خطبة الجمعه 09-05-2003
السيد علي رافع

هذا الدين القيم أوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. دين القيمة. دين العقول المنيرة والقلوب الحية والنفوس الزكية والأرواح الطاهرة. دين الحرية. دين العبودية لله. دين الأفضل والأحسن والأقوم. دين الكافة. (أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم) فأي عقول. إن الناس مستويات ومقامات. ولكل مقام مقال ولكل مستوى حديث. وكل يأخذ بقدره. وهذه عظمة الحديث القرآني. أن كل كلمة فيه وكل آية تخاطب جميع المستويات. وكل يأخذ بقدره. وهكذا كان حديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. فهو يخاطب الناس على قدر عقولهم. وكل عقل يفهم بما هو له أهل. (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا(63)( سورة النساء) قل لهم إن عليهم أن يسلكوا طريق الحق وأن يجاهدوا في سبيل الله. وأن يجتهدوا بكل كلمة يسمعوها وفي كل حال يشهدوه. (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا (69)( سورة العنكبوت). فالبدء من الإنسان أن يجاهد. والجهاد ليس مجرد سيفا يشهر. إنما الجهاد عمل صالح مستمر. له أدوات كثيرة وله طرق كثيرة. إن كل عمل يقوم به الإنسان إن تعامل فيه مع الله كان هذا العمل جهادا له في الله. وهذا ما نذاكر به دائما أن الدين ليس مجرد كلمات وليس مجرد شعائر وليس مجرد مناسك وإنما هو جهاد وعمل صالح.

0.59

خطبة عيد الفطر 04-04-1992
السيد علي رافع

أمل الإنسان أن يحقق لوجوده معنى الحياة، ومعنى العبودية لله، وأن يجاهد فى سبيل ذلك بكل ما يملك؛ يجاهد فى عمله، وفى ذكره، وفى علمه، وفى بحثه، فى كل أحواله على هذه الأرض، يعمل ويجاهد، ويحتسب عند الله، ويتعامل مع الله، ويعبد الله ويقترب إلى الله، يذكر الله دائما، فى كل أحواله، وفى كل ما يقوم به، يعبد الله حقا، ولا يشرك به شيئا، يشهد حقا أنه لا إله إلا الله، ويشهد حقا وصدقا أن محمدأ رسول الله.

0.3

خطبة عيد الفطر 04-04-1992
السيد علي رافع

نتجه إلى الله، ونتوكل على الله، ونقصد وجه الله طالبين قوة، وطالبين رحمة، وطالبين توفيقا؛ نتأمل فى حال مجتمعنا؛ فنرى الظلام وقد استشرى، والفساد وقد عم، والله قد جعل لكل شيئ سببا، وجعل لنا من الدعاء سببا، وأن نتجه إليه بالرجاء أن يغير الحال، وأن يكشف الغمة. لانيأس من رحمة الله، ولا من فضل الله ولا من كرم الله، نزيد من الدعاء ومن الرجاء، نستغفر الله كثيرا، ونتجه إليه فى كل أعمالنا، وفى كل أحوالنا؛ فكل إنسان باستقامته وبدعائه، ورجائه يمكن أن يكون أداة خير وصلاح وإصلاح، كل إنسان يجاهد فى سبيل الله بكلمة الحق، وبدعاء الحق، وبعمل الحق. مهما كان عمله صغيرا، فله كسبه فى الله، وأجره فى طريق الحياة. قد لا يجد لعمله صدى؛ فالظلام كثرة، ولكن الأمل فى الله كبير، لا يجب أن ييأس الإنسان أو أن يستسلم للظلام، وهذا هو الجهاد الحقى؛ الذى إن حافظ الإنسان عليه، واضعا نصب عينيه؛ إما النصر وإما الشهادة. فهو لايريد بديلا لذلك، يجاهد ويجاهد إلى أن يخرج من هذه الأرض وهو لم يستسلم للظلام، ولم يصبح يوما، وما أصبح يوما، وما كان يوما جنديا من جنود الظلام؛ وإنما يجاهد فى سبيل الله، ويجاهد فى طريق الله، وليّه الله "الذين آمنوا وليهم الله، والذين كفروا وليهم الطاغوت".

0.3

حديث الخميس 15-04-2004
السيد علي رافع

هذا هو الأساس الذي ندركه أو نفهمه في معنى الجهاد. هذا لا يعني أن الجهاد بمعنى الحرب أو بمعنى القتال ليس وارد في هذا المعنى وإنما هو جزء من هذه المنظومة ا لكاملة في معنى الجهاد وفي بعض الأحيان أن يكون هو الخيار الوحيد التى يلجأ إليه الإنسان وإنما هو ليس الصورة الوحيدة الذي يمكن أن يكون الإنسان فيها مجاهد فهو يمكن أن يكون مجاهد بصور كثيرة ومتعددة وفيها المعنى الحقي الذي هو موجود في هذا القتال أو في هذا المعنى من معاني الجهاد فحين نتكلم نحن في أن يكون الإنسان عمله كله في الله ولله أن يعيش بكلمة الحق وأن يحاول أن يقدم أفضل ما لديه وأن يحاول أن يكون وجوده سببا لخير الآخرين وأن يجاهد معنى الظلم ومعنى الظلام في كل صوره وأشكاله وأن يكون فكره وعلمه وقوله في سبيل الله وفي إظهار ما هو أفضل وما هو أحسن وما هو أقوم هذا هو جهاد في الله وعلى الإنسان ألا يقلل من هذا الجهاد ومن هذا العمل.

0.29

خطبة الجمعه 19-09-2003
السيد علي رافع

لأن هذا هو الواقع الذي يرشدنا إليه القرآن (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (8)(سورة فصلت) تجيء دائما مقترنة بالإيمان العمل الصالح مقترن بالإيمان. فلا نكون في معنى الإيمان الحق إذا لم يقترن بهذا الإيمان عمل صالح. والعمل الصالح هو العمل المثمر العمل الذي يؤتي بنتيجة. فعلينا أن نحاول أن يكون عملنا عملا صالحا عملا مثمرا عملا متقناً عملا جاداً {إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه}. كل ذلك حتى نكون أهلا لأن يخرجنا الله من الظلمات إلى النور. حتى نكون أهلا لأن يُسري بنا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كمعنى وكحال وكقيام نكون به أهلا للانطلاقة الكبرى فيما بعد هذه الأرض في السماء في العالم الآخر في اليوم الآخر في الوجود الآخر في الحال الآخر. هذه رسالتنا وهذه قضيتنا. إن اعتقدنا بها وفيها وجاهدنا وحاولنا لنا أجرنا وإن قصرنا وفرطنا. فرطنا في أمر وجودنا واتبعنا الهوى ارتددنا إلى أسفل سافلين وفقدنا معنى الحياة فينا. فلنحاول جاهدين مجتهدين أن نؤمن وأن نعمل عملا صالحا. كلُُ له فهمه وله إيمانه وله عمله لا نفرض طريقاً على أحد ولا علماً على أحد ولا فهماً على أحد ولا عقيدةً على أحد وإنما نذكّر بما نعرف وبما نعلم فربما يكون ذكرنا نابعا ونستغفر الله أن نكون مخطئين وأن نكون مذنبين وأن نكون غافلين لا ننسب لأنفسنا الحق كل الحق وإنما نعرف أننا نقول ما نعتقده أنةه حق.

0.29

حديث الخميس 29-03-2012
السيد علي رافع

ولذلك، بنجد أن العمل الصالح دائماً، بيُقرَن بالإيمان، "...الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ..."[البقرة 25]. فالصالحات، هي كل الأعمال وكل الأفعال التي يقوم بها الإنسان، ولكن وهو متجهٌ إلى الله. فلذلك، كانت النية المصاحبة للعمل، هي الأساس الذي يجعل من هذا العمل عملاً صالحاً، أو يجعل من هذا العمل عملاً باطلاً.

0.28

خطبة الجمعه 18-01-2002
السيد علي رافع

الذين يتجهون الى الغيب. الذين يقيمون الصلاة صلة بالغيب. الذين يدركون أن هناك قوة عليهم أن يتجهوا إليها لينهلوا منها وليأخذوا قوة تعينهم على حياتهم. وما كان إيمانهم بالغيب إلا حافزا لهم أكثر على أن يعملوا في حياتهم وأن يجاهدوا في سبيل الله بكل ما أعطاهم الله. وكما نتكلم في الجهاد دائما. نقول أن الجهاد اليوم ليس في سيف تحارب به وإنما هو في كلمة سواء. في فكر مستنير في كلمة حق في موقف صدق في سلوك إستقامة. في إصلاح نفس في إصلاح مجتمع. هذا هو الجهاد اليوم. فأنت تستطيع اليوم أن تخاطب أي إنسان في أي بقعة على هذه الأرض ولا يستطيع إنسان أن يمنعك من ذلك. وهذا هو الهدف أن تذكِّر وأن تدعو الى الحق. الجهاد اليوم هو علم ومعرفة هو كلمة صادقة وإدراك مستقيم للحياة بكل أبعادها. قضية الإنسان على هذه الأرض في كل منحى من مناحي الحياة وفي كل إتجاه من إتجاهات الحياة. لهم كل العلوم. لهم معرفة من قوانين الطبيعة. لهم معرفة عن قوانين تعامل الناس بعضها مع بعض. إنها المعرفة عن الإنسان. بقيامه المادي وقيامه الروحي. هذه العلاقات تأتي تحتها كل العلوم. والدين هو كل العلوم.

0.28

خطبة الجمعه 26-07-1985
السيد علي رافع

ومن هنا ندرك أن كل عمل يؤدي الى الآخر وإذا لم نحدد شكل العمل فإننا نعني العمل جميعه قل إعملوا.. أمر لكل عمل وفي كل عمل وفي كل قيام فسيرى الله عملكم كل أعمالكم إتقوا الله في أعمالكم واتقوا الله في وجودكم إتقوا الله في كل ما يصدر عنكم(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه).

0.28

خطبة الجمعه 30-03-2012
السيد علي رافع

في كل أعمالك الدنيوية، راقب الله في كل عملٍ تقوم به، تعامل مع الله في كل عملٍ تقوم به. إن العمل الصالح، ليس فقط في أن تصلي وتُسبِّح، وإنما العمل الصالح، في كل عملٍ تقوم به على هذه الأرض، في كل كلمةٍ تنطقها، وفي كل مسعىً تسعى فيه، وفي كل عملٍ تقدمه يداك، وفي كل فكرةٍ يفكر فيها عقلك، وفي كل ذكرٍ يذكره قلبك، إنها مراقبة النفس، إنها محاسبة النفس، إنها الاستغفار المستمر، [إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم سبعين مرة أأغيان أغيار يا رسول الله بل هي أغيان أنوار](3).

0.28

خطبة الجمعه 26-10-2001
السيد علي رافع

إن هذه الصلة لا تكون بالكلمات ولا تكون باللسان وإنما تكون بالعمل تكون بالإستقامة تكون بالإقتداء تكون بأن يحتسب الإنسان كل عمل عند الله.. وأن يكون متعاملا مع الله.. وأن يكون مدركا لما يقوم به.. فالعمل الذي ينتج عن إدراك ليس كالعمل الذي ينتج عن الهوى.. العمل الذي ينتج عن الإدراك هو عمل صالح.. يوم يكون الإدراك صالحا.. يوم يكون الإنسان متعاملا مع الله مستقبلا بيت الله.. ولا يكون العمل صالحا يوم ينحرف عن أن يتجه الى بيت الله.. ويوم ينتُج عن هوى.. (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ(46)(سورة هود) فكل إنسان له عمل صالح وله عمل غير صالح.. ويوم يدرك الإنسان ذلك سوف يحاول جاهدا أن تكون كل أعماله صالحة بأن يستقبل قبلة الله وبيت الله ورحمة الله ونور الله وأن يصلي ويسلم على رسول الله.. حتى تكون أعماله صالحة..

0.27

خطبة الجمعه 16-01-2015
السيد علي رافع

فكل ما ينفع الناس هو عملٌ صالح. كل ما ينفع كائنات الله هو عملٌ صالح. كل من يُكبِر العدل هو إنسانٌ صالح في هذا العمل، وفي هذا الحال، الذي أكبر فيه العدل ـ عمله صالح. قد نشهد له بالإيمان ـ في ظاهر حياتنا ـ بما أداه من عملٍ صالحٍ، ولكننا لا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك، بأن نقدسه أو أن نُكبِره أو أن نقول أنه أحسن خلق الله، فهذا خارجٌ عن حكمنا وعن طاقتنا.

0.27

خطبة الجمعه 17-11-2000
السيد علي رافع

إن كل ما أُمرنا به في ديننا هو ليجعلنا في الطريق القويم وعلى الصراط المستقيم الذي يهيئنا لنكون عبادا لله. لنكسب هذه الحياة. ونكون أحياءً. (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) (سورة آل عمران) أمل الإنسان أن يكون مثل هؤلاء. وسبيل الله لا يعني فقط الحرب. وإنما هو الجهاد في كل إتجاه. والإنسان الذي يبذل كل حياته في سبيل الله ويبذل كل طاقاته وكل إمكاناته وكل لحظات حياته وهو يتعامل مع الله ويحتسب عند الله فهو في جهاد في سبيل الله. والقتل هنا إشارة الى المنع من مواصلة الطريق ومواصلة الجهاد. والذي يجاهد في أي إتجاه في سبيل الله سوف تقابله كثير من الصعاب التي تمنعه. والتي نستطيع أن نقول أنها تقتله. لأنها تحول بينه وبين هدفه. ومع ذلك لا يستسلم هو لأي محاولات.

0.27

خطبة الجمعه 28-09-1990
السيد علي رافع

نسأل الله أن يجعلنا عبادا له صالحين ورجالا فيه صادقين صدقوا فيما عاهدوا الله عليه يجاهدون ويجتهدون ويسألون ويتحابون ويتأملون ويتذاكرون في كل عمل وفي كل قيام وفي كل حال.

0.27

خطبة الجمعه 09-05-2014
السيد علي رافع

عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أن العمل الصالح، ينتج من إيمانٍ بالله واليوم الآخر. وليستمر الإنسان في عملٍ صالحٍ، فعليه أن يلجأ إلى الله، وليعلم أن العمل الصالح هو كل ما يقوم به على هذه الأرض.

0.27

حديث الخميس 14-10-2010
السيد علي رافع

ونجد ذلك أيضاً ، في كل الآيات التي تحث على العمل ، أن "...تَعْمَلْ صَالِحاً ..." [الأحزاب 31] ، "...مَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً ..." [التغابن 9] ، "وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ..."[العصر 3:1] ، فالعمل الصالح هنا ، لا ينحصر في إن الناس بتنظر له ، على أن العمل الصالح ، فقط هو في التعبد أو في إقامة المناسك . أن التعبد بمفهومه الأشمل ـ يعني الكلمة الأصح للتعبد ـ أنها تشمل جميع مناحي الحياة ، وجميع ما يقوم به الإنسان من أعمال . قيامه بهذه الأعمال ، وأن يكون عمله عملاً صالحاً ، هو في واقع الأمر ، بيؤدي إلى رقيٍّ روحيّ ومعنويّ .

0.27

خطبة الجمعه 10-12-2010
السيد علي رافع

فعليه أن يجد ويجتهد، ويدعو إلى الخير وإلى الحق. وهذا، هو أساس التغيير، أن يعمل عملاً صالحاً، وأن يجتهد، وأن يجاهد، ولا ينتظر تغييراً فوقياً، وإنما يجاهد بإمكاناته وقدراته. بتوفيق الله، يمكنه أن يُغير ـ من خلال ما يستطيع على هذه الأرض .

0.27

خطبة الجمعه 02-05-2003
السيد علي رافع

إن كل إنسان على هذه الأرض مكلف بأن يجاهد في سبيل الله (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته).. كل إنسان عليه أن يجاهد في طريق الحق فيما يعتقد أنه الأفضل والأقوم. عليه أن يتعلم وأن يتدبر وأن يصل إلى نتائج يرى فيها الخير لنفسه ولكل البشر.

0.27

خطبة الجمعه 22-05-1992
السيد علي رافع

ما أردنا أن نقوله اليوم، أن على الإنسان أن يعرف ويقوم فى أن كل حياته وعمله هو لله، هو طمعا فى توفيق الله، وفى اصطفاء الله، وأن هذا العمل إن لم يؤدِ به أن يكون أهلا لاستقبال نفحات الله؛ فهو عمل غير صالح.

0.27

حديث الخميس 01-11-2001
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا. وكما نتذاكر دائما فيما يدور حولنا من أحداث وفيما نمر به من ذكرى ومناسبة. وكل ما نقرأه من آيات. فكل هذه المعاني تعلمنا وترشدنا وتوجهنا الى ما يجب أن نكون عليه وأن نستقيم فيه. ونحن في هذا الشهر الكريم وفي منتصفه نتذكر "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا (144) ( سورة البقرة)وهذا معنى أساسي في سلوك الإنسان على هذه الأرض. فمن ليس له قبلة ليس له عمل وليس له كسب وليس له طريق. وكما كنا نتذاكر في أن الفرق بين عمل وعمل. بين أن يكون عملا صالحا وبين أن يكون عملا غير صالح. هو في أن يكون هذا العمل له هدف وله قبلة وله إتجاه في طريق الله وفي كسب الله. والإنسان حين يدرك هذه الحقيقة سوف يجعل كل تفكيره ونيته أن يعرف قبلته وأن يعرف إتجاهه وأن يعرف هدفه. وحين نرى في قصص القرآن الكريم وهو يروي لنا مثلا عن نوح عليه السلام وهو يبني سفينته. السفينة هنا هي رمز للعمل الصالح الذي سوف ينجي الإنسان ويجعله في بر الأمان. وهذا العمل الذي يرشَد إليه الإنسان هو القانون الذي يخضع له. فمن يخضع لقانون الله فهو الإنسان المسلم. ونحن حين نعرّف الإسلام أو نتأمل في معنى الإسلام نقول أن الإسلام هو التسليم للقانون.

0.27

خطبة الجمعه 13-03-1992
السيد علي رافع

طمع الإنسان وأمل الإنسان أن يكون من هذه القِلة الذين أدركوا معنى الحق فيهم، والذين أدركوا معنى الحياة لهم، الذين عرفوا ربهم، الذين آمنوا حقا بوجودهم وقيامهم، والذين بعد إيمانهم جاهدوا وعملوا الصالحات "الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"؛ لذلك فإن أمل كل إنسان أن يكون مجاهدا فى سبيل الله، أن يكون من الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ حتى يكسب كرته، وحتى يفوز بحياته.

0.27

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 20-12-2000
السيد علي رافع

نبدأ مما سمعناه في آخر الحديث.. الآية (فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)(سورة محمد) فيمن قتلوا في سبيل الله.. وطبعا الحديث أشار الى المعنى الذي نردده في كثير من الأحيان (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) ) (سورة آل عمران) وأن معنى الحياة هو معنى الرزق هو معنى مواصلة العمل ومواصلة الكسب.. وتيجي الآية "ولن يضل الله أعمالهم" بتؤكد وتوضح هذه الجزئية.. لإن ممكن الواحد يفهم في البداية الذين قتلوا في سبيل الله.. طيب لن يضل الله أعمالهم إزاي؟ خلاص عملهم خلِص.. هم لهم أعمال تانية؟ معنى إنهم "أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".. معناها إنهم مستمرين في أعمالهم.. مستمرين في كسبهم.. وأن في هذه الحالة أن الله سيوفقهم في أن يعملوا عملا صالحا "ولن يضل الله أعمالهم" لن يجعل في أعمالهم ضلال.. ولكن ها يجعل في أعمالهم هدى وكسب فيه..

0.27