خطبة الجمعه 11-04-2008
السيد علي رافع

هذا التفكر المستمر ، والتدبر الدائم في كل حدثٍ وفي كل صغيرةٍ أو كبيرة ، بعد الذكر يؤهل الإنسان أن يجيب على سؤالٍ و يخاطب ربه "...رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" [آل عمران 191] وما عذاب النار إلا ألاَّ يحقق الإنسان على هذه الأرض معنى الحياة له ، فيصبح غير قادرٍ أن يستمر في حياته الأخروية ، فيكون كائناً لا قيمة له ، ولا استمرار له ، ولا بقاء له. فالنار هنا هي تعبيرٌ عن هذا الحال الذي يكون فيه الإنسان ، مما يستلزم أن يتغير من هذا الحال إلى مفرداتٍ أقل شأناً ، وهذا هو رمز النار في هذا المقال ، كما نفعل في حياتنا حين تصبح المواد غير قابلةٍ للاستخدام بأي شكلٍ من الأشكال ، فَتُحرق . هذا تعبيرٌ وتشبيهٌ عن معنىً أكبر في قانون الله ، رمز له الحق بمعنى النار في كتابه الحكيم . ونحن كما نذاكر دائماً فإننا نؤمن بكل هذه الأمور الغيبية دون أن نحدد شكلها أو صورتها ، إنما نعلم أنها تعبر عن قانونٍ إلهي ، لا يقلل من إيماننا أن نجعلها مجردةً دون تحديدٍ أو تشبيه ، ولا يزيد من إيماننا أن نحددها أو نجسدها حتى نكون مؤمنين ، بل أن تجسيدها ربما هو خروجٌ عن الأدب مع الله ، يوم نفترض شكلاً نحن غير قادرين أن نحدده.

0.71

خطبة الجمعه 05-11-2004
السيد علي رافع

إن أمل كل إنسان أن يحقق معنى الحياة (169) وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ( سورة آلـ عمران){لما لا تستجيبوا لله ورسوله وهو يدعوكم لما يحييكم}.. الحياة هي أملنا والآية وهي تحدثنا عن الشهداء إنما توضح لنا المنتهى الذي يصبو إليه الإنسان على هذه الأرض وهو أن يكون حيا عند ربه يرزق. هذه الحياة لا تكون إلا إذا استكمل الإنسان مكوناتها وأصبح قادرا على البقاء بعد هذه الأرض ممتدا عنده رصيد روحي وحقي يمكنه من أن يكون حيا. أما الذي لم يحيا فنار وقودها الناس والحجارة.. هذه النار هي لمن لم يستكمل حياته وغير قادر على أن يستكملها إنها رمز ومعنى إن كل من لا يستطيع أن يكمل المسيرة فسيدخل في طور آخر وفي شكل آخر والنار ترمز إلى هذا الحال، فقنا عذاب النار. هكذا يتكلم وهكذا يدعو الذين يذكرون الله قياما وقعودا والذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض والذي عرفوا أن ربنا ما خلق هذا باطلا يدعون ربهم ربنا فقنا عذاب النار..

0.45

خطبة الجمعه 11-04-2008
السيد علي رافع

إن الإنسان يريد أن يكون إنساناً حياً ، والحق يعبر عن ذلك يوم يوجه الذين آمنوا ويوجه الجميع ، إلى أن يستجيبوا لله ولرسوله وهو يدعوهم لما يحيهم ، ويعبر عن معنى الحياة في الذين حققوا رسالتهم على أرضهم "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " [آل عمران 169]فالحياة هي الهدف الذي نسعى إليه ، وهي المعنى الذي نرجوه لوجودنا ، أن نكون أحياءً ، والحياة هي القدرة على مواصلة المسير بعد الخروج من هذه الأرض ، ولا نستطيع أن نواصل المسير بعد الخروج من هذه الأرض إلا إذا كان لنا زاداً ، إذا كان لنا طاقةً وقوةً ونوراً ووعياً ، نستطيع به أن نستمر في حياتنا. ولا يكون ذلك إلا بالإيمان والعمل الصالح ، الإيمان بوجودنا وبرسالتنا و بعلاقتنا بالله ، والإيمان الذي يتبعه بعد ذلك عملٌ صالح ، نصلح به نفوسنا ، ونصلح به أحوال حياتنا ، ونصلح به أحوال حياة إخواننا في البشرية.

0.39

خطبة الجمعه 01-04-2016
السيد علي رافع

وعذاب النار هو ألا يكونوا أحياءً ، ألا يستجيبوا لما يحييهم، لا يستجيبون لله ولرسوله وهو يدعوهم لما يحييهم هذا هو عذاب النار الذي تشير إليه هذه الآية ـ في تأملنا وتدبرنا.

0.37

خطبة الجمعه 11-06-1999
السيد علي رافع

إن حياتهم إستمرت كسبوا معنى الحياة الحقية. وهكذا ندرك أن الإنسان في معراجه الى الله يمر بمراحل كثيرة من موت وحياة. حتى يصل الى معنى الحياة الحقية. وهذا ما نستطيع إدراكه مجملا. دون أن نفصله. وأمل الإنسان في كل حياة على هذه الأرض. في وجوده على هذه الأرض. أن يكون في من قيل فيهم "لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون". أمل الإنسان أن يكون حيا عند ربه يرزق. ولا يملك من كل أمره إلا هذه اللحظات التي يعيشها على هذه الأرض. أن يحقق من خلالها. معنى التعامل مع الله ومعنى الكسب في الله ومعنى الإرتقاء في الله ومعنى التمسك بوجوده الروحي وقيامه الحقي وما يرى أنه الحق وما يرى أنه الخير لا تخدعه الدنيا وزخرفها ولا عاجل أمرها وأنما يكون متعاملاً مع الله.

0.36

حديث الخميس 11-02-1999
السيد علي رافع

فهناك الدعوة الدائمة حين ننظر في آيات الحق لنا، تجد أن هناك دعوة الى الحياة، "لما لا تستجيبوا الى ما يحييكم" " لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، فهنا دعوة الحياة، فالدين هنا يكشف عن الهدف من وجود الإنسان على هذه الأرض، وهو أنه تواجد ليكسب هذا المعنى، والذي لا يستقيم مع قانون الحياة، فهو لن يكسب هذا المعنى، والإنسان في قيامه وفي سلوكه وفي فطرته، نجده أنه يحب الحياة. حتى الحياة بمعناها الظاهر، فكل إنسان يحاول أن يحافظ على حياته. بالفطرة. ويخشى أن يفقد هذه الحياة، فحب الحياة هنا. هو حب فطري، فيه دلالة على معنى الحياة، والدين يكشف للإنسان كيف يكون في هذا المعنى، وكيف يستمر في هذا المعنى، وكيف يصبح الموت بالنسبة له، هو تغيير مكان وتغيير بيت، وتغيير عالم، ولكن لا يفقد المعنى الحي الموجود فيه، الذي منحه الله إياه، والذي يفقد هذا المعنى، هنا نجد التعبير القرآني والتشبيه فيما بعد هذه الحياة يدلل على هذه القضية، ومن واقع الحياة التي نعيشها، نستطيع أن نلمس هذا المعنى أو نشعر به، فالحياة هي التي تعطي للإنسان هذا الوجود وهذا الجسد يستطيع أن يتحرك وأن يرى ويسمع ويفعل ويريد، وهذا الجسد حين يَفقد الحياة يصبح لا قيمة له، ويصبح لا معنى له، بل أنه يجب التخلص منه لإنه ليس له ، بل يكون مصدر لميكروبات وبكتيريا ومشاكل كثيرة، من هنا تبدأ التشبيه في الحرق والنار والمعاني التي قيلت في العذاب، للذين لم يكسبوا هذا المعنى لأن وجودهم الروحي أصبح وجودا غير ناضج وغير كامل وغير قابل للإستكمال أو لمسيرة الحياة.

0.35

حديث الخميس 25-10-2001
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يجعل من جمعنا سببا لإحياء قلوبنا وإنارة عقولنا حتى نتعلم ما هو خير لنا وحتى نحقق لوجودنا ما جئنا من أجله.. فكما نتذاكر دائما.. لكل إنسان على هذه الأرض رسالة يؤديها.. ورسالة كل إنسان أن يحقق معنى الحياة بالنسبة له.. وهذا ما نجده في آيات الحق لنا يوم يرشدنا أن نستجيب الى الله ورسوله وهو يدعونا لما يحيينا ولما يجعلنا في معنى الحياة.. كذلك نجد الآيات التي تتحدث عن معنى الحياة كثيرة.. (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) ) (سورة آل عمران) وهنا نقف لنتأمل في هذا المعنى لأن القضية هي قضية إستقامة في الفهم.. وقضية إيمان عميق بمعنى الحياة وبقيمة الحياة.. والحياة هنا هي أن يكسب الإنسان في الله وأن يستمر في كسبه.. وليس كل إنسان قُتل فهو في هذا المعنى.. وإنما الذي يقوم في هذا المعنى حقا هو الذي يعرف وجهته ويعرف قبلته ويعرف هدفه.. فالشهيد هنا هو الذي قتل في سبيل الله.. وسبيل الله هو معنى وسلوك قبل أن يكون مجرد حمل سلاح أو حرب أو ما شابه ذلك.. فكل هذه الأمور تنتج عن فهم مستقيم وليس عن فهم مختل في قضية الحياة وفي هدف الإنسان من هذه الحياة..

0.35

حديث الخميس 04-03-2004
السيد علي رافع

من هنا الإنسان حين ينظر الى وجوده والى نفسه والى أعماله عليه أن يتذكر هذا المعنى وأن يعكس البصر الى داخله ليرى ماذا يؤديه وماذا يقوم به في كل حياته وفي كل أفعاله فيكون هنا في معنى العمل الصالح الذي هو يؤدي الى تغيير حقي في داخله أيضا ويجعله صالحا لإستمرار الحياة بعد ذلك في الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ (24) ( سورة الانفال) الدعوة الى الحياة. الدعوة أن يكون الإنسان حيا. وحين يصف الذين إستشهدوا في سبيل الله (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) ) (سورة آل عمران) فهنا يتضح المعنى معنى الحياة هو معنى عظيم ومعنى يرغب الإنسان فيه ويأمل الإنسان فيه وهذا هو معنى الكسب في الله الحقي. من هنا حين يقوم الإنسان في هذا الحال يكون إنفعاله هو إدراك معنى الحياة ومعنى الإيمان بالله يقوده الى هذه الأمور الى هذه الحياة. يكون إنشغاله في ذلك هو وأنفعاله بذلك هو الحافز الرئيسي لقيامه. الذي ينفعل بقضية معينة ويرى أنها هدف في حد ذاته يريد أن يحققه وهذا الهدف حتى أكبر من رغبة أو من نتيجة يريد أن يصل فيها لنفسه في شيء كفرد وإنما يشعر بوجوده أنه جزء في هذا الكون وأنه حين يفعل ذلك فإنه يفعل الخير في هذا الكون ونحن ممكن أن نجد مثل أو مثاليات في ظاهر حياتنا توضح كيف أن الإنسان يمكن أن يؤمن بفكرة فيضحي بنفسه في سبيلها حتى لو كانت فكرة مادية.

0.33

خطبة الجمعه 21-09-2012
السيد علي رافع

فكل إنسانٍ على هذه الأرض، هو مشروع حياة. وقد وضحت لنا الآيات ذلك، حين علمتنا، أن الإنسان يوم يخرج من هذه الأرض، وهو مُجاهدٌ في سبيل هذا المعنى، راغبٌ في الحياة الحقة، يصبح حياً عند ربه يُرزق، "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"[آل عمران 169].

0.32

خطبة الجمعه 14-03-2008
السيد علي رافع

وعطف إيمانك باليوم الآخر على إيمانك بالله ، هو أن اليوم الآخر أيضاً ليس له شكل وليس له صورة وليس له رسم ، وأن كل ما قيل عن هذا اليوم وما يحدث لك ، إنما هو لتقريب المعاني إليك ، وهذا ما يقول به الكثيرون الذين أدركوا هذه المعاني ، وهذا ما نراه في الآيات يوم تتحدث بتجريدٍ كما أشرنا إلى اليوم الآخر ، ونجد الآيات كثيرة فتتحدث عن الذين قُتِلوا في سبيل الله " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [ آل عمران 169] وتتحدث عن الجنة بصورٍ كثيرة ، وتتحدث عن النار بصورٍ كثيرة ، فهذه كلها مستوياتٍ ومعانٍ وأحوالٍ ومعارج يكون فيها الإنسان ، لا يستطيع أي إنسانٍ أن يصور هذه المعاني ويجسدها ، ولكن البعض يصر على أن من الإيمان أن تُجسِّد هذه المعاني ، وأن الذين لا يجسدون هذه المعاني هم غير مؤمنين .

0.32

خطبة الجمعه 18-11-2016
السيد علي رافع

فالنّار هنا ليست فقط رمزٌ لأنّه أساء للنّاس ولم يكن في معنى القيام الحقّيّ، وإنّما هو لأنّ هذا الوجود الذي كان فيه يحتاج لأن يتغيّر ولأن يتحوّل، وهو بذلك له دوره في الحياة، أن يكون وقوداً لنارٍ تُغيّر، لها معنىً رمزيّ حقّي، أُشِير له بمعنى النّار، إنّما هو معنى أكبر من ذلك، هو معنى إعادة التّكوين من حالٍ إلى حال.

0.32

حديث الخميس 15-04-2010
السيد علي رافع

فمن هنا بننظر إلى الآيات حين تعالج هذا الأمر ، بتعالج هذا الأمر من خلال توضيح معنى الحياة بعد هذه الأرض ، في صورٍ متعددة ، تصف الإنسان الذي يبذل حياته في سبيل قيم حقية ، "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران 169] ، تتكلم عن هذا المعنى ، فهي بتعطي للإنسان نوع من الإخبار عما بعد هذه الحياة ، تتكلم عن معنى الثواب ومعنى العقاب ، ومعنى الجنة ومعنى النار ، كمعاني قائمة ، ومعاني فيها نوع من ربط حياة الإنسان على هذه الأرض ، بما بعد هذه الحياة ، وتوضح أن هذا لا يفرض على الإنسان أموراً لا يعقلها ولا يقبلها ، وإنما هو ـ في واقع الأمر ـ أن كل معاني الحياة مرتبطة بمعانٍ ، هو يجدها في فطرته .

0.32

حديث الخميس 29-05-1997
السيد علي رافع

فمن هنا بتكون الإنسان أو قضية الإنسان كما نتصورها دائما هي أنه يريد أن يكون في معنى الحياة.. وده واضح في داخله.. بفطرة الحياة.. الإنسان يحب الحياة.. والحياة هي معنى قبل أن تكون شكل.. فإذا كانت بتأخذ الشكل المادي في هذه الأرض.. فهذا الشكل المادي هو تعبير عن الحياة.. فالإنسان حين يحب الوجود على هذه الحياة.. فهو في واقع الأمر تعبير عن حبه للحياة بمعناه الأشمل.. وبمعناه أنه يريد البقاء والامتداد.. وهذا ما فطره الله عليه.. فمن هنا بتصبح القضية إنه كيف يحوِّل هذا الحب للحياة الى أن يحقق فعلا معنى الحياة بالنسبة له.. وهذا هو الدين وهذا هو الطريق وهذه كل الديانات هي التي توضح للإنسان هذا المعنى وهذا المسلك .

0.31

خطبة الجمعه 06-03-2009
السيد علي رافع

هذه الطاقة الروحية الرحمانية الرحيمة العظيمة النورانية ، قائمةٌ حية ".. وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ .."[الأنعام 122] . نحن نتكلم عن معنى رسول الله ، المعنى الحي ، قد عَلَّمنا قرآننا معنى الحياة "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران 169] ، ألا يكون رسول الله حياً عند ربه يُرزق ، ومن هو الحي ؟ الحي يرى و يسمع و يفعل و يُرزق ، إن معنى رسول الله لا صورة له ، ولا شكل له ، إنه معنىً مجرد ، هو معنى الرحمة ، هو معنى الحياة ، هو معنى الشفاعة ، هو الشفيع ، هو سرٌ من أسرار الله ، هو نورٌ من أنوار الله ، هو حقٌ من حقائق الله ، هو جمالٌ من جمالات الله .

0.31

حديث الخميس 30-09-1999
السيد علي رافع

لأن كل الناحية المعنوية وكل الناحية الروحية ما أصبحتش قابلة للفناء في هذا الجزء المادي. وإنما هي لها كيان مستقل وهذا هو معنى الكسب في الله. معنى أن يكون الإنسان له رصيد روحي. معنى إن الإنسان يكون حي. معنى لما نيجي نتكلم عن "لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" "لم لا تستجيبوا لما يحييكم" كل الآيات بتعبر عن معنى الحياة بهذا المفهوم. الحياة هنا هي أن يكون للإنسان وجود روحي بعد إنتقاله من هذه الأرض. له القدرة على مواصلة الحياة الروحية فيما بعد هذه الأرض. إذا كان الإنسان له هذه الطاقة وله هذه القدرة يبقى له حياة. وهذه الحياة في معراج أعلى بتعرج من مرحلة الى مرحلة الى إن هي تفنى في المعنى الكلي للوجود أو في قيام أعلى أو في معنى أعلى ده معراج بصورة وبقانون نحن لا نستطيع أن نجسده أو نعبر عنه بكلمات. إنما يمكن الإنسان أن يدركه كمفهوم. ومن هنا بندرك الإشارة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فادخلى في عبادي وادخلي جنتي" هنا هذا فناء. نوع من الفناء "فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".

0.3

حديث الخميس 23-09-2010
السيد علي رافع

ولذلك، بتجد إنه آيات كثيرة ، مثلاً: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ..." [الأنفال 24] ، إذاً ، ده معنى من معاني استمرار الحياة ، بعد هذه الأرض . "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران 169] ، يعني كل هذه المعاني ، بتديك إشارات إلى معنى آخر ، في معنى امتداد الحياة ، وكيف أنك حين تتوافق مع قوانين الحياة ، فستكون أهلاً لاستمرار الحياة .

0.3

خطبة الجمعه 25-04-2003
السيد علي رافع

إنا ندعو في جمعنا هذا أن نتأمل ونتفكر ونتدبر.. نُعمل عقولنا وننظر حولنا ونتأمل في أقوال الآخرين ونعرف حججهم هل هي من أصولهم أم أنها من موروث عقيدتهم ومفاهيمهم التي فهموها وقاموها.. نرى الدين هو دين الحياة وقانون الله وسنن الله.. هذا المعنى هو (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (19)( سورة آل عمران) الإسلام هنا هو قانون الحياة هو سنن الحياة.. والطريق الذي تسلكه فترقى وتكون حيا (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) ) (سورة آل عمران) الله ورسوله يدعوكم لما يحييكم.. الدعوة للحياة وأنتم تحبون الحياة ولكن الحياة ليست فقط هي على أرضكم فهي وإن طالت قصيرة.. الحياة هي الحياة المستمرة الممتدة.. التي لا تفنى بفناء هذا الجسد.. إنها دعوة واحدة للناس جميعا أن تؤمن بالله وباليوم الآخر وبهذا الإيمان تعمل عملا صالحا يقربها الى الحياة ويبعدها عن الموت.. الموت ليس هذه الظاهرة التي نراها على أرضنا.. وإنما الموت هو أن يموت الإنسان فلا يكون له إمتداد.. ولا يكون له بقاء.. فيكون جيفة والجيفة مصيرها أن تحرق لأنها لا قيمة لها ولا بقاء لها.. يجب أن تزال يجب أن تتحول الى صورة أخرى أما الإنسان الحي فهو لا يموت.. أما ظاهرة الإنتقال من هذه الأرض فهي بالنسبة له إفاقة.. (الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا)..

0.3

حديث الخميس 05-05-2016
السيد علي رافع

ولكن نحن ننظر لها كرمزٍ دائمٍ على مرّ السنين، يعبّر هذا الحدث عن معنى في الإنسان، وعن طريق الإنسان على هذه الأرض وما بعد هذه الأرض. فطريق الإنسان على هذه الأرض له هدفٌ على الإنسان أن يحقّقه.

0.3

خطبة الجمعه 07-03-2008
السيد علي رافع

وهذا ما دعا إليه الله ورسوله ، فلما لا تستجيبوا إلى الله ولرسوله وهو يدعوكم لما يحييكم " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران 169] إننا نرجو الحياة الدائمة ، نرجو أن نكون أحياءً عند ربنا نُرزق ، ولا يكون ذلك إلا بأن نُخلص على أرضنا ، وأن نكون حقاً في معنى العبودية لله .

0.3

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 31-03-1999
السيد علي رافع

فإذن النار بمفهومها لها وظيفة، والناس اللي هم أهل لها. لهم وظيفة أن يصلوها، وأنهم يكونوا وقودا لها. هذه قضية ماشية، ما دام هم في هذه الدورة ويؤدوا دورهم، وأدركوا هذه الحقيقة، هم إستقروا في هذه النار لأنهم أصبحوا الوقود لهذه النار، هم أدركوا أن فعلهم يستلزم منهم أن يدخلوا هذه النار، النار تكون تطهير لهم في هذه الحال، زي الإنسان تيجي له مشكلة، هذه المشكلة تكون مطهرة له، وجهة النظر الأخرى هو يؤدي وظيفة للنار أنه يصلاها، والنار تؤدي وظيفة له بأنها تصقله، إذا هو أدرك هذه الحقيقة، وصدق. هو في هذه الحالة تصبح النار هي مسوى له، والمسوى هنا بمعنى تصبح مقر يستفيد منه، هذا يصبح معنى الذي أشير له في الحديث، ويبقى له وقت يتخلص فيه من الظلمات الموجودة فيه وكل الأفعال السيئة التي شابته، فهنا تيجي الجزئية الأخرى. أن في وقت ينتهي هذا المعنى، أو يعتقد هو أنه قد إنتهى بالنسبة له، فيقدم إلتماس ويقول كفاية على العملية دي، هنا يقبل أو لا يقبل منه. دي قضية أخرى، يعني لن يقبل منه هذا الإلتماس، لم يحن وقتك لتخرج من هذه الدورة التي أنت فيها لازم تأخذ دورتك، من هنا الفقهاء يفسروا هذا. بأن المؤمن يدخل النار فترة من الوقت من أجل يخلص ذنوبه وبعد ذلك يخرج من ا لنار، وهم لم يأتوا بهذا الكلام من فراغ، من نتيجة آيات من نتيجة أحاديث. وهذا مقبول، من ناحية "إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا" إذا نحن ننظر الى النار على أنها وسيلة للتطهير، بالتفصيل.

0.3

خطبة الجمعه 18-02-2000
السيد علي رافع

الجنة فيها الإنسان وقد كرمه ربه وجعله عبدا له. فيهم معنى الحياة عند ربهم يرزقون. "أحياء عند ربهم يرزقون" "سقاهم ربهم شرابا طهورا" "إخوانا على سرر متقابلين" "تجري من تحتهم الأنهار" كل هذه رموز لمعنى الحياة ولمعنى وجود الإنسان في كينونة قابلة للنمو وللإرتقاء والمعراج. وهذا هو طريق الكمال. طريق السير في الله الذي لا نهاية له. "ما من كمال إلا وعند الله أكمل منه" كمال فوق كمال. ومعراج فوق معراج. أما الذي فقد هذا المعنى فهو غير صالح لأن يكمُل في الله ولأن يعرج في الله. يجب أن يتغير شيء جوهري فيه. أو أنه يتحول الى طاقة تفيد الآخرين. وهذا ما ترمز إليه النار وما تشير إليه. "نار وقودها الناس والحجارة" الناس هنا هم الذين لم يستطيعوا أن يَكمُلوا وأن يسيروا في طريق الحق فلا مجال لهم ولا حياة لهم. إن الأفضل أن يتحولوا الى طاقة بقانون الله وبعلم الله وبغيب الله. وهناك من يريد الله أن يطهرهم وأن يغير ما فيهم ليكونوا خلقا آخر ووجودا آخر. "إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا" "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب". إن العذاب هنا هو تطهير لهم حتى يفيقوا الى معنى الحق فيهم والى أن يمحى معنى الظلام فيهم. ويصبحوا قادرين مرة أخرى على مواصلة الحياة. إنها مراحل ومراحل ومستويات ومستويات "من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" فما سيصير الإنسان إليه ليس مجرد جنة أو نار.

0.29

حديث الخميس 17-09-2009
السيد علي رافع

فلما نيجي نجد أن الدين من جانب آخر أعطى للإنسان معنى لحياته ، والهدف الذي مطلوب هو أن يقوم فيه ، فبنجد إنه ما هو الهدف من كل هذا ؟ الهدف من كل هذا بنجده في معاني كثيرة ، نجده في معنى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ..." [الانفال 24] ، يبقى إذن الدعوة الأساسية هو أن يكون الإنسان حياً ، أما نيجي آية تتكلم على الذين قتلوا في سبيل الله "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ "[آل عمران169] فهذا هو معنى الحياة .

0.29

حديث الخميس 01-06-2000
السيد علي رافع

الحياة بمفهومها الحقي. بمعنى الإستمرارية. بمعنى الرقي. بمعنى البقاء. لأن كما نتدبر دائما آيات الحق تعلمنا ذلك. "لم لا تستجيبوا لما يحييكم" "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" فالحياة هنا هي المطلوبة. معنى اليوم الآخر هو معنى الحياة. معنى أن يكون الإنسان حيا. أي أنه لا يتلاشى. بظاهرة الموت كوجود قائم بذاته. وإنما يظل مستمرا في وجوده كقيام وكوجود. هذا الإستمرار وهذه الحياة هي المقصود من علاقة الإنسان بربه. هي علاقة. التي جاءت بها الأديان. أو جاءت الأديان بكل ما جاءت به من منهج ومن تشريع ومن عبادات ومن سلوك في الحياة حتى يقوم الإنسان في هذا المعنى. وهنا حين ننظر في معنى اللي تجسد في المسيحية في معنى قيامة المسيح نجد أن هذا هو المعنى المقصود. يعني لما يتكلموا في المسيحية أن المسيح قام بعد صلبه هنا هذه القيامة لأنه أصبح حي. وهذا هو المقصود من قيامة الإنسان أن يقوم الإنسان قيامة يصبح بعدها حيا. وهنا نجد هنا الإشارات لما تتكلم الآيات وتتكلم عن البعث وتتكلم عن بعد البعث هو أن الإنسان يصبح حيا. وحيا في أبدية.

0.29

حديث الخميس 14-05-2009
السيد علي رافع

ولهذا نجد أن معنى الحياة في الآيات القرآنية كثيرة ، يعني " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ "]آل عمران169 [، ونجد أيضاً أن الدعوة التي جاءت هي : يدعوكم إلى الحياة ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ..." ]الأنفال24 [، فإذن هذه هي القضية ، القضية هي معنى كيف يحافظ الإنسان على الحياة ، الحياة لها صور مختلفة " فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ" ]الانفطار8[ ، أنت على هذه الأرض تحاول أن تحافظ على الحياة في الصورة التي أنت عليها .

0.29

خطبة الجمعه 03-01-2014
السيد علي رافع

عباد الله: لقد جاءت رسالات السماء، لتكشف للناس قانون وجودهم، ومستقبل حياتهم، وترشدهم إلى طريقهم على هذه الأرض، طريقهم الذي يجب أن يسلكوه ليحققوا هدف حياتهم ووجودهم، وهو استمرار حياتهم بعد أرضهم، "...اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ..."[الأنفال 24]، وجعلت البقاء في معنى الحياة بعد الانتقال من هذه الأرض، مرتبةً للذين يجاهدون في سبيل الله، "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"[آل عمران 169].

0.29

حديث الخميس 02-12-2010
السيد علي رافع

فلذلك، نجد أيضاً هذا المعنى، موجود في آيات أخرى: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران 169]. فمن هنا، يعلمنا أن هؤلاء الذين تواجد عندهم هذا الإحساس العميق باستمرارية الحياة، وبمفهوم الحياة، وبمعنى أن الحياة هي أكبر من هذه الصورة الموجودة على هذه الأرض، وإن كانت الصورة الموجودة على هذه الأرض، هي صورة من صور الحياة ـ إلا أنهم يطمعوا في حياةٍ باقية، لا ينظروا إلى حياةٍ مؤقتة عاجلة، وإنما ينظرون وينتظرون ويرغبون في حياة آجلة ممتدة.

0.29

حديث الخميس 25-11-2010
السيد علي رافع

فمن هنا، نجد أن هذا الوصف، إذا اقترن بإنسان، يكون في معنى أنه يفقد المعنى الحي فيه، وبذلك نجد هذا يقترن بمعنى النار، أو جهنم، "... نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ..." [التحريم 6]، لأنه ليس أهلاً لاستمرارية الحياة. فهنا، رمز النار دائماً بنجد أنه فيه ارتباط بمعنى تغيير الحال، أنه ليس قادر على أن يبقى في حالٍ حي، فيكون مصيره أن يكون وسيلة، أو وقوداً، أو شيئاً يدخل في إعادة هيكلةٍ، أو بناءٍ، أو تركيبٍ ـ فيصبح غير قادرٍ على أن يستمر في صورته، لأنها أصبحت غير متكاملة.

0.29

خطبة الجمعه 07-12-2012
السيد علي رافع

فنحن على أرض الواقع، على هذه الأرض، نختلف في أمور حياتنا، فيما يجب أن يكون وما لا يجب أن يكون، لخير الجميع، ولكننا لا يجب أن يكون خلافنا، على أننا على علاقةٍ مع الله ـ وكل ما هو غيرنا لا علاقة له، ولا إيمان له، ولا دين له، ولا قيمة له. فهذا أمرٌ، لا يعلمه إلا الله.

0.29

حديث الخميس 06-09-2001
السيد علي رافع

هذا ظاهر الأمر. إنما ده له رمز أن الإنسان بفطرته يريد الحياة. وحين يتكلم القرآن والآيات عن أن قيمة الحياة قيمة كبرى. يتكلم عن الشهداء. (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) ) (سورة آل عمران) يعني كإن الحياة عند ربهم يرزقون كقيمة كبرى ويستطيع أن يشعر بها الإنسان أنه حي. والحياة هي أنه يكسب في الله وأنه يُرزق في الله وأنه يكبُر وينمو في الله. إذاً الإنسان بمعنى أنا إذا دعوتك النهاردة الى ما يحييك الى ما يكبرك في الله الى ما يغنيك في الله الى ما يجعلك أكثر رقيا في الله هذه دعوة أفضل من أن تكون ميتاً أن تكون متلاشيا أن تكون فانيا من هنا كانت دعوة الدين للإنسان أن يحيا في الله "لما يحييكم" دي دعوة أساسية. من هنا كان كل التوجيه إنه بيعلمك وبيقول لك إن والله لو إنت نظرت الى الحياة على أنها قيمة مادية بحتة فهي قيمة فانية. ولكن إذا نظرت لها على أنها قيمة باقية قيمة حية فأنت في هذه الحالة سوف تكسب مما تفعله وأي فعل تفعله لا يضيع عليك أبدا. وهذا معنى أساسي ودعوة أساسية.

0.29

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 19-03-2003
السيد علي رافع

والنار. ونحن نتكلم في هذا مثلاً ونقول نار وقودها الناس والحجارة. ونحن نرى في أرضنا وفي حياتنا أن الأشياء التي ليس فيها حياة تُحرق لتتحول لطاقة أخرى. كذلك الإنسان الذي ليس فيه استواء والذي خرج من هذه الأرض دون أن يكمل وجوده فهو لا يصبح قادر على مواصلة الحياة الأخروية فيدخل في مرحلة أخرى وهذه ما تشير إليه الآيات دائماً معنى النار أو معنى جهنم. لأنه في هذه الحالة تصبح له وظيفة أخرى وهذه الوظيفة قد تكون دائمة. علشان كده يقولك (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا(56)( سورة النساء) . هم ها يظلوا مصدر لطاقة لهذه النار. دورهم ها يبقى كده لازم يجددوا علشان يظلوا في هذا المصدر ويبقى هذا دورهم في القانون الإلهي وفي الحكمة الإلهية ويجب أن يكون هناك البعض الذين يقومون بهذا الدور من هنا كان ده معنى بيوضح الصور المختلفة لامتداد الحياة بشكل أو بشكل آخر. دائما أيضا هناك آيات تحدثت عن كيف يتفكر الإنسان في هذه الأرض ويتأمل فيما يرزقه الله وفيما يفعله الله وما يقدمه الله من رزق ومن وسائل مختلفة أعطاها له في نعمة الأبصار والسمع والأفئدة وفي العطاء بصوره المختلفة عليه أن يستخدمها في الطريق السليم وفي الطريق القويم في الطريق الذي يُكسبه في الله.

0.29

حديث الخميس 13-06-2002
السيد علي رافع

يجاهد ليكون في معنى العبودية لله. في معنى الباحث عن الحقيقة. في معنى الراغب في الحقيقة. في معنى الذي يطلب ما هو أحسن وأفضل وأكرم. لا يرضى بما هو أدنى وبما هو أقل. كل هذه المعاني التي يقوم فيها الإنسان هي في واقع الأمر مجاهدة له في طريق الله مجاهدة ليكون في معنى العبودية لله لأن معنى العبودية لله كما نفهمه دائما ونذاكر فيه ونتدارسه ونتدبره هو ألا يكون الإنسان عبدا لأي صورة أو لأي شكل أو لأي مادة أو لأي دنيا وإنما يكون عبدا لله أن يخلُص من تمسك بأي شكل يقيده أو يجعله متثاقلا إلى هذه الأرض إنما هو دائما يبحث عن الأفضل وعن الأقوم وعن الأحسن. ويكون متقبلا لما يحدث له في طريق الحق وفي طريق الحياة وهذا هو الإسلام لقانون الحياة. الذي يمكِّن الإنسان من أن يتغلب على ما يجابهه ويقابله من صعاب في حياته سواء كانت هذه الحياة الحياة الدنيا أو كانت هي حياته الروحية على هذه الأرض فهو يستعين بقوة من الله وبعون من الله حتى يتغلب على أي صعاب تقابله على هذه الأرض وهذا أيضا هو معنى الجهاد في سبيل الله. لأن الإنسان في هذا المعنى يجاهد بكل ما يستطيع حتى لا تتملكه هذه الدنيا ولا يصبح عبدا لها.

0.29

خطبة الجمعه 02-10-2009
السيد علي رافع

الحمد لله الذي جمعنا على ذكره ، وعلى طلبه ، وعلى مقصود وجهه ، وجعل لنا بيننا حديثاً نتواصى فيه بالحق والصبر بيننا ، نتدبر أمور حياتنا ، ونتأمل في آيات الحق لنا ، في الآفاق وفي أنفسنا ، وفي كتابه الذي أنزل ، كتابٌ واحدٌ يعلمنا ويوجهنا ويرشدنا إلى معنى الحياة ، كيف نكون أحياءاً عند ربنا نُرزق ، و كيف نكون على هذه الأرض عباداً له صالحين ، فنكون بمعنى العبودية أحياءاً ، " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فيِ سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتََاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ "[آل عمران 169] ، نعرف معنى الحياة ، ومن عرف معنى الحياة لا يموت ، إنما هو حيٌ عند ربه يُرزق .

0.29

خطبة الجمعه 13-11-1998
السيد علي رافع

إن هذه المعاني الفطرية.. لا يمكن شراؤها.. ولا يمكن إستجلابها.. ولا يمكن الفرار منها بأي صورة مادية وبأي قوة مادية.. وهنا التعبير {وما يُغني عنه مالُه إذا تَردى" إنا علينا للهُدى وإنا لنا للآخرة والأولى.. فأنذرتكم نارا تلظى.. لا يصلاها إلا الأشقى.. الذي كذّب وتولى}.. وهنا التعبيرات القرآنية.. عن الجنة والنار.. تتحدث عن مستويات مختلفة.. فيما سيتعرض له الإنسان.. بعد هذه الحياة.. إنها تتحدث عن نار لا يصلاها إلا الأشقى.. إنها مستوى معين في النار كمفهوم عام.. الذي كذّب وتولى.. الأشقى الذي كذَّب وتولى.. ستكون هذه النار هي المناسِبة له.. في إطار القانون الكلي.. لأنه سيصبح وجودا لا قيمة له.. لا نفع له.. إنه مخلّفات لا فائدة منها.. تدخل في دورة أخرى في الخلْق الكلي.. في إطار القانون الكلي لوجود الحياة.. وسيُجنَّبها الأتقى.. وهنا التعبير الحقي.. الذي يعبِّر عن أن الإنسان الذي إتقى وصدّق بالحسنى.. سيجنّب المرور في هذا الحال.. في هذه النار.. قد يكون له مرورا في مرحلة من الألم.. ولكن في مرحلة أخرى.. وفي حال آخر.. ولكن ليست هذه النار.. إن كل آية ذُكِرت فيها النار.. ذُكِرت بمعنى.. وبوصف.. مَن سيكون فيها.. وكيف سيكون حالها.. إنها مستويات مختلفة .. مستويات مختلفة من الألم.. ومن العذاب.. لا حصر لها.. كما أن هناك مستويات مختلفة.. من النعيم لا حصر لها.. {من يعمل مثقال ذرة خيرا يره.. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}.. إنه تقدير العزيز الحكيم.. الذي أَحكَم كل شيء خلْقَه..

0.29

حديث الخميس 31-03-2016
السيد علي رافع

فإذاً، هو مدرك إن هو بيتأمل ويتدبر في خلق السماوات والأرض؛ لإن تدبره ده حيستطيع أن يفعل شيء، وأن هذا الخَلْق وهذه القدرة التي أوجدها الله في الإنسان والقوانين التي أوجدها، أوجدها حتى يتعامل معها الإنسان، وحتى يستخدمها الإنسان في حياته التي سوف تجعله أهلاً لامتداد هذه الحياة. فمعنى "...فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، معنى أنك تجعلنا في حياة مستمرة، عذاب النار هو أنا لا نستمر في حياتنا، ولا نحقق حياتنا، ولا نخرج من هذه الأرض ونحن أحياء.

0.28

خطبة الجمعه 28-12-2007
السيد علي رافع

والإنسان في حاجةٍ إلى طاقةٍ روحية تساعده على مواصلة المسير ، وهذا هو دور الرسل على هذه الأرض ، فالرسل لهم دورٌ حتى بعد مغادرتهم هذه الأرض لأنهم أحياءٌ عند ربهم يرزقون ، وقد قال الله في الشهداء "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران 169] والرسل أحياءٌ عند ربهم يرزقون ، فرسول الله يعبر عن هذا بقوله حتى وأن اختلف بعض العلماء فيه" أنا حي في قبري من حج ولم يزرني فقد جفاني " لأن المقصود ليس هو القبر المادي أو الشكلي ، وإنما هو تعبيرٌ عن معنى الحياة " من رآني فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي " ونجد في المسيحية هذا المفهوم بصورةٍ أخرى ، فنحن نتحدث عن قيامة المسيح وعن أنه المسيح الحي لأنه أيضاً في هذا المعنى.

0.28

خطبة الجمعه 10-08-1979
السيد علي رافع

إن دين الفطرة يدعونا الى حال أقوم.. والى قيام أعظم.. يدعونا الى إنسانيتنا يدعونا الى روح الحق فينا.. يدعونا الى نور الله بنا.. فما خلقنا للفناء ولكن خلقنا للبقاء.. للبقاء بنور الحياة.. للبقاء بمعنى الإنسان.. لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا.. بل أحياء عند ربهم يرزقون.. عرفوا طريق الحياة ودخلوا طريق الحياة.. وما طريق الحياة إلا سبيل الله.. وما قتلوا إلا في الله.. أقتلوا أنفسكم فتاب عليكم.. فهل عرفنا سبيل الله.. وقاتلنا في سبيل الله؟ فقتلنا في سبيل الله.. فأصبحنا أحياء..

0.28

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 19-05-1999
السيد علي رافع

طبعا زي ما إستمعنا للحديث كان فيه كذا نقطة منها النقطة الخاصة بـ النار وما يلقاه الذين كذّبوا وأجرموا فيها. وتشبيه هذه الدنيا بهذه النار من ناحية أن نفس الحديث الذي توصف به النار هو يمكن أن يطبق على ما عليه الإنسان على هذه الأرض. وطبعا ده قد يكون غير مقبول عند كثير من الناس على أساس إنه. النار المقصودة هنا هي ما بعد هذه الأرض أو ما بعد هذه الحياة إنما المقصود هنا ليس تحديد أن النار على هذه الأرض أو ما بعد هذه الأرض فليست هذه القضية التي تناقش فليس هناك رفض لمعنى أن يكون الإنسان في نار بعد هذه الأرض والنار هنا كما نتكلم دائما هي دلالة على نوع من أنواع نتيجة العمل التي يعملها الإنسان على هذه الأرض أو الأعمال التي يعملها الإنسان على هذه الأرض، لأنه القانون هو بيقولنا كده لأن "من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" وكل إنسان بيقى أهل لما سيلاقيه إن خيرا فخير وإن شرا فشر، وكل ذلك في إطار قانون مُحكم كلي هو الذي يؤدي الى ما سيكون عليه الإنسان، فمن هنا ندرك أن قضية تواجد الإنسان بعد هذه الأرض وما سيلاقيه هي قضية مقننة وقضية لها ما يحكمها والنار حين تتحدث الآيات عن النار فهي بتتحدث عن هذا القانون، إنما ما نقصده هنا أو ما سمعناه من هذا التشبيه على هذه الأرض، هو لـ تأمل في أن القانون ساري سواء على هذه الأرض أو بعد هذه الأرض، وأن الإنسان في تواجده على هذه الأرض هو تواجد لحكمة وتعرضه لكل الظروف بما فيها ظروف المناخية وظروف طبيعية وظروف إنسانية ومجتمعية كل هذه لها تأثير على الإنسان وأيضا على هذه الأرض بيكون الإنسان فيه نتيجة لأعماله بتحدث على هذه الأرض ليس فقط بعد هذه الأرض، علشان كده قالك" إن الله سريع الحساب"، وزي ما بنفهم إحنا على هذه الأرض مثلا إن الإنسان بيحدث له تطهير بما يلاقيه من مشاكل أو من مرض أو من صعوبات على وجه العموم على هذه الأرض هي نوع من أنواع رد الأعمال أيضا على هذه الأرض، يعني الأرض ليست دار جزاء ولكن بمفهوم رد الأعمال وبمفهوم إن القانون ساري باستمرار وإنه نفس القانون اللي مطبق هنا هو مطبق بعد هذه الأرض والمطبق بعد هذه الأرض هو مطبق هنا، إنما الصور بتختلف.

0.28

خطبة الجمعه 19-10-2012
السيد علي رافع

فكل إنسانٍ، من قديم، وإلى قادم، وفي حاضرٍ، وجوده على هذه الأرض، لرسالةٍ أرادها الله، وهو أن يكون الإنسان قياماً حياً، يخرج من هذه الأرض، ليمارس حياته الروحية، "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"[آل عمران 169]. هذا، هو الأمل والهدف، "...اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ..."[الأنفال 24].

0.28

خطبة الجمعه 28-12-2007
السيد علي رافع

والإنسان في حاجةٍ إلى طاقةٍ روحية تساعده على مواصلة المسير ، وهذا هو دور الرسل على هذه الأرض ، فالرسل لهم دورٌ حتى بعد مغادرتهم هذه الأرض لأنهم أحياءٌ عند ربهم يرزقون ، وقد قال الله في الشهداء "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران 169] والرسل أحياءٌ عند ربهم يرزقون ، فرسول الله يعبر عن هذا بقوله حتى وأن اختلف بعض العلماء فيه" أنا حي في قبري من حج ولم يزرني فقد جفاني " لأن المقصود ليس هو القبر المادي أو الشكلي ، وإنما هو تعبيرٌ عن معنى الحياة " من رآني فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي " ونجد في المسيحية هذا المفهوم بصورةٍ أخرى ، فنحن نتحدث عن قيامة المسيح وعن أنه المسيح الحي لأنه أيضاً في هذا المعنى.

0.28

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 17-07-2002
السيد علي رافع

من هنا بنجد إن العملية متصلة من البداية أن الإنسان يحاول أن يكون أهل لرحمة الله وفي سبيل ذلك حتى يكون في معنى الأهلية دي بيجاهد في سبيل الله على هذه الأرض.. الدنيا وما فيها من مباهج وما فيها من شهوات وإغراءات مختلفة هي جهاد أكير وخصوصا إنها بتخلل نفس الإنسان من الداخل أيضا هذا الجهاد بيؤدي الى إن الإنسان إذا صدق المعنى الحقي يكون في معنى الصديق وإذا إستمر في الجهاد يكون في معنى الشهيد وإذا واظب على ذلك وكان خرج من هذه الأرض وهو كذلك يصبح في هذا المعنى ليس ميتا ولكن حيا.. (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(169) ) (سورة آل عمران) وده هو معنى أنه يحيا ودعوة الرسول هي دعوة للحياة.. لما بيتكلم عن الناس بيقول "(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ (24) ( سورة الانفال) .. هذه هي دعوة الحياة..

0.28