خطبة الجمعه 01-12-2006
السيد علي رافع

إن الإنسان حين يسمع حديثًا ما أو آيةً فإنه يفهمها من خلال ما تحمله من كلمات, و من خلال معرفةٍ مسبقةٍ في ذهنه عن علاقاتٍ بناها على مر السنين, فإذا نظرنا إلى أمتنا اليوم نجد أن هذه المعرفة المسبقة توارثتها على مر العصور والأجيال بإضافاتٍ متعددة, كلٌ يضع طبقةً فوق طبقة حتى توارت الحقيقة وراء هذه الطبقات. حين ننظر إلى آيات الحق بدون أي تحيزٍ وأي مفهومٍ سلفي قد نصل إلى حقيقةٍ مختلفةٍ تماماً عما إذا نظرنا إليها ونحن نعتبر هذا التفكير السلفي. إن كل إنسانٍ مسئولٌ, وأن كل عالمٍ مسئولٌ, وأن كل قادرٍ على أن يتفهم و يتدبر آيات الله مسئولٌ, لذلك قال أحد الصوفية : أن الفقيه الحقيقي هو الفقيه المجتهد, هو الفقيه الذي يصل إلى النتائج بنفسه. و لكننا للأسف اليوم لا نرى إلا من يقال عنهم بلغة السلف إنهم فقهاء مذاهب, أي أنهم غير قادرين أن يبحثوا في النصوص الأصلية و أن يصلوا إلى نتائج مختلفة عما وصل إليه السابقون, لا يجروء أي فقيهٍ اليوم أن يفعل ذلك, لا لأنه ليس قادر, ولكن لأنه مكبل بهذا التفكير السلفي بهذه الطبقات تلو الطبقات, بهذا التفكير الشائع, بهذا التفكير والآراء المتوقعة من أي إنسانٍ ومن أي فقيهٍ.

0.5

خطبة الجمعه 20-04-2007
السيد علي رافع

فقضيته أن يحاول وأن يجتهد وأن يجاهد ، وأن يخاطب نفسه ، وأن يهدي نفسه ، وأن يحاول أن يجعلها على الصراط المستقيم ، وأن يدعو ربه أن يهدي الناس جميعاً ، وأن يصلح الأحوال وأن يرفع الظلمات ، وأن ينشر العلم ، وأن يرفع الجهل ، عليه أن يدفع بذلك حتى وإن ظن أن الظلمات كثيرة ومتراكمة وأنه يحتاج إلى قوةٍ هائلة ، عليه أن يكون أمله في الله كبير ، وأن يكون هدفه الصغير أن يهدي نفسه ، وأن يؤدي دوره ، وأن يزرع شجرة ، وأن يضع طوبةً في بناءٍ كبير ، وأن تكون حياته جهاداً في الله ، واحتساباً لوجه الله ، وتعاملاً مع الله ، وأن يرجع البصر إلى داخله والى فطرته ليتعلم مما فطره الله عليه ، ليكون إنساناً صالحاً ،وإنساناً نافعاً .

0.48

خطبة الجمعه 01-12-2006
السيد علي رافع

لقد لغا المجتمع عقله, ولغا العلماء عقولهم, وأصبحوا ببغاوات يرددون ما يتوقع أن يسمع, وهكذا أصبحت السمة العامة في المجتمع إذا طرحت قضية فمعروفٌ إجابتها, وإذا سؤل فقيه فهو متوقعٌ منه أن يجيب بإجابةٍ معروفةٍ مسبقة. فإذا اجتهد إنسانٌ أو عبر عن رأيه بصورةٍ مختلفةٍ عما هو متوقع أصبح متهماً في دينه وفي عقيدته وفي علمه وفي كل شيء, وهذا حالٌ عامٌ ليس فقط في الدين ولكن في كل شيء, لقد أصبحنا أسرى الماضي, وأسرى مفاهيم بائدة, لا نستطيع فكاكً منها وإنما ندور في فلكها, لذلك نحن في هذا الحال سواء كان حالاً مادياً في دنيانا, أو حالاً ثقافياً أو حالاً دينياً. نحن في حاجةٍ أن نخرج من هذا التثاقل إلى الماضي, ومن هذه الحلقة المفرغة التي ندور فيها. في ديننا علينا أن نرجع إلى أصولنا, وأن نتعلم من هذه الأصول، أن نتعلم أولاً شهادة أن لا إله إلا الله, وشهادة أن محمداً رسول الله, فلا تكون الشهادة بالنسبة لنا هي مجرد كلماتٍ نلوكها, وإنما تكون الشهادة بالنسبة لنا هي انطلاقٌ روحي, وانطلاقٌ فكري, انطلاقٌ لا نخشى فيه إلا الله, ولا نعبد فيه إلا الله, ولا نسأل فيه إلا الله, ولا نقصد فيه إلا وجه الله. شهادة لا إله إلا الله تحررنا أن نكون عباداً للسلف " .... وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ...." [آل عمران 64] لا نؤله أي رأيٍ وإنما ننقضه ونضعه تحت المجهر, عن علمٍ وليس عن جهل.

0.46

خطبة الجمعه 20-04-2007
السيد علي رافع

عباد الله : لا تيأسوا من رحمة الله وقد جعل الله لكل إنسانٍ نوراً فيه ، وعلَّمه أن عليه أن يهدي نفسه ، وإذا هدى الله به رجلاً واحداً فهذا خيرٌ له من الدنيا وما فيها ، فإذا نظرنا إلى المجتمعات حولنا ووجدنا هذا التراكم وهذا الظلام فلا يجب أن نيأس ، فليست قضيتنا أن نزيل كل هذه الظلمات ، إنها قضية كل إنسانٍ على هذه الأرض وليست قضية فردٍ فيها ، إذا استطاع أي إنسانٍ أن يبذل ولو جهداً بسيطاً وأن يهدي نفسه ، وأن يهدي الله به رجلاً واحداً فهذا كسبٌ له في الله , فنحن نفرق بين هدفٍ تريد أن تصل إليه وتعتقد أنه صلاح الأمة ، وهذا أمرٌ مشروعٌ لكل إنسان أن يتصوره ، ولكن لا يعني عدم تحقيق هذا الحلم أو هذا المشروع أن الإنسان ييأس من رحمة الله بالنسبة لوجوده وبالنسبة لسلوكه .

0.43

خطبة الجمعه 25-06-2004
السيد علي رافع

إن الطريق يعلمنا ويرشدنا ويوجهنا إلي المفاهيم الحقيقيه وإلى المعانى الأساسيه حتى يتكون في عقولنا نموذج معرفي لماهيه وجودنا وهدف قيامنا ، وهذا مطلوب للإنسان وهذا هو دور العقل في الإنسان ، وآيات الحق تشير دائماً إلى هذا الحال يوم تتحدث عن الذين يتذكرون ويتفكرون ويتأملون ، (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ِ(191) (سورة آل عمران). يتفكرون في خلق أنفسهم ، يتفكرون في ظواهر الحياة حولهم ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ (30)(سورة الأنبياء) ، (وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (65) ( سورة النحل )، (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53)(سورة فصلت). كل هذه الأمور وسائل ، وسائل للتعلم وللتفكر . وسائل للعقل حتي يبني نموذجه المعرفي عن معنى وجوده في هذه الحياة وعن علاقته بالكائنات من حوله . هذا شق أساسي في الطريق وهذا ما يتم من خلال المذاكرات والأحاديث والمناقشات والتواصي بالمعاني الحقيه حتي يتكون لدى الإنسان ادراك حقي لمعني وجوده وهدف قيامه .

0.41

حديث الخميس 31-03-2005
السيد علي رافع

لذلك فنحن حين ننظر حولنا في مجتمعاتنا نجد ان هذا الامر في بعض الاحيان يغيب عن الناس في حركتهم وتكون مرجعيتهم كما قال الآخرون وما وصل اليه الآخرون دون ان يعملوا عقولهم كيف وصل هؤلاء الى ما وصلوا اليه وكيف قالوا بهذا القول وبهذا الراي فيما يقولون به وفيما يصدقون ومن هنا يبدأ الانسان في التقليد ويبدأ في الترديد وهذا أمر في كل الأحوال لا يؤدي الى صلاح ولا يؤدي الى فلاح. نحن نتكلم في عمومية. إنما إذا أردت أن تطبق سوف تجد كثير من الامور التي نراها في الساحة اليوم من قضايا معروضة هي لها جزء بسيط من هذه المشكلة التي نتحدث فيها أيا كان الإختلاف وايا كانت الآراء وأيا كانت الانقسامات ليس هناك رأي واحد كما نعلم جميعا وليس هناك قضية فيها منطق واحد أو فيها حق واحد او فيها حق مطلق إنما كل قضية يمكن ان نختلف في تناولها وفي رؤيتنا لها وهذه طبيعة البشر وطبيعة البشر ان يختلفوا والاختلاف هنا لا يعني ان انسان على حق والانسان الآخر على باطل وانما يعني ان كل انسان ينظر من زاوية معينة لهذا كان دائما الاختلاف هو رحمة للانسان وهو من سمات الوجود المادي الذي نعيشه والارض التي نعيشها أنها فيها اختلافات كثيرة وتنوعات كثيرة وهذا ما يجعل هناك حركة يجعلنا نتكلم ويجعلنا نتناقش ويجعلنا نتجادل ويجعلنا نقلب الامور في الأوجه المختلفة وهذا هو الهدف ونحن كما نقول دائما ليس الهدف ان تصل الى شكل محدد ولكن الهدف هو ان تكون مجتهدا وان تكون محاولا وان تكون باحثا عن الحقيقة وأن تكون هادفا إلى أن نعرف الحقيقة والحكمة ضالة المؤمن في دوام ولن نتوقف ابدا عن طلب معرفة الحق ولن نصل أبدا إلى نقطة نقول ان هذا هو الحق المطلق وإنما سنظل دائما نبحث عن ما هو احسن وعن ما هو افضل وعن ما هو اقوم ونعرف جميعا ان أي عالم في أي علم يدرك مدى جهله ويدرك انه لا يعرف الا القليل وان هناك الكثير الذي يجهله ونعرف أن كل جاهل يعتقد انه يعلم كل شيء وان الحق هو الذي يعلمه والذي يعرفه وليس هناك شيء آخر وكلما إزداد الانسان علما كلما شعر بجهله وشعر بافتقاره وشعر بحاجته الى ان يكون اكثر معرفة واكثر بحثا واكثر ادراكا ما يهمنا جميعا هو ان نجتهد وان نبحث وان نفكر وان ندعو الله وان نذكر الله وان نسير في طريق الأفضل والاقوم والاحسن كل خطوة يخطوها الانسان في جهاد وفي إجتهاد وفي طلب للعلم وفي طلب للمعرفة وفي جهاد لنفسه في محاولة لاصلاح ما فيه من ظلمات وفي محاولة لمساعدة الاخرين وفي محاولة لدعاء الله ولرجاء الله ولطلب الله ولاستغفار الله وللطمع في رحمة الله هي خطوة الى الامام ويجب الا يتوقف الانسان عن هذا أبدا.

0.35

خطبة الجمعه 15-08-2003
السيد علي رافع

أن علينا أن نرجع إلى أصولنا وأن نرجع إلى هدف حياتنا وأن نعرف حقاً ما هو هدفنا حيتنا وما هو مقصودنا وأن نكون مدركين لهذا حقاً وأن ننظر إلى ما يجب أن نفعله من هذا المنطلق مدركين أننا حين نتأمل في أمرٍ فإننا نرى كثير من جوانبه وكل إنسان له رؤيته وله مفهومه والآية الواحدة حمالة لأوجه كثيرة وكما قالوا القرآن حمال أوجه فعلينا أن ندرك ذلك وأن نعرف أن القيمة الحقيقية هي في الإنسان في صدقه في رغبته في أن يكون عبداً لله حقاً في رغبته أن يجعل هناك مجتمعاً يهيئ أفراده لعبودية الله ومن هذا المنطلق يستطيع أن يقرأ النصوص وأن يتفهمها وأن ينظر إليها من هذا المنطلق ويتشاور في أمرها هذا المجتمع وفيما يجب عليه أن يقوم به وأن يشرعه في حياته في ظل هذه المقاصد العامة والقوانين العامة التي تحكم وجوده كذلك بالنسبة لسلوك الإنسان كفرد محكوم بهذا المبدأ العام وبهذا الهدف العام وليست هناك صور مسبقة مرتبة مفروضة على البشرية في معاملاتها بعضها ببعض حتى ولإن كانت هناك بعض النصوص التي يمكن أن يفهم منها ذلك إلا أن هذه النصوص في مقصدها الأساسي هو توصيل فكرة أساسية لقضية معينة فحين يكون الحديث مثلاً على أن من صام يوم عرفة غفر له الله ما تقدم من ذنبه فإن ذلك لا يعني هذه الحرفية في التفسير لأنه لا يعقل أن إنسان بقيامه شكلاً بصوم يوماً مهما فعل في الناس ومهما أساء للناس ومهما ظلم الناس أن هذا اليوم بصيامه بهذا المعنى المحدود يجعله لا غبار عليه وليس فيه إثم وليس فيه ظلام وليست فيه قوة مظلمة في داخله تكونت من هذا الظلم وإنما هو المقصود من هذا الحديث هو فتح باب التوبة هو إدراك إنه لا ييائس من رحمة الله ((يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (53)(سورة الزمر) .

0.33

حديث الخميس 11-11-2004
السيد علي رافع

فنحن حين نرى اليوم الناس مثلا ونحن نرى مد نستطيع أن نقول مد ديني تقليدي في المجتمع يصلون صلاة القيام والتهجد وكثير من هذه المعاني وفي نفس الوقت نجد أن المجتمع ككل بيتجه الى أسفل كشكل عام كصورة عامة وكمثالية عامة نجد أن هناك خلل في المفهوم العام في معنى الدين وفي معنى علاقة الإنسان بربه وفي معنى كيف يكون متعاملا مع الله وكيف يكون مخلصا في عمله وفي إتقانه لعمله وفي خدمته لمجتمعه وفي مناحي الحياة المختلفة التي يتعرض لها هناك تصورات خاطئة أن إذا أكثر الإنسان من هذا الشكل من العبادة فسوف تفتح له أبواب الجنة بصورة أو بأخرى فهو يعبد الله وهو في عقله وفي قلبه دنيا يريد أن يصيبها ليس كل الناس وإنما هذا المفهوم تجده الى حد ما في شيوع هناك خلل في التفكير العام هناك طبعا من الناس من يدرك الحقيقة ومن يدرك ما هي العبادة الحقيقية إنما المفهوم الشائع للدين بين الأوساط المختلفة وأيضا فيمن يتحدثون بإسم الدين يروجون لهذه المقولات ولهذه الأحوال التي هي في واقع الأمر تهدم المفهوم الحقيقي لعلاقة الإنسان بربه ولعلاقة الإنسان وقيامه على هذه الأرض ولمعنى عبودية الإنسان لله ووجوده على هذا الكوكب من هنا نرى أن كل هذه العبادات وكل هذه المظاهر التي نراها لا تثمر بالصورة التي يرجى منها من أناس لهم قيم ولهم معاني وعندهم عقيدة في ظاهرهم كذلك لكن القلوب الله أعلم بها نحن في هذا الحال وفي هذا القيام نتجه الى الله أن يرفع هذه الغمة وأن يجعل منا أداة خير وسلام ورحمة لمجتمعنا ولبلدنا ولأمتنا ولأرضنا وأن يجعلنا أهلا لرحمته وأهلا لعلمه وحكمته وأن يغفر لنا إن نسينا أو أخطأنا وأن يقومنا إن غفلنا وأن يجعلنا من التائبين إليه الراجعين إليه المتوكلين إليه اللاجئين إليه الطارقين بابه السائلينه دائما الرحمة والرحمة والرحمة وأن يجمعنا دائما على الخير ويوفقنا الى الخير ويجعلنا أهلا للخير وأن يهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم وأن يوفقنا لما فيه خيرنا ولما فيه صلاحنا وأن يجمعنا في طريق الحق وفي طريق الحياة.

0.32

خطبة الجمعه 18-05-2007
السيد علي رافع

عباد الله : ما أردنا أن نقوله اليوم : أن ديننا قد أمرنا بأن نقرأ ، أن نقرأ آيات الله لنا وحديثه لنا ، أن نقرأ ما أظهر الله لنا يوم أظهر لنا في أسباب حياتنا معاني الحق لنقرأها ، " ..عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" [العلق 4-5] ، أمرنا بأن نُفعِّل ما أعطانا وما أودع فينا من سره ، وهذا اسمه ، اسم ربنا الذي خلق ، " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " [العلق 2] ، اسم الله ، سر الله ، نور الله ، " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " [الضحى 11] ، نعمة الله ، " ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان " ، حَمَل الأمانة . كل هذه المعاني التي قيلت في الإنسان تجعله قادراً أن يقرأ آيات الله ، وأن يقرأ ونيته أن يتعلم المقصِد ، وأن يصل إلى الهدف ، لا أن يقلل من قدر عقله ، لذلك فإن المطلوب من علماء الأمة ، فقهاء الأمة ، أن يكونوا قادرين على ذلك ، وهذا هو الذي يجعلهم علماء وفقهاء ، نحن ندرك أن القدرة العقلية تختلف من إنسانٍ إلى إنسان ، ولكن غير المقبول أن يكون العلماء في مجتمعاتنا هم الغير قادرين على أن يتفكروا ويتفقهوا ويتدبروا ويتأملوا ، ويصبح العلم هو النقل .

0.32

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.31

خطبة الجمعه 21-09-2001
السيد علي رافع

منذ إبني آدم "واضرب لهم مثل إبني آدم بالحق" هذا الصراع المستمر والذي سيستمر على هذه الأرض إلا من لحظات يظهر فيها من يخاطب الناس ويعلمهم ويفقههم بفطرة ثم يعود الناس الى ما هم عليه والى جبلتهم والى ظلامهم والى حالهم الذي هم عليه. ماذا يفعل الإنسان في كل هذا؟ إن الإنسان على مستواه الفردي عليه أن يتأمل في كل الذي يحدث. ويميز ماذا يريد وماذا يطلب؟ هل هو يريد أن يأخذ جانب معسكر من المعسكرين. أم أنه يرى أن الحق ليس في أي منهما. وأن عليه أن يدعو أن يفيق كل منهما الى الحق والى الحقيقة. حتى وإن كان هذا بتصوره العقلي غير وارد في هذه اللحظات. إلا أن عليه أن يدفع بما يرى أنه الخير وبما يرى أنه الحق. بالدعاء وبالرجاء وبالكلمة الصالحة. حتى ولو لأفراد حوله. إن علي الناس بدلا أن يتحاربوا وأن يتصارعوا أن يتفاهموا وأن يتذاكروا وأن يسألوا ما هو الهدف من هذه الحياة؟ ولماذا كل هذا؟ ولماذا لا نرجع الى الأصول والى الحكمة والى الفطرة والى العقل والى الأحسن والى الأقوم؟ أن تكون الأرض جميعا أمة واحدة تسأل الخير وتسأل الحق. إن هذا أمر مثالي قد لا نصل إليه. ولكن لا يمنع أن نتحدث فيه حتى وإن لم نصل إليه فإن ذلك سيقلل قوى الظلام التي تعمل بنا وتعمل فينا.

0.31

حديث الخميس 12-12-2002
السيد علي رافع

ومن هنا نقول دائما أن الإنسان عليه أن يكون صادقا في ذلك وليس هناك أبدا أي ضغوط خارجية عليه حتى يسير في طريق أو في مسلك أو في منهج أو في أسلوب أو في أي شكل كان إلا بإرادته وإلا برغبته الداخلية الحقيقية. ومن هنا معنى الصدق فيه. معنى الصدق أن يرى الإنسان فيما يقوم به نتائج تؤدي الى تحسين وجوده والى أن يكون أفضل وعليه أن يكون صادقا في ذلك فإذا لم يكن الطريق الذي يسلكه والمنهج الذي ينهجه والأسلوب الذي يتعامل به يؤدي به الى هذه النتائج الداخلية عليه أن يبحث عن أسلوب آخر وعليه أن يبحث عن مفهوم آخر وعليه أن يبحث عن طريقة أخرى حتى يجد الطريقة المثلى التي تساعده على هذا المعنى. وهذا لا يرتبط بأي شكل خارجي وإنما هو يرتبط في المقام الأول بإرادة الإنسان الداخلية وبرغبته الحقيقية في التغيير وفي التطوير وفي أن يكون أفضل وأن يكون أقوم لذلك على كل إنسان أن يحاسب نفسه. (حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا) وأن يرجع البصر الى داخله وينظر ماذا قد حصل وماذا قد كسب وماذا هو عليه الآن وما هو مطلبه وما هو مقصوده وماذا يريد من هذه الحياة؟. وهذا السؤال نقوله دائما ونذكر أنفسنا به دائما ومع بساطته لكن صعب جدا أن يجيب عليه الإنسان وأن يحدد تماما ماذا يريد هو وإن كان يدرك بعقله أن هذه الأرض فانية وأن لا قيمة لأي شيء فيها لذاته إلا أنه بذاته وبنفسه الأمارة بالسوء أو بشيطانه سمه ما شئت لا يستطيع فكاكا من أن يكون دائما في مخططاته وفي مقاصده له إرتباطات شديدة بهذه الأرض الفانية وهذا لا يعني أن المطلوب أن يترك كل إرتباطاته وإنما يعني أن يكون مستعدا دائما لأن يترك هذه الإرتباطات في أي لحظة حين يرى أنها سوف تكون معطلة له عن إرتقائه أو عن معراجه في الحياة الأخروية والآية بتشير الى ذلك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ(38)(سورة التوبة) هنا التثاقل الى الأرض ده شيء موجود في النفس البشرية ومطلوب أن يكون الإنسان مجيبا لدعوة الداعي إذا دعاه وأن لا يتثاقل الى هذه الأرض في اللحظة المطلوب فيه أن يجيب وأن يعرج وأن يخرج من هذه الأرض وإرتباطاتها.

0.31

حديث الخميس 13-12-2001
السيد علي رافع

وعلى الإنسان أن يجاهد نفسه على ذلك. فتكون علاقته بالله هي علاقة مجردة منزهة فيها الهدف وفيها المقصود. الصوفية حين أنشدوا المقصود وجه الله. إنما عبروا عما قاموا فيه من هذا الإحساس. عما قاموا فيه من إدراك أن كل لحظة في حياتهم هي لذكر الله ولطلب الله ولمقصود وجه الله. وهنا نجد في بعض الأحيان أن كثيرا من الناس يعتقدون أن الدين لأن ذكر الله هو من أجل صلاح الدنيا. وإن كان صلاح الدنيا هو نتيجة طبيعية لمجتمع يذكر الله. هو أن ذكر الله في أصوله وفي جوهره هو تعلُّم قانون الحياة وإحترام قانون الحياة وإحترام أسباب الحياة وتعلم هذه الأسباب مما ينتج عنه بالطبيعة أن تَصلح الدنيا وأن ينصلح حال الناس من الناحية الظاهرية. لكن هذا ليس هدف في حد ذاته لأن الهدف هو الإنسان. الهدف هو أن يتعلم الإنسان وأن يدرب نفسه وأن يجاهد نفسه وأن يغير ما في نفسه وما إدراكه وما علمه وما بحثه عن الحقيقة في هذه الأرض إلا وسيلة لتدريب ما فيه من طاقة حقية أوجدها الله فيه. إذاً فهناك فارق كبير أن تكون الدنيا وصلاحها هدف في حد ذاته وبين أن يكون هذا الصلاح هو نتيجة طبيعية لمن يذكرون الله.

0.31

حديث الخميس 17-02-2000
السيد علي رافع

حديثنا هو تواصل في الحق. وتواصي بالحق والصبر. حتى يساعدنا ذلك على التغلب على أنفسنا وظلامها. ويجعلنا قادرين أن نكون في قيام أفضل وفي وجود أحسن. فالإنسان في حاجة دائمة الى قوة تساعده على أن يرتقي الى أعلى وألا يتمسك بالدنيا وما فيها وأن يكون قاصدا وجه الله فيما يفعل وفيما فيه يتعامل فهذا هو المقصود من قيام الإنسان على هذه الأرض أن يكسب في الله وأن يرتقي في الله. ومع أننا نردد ذلك ونقول ذلك كثيرا إلا أن الإنسان في حاجة دائمة الى تذكير نفسه بذلك. لأنه إذا رجع الى نفسه وحاسب نفسه على ما هو قائم عليه فسوف يجد أنه بعيد بعدا كبيرا عن هذه المفاهيم أو عن مفهوم التعامل مع الله والمقصود وجه الله في كل ما يقوم به الإنسان. من هنا فعلى الإنسان أن يطلب العون ويطلب القوة. حتى يخرج من هذا الحال أو يقترب الى الأفضل والى الأقوم وإلى الأحسن في كل لحظة ولو بقدر قليل. وإنما يكون في تقدم عما كان عليه. وهذا هو ما يطلب أو ما يرشدنا إليه ديننا في كل ما أمرنا به في واقع الأمر. كل أمر من أمور الدين هي في الواقع لتساعدنا على ذلك.

0.31

حديث الخميس 02-12-2010
السيد علي رافع

وهذا ما يحدثنا ويعلمنا ديننا، يوم يوجهنا إلى أن نبحث، وأن نتدبر، وأن نتفكر، وأن نذكر، وأن نتذكر، وأن ندعو، وأن نصلي، وأن نجاهد أنفسنا، وأن نكون ذاكرين الله في كل تعاملاتنا، وفي كل أحوالنا، حتى نصل إلى قيامٍ، يكون الحق فيه مقصودنا وقبلتنا، وتكون حياتنا، وسيلةً لأن نتحقق في هذا القيام، الذي يدرك معنى الحياة، ويؤمن بأن كل عملٍ له على هذه الأرض، هو خطوة في طريق الحياة، في طريق أن يكون حياً.

0.3

حديث الخميس 25-11-2004
السيد علي رافع

إذا صلينا نفكر في صلاتنا ونفكر في دلالاتها بالنسبة لنا وإن صمنا كذلك وإن زكينا كذلك وإن حججنا كذلك أن يكون لهذا الفعل الذي نؤديه معنى عميق في وجودنا وفي معتقدنا وفي سلوكنا وأن ينعكس ذلك فيما نقوم به من أعمال أخرى ومعاملات أخرى في حياتنا وأن ندرك تماما أننا جميعا في معنى أن كل إنسان يكسب بقدره وأن الإنسان الذي يستطيع أن يصفو بداخله وأن يتجه بقلبه الى الله بصدق يأخذ من عبادته طاقة أكبر من إنسان آخر أقل عمقا وأقل صدقا وأقل قدرة على أن يقوم بهذا الحال أو أن يقوم في هذا الحال وإن كان كلا منهم يؤدي نفس الصلاة أو نفس المنسك أو نفس المعاملة إلا أن كل إنسان كلما صفا هو في داخله وكلما كان أكثر طهرا وأكثر حياءً وأكثر صفاءً سوف يستقبل من نفحات الله أكثر والسر هنا هو الإنسان والقدر الذي يأخذ من الطاقة المحيطة به هو قدر الإنسان نفسه قدرته على الإستيعاب وقدرته على التعرض العميق لنفحات الله. ليس القضية قضية مكان ولا قضية زمان ولا قضية شكل وإنما هي قضية الإنسان والإنسان يوم يقوم في الشكل فهو بقيامه يعبر عن المعنى المراد من هذا الشكل وبقيامه في مكان معين بيعبر عن المعنى المراد من هذا المكان وبقيامه في زمان معين وحبه لهذا الزمان هو بيعبر عن معنى هذا الزمان للحقيقة ومن هنا بنحترم كما قلنا في البداية جميع الأشكال التي جاء بها الدين وجميع الأماكن التي قدسها الدين وجميع الأوقات التي ميزها الدين لأنها كلها تعبر عن قضايا حقية وقيامنا فيها وقيامنا بها هو تعبير عن هذه القضايا الحقية ولكن لا نقف عند الشكل ولا نقف عند المكان ولا نقف عند الزمان وهذا هو البعد الذي نذاكر به دائما حتى ندرك أن القيمة الأساسية لكل ذلك مرجعها الإنسان الإنسان الذي ليس في قلبه ذرة من إيمان مهما أوجدته في مكان أو في زمان أو قام في شكل فالحصيلة لا شيء والإنسان الذي في قلبه إيمان ومملوء بالحق والحقيقة هو في أي مكان وفي أي زمان وفي كل شكل هو في مكسب دائم مع الله نجتهد أن نجعل من قلوبنا طاهرة وأن نجعل من نفوسنا زكية وأن نجعل من عقولنا منيرة وأن نكون أهلا لنفحات الله ولرحمات الله وهذا هو المحك الرئيسي الذي يجب أن يكون المحور الذي ندور حوله والمقصد الذي نقصده هو أن نطهر قلوبنا وأن نزكي نفوسنا وأن نطهر أرواحنا وأن ننير عقولنا وأن نكون أكثر قدرة على تلقي نفحات الله ورحماته هذا هو المهم وهذا هو الهدف من أي عبادة ومن أي معاملة في ديننا وفي حياتنا.

0.29

حديث الخميس 04-03-2004
السيد علي رافع

من هنا الإنسان حين ينظر الى وجوده والى نفسه والى أعماله عليه أن يتذكر هذا المعنى وأن يعكس البصر الى داخله ليرى ماذا يؤديه وماذا يقوم به في كل حياته وفي كل أفعاله فيكون هنا في معنى العمل الصالح الذي هو يؤدي الى تغيير حقي في داخله أيضا ويجعله صالحا لإستمرار الحياة بعد ذلك في الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ (24) ( سورة الانفال) الدعوة الى الحياة. الدعوة أن يكون الإنسان حيا. وحين يصف الذين إستشهدوا في سبيل الله (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) ) (سورة آل عمران) فهنا يتضح المعنى معنى الحياة هو معنى عظيم ومعنى يرغب الإنسان فيه ويأمل الإنسان فيه وهذا هو معنى الكسب في الله الحقي. من هنا حين يقوم الإنسان في هذا الحال يكون إنفعاله هو إدراك معنى الحياة ومعنى الإيمان بالله يقوده الى هذه الأمور الى هذه الحياة. يكون إنشغاله في ذلك هو وأنفعاله بذلك هو الحافز الرئيسي لقيامه. الذي ينفعل بقضية معينة ويرى أنها هدف في حد ذاته يريد أن يحققه وهذا الهدف حتى أكبر من رغبة أو من نتيجة يريد أن يصل فيها لنفسه في شيء كفرد وإنما يشعر بوجوده أنه جزء في هذا الكون وأنه حين يفعل ذلك فإنه يفعل الخير في هذا الكون ونحن ممكن أن نجد مثل أو مثاليات في ظاهر حياتنا توضح كيف أن الإنسان يمكن أن يؤمن بفكرة فيضحي بنفسه في سبيلها حتى لو كانت فكرة مادية.

0.29

خطبة الجمعه 24-09-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه وأن نقرأ كتاب الله ورسائل الله وآيات الله حتى نقوم حقا في معنى الإسلام وفي معنى الإيمان وفي معنى الإحسان.. ندرك أن الإنسان له رسالة على هذه الأرض أرادها الله له يوم خلقه عليها وأنه إذا نظر الى ما كشفت عنه الديانات والرسالات السماوية أدرك ما سيؤول إليه وما سيكون عليه أدرك أنه مخلّف على هذه الأرض {( 30) إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً (سورة البقرة) } وأن عليه أن يبحث عن أسرار هذه الحياة التي يعيشها عليه أن يسعى في الأرض عليه أن يتأمل ويتدبر ويتفكر عليه أن يعمل ويجد ويجتهد عليه أن يكون قويا قادرا فاعلا مغيرا عليه أن يكون ناشرا لكلمة الحق كما يراها عليه أن يقرأ كل كلمة بتدبر وبتمعن حتى يصل الى أغوارها عليه كثير من العمل في هذه الحياة يجب أن يقوم به كل مسئول في أي مجتمع عليه مسئولية كبرى في أن يوفر الوسائل والآليات التي تمكّن الأفراد والجماعات في المجتمع من التحرك ومن التفاعل ومن التعلم ومن البحث ومن العمل الجاد ومن إمتلاك أسباب القوة المادية والروحية بحرية كاملة غير منقوصة حتى يستطيع الإنسان أن ينهض نهضة تمكن مجتمعه من أن يكون مجتمعا قويا قادرا عالما فاعلا مغيرا ناشرا قدوة صالحة للمجتمعات الأخرى.. إنها مسئولية كبيرة لكل من يتصدر للعمل العام في المجتمع على كل إنسان فيما يملك وفيما هو مخلف عليه أن يفعل ذلك كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)

0.29

خطبة الجمعه 21-12-2001
السيد علي رافع

إن ما نمر به من أحداث هو حديث من الله لنا.. يعلمنا ويوجهنا الى ما يجب أن نكون عليه وأن نصير إليه إن كنا نريد حقا أن نكون دعاة خير وسلام وإسلام.. فواجب علينا أن نغير ما بأنفسنا أن نغير مفاهيمنا وأن نغير أفعالنا وأن نغير خطابنا.. علينا أن نفتش عن الحق فيما بين أيدينا.. ونتجه الى الله بالدعاء أن نتعلم حقا وأن نقرأ رسالة الخير لنا.. علينا أن لا نردد أقوالا سابقة.. وأن لا نعبد إلا الله.. ونرجع الى شهادة أن لا إله إلا الله.. نرجع إليها بفهم عميق لما تحمله من كلمات.. ولما تحمله هذه الكلمات من مفاهيم.. علينا أن نتقبل أن الإنسان يخطيء وأن الإنسان يتغير وأن ما قاله السابقون هو إجتهاد إجتهدوا فيه ولكنه غير مقدس.. وأن كل إنسان مكلف بأن يبحث وبأن يتعلم.. وأن علماء الأمة عليهم أن يقودوا هذا الإتجاه فلا يكون علمهم مجرد ترديد لكلمات سابقة حفظوها وإنما أن يستخدموا علمهم في أن يستخرجوا ما ينفع هذه الأمة.. ما يجعلها تتحرك في الإتجاه السليم.. ما يجعلها تعرف أن إخلاصها في عملها وفي علمها وفي كل أحوال الحياة لها هو الدين الذي تكسب منه في الله.. هو الطريق الذي تسلك به في طريق الله.. هو المنهج الذي يحيي القلوب وينير العقول ويجعلها حيةً..

0.29

حديث الخميس 17-01-2002
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا لما فيه صلاح أمرنا ونحن نذكِّر أنفسنا فيما نتحدث به من معاني تفيدنا في سلوكنا وفي أحوالنا وفي معاملاتنا. فقضيتنا وشاغلنا أن نكسب كرتنا وأن نكون اداة خير وفلاح وسلام لأنفسنا ولمجتمعنا ولأمتنا ولأرضنا. ونحن نتعلم في آيات الحق لنا أن نجأر الى الله وأن نتجه إليه بالدعاء في كل أمر من أمور حياتنا فإذا غفلنا فإنه يذكِّرنا بصور مختلفة. "مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ(214)( سورة البقرة) فالإنسان عليه أن يتعلم مما يحدث له وأن يجأر الى الله وأن يتجه الى الله بالدعاء. ولا يقف موقفا سلبيا بأن ينسى أن يدعو الله وأن يسأل الله وأن يجأر الى الله. ونحن في هذا العصر وفي هذا الوقت أحوج ما نكون الى أن نفعل هذا والناس والأمة والمجتمعات التي تعاني من الظلم والظلام واجب عليها أن تفعل ذلك. وأن تعلم أن الدعاء هو سبب من الأسباب التي أرادها الله على هذه الأرض.

0.29

حديث الخميس 11-09-2003
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وفي جمعنا وفي ذكرنا وأن يجعل من جمعنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا حتى نكون أكثر قدرة على الإهخلاص في عملنا وأن نكون من الذين آمنوا وعملوا الصالحات. في حقيقة الأمر فإن الإنسان على هذه الأرض عليه أن ينظر الى ما يستطيع أن يقدمه من خدمة ومن عمل ينفعه وينفع الناس أجمعين فيما يعتقد أنه الصواب وأنه الخير وأنه الصلاح. وفي نفس الوقت مع هذا الإتجاه عليه أن يكون في خشية من الله لأنه لا يعرف على وجه اليقين ما يؤديه وما يقدمه. فربما أن هناك حكمة في أنه لا يستطيع أن يقدم كل ما يأمل أن يقدمه وأن يفعله. فنحن حين نجد مثلا أن كثير من الفقهاء أو من الأولياء رفضوا أن يكتبوا ما قدموا أو إعتقدوا لأنهم كانوا في خشية من أن يكون هذا الذي يقدموه فيه شيء غير مستقيم. فيكون بذلك هو وسيلة لخسارتهم وليس لكسبهم. فالإنسان وهو يسلك في طريق الله عليه أن يتحلى بالخشية والخوف (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28)(فاطر) . "أنا أقربكم من الله وأخوفكم منه". من هنا هذا قد يكون فيه نوع من التناقض في داخل الإنسان هل يفعل أو لا يفعل إذا فعل فخشيته تمنعه من أن يفعل أكثر أو أن يقول أكثر أو أن يعلم أكثر وفي نفس الوقت فعلمه أنه يجب أن يقدم ما يعتقد أنه الصواب الى الحركة والى القول والى الفعل فهنا نجد أن الإنسان يحكمه إتجاهين وهذا في واقع الأمر حتى لا يسرف في أي إتجاه عن الآخر هذه قوى في إتجاهات متضادة تحفظه في منطقة متزنة.

0.29

خطبة الجمعه 06-04-2018
السيد علي رافع

ولذلك، كانوا يقولون أنّ الفقيه، ليس الذي ينقل عن إنسانٍ آخر، ولكنّ الفقيه، هو من يتدبّر في آيات الله وفي أحاديث رسول الله، ليستخرج منها ما يجب أن يقوم فيه الإنسان، وأنّ ما يستخرجه الإنسان، هو أمرٌ خاصٌّ به، قد لا يصلح لغيره. ولذلك، فإنّ كلّ إنسانٍ مطالبٌ بأن يبحث عن الحقيقة بقدره.

0.29

حديث الخميس 12-02-2004
السيد علي رافع

لذلك نجد أن هذه القضية. قضية العمل وقضية المغفرة وقضية الرحمة قضايا مرتبطة بعضها ببعض وتحتاج منا دائما لأن نتذكرها وأن نذاكر بها حتى نقوم فيها بصدق لأنها جزء أساسي في حياتنا نحن نعيشها في كل معاملة نتعاملها وفي كل قول نقوله وفي كل عمل نعمله سوف نجد أننا معرضين دائما لأن نخطيء ومعرضين دائما لأن نقصر وعلينا أن نتذكر دائما أن المعنى أو الآلية أو الوسيلة التي تساعدنا على إصلاح أخطائنا وتدارك أي نقص في حياتنا هو أن نلجأ الى الله وأن نستغفر الله وأن نطمع في رحمة الله. إذا قام الإنسان في هذا الحال وحاول بصدق أن يقوم فيه وأن يتعامل معه هو بذلك يكون في تعامل مع الله ونحن نطمع في أن نحقق ذلك لوجودنا على هذه الأرض وأن نرجع البصر الى داخلنا وننظر هل نحن قائمين فيه أم أننا نتكلم به فقط فربما نتكلم وربما نفهم وربما نقول ولكن لا نقوم فيما نقول وكبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون على الإنسان أن يرجع البصر دائما الى داخله وينظر في ما هو قائم عليه ويجاهد نفسه حتى يستطيع أن يحقق هذا الأمر الذي يتحدث فيه والذي يفهمه وهذا هو السلوك فإذا كان الطريق هو سلوك وهو مجاهدة النفس.

0.28

حديث الخميس 13-11-2003
السيد علي رافع

إذا أدرك الإنسان معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن له رب وأن له حياة مستمرة وأن له دائما محصلة وأن القضية هي قضية كسبه هو في الله كان هذا هو فهمه فأصبح ينظر الى الأمور بصورة أخرى. هذا أيضا يساعد الإنسان في حياته بعد هذه الأرض. من هنا كان معنى العقيدة في حد ذاته. هو طبعا يساعد الإنسان على أن يعمل عملا صالحا. علشان كده يقولك (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (8)(سورة فصلت) يساعد الإنسان أن يكون عمله عملا صالحاعلي هذه الارضي . لكن هذا الفهم أيضا له إستمرارية بعد هذه الأرض حتى في وجود الإنسان بعد هذه الأرض وحتى أنه في دار ليست دار عمل إلا أن هذا المفهوم ووجوده في هذا العالم الآخر مع وجود هذا المفهوم يساعده في حركته ويساعده في المعنى الذي هو قائم فيه وفي إدراك الحياة التي هو قائم فيها. دي اللي بتعبر عنه الروحية في معنى الإفاقة. كثيرين يخرجون من هذه الأرض وهم غير مدركين أنهم غادروا أو أنهم بيصدموا في مفهوم معين ويتوقعوا أن يروا شيئا معين وأن يتواجدوا في شكل معين ولا يكون عندهم القدرة على إستيعاب التغيير الكبير الذي حدث لهم بعد خروجهم من هذه الأرض. من هنا قضية المفهوم هي قضية إعداد وقضية رؤية. في واقع الأمر حين نقرأ آيات القرآن نجد( يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا (26) ( سورة البقرة) يعني ممكن أن يكون الناس الذين يستخدمون آيات القرآن والأحاديث في بعض الأحيان هم بسوء فهمهم في علاقتهم بربهم وفي مفهوم وجودهم بيقرأوها قراءة ممكن أن تنفر الإنسان في بعض الأحيان.

0.28

حديث الخميس 18-03-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا ويجعلنا دائما من الراجعين إليه والتائبين إليه والراغبين في أن نكون عبادا له صالحين وعلى ذكره مجتمعين فنحن نتعلم جميعا أن الهدف الرئيسي من هذا الجمع ومن التجمع على ذكر الله بوجه عام هو تقوية ما في الإنسان من معاني روحية وحقية ومعنوية ليتعرض أكثر لرحمات الله ونفحاته وليكون قادرا على مواصلة هذه الحياة دون يأس من رحمة الله والأمل في أن يكسب هذه الكرة وأن يكون أفضل وأن يكون أقوم لأن الإنسان على هذه الأرض معرض لإختبارات كثيرة (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)(سورة العنكبوت) الفتن في كل يوم وتزداد في أوقات ونحن نرى في هذا العصر فتن كثيرة بأشكال متعددة الإنسان وهو يبحث عن الحقيقة يبحث عن ما يجب أن يكون عليه في هذه الأرض هو بيرى أمورا كثيرة حسب حالته وإمكاناته وطاقاته وإستعداده بتكيف رؤيته في ما هي أهدافه وما هي مقاصده. إذا إنحرف الإنسان عن الطريق القويم إذا إنحرف عن التأمل في آلاء الله وفي آيات الله وفيما هو قائم فيه من حال ومن نعم ومن أسباب محكمة يراها في كل ما يحدث حوله في الطبيعة وفي نفسه وفي خلقته وفي تكوينه في مولده وفي مماته وفي حياته في الأرض وفي السماء وفي الجبال في كل أمر وفي كل ظاهرة وفي كل حال إذا إنحرف عن هذه الرؤية فهو يمكنه أن ينحرف تماما عن الهدف الأساسي من وجوده الى أن تكون نظرته هي نظرة ضيقة مرتبطة بجسده على هذه الأرض وبوجوده المادي عليها وبما يسعد هذا الجسد من شهوات ورغبات يريد أن يحققها على هذه الأرض.

0.28

خطبة الجمعه 19-12-2003
السيد علي رافع

إن القضية هي قضية الإنسان الله غني عن العالمين (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ(15) (سورة فاطر) نحن في حاجة الى طاقة تحيي ما فينا من معنى الحياة الحقة تحيي فينا بذرة الحياة تحيي فينا سر الله الذي أوجد وأمانة الحياة التي أعطى هناك إحتياج أساسي لأن نتعرض لهذه الطاقة ومن هنا كانت كل العبادات وكل الطاعات وكل الأوامر لذلك نقول دائما أن المفهوم المستقيم في معنى ما أُمرنا به وقبل ذلك الفهم المستقيم في معنى علاقتنا بربنا هما اللذان يحددان ما نقوم به وما نكون عليه إذا إنحرفت مفاهيمنا إنحرف فعلنا وإذا إنحرفت نياتنا لم تستقم أعمالنا. نحن في حاجة مستمرة لأن نذكر أنفسنا بذلك حتى لا يضيع الطريق من تحت أقدامنا وحتى لا نقع في هاوية عميقة سحيقة لا نعرف كيف نخرج منها علينا أن تكون دعوتنا الأولى هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن نستقيم في هاتين الشهادتين وأن يكون تركيزنا أن نقوم فيهما قياما حقيا وأن تكون نياتنا أننا نريد أن نكسب حياتنا وأن نستقيم في طريقنا علينا ألا نتمسك ونتعلق بتوافه الأمور وأشكالها وأن ننظر الى العمق وأن ننظر الى الهدف علينا أن نتعلم كيف نتعمق في مفهوم آية الحق لنا كل هذه الأمور تحتاج الى طاقة كبيرة لتصحح المسار الذي إنحرف إنحرافاً كبيرا إن ما يحدث على أرضنا اليوم وإن كان في ظاهره من قبله العذاب فربما يكون رحمة ويكون بداية لإعادة النظر في أحوالنا وفي سلوكنا وفي مفهومنا لعلنا نستيقظ ولعلنا نقرأ الرسالة أملنا في الله كبير وطمعنا في عطائه وفي توفيقه بلا حدود وبلا قيود نسأله رحمة ونسأله قوة ونسأله فضلا ونسأله كرما نسأله أن نكون أداة خير وسلام ورحمة وألا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وأن يغفر لنا إن ذللنا فدائما نرجع إليه ونتوب إليه ونطمع في رحمته وفي جوده ونعمته وفي علمه وحكمته طمعنا فيه كبير وأملنا فيه عظيم نرجع إليه ونتوب إليه ونتوسل بجاه رسوله لديه.

0.28

خطبة الجمعه 22-09-2006
السيد علي رافع

عباد الله: إن ما في ديننا من معانٍ عن العقل وعن الإيمان لم يقرأه الكثيرون، ولازالوا لا يقرءونه، على عيونهم غشاوة لأن كل جيلٍ يدرب الآخر ألا يُعمل عقله وأن يتعامل بردود فعله، لا بإعمال عقله رسَّخوا في الأذهان أن الفكر يؤدي إلى الكفر، وأن الإيمان في عدم السؤال، وأن الإيمان في تنفيذ الأوامر. وهكذا يتواصلون جيلاً بعد جيل، فجميع العلماء والفقهاء يُدَرَّبون على ذلك، ويُعَلَّمون ذلك، كلهم يتحدثون بلسانٍ واحد، وبشكلٍ واحد، والاختلاف بينهم ليس كبير، ليس هذا في العالم الإسلامي فقط، ولكن أيضاً في الديانات الأخرى ،فنجد أعظم القيادات وهي تتحدث عن العقل والإيمان، والمفروض أنها ترجع إلى ما هو موجودٌ من تراثٍ على هذه الأرض، في أي دين وفي أي فلسفة وفي أي عقيدة وفي أي حضارة وفي أي ثقافة، لا تستطيع أن تقرأ ما في الإسلام من معانٍ كثيرة جاءت لتوضح معنى وجود الإنسان على هذه الأرض، ومعنى عقله الذي منحه الله إياه، وعلاقة هذا العقل بربه الذي خلقه، لا تستطيع أن تقرأ هذا وإن استشهدت استشهدت بقولٍ موتور من شخصٍ جاهلٍ لا يرى من الأمور إلا أشكالها، لا يرى إلا صورةً باهتةً يصفها، لا يرى من الإسلام إلا حروباً وإلا سيوفاً، لا يستطيع أن يميز بين أن المعاني في أعماقها يجب أن نأخذها من مصادرها، وأن الإنسان في مفهومه لا يدل على ما يقول أنه يعتقده.

0.28

حديث الخميس 26-12-2002
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا سببا في إحياء قلوبنا وإنارة عقولنا وتزكية نفوسنا حتى نكون أهلا لرحمته ولنعمته ولحكمته ولرسالته وأمل الإنسان في كل ما يفعل وفي كل ما يبذل هو أن يكون أهلا لهذه المعاني الحقية. وهذا هو في واقع الأمر معنى حديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه (لا يدخل أحدكم الجنة بعمله حتى أنت يا رسول الله حتى أنا ما لم يتغمدني الله برحمته) فهذا الحديث حين نتأمل فيه يوضح لنا أن القضية ليست في العمل بطريقة مباشرة لأن أي عمل نراه على هذه الأرض وأي عبادة نفعلها على هذه الأرض لو نظرنا لها في حد ذاتها كعمل مادي جارحي حركي أو فيه معاملة مادية بالصورة الظاهرة التي نشهدها أو حتى في صورة لذكر قلبي أو تأمل عقلي فهي في حد ذاتها ليست لها علاقة مباشرة بما يكسبه الإنسان وإنما علاقتها هي من خلال أنها تهيء الإنسان لتلقي رحمة الله ونفحة من الله. وهذا هو الذي ينقل الإنسان من حال الى حال. والآيات كثيرة توضح لنا ذلك. ( الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (257) (سورة البقرة) إذن هم بإيمانهم أصبحوا أهلا لنخرجهم من الظلمات الى النور فإذن هذا الحديث يوضح لنا آلية نقل الإنسان من حال الى حال أو يخرج من الظلام الى النور أو من الجهل الى المعرفة أو من الباطل الى الحق من هنا أهمية العمل هي في هذا الإعداد.

0.28

خطبة الجمعه 20-10-1989
السيد علي رافع

إن هذا لا يكون إلا أن يبدأ الإنسان بنفسه وأن يصلح نفسه فالمجتمع الصالح هو مجموعة من أفراد صالحين إن أصلح كل إنسان نفسه وإن جاهد نفسه وإن أخذ نفسه بأسباب الحياة وعلومها وجعل نفسه مثلا في عمله ومعرفته لكان ذلك خيرا له وخيرا لمجتمعه. إن المجتمع في حاجة لكل إنسان صالح في حاجة لكل عمل صالح في حاجة لأن يتقن كل إنسان فيما خلفه الله عليه وفيما أوجده الله فيه إن راعى كل إنسان الله في قيامه وفي سلوكه لتغير حالنا ولتبدلت أحوالنا..

0.28

خطبة الجمعه 31-01-1992
السيد علي رافع

وأمل الإنسان فى أن يكون فى دائرة اصطفاء الله ورحمة الله؛ لأن عليه أن يهيئ نفسه وأن يطهر بيته، وأن يحيى قلبه، وأن يعرض وجوده لنفحات الله ورحماته.هذه قضية الإنسان وهو يتعلم أن الله هو الفاعل، وأن الله هو القادر، وأن الله هو المعطى، وأن الله هو الآخذ. كل عمله وكل دعائه وكل وجوده أن يصلح هذا البيت الذى هو نفسه وقلبه وعقله؛ أملا فى رحمة الله وفى كرم الله وفى عطاء الله وفى جود الله.

0.28

خطبة الجمعه 26-02-1999
السيد علي رافع

إنا نذاكر أنفسنا دائما . بأن نُعمل ما أعطانا الله وما أنعم به علينا . أعطانا أمانة الحياة . التي تمكننا من أن نعقل وأن نشعر وأن نُنفذ ما ينتج عن ذلك . وهذا ما يميز الإنسان عن باقي الكائنات . فهو قادر أن يُحلل ما يرى وما يسمع . وأن يربط بعلاقات بين ما يصل إليه ويستخرج من المعاني ما هو باطن في كل ما يرى بربطه لهذه العلاقات وتدبره لها إنها قدرة تَميز بها الإنسان . وما العلوم التي نتعلمها إلا لنصل إلى أعماق جديدة فيما نشهد أمامنا . ولقد قفزت البشرية في هذا القرن قفزة كبيرة في العلوم المادية . وما فُتح لها من معارف أكبر مما فُتح لها في التاريخ المدون . وهذه رسالة لنا ولمن عاصر هذا القرن وعاش فيه . ليتعمق أكثر . في أمور حياته الروحية والمعنوية . وليعرف أن هناك من الأسرار ما لم يكشف بعد . وأن عليه أن يبذل الجهد ليتعلم عن وجوده الروحي . كما تعلم عن وجوده المادي . ولا يكون ذلك إلا بالتدبر فيما جاءت به الرسالات السماوية . بعقول متفتحة وبنظرة جديدة . وبوضع الأولويات . فقضية الإنسان أكبر من شكل كان عليه السلف . وأكبر من أي تفسير كان عليه السابقون . لأن القضية هي قضية الإنسان ومشكلة الإنسان . وأن ليس من الدين في شيء ما يختلف مع ما يراه الإنسان بعقل سليم . وبحقائق ثابتة . فليس الإيمان أن تأخذ تفسير الأولين وتعارض ما تراه بعينيك . وما أصبح واضحا لا نفعل كما فعل الناس في العصور الوسطي . حين كَفّروا كل من خالف مفهومهم عن الدنيا وعن الأرض وعن الكون .

0.28

خطبة الجمعه 23-04-1993
السيد علي رافع

كل إنسان عليه أن يبدأ بنفسه لا أن يتلقى من غيره التلقي من الغير هو وسيلة للمساعدة ولكن ليس وسيلة لأن يصب الإنسان في قالب مما يسمع ولما يسمع وهذا أساس دين الفطرة (ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم)عبةدية الإنسان لله مختلف إختلافا جذريا عن عبودية الإنسان لإنسان. فالإنسان حين يستعبد إنسان فهو له غرض من الإنسان المستعبد يريده أن يردي له شيئا وأن يقوم عنه بأعباء لا يقوم هو بها علاقتهم قائمة على مصلحة مادية متبادلة وقد يكون فيها السيد يوم يفقد ضميره مستغلا لهذه السلطة التي أعطاها له المجتمع أسوأ إستغلال وحاشا لله أن تكون هذه علاقة مماثلة لعبودية الإنسان لربه فالله غني عن العالمين أنت الذي في حاجة إليه وهو ليس في حاجة إليك(يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد)قد يقول الناس أننا نرى ذلك ولكنهم في أعمالهم وأفعالهم ليسوا كذلك فعلاقتهم بدينهم وأوامر ربهم في ظنهم أن عليهم أن يطيعوا لأنهم عبيد الله هو السيد الذي أمر وينهى وهذا الإحساس في الإنسان هو في واقع الأمر إن قام بهذا الشكل فهو يهدم كل شيء ويفقد الأشياء معانيها ويفقد العبادات مغزاها ومرادها ويفقد حركة الإنسان في الأرض هدفها وجوهرها لأن كل ذلك قام على أساس غير سليم في مفهوم علاقة الإنسان بربه إنها علاقة ليس لها شبيه ولا مثيل يمكن أن نقارنها به على أرضنا إنها علاقة حقية مجردة إنها تعطي الإنسان قدرة أن يتحرك في هذا الكون (ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)والعبادة هنا هي حركتهم على أرضهم يبحثون ويتعلمون ويتأملون ويتدربون ويكتشفون في أنفسهم كل يوم جديد ويعرفون أن لهم بالغيب صلة وأن عليهم أن يقيموها وأن يرتبطوا بها وأن عليهم أن يدركوا أن لهم بالظاهر صلة وأن عليهم أن يستقيموا فيها ويتحركوا من خلالها كل قول فيه يفكرون وكل نص فيه يبحثون وكل أمر له يقدرون وكل نهي فيه يتعمقون إن أطاعوا أطاعوا لأنهم أدركوا ولأنهم للأمر أدركوا وعرفواغ وإن لم يطيعوا فلأنهم في حاضرهم لا يفهمون وللأمر لا يدركون فيتعلمون أن يطلبوا العلم أكثر وأن يسألوا الله أكثر وأن يسألوا اهلب الذكر إن كانوا لا يعلمون وأن لكلام أهل الذكر يتفكرون ويبحثون لا يتابعون دون فهم ودون وعي ما رأوه صالحا لهم أخذوه وما رأوه باطلا لم يتبعوه مدركين أنهم في كل يوم قد يدركوا جديد فإن وجدوا فهما قد تستريح له نفوسهم لا يعجبوا به ولا يفترون بفهمهم ولا ينغمسون فيه بحيث لا يستطيعون أن لا يروا غيره فهم على إدراك عظيم أنهم لما هم فيه قد يغيرون لأن عليهم أن يتبعوا الحق إينما وجدوه وإن الحكمة غايتهم وضالتهم يبحثوا عنها ويتبعوها فلا يسرفوا في إعجابهم بأ/رهم وبفهمهم وإنما يعتدلوا ويسمعون القول.

0.28

خطبة الجمعه 24-09-1993
السيد علي رافع

فإذا كنا اليوم نرى جتمعنا وقد نسى عنى الحق فيه وراسلة الحق به فإن علينا جميعا أن نبدأ بأنفسنا وأن نقول كلة الحق التي نرى والتي ندرك والحق على ما نرى أن يفيق الناس الى مفهوم الإسلام بهم وفيهم فيتذاكرون في أهدافه ويتأملون في مفاهيمه ويركزوا على الحقائق ويتعلوا أن الحقيقة أكبر من أن تكون صورة وأن الحقية أكبر من أن تكون شكلا أو أن تكون رسما أو كسما فالحقيقة هي علاقة روحية ومعنوية بين العبد وربه ودين الفطرة يعلمنا ذلك يعلمنا أن نتأمل ونتفكر ونتدبر يعلمنا ذلك في كل قصص الأنبياء والرسل الذين بدأوا بأنفسهم فتأملوا وتفكروا وتدبروا ولم يستجيبوا لواقع مجتمعهم ولتوارث الأفكار في بيئتهم وإنما أعملوا ما أعطاهم الله من قدرة على التفكير والتدبير فنظروا حولهم وتأملوا في خلق الله بهم وفي مخولقات الله حولهم وفي كون الله متسعا بهم فعكسوا البصر الى داخلهم ونظروا الى خارجهم أيضا وهذا حال المتقين الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)هذا الوصف ليس وصفا وقتيا وإنما هو وصف دائم لعباد لله قائمون على الأرض يذكرون الله في كل أحوالهم ويذكرون الله في كل أعمالهم في سكونهم وحركتهم في عملهم وراحتهم في كل لحظة وفي كل نبضة تنبض بها قلوبهم وتتفكر فيها عقولهم ماذا ما هو الهدف يتفكرون في ذلك ويتأملون ويتدبرون في خلق السموات تفكرهم في وجودهم(ربنا ما خلقت هذا باطلا)إنهم قد توصلوا الى ذلك بنظرهم وبتدبيرهم في حياتهم فكانوا ممن حملوا امانة الحياة وكانوا من الذين تعرضوا لنفحات الله ومن الذين بعث فيهم رسولا(لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين روؤف رحيم)..

0.28

خطبة الجمعه 10-06-1993
السيد علي رافع

اللهم والخير على ما نرى أن يراقب كل إنسان نفسه وأن يراقب كل إنسان عمله وأني يلتزم كل إنسان بدوره في الحياة ويعلم أن الله يرى وأن يقوم في معنى(أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)عملا وفعلا وقولا وحالا وسلوكا وأن يجتهد كل إنسان ليكون أداة خير لأخيه وأن يحاول أن يكون أداة خير للبشرية وللإنسانية لا ينقص ذلك من قدره شيئا ولا يكون ذلك سببا لعدم الإتزان ولعدم إستقامة الميزان. وإنما يكون لزاما حقيا يعرف كل إنسان قدره وقدر الآخرين والحق يعلمنا ذلك في معاملاتنا ليس فقط في البيع والشراء وإنما في كل أخذ وعطاء (ويل للمطففين الذين إذا إكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون)الخير هذا وإن كان يراه البعض مثالية لا يمكن أن يصل إليها البشر إلا أننا ندعو إليها حتى نكون بدعوتنا إذافة في هذا الطريق وأن ندفع في هذا الطريق لأن هناك من يدفع في ضد هذا الطريق يدفع الى الظلام ونحن نريد أن ندفع الى النور يدفع الى الظلم ونحن نريد أن ندفع الى العدل يدفع الى الجهل ونحن نريد أن ندفع الى العلم وليدفع كل إنسان بما يرى أنه الخير ويطمع في أقصى ما يستطيع أن يطمع فيه فهو يسأل الواسع الكريم يسأل الذي عطاؤه بلا حدود ورحمته بلا قيود يسأله وهو يعلم أن هناك إتزان يريده الله ويقيمه الله وهو قائم في كل لحظة وحين وإنما الجهاد في الله هو معرفة قانون الحياة تحتم على الإنسان أن يدفع بالخير على ما يرى أنه الخير لأن هذا دوره في الحياة ولأن هذا ما يجعله يكسب في الله.

0.28

خطبة الجمعه 27-04-2001
السيد علي رافع

محاولة الإنسان أن يستقيم كما أُمر هي أقصى ما يمكن أن يفعله.. فالإنسان لا يملك على هذه الأرض إلا أن يحاول وإلا أن يجتهد وإلا أن يقترب.. ولكن لا يستطيع أن يقول أنه قد وصل الى ما لا يمكن أن يترقي بعده.. وأن هذا هو منتهى الإستقامة.. هذا أمر غير وارد في قيام الإنسان وفي معراجه الدائم في طريق الله.. بل أنه ليس وارد في أي قضية على هذه الأرض ولا ما بعد هذه الأرض.. فقانون هذا الكون هو (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ(76)(سورة يوسف) " وما من كمال إلا وعند الله أكمل منه" والله أكبر دائما.. فمحاولة الإنسان هي الإستقامة كل الإستقامة.. أن يحاول وأن يفكر ويتدبر وأن يستفتي قلبه.. وأن يُعمل كل ملكاته وأن يدعو ربه.. هذه المحاولات هي الإستقامة التي يمكن أن يكون عليه الإنسان.. إن من قصر النظر ومن محدوديته أن يعتقد الإنسان أن كل قضية لها حل واحد هو الصحيح.. فالحق هو أمر نسبي.. بالنسبة للإنسان على هذه الأرض.. لأننا نتكلم عن الحق في تجليه فيما هو قائم على هذه الأرض من موجودات مقيدة ولا نتكلم عن الحق المطلق اللانهائي.. فطالما أن الإنسان له عقل وله قلب وعنده علم وإحساس.. وهذا كله تكوّن من شق وهبي ومن شق كسبي.. فتفاعله مع الأمور يتناسب مع هذا الذي هو عليه.. ونظرة كل إنسان تختلف عن الآخر.. ورؤيته تختلف عن الآخر.. ومن هنا ندرك أن القضية هي قضية ترجع الى الإنسان ومحاولته الدائمة كما سبق أن أشرنا..

0.28

خطبة الجمعه 14-05-2004
السيد علي رافع

وإذا تعاملوا في ظاهر الأمر بمظهر ود أو إحترام إنما هذا بشكليات فقط وإنما في داخلهم يحتقرون هؤلاء. الذين لا يؤمنون بالمسيح ولا يعتبرونه ولا يحترمونه ولا يقدرون ما هم عليه من فهم فهم كفرة حهلة لا قيمة لهم وهكذا أيضا بعض المسلمين الذين ينظرون الى الإسلام كإسم ويتخذون من الآية (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ (85)( سورة آل عمران) هم أيضا في داخلهم يحتقرون كل الديانات الأخرى وكل الذين يتبعونها ويقولون أنها محرفة ويقولون أن الناس الذين يتبعونها غير مستقيمين بل أنهم كافرون وإذا تعاملوا معهم فإنهم يتعاملون لأنهم أُمروا بأن يحسنوا معاملة الخلق إلا أنهم في داخلهم يرون أنهم بينهم وبين هؤلاء حرب وأن عليهم أن يقاتلوهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويتخذون من بعض الأحاديث في هذا المجال سببا للقيام ببعض الأعمال في هذا الإتجاه كل هذه الأمور تجعلنا ننظر الى العالم اليوم نظرة تخوف لأن الكل يبطن الشر للآخر وإن كان يحاول بالكلام أن يُظهر غير ذلك. إن كل أمة في حاجة الى أن يخرح من بينها ليصلح مفاهيمها وليقوم طريقها وهناك من هم كذلك ولكنهم قلة يحاولون ويحاهدون أن يعرفوا الناس وأن يعرفوهم ما هم بمعاني دينهم وبدلالته بدلالة الآيات والأحاديث والتعمق فيها والتأمل فيها وبالتدبر فيها. أن عليهم أن يدركوا معنى الدين الحقيقي الذي حاءت به كل رسالة سماوية جاءت لتكشف للإنسان عن معنى وجوده وعن كيف يكسب من وجوده على هذه الأرض في حياته المستقبلية لا بصور أو أشكال وإنما بما وراء هذه الصور والأشكال بما وراءها من معاني حقية والكل أمام الله سواء كل إنسان مسئول لا يعطيه ميزة أن وُلد في بيئة مسلمة أو بيئة مسيحية أو بيئة يهودية أو بيئة بوذية أو بيئة هندوسية أو أي دين آخر إنها قضيته هي ما أودع الله فيه من فطرة ما حمّله الله من أمانة إنه مسئول لأن الله أعطاه عقلا وأعطاه قلبا وأعطاه ضميرا عليه أن يُعمل ذلك ويميز بين الخير والشر عليه أن يقرأ عليه أن يتعلم عليه أن يتعرف (َجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (13)(سورة الحجرات) (لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ (11)(سورة الحجرات) ليس هذا في مجتمعنا فقط ولكن انما هذا بين المجتمعات الأخرى فالإسلام ليس إسما ولا شكلا وليس مولدا تولد عليه وإنما هو فعل ممارسة صدق جد جهاد إجتهاد تأمل علم عمل محبة ذكر كل ما هو جميل كل ما هو أفضل كل ما هو أحسن كل ما هو أكرم.

0.28

حديث الخميس 11-04-2002
السيد علي رافع

وهذا هو الذي نراه أو الذي نعاني منه جميعا. في هذه الحالة فالإنسان عليه أن يلجأ الى الله وأن يتجه الى الله بالدعاء والرجاء. ونحن نتذاكر دائما في ذلك من ناحية التقييد ومن ناحية الفعل ومن ناحية الواقع الإستقامة من جانب الإنسان هو في أن يرفض هذا الظلم وأن يرفض هذا الظلام بأي صورة من الصور. لأنه هذا هو الصدق إذا أراد أن يكون صادقا مع نفسه ومع فطرته ومع ما يرى أنه الخير سوف يجد أنه لا يرى في ذلك الخير وإنما يرى الخير في أن يعم السلام وأن يعامل الإنسان الإنسان بالصورة الكريمة وأن يكون هناك حق وأن يكون هناك عدل وأن يكون هناك إستقامة في التصرف في كل جانب. إذن إحنا بندخل في الموضوع الدائم وهو إدراك الحقيقة أنها فاعلة وأنها قائمة وأن العدل المطلق قائم ولكن نحن نتكلم في حياتنا الأرضية على عدل نسبي وليس على المطلق فيما نراه وفيما نشهده من ظروف ومن أحداث ومن أمور مختلفة تمر علينا. رفض هذا الواقع الذي نرى فيه ظلم لا يتعارض مع المفهوم المطلق. لأنه التصرف في الواقع كما نشرح ذلك دائما الإنسان هو أداة فيه كما أن الشر أداة فيه. كل الكائنات أدوات في هذا الكون. وكلُُ يلعب دوره. أنت عليك أيضا أن تلعب دورك. ودورك أن تدفع بالتي هي أحسن وأن تدعو بالذي هو خير.

0.28

حديث الخميس 24-01-2002
السيد علي رافع

ونحن في هذا العالم كل ما نستطيعه أن نتجه وأن نفكر وأن نتدبر وأن نسأل رحمة الله وأن نتجه الى الله لأن هذا هو الأساس في علاقتنا مع الله..

0.28

حديث الخميس 01-04-2004
السيد علي رافع

نحن حين نقرأ التاريخ نجد هذه الصور بكثرة في التاريخ سواء في الشرق أو في الغرب. أن هناك مجموعة تعتقد أنها هي مبعوثة العناية الإلهية وأنها هي التي تدرك المعنى الحقيقي للدين وأن هي التي يجب أن تسيطر على مجريات الأمور وكل إنسان يخالف الرأي يجب أن لا يكون له وجود ولا يكون له بقاء. هذا النموذج أو هذا الأسلوب أو في الحياة أو في التطبيق ثبت أنه لا يدوم ويفرز نوع من أنواع الجمود والخمول الشامل في المجتمع هذا جانب الجانب الآخر الذي يدعو الى الحرية الكاملة والى التفكير المطلق والى عدم التقيد بأي ثوابت في أي منظور وفي أي إتجاه هذا جانب له وجاهته وله نظرته إلا أن أيضا له قدرته التي يتمسك في أن الإنسان قد يفقد الأرضية التي يقف عليها أو أن ينسى هدفه من هذا الوجود وهذه الحياة وأن يتحول تماما الى أداة مادية والى رؤية مادية وأن ينحصر فيما يراه في حياته المادية وأن يغفل تماما الجانب الروحي في حياته الأرضية وألا يُعمل أي مفاهيم جاءت له في الرسالات ا لسماوية وألا يلتفت إليها كلية وألا ينظر إليها بالتفكير والتأمل والتفكر والتدبر يفقد راكن هام ونهل ومصدر خطير ومهم من المعارف الروحية والمعنوية التي جاءت تخاطب الإنسان عن حقيقته وعن حقيقة وجوده على هذه الأرض وعن قيمة هذا الوجود وأن قيمة هذا الوجود ليس في هذه الأرض في حد ذاتها وإنما فيما بعد هذه الأرض وأن كيف أن هذه الأرض هي إعداد الى ما سوف يكون بعد ذلك هذا الجانب يمكن أن يُفقد في هذا الأسلوب الذي يفقد أرضية المعنى الروحي للإنسان ولوجود الإنسان الإسلام جاء ليربط بين هذه المعنين وهذا هو ما نجد دائما في التبليغ القرآني وفي الأحاديث المختلفة من معاني النظر في هذه الدنيا والعمل فيها والتفكر والتدبر وإعمال العقل وفي نفس الوقت إدراك وظيفة الإنسان الروحية وقيمته الروحية ومعناه الحقيقي وحرية الإنسان ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) وحرية الناس جميعا وحرية الإختلاف (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (48)(سورة المائدة).

0.28

خطبة الجمعه 15-09-1995
السيد علي رافع

إنا في حاجة اليوم الى دعوة حقية تدعو الناس جميعا في كل مكان أن يتفكروا في أصول الحياة وأن يرجعوا البصر الى داخلهم وأن يتفكروا في أمور حقيقتهم وفي أمور وجودهم وفي معنى قيامهم فهذا هو الدين..

0.28