خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

إن تفكير اليوم - أو هذا التغيير الذي يحدث - هو نتيجة أن هناك من يقول فكروا وتدبروا وانظروا إلى مصلحة الأمة وانظروا إلى كيف تطبقون ما تقولون ، ليست القضية مجرد كلمات وليست مجرد شعارات ، وإنما يجب أن تتحول إلى واقعٍ يعيشه الناس ويشعرون بأثره عليهم وبتأثيره فيهم ، وأن ما تظنون أنه حكم الله هو مفهومكم في آيةٍ أو في حديثٍ أو في واقعةٍ ، وهذا المفهوم يمكن أن يتغير كما تغيرت مفاهيم كثيرة .إنا حين نتأمل فيما حدث وفيما يحدث نتعلم أن محاولة البحث ومحاولة الفكر ومحاولة الاجتهاد ومحاولة نقد كل مفهومٍ يفهمه إنسان ومراجعته فيما كان يعتقده وفيما كان يتصوره ، كما يحدث أيضاً في هذه الأيام لبعض الجماعات المتطرفة المغالية في مراجعاتها لأفكارها ولمعتقداتها ، بنفس المصادر التي كانت تستخدمها لترويج أفكارها المغالية ، تستخدم نفس هذه المصادر لطرح رؤيتها الجديدة .. كل هذا يجعلنا لا ننساق وراء كلماتٍ باسم الدين أو وراء أفكارٍ باسم الدين ، وإنما علينا أن نبحث وأن ندقق في كل فكرٍ وفي كل قولٍ وفي كل اتجاهٍ ، وأن نرجع وأن نراجع وأن نسأل وأن نتعلم .

0.63

خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

إن الحقيقة هي واحدة ولكن مفاهيمنا تتعدد وطرقنا تتعدد ، فما يصلح لمجتمعٍ سوف يصل له هذا المجتمع بالممارسة وبالبحث وبتدبر ممارسات المجتمعات الأخرى وتجربتها وما وصلت إليه ، ونحن في وقتٍ وفي عصرٍ نضجت فيه بعض المفاهيم نتيجة تجارب شعوب ومجتمعات في الشرق وفي الغرب ، وإذا كان الغرب قد وصل إلى ما وصل إليه من نظامٍ سياسي يسمح بتداول السلطة بصورةٍ سلمية ، ويسمح للشعب أن يكون رقيباً على حكامه ، حتى ولو كان هناك بعض التجاوزات ، فإن الصورة والنظام هناك أفضل كثيراً من مجتمعاتنا ومن بلادنا الإسلامية ومن مجتمعاتنا العربية ، سوف تجد أن هذا النظام الذي وصلوا إليه نتيجة تجارب - وفي بعض الأحيان ثورات - هو موجودٌ في رسالة الفطرة "..وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ.. " [الشورى 38] " .. وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ.. " [آل عمران 64] .

0.55

خطبة الجمعه 14-05-2010
السيد علي رافع

ورسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان قدوةً لنا ، فيستشير أصحابه ، فيما يجب أن يكون في أمر دنياهم ، فيما يجب أن يقوموا به ، وفيما يجب أن يفعلوه ، ويوضح لهم أيضاً ما جاء به من أمور دينهم ، فيُعلِّمهم أن كل ما أمرهم به ، هو لمساعدتهم ، [من لم تنهه صلاته فلا صلاة له] (1) ، [وكم من مصلٍ لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا] (2) . فإذاً ، هناك هدفٌ ومقصدٌ من إقامة الصلاة ، يجب أن يكون مفهوماً للإنسان ، لتستقيم نيته في إقامتها ، فهي ليست فعلاً مطلوباً لذاته ، وإنما هي فعلٌ مطلوبٌ لما يمكن أن يحققه في الإنسان ، من تغيير الإنسان ، ومساعدة الإنسان ، وتدريب الإنسان .

0.46

حديث الخميس 31-03-2005
السيد علي رافع

لذلك فنحن حين ننظر حولنا في مجتمعاتنا نجد ان هذا الامر في بعض الاحيان يغيب عن الناس في حركتهم وتكون مرجعيتهم كما قال الآخرون وما وصل اليه الآخرون دون ان يعملوا عقولهم كيف وصل هؤلاء الى ما وصلوا اليه وكيف قالوا بهذا القول وبهذا الراي فيما يقولون به وفيما يصدقون ومن هنا يبدأ الانسان في التقليد ويبدأ في الترديد وهذا أمر في كل الأحوال لا يؤدي الى صلاح ولا يؤدي الى فلاح. نحن نتكلم في عمومية. إنما إذا أردت أن تطبق سوف تجد كثير من الامور التي نراها في الساحة اليوم من قضايا معروضة هي لها جزء بسيط من هذه المشكلة التي نتحدث فيها أيا كان الإختلاف وايا كانت الآراء وأيا كانت الانقسامات ليس هناك رأي واحد كما نعلم جميعا وليس هناك قضية فيها منطق واحد أو فيها حق واحد او فيها حق مطلق إنما كل قضية يمكن ان نختلف في تناولها وفي رؤيتنا لها وهذه طبيعة البشر وطبيعة البشر ان يختلفوا والاختلاف هنا لا يعني ان انسان على حق والانسان الآخر على باطل وانما يعني ان كل انسان ينظر من زاوية معينة لهذا كان دائما الاختلاف هو رحمة للانسان وهو من سمات الوجود المادي الذي نعيشه والارض التي نعيشها أنها فيها اختلافات كثيرة وتنوعات كثيرة وهذا ما يجعل هناك حركة يجعلنا نتكلم ويجعلنا نتناقش ويجعلنا نتجادل ويجعلنا نقلب الامور في الأوجه المختلفة وهذا هو الهدف ونحن كما نقول دائما ليس الهدف ان تصل الى شكل محدد ولكن الهدف هو ان تكون مجتهدا وان تكون محاولا وان تكون باحثا عن الحقيقة وأن تكون هادفا إلى أن نعرف الحقيقة والحكمة ضالة المؤمن في دوام ولن نتوقف ابدا عن طلب معرفة الحق ولن نصل أبدا إلى نقطة نقول ان هذا هو الحق المطلق وإنما سنظل دائما نبحث عن ما هو احسن وعن ما هو افضل وعن ما هو اقوم ونعرف جميعا ان أي عالم في أي علم يدرك مدى جهله ويدرك انه لا يعرف الا القليل وان هناك الكثير الذي يجهله ونعرف أن كل جاهل يعتقد انه يعلم كل شيء وان الحق هو الذي يعلمه والذي يعرفه وليس هناك شيء آخر وكلما إزداد الانسان علما كلما شعر بجهله وشعر بافتقاره وشعر بحاجته الى ان يكون اكثر معرفة واكثر بحثا واكثر ادراكا ما يهمنا جميعا هو ان نجتهد وان نبحث وان نفكر وان ندعو الله وان نذكر الله وان نسير في طريق الأفضل والاقوم والاحسن كل خطوة يخطوها الانسان في جهاد وفي إجتهاد وفي طلب للعلم وفي طلب للمعرفة وفي جهاد لنفسه في محاولة لاصلاح ما فيه من ظلمات وفي محاولة لمساعدة الاخرين وفي محاولة لدعاء الله ولرجاء الله ولطلب الله ولاستغفار الله وللطمع في رحمة الله هي خطوة الى الامام ويجب الا يتوقف الانسان عن هذا أبدا.

0.35

حديث الخميس 14-11-2002
السيد علي رافع

نحن دائما نريد أن نقول أن العقل هنا وأن التأمل وأن التفكر وأن التدبر هو قراءة مستمرة في حقية موجودة بين أيدينا علينا أن نتعلمها وعلينا أن نتفكر فيها وعلينا أن نتدبرها ونعلم أن هناك دائما أن حدود لأفكارنا أن ليست أفكارنا هي المنطق المطلق للحق إنما هناك حدود دائما وقدرات لكل إنسان تختلف من إنسان لإنسان لذلك نقول أن الإسلام هو منهج وليس هو شكل وهناك فرق كبير بين أن نتبع منهج وأن نقوم في شكل إذا أردنا أن نتعلم المنهج فالمنهج هو المحاولة المستمرة للمعرفة الإدراك التام والتسليم التام لقانون الحياة الذي يحثنا عليه أننا نعرف تماما أننا عبادا لله ولسنا فأنت لا تستطيع أن تغير في قانون الحياة ولكن تستطيع أن تتعلمه وتستطيع أن تعرفه فإذا عرفته إستطعت أن تستفيد من هذه المعرفة في تدبير أمرك وفي تعمير أرضك وفي تحسين حياتك وهذا هو نوع من العبادة في الله الذي نقول دائما عنه أن العمل عبادة من هنا تصبح القضية هي في إدراكنا أن كل ما نقوم به على هذه الأر ض في بحث عن الحقيقة وفي محاولة لأن نتعلم أكثر في هذه الحياة هو عبادة وهو سلوك في طريق الحق وفي طريق الحياة هذه المحاولة الدائمة هي الجهاد هي معنى أن يكون الإنسان في جهاد في الله لأنه لا يتوقف عن المعرفة ولا يتوقف عن البحث عن الحقيقة وإنما يحاول دائما أن يجد معاني تساعده في حياته الحقية. نجد أن هذا المعنى مع بساطته ومع أن الله قد أعطى الإنسان هذه الحرية أعطاه فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)(سورة الكهف) أعطاه حرية كاملة يوم خلقه في هذا الكيان الى أن الإنسان لا يريد هذه الحرية فنجد أن الكثيرين تجمدوا في أفكار وفي قوالب لا يستطيعوا منها فكاك وهذه هي أزمة المجتمع الإسلامي في هذا الوقت أن الذين يقومون على أمر الدين أو الذين ينسبون أنفسهم الى علماء الدين كثيرين منهم لا يستطيع أن يفكر بعقل مستنير ويتعامل مع الأصول الحقية بفكر مستنير وإنما هو يقلد السابقين ويردد أقوالهم وتفسيراتهم التي فسروها والتي قالوها في سابق ولا يستطيع أن يخرج من هذه المفاهيم القديمة هذه المفاهيم القديمة لا نعني أنها خطأ كل الخطأ كما قلنا ولا يعني أن ما نفهمه نحن أو ما نتأمل هو الصواب كل الصواب وإنما الأساس دائما أن كل عصر (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لان العلماء هم الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع الأصول ويستطيعوا أن يتفهموا هذه الأصول ويستطيعوا أن يلبوا حاجة المجتمع وأن يعرفوا كيف يكونوا مدركين للمعاني بصورة لا تقيد حركة الى الأمام أو خير يروه أو أفضل يدركوه كما قال السابقون قل لي أين مصلحة الناس أقول لك أين هذا شرع الله في أن دائما لا بد أن تكون هناك مفهوم يؤدي الى هذه القضية طالما ظهرت واضحة وجلية أن فيها صالح الأمة وصالح المجتمع هناك دائما إشارة أو على الأقل أنه لا يمكن أن يتعارض مفهوم حقي مع هذه القضية.

0.33

خطبة الجمعه 10-12-1993
السيد علي رافع

إن الإنسان مع أخيه الإنسان يستطيع أن يتفق على مفاهيم مجردة بسهولة ويسر ولكننا إذا جئنا الى التطبيق والتقييد فمن الصعوبة بمكان أن نتفق ففيا لشرق أو في الغرب في أي نظام إقتصادي أو إجتماعي في ـي ثقافة شرقية أو غربية يستطيع أن يتفق الإنسان مع أخيه الإنسان على معاني مجردة من قيم حقية كالأمانة والصدق والمعاونة والتكافل والمحبة والعطاء يستطيع الكل أن يتفق على ذلك ولكننا نجد معسكرا يحاول أن يطبق ذلك بصورة معينة فيلغي ملكية الأفراد مثلا حتى لا يتحكم إنسان في إنسان هذا هو نظره وهذه نظريته ونجد معسكر آخر يسمح لكل إنسان أن يتملك وبنظريته فإن هذا هو الأفضل حتى يكون هناك حافز لما هو فيه خير الناس من إنتاج وعطاء وعمل كل يدعي أنه الأفضل وكل يرجو الأفضل وكل كنظرية يؤمن بأن الإنسان يجب أن تحترم إنسانيته بصورة أو بأخرى ولكننا نختلف حين ننفذ وحين نطبق. ومن هنا فهذا الإختلاف لا يعني أن هناك تطبيق أفضل مطلقا وإنما في كل مجتمع وفي كل بيئة يحاول الناس أن يطبقوا ما يروا أن فيه خيرهم ويتحاورون بعضهم مع بعض ليوجدوا أفضل وسيلة لحياتهم ولوجودهمك ولمعيشتهم معا نحن ندلل بذلاك على أننا يمكننا أن نتفق على المفاهيم المجردة بيسر ولكننا لا يمكن أن نتفق ع لى التطبيق إلا بصعوبة وبحث ومحاورة وتجربة في واقع الحياة لتجد ما هو الأحسن والأفضل لذلك فإن آية الحق (تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا)هذا هو المفهوم المجرد الذي يمكن أن نتفق عليه وهذا هو في واقع الأمر في أغلب الأحيان وإن إختلفت الكلمات لا يوجد إختلاف عليه وإنما يجيء الإختلاف في ا لتطبيق والناس لا تريد أن تفرق بين هذا وذك فالذي لا يفعل شيءا في التشريع المقيد يصفه بعض الناس بأنه كافر ولا يعبد الله ولا يؤمن بالله سواءا في دين أو في دين آخر ومن هنا لا تستقيم الرؤية ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا.

0.31

خطبة الجمعه 11-05-2007
السيد علي رافع

نرى اليوم أن كثيراً من هذه المفاهيم وأن كثيراً من الذين كانوا يروجون لهذه المفاهيم بدءوا يقولون بعكس ذلك ، بدءوا يقبلون أن يكون هناك ممثلين للشعب يسنون القوانين ، ويقولون أن هذا ممكن وأن لا تعارض بين الديموقراطية والإسلام ، وأنه من الطبيعي ألا تصدر التشريعات مخالفة ، لأن الذين سوف ينتخبون من الأمة هم مسلمون ، بل أن بعضهم قد وصل إلى قول أنه حتى لو كان في نظر رجال الدين أن هذا التشريع مخالف للشريعة فإنه لا سلطان لهم على هذا التشريع ، وطالما أن الأمة قد ارتضت ذلك فلتتحمل وزر ذلك ، والله هو الذي يحاسب في النهاية وأن لا يملك أحدٌ أن يحاسب أحداً .. لو أننا توقفنا بالزمن عند اللحظة التي كانوا يروجون فيها لمعنى حكم الله ، بظن أن كل حكمٍ على هذه الأرض واردٌ وواقعٌ ويمكن أن يطبق لشرع الله ، دونما حاجةٍ إلى تشريعٍ أو إلى تقنينٍ أو إلى شيءٍ آخر ، و ظننا أن هذه هي الحقيقة المطلقة ، ما وصلنا إلى تفكير اليوم .

0.31

حديث الخميس 23-10-2003
السيد علي رافع

حين ننظر إلى المجتمعات بعض المجتمعات نجد إنها نتيجة مفاهيمها الخاطئة في صورة ما وفي شكل ما يحدث نوع من التخلي عن مفهوم العمل أو مفهوم النتيجة لهذا العمل وينحصر الدين وتنحصر الحياة في مجرد هذه الشكليات وهذه الصور. ثم نقول بعد ذلك أن الدين هو السبب في تخلف الشعوب. في بعض المقولات. وهو في الواقع كذلك إذا كنا ننظر له من هذه النظرة الخاطئة وكنا ننسب هذا للدين. المشكلة هي أن حين يتكلم كل إنسان عن الدين فهو يعتقد أن هذا هو الدين الحقيقي بالنسبة له. حتى إذا ظهر إنسان وتكلم في العالم عن مفاهيم حقية فسوف يقابله مجتمعه وأمته ومن ينتسبون اسماً إلى نفس المجال الذي يدعو له يحاربونه فيما يقول فيقول الآخرون أين هو الدين فالإسلام مثلاً إذا كنا نتكلم عن الإسلام ما تقولون أو ما يقوله الآخرون أو ما يقول جماعات معينة أو ما قال السلف وهنا في واقع الأمر مشكلة الإنسانية أو البشرية هي أنها تريد أن تنظر بنظرة أحادية فقط بينما أي مفهوم على هذه الأرض له زوايا مختلفة وله نوع من التفسيرات المختلفة من كل إنسان. والتباين وارد في كل ما هو قائم على هذه الأرض وهذا في واقع الأمر ما نتعلمه دائما في معنى الإختلاف وفي معنى التعدد في وجهات النظر وفي المفاهيم المختلفة وفي معنى ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا (13)(سورة الحجرات) (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (48)(سورة المائدة) .

0.31

حديث الخميس 13-07-2000
السيد علي رافع

والواقع أن المباديء الأساسية والمفاهيم. نستطيع أن نتفق عليها جميعا بما أودع الله فينا من فطرة ومن صبغة. تجعلنا نميز بين الخبيث والطيب. ولكن الإختلاف كما نتذاكر دائما يجيء من تطبيق هذه المفاهيم في حياتنا اليومية وفي صورة معاملات وأمور نفعلها كل يوم في حياتنا وفي سلوكنا. فالعدل كقيمة وكمفهوم. نستطيع أن نتفق عليها. الكل يتفق أن العدل أفضل من الظلم. ولكن ما هو العدل الذي نطبقه. وهكذا في أمور كثيرة في حياتنا. لذلك نجد أن هناك ضرورة لوضع آلية في المجتمع يستطيع المجتمع من خلالها أن يجد أفضل تطبيق يرتضيه لهذه المفاهيم والقيم العليا. ومن هنا كان الأمر في دين الفطرة أو كانت الآلية في دين الفطرة هي الجماعة وهي التواصي بالحق والتواصي بالصبر. وهي الشورى وهي الإجماع. والرجوع الى الأفضل والأقوم والأحسن للمجتمع. لذلك فإن المفهوم بمفرده لا يقف دون أن يكون هناك تطبيق له من خلال جماعة. ومن خلال مجتمع تطبقه. أما إذا نظرنا الى المفاهيم على أنها أمور تطبيقية. وهنا يحدث الخلط. لأننا لن نجد. أننا نتكلم على مفهوم ونحن في أذهاننا تطبيق له. لذلك يقع الكثيرين في هذا الخطأ. حين يتكلمون عن أن الإسلام هو الحل أو أن يجب أن نكون مسلمين أو أن نطبق التشريع. التشريع فيه أمور كثيرة تدعو الى قيم والى معاني وفيه أمور كثيرة تحتاج الى أن يكون لنا مفهوم في تطبيقها وليس فيها في ذاتها.

0.31

خطبة الجمعه 13-02-2004
السيد علي رافع

والعلم لا ينتهي وما يكشف اليوم من علوم ومعارف لم يكن معروفا في سابق. وإذا توقفنا عند معارف السابقين ما عرفنا ما عرفناه اليوم. والدين هو تعبير عن قانون الحياة وأسبابها وكلما نضج العقل البشري كلما إستطاع أن يتعمق أكثر في مفاهيم كثيرة لم تكن متاحة له من قبل. تصور الدين أنه أمر جامد أنه أوامر صارمة أنه مجرد قوالب يجب أن نقوم فيها دون تفكير ودون وعي بظن أننا نؤمن بالله وقصور في التسبيب وقصور في المعرفة وقصور في المنطق. فالله قد خاطب عقولنا. (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (20) (سورة العنكبوت) (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران) إن هناك أمورا كثيرة ظلت عدة قرون يعتقد الناس أنها أمور لا نقاش فيها فإذا جاء أحد وفجر قضية وأظهر أن هناك إحتمال لتفسير آخر إتهموه بالزندقة وبالخروج عن الدين هذا ما نعاني به في مجتمعاتنا وفي أمتنا. نعاني من جمود فكري وعدم قدرة على المناقشة والمجادلة بالتي هي أحسن والوصول لما هو أفضل في حياتنا وفي سلوكنا وفي معيشنا. والأمثلة على ذلك كثيرة. ظل المسلمون لعدة قرون يعتقدون أن الخلافة على سبيل المثال هي أمر أساسي ويتصورون صورة الحكم وإختيار الحاكم بشكل محدد ويعتقدون أن أي تشاور وأي قوانين وضعية يضعها الناس هي ضد الدين الى أن سقطت الخلافة العثمانية وظهر كاتب يقول أن هذه الخلافة ليست من الإسلام في شيء وأن نظام الحكم ممكن أن يتغير ويتبدل بصور مختلفة بغض النظر عن ما هو أصلح للمسلمين وما هو أصلح للأمة وإنما ما أرده هذا الكاتب بقوله أن هناك من الآيات ومن الأحاديث ما يمكن أن يفهم صور متعددة وأن هذا الشكل السياسي لصورة الحكم يمكن أن يتغير ويتبدل وهذا أمر وارد إما أن تكون هناك حجة على أن هذا ليس بصحيح فتظهرها أو أنك تقبل بالإختلاف في وجهة النظر وأن هناك أمور كثيرة ممكن أن تفهم من الآيات ومن الأحاديث ولكن أن تعلل بأن هذه الصورة ظل المسلمون عليها لقرون عديدة وأن مجرد هذا يجعلها بصورة دائمة مستمرة لا يجب المساس بها فهذا هو الخطأ الذي نراه لأن ما فعله السابقون ليس حجة إلا بقدر قدرتهم على أن يروا أو يثبتوا أو يوضحوا كيف أن ما فهموه هو من الأصول وأن ليس هناك تفسير آخر لما رأوه وقالوا به فهذا ليس واقع هكذا في أمور كثيرة في حياتنا إذا ظهرت كلمة الديمقراضية مثلا قالوا أنها ليست من الدين في شيء وأن الإسلام ليس فيه ديمقراطية وليس فيه هذا الشكل مع أن هذه الصورة هي صورة من صور الشورى قد تغيرها وتجد لها قوالب كثيرة وصور كثيرة وإنما الأساس هو أن شاورهم في الأمر.

0.3

حديث الخميس 07-11-2002
السيد علي رافع

من هنا كان الإسلام في الرسالة المحمدية بيحث الإنسان على أن يكسب من خلال عمله ومن خلال معاملاته المختلفة. فليس هناك فاصل بين الدنيا والآخرة. وليس هناك فاصل بين الدين والدنيا. لأن القضية هي قضية سلوك مستقيم على هذه الأرض. هذا الكلام نقوله كثيرا ولكن العبرة كما نقول أيضا هي بالتطبيق بعد ذلك. التطبيق هو سلوك. والطريق دائما هو سلوك والكلام والمفهوم والحديث هو محاولة لتوضيح الرؤية لكن في النهاية يجب أن نحول هذا الحديث الى واقع والى تطبيق نقومه على هذه الأرض. من هنا كان الدين حين شرع لنا معاملات وشرع لنا عبادات وشرع لنا كيف نحيا على هذه الأرض بالصور المختلفة هو بيعلمنا كيف أن القضية في الآخر تحتاج أن يتحول الفهم الى عمل والى سلوك في حياتنا اليومية. يمكن للإنسان أن يفهم مفهوم الصلاة ويمكن أن يفهم مفهوم الصوم كما نتذاكره دائما ونتعلمه دائما. ولكن هذا لا يكفي من هنا كان التشريع في أنه أوجد الصلاة المنسكية والصوم بصورته التي نعرفها وكل المناسك الأخرى حتى نتعلم أن علينا أن نحول هذه المفاهيم الى سلوك والى واقع والى عمل نعمله. فإذا كنا نتكلم أن الحياة كلها لله وأن ليس هناك فرق بين الدين والدنيا. فيجب أن يتحول هذا المفهوم الى واقع نسلكه. وهذا ما نجاهد أنفسنا حتى نقوم فيه.

0.3

حديث الخميس 17-02-2000
السيد علي رافع

حديثنا هو تواصل في الحق. وتواصي بالحق والصبر. حتى يساعدنا ذلك على التغلب على أنفسنا وظلامها. ويجعلنا قادرين أن نكون في قيام أفضل وفي وجود أحسن. فالإنسان في حاجة دائمة الى قوة تساعده على أن يرتقي الى أعلى وألا يتمسك بالدنيا وما فيها وأن يكون قاصدا وجه الله فيما يفعل وفيما فيه يتعامل فهذا هو المقصود من قيام الإنسان على هذه الأرض أن يكسب في الله وأن يرتقي في الله. ومع أننا نردد ذلك ونقول ذلك كثيرا إلا أن الإنسان في حاجة دائمة الى تذكير نفسه بذلك. لأنه إذا رجع الى نفسه وحاسب نفسه على ما هو قائم عليه فسوف يجد أنه بعيد بعدا كبيرا عن هذه المفاهيم أو عن مفهوم التعامل مع الله والمقصود وجه الله في كل ما يقوم به الإنسان. من هنا فعلى الإنسان أن يطلب العون ويطلب القوة. حتى يخرج من هذا الحال أو يقترب الى الأفضل والى الأقوم وإلى الأحسن في كل لحظة ولو بقدر قليل. وإنما يكون في تقدم عما كان عليه. وهذا هو ما يطلب أو ما يرشدنا إليه ديننا في كل ما أمرنا به في واقع الأمر. كل أمر من أمور الدين هي في الواقع لتساعدنا على ذلك.

0.3

حديث الخميس 30-09-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يجعل من جمعنا ومن ذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وتقوية عزائمنا وإنارة عقولنا فنحن دائما نبحث عن كل ما يقربنا الى الحق والى كل ما يجعلنا أفضل وأقوم وهذا هو ما تعلمناه في ديننا من مجاهدة أنفسنا ومن الدعاء والرجاء لأخذ قوة تساعدنا أن نسير في طريق الحق وفي طريق الفلاح ونحن نتذاكر دائما أن الدين ليس مجرد كلمات وليس مجرد شعارات وليس مجرد أشكال وصور إنما هو ممارسة فعلية لكل معنى جاء به في كل أمر أُمرنا إياه وفي كل نهي نهينا عنه الدين هو واقع الحياة وتفاعل الإنسان مع بيئته ومع مجتمعه ومع نفسه ومع قلبه وهذا ما نفتقده كمفهوم في مجتمعاتنا حين تفصل الدين عن الإنسان وترى أن الدين أمر بعيد عن الإنسان بمعنى أن الإنسان وهو ينفذ ما أمر به الدين كما لو أن هذا الأمر لا علاقة له بما يجب أن يفهمه أو يعقله أو يدركه أو أن ينبع من داخله إنما هو مفروض عليه من أعلى وهذا أمر فيه لبس في واقع الأمر لأن إذا نظرنا الى ما أمر به الدين في كل جزئية من الجزئيات وفي كل آية من الآيات وفي المعاني المختلفة التي جاءت لتعلم الإنسان عن نفسه لوجدنا أنها تفسر بعضها بعض من هنا لا يجب أن نأخذ مقولة منفصلة عن السياق الكلي وعن المعنى الكلي لهدف الإنسان في وجوده على هذه الأرض.

0.3

خطبة الجمعه 14-05-2010
السيد علي رافع

فالاتباع اتباع منهج ، اتباع طريق ، اتباع أسلوب ، اتباع طريقة ، وهذا ما علمنا الإسلام إياه ، يوم أمرنا بأن نُعمِل عقولنا ، في أمورٍ كثيرة وفي آياتٍ كثيرة ، " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ..." [العنكبوت 20] ، " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ..." [آل عمران 191] . كثيرٌ من الآيات تُحدِّث عقولنا ، وتُكْبِر عقولنا ، وتعطي الأسباب ، وتُبيِّن العلة ، وتوضح القصد ، هذا هو الاتباع والمتابعة .

0.3

خطبة الجمعه 15-08-2003
السيد علي رافع

أن علينا أن نرجع إلى أصولنا وأن نرجع إلى هدف حياتنا وأن نعرف حقاً ما هو هدفنا حيتنا وما هو مقصودنا وأن نكون مدركين لهذا حقاً وأن ننظر إلى ما يجب أن نفعله من هذا المنطلق مدركين أننا حين نتأمل في أمرٍ فإننا نرى كثير من جوانبه وكل إنسان له رؤيته وله مفهومه والآية الواحدة حمالة لأوجه كثيرة وكما قالوا القرآن حمال أوجه فعلينا أن ندرك ذلك وأن نعرف أن القيمة الحقيقية هي في الإنسان في صدقه في رغبته في أن يكون عبداً لله حقاً في رغبته أن يجعل هناك مجتمعاً يهيئ أفراده لعبودية الله ومن هذا المنطلق يستطيع أن يقرأ النصوص وأن يتفهمها وأن ينظر إليها من هذا المنطلق ويتشاور في أمرها هذا المجتمع وفيما يجب عليه أن يقوم به وأن يشرعه في حياته في ظل هذه المقاصد العامة والقوانين العامة التي تحكم وجوده كذلك بالنسبة لسلوك الإنسان كفرد محكوم بهذا المبدأ العام وبهذا الهدف العام وليست هناك صور مسبقة مرتبة مفروضة على البشرية في معاملاتها بعضها ببعض حتى ولإن كانت هناك بعض النصوص التي يمكن أن يفهم منها ذلك إلا أن هذه النصوص في مقصدها الأساسي هو توصيل فكرة أساسية لقضية معينة فحين يكون الحديث مثلاً على أن من صام يوم عرفة غفر له الله ما تقدم من ذنبه فإن ذلك لا يعني هذه الحرفية في التفسير لأنه لا يعقل أن إنسان بقيامه شكلاً بصوم يوماً مهما فعل في الناس ومهما أساء للناس ومهما ظلم الناس أن هذا اليوم بصيامه بهذا المعنى المحدود يجعله لا غبار عليه وليس فيه إثم وليس فيه ظلام وليست فيه قوة مظلمة في داخله تكونت من هذا الظلم وإنما هو المقصود من هذا الحديث هو فتح باب التوبة هو إدراك إنه لا ييائس من رحمة الله ((يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (53)(سورة الزمر) .

0.3

حديث الخميس 11-11-2004
السيد علي رافع

فنحن حين نرى اليوم الناس مثلا ونحن نرى مد نستطيع أن نقول مد ديني تقليدي في المجتمع يصلون صلاة القيام والتهجد وكثير من هذه المعاني وفي نفس الوقت نجد أن المجتمع ككل بيتجه الى أسفل كشكل عام كصورة عامة وكمثالية عامة نجد أن هناك خلل في المفهوم العام في معنى الدين وفي معنى علاقة الإنسان بربه وفي معنى كيف يكون متعاملا مع الله وكيف يكون مخلصا في عمله وفي إتقانه لعمله وفي خدمته لمجتمعه وفي مناحي الحياة المختلفة التي يتعرض لها هناك تصورات خاطئة أن إذا أكثر الإنسان من هذا الشكل من العبادة فسوف تفتح له أبواب الجنة بصورة أو بأخرى فهو يعبد الله وهو في عقله وفي قلبه دنيا يريد أن يصيبها ليس كل الناس وإنما هذا المفهوم تجده الى حد ما في شيوع هناك خلل في التفكير العام هناك طبعا من الناس من يدرك الحقيقة ومن يدرك ما هي العبادة الحقيقية إنما المفهوم الشائع للدين بين الأوساط المختلفة وأيضا فيمن يتحدثون بإسم الدين يروجون لهذه المقولات ولهذه الأحوال التي هي في واقع الأمر تهدم المفهوم الحقيقي لعلاقة الإنسان بربه ولعلاقة الإنسان وقيامه على هذه الأرض ولمعنى عبودية الإنسان لله ووجوده على هذا الكوكب من هنا نرى أن كل هذه العبادات وكل هذه المظاهر التي نراها لا تثمر بالصورة التي يرجى منها من أناس لهم قيم ولهم معاني وعندهم عقيدة في ظاهرهم كذلك لكن القلوب الله أعلم بها نحن في هذا الحال وفي هذا القيام نتجه الى الله أن يرفع هذه الغمة وأن يجعل منا أداة خير وسلام ورحمة لمجتمعنا ولبلدنا ولأمتنا ولأرضنا وأن يجعلنا أهلا لرحمته وأهلا لعلمه وحكمته وأن يغفر لنا إن نسينا أو أخطأنا وأن يقومنا إن غفلنا وأن يجعلنا من التائبين إليه الراجعين إليه المتوكلين إليه اللاجئين إليه الطارقين بابه السائلينه دائما الرحمة والرحمة والرحمة وأن يجمعنا دائما على الخير ويوفقنا الى الخير ويجعلنا أهلا للخير وأن يهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم وأن يوفقنا لما فيه خيرنا ولما فيه صلاحنا وأن يجمعنا في طريق الحق وفي طريق الحياة.

0.3

حديث الخميس 15-01-2004
السيد علي رافع

فنحن في عصرنا هذا وفي موقعنا الذي أوجدنا الله فيه نعيش في خضم أحداث كثيرة وفي ظل أفكار متباينة ومتصارعة في البلد الواحد وفي الثقافة الواحدة بالإضافة الى الثقافات المختلفة والحضارات المختلفة بين شد وجذب وبين فهم وفهم وبين تفسير وتفسير. نعيش عصرا غير مسبوق فجميع المجتمعات الآن تعرف بعضها بعضا الى حد كبير وتستطيع أن تقرأ ما في داخل كل مجتمع من صراعات ومن أفكار ومن حوارات ففي الغرب نجد أن هناك تيارات مختلفة في فهمها لهذه الحياة وفهمها لدينها ما بين أناس يرون في الدين أنه علاقة فقط بين الإنسان وربه ولا تطبيق له في حياتهم اليومية أو السلوكية أو المجتمعية وبين أناس آخرين يرون أن عليهم أن يحاربوا من أجل دينهم ويرون أن كل الأديان أو الحضارات الأخرى ما هي إلا صور باهتة متخلفة وهذا ما نراه بصورة أخرى في المجتمعات الأخرى أيضا في الدين الآخر فإذا وجدنا في المسيحية هناك المسحييين المتطرفين الذين يؤمنون بأفكار معينة من عودة المسيح ومن الصراع ومن المعركة القادمة ومن بناء الهيكل ومن كل هذه الأفكار والمفاهيم التي نقرأها وبين أناس كما ذكرنا لا يعنيهم هذا في قليل أو كثير إنما هم ينظرون الى دينهم بالصورة التي تروقهم والتي تربوا عليها في مجتمعاتهم في ظل أفكار معينة نفس الصورة موجودة في الجانب الإسلامي أو المسلم من أناس أيضا يرون أن هناك حتمية للصراع بين المسلمين وبين كل العالم الذي لا يؤمن بالإسلام بالصورة الشكلية الحرفية الموجودة لديهم وهناك أيضا أناس آخرين يرون غير ذلك حتى في المجتمع وفي المؤسسات الدينية كما يطلقون عليها ربما يجدوا أن هذا ليس مطلوبا وهذه سمة موجودة في الإنسان وموجودة في المجتمعات بصورة عامة أنها تحاول أن تعبر عن نفسها من خلال معتقداتها والإنسان يحاول دائما أن يفرض ما يعتقده على الآخرين بظن أن هذا هو الأفضل والأحسن والأقوم وكل إنسان يحاول ذلك سواء كان مسيحيا أو مسلما أو يهوديا أو في أي صورة أخرى هو عنده هذا الإحساس.

0.3

خطبة الجمعه 18-03-2011
السيد علي رافع

وإنما هم سوف يدركون ذلك بتجربتهم، وسوف يرجعون إلى الله، إذا كان فعلهم يؤدي إلى فسادٍ وإفسادٍ للمجتمع، وكانوا يظنون أنه صلاحٌ، وجَمَعَ نفرٌ كثيرٌ منهم على ذلك، من حق المجتمع أن يجرب، ومن حق المجتمع أن يفشل، ومن حق المجتمع أن يُخطئ، حتى يتعلم، وحتى يرجع مرةً أخرى إلى الصواب. المهم في كل ذلك، أن يكون هناك نظامٌ يسمح بالتغيير، ويسمح بتداول السلطات، حتى يكون هناك تصحيحٌ دائم للمجتمع.

0.29

حديث الخميس 22-04-2004
السيد علي رافع

هذا معنى ها نجده في كثير من الأمور. وحين نتأمل في ما جاء به كل دين أو كل رسالة سماوية سوف نجد أن المعاني هدفها واحد ومقصودها واحد وإن إختلفت الصور التي يقوم بها المنتسبون الى كل رسالة في الحال الذي نشهده اليوم. ومن المهم أن نفرق بين الهدف وبين الوسيلة والتفريق هنا لا يعني أن ليس هناك إرتباط بينهما ولكن الإرتباط موجود ولكن ما نريد أن نقوله أن لا يجب أن تكون الوسيلة سببا في صراع أو في حرب أو في أي صورة من صور الصراع التي نشهدها الآن مثلا في العلاقة ما بين الأديان وبعضها البعض. لأن لو أدرك الإنسان سوف يتعلم كما نقول أن لكل إنسان على هذه الأرض له نفس الهدف وله نفس المقصود. سوف نجد أيضا هذا الأمر في كل المناحي الإجتماعية والإقتصادية التي نعيشها لا يختلف الناس في أن العدل هو أفضل من الظلم وأن التكافل أفضل من أن يكون هناك صراع على مصادر العيش دون أن يرحم الكبير الصغير أو القوي الضعيف أو الغني الفقير. يجب أن يكون هناك تكافل بين أفراد المجتمع ولكن ممكن أن نختلف في الوسائل التي نريد أن نحقق بها العدل في المجتمع.

0.29

حديث الخميس 08-06-2000
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا. ونحن في جمعنا هذا نحاول أن نتذاكر بما يجول بأذهاننا. وما نشهده في مجتمعنا وفي أرضنا من قدرة ومن ظواهر ومن تجليات مختلفة. في الطبيعة وفي الإنسان. في كل مجالات الحياة. لأننا ندرك أن ما يحدث على هذه الأرض في أي صورة من الصور هو رسالة من الحق للإنسان. "ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا". والحجاب هو القانون. وهو ما يحدث على هذه الأرض. فكل ما يحدث على هذه الأرض هو حديث من الله للإنسان. إذا كنا في هذا العصر نرى متغيرات كثيرة وأحداث متلاحقة. سواء كانت هذه الأحداث بكشوف علمية أو في أحداث سياسية أو في ظواهر طبيعية. فكل هذه الأمور هي إرهاصات وحديث عن التغيير الذي يجب أن يتغيره الإنسان. التغيير السريع الغير تقليدي. في المفهوم وفي الحركة وفي الإتجاه. وكما نتذاكر دائما أن هذه الأمور في ظاهر الحياة إنما هي تعبير أو توجيه للإنسان أن يتعمق في داخله بصورة أكثر دقة وأكثر تدبرا وتأملا وتفكرا. في معنى الحياة بالنسبة له. وفي معنى الدين بالنسبة له. وهذا هو المعنى الذي نشعر أننا نحتاجه اليوم. هو تغيير جذري في مفهوم الدين عند الإنسان.

0.29

خطبة الجمعه 25-01-2002
السيد علي رافع

إنا نتذاكر دائما كيف نكون على هذا الصراط المستقيم؟ كيف نكون من الذين يخشون ربهم؟. لا يكون ذلك إلا بأن نتعلم منهج ديننا. أو نقول أن نتعلم ديننا. لأن ديننا هو منهج. كما نتذاكر في ذلك دائماً. فالدين ليس شكلاً وليس صورة وليس جموداً وليس حركة وليس فكراً محددا. الدين منهج. الدين أسلوب حياة. وهناك فارق كبير بين أن يكون الدين منهجاً وبين أن يكون صورةً. فالمنهج هو أسلوب في تعاملك مع الحياة. هو أسلوب في تفهمك لآيات الله. هو أسلوب في تفهمك لأحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وقد قال العلماء قديماً وحديثاً أن آيات الله يمكن أن نفهمها بصور متعددة. وأنه لا يوجد مفهوم محدد لآية أو لحديث لأن هذا المفهوم لا يعلمه الا الله. إنما نحن نحاول أن نفهم وأن نتفهم هذه الآيات بما نستطيع من قدرات. لذلك فإننا كثيرا ما نفرق بين أن ينسب إنسان إلى مفهومه أنه هو المفهوم الوحيد وبين أن يكون هناك أكثر من مفهوم. إن كثيرا من الناس يعتقدون أن الدين محدد في الأشكال التي يقومون بها وفي الأقوال التي يتداولونها. بظن أن هناك مفهوما واحد لكل آية هم الذين فهموها وأدركوها. وكان هذا هو سبب الغلو في تاريخ مجتمعاتنا الإسلامية. أن بعض الناس ظنوا أنه بفهمه هو هذا هو الدين وأن كل ما يخالف ذلك ليس بدين. فأراد بظن الدين أن يفرض فكره وأسلوبه على الأخريين.

0.29

حديث الخميس 18-03-2010
السيد علي رافع

فنحن نذاكر دائماً ، في مفهوم الدين للإنسان ، وما نراه من مفاهيم حولنا ، في معنى الدين ، وفي معنى إتباعه . إتباع الدين ، وإتباع منهج يؤمن به الإنسان ، ويطبقه في حياته ، ويحاول من خلال تطبيقه ، أن يكون أكثر قدرةً على الحياة .

0.29

حديث الخميس 01-04-2004
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا وذكرنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا وأن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه وأن نتعلم من كل ما يحدث لنا وما يدور حولنا في كل أمور حياتنا مدركين أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد ويعلمنا في كل أمر وفي كل حال وفي كل حدث. يعلمنا حتى نكون عبادا له صالحين صادقين لنكسب حياتنا ونكسب كرتنا ونكون أفضل مما نحن عليه الآن في مستقبلنا وفي قادم أمرنا الأحداث في أرضنا وفي مجتمعنا وفي أمتنا تحمل لنا كل يوم أمرا جديدا ونرى الناس وهم حائرون يتخبطون منهم من يعتقد أن الدين هو أمر مادي لهذه الحياة ويرى أن عليه أن يقوم في أشكال وصور وعليه أن ينفذ أوامر جامدة وهناك أيضا من هو عكس ذلك وربما يكون يظهر بمظهر ويبطن أمرا آخر كما نرى مثلا في الغرب. من يتكلمون ومن يتحدثون بمعاني في ظاهرها لها وقع جميل ولكن يفاجأ الإنسان أو يرى الإنسان في بعض الأحوال أن ما تبطنه أمر قبيح. فنحن في عصر من عصور الفتن التي تصبح فيه الحقيقة غير مدركة أو في صورة لا يعرف الإنسان العادي الذي ليس له قلب سليم يحتار فيما هو معروض عليه من أفكار ومن قيم ومن صور ومن أفكار مختلفة.

0.29

حديث الخميس 19-09-2002
السيد علي رافع

من هنا كان الإنسان في حاجة دائمة إلى دعاء والى قوة تساعده في هذا الاتجاه.. ليست القضية بالبساطة التي يتصورها البعض وإنما هي قضية تحتاج إلى عزم وعزيمة وقوة وتوفيق ورحمة ومغفرة وعلم وحكمة وفضل وكرم وجود من الحق على الإنسان.. ومن هنا كان الإنسان عليه أن يعد نفسه لهذا وأن يفهم القانون الذي يتحرك به على هذه الأرض وهذا القانون يفهمه من الآيات ومن ما أمر به في دينه من سلوك لمعنى الشهادة والقدوة له وما يتفهمه من هذه الأمور بعمق وبقلب سليم وقد يكون للإنسان أكثر أو لكل إنسان تفهم بصورة معينة وبزاوية معينة لا مانع ولكن هناك دائما نوع من أنواع التقبل للمفاهيم وللزوايا الأخرى حتى يستطيع الإنسان أن يشعر براحة من الزاوية التي ينظر من خلالها الإنسان ممكن أن يكون مخطئا ممكن أن يكون مصيبا وكما نقول دائما أن الخطأ والصواب هو أمر نسبي ولكن يجب أن يكون للإنسان موقف ويجب أن يكون للإنسان مفهوم ويجب أن يكون للإنسان تصور ويجب أن يكون للإنسان نظرة ونظيرية وإدراك معين لما يقوم به.. ولا يمكن كما نتذاكر دائما أن يكتشف الإنسان خطأ نظريته وخطأ مفهومه إلا إذا وضعه في محل تجربة وفي محل نوع من أنواع المناقشة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر فيه وأن يعرضه لضوء الحياة ولضوء المعرفة ولضوء النقد قد يكون ذلك بصور مختلفة حتى يتبين له مدى صدق مفهومه ورؤيته..

0.29

خطبة الجمعه 13-02-2004
السيد علي رافع

هذه معاني هناك لا زال في عصرنا هذا وفي أمتنا هذه من الجماعات ومن جمود الفكر الذي لا يستطيعوا أن يروا في الدين مصدرا متجددا بإلهام بأشكال مختلفة عما كان في السابق وليس هذا فقط في أمور حياتنا ولكن أيضا في أمور عباداتنا وفي فقهنا وفي كل علم نقول أنه من علوم الدين. هناك معان كثيرة ممكن أن يفهمها الإنسان وأن يقوم فيها الإنسان وأن يتعمق فيها الإنسان ففقهنا لم يتعمق في مفهوم العبادات وفي دلالاتها وفي الرسائل التي توجه إلينا بها وفيما يجب أن يكون الإنسان عليه في حالته الروحية والمعنوية وهو يقوم بها وفي نيته ومفهومه وهو ينتوي القيام بها لم يتطرق الى كل هذه الأمور واكتفى بالشكل وبالصورة واعتقد أن الصلاة هي شكل فقط يقوم فيه المسلم بصورة محدوة بوضع بيديه وقدميه وحركات جسده دون أن يتطرق الأمر الى مفهوم هذه الحركات وإلى دلالاتها والى الرسائل الموجهة لنا منها وفيها لذلمك فنحن كثيرا نتحدث بذلك في جمعنا لنسد هذه الفجوة في تراثنا وفي مجتمعاتنا وفي فكرنا ونقول دائما أن هذا لا يعني أن الشكل ليس مهم وإنما نقول أن الشكل هو رسالة يجب أن نتواصل في حملها لأن هذا الشكل هو رسالة التي ينتقل من خلالها المعنى وإنما إذا تمسكنا بالشكل فقط دون أن نوضح ودون أن نفهم من هذا الشكل شيئا فنكون كمثل الحمار يحمل أسفارا نكون ليس أكثر من أدوات ولسنا أكثر من أوراق مكتوبه عليها الكلمات ولكن هذه الأوراق لا تفهم هذه الكلمات ولا تعيش بها ولا تقوم فيها نكون بذلك قد فقدنا معنى إنسانيتنا ومعنى قدرتنا على الفهم وعلى الإدراك لما نقوم به.

0.29

حديث الخميس 08-04-2004
السيد علي رافع

ولكن هذا على المستوى النظري أو الفكري إذا نظرنا الى أرض الواقع بنجد أن كل إنسان بيعاني من هذا التعارض ومن هذه الإزدواجية في حياته على هذه الأرض. من هنا ندرك أن هناك فارق بين الواقع وبين المفهوم وهذا أمر ليس بجديد. ليس إكتشاف جديد إنما هو حال الإنسان على هذه الأرض في أمور كثيرة. نستطيع أن نعدد الأمثلة التي هي هناك فارق بين المفهوم وبين الواقع. كل أمر في هذه الحياة بيكون فكرة بيكون فهم ليطبق ولتظهر نتائجه في أرض الواقع بنجد أن هناك مجهود يجب أن يُبذل حتى تستطيع هذه الفكرة أن تتحول الى واقع كذلك هذه الفكرة موجودة في الإنسان يعني يستطيع أن يوفق بها أمور كثيرة في حياته. وبعض الناس لا يستسيغوا هذه الفكرة ويعتقدوا تمام الإعتقاد أن هذا أمر. الحياة الدنيوية أمر والحياة الأخروية أمر آخر وعلى الإنسان ألا ينشغل بالحياة الدنيوية يعني أن يتركها ربما الحالة القصوى في إتجاه ما هو ترك هذه الدنيا كلية حتى يستطيع الإنسان أن يحيا حياته الروحية أو أن يكسب حياته الحقية لأن هذه الدنيا بكل ما فيها من مشاغل مجرد تضييع الوقت ومجرد نوع من أنواع التعطيل عن الحياة الروحية. هناك مفهوم في هذا الإتجاه.

0.29

حديث الخميس 08-11-2001
السيد علي رافع

هي كلمة أو هي وسيلة ليست حقيقية وليست فيها صدق وليست فيها حق. لأن هنا المفاهيم الأساسية في جميع الأديان بتدعوا الناس إلي أن يفكروا في وجودهم على هذه الأرض على أنهم قيمة ولهم رسالة ولهم دور يلعبون وأن الهدف هو أن يستقيموا بينهم وبين أنفسهم في المقام الأول وبينهم وبين بعضهم البعض في مجتمعاتهم وبين المجتمعات بعضهم البعض في علاقتهم الإنسانية والإقتصادية والإجتماعية وكل شيء. فليست القضية أن هذا يصلي بهذه الصورة وأن ذاك يصلي بصورة أخرى. أو أن هذا يصوم بطريقة ما والآخر يصوم بطريقة ما. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183)(سورة البقرة) إذاً معنى الصوم قائم بأي شريعة وبأي صورة وبأي شكل. إذاً القيم الحقيقية هي قيم أساسية في المجتمع أن تكون هناك قيم معنوية تربط بين أفراد المجتمع وتربط بين المجتمعات بعضها ببعض. هنا. إذاً حين يقول الناس أو حين يحارب الناس بعضهم البعض باسم الدين هذا في واقع الأمر ليس بدين وإنما هي أمور مادية وأهداف مادية. سواء كانت إقتصادية أو سياسية أيا كانت. فهي أهداف مادية قائمة من ظلام البشر ومن ظلام النفس البشرية التي تريد أن تسيطر وتريد أن تتحكم وتريد أن تجعل من نفسها إلها وربا للناس. كل مجتمع وكل أمة تريد أن تسيطر على الناس بصور مختلفة لا لشيء إلا لأمور مادية في المقام الأول.

0.29

حديث الخميس 04-02-1999
السيد علي رافع

أن هذه الصلاة لم تورثهم رحمة أو حب عطاء أو مفهوم صادق أو إدراك حقيقي أي لا يقدموا شيء أي ليس فيهم عطاء أو ليس عندهم عطاء، من هنا أن الصلاة لم تؤثر فيهم ولم تحوِّلهم، إذا كان هناك أمر بالصلاة وأن هناك طاعة وأن الإنسان يصلي إلا أنه في نفس الوقت جاءت آيات كثيرة وجاءت أحاديث لتعلّم الإنسان حكمة الصلاة وهدف الصلاة وأصبحت القضية بهذا المفهوم وأن تؤتي بأثر هي جزء لا يتجزأ من صحتها، وإن لم تؤتِ بهذا الأثر فلا قيمة لها من أجل ذلك قيل "من لم ينهه صلاته فلا صلاة له" في هذا الحال هو مفهوم وله نتيجة وله حكمة والأمر هنا أمر لأن في هذا الفعل إذا قام في نية صادقة يؤدي الى نتيجة ليست القضية المطلوبة أنه أمر للأمر إن هذا ما أردنا ما نصل له، إذا فهناك حكمة من هذا الأمر والهدف هو أن نحقق هذه الحكمة من ورائه. وأن هذه هي محاولتنا الجادة في هذا وهو هذا الذي يعطي قيمة للأمر وللفعل في هذه الصورة.

0.29

حديث الخميس 10-01-2002
السيد علي رافع

على الشرق والمجتمعات الإسلامية بما فيها من تخلف وعدم تكافل وعدم تراحم بينها في بعض الأحيان. فهذا دليل على أن هناك من المعاني الفطرية الأساسية التي قد تكون مجتمعات أخرى قد إكتسبتها أو كسبتها بالممارسة وبالمعرفة بالعلم وبالتجربة. مما لم يستطع مجتمع قد يكون عنده من القيم الروحية أو من التمسك بالمعنويات أو بالعبادات أو ما شابه ذلك. إلا أنه في معاملاته اليومية وفي ممارسته للحياة المدنية والتعاملات المختلفة لم يستطع أن يدير المجتمع بالصورة الأفضل والأقوم والأحسن مع أن الفطرة السليمة وما أتى به الحق يدعو الى هذه التعاملات الأفضل والأقوم والأحسن. ولكنه قلة المعرفة وقلة العلم وقلة التجربة وقد تكون ظروف معينة لم يتعرض لها هو لم تمكِّنه أن يصل الى هذا الذي وصل إليه الآخر. فهنا في هذه الحالة لا مانع من أن تأخذ من الآخر ما هو أفضل وما هو أحسن وما هو أقوم. لذلك فإن الحوار في هذا الحال ليس حوار في مجرد عقيدة بمعنى مفاهيم غيبية ولكن قد يكون مفاهيم تطبيقية ومفاهيم مادية ومفاهيم إدارية. في إدارة المجتمع وفي التعامل في المجتمع وفي ترتيب أمور المجتمع. قد يكون هذا له فائدة ويكشف للإنسان عن جوانب لم يستطيع أن يدركها بمجرد أن يقرأ كتاب الله أو آيات الله لا يستطيع أن يتعلم منها ذلك.

0.29

حديث الخميس 25-11-2004
السيد علي رافع

لا يصح هذا الحديث ولا يكون مناسبا لدعوة شاملة لمجتمعات أخرى. وهذا ما نقوله دائما أن حتى بالنسبة للمجتمعات التي نعيش فيها هناك من الناس من يفكرون بصورة أعمق ويريدون أن يعرفوا أكثر وأن يتعمقوا أكثر وأن يقبلوا المعاني بصورة أعمق. هنا يجب أن يكون الخطاب مختلف وهذا كان الدور الذي يلعبه الفلاسفة والمتصوفة في قديم حين خاطبوا من يريدوا ذلك وسموهم بالخاصة. ونتيجة. هذه هي المشكلة التي يعيش فيها المجتمع أن هذه المفاهيم البعض يحاربها بنظرهم أو من وجهة نظرهم. إذا تُحدث بها الى العامة ربما أفسدتهم وربما لا يستطيعوا أن يتذوقوها ويدركوها كما يجب من هنا نجد في التاريخ كيف قتل الكثير من المتصوفة مثل الحلاج وغيره لأنهم تكلموا بأمور من جانب كانت هناك إستخدام لما ينطقوا به جعلتهم يكفرونهم ومن جانب آخر كانت هناك عوامل سياسية أيضاً يريدوا أن يتخلصوا منهم لأسباب أخرى من هنا بنجد أن المجتمع المسلم فيه نوع من أنواع التأخر الفكري نتيجة أن الحديث العام أو الخطاب العام يمنع الخطاب الخاص ولا يريد له أن ينتشر مع التنويه أن ربما أيضا من الجانب الآخر أن من يتحدثوا بالمعاني الأكثر عمقا عليهم أن يتوخوا الحذر في خطابهم حتى لا يسببوا البلبلة للناس وهذا في واقع الأمر ما نحاول في طريقنا وفي جمعنا أن نجد طريقا وسطا بين الفهم العميق للقضايا وبين الفهم البسيط الذي يفهمه الناس. نحن نتكلم دائما على أن كل إنسان يأخذ من الحديث بقدر أهليته ونتفق تماما أن مفهوم الدين السائد بصورته لا إعتراض عليه ولا نختلف معه وإنما هو صورة واضحة ومتواترة وفيها نوع من الإنتقال السليم من المصدر الحقي ومن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ولكن نريد أن نقول أن البعد المعرفي والبعد الحقيقي والبعد المعنوي لكل ما نقوم به علينا أن نتفكر به ونتفكر فيه بعض الشيء.

0.29

خطبة الجمعه 12-04-1996
السيد علي رافع

إن فى آيات كتاب الله إجابة لكل هذا لمن يقرأ، وليس السؤال عن لماذا وكيف يخرج الإنسان من دينه، وإنما بالعكس هو يقرب الإنسان من دينه، لأنه يريد أن يعلم ويريد أن يتعلم، لذلك كان هناك من الناس من يجتهدون فى ذلك، ويحاولون أن يقربوا للناس هذه المعانى التى هى لها عمق كبير، يريدون أن يعلموا الناس كيف يفكرون، وكيف ينهجون، وما هو المنهج الذى يتبعون، هؤلاء هم أولياء الله الصالحون، الذين جاهدوا فى سبيل الله، والذين علموا وكتبوا وتركوا مفاهيمهم فى كتبهم وفى صدور مريديهم، لينقلوا هذا العلم وهذه المعرفة التى لا يقبل عليها إلا القليلون، لا يقبل عليها إلا الذين يتفكرون ويتأملون ويتدبرون، وهذا ما نتحدث به بيننا ومانتذاكر فيه بيننا، فنحن نتذاكر دائما فى مفاهيم ديننا، فى مفهوم الصلاة، وفى مفهوم الصوم، فى مفهوم الحج، وقبل كل ذلك فى شهادة لا إله إلا الله، وفى شهادة أن محمدا رسول الله. نريد أن نتعلم جميعا هذه المعانى التى جاء بها ديننا، وكيف نكون عبادا لله صالحين لا بالتقليد الأعمى ولكن بالمتابعة الجادة والمتابعة فى الاجتهاد، وفى إعمال العقل، وفى إعمال القلب، وفى التجمع على ذكر الله، وفى اتباع ما هو أحسن، وفى عدم التمسك بما هو أدنى، وإنما دائما نطلب الأفضل والأحسن والأقوم.

0.28

خطبة الجمعه 25-10-2002
السيد علي رافع

إن كل إنسان يرى بما هو له أهل ويدرك بما هو له أهل ومن ثم فإن كل إنسان قد يختلف عن الآخر.. هذا الاختلاف وارد وليس مطلوباً أن يكون الناس جميعاً صورة واحدة وإنما أن يتباينوا وأن يختلفوا وفي المجتمع الواحد فإن على الناس أن يوجدوا بينهم وسيلة لتوحيد آرائهم فيما يخص المجموع أما فيما يخص كل فرد منهم فإن الإنسان على نفسه بصيرا.. كل إنسان عليه أن يتفكر ويتدبر ويصل إلى ما يحب أن يكون عليه وما يريد أن يصل إليه.. والجماعة هناك أمور تخصها.. ومن هنا كان يجب أن تتوحد أو أن يتوحد الرأي فيما يخص الجماعة وهذا هو أساس أي نظام يقوم عليه المجتمع.. نظام سياسي.. (أمرهم شورى بينهم) وكل يرى هذا النظام بالصورة التي يعتقد أنها الأفضل ولكن المهم أن يكون هناك نظام وأن تكون هناك وسيلة وأن تكون هناك آلية لأن يوحد الناس رأيهم فيما يخص مجتمعهم.. أما فيما يخص كل فرد فكما قلنا فهذه قضية ترجع إلى الفرد حرية الفرد فيما يخصه أمر أساسي (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ(29)(سورة الكهف) ما يريد أن يعتقده، يعتقده وما يريد أن يقوم فيه يقوم فيه طالما أن هذا في حدود وجوده هو وكيانه هو.. وعلينا أن نتعلم كيف نُعمل عقولنا وكيف نعمل عطاء الله لنا حتى نستطيع أن نصل إلى ما نحب أن نكون عليه..

0.28

حديث الخميس 04-02-1999
السيد علي رافع

ونحن نتذكر دائما أن الحديث هو تواصل، وهو ذِكرُُ، وهو تذكير بمعانٍ وبمفاهيم تفيدنا في سلوكنا وفي حياتنا وتعاملاتنا، لأننا نتذكَّر ما كَشف عنه ديننا من أسرار الحياة ومن قوانين الحياة، التي هي تحكم حركتنا على هذه الأرض، وما جاء به الدين في كتابه وفيما جاء في سنة رسولنا، يكشِف عن ما يجب أن نكـون عليه وما نقوم عليه، فليس هناك شيء لمجرد الأمر. أو ليس هناك أمر لمجرد الأمر، إنما الأمر هو يكشف عن سر من الأسرار وقانون من القوانين، وهذه النقطة تَفْرِق في أمور كثيرة مع بساطتها، لأن البعض يعتقد أن الأمر للأمر، وهناك فارق كبير بين أن أفهم أن الأمر بقانون أو أن الأمر لمجرد الأمر لأن إذا كان هناك إدراك للقانون، فسوف أتعلم كيف أقوم في هذا الأمر بإستقامة ، في ظروف مختلفة وفي أوضاع مختلفة، أما إذا كان الأمر للأمر دون أن يكون هناك قانون حاكم سوف يتغير التفكير تماما، بحيث تصبح القضية هي التعلق بأشكال تُنَفّذ، وهذا ما حدث وهذا ما هو قائم، الناس أخذت الأمر للأمر بظن أن هذا هو الإيمان، أن الله قال وهم يُنَفّذوا دون أن يعرِفوا لماذا هم يقومون فيما أُمروا به، وظنوا أن هذا من حُسن الإعتقاد لأنهم عليهم أن يطيعوا، وهم لم يأتوا بهذا المفهوم من فراغ، وإنما جاءوا به من قراءتهم من مفهومهم فيما جاء من بعض الآيات والأحاديث، وإن كان هناك أيضا ما تركوا من آيات ومن أحاديث لو قرأوا بحق وبصدق لتعلّموا كيف يقومون فيما أُمروا به وما هو الهدف مما أُمروا به.

0.28

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 17-12-2003
السيد علي رافع

كما إستمعنا في الآيات التي ذكرت وهي موجهة بمعاني لنا جميعا وإن كانت موجهة الى الرسول عليه الصلاة والسلام إنما هو وكما نتعلم أن أي حديث موجه هو موجه للإنسان الطالب للحقيقة والباحث عنها فهنا كان الحديث عن ما يقوم به الإنسان ليتعرض لنفحات الله وليقترب من الحقيقة الكلية وبيعطي له في هذا المجال معنى قيام الليل ومعنى قراءة ما تيسر من القرآن ومعنى بعد ذلك أيضا الصلاة ومعنى الزكاة كل هذه المعاني هي في واقع الأمر ييؤمر بها الإنسان لأنها محاولة من الإنسان لآن يكون أكثر قدرة بعد هذه الحياة أن يستمر في رقيه وفي معراجه وهذا هو القانون الحقي الذي تكشفه الأديان والذي كان الرسول مثلا وقدوة لنا في إتباعه وهذا هو معنى العبودية لله الحقيقي لأن العبودية لله كما نتعلمها هي الإسلام والتسليم لقانون الحياة وإدراك أن هذا القانون هو السبيل الى الرقي والى الحياة الحقية فالإنسان أراد أو يشاء أن يتخذ الى ربه سبيلا فعليه أن يتبع القانون الإلهي في هذا المجال وفي هذا الدار الذي وضعه وكشفه الدين بالنسبة للإنسان وهنا حين نجد الآيات بتوضح أن مع فعل الإنسان ومع بذل الإنسان من جانبه أو مجاهدته لنفسه وذكره بقلبه وتعرضه لنفحات الله بعبادته إلا أن كل ذلك لا يكون إلا بأن يفهم الإنسان أن القضية هي رحمة من الله وأنه توفيق من الله أن يأخذ بيده ويخرجه من هذا الذي هو فيه وأنها ليست قضية ميكانيكية بأنه يفعل شكل معين أو صورة معينة فيكون بذلك قد حقق الهدف من فعله أو من عبادته زي ما بيتصور البعض ومن هنا بنجد أنه المعنى الذي أشار إليه الحديث أنه(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا(19)( سورة المزمل) ليس القضية قضية قهر يعني قهر على العبادة مثلا تصور القهرعلى العبادة أو القهر على أن يسلك مسلك معين ويتصور الإنسان أنه بيهدي الإنسان الآخر بذلك هذا لا يخلق إنسان صالح في واقع الأمر لأن في هذه الحالة هو بيخلق منافق فإذا كانت العملية هي عملية قوة من الحكومة مثلا أو من أي جماعة لقهر الناس علي أن يسلكوا مسلكا معينا أو أن يلبسوا لباسا معينا أو أن يقوموا في الصلاة بصورة معينة كل هذه المعاني هو يستطيع أن يفعل ذلك إذا أراد ولكن ما قيمة كل ذلك إذا كان الإنسان من داخله رافض لكل هذه الأمور وهو مقهور عليها ما هو تأثير الفعل الإنسان مقهور علي أن يفعل.

0.28

خطبة الجمعه 02-03-2018
السيد علي رافع

فإذا كان النّاس قد حرّفوا المفاهيم، فهذا لا يعني أنّ ما وصل إلينا ليس به حقيقة، هناك حقائق كثيرة، موجودةٌ في كلّ رسالةٍ جاءت إلى هذه الأرض. وإذا كان هناك بعض المفاهيم التي جسّدها البعض من النّاس، فهذا لا يعني أن تترك كلّ شيء، وإنّما عليك أن تبحث فيما ترى فيه ما ينفعك وما يرشدك، فيكون معنى: "لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ"، له واقعٌ، وليس مجرّد كلمةٍ تقولها، ثم لا تريد أن تسمع ما جاء به هؤلاء الرّسل.

0.28

حديث الخميس 15-10-2009
السيد علي رافع

وهذا ما نجده في مجتمعنا في أشكالٍ مختلفة ، وفي مفاهيم كثيرة ، و في أحداث حولنا ، وفيما يفعله الناس من أفعال في مفهوم التدين ، ومفهوم أنهم يطيعون الله ، ومفهوم أنهم لا يعصون الله ، وفي مفهوم ان هذا هو الحق ، وأن هذا هو الدين ، من الناحية التي تركز على أن الطاعة هي التنفيذ الحرفي للكلمة دون إدراك المقاصد التي جاءت من وراء هذا الفعل .

0.28

حديث الخميس 12-06-1997
السيد علي رافع

الحديث كما نقول دائما.. هو وسيلة للاتصال وللذكر والتذاكر والتواصل.. وهو أيضا تأمل وتفكر وتدبر.. والحياة التي نعيشها هي واقعٌ نشعر به ونقوم فيه.. ولكن هناك ما وراء هذه الحياة.. وهو ما لا نستطيع أن نحيط به.. بعض الناس يرى في أن كل ما وراء هذه الحياة.. هو نوع من الخرافة أو الأسطورة.. وبعض الناس أيضا يروا فيما وراء هذه الحياة.. صوراً من رسمهم ومن تصورهم.. ويرون فيها أنها الحقيقة.. وهنا في واقع الأمر يجب أن نتوقف لحظة.. لأن القضية ليست قضية واقع وما وراء هذا الواقع.. ولكن هي قضية منهج وأسلوب في التفكر والتدبر والتأمل.. فالذين يرفضون كل ما وراء الطبيعة.. بظن أن هذا هو العلم.. وأن العلم هو الواقع.. وهو ما وصل إليه الإنسان بعقله وبحثه وعلمه.. وأن ليس هناك حقيقة غير ذلك.. هؤلاء في واقع الأمر.. يناقضون أبسط قواعد العلم والمعرفة التي يتحدثون بها.. والتي تجعل الإنسان يدرك تماما.. أن ما يجهله أكثر مما يعلمه.. وأنه هناك الكثير الذي لا يعلمه .. وأن هناك حياة لا يعلمها.. وأن هناك معاني كثيرة لا يحيط بها.. لأن القياس هنا على ما كان يعلم وما أصبح يعلم.. فبالمثل يكون هناك الكثير الذي لا يعلمه بل أكثر مما يتصور..

0.28

حديث الخميس 11-12-2003
السيد علي رافع

هذه المفاهيم موجودة في ديننا والحديث القدسي الذي في هذا المجال وهو يتحدث عن الإنسان الذي يتصدق فيقول والله ما تصدقت ولكن بفهم التعامل مع الله ولكن ليقولوا كريم أو ما علمت لتعلم وإنما ليقولوا عالم أصبح هنا علمك أو تقديمك لهذا العلم ليس بالقدر أو ليس بالفهم أو ليس بالمستوى اللائق بأن تكسب معنى من خلال هذا الذي قدمت. من هنا كيفية التقديم أيضا ليست القضية هي قضية كما نقول كم ولكن كيف. كيف تقدم الذي تبذله. ما هو فهمك الذي وراء هذا. هذا هو المهم. من هنا كان الدين في واقع الأمر وهو يكشف لنا هذه القضايا يحثنا على أن نفكر في ما نستطيع أن نقدمه وكيف نقدمه أيضا فهي تساؤلات تحثنا على أن نشحذ أفكارنا وهممنا بحيث نفكر فيما نستطيع أن نفعله وكيف نستطيع أن نفعله. بصورة نكون فيها محققين للهدف المرجو من قيامنا على هذه الأرض وهو معنى العبودية لله. فإذا كنا نحن في طريقنا وفي جمعنا هذا نقول أن لنا بعض الأهداف من أن نوضح بعض المفاهيم في الدين وفي الأديان المختلفة إذا كنا نتكلم علي أننا نريد أن نوضح كيف أن الإسلام هو تعبير عن قانون الحياة وهو شامل وجامع لكل هذه المعاني وأنه هو أسلوب تفكير ومنهج تفكير كما أشرنا وأنه وهو يخاطب الكافة لا يخاطبهم لمجرد أن يتحولوا إلى نظامه تشريعي فقط أو أن هذا هو الهدف في حد ذاته فقط وإنما هو يخاطب عقولهم في المقام الأول ويخاطب قلوبهم ويخاطب ضمائرهم ويخاطب فطرتهم التي فطرهم الله عليها في مفهوم معنى الحياة وفي مفهوم معنى التوحيد والعلاقة بالله في المفاهيم الأساسية التي تهم كل أنسان في المقام الأول هذا الخطاب هو الذي يعطي للإسلام معنى الشمولية ومعنى أنه للكافة لأنه لا يضيق طريقاً ولا يرفض شكلا أو صورة يصل إليها الإنسان بصدقه وإنما يحثه على التفكير ويحثه على التأمل ويحثه على التدبر ويحثه علي أن يفهم ما يقوم فيه وما يفعله ولا يجعله مجرد صورة تقلد أو إنسان يقلد وإنما يريده إنسانا متفكرا فاعلا فاهما لما يقوم به كل هذه المعاني التي هي في واقع الأمر الأحسن والأفضل والأقوم يركز عليها الإسلام في آياته المختلفة وصوره المختلفة (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ٌ(20) (سورة العنكبوت) (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران).

0.28

خطبة الجمعه 23-11-2007
السيد علي رافع

وكذلك يجب اعتبار المقاصد وما هو المقصود من الشيء ، وإن كان السابقون قد فكروا في هذا وطبقوه بقدر معرفتهم وبقدر أحوال حياتهم ، فإن المعاصرين لم يستفيدوا من هذا الذي قال به السابقون ، وإنما مسكوا وتمسكوا بظواهر الأمور التي وصلوا إليها ، ولم يتابعوا في المنهج . فقضية المقاصد هي قضيةٌ مهمةٌ جداً ، وهناك ما يسمى بفقه المقاصد الذي لو أحسنوا استخدامه لاستطاعوا أن يحلوا كثيراً من المشاكل التي يرونها في المجتمع ، دون أن يتقولبوا في قالبٍ واحدٍ جامدٍ لا يستطيعون أن يخرجوا منه ، فالمقصود هنا أن ما هو قائمٌ على هذه الأرض أساسه أن يفكر الإنسان بمعاييره الأرضية لما فيه خير المجتمع ، وهذا ما وجهنا الدين إليه ، أن نتأمل في كل شيءٍ على هذه الأرض , وأن نتبع ما هو أحسن ، " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.." [العنكبوت 46] " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ.." [آل عمران64] ، هذه الكلمة السواء ليست فقط في العقيدة ، وإنما هي في حرية الإنسان على هذه الأرض ، وفي أن نجتمع على ما هو فيه أفضل لمجتمعنا ولأمتنا ولإنسانيتنا ، " وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ " ، و إنما نتفاهم ونتواصى لما فيه خيرنا ولما فيه صلاحنا.

0.28

خطبة الجمعه 12-07-1996
السيد علي رافع

إن الإنسان فى طريقه الحقى عليه أن يمعن النظر فى كل ما يحيط حوله وفى كل ما هو فى داخله، عليه أن يتامل فى خلق السموات والأرض، وفى خلق نفسه، عليه أن يكون صادقا فى تعاملاته ومعاملاته وفى عمله، حتى يكسب كرته على هذه الأرض، وهذا ما جاءت به جميع الأديان لترشد الناس إلى طريق الحق والحياة، وهذا ما تجيئ به كل دعوة صادقة، ليعلم الناس كيف يكونوا فى طريق الله. والقضية وإن كانت لها أبعاد فكرية وعقلية يجب ان يفهمها الإنسان، إلا أن القدر الأكبر منها هو سلوك الإنسان ومعاملاته وقيامه فيما فهم وأدرك فإذا كان الحديث يوضح الجانب الفكرى والعقلى والمنطقى، فإن العمل هو الذى يرسخ هذا المفهوم فى الإنسان ويجعله واقعا لا مجرد كلام.

0.28