خطبة الجمعه 13-10-2006
السيد علي رافع

إن أمر الله لكم ليس أمراً مفروضاً عليكم بمعنى القهر وبمعنى القوة ، وإنما أمر الله لكم هو أمر كاشفٌ لما فيكم من سره . إن كل ما أمر به الله موجودٌ في داخلكم ، إنكم يوم تسمعون كلام الله حقاً ، سَتُؤمِّنون عليه، ستجدونه في قلوبكم ، ستجدونه في فطرتكم لأنه كاشفٌ لعطائه لكم ، ينفذ إلى أعماقكم . لقد نسيتم ما عاهدتم الله عليه بانشغالكم في أحوالكم، في معيشة أجسادكم على أرضكم، وهذا ما رمزت له الآية "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" (طه 115) إنه القانون الذي يتكرر في كل آدم يوجد على الأرض ، في كل ابن آدم يوجد على الأرض ، فكل ابن آدم هو آدم لأنه يرث صفات آدم، ولكن لا يجب أن تيأسوا من ذلك "فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ . " (البقرة 37) "ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى"(طه 122) فهذا طبيعي أن ينسى الإنسان، ولكن ما فيه من إمكاناتٍ وطاقات، وما فيه من نعمٍ وقدرات تُمكِّنه من أن يرجع إلى الطريق القويم، وأن يسلك الطريق المستقيم ، لذلك فالأمر الأساسي هو أن تُعملوا ما أعطاكم الله، وهذا هو المنهج الحقي " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (الذاريات 56) وتحت يعبدون كل الحياة، كل العمل، كل العلم، كل الذكر، فأنت تعبد الله يوم تُعمل عقلك، وتفكر في آلائه حولك وفي داخلك، وتعلم أن عليك أن تستقيم مع هذه القوانين التي تحكم حياتك .

0.53

خطبة الجمعه 13-10-2006
السيد علي رافع

إن الدين يكشف للإنسان كيف يتعامل مع نعم الله عليه، كما يتعامل مع ما قدَّر الله عليه . ولكن الإنسان حين يفرط في أمر نفسه، ولا يكون من الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، حاله تصفه هذه الآية " فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ "(الفجر 19،15) " كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ " (الانفطار 9 )فكان هذا حالكم، وإذا كان هذا قيامكم فأنتم تكذبون بالدين" وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ، وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا " (الفجر18-20) هذا حالكم يوم تكونوا غير ذاكرين، يوم تكونوا غير مقدِّرين لنعم الله عليكم ولابتلاء الله لكم ،غير مقدرين لكل هذا العطاء، سواء كان مظهره نعم أو كان مظهره عذاب و نقم.

0.47

حديث الخميس 02-11-2000
السيد علي رافع

كذلك أيضا حين نتكلم نحن أيضا بالعقل أو بالتأمل أو بالتفكر.. هذا أيضا له جانب إيجابي ولكن أيضا له جانب سلبي.. وهو أن يفقد الإنسان تذوق القلب أو ذكر القلب.. لذلك فإنا نجد أن الإستقامة شيء فيه جهاد ومجاهدة حتى يجعل الإنسان وجوده في الطريق القويم.. لا يفرط في نعمة من نعم الله التي أنعم بها عليه.. وهذا ما نتحدث عنه في أن كل ما أنعم الله به على الإنسان يجب أن يستعمله.. أعطاه عقل يتأمل به.. وأعطاه قلب يذكر به.. وأعطاه جسد يتحرك به ويعمل ويجاهد.. بالتوازن بين هذه الأمور المختلفة وبين هذه النعم المختلفة التي أعطاها الله للإنسان يكون الإنسان أو يسير الإنسان على الطريق القويم.. وهذا مطلب يطلبه الإنسان باستمرار في كل صلاة "إهدنا ا لصراط المتسقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين".. لأن هذا الطلب هو سر الحياة.. وسر الإستقامة وسر السلوك المستقيم.. والإنسان لا يأمن ولا يركن الى نفسه.. فقد تأخذه.. أو يأخذه إتجاه معين.. ويفرط في الإتجاهات الأخرى.. ولذلك وجب عليه أن يكون في دعاء دائم وفي طلب دائم لله أن يهديه الصراط المستقيم.. أن يجعله دائما مُعملا لما أعطاه الله فلا يفرط في أمره لا يكون فيمن قيل فيهم "وكان أمره فرطا".. وإنما يكون فيمن قيل فيهم "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه" أن يكون من الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريد وجهه..

0.28

خطبة الجمعه 22-02-1991
السيد علي رافع

الحمد لله الذي جمعا على ذكره وعلى طلبه وعلى مقصود وجهه وجعل لنا بيننا حديثا نتواصى فيه بالحق والصبر بيننا نتذاكر أمور حياتنا أمور ديننا أمور وجودنا نذكر وجودنا بما عاهدنا الله عليه بفطرة قيامنا. الإنسان بما أدع الله فيه من سره وبما حمله من أمانة الحياة فيه عهد من الله(عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما)وكل إنسان فيه من خلق آدم فهو إبن آدم يجيء الى الأرض ليؤدي رسالة فإذا جاء وانشغل في الحياة وهمومها ومشاغلها وأحوالها نسى عهده ونسى قضيته نسي أن عليه أن يكون إنسانا في أكمل صورة وفي أجملها أن يكون عبدا لله أن يكون ذاكرا لله أن يكون قاصدا وجه الله أن يكون متعاملا مع الله ومحتسبا عند الله أن تكون كل حياته لله وكل وجوده لله(إنا لله وإنا إليه راجعون)فهل يتذكر الإنسان ذلك. إنا جميعا إذا نظرنا الى نفوسنا وقيامنا في هذا العصر وفي هذا الزمان إذا نظرنا الى نفوسنا في نفوس الناس والى اعمالنا في أعمال الناس والى أحوالنا في أحوال الناس وجدنانا منشغلين بأنفسنا وبظاهر أمرنا وبعاجل حياتنا. إلا من لحظات نجتمع فيها على ذكر الله ونتذاكر فيها أمور حياتنا وأمور ديننا.

0.27