إن دين الفطرة أساسه الحكمة والموعظة الحسنة(أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)(وادفع بالتي هي أحسن)إدفع بالتي هي أحسن في كل حال فتزول العداوة ويزول الخصام لأن الإنسان في تكوينه هناك دوما ما هو أحسن يتفق عليه ويعرفه ويرجوه.

0.56

وأن يظل يبحث ويبحث ويتعلم ويتعلم طالما هو قائم على هذه الأرض. "أطلب العلم من المهد الى اللحد" أطلب العلم في أي مكان وأي زمان. واعمل الى آخر لحظة في حياتك. بل الى آخر لحظة تعتقد أن بعدها ليس حياة. "إن قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليزرعها". إنها دعوة الى العلم والى العمل المستمر" وهذا من الجهاد الأكبر. حتى لا تركن النفس الى التقاعس والتكاسل والتسليم بما هو أقل. وإذا كنت في الدنيا وأنت تحمل رسالةً. ورسالتك هي ما ترى أنه الخير وأنه الحق. وكل إنسان له رسالة على هذه الأرض. وعليه أن يدفع بالتي هي أحسن. على ما يرى أنه الأحسن. وهذا هو الجهاد مع الناس. الذي يدخل تحته أي صراع بأي صورة وبأي شكل. سواء كان صراعا ماديا أو صراعا فكريا وثقافيا وحضاريا. لذلك لقد أمر دين الفطرة بالمجاهدة المستمرة. وبالرباط إما النصر وإما الشهادة. لا تخاذل ولا تراجع. وفي نفس الوقت على الإنسان أن يراجع ما يفكر فيه وما يقوله وما يعتقده. ويزنه بميزان الفطرة السليمة. ولا يسير وراء خيالات أو وراء كلمات أو وراء صور أو أشكال أو وراء معتقدات لم يفحصها جيدا ليعرف الخبيث من الطيب فيها. ليعرف الغث من الثمين. إن كل إنسان مسئول عما يقول. وعليه أن يفكر جيدا فيما يقول. ولا يكتفي بأن يردد مقولة الآخرين.

0.52

والذي هو أحسن، هو ما ينفع الناس، وما يصلح الناس، وما هو أفضل للناس. فلا يدفع الإنسان، بفهمٍ ليس أحسن للناس، أو بعملٍ ليس أحسن للناس، وإنما يدفع "...بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."، يدفع بما تستجيب له القلوب، وتستجيب له العقول، ويستجيب له المجتمع، ما تتفق عليه الأمة، وما تصل إليه الشورى، ما هو معروفٌ أنه الأفضل، ما هو لا يؤدي إلى الأسوأ وإلى المنكر. إدفع بالتي هي أحسن، "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[العنكبوت 46]، "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ..."[الحجرات 125].

0.49

إن طريق الحياة ودين الحياة قد رسم لنا كيف يكون الطريق وكيف تكون الدعوة(أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)(لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)بل لا تجادلوا أي إنسان في أي مكان إلا بالتي هي أحسن.

0.48

إن تأملنا في ديننا في دين الفطرة لنا يوجب علينا ان نكون متقبلين مستمعين مبصرين لمعاني الحياة حولنا ولمعاني الحق بنا ولنا لنقوم حقا في معنى الإسلام ولنكون حقا في معنى الإيمان ولنصل حقا الى معنى الإحسان(لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)ولا تجادلوا أنفسكم إلا بالتي هي أحسن.. ولا تجادلوا في أي أمر إلا بالتي هي أحسن وما هو أحسن هو وضوح الرؤية وضوح المفهوم ونقاء السريرة وصفاء القلب وطهارة النفس وإستقامة العقل.

0.47

الإنسان عليه أن يدرك هذه الحقيقة. إذا أدرك الإنسان هذه الحقيقة وقام فيها لقدر نعمة الله التي أنعم بها عليه الآن. وعليه أن يستفيد من كل لحظة من لحظات تواجده على هذه الأرض. وأحسن ما يستفيد منه الإنسان هو ما جاء به الله. وأحسن ما جاء به الله وأحسن ما جاء بآيات الله وأحسن ما جاء في كتاب الله هو أنه علّم الإنسان. علّم الإنسان ما هي الحياة. وعلم الإنسان أن كل كلمة يقرأها وكل آية يراها وكل معاملة يتعامل بها وكل كلمة ينطقها هي في واقع الأمر يمكن أن تضيف له إضافة في الله وهذا هو دين الفطرة دين الأفضل دين الأقوم دين الأحسن. (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(46)( سورة العنكبوت). كما نقول دائما أن الأحسن ليس أن نقول عنه نحن أنه أحسن. فكل إنسان يستطيع أن يقول عن فهمه أحسن وعن معاملاته أحسن وعن تصرفاته أحسن. ولكن الأحسن هو ما ينبع عن الفطرة السليمة ونجده في فطرة الإنسان. في كل إنسان أيا كان. حين ندلل على ذلك في مثل بسيط نستخدمه دائما. نجد أن في الشرق أو في الغرب نجد أن العدل قيمة في الإنسان يراها تماما أفضل من الظلم.

0.45

إنا حين أُمِرنا بمخاطبة أهل الكتاب، أُمِرنا بأن نجادلهم بالتي هي أحسن. والأحسن، ليس ما نعتقد نحن أنه الأحسن، فلا تقولوا لهم أن ديننا أحسن من دينكم، أو أن صلاتنا أحسن من صلاتكم، وأن صومنا أحسن من صومكم، وإنما الأحسن هو ما ينبع من عقلٍ راجحٍ، ومن تقديرٍ لأمورٍ في حياتنا، نستطيع أن نُقَوِّمها، بأنها الأحسن والأفضل والأقوم. "...تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ..." [آل عمران 64]. هذا، يعني أن علينا، أن ننطلق في دعوتنا من واقعنا، ومما هو أحسن على أرض الواقع.

0.43

إن الإسلام، قوته في مرونته وفي الدعوة بالتي هي أحسن، [ما شاد هذا الدين مشاد إلا جذبه](1)، ليس بفرض فكرٍ معينٍ، نقول أنه الذي يجذب، وإنما لأن الإسلام يدعو للتي هي أحسن، "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[العنكبوت 46]، فإن كنت أظن أني أحسن في شيء، ثم جاء الآخر بما هو أحسن مما عندي، فمن الدين أن أتبع ما هو أحسن، وهو عنده، وأعلم أني لم أكن أفهم ما أنا عليه.

0.42

وكما نقول دائماً، حين توجِّه الآية الإنسان مثلاً، "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[العنكبوت 46]، فلم تذكر الآية ما هو أحسن في هذا التوجيه، لأن ما هو أحسن هو موجودٌ في الإنسان. فكأن الحق يخاطبك، ويدرك أو يضع في اعتباره أنك تعرف ما هو أحسن. والأحسن كما نقول دائماً هو ما يراه الإنسان حقاً أنه الأفضل وأنه الأقوم وأنه الأحسن في هذه الحياة.

0.41

ما أردنا أن نقوله اليوم هو أن ديننا أمرنا أن نتعامل بما هو مشهود لنا من الحقيقة وأننا إذا أردنا أن نكون أكثر رقيا لا يكون ذلك إلا ننمي ما فينا من فطرة سليمة بإحياء لقلوبنا وإنارة عقولنا نحيي قلوبنا بالذكر وإنارة عقولنا بالفكر والذكر هو إستحضار هذه المعاني التي علمنا الله في رسالته لنا من خلال رسوله صلوات الله وسلامه عليه فهو يعلمنا الصدق فيما هو مشهود لنا ويعلمنا أن نتعامل بما هو أحسن. وآيات الحق ترشدنا لذلك {لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} فلا تجادلوا مجتمعكم وإخوانكم إلا بالتي هي أحسن. {تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} والحق أحسن والصبر أحسن. {يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله} فليس هناك عبودية لأحد على أحد ليس هناك عبودية لحاكم على محكوم ولا لعالم على متعلم ولا لنخبة على جماعة.

0.41

إن البعض يظن أن يوم نلجأ الى التعقول فنستشيرها والى ما هو أحسن فنتمسك به فإن هذا قد يضلنا عن طريق الله لأن العقول قد تخرج بفهمها عن معنى الحياة وتقول إن الحياة هي مجاهدة وأن الحياة هي ذنب ومغفرة هي خطأ وصواب هي خطأ وتصحيح وأن العقول لا تستوي ولذا فوجب أن يكون هناك حوارا مستمرا على جميع المستويات فالعقل لإنسان ما قد يضل صاحبه ولكن العقل ليس في دوام ما يضل صاحبه لا إنا لا نعمم القول.. اي عقل هذا الذي نتعامل معه وأي عقل هذا الذي يتفكر ويتدبر إن العقول تتباين والتباين بينها كالأرض والسماء فلا يصح أن نعمم القول لأن إنسانا قد ضل بعقله ولا يصح أيضا أن نعمم القول لأن العقل هو الأساس لأن إنسانا فلح بعقله إنما نقول إن العقل في مضمونه في البشرية جميعها يوم يطلق له ويفتح له الباب ستتحاور العقول ولن يبقى إلا ما هو أحسن.

0.39

ولذلك، نجد آياتٍ كثيرة وهي تأمر الإنسان بكيفيّة التعامل مع الآخرين الذين يختلفون معه في عقيدته، "وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..."[العنكبوت 46]، وقد تحدّثنا كثيراً في معنى: بما هو أحسن أو بالتي هي أحسن. ما هو أحسن، هو أمرٌ واقعيّ وليس أمراً ظنّيّاً ولا خياليّاً ولا غيبيّاً. وحين نقرأ آيةً أخرى نعرف ما هو الأحسن، " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ..."[آل عمران 64]، والأحسن هنا، هو ألّا نعبد إلّا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله.

0.38

[هذا الدين القيم أوغل فيه برفق](2)، [ما شاد هذا الدين مشاد إلا جذبه وإلا غلبه](3)، بالحكمة والموعظة الأحسن. وكما نقول دائماً، أن الأحسن الذي تجادل به، ليس ما تعتقد أنت أنه الأحسن، وإنما ما يعتقده من تجادله أنه الأحسن. لأنك إذا كنت تتكلم بصورةٍ أحادية، لا ترى إلا نفسك، ولا ترى إلا فكرك، ولا ترى الآخر، وما يعتقد الآخر، وما يراه حسناً الآخر، فلا معنى لأن تجادل بالتي هي أحسن. فالأحسن هنا، المقصود به، ما اجتمع الناس عليه.

0.38

"إن الدين عند الله الإسلام". والإسلام بمفهوم دين الفطرة يجمع فيه كل الأديان. فالقضية ليست قضية مسميات فالله لا ينظر الى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر الى قلوبكم. فالمسميات لا قيمة لها في قانون الحق. فلا قيمة لأنك ولدت في مجتمع إسلامي من أبوين مسلمين. إذاً كنت مسلما بالمولد هذا لا يعني أي شيء ولا قيمة له. إنما القيمة الأساسية هي أن تكون مسلما بإرادتك. بفكرك بعملك بسلوكك. ولا ينقص من قدر إنسان ولد في مكان ما في بيئة ما. فسُمي بإسم ما. إلا أنه أدرك دين الفطرة بقلبه وقام في كل ما أُمر به الإنسان في دين الفطرة فهو في دين الفطرة لو كان حقا كذلك. لذلك أَمرنا دين الحق "أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". والأحسن هو أن كل الناس مشاريع حياة. فيهم معنى الإنسان. "تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا". هذا هو الأساس. أن نقبل قانون الحياة. وهذا هو التطبيق العملي للإيمان بالله. فالإيمان بالله ليس مجرد كلمة. وإنما هو عمل وسلوك في كل حال من أحوال الإنسان. في كل ما يتعرض له الإنسان. إذا آمنا بذلك جميعا. فهذا هو الأساس. وسوف ندرك بعد ذلك معنى كل أمر أُمرنا.

0.38

أفضل من إنك تستقبل الناس وتدعو دعوة حقية لا تنفر الناس من هذه المعاني "وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" والأحسن هو ما نستحسنه كعقلاء وكبشر وهذا هو الأساس الذي لا نستطيع إن احنا نرفضه ..

0.38

والإنسان، عليه أن يتعلم، كيف يتفكر ويتدبر، بالحكمة والموعظة الحسنة. لذلك، كان التوجيه: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[العنكبوت 46]، " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[النحل 125]. والدعوة، ليست مجرد ترهيبٍ وترغيب، ولكن الدعوة هي تعليم، تعليم الإنسان كيف يفكر.

0.37

إن دين الفطرة يدعو للتي هي أحسن وللذي هو أقوم. ويبين هذا الأحسن والأقوم فيما جاءت به آيات الحق. "لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" "وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" "وهذا الدين القيم أوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى" لأن الإنسان يوم يخاطب الإنسان إنما يخاطب فطرته ويخاطب ما فيه من سر الله. وفطرة الإنسان أيا كان هي فطرة سليمة. لأنها من روح الله ومن سر الله. الذي أوجده وخلقه في هذه الصورة. وجعل له ذاتا يتسربل بها على هذه الأرض. هذه الذات لها متطلبات لبقائها ولدوامها على هذه الأرض. وهذا هو التكوين الإنساني. فطرة وجوهر. هو صبغة الله وسر الله. وذات ومظهر. هي رداء يرتديه الإنسان على هذه الأرض. شاء الله أن تكون هذه صورة الإنسان على هذه الأرض. وأَرسل له الرسل والأنبياء ليعلموه كيف يسلك وهو في هذه الصورة.

0.37

إن الإسلام بظهوره كان بداية لهذه المعاني لتنتشر في الأرض وهذا معنى إن الدين عند الله الإسلام.. وهذا معنى أن الإسلام هو للبشرية جمعاء لأنه في قلوبهم لأنه في سر خلقتهم لأنه في سر وجودهم نه في سر إنسانيتهم (ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)(لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)(أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).. الدين هو ما هو أحسن الدين ليس في شكل أو صورة إنما الشكل والصورة هي رمز لمعنى في الإنسان.

0.37

فكيف تكون الدعوة وكيف يكون الحديث (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)(إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)كأنه صديق حميم كأنه أخ يدرك ما تقول ويعلم ما تقول ويدرك ما تقول إدفع بالتي هي أحسن في كل حال والإنسان في كل مكان وزمان في فطرته الخالصة النقية سوف يستجيب لما هو أحسن سوف يستجيب لما هو أفضل سوف يستجيب لفطرة الحياة التي فطره الله عليها وأقامه الله فيها.

0.37

أما إذا كان تعامله مع الآخرين، مع إخوانٍ له في المجتمع، أياً كانت صورتهم، وأياً كانت معتقداتهم، فإن ذلك، لا يكون إلا بالذي هو أحسن، "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[العنكبوت 46]. وأهل الكتاب هنا، يشمل أيضاً، من تنتمي أنت إليهم. فإذا كان هناك من يعتقدون في نفس الكتاب الذي تعتقد فيه، فإنهم أهل كتاب، حتى وإن اختلفت معهم. فالقاعدة هنا، أن الجدال لا يكون إلا بالتي هي أحسن.

0.37

إن دين الفطرة وهو يدعونا لذلك يدعونا للأحسن والأحسن والأقوم والأفضل(لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)والأحسن يجب أن يكون واضحا جليا ظاهرا في أمور حياتنا وفي أمور مجتمعنا وفي معاملات الناس في كل مجتمع يجب أن يكون الأحسن واضحا إن الدين أمرنا بذلك وضرب لنا أمثالا كثيرة إن الدين لا يجب أن يستغل لقهر أو لتفسير أمر لا يرى فيه الناس مصلحتهم وآمالهم لأن الدين لا ينفصل عن الإنسان وعما يرى الإنسان وعما ترى جماعة من المسلمين ما فيه مصلحة الأمة لأن الدين هو مفاهيم حقية وهذا مالا يختلف عليه إثنان فيهما ذرة من الحياة والفطرة (فلتكن منكم أمة تؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر)هذه الأمة أساسها الفهم السليم والعقل الأصح والتواصي بالحق والصبر وتقدير المصالح.. الدين ممارسة الدين بأصوله وبالرجوع إليها يمكن الإنسان من أن يختار الطريق الصحيح..

0.36

إن هذه الأمة تعيش في هذه المعاني دون أن تستخدم كلمة الدين لفرض رأيها على الآخر وإنما تستخدم ما هو أحسن وأفضل وأقوم وهذا ما أُمرنا به في الدعوة " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ.." [النحل 125] " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.." [العنكبوت 46] والأحسن ينبع من الواقع ، ينبع من الأرض ، ينبع من الفطرة ، لذلك فكلمة الدين لا يجب أن تستخدم في قهر إنسان أو في فرض رأي على إنسان ، وإنما الجدال يكون بالأحسن والأقوم والأفضل ، لا يكون بأن يقول إنسان أنا أملك الحقيقة كلها ، أو أنا الذي أعرف ما يريد الله وأنا سوف أعلمكم ما يريد الله ويجب أن تطيعوني لأني أعلم ما يريد الله هذه القضية مرفوضة تماماً ولا تؤدي إلا إلى خراب وإلى جهل وإلى منكر أكبر من أي منكر آخر .

0.36

وعلى كل جانبٍ، يعتقد في أمر حقيّ، أن يدعو إلى ما يعتقده "... بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ..." [النحل 125]، دون قوة، ودون جبروت، ودون سطوة، وإنما يكون الأساس هو الأفضل والأحسن والأقوم. "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..." [العنكبوت 46]، هو أمرٌ دائم على هذه الأرض، سواء فيمن يختلف في ظاهر الدين، أو من هو في نفس الدين.

0.36

"العقل أصل ديني".. "ما شاد الدين مشاد إلا جذبه".. (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125)(سورة النحل) (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(46)( سورة العنكبوت) كل هذه المعاني ترشدنا أن الإسلام أكبر من الشكل ومن الصورة..

0.36

إن قضيتنا هي وجودنا قضيتنا هي مستقبل حياتنا قضيتنال هي ما سنكون عليه إن الإنسان منذ القدم وهو يفكر في حاله ويفكر في وجوده ويفكر في مستقبله ويفكر في الكائنات حوله ويفكر في الغيب الذي يحيط به. فهناك ما وصل إليه الإنسان بعقله وبفطرته وهناك ما وصل إليه برسالات السماء برسالة الحق التي جاءت في كل عصر وفي كل زمان لتقول للإنسان ولتكشف للإنسان قانون الحياة كل الأديان جاءتن لتقول للإنسان في نفسه قولا بليغا ولتعلمه طريق الحق والحياة دين الحق دين الفطرة هو دين ما هو أحسن وما هو أقوم وأفضل (لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)من هنا ندرك أن دين الفطرة لا يتعارض مع إدراك العقل لا يتعارض مع الفطرة لا يتعارض مع الأحسن لا يتعارض مع الأقوم ولكن المشكلة الكبرى في تطبيق هذه المفاهيم وفي تطبيق هذا الأحسن وهنا يختلف الناس في الأسلوب وفي المنهج لذلك وجب على الناس أن يتجمعوا ويتواصوا ويتشاوروا ويتباحثوا ويجربوا ويحللوا والى الحق يرجعو إن وجدوا خطأ إن وجدوا أن فعلهم يؤدي الى باطل عليهم أن يتراجعوا وللحق يرجعوا ويغيروا في إطار مفهوم حقي عن الأحسن والأفضل والأقوم.

0.36

إن قضية الإنسان وسلوك الإنسان وحياة الإنسان وكسب الإنسان هما محور الحياة بالنسبة لنا.. في كل ما نفهم.. وفي كل ما نعمل.. في كل خطوة من خطوات حياتنا.. نتكلم فيها ونتكلم ونقول ونقول.. لأن الإستقامة في مفهومنا عنها.. يمكننا أ، نشهر بمعاني الحياة وبأوامر الحياة فنعرف هذا الدين القيم.. أوغل فيه يوفق.. فنطرق الأبواب الحياة بإستقامة وفهم.. ونقوم في ظاهر الأمور بمعرفة ووعي.. وندعو الى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة.. ولا نجادل إلا بالتي هي أحسن.. فالتي هي أحسن هي فهم الإنسان في إرتقائه وبقائه.. وفهم الإنسان في كسبه ومعانيه.. فنسأل الله أن يجعلنا في طريقه داعين بحق داعين دوما بالتي هي أحسن..

0.35

لإنه لما ييجي يقول لك: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..." [العنكبوت 46] ، فده مبدأ المجادلة ، على وجه العموم هو ما هو أحسن ، ما هو أقوم . فما هو أحسن وما هو أقوم ، هو ما تجتمع عليه العقول الصالحة ، وأنه ليس فيه ما يؤذي الناس ، أو ما يضر بمصالح الناس ، أو ما يسبب نوع من عدم الاتزان في المجتمع ، إن هذه هي المقاصد الأساسية .

0.35

ونجد أن الدين، يوم يخاطب الناس، يخاطب الناس بما يُحيي قلوبهم في المقام الأول، وهو جانب فيه دعوة إلى الحق، ودعوة إلى الهداية، "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ..." [النحل 125]، "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..." [العنكبوت 46]، هناك دائماً ما هو أحسن، وما هو أفضل، وما هو أقوم، بمعايير أرضية، وليست بمعايير غيبية، أما الأمور التي ليس لها معايير أرضية، فهي قضايا تخص الإنسان في داخله، لا يستطيع إنسان أن يفرضها على إنسانٍ آخر، إلا بأن يكون هناك فكر وراءها، بالنسبة للإنسان.

0.35

وما جاء الدين إلا ليعلمنا هذا المنهج، وليخاطبنا بما هو أحسن، "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[العنكبوت 46]، "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ..."[النحل 125]، "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا..."[آل عمران 64].

0.35

إن ديننا يدعونا دائما لما هو أحسن ولما هو أقوم(لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)(أدعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)دين الأفضل والأقوم يدعو للخير في كماله وللحق في كماله لا يقف عند شكل أو صورة لأنه متجدد من داخله في البحث عن الأفضل والأقوم.. دين الفطرة ما ترك شيئا في حياتنا إلا وحدثنا عنه في مأكلنا ومشربنا وعملنا وعلاقاتنا وكان التوجيه في كل ذلك عن معاني حقية يجب أن نراعيها في أعمالنا ومعايير يجب أن نتبعها في سلوكنا..

0.35

عباد الله: تدبروا آيات الله، وتعلموا منهج رسول الله ــ صلوات الله وسلامه عليه ــ وهو يدعونا إلى التفكر والتأمل والتدبر، وإلى أن ندعو بالتي هي أحسن، "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"[فصلت 34]، [يَسِّر ولا تُعَسِّر، بَشِّر ولا تُنَفِّر](1)، [أُمِرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم](2)، وأن ندعو إلى سبيل ربنا "...بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ..."[النحل 125]، وألا نجادل إلا "...بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[النحل 125].

0.34

الإنسان في قيامه على هذه الأرض هو مكلف برسالة بما أودع الله فيه من أمانة أمانة الحياة أمانة العقل والقلب والضمير وعليه أن يعمل ما أعطاه الله وأن يعامل بما أعطاه الله أن يفكر ويتأمل وأن يذكر ويتعبد وأن يجاهد في الله حق جهاده وأن يحتسب وجوده لله وقيامه في طريق الله مرابطا مجاهدا لا يضع سلاحه أبدا سلاحه الحقي فكره وذكره عمله وضميره يطلب ما هو أحسن ويسير فيما هو أحسن ولا يجادل إلا بالتي هي أحسن يدفع بالتي هي أحسن في كل حال وفي كل قيام.

0.34

إن الإنسان في أي مكان على هذه الأرض يعرف أن الحق في الصدق وليس في الكذب أن الإنسان في الشرق والغرب يعرف أن الحق في أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك به إن الإنسان في أي مكان يعلم أن الحق(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)إنها الفطرة في الإنسان ولكننا نبتعد عن هذه المعاني نرى أنها أمور بسيطة ولو إلتزمنا بهذه المعاني في بساطتها لو إلتزم كل فرد بنا لتغير حالنا ولتغير قيامنا ولتغير مجتمعنا.

0.34

ولكن الناس في غفلة عن هذا بظنون متعددة ومن هذه الظنون ظن الدين يبحثون ع الدين ويتشدقون بألفاظ من الدين ولا يعرفون أن الدين في صلاح نفوسهم وفي إستقامة أفعالهم وفي مراقبتهم لأقوالهم وفي ترسيخ مباديء الفطرة وأن الدين هو دين الفطرة لأنه دين العقل ودين الحياة ودين ما هو أحسن ودين ما هو اقوم(أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)(لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)(الإسلام دين الفطرة)دين الحياة دين الحق دين الخير دين الجمال دين ما هو أحسن دين العمل دين الإخلاص دين الصدق دين الحب دين الرحمة دين التكافل دين التكاتف دين الفطرة دين كل صفة ترى فيها الجمال وترى فيها الإحسان وترى فيها الحق وترى فيها الخير.

0.34

الحق هو أن يختفي هذا الصراع وأن يكون هناك تفاهم وأن يكون هناك حكمة وأن يكون هناك دعوة حقية للناس جميعا بمعنى "(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(46)( سورة العنكبوت) (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125)(سورة النحل) أن تكون هذه الآيات وهذه المعاني هي على مستوى العالم أجمع وأن تظهر من مجتمع يطبق قيم معنوية وقيم حقية يكون مثلا في سلوكه وفي قوانينه وفي تشريعاته وفي معاملاته وفي نهضته العلمية والمعرفية وفي كل المجالات ليدعو البشرية الى هذه المعاني الحقية.

0.34

فدين الفطرة هو دين العلم، ودين المعرفة، ودين التأمل، ودين الذى هو أحسن، والذى هو أكرم "لاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن".

0.34

إن دين الفطرة يعلمنا أن أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن قل لهم في أنفسهم قولا بليغا قل لهم أنهم للحق مخلوقين وأنهم للنور مطلوبين وأنهم لمعاني الحياة مختارين وأنهم لو أدركوا دينهم ولو تأملوا في قيامهم لعرفوا أن الدين أقرب إليهم من كل شيء وأن أوامر الدين إنما تكشف لهم ما هو باطن في أعماقهم من رغبة في الحق ومن طلب للحق.

0.34

من هنا الآن التحدي الأساسي أن يكون هناك حديث فيه معرفة حقية وفيه عمق في معنى الإنسان وفي وجود الإنسان ونخرج من الأمور التي حصرنا وحبسنا نفسنا فيها لقرون عديدة بظن أن هذا إكبار الدين ولم يؤدي بنا ذلك الى طريق مستقيم ولا الى دعوة حقية وإنما يكون هناك عمق في التفكير وعمق في الدعوة.. وقبول للمعنى الأفضل والأحسن والأقوم.. فالدين هو دين الأقوم ودين الأفضل ودين الأحسن (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (46)(سورة العنكبوت) الأحسن دائما هو الذي يسود والذي يغير.. بالنسبة لكثير من الناس.. طبعا سوف يظل دائما الإختلاف وسوف يظل دائما التباين وسوف يظل دائما أن هناك زوايا مختلفة يراها الناس ولا يروها بزاوية واحدة وهذا الإختلاف سوف يظل الى الأبد ولكن على الإنسان أن يدفع بالتي هي أحسن فربما يكون هناك أناس يحتاجون الى هذا الأحسن الذي يدعو إليه وربما يكون في دعوته تكون هذه الدعوة سبب لتغيير حياتهم ولإخراجهم من ظلمات يعيشون فيها..

0.34

ديننا يعلمنا، ألا نلجأ في دعوتنا إلى أمورٍ غيبية، وإنما إلى أمورٍ مشهودةٍ في حياتنا، "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[العنكبوت 46]. والأحسن يعني: أنه أمرٌ نستطيع أن نتفق كبشر على أنه أحسن، ولا يكون ذلك، إلا بأمرٍ مشهود، "...تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ..."[آل عمران 64].

0.34

هذه المعاني التي عبر عنها ديننا وآيات الحق لنا بما هو أحسن وبما هو أفضل {(46 ) وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (سورة العنكبوت } لأن الأحسن هو المعنى الجميل الذي يراه الناس كذلك. {(64) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا م ُسْلِمُونَ(آلـ عمران) } من هنا نجد من هذه المعاني التي توضحها لنا هذه الآيات تعبر عن ما يجب أن يكون عليه الحديث وما يجب أن يكون عليه الحوار وما يجب أن يكون عليه هدف كل إنسان على هذه الأرض. لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله المعنى الذي هو في واقعه شهادة أن لا إله إلا الله. تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا } هذه المعاني أساسية في هذه الأرض ليس المقصود أن يكون هناك من ينتمي إلى جماعة تطلق على نفسها دين معين أو اسم معين وإنما المهم أن يكون هذا هو حال الإنسان الصادق ولكن تحولت الأديان من كل جانب إلى أنها صراع وعصبية وقوة ودنيا وسلطة وجبروت وتحكم ومال وسطوة بدون أن تحمل المعاني الحقية التي هي أساس الحوار بين الإنسان وأخيه الإنسان.

0.34