفة دعوة كلمة صادقة دعوة حياة كريمة دعوة فهم مستقيم في أمور الحياة وفي وجود الإنسان على هذه الحياة لا تخبطا ولا جهلا وإنما علم ومعرفة وحجة قوية حجة الإسلام (هذا الدين القيم أوغل فيه برفق)(ما شاد هذا الدين مشاد إلا جذبه)بالعلم والحكمة وبالمثل والقدوة وبالذي هو أحسن والذي هو أفضل والذي هو خير فلا يجب أن نترك الجواهر وعظائم الأمور لنتكلم في صغائرها ولنجعل الدين ليس فيه إلا كل ما هو صغير ونفرغه من معانيه الحقية وقيمه المعنوية ويصبح الدين شكلا بلا جوهر وجسدا بلا قلب وبلا عقل نريد فهما مستقيما في عمق ال دين وأصوله في مفهوم الإنسان وقيامه في هدف الإنسان من وجوده وحياته وهذا هو حديث الأصول والجوهر والعقيدة التي هي الدعوة الحقية الى دين الإسلام لن يستمع إلينا أحد ونحن في هذه ا لصورة إنما سوف يستمع العالم أجمع يوم ننظم أنفسنا ونكون مجتمعا حقيا فيه الأحسن والأحسن في كل أمور حياتنا في معيشتنا وفي معاملاتنا وفي كل أحوالنا.

0.31

حديث الخميس 15-04-2004
السيد علي رافع

هذا هو الأساس الذي ندركه أو نفهمه في معنى الجهاد. هذا لا يعني أن الجهاد بمعنى الحرب أو بمعنى القتال ليس وارد في هذا المعنى وإنما هو جزء من هذه المنظومة ا لكاملة في معنى الجهاد وفي بعض الأحيان أن يكون هو الخيار الوحيد التى يلجأ إليه الإنسان وإنما هو ليس الصورة الوحيدة الذي يمكن أن يكون الإنسان فيها مجاهد فهو يمكن أن يكون مجاهد بصور كثيرة ومتعددة وفيها المعنى الحقي الذي هو موجود في هذا القتال أو في هذا المعنى من معاني الجهاد فحين نتكلم نحن في أن يكون الإنسان عمله كله في الله ولله أن يعيش بكلمة الحق وأن يحاول أن يقدم أفضل ما لديه وأن يحاول أن يكون وجوده سببا لخير الآخرين وأن يجاهد معنى الظلم ومعنى الظلام في كل صوره وأشكاله وأن يكون فكره وعلمه وقوله في سبيل الله وفي إظهار ما هو أفضل وما هو أحسن وما هو أقوم هذا هو جهاد في الله وعلى الإنسان ألا يقلل من هذا الجهاد ومن هذا العمل.

0.31

خطبة الجمعه 18-01-2002
السيد علي رافع

الذين يتجهون الى الغيب. الذين يقيمون الصلاة صلة بالغيب. الذين يدركون أن هناك قوة عليهم أن يتجهوا إليها لينهلوا منها وليأخذوا قوة تعينهم على حياتهم. وما كان إيمانهم بالغيب إلا حافزا لهم أكثر على أن يعملوا في حياتهم وأن يجاهدوا في سبيل الله بكل ما أعطاهم الله. وكما نتكلم في الجهاد دائما. نقول أن الجهاد اليوم ليس في سيف تحارب به وإنما هو في كلمة سواء. في فكر مستنير في كلمة حق في موقف صدق في سلوك إستقامة. في إصلاح نفس في إصلاح مجتمع. هذا هو الجهاد اليوم. فأنت تستطيع اليوم أن تخاطب أي إنسان في أي بقعة على هذه الأرض ولا يستطيع إنسان أن يمنعك من ذلك. وهذا هو الهدف أن تذكِّر وأن تدعو الى الحق. الجهاد اليوم هو علم ومعرفة هو كلمة صادقة وإدراك مستقيم للحياة بكل أبعادها. قضية الإنسان على هذه الأرض في كل منحى من مناحي الحياة وفي كل إتجاه من إتجاهات الحياة. لهم كل العلوم. لهم معرفة من قوانين الطبيعة. لهم معرفة عن قوانين تعامل الناس بعضها مع بعض. إنها المعرفة عن الإنسان. بقيامه المادي وقيامه الروحي. هذه العلاقات تأتي تحتها كل العلوم. والدين هو كل العلوم.

0.31

خطبة الجمعه 26-04-2002
السيد علي رافع

لا يكون إقتدائه تقليدا دون وعي ودون فهم وإنما يكون بالله. وكونه بالله يحرره من أن يكون تقليدا أعمى أو شكلا أجوف (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا (64) (سورة آل عمران) دعوة إلى التأمل والتفكر في مقصود الإنسان على هذه الأرض. وفي هدف وجوده على هذه الأرض. دعوة الإسلام. دعوة لكل إنسان. ولكننا للأسف حوَّلنا هذه الدعوة إلى أشكال وصور. وقلبنا الآية. وجعلنا ما هو خاص عام. وجعلنا ما هو عام خاص. فدعوة " لا إله إلا الله" هي دعوة عامة موجهة إلى كل الناس. ومن شهد أن لا إله إلا الله خالصة بها قلبه كان في معنى الإسلام. وهذه هي البداية. ويجيء بعد ذلك كل العبادات وكل المناسك وكل المعاملات في أشكالها المختلفة. كرسالة موجهة للإنسان. وشهادة أن محمدا رسول الله هي التي تعبر عن ذلك. تعبر عن أن كل ما قام به رسول الله صلوات الله وسلامه عليه كان رسالة للبشرية. حملها متابعوه لتكون قائمة دائمة على هذه الأرض. دعوة الإسلام تدعو الناس في كل دين. ونحن نستخدم كلمة الدين هنا للتعبير عن واقع. إنما الدين في مفهومه الحقيقي هو دين واحد وهو قانون واحد وهو قضية واحدة. إنما نستخدمها كما يستخدمها الناس اليوم لكل دين لكل حضارة لكل جنس. يدعوه أن يشهد أن لا إله إلا الله مهما كان حاله ومهما كان قيامه ومهما كانت عقيدته فليفكر في هذه الشهادة وليتأمل فيها هل يريد أن يكون حرا أم أن يكون عبدا لطاغية أو عبدا لمادة أو عبدا لفكرة أو عبدا لمعتقد لا يرى فيه صدقا ولا عقلا.

0.31

حديث الخميس 15-04-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا وأن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه ومن الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. وأن نكون من الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. فهذا أملنا وهذا رجاؤنا فالإنسان في هذه الأرض هو في جهاد مستمر وفي تعامل مع الله متصل إذا أراد أن يتحول هذا الإتصال وهذا الجهاد الى كسب له في الله هو يستطيع ذلك وإذا فرط فيه فهو أيضا يستطيع ذلك وهذا هو معنى إرادة الإنسان أو إختيار الإنسان في وجوده على هذه الأرض. فالإنسان بوجوده هو في معنى العبودية حكما (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) فحكم الله وقانون الله يسري على كل إنسان على هذه الأرض. ومن هذا المنطلق فهو في معنى العبودية سواء أراد أم لم يرد. إنما العبودية درجات ومستويات. إذا أراد الإنسان أن يكون في معنى العبودية بإرادته بإختياره فإنه سوف يتعامل بصورة مختلفة عن الإنسان الذي لا يرى ذلك أو لا يدرك ذلك في حياته وفي سلوكه وفي معاملاته. من هنا كان كل حال يقوم فيه الإنسان يتناسب مع ما سيكسبه الإنسان من هذا الحال. وهذا مفهومنا في معنى الجهاد. فالجهاد دائما هو معنى السعي والكد والعمل المستمر من أجل معنى أفضل ومن أجل قيام أكثر رقيا فالجهاد في سبيل الله هو معنى قبل أن يكون شكل.

0.31

خطبة الجمعه 19-06-1987
السيد علي رافع

الإسلام دعوة دائمة بالحكمة والموعظة الحسنة الإسلام هو دعوة دائمة لما هو أحسن ولما هو أفضل. الإسلام هو دعوة رحمة (واخفض لهم جناح الذل من الرحمة)(ولو كنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك). الإسلام وهو يدعو يحترم الإنسان حتى في غفلته حتى في كفره حتى في رفضه(من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)الإسلام هو مفهوم الحياة ومفهوم القيام على هذه الأرض ومفهوم في قائمك على هذه الأرض وكيف كنت قبل هذه الأرض.. الإسلام هو إصلاح لعقيدة الإنسان في معناه ومبناه فيما أعطاه الله ووهبه من سره ومن نوره,, الإسلام هو دعوة لأن يكون محور المجتمع هو كسب في الله بأن يعمل كل إنسان بما أعطاه الله من قوة ومن قدرة في تكافل وفي ترابط. افسلام هو أن يكون من يؤمنوا به رجلا واحدا وقياما واحدا وبنيان واحد.. إن الجهاد اليوم في الإسلام هو جهاد والفكر هو جهاد والعلم هو جهاد والمعرفة هو جهاد الحجة بالحجة والكلمة بالكلمة والحسن بما هو أحسن والجميل بما هو أجلم والكريم بما هو أكرم والعظيم بما هو أعظم.. إن من يريد أن يكون مسلما حقا عليه أن يتزود بالمعرفة والعلم وأن يبحث وينقب في معاني الحياة ليكون أقوى في طريق الحياة حجة وعلما ومعرفة..

0.3

حديث الخميس 14-12-2000
السيد علي رافع

"إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم" يعني الإنسان فيه معنى بهذا الشكل. ولكن أيضا هذا الإنسان هو الذي فيه معنى الحياة "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان" (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72)(سورة الأحزاب) هناك آيات كثيرة بتتحدث عن الإنسان وما فيه من سر الله وما فيه من أمانة الحياة وما فيه من معاني كثيرة مختلفة جميلة وعميقة. إذاً لا نستطيع أن نبدأ أو نجعل السلوك أنه قائم على أنك بما أنك آمنت واستقمت. أو أنك خرجت من الطريق وانحرفت. وإنما هناك دائما هذا الجهاد. لذلك نجد الرسول عليه الصلاة والسلام لما يقول "رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس" وكل ما تكلم الصوفية فيه تكلموا في جهاد النفس والسلوك وكيف يجاهد الإنسان نفسه ومعنى إن النفس لأمارة بالسوء. والنفس لوامة. مراحل النفس المختلفة يعني الإنسان لا نستطيع في لحظة أن نقول أنه آمن وانتهى. أو أنه كفر وخرج. وإنما هو جهاد ومسيرة بيحاول فيها أن يكسب حياته أو إن هو يخسر هذه الحياة. إذا كان هناك إيمان ولو قليل في الإنسان بمعنى أن هذه البداية موجودة في الداخل. الرغبة أن يكون عبدا صالحا موجودة. الإدراك بأن قضية قانون الحياة وأن هذا هو قانون الحياة. وأن المعاني. هناك معنى غيبي محيط به.

0.3

خطبة الجمعه 10-06-1988
السيد علي رافع

إن الإسلام يأمر أن يكون كل فرد نواة خير وصلاح وفلاح وأن تكون كل جماعة صادقة نواة لجماعة أكبر وأن يكون هذا سلوك الفرد قبل أن يكون سلوك الجماعة لأن من سلوك الفرد يخلق سلوك الجماعة وأن أمل الفرد في الحياة وفي أن يكون نواة صالحة لا يعوقه أي عائق على هذه الأرض فكل إنسان هو أمة وكل إنسان هو جماعة فلا ينظر الإنسان الى مجتمعه ويقول وأين هذا الحديث من هذا المجتمع وإنما ينظر الى نفسه كأمة وينظر الى ذاته كبشرية فيجاهد نفسه ويبدأ بها. فإذا إجتمعت جماعة على ذلك فهذا خير كثير فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. إن الدعوة الى دين الفطرة والحياة تحتاج الى من يكون لها ا÷لا.. بعلم وإدراك لمعاني الدين في عمقها وفي أصولها وجذورها وفي أساسها مدركا لمعنى الإنسان وإكباره ولمعاني الحق وعلاقة الإنسان بها إنه دين القيمة هذا الدين القيم أوغل فيه برفق.. دعوة الإسلام شاملة وكاملة كافة للناس بما في الإسلام من معاني الحق والحياة. إن هناك فارق بين معنى الإسلام في جوهره وفي مضمونه وبين من ينتسبون الى الإسلام (إذ قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا لكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)

0.3

خطبة الجمعه 14-07-2000
السيد علي رافع

إنا نتحدث دائما عن الإسلام كدين الفطرة. كقانون الحياة. وهذه هي الدعوة التي جاء بها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. منذ أربعة عشر قرنا. "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" "أرسلت للناس كافة" دعوة للإنسان في أي مكان وفي أي زمان. في أي ثقافة وفي أي حضارة ولأي جنس. دعوة تخاطب الإنسان بما فيه من سر الله وفطرة الله وصبغة الله التي صبغه عليها. دعوة تدعو الإنسان أن يتدبر وأن يتفكر وأن يبصر ما في نفسه. "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" هذه الدعوة فوق أي شكل أو صورة. وقد ضربت لنا الآيات مثلا لهذه الدعوة. "قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا" دعوة الى التوحيد. دعوة الى إكبار الحق. الله أكبر. الله أكبر أن يكون في صورة أو أن يكون في فهم محدد. أو أن يكون في إنسان. أو أن يكون في هدف مادي. "لا يتخذ بعضكم بعضا أربابا من دون الله". لا يستطيع أحد أن يدّعي أن الله في جانبه وأن قانون الله هو ما يفهم هو. أو هو قانونه الذي يفرضه. "كلمة سواء بيننا وبينكم". هذه الكلمة هي ما تصل إليه الفطرة السليمة. تعالوا نتفكر ونتأمل ما هو هدفنا ما هو أملنا.

0.3

خطبة الجمعه 07-11-2003
السيد علي رافع

ورحمة الله هي أن تتنزل على الإنسان نفحات الله وتملأ وجوده بنور الله وتجعل عنده قوة تساعده على أن يعمل عملا صالحا. (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (8)(سورة فصلت) هذا هو الدين. هل أدركنا الدين كذلك؟ أم أدركناه غير ذلك وجعلنا من الطقوس أصناما نعبدها ومن الكلمات أوثانا نقدسها. ماذا فعلنا بديننا وبآيات الحق لنا وبرسالات السماء لنا؟ هل قمناها وعشناها ومارسناها بمفهوم عميق في معنى علاقة الإنسان بالله وفي معنى وجود الإنسان على هذه الأرض. إن من المفارقات العجيبة أن بعض الممارسات التي يمارسها من تركوا الدين كلية وإتجهوا الى الدنيا فيها بعض من الدين لأنها قامت على قانون الفطرة على ما يستسيغه الإنسان أنه الأحسن وأنه الأفضل وأن هناك من الذين في ظاهر أمرهم يتمسكون بالدين قاموا في أمور ليست من الدين في شئ بظن دين . فهل الدين هو الكلمات أم الدين هو الأفعال والقيام والسلوك والإستقامة. وهل يمنع الإنسان أن يقوم في عمل صالح مفيد للبشرية وللمجتمع بناء على فهم عميق في الدين. هل يستحيل ذلك. أم أن هو الأمر كذلك ولكننا نحن الذين فرطنا في ديننا بل جعلناه منفرا وليس ديننا فقط وليس الإسلام فقط وإنما الحال كذلك أيضا في كل الديانات وهناك في كل مجتمع الآن من يرفض هذا الشكل ويعتقد أنه برفضه هذا قد تخلص من الدين وإنما هو في الحقيقة قد تمسك بالدين ولكن دون أن يعلم ودون أن يعرف فهو في ضياع لأنه لا يعلم معنى حياته وإنما نظر الى أمور يستسيغها في عاجل أمره فتمسك بها والآخر الذي هو يظن أنه على دين ترك هذه الأمور بظن أنه مع الله وأنه رابح كل شيء.

0.3

خطبة الجمعه 25-01-2002
السيد علي رافع

إنا نتذاكر دائما كيف نكون على هذا الصراط المستقيم؟ كيف نكون من الذين يخشون ربهم؟. لا يكون ذلك إلا بأن نتعلم منهج ديننا. أو نقول أن نتعلم ديننا. لأن ديننا هو منهج. كما نتذاكر في ذلك دائماً. فالدين ليس شكلاً وليس صورة وليس جموداً وليس حركة وليس فكراً محددا. الدين منهج. الدين أسلوب حياة. وهناك فارق كبير بين أن يكون الدين منهجاً وبين أن يكون صورةً. فالمنهج هو أسلوب في تعاملك مع الحياة. هو أسلوب في تفهمك لآيات الله. هو أسلوب في تفهمك لأحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وقد قال العلماء قديماً وحديثاً أن آيات الله يمكن أن نفهمها بصور متعددة. وأنه لا يوجد مفهوم محدد لآية أو لحديث لأن هذا المفهوم لا يعلمه الا الله. إنما نحن نحاول أن نفهم وأن نتفهم هذه الآيات بما نستطيع من قدرات. لذلك فإننا كثيرا ما نفرق بين أن ينسب إنسان إلى مفهومه أنه هو المفهوم الوحيد وبين أن يكون هناك أكثر من مفهوم. إن كثيرا من الناس يعتقدون أن الدين محدد في الأشكال التي يقومون بها وفي الأقوال التي يتداولونها. بظن أن هناك مفهوما واحد لكل آية هم الذين فهموها وأدركوها. وكان هذا هو سبب الغلو في تاريخ مجتمعاتنا الإسلامية. أن بعض الناس ظنوا أنه بفهمه هو هذا هو الدين وأن كل ما يخالف ذلك ليس بدين. فأراد بظن الدين أن يفرض فكره وأسلوبه على الأخريين.

0.3

خطبة الجمعه 10-08-1990
السيد علي رافع

إن وجودنا على هذه الأرض وراءه هدف كبير وراءه أن نحيا وراءه أن نكون عبادا لله نحقق لوجودنا معنى العبودية لله أن نسلك في طريق الله أن نكون قياما أعلى ووجودا أفضل ومعنى أكرم. إن ما يقابله الإنسان من صعوبات على هذه الأرض وتحديات لوجوده هي لصقله ولإظهار ما فيه من طاقات ولإكبار ما فيه من معنويات.. الإنسان على هذه الأرض في جهاد دائم في جميع الإتجاهات في جهاد مع نفسه وفي جهاد مع مجتمعه وفي جهاد مع بيئته والإنسان الصالح الفالح الرابح هو الذي يعرف كيف يكسب في الله في جهاده وعمله ينظر الى نفسه فيتعرف على ما فيه من طاقات كما يتعرف على ما فيه من ظلمات كما يتعرف على ما فيه من نور وقوة وعزيمة. وينظر في رسالات السماء وفي أقوال الحكماء وفي تراث الحق والحقيقة وفي عباد الله الصالحين وفي أولياء الله الصادقين مجتمعا على إخوان له متحابين هدفهم واحد ومقصودهم واحد مقصودهم وجه الله وأملهم أن يكونوا عبادا لله ودستورهم قانون الحياة.

0.3

خطبة الجمعه 29-01-1999
السيد علي رافع

إننا اليوم. نعيش عصرا غير مسبوق في تاريخ البشرية التي نعرِفها. وواجبُُ علينا. حتى نكسب حياتنا ونكسب كرتنا. أن نتفكر ونُفكر بطريقة غير مسبوقة. تتناسب مع ما نحن عليه. وما نعيشه. من حياةٍ. تغيرت عن السابق وعن القديم. تغييرا كبيرا. وما تواجدنا في هذه الأرض أو على هذه الأرض في هذا الوقت. وفي هذا المكان. إلا لحكمةٍ أرادها الله بنا. علينا أن نتأمل فيما يدور حولنا. فإذا وجدنا. خيرا تفاعلنا معه بالخير. وتفاعلنا معه بالمساندة وبالدعاء والرجاء. وإن وجدنا شرا. تفاعلنا ضده. بأن نَشْحَذَ همتنا. وأن نشحذ أفكارنا. وقدراتنا. لنجابهه بالحق. الذي نرى. والذي نعتقد. "قل جاء الحق وزهق الباطل. إن الباطل كان زهوقا". نجتهد. فإن أخطأنا فلنا أجر. وإن أصبنا فلنا أجران. إنما علينا أن نحاول. وأن لا نقف ساكنين. وأن نبذل كل ما في طاقتنا. من فكر وذكر. فجهاد اليوم هو جهاد العقل. جهاد الكلمة. جهاد المنطق. جهاد العلم. جهاد المعرفة. يتْبَع ذلك. جهاد القلب بالذكر والدعاء.

0.3

خطبة الجمعه 15-01-2010
السيد علي رافع

نحن في أشد الحاجة في هذه الأيام وفي هذا العصر ، إلى دعوةٍ إسلامية تقوم على المبادئ الأساسية لرسالة الإسلام الحقيقية ، التي تدعو الناس جميعاً لما فيه خيرهم ، ولاستعمال كل ما لديهم من قيمٍ روحية ، ومن موروثٍ حضاريّ وفكريّ وحقيّ ، ليكونوا في معنى الإنسان الحق ، ليكونوا في معنى الإنسان الصالح الذي يخدم البشرية ، والذي لا يسيء لإخوانه ولأفراد مجتمعه ، والذي يعرف أنه في حاجةٍ إلى مددٍ روحيّ ، الذي يعرف أنه في حاجةٍ إلى دعاءٍ وإلى صلاةٍ وإلى مجاهدةٍ وإلى تكافلٍ مع إخوانه الذين يحتاجون إليه ، الذي يعرف أن قبلته على الأرض وأن كسبه في الله ينبع من عمله على الأرض ، لا ينعزل عن الأرض بظن أنه في استقامةٍ روحية ، وإنما يعمل على الأرض حتى ولو كان في حالة صفاءٍ وذكرٍ روحيّ ، فهو يرجو الخير للناس أجمعين بما عنده من طاقةٍ روحية ومعنوية . إن كل إنسانٍ على هذه الأرض إن أدرك معنى رسالته عليها ، هي أن يكون أداة خيرٍ للناس جميعاً، وأن يستعين بالأدوات التي أعطاها الله له ، ليستمر في هذا الاتجاه ولا يحيد عنه.

0.3

خطبة الجمعه 01-05-1992
السيد علي رافع

إن جهاد الإنسان، جهاده الأكبر هو فى جهاده مع نفسه، جهاده ليكون قياما خالصا لله، جهاده ليشهد معنى الحق فيه، ولا تقف نفسه حائلا بينه وبين سر الله فيه.

0.3

خطبة الجمعه 17-12-1993
السيد علي رافع

قد يخطيء بعض الناس وقد يشطحوا بأفكارهم ولكن ليبس هذا سبب لأن يمنع الناس جميعا من أن يفكروا ويتدبروا ولا تجمع أمتي على ضلال لأن إذا كان هناك من الناس من يدعون الى الظلام أو يشطحوا بأفكارهم فإن هناك من سوف يخاطبوهععم وسوف يقرعوا الحجة بالحجة والكلمة بالكلمة والقول بالقول وهكذا يعيش الناس جميعا في إطار من التواصل الفكري والكلام الحقث والبحث المستنير عن الحق والحقيقة لا تسيطر جماعة على جماعة بالعنف ولا يالقوة وإنما بالحجة وبالمعرفقة لا مانع أن يرضىلا بعض الناس من الدين بقشوره فهذا حالهم وهذه إمكاناتهم ولكن لا يجب أن يفرضوا على الذين يتفكروا ويتأملوا ويتدبروا أن يكونوا كما يكونون وأن يصبحوا أيضا بالقشور راضين ويقولوا إن الدين ليس فيه ذلك إن الدين بسيط ولا داعي فيه للفكر ولا داعي فيه للتأمل ولا داعي فيه بأن يتأمل الإنسان في كل ما هو على هذه الأرض من حضارات وثقافات ومعارف فبين أيدينا ما يكفينا وهذه كلمة حق يراد بها باطل فنحن بين أيدينا كتاب الحق وكلام الحق وآيات الحق هذه حقيقة وكل ما على هذه الأرض جاء نتيجة كلمة حق قيلت في يوم ولو أمعنا النظر في كل ما هو على هذه الأرض من ثقافات وحضارات وخلصناها من القشور ومن المصالح الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ورأينا جوهرها لرأينا فيها كلمة حق وهذا التأمل ضروري لو أدرت أن تكون لك كلمة حق بين أهل ا لأرض جميعا فيجب أن تعلم ما يفكر فيه الناس جميعا حتى تستطيع أن تخاطبهم إن كنت تريد أن تكون داعية للحق الذي ترى أنه الحق وهذا دور كل إنسان على هذه الأرض أن يدعوا بالذي يراه حق وخير فهذه شهادة لا يجب أن تكتم فهي معرفته وتحصيله الذي حصل عليه بنعمة الحياة فيه على أن يقولها وعليه أن يعبرعنها وإن أراد خيرا للناس جميعا فعليه أن يخاطبهم بقدر عقولهم وبقدر معرفتهم ففلاسفة الإسلام في سابق نظروا في كل الثقافات وفي كل الحضارات وتعلموا منها وأخذوا يخاطبون أهل هذه الحضارات بحديثهم ويكشفون لهم كيف أن الحق موجود بين أيديهم ولا يدركون ويعلمونهم كيف أن هذه الحقائق موجودة في كتاب الله ليزدادوا إيمانا على إيمانهم وليعرفوا ما يعرفوا وليكملوا ما هو ناقص لديهم في إطار من التفكير الحر ومن المعرفة الصحيحة ولكننا اليوم بدلا من أن نأخذ الأمور أكثر جدية لا نريد أن نفكر ولا نريد أن نتعلم ما يفكر فيه الآخرون وأن نقارن بين تفكيرهم وبين ما لديهم وبين ما لدينا لنجد أرضا نقف عليها جميعا من دعوة الحق والحياة ونظن بذلك أننا لديننا مكبرين وأنا له حافظن وأنا به مؤمنون وظننا هذا ظن في غير محله فنحن بذلك نقطع الصلات بيننا وبين الحضارات وبيننا وبين المجتمعات فنصبح متقوقعين لا نستطيع أن نخاطب أهل الأرض في عصر أصبحت الأرض جميعا قرية صغيرة في ظل ما وصل إليه الإنسان من تقدم في الإتصالات من مخاطبة أي إنسان على هذه الأرض في أي مكان لا زلنا نتحدث بلسان من لا يعرف شيء ولا يستطيع أن يفعل شيء بظن دين وبظن يقين فكيف سيكون حالنا ونحنكذلك وكيف سنصبح بعد ذلك...

0.29

حديث الخميس 31-03-2005
السيد علي رافع

لذلك فنحن حين ننظر حولنا في مجتمعاتنا نجد ان هذا الامر في بعض الاحيان يغيب عن الناس في حركتهم وتكون مرجعيتهم كما قال الآخرون وما وصل اليه الآخرون دون ان يعملوا عقولهم كيف وصل هؤلاء الى ما وصلوا اليه وكيف قالوا بهذا القول وبهذا الراي فيما يقولون به وفيما يصدقون ومن هنا يبدأ الانسان في التقليد ويبدأ في الترديد وهذا أمر في كل الأحوال لا يؤدي الى صلاح ولا يؤدي الى فلاح. نحن نتكلم في عمومية. إنما إذا أردت أن تطبق سوف تجد كثير من الامور التي نراها في الساحة اليوم من قضايا معروضة هي لها جزء بسيط من هذه المشكلة التي نتحدث فيها أيا كان الإختلاف وايا كانت الآراء وأيا كانت الانقسامات ليس هناك رأي واحد كما نعلم جميعا وليس هناك قضية فيها منطق واحد أو فيها حق واحد او فيها حق مطلق إنما كل قضية يمكن ان نختلف في تناولها وفي رؤيتنا لها وهذه طبيعة البشر وطبيعة البشر ان يختلفوا والاختلاف هنا لا يعني ان انسان على حق والانسان الآخر على باطل وانما يعني ان كل انسان ينظر من زاوية معينة لهذا كان دائما الاختلاف هو رحمة للانسان وهو من سمات الوجود المادي الذي نعيشه والارض التي نعيشها أنها فيها اختلافات كثيرة وتنوعات كثيرة وهذا ما يجعل هناك حركة يجعلنا نتكلم ويجعلنا نتناقش ويجعلنا نتجادل ويجعلنا نقلب الامور في الأوجه المختلفة وهذا هو الهدف ونحن كما نقول دائما ليس الهدف ان تصل الى شكل محدد ولكن الهدف هو ان تكون مجتهدا وان تكون محاولا وان تكون باحثا عن الحقيقة وأن تكون هادفا إلى أن نعرف الحقيقة والحكمة ضالة المؤمن في دوام ولن نتوقف ابدا عن طلب معرفة الحق ولن نصل أبدا إلى نقطة نقول ان هذا هو الحق المطلق وإنما سنظل دائما نبحث عن ما هو احسن وعن ما هو افضل وعن ما هو اقوم ونعرف جميعا ان أي عالم في أي علم يدرك مدى جهله ويدرك انه لا يعرف الا القليل وان هناك الكثير الذي يجهله ونعرف أن كل جاهل يعتقد انه يعلم كل شيء وان الحق هو الذي يعلمه والذي يعرفه وليس هناك شيء آخر وكلما إزداد الانسان علما كلما شعر بجهله وشعر بافتقاره وشعر بحاجته الى ان يكون اكثر معرفة واكثر بحثا واكثر ادراكا ما يهمنا جميعا هو ان نجتهد وان نبحث وان نفكر وان ندعو الله وان نذكر الله وان نسير في طريق الأفضل والاقوم والاحسن كل خطوة يخطوها الانسان في جهاد وفي إجتهاد وفي طلب للعلم وفي طلب للمعرفة وفي جهاد لنفسه في محاولة لاصلاح ما فيه من ظلمات وفي محاولة لمساعدة الاخرين وفي محاولة لدعاء الله ولرجاء الله ولطلب الله ولاستغفار الله وللطمع في رحمة الله هي خطوة الى الامام ويجب الا يتوقف الانسان عن هذا أبدا.

0.29

خطبة الجمعه 14-12-2001
السيد علي رافع

إن دين الفطرة هو في هذه المفاهيم الأساسية.. في معنى الإنسان في معنى وجوده في معنى علاقته بربه.. هذا هو الأساس الذي يبنى عليه.. وهذا هو أساس الدعوة للناس جميعا (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64) (سورة آل عمران).. دعوة الى السلام ودعوة الى توحيد هدف الإنسانية ودعوة الى حقوق الإنسان الروحية والمعنوية.. دعوة أن يعرف الإنسان حقوقه.. وأن يعرف واجباته.. ما يجب أن يقوم فيه وما يجب أن يسير عليه.. إنا في حاجة الى تغيير شامل لمفاهيمنا ولسلوكنا ولأقوالنا حتى نرجع الى الإسلام.. الإسلام دين الفطرة.. دين الحقيقة.. دين الوجود.. قانون الحياة.. دعوة كل الأنبياء وكل الرسل.. الدعوة الى حقيقة وجود الإنسان والى هدف وجود الإنسان على هذه الأرض..

0.29

حديث الخميس 06-12-2001
السيد علي رافع

لذلك علينا أن نفكر دائما ونتأمل في أن اليوم.. المطلوب هو جهاد علمي وجهاد عقلي وجهاد فكري في مفهوم الحياة وفي معنى الحياة وفي الهدف من هذه الحياة وفي علاقة الإنسان بأخيه الإنسان في أي مكان على هذه الأرض وفي أي بقعة على هذه الأرض وهذه هي دعوة الإسلام الحقيقية التي جاءت للكافة للأحمر والأبيض والأسود.. أرسلت للناس كافة.. فهنا هذا هو الذي يجب أن نفعله كأمة بين أيدينا كتاب الله وسنة رسول الله.. ولكننا لم نُحسن أن نفهمها وأن نتحدث بها بمفهوم الكافة وبمفهوم العامة.. وأخذنا جزءا صغيرا ضيقا.. وضيقنا على أنفسنا وضيقنا على الناس جميعا في دعوتنا فأصبحنا قوة ترفض ومُبعِدة عن الجوهر بدلا من أن نكون قوة جاذبة للمعاني الحقية..

0.29

حديث الخميس 11-11-2004
السيد علي رافع

فنحن حين نرى اليوم الناس مثلا ونحن نرى مد نستطيع أن نقول مد ديني تقليدي في المجتمع يصلون صلاة القيام والتهجد وكثير من هذه المعاني وفي نفس الوقت نجد أن المجتمع ككل بيتجه الى أسفل كشكل عام كصورة عامة وكمثالية عامة نجد أن هناك خلل في المفهوم العام في معنى الدين وفي معنى علاقة الإنسان بربه وفي معنى كيف يكون متعاملا مع الله وكيف يكون مخلصا في عمله وفي إتقانه لعمله وفي خدمته لمجتمعه وفي مناحي الحياة المختلفة التي يتعرض لها هناك تصورات خاطئة أن إذا أكثر الإنسان من هذا الشكل من العبادة فسوف تفتح له أبواب الجنة بصورة أو بأخرى فهو يعبد الله وهو في عقله وفي قلبه دنيا يريد أن يصيبها ليس كل الناس وإنما هذا المفهوم تجده الى حد ما في شيوع هناك خلل في التفكير العام هناك طبعا من الناس من يدرك الحقيقة ومن يدرك ما هي العبادة الحقيقية إنما المفهوم الشائع للدين بين الأوساط المختلفة وأيضا فيمن يتحدثون بإسم الدين يروجون لهذه المقولات ولهذه الأحوال التي هي في واقع الأمر تهدم المفهوم الحقيقي لعلاقة الإنسان بربه ولعلاقة الإنسان وقيامه على هذه الأرض ولمعنى عبودية الإنسان لله ووجوده على هذا الكوكب من هنا نرى أن كل هذه العبادات وكل هذه المظاهر التي نراها لا تثمر بالصورة التي يرجى منها من أناس لهم قيم ولهم معاني وعندهم عقيدة في ظاهرهم كذلك لكن القلوب الله أعلم بها نحن في هذا الحال وفي هذا القيام نتجه الى الله أن يرفع هذه الغمة وأن يجعل منا أداة خير وسلام ورحمة لمجتمعنا ولبلدنا ولأمتنا ولأرضنا وأن يجعلنا أهلا لرحمته وأهلا لعلمه وحكمته وأن يغفر لنا إن نسينا أو أخطأنا وأن يقومنا إن غفلنا وأن يجعلنا من التائبين إليه الراجعين إليه المتوكلين إليه اللاجئين إليه الطارقين بابه السائلينه دائما الرحمة والرحمة والرحمة وأن يجمعنا دائما على الخير ويوفقنا الى الخير ويجعلنا أهلا للخير وأن يهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم وأن يوفقنا لما فيه خيرنا ولما فيه صلاحنا وأن يجمعنا في طريق الحق وفي طريق الحياة.

0.29

خطبة الجمعه 08-02-2008
السيد علي رافع

عباد الله : ما أردنا أن نقوله اليوم هو أن نعكس البصر إلى داخلنا لنرى أين نحن من دعوة الإيمان هل استطعنا أن نتعرف على ما فينا من فطرة الحياة ومن سر الحياة هل استطعنا أن نحول ما فينا من قوى روحيه وحقيه إلى واقع في حياتنا وفي سلوكنا وفي معاملاتنا هل استطعنا أن ندرك أن إيماننا بالله حقا هو في إيماننا بما أودع الله فينا من سره وما نفخ فينا من روحه وما صبغنا بصبغته علينا أن نتعلم أن القضية ليست صورا وأشكالا وأسماء نطلقها بعضنا على بعض ولكن القضية هي في أن يصلح الإنسان نفسه وان يقوم فيه أو أن تقوم فيه هذه الرغبة وهذه الإرادة في أن يتغير إلى الأفضل والأحسن والأقوم وان يطمع في رحمة الله وان يعلم أن عليه أن يقيم صلة بمصدر الحياة حتى يساعده على أن يكمل طريقه على هذه الأرض بكل ما هو أفضل وأحسن وأقوم وهذه دعوة للبشرية كلها لا يهم لون الإنسان أو ثقافته أو حضارته وإنما المهم أن تبدأ في الإنسان الرغبة في أنه يريد أن يكون تعبيرا عما فيه من حقيقة يرضاها له وللآخرين وان يتعلم أن يدعوا ربه دائما بالغداة والعشي يريد وجهه يريد رحمته يريد قوته يريد أن يكون هو تعبيرا عن هذه المعاني التي جاء من اجلها وان يسعى في الأرض وان يسير في الأرض فيتعلم ويتعرف على كل ما فيها لان هذا يساعده على أن يقوم نفسه وان يجعل مظاهر الحق تنتشر فيه وتخرج إلى السطح فتجعله عبدا لله صالحا.

0.29