خطبة الجمعه 28-02-2003
السيد علي رافع

وأن ما يدركه وما يستحسنه هو أمر لا يجب أن نهمله أو أن نضعه جانباً. وهذه نعمة من نعم الله التي أوجدها في الإنسان. فإذا بدأ الإنسان فليبدأ بما أودع الله فيه من سره. يبدأ بطاقاته التي أوجدها الله فيه وأولها العقل. ونجد الأنبياء والرسل في بداياتهم وهم يتأملون ويتدبرون ويتفكرون نجدهم يعملون ما أعطاهم الله من نعمة العقل. في كل الرسالات منذ إبراهيم عليه السلام وهو ينظر حوله. ينظر إلى الشمس والقمر ينظر إلى الكواكب والنجوم ينظر إلى الكون كله ليبحث عن الحقيقة. فيصل إلى معنى الغيب ( لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(77) ( سورة الأنعام ) يصل إلى أن هناك قوة تحيط به. عليه أن يتجه لها بدون اسم وبدون شكل وبدون صورة. إنها الغيب. يصل إلى ذلك بعقله. يصل إلى ذلك بما أوجد الله فيه من قدرة على التأمل والتفكر والتدبر. إنه يتجه الى ربه بعد ذلك فيقول له (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(77) ( سورة الأنعام ) فإذا قام الإنسان في ذلك عليه أن يبدأ كما بدأ الأنبياء والرسل. عليه أن يبدأ كما بدأ كل عباد الله الصالحين. يبدأ بنفسه. يبدأ بوجوده. يبدأ بسر الله فيه. يبدأ بما أوجد الله فيه. ويستعين بكل ما أوجد الله على هذه الأرض. يستعين بآلاء الله التي تتجلى على هذه الأرض.

0.58

خطبة الجمعه 28-02-2003
السيد علي رافع

إن وجودكم وحياتكم عطاء من الله. وسلوككم وجهادكم وطريقكم هو تقدير الله. وهبكم سره وأوجدكم في كونه وفي أرضه وفي عالمه. (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ(8)(سورة الأنفطار) (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ(6)الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7)فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ(8)(سورة الأنفطار) وأرسل إليك رسله بالحق ليبينوا سر هذا الوجود. سر حياتك على هذه الأرض. فكانت الأديان كاشفة لهذا السر موضحة له. مبينة لأبعاده ولأسراره ولمكوناته التي تتعامل معك كإنسان. علّمنا ديننا أن الإنسان بعمله فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8) (سورة الزلزلة) وأن عمله بنيته (نية المرء خير من عمله) وأن نية الإنسان بفهمه فيما يقوم به (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران) يتفكرون ليفهمون وليدركون معنى وجودهم ومعنى قيامهم. وهذا الفهم لا يبدأ من فراغ وإنما يبدأ من نعمة العقل التي أوجدها الله في الإنسان. (العقل أصل ديني) ونجد أن العقل احتل مكانة كبيرة عندكل المفكرين وكل الاتجاهات. فنجد أن بعض المذاهب تضع العقل أول أصل يُرجع إليه. ونجد بعض الآخرين يضعون العقل أساس من الأسس التي يدرك بها الإنسان معنى الغيب ومعنى الرسالة. فلا يختلف أحد على أن العقل أصل من الأصول.

0.52

حديث الخميس 28-03-2002
السيد علي رافع

الحديث العقل اصل ديني. ونجد في بعض أو المذهب الزيدي الشيعي بوجه الخصوص نجد أنه يضع العقل في المقام الأول في الإدراك وفي الإجتهاد وفي المعرفة وفي التعرف. لا العقل لحد ذاته أنه سوف يضع أمور من فراغ ولكن لأنه الوسيلة التي سوف يستخدمها الإنسان ليتعرف على ما أُمر به. فلا يتصور إنسان يقرأ كتاب الله ويقرأ سنة رسول الله سيستطيع أن يقوم بما فيه من معاني وهو لا يملك عقلا. إذا لو تصورنا جدلا أن إنسان يقرأ كتاب وليس عنده عقل فهو لا يستطيع أن يتفهم حتى الكلمات الموجودة لأن الكلمات لها دلالات والدلالات موجودة في العقل وبتعبر عنه. والعلاقات هي أن يصل من هذه العلاقات الى معاني. من هنا كان العقل في المقام الأول وهذا ما نقوله نحن دائما حين نقول أن بعض الفقهاء أو العلماء يقولوا عليك أن تُعمل عقلك حتى تعرف أن هناك الله ثم بعد ذلك لا تُعمل عقلك. نحن نقول هذا لا يكفي إذا كان أنت وصلت بالعقل بهذا المنطق أنك شعرت بوجود الحق وبوجود الغيب. العقل هنا إذن هو نعمة كبرى. لا أستطيع بعد ذلك أن تقول لي حين تأمرني بفعل أن لا يمر هذا الفعل على عقلي. إنه سيمر سيمر. إن قال لي إفعل كذا حتى معنى الأمر بإفعل يجب أن يمر على العقل وأفهم ماذا أفعل وكيف أحول هذه الكلمات الى سلوك.

0.37

خطبة الجمعه 23-12-1983
السيد علي رافع

إن المطلوب من كل إنسان أن يبدأ بنفسه فيطهرها أن يبدأ بنفسه فيزكيها أن يبدأ بنفسه فيقومها إن المطلوب من كل إنسان أن يتجه الى أعماقه أن يتجه الى قلبه أن يتجه الى ما أودع الله فيه من قوة ومن طاقة ومن سر أن يتجه الى ما أوجد الله فيه من حياة أن يتجه الى معنى الإنسان فيه الى فطرة الحياة به ويسألها ويتحادث معها ليعرف هدفه وليعرف أمله.

0.3

حديث الخميس 20-06-2002
السيد علي رافع

فالملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة بالمعنى الحقي بالمعنى المستقيم معنى التجمد. معنى التوثن. معنى الأشكال ومعنى الحرفية ومعنى أيضاً الذي فيه يتدانى الإنسان إلى معانيه الحيوانية ويفقد معانيه الإنسانية ومعانيه الروحية ومعانيه الحقية فكل هذه التوجيهات والآيات والأحاديث التي تحث الإنسان أن يكبر الله عن الصورة وعن الشكل وأن يكبِر ما أودع الله فيه من نعمة العقل ونعمة القلب ونعمة العمل ونعمة الإدراك ونعمة الحركة ونعمة التفهم للكلمات و التواصل بها وكل ما أعطاه من ملكات. هذه النعم جميعها يجب ألا نفقدها ولا نتركها وإنما نكْبرها ونتعامل معها ونضعها في مكانها السليم ونستقيم من خلالها.

0.29

خطبة الجمعه 20-07-1984
السيد علي رافع

إن على الإنسان أن يبدأ بنفسه وكلمة يبدأ بنفسه هنا لا نقصد منها تسهيلا ولا نقصد منها هربا من هداية الناس أو من قول كلمة حق للناس إنما نقصد بها أن يبدأ الإنسان من وجوده أن يبدأ الإنسان من قيامه أن يبدأ الإنسان من قلبه أن يبدأ الإنسان بما أوجد الله فيه وأن يعرف ما أوجد الله فيه وأن يتعرف عل ما أوجد الله فيه (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)(وتحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر).. (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك)..يا أيها الإنسان ما غرك بوجودك ألا ترى الله في وجودك وإن لم ترى الله في وجودك فكيف ترى الله في أي وجود إبدأ بما أوجد الله فيك لا تترك عقلا ولا تترك قلبا ولا تترك أي إحساس فيك فهذا ما تستطيع وهو الطريق الوحيد الذي منه تنطلق والذي منه تعرف..

0.29

حديث الخميس 01-02-2001
السيد علي رافع

من هنا أن يُكبر الإنسان ما أعطاه الله من نعمة العقل هو أساس الدين. لذلك كما قال الحديث. "العقل أصل ديني". أما ما أُمر به الإنسان من أوامر فمرجعيتها هي أن تكون من مصدر غيبي. وفي هذه الحالة تكون هي في حد ذاتها مصدر لإلهام العقل. وهذا هو الفارق بين القيام بها دون وعي. وبين القيام بها على أساس أنها مصدر للفهم. نقول هذا. أننا حين نتأمل في كثير من المجتمعات نجد أنهم لازالوا يقومون بطقوس فيها نوع من الوثنية. دون أن يدركوا ما يقوموا به. ونفس القول ممكن أن يقوله أناس عن المسلمين أيضا. حين يجدونهم يطوفون حول البيت أو يقبِّلون حجرا أو يرمون جمارا. يقولوا أيضا عنهم أنهم في وثنية. الفارق بين الإثنين كبير من ناحية التأصيل الحقي. كما بدأنا الحديث لو أننا بالعقل ما قمنا بكل هذه الطقوس والعبادات التي نقوم بها. ولكن هنا الأمر جاء ليكون لنا من هذا الفعل مصدر للتفكر وللتأمل. فهنا الفارق كبير في الإدراك من أن نتناول الأمر على أنه مصدر للتفكير والتأمل والتدبر ونستخلص منه قضية ومعاني ومفاهيم. وبين أن نقوم فيه لذاته. وأيضا ممكن أن يقال في أمور أخرى أنها مصادر للتأمل والتفكر. يعني حين يقوموا بتجسيد إله في صورة صنم أو وثن.

0.28

خطبة الجمعه 28-10-2016
السيد علي رافع

يجب على الإنسان أن يُعمِل عقله ليحدّد ما يؤمن به. لذلك كان الحديث النبوي [العقل أصل ديني](1)، وكما نذاكر دائماً، حين نتأمل في سيرة الأنبياء، أنّهم بدأوا بعقولهم، بأن نظروا حولهم في السّماوات وفي الأرض، ونظروا في أنفسهم وفي قدراتهم، فأدركوا معنى الغيب، أدركوا أنّ هناك ما لا يستطيعون إدراكه بمعنى الإحاطة وهم في هذا الجلباب، فكان إيمانهم بالغيب هو الأساس الذي ارتكنوا عليه.

0.28

حديث الخميس 18-03-1999
السيد علي رافع

وفي هذا المنسك الذي نقوم فيه ويقوم فيه المسلمون في كل عام، منهم من أدرك جزء من هذه المعاني، أو أدركها، ومنهم من يؤديها بذاته و بجسده دون وعي ودون فهم لما تحتويه من رسائل له ومن تعليم له، ونحن نقول دائما أن علينا أن نقرأ ما أمرنا الله به، وما وجهنا إليه. وما أرشدنا إليه، فما أمرنا بشئ إلا لأن فيه خير لنا وفيه تعليم لنا وفيه إرشاد لنا وفيه رسالة لنا، وليس المقصود من أي عبادة أن يقومها الإنسان بجسده دون وعي ودون فهم. فالوعي والفهم هما أساس النية التي لا تصح أي عبادة إلا بها. فبدون النية فلا تصح أي عبادة. والنية أن يكون الإنسان لديه حد أدنى من مفهوم فيما يقوم فيه.

0.28

حديث الخميس 15-03-2001
السيد علي رافع

أو أغلب المجتمعات أو أغلب الأفراد الذين يؤمنون بنفس النصوص. إلا أنهم رأوا فيها مفهوم آخر. وهذا في واقع الأمر بيعطينا كيف تجسيد. حين نرى. هذا أمر مطلوب. لأن التجسيد يجسد لنا قضية إهمال الجانب العقلي والمنطقي والفطري والتأويلي في تفسير النصوص الذي يتفق مع العقل. يعني بعض الفلاسفة المسلمين مثل أبن رشد مثلا. كان أسبق من الآن حين كان يعتقد أو يذاكر أو يدعو الى أنه إذا إختلف نص مع العقل فيجب تأويل النص الى ما يقبله العقل. ودي طبعا إتجاه ممكن بعض الناس بيرفضه على أساس أن هناك أمور لا نستطيع أن نحكم فيها بعقولنا تماما. ولكن هذا الإتجاه هو إتجاه سليم من ناحية أن الأساس هو المرجعية فيما يقوم فيه الإنسان هو ما يستطيع أن يفهمه. يعني أنا لا أستطيع أن أقوم في شيء مفيد بالنسبة لي إلا إذا كان له حد أدنى من المفهوم لدي. فإذا لم يكن لدي أي مفهوم عنه. فهو في واقع الأمر بالنسبة لي حتى لو قمت فيه شكلا بدون فهم وبدون هذا الحد الأدنى من الفهم. يصبح لا قيمة له ولا واقع له ولا أثر له. وهنا العقل أو الفهم بالنسبة للإنسان في القضايا التي يقوم بها هي الأداة التي تحول المفهوم العام أو القضية العامة أو الأمر العام.

0.28

حديث الخميس 06-01-2000
السيد علي رافع

من نعمة العقل ونعمة الإدراك. فإذا كان الإنسان ليس أهلا لأن يقوم في شيء أو أن يصل الى حل في قضية ما فعليه أن يعقل الحل الذي قُدّم إليه. فلا يتبع أمرا لا يعقله ولا يستسيغه. بمداركه. وهنا نجد معنى. لما نجد الحديث "من أخطأ فله أجر ومن أصاب فله أجران" لأن. أجير الخطأ هنا لأنه حاول واجتهد وأعمل ما أعطاه الله من طاقات وإمكانات. ونحن نقول دائما أن ليست القضية أن نصل جميعا الى شكل واحد ولكن المنهج الواحد الذي نتبعه هو أن نُعمل ما أعطانا الله من إمكانات. ونجد هنا الآيات بتحثنا على ذلك "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق" "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض" ها نجد هذا التفكر والتعقل والتدبر آيات كثيرة. تحث الإنسان على أن يُعمل ما أعطاه الله من العقل ومن القلب ومن العمل. نعمة أن يعمل ويتعلم من عمله ويتعلم من تأمله ويتعلم من ذكره. كل هذه الإمكانات والطاقات التي أعطاها الله للإنسان عليه أن يستخدمها ولا يهملها ولا يفرط فيها. ونجد المعنى لما ييجي القرآن يقول "وجعلنا أمره فرطا" فرّط في ما أعطاه الله من نعمة ولم يُعمل ما أعطاه الله من نعمة. فمن هنا كان إعمال ما أعطى الله الإنسان دي قضية أساسية ومنهج أساسي في دين الفطرة.

0.28

خطبة الجمعه 13-10-2017
السيد علي رافع

فإذا كانت الرّسالات السّماويّة جاءت من خلال رسلٍ بين النّاس، فإنّها موجودةٌ في دوام في خلق الإنسان، وفي تكوين الإنسان، وفي تركيب الإنسان، "فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ"[الانفطار 8]، فكان خلق الإنسان فيه حكمةٌ إلهيّة، أوجد في الإنسان الرّحمن كما أوجد فيه الشّيطان، وأوجد فيه الخير كما أوجد فيه الشرّ، وأوجد فيه ما يحييه وأوجد فيه ما يميته، وأوجد فيه النّور كما أوجد فيه الظّلام، وأوجد فيه الرّسول كما أوجد فيه المرسل إليه.

0.27

حديث الخميس 11-04-2013
السيد علي رافع

إنما أن يقوم الإنسان فيها، بدون فهم، ودون وعي، ودون نية صادقة، ودون فهم لمقصدها، من ناحية وظيفة الصلاة كدعاء وكربط بالغيب، دي ليها عِلَّة، ومفهومة، ومدركة، أن الإنسان عليه أن يلجأ إلى الله، لإنه هناك جانب غيبي فيه، يساعده في أفعاله على هذه الأرض، وهو يحتاج لمدد من معنى أعلى، ليجعله قادراً على أن يقوم فيما يُكسِبه في الله. هذا، مفهوم أيضاً وإيمان بهذا المعنى. فاللي بيُكسِب المعنى كله، هو إيمان الإنسان بهذا المعنى.

0.27

حديث الخميس 02-01-2003
السيد علي رافع

الحمد لله الذي جمعنا على ذكره وعلى طلبه وعلى مقصود وجهه. وجعل لنا بيننا حديثا وجمعا نتواصى فيه بالحق والصبر بيننا. نتأمل في آيات الحق لنا وفي كل ما يحيط بنا من أحداث تمسنا أو تمس غيرنا ونحن جميعا على هذه الأرض في معنى الإنسانية ومعنى الإنسان. كلنا نشارك في ما يحدث على هذه الأرض بصورة أو بأخرى. والإنسان عليه أن ينفعل بما يحدث ويتفاعل معه. بكل ما أوتي من قوة بعقله وبقلبه وبجوارحه. لأن وجوده كما نقول دائما في هذا المكان وهذا الزمان لم يكن صدفة وإنما هو تقدير العزيز الحكيم أوجده على هذه الأرض في هذا المكان وفي هذا الزمان لحكمة أرادها به فحكمة الله في خلقه هي حكمة إختص بها لنفسه إنما نحن نتعلم كيف نتفاعل مع هذا الكون بالقوانين التي أوجدها الله عليها وهذا هو معنى العبودية لله. (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93)(سورة مريم) . فالمرجعية لحركة الإنسان على هذه الأرض هي ما أوجد الله للإنسان من إرادة ومن فكر ومن طاقة وما يستحسنه الإنسان وما لا يستحسنه وما يرى أن يجب أن يفعله وما يرى ألا يجب أن يفعله فهذا هو المرجع الذي يرجع إليه. من هنا فالإنسان هو النقطة التي تحدد موقعه بالنسبة لما يدور في كل إتجاه. عليه أن يتعلم أن يتجه بالبصر الى داخله ويتعلم أن يستفتي قلبه وأن يتخذ الطريق الذي يوجهه إليه قلبه. في هذا الإتجاه وفي هذا الحال يجعله قادرا على تفاعل مع الحياة بصورة بها وفيها إفتقار وفيها كسب له في الله.

0.27

خطبة الجمعه 19-02-2010
السيد علي رافع

إن أي عملٍ لا يقوم على نيةٍ من الإنسان ، هو عملٌ لا قيمة له ، وهذا ما نتعلمه في شريعتنا ، من أن النية أساس العبادة ، وأن بدون نيةٍ ، لا عبادة ، والنية ليست مجرد كلمة ــ كما أيضاً نقول ــ وإنما هو تعميق المفهوم ، فيما تقوم به من عمل . لذلك كان العلم ليس ترفاً ، وليس رفاهيةً ، وإنما هو أساسٌ من الأسس التي يجب على الإنسان أن يبحث عنها .

0.27

خطبة الجمعه 22-09-2006
السيد علي رافع

إنهم يقولون نفس القول لأنهم لم يفكروا في معنى الصلاة، وفي كل ما أمر به الدين من منطلق أنه يجب أن يكون لهم مفهوم فيه ينسجم مع ما يقبله العقل، بل أن كل إنسانٍ عليه ألا يقوم في أمرٍ إلا إذا قبله عقله، بشكلٍ ما وبصورةٍ ما. لا نقول أن العقول متساوية أو متكافئة، ولكن نقول أن كل إنسان عنده قدرٌ من الفهم والإدراك عليه أن يقوم بتفعيل هذا الإدراك والفهم فيه، ومن هنا نقول أن الإسلام هو منهج وليس شكل، هو منهجٌ يقوم على احترام الإنسان وما أعطى الله الإنسان وما أنعم الله به على الإنسان ، الإنسان الذي يقدر الله هو الذي يقدر عطاء الله له، وهو الذي يقدر نعم الله عليه، وأول هذه النعم هي عقله، لا يتركه جانباً لا ينحيه جانباً، فهو محاسبٌ على ما يدرك، و الحساب هو القانون الطبيعي الذي كشف الله لنا إياه في رسائله السماوية، من أن الإنسان هو نتيجة عمله وأنه يكتب على لوحه بقلمه بما يفكر ويفعل، وبما ينوي ويشعر، بكل خلجةٍ من خلجات صدره، وبكل لمحةٍ من لمحات فكره، وبكل نبضةٍ من نبضات قلبه، ومن كل خطوةٍ تحطوها قدماه، ومن كل فعلٍ تؤديه يداه، ومن كل نظرةٍ تنظر بها عيناه، ومن كل كلمةٍ تسمع لها أذناه، وأعطي له الاستغفار والمغفرة والرجوع والتوبة حتى يستطيع أن يكمل طريقه، بل علمه أنه يوم يكتشف خطأً خطأه، خطأً فعله، خطأ فكر فيه، فإنه يوم يرجع إلى الله ويستغفر الله ويصلح ما أفسد فإن ذلك يكسبه قوةً في اتجاه الخير، وأن هذه هي الآلية التي يكسب بها الإنسان، "كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون"،"إن لم تذنبوا وتستغفروا لأتى الله بقوم آخرين يذنبون ويستغفرون فيغفر الله لهم".

0.27

خطبة الجمعه 11-08-1995
السيد علي رافع

إن دين الفطرة يخاطبنا ولنستقبل خطابه يجب أن يكون ذلك من خلال إعمالنا لما أعطانا الله. إن الناس يعتقدون أو بعض الناس يعتقدون أنهم حين يتلقون كلمات الدين وآياته عقولهم لا يعملون. لأنه لا إعمال للعقل مع الدين وهذه مقولة خاطئة لأنك لا تستطيع أن تفهم شيئا أو أن تفهم مجرد الكلمات ودلالتها إلا بإعمال عقلك والبحث في ذاكرتك عما تعني كل كلمة بالنسبة لك. وعما يعني تركيب هذه الكلمات معا بالنسبة لك. لذلك فإنك تعمل عقلك في كل الأحوال. وإذا تصورنا جدلا أنك مسبقا قد تعلمت مفردات بمعنى معين ثم أخبرت بجملة فيها هذه الكلمات فإن تفسيثرك لها وفهمك لها سيكون بناءا على ما سبق أن علمت من المفردات التي تعلمتها. لذلك فإن الإنسان عليه أن ينقي مفرداته الأساسية ومعلوماته الإبتدائية حتى يفهم ما يجيء بعد ذلك بصورة صحيحة سليمة والصحيح والسليم هو أمر نسبي يتناسب مع مصدر الذي يتلقى منه الإنسان. ومع المعاني التي تستقر في وجدان الإنسان لأن بإستقرارها في وجدانه يفهم الأمور بناءا على ما إستقر عليه. لذلك فإن على الإنسان دائما أن يكون باحثا غير رافض لمعنى بالنسبة له جديد أو غير متفق مع ما إستقر عليه. لا يرفضه لأن وجود هذا المعنى هو البداية التي يستطيع من خلالها أن ينقي ما عنده وأن يبحث فيما عنده فإما أن يثبت ما عنده وإما أن يغير ما لديه وهذا هو القانون الدائم الذي أخبرنا به(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)فالتغيير يبدأ من الإنسان والتصحيح يبدأ من الإنسان والدعاء يبدأ من الإنسان والطلب يبدأ من الإنسان والحيرة تبدأ من الإنسان.

0.27

خطبة الجمعه 06-02-2004
السيد علي رافع

نريد أن نكون قريبين من هذا المعنى في وجودنا نريد أن نشد الرحال الى داخلنا إن شد الرحال الى الداخل أصعب بكثير من شد الرحال الى الخارج (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21)(الذاريات) هكذا نتعلم من الحج إنا نريد أن نكون كذلك ولكننا نشعر بالبعد ونشعر بالحائل الذي يحول بيننا وبين هذا الحق فينا فنلجأ الى الأعلى نلجأ الى المعرفة نلبي معنى الحق علينا (لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) هذا الصعود الذي هو جوهر الحج (الحج عرفة). يصعد الإنسان الى أعلاه الى كل ما هو أعلى فيه الى ما أودع الله فيه من نعمة الإدراك ومن نعمة العقل الذي يميز بين الخبيث والطيب. هذا العقل الذي هو نعمة من نعم الله أوجدها في الإنسان ليعرج إليها الإنسان فهي مصدر الطاقة الروحية والحقية التي تساعده على أن يكون عبدا لله يشعر بضعفه ويشعر بإفتقاره ويشعر بجهله فلا يكون له ملجأ الا الله ولا يكون له عون إلا الله يعلم أنه في حاجة الى الله أنه في حاجة الي هذه القوة الغيبية أنه في حاجة أن يلجأ الى الغيب وهو إن كان يدرك أن بيت الله موجود على الأرض وأنه يتجه إليه إلا أنه يعلم أيضا أن له وجه آخر لا يعلمه ولا يعرفه فهو مهما إتجه على هذه الأرض يدرك أنه في إتجاهه قاصر لا يمكنه أن يقول أنه قد عرف القائم وأنه قد عرف الشهادة يعلم دائما أن هناك غيب لا يعلمه يتجه الى هذا الغيب طالبا قوة وطالبا رحمة فإذا تزود بهذه القوة وبهذه الطاقة تبين له الخبيث من الطيب رأى شيطانه رأى نفسه المظلمة فعاد بقوة ليرجم هذه النفس المظلمة إنها هي التي تحول بينه وبين سر الله فيه إنها هي التي لا تجعله في قرب من مصدر الحياة فيه إنه يريد أن يخلص وجوده من هذا الظلام فيه إنه مناه وهدفه ومقصوده ورجاؤه أن يتحقق له ذلك إنه يريد أن يقترب من البيت مرة أخرى وقد تخلص من هذا الحائل إنه يريد أن يعيش حياته وهو قريب من مصدر الحياة فيه.

0.27