خطبة الجمعه 25-02-2000
السيد علي رافع

وأن الدين عند الله الإسلام بمعنى الفطرة وبمعنى القانون. إن الإسلام يتكلم عن المباديء والمفاهيم أولا قبل أن يتكلم عن التعبير عنها في الشرائع. وما كانت الشريعة إلا تعبير عن الحقيقة. وما كان القيام في التشريع إلا تعبير عن التحقيق. وما كان التشريع إلا الرسالة المتصلة التي تتناقلها الأجيال لتعبر عن الحقيقة في كل جيل من بعد جيل. وهذا هو قيمة التشريع لذلك قال القوم "من تحقق ولم يتشرع فقد تذندق" لأنه حرم الذين من بعده في أن يتعلموا من خلال الرسالة التي أرسلها الله للإنسان في شريعته كما قالوا "ومن تشرع ولم يتحقق فقد تفسق" لأنه يوم قام في ظاهر الأمر أو في التشريع دون أن يعرف أنه تعبير عن الحقيقة فهو لم يفهم ما جاءت من أجله الشريعة ولم تبلُغه الرسالة ولم يقرأها. مثله كمثل الحمار يحمل أسفارا. لا يعرف ماذا يحمل ولا ماذا يفعل. "لكل جعلنا شرعة ومنهاجا" فإذا قامت أمة أو جماعة أو مجتمع أو مجتمعات بتشريع سماوي. فهي بذلك تعبر عن الحقيقة للأمة وللمجتمعات كلها وللأرض كلها. فإذا كانت مجتمعات أخرى وأمما أخرى تعبر عن حقيقة بمظهر آخر من التشريع. فهذا أيضا سيظل دائما أيضا تعبير عن حقيقة أراد الله لها أن تقوم على الأرض. حفاظا على معرفة جاءت وعلى رسالة قامت على هذه الأرض.

0.94

حديث الخميس 31-10-2002
السيد علي رافع

وما الظاهر وما المظهر إلا هو تعبير عن هذه الحقيقة هناك نقاط بتنجيء في الرسالة الإسلامية بالمعنى. إحنا نقول رسالة إسلامية علشان هذا ما إصطلحنا على تسميتها به إنما هذا لا يعني كما قلنا يعني أن الرسالات الأخرى ليست إسلامية وإنما هو الإسلام أيضا. إنما لأنها شاملة وجامعة وبها معاني متعددة وكذلك بها معاني توضح الأمور أكثر وتقنن الأمور بصورة فيها وضوح نجد إن في هذه الرسالة إن المعاملات أخذت صورة واضحة وأصبح هناك في كل هذه المعاملات وفي كل هذه التشريعات الخاصة بالمعاملات رسالة سماوية أخرى في معنى التعامل في الأرض وفي معنى السعي في الأرض في معنى كيف أن العمل على هذه الأرض هو عبادة وكيف أن تعمير هذه الأرض هو عبادة. في معاملة الإنسان مع أسرته في معاملة الإنسان مع مجتمعه. هناك أمور كثيرة نجد في تشريعات الأسرة وفي تشريعات المجتمع وفي تشريعات الاقتصاد وفي تشريعات السياسة وفي تشريعات مختلفة جاءت بمفاهيم كثيرة لم تجيء بصورة محددة قد تكون وإنما جاءت بمفاهيم أساسية في التعامل هذه المفاهيم تبلورت في الرسالة الإسلامية لتعبر عن حقيقة أو حقائق لم تكن ظاهرة بصورة كافية في الرسالات السابقة حين جاءت أيضا بالتشريع من ناحية العبادات كان هناك أيضا وضوح أكثر وربط بين حركة الإنسان على هذه الأرض والكون في الصلوات وفي الصوم وفي المناسك المختلفة أوجدت لها نظام متسق مع الكون وله بيعبر عن هذه الحقائق بصورة أكثر وضوحا وأكثر رسوخا وله مرجعية غيبية واضحة بعكس المعاني الأخرى حين جاءت كانت تشير الى المعاني دون أن يكون هناك مرجعية غيبية لهذه الأمور.

0.39

خطبة الجمعه 06-02-2009
السيد علي رافع

أما إذا تحدثنا عن كسب الإنسان الروحيّ ، فعلينا أن نتعلم أن هذا الكسب ، لا يكون إلا من خلال ممارساتٍ روحية ، تدربه على أن يكون أفضل حالاً على هذه الأرض ، بقوةٍ روحية . وهذا ما كشفت عنه الشريعة ، وما أرسلته الشريعة من رسائل ، لذلك كانت الشريعة هي لسان الحقيقة ، وكانت الشريعة هي المعبرة عما يجب أن يكون الإنسان عليه على هذه الأرض ، فما كانت الشريعة إلا لسان الحقيقة ، وما كانت الحقيقة إلا روح الشريعة ، فلا فرق بين حقيقةٍ وشريعة ، إنهما إنسانٌ واحد ـ إذا عبرنا عنه بذلك ـ وسيلةٌ و ما وراءها من رسالة .

0.35

خطبة عيد الفطر W0-10-32000
السيد علي رافع

ده قانون. بيحكم نمو النبات. فيه قانون بيحكم نمو الإنسان الروحي. القانون ده هو في واقع الأمر اللي له ناحيتين. جانب حقيقي وجانب تشريع أو حقيقة وشريعة. الشريعة تعبير عن الحقيقة. يعني احنا لما نفهم مثلا أن الحقيقة أن ليس هناك إرتقاء. دي حقيقة. ليس هناك إرتقاء إلا بأن يكون الإنسان في صلة بالله حتى يأخذ مدد يستطيع به أن يرتقي. فتيجي الصلاة بالتشريع تعبر عن هذه الحقيقة. لما نيجي نفهم إن الإنسان عليه أن يجاهد نفسه المادية دي علشان يتعرض لنفحات الله فيأخذ قوة أيضا. تساعده على إستمرار الحياة. كله علشان يأخذ قوة. كله علشان يستطيع أن يواصل الحياة وكله علشان يقدر يتغلب على ما فيه من ظلام. بصور مختلفة. دي حقيقة. بيعبر عنها الصوم بالشريعة. شريعة الصوم بيعبر عن هذه الحقيقة. والقانون هو إنه اللي هي اللفظ. إنه لا يكسب أو إنه يجب الإنسان أن ينمو روحيا حتى يستطيع أن يتخطى في حياته المستقبلية مراحل كثيرة. فده المعنى اللي نقصده. لما ييجي نتكلم عن الشريعة والحقيقة والقانون.

0.34

حديث الخميس 17-02-2000
السيد علي رافع

وإذا هو على الناحية العكسية ترك الحقيقة وتمسك بالشكل في شكله والتشريع في شكله فقط دون مدلول فقد تفسق لأنه هنا في هذه الحالة حوَّل المفاهيم الحقية الى حركات شكلية وفرغها من مضمونها المعنوي والروحي والإدراكي وهذا هو التفسق أن الإنسان يفقد علاقته الروحية ويتحول الى حركة مادية بحتة. لأن الفسق هو أن تتحول إلي مادة. يعني دايما الفاسقون هم الذين يتركون الجانب المعنوي وتكون الدنيا هي كل شيء بالنسبة لهم ولا قيمة لأي شيء غير هذه الدنيا. الذي يتمسك بالشكل لدرجة أنه ينسى المضمون يصبح في هذا المعنى أيضا. هنا هذه المفاهيم كانت موجودة. إحنا النهاردة بنعبر عنها بصورة أخرى بنتكلم عن. ما نقولش شريعة وحقيقة ده لفظ في حد ذاته مش دقيق قوي. إنما بنتكلم على الرسالة الموجهة من الفعل والفعل هو اللي بيصفه لنا التشريع. التشريع هو الذي يصف لنا الفعل ماذا نفعل. كيف نتعامل كيف نقوم كل هذه المعاني بيصفها لنا التشريع فهذه هي الرسالة والمعاني التي وراء هذه الأوامر هي الرسالة الموجهة لنا هي حقيقة الفعل أو حقيقة الأمر اللي بنسميها بمعنى آخر المفهوم أو الإدراك للقضية ومن هنا بندرك تكامل الإثنين بيصبح بيعطي الإنسان قوة وبيعطي الإنسان مفهوم أعلى دائما في حركته اليومية.

0.34

حديث ما بعد جلسة الأربعاء 19-03-1997
السيد علي رافع

وهنا ده المعنى معنى التحقق معنى أن يتحقق الإنسان.. فالتحقق هنا ده شيء أساسي فالتحقق يمشي جنبا الى جنب مع التشرع.. لأن التشريع هنا هو اللي بيعطي الجانب التنفيذي والجانب التعبيرى عن القضايا الحقية.. أنا حين أفهم الناحيه الحقية وأريد أن أعبر عن هذه الحقيقة فهذا هو التشريع وحين أقوم في التشريع وأريد أن أفهم مدلول التشريع فهذا هو التحقيق.. فأنا محتاج لأن أتحقق ومحتاج لأن أتشرع.. لأن التشريع هو تكلموا تعرفوا وتعبير عن حقيقة.. كل عمل كل عبادة هي تعبير عن مفهوم وفي نفس الوقت هي في حد ذاتها لها دلالة حقية يجب أن يفهمها الإنسان من تأمله لها.. يعني عملية بتُعطي.. وتتوالد وتتكاثر منها فيها.. يعني كلما قمت في العملية نفسها وتأملت فيها كلما فهمت فيها أكثر وكلما فهمت فيها أكثر كلما كانت تعبيرك عنها أكثر صدقا.. وهنا بيحدث نوع من الحس الذاتي في الإنسان من تحققه وتشرعه فتتولد فيه شرارة الحياة وتنمو فيه بذرة الحياة بصورة أكثر إستقامة..

0.32

حديث الخميس 17-02-2000
السيد علي رافع

من هنا علينا أن ندرك. ده اللي كان بيعبر عنه الصوفية زمان. بصورة يمكن فيها بعض اللبس في المفهوم مما يدعو الى إن الناس في بعض الأحيان تهاجمهم. إنهم كانوا يفرقوا بين الشريعة والحقيقة. أن هناك شريعة وأن هناك حقيقة وأن هناك ظاهر وأن هناك باطن. لما يقولك من تشرع ولم يتحقق فقد تفسق ومن تحقق ولم يتشرع فقد تزندق. دي معناها نفس التعبير اللي بنتكلم فيه. إللي هو فهم القضية الحقية ولكن ترك الشكل الذي أوحى له بهذه القضية فقد تزندق لأنه يفقد المصدر اللي بيلهمه بالمعاني الحقية وبيعتقد بذلك أنه قد فهم كل الفهم أو كل الحقيقة فيما أدركه في لحظته هذه الحاضرة وأن ليس هناك ما يجب أن يفعله بعد ذلك أو أن يفهمه بعد ذلك من الشريعة ومن التشريع فهو بذلك قد تزندق لأنه إعتقد أن هذه هي النهاية وأن هذا هو أكبر فهم ممكن أن يفهمه. دي في حد ذاتها هي نوع من الزندقة بمعنى فقدان العبودية لله. العبودية لله معناها أن يتعلم الإنسان دائما وطالما سوف يتعلم الإنسان دائما ويعرج الإنسان دائما فهو في حاجة دائمة الى كل مصدر من مصادر المعرفة وكل مصدر من مصادر الحقيقة يستمسك بها ولا يتركها. فإذا فقد هذا المفهوم وفقد هذا الإتجاه نقول عليه أنه تزندق.

0.32

حديث الخميس 20-03-1997
السيد علي رافع

وهكذا نجد أن المعاني الحقية التي نتحدث فيها هي لها واقع في حياتنا وواقع في معاملاتنا أيا كانت هذه المعاملات وأيا كان هذا العلم وأيا كان هذا العمل. من هنا فهي علوم عن العلم وعن العمل وعن الحياة. وهي بهذا المعنى علوم حقية أو نقول عنها أو نسميها أو نطلق عليها أنها ما فوق العلوم. أو أنها علم حقي أو أنها علم عن العلم أو ما شابه ذلك أيا كانت هذه التسمية أو نتكلم على أساس أنها العقيدة. وأنها الحقيقة. ومن هنا ده جانب آخر لو نظرنا لها من هذا الجانب. فنجد أن المقابل لها الموضوعي أو الذاتي أو الفعل المادي الذي يقابل هذه الناحية الحقية نجد أنه الشريعة أو التشريع أو التشرع بمعنى أنه التعبير عن الحقيقة في صورها المختلفة فإذا كانت العبادات هي تعبير عن مفاهيم حقية في علاقة الإنسان بربه. فكذلك كل العلوم المادية هي تعبير عن حقائق حقية في صورة مادية يستطيع أن يشهدها الإنسان. وهذا معنى "الظاهر مرآة الباطن". فإذا نظرت في الإنسان وفيما يستطيع أن ينظر إليه الإنسان في حياته الآن.

0.29

حديث الخميس 20-03-1997
السيد علي رافع

والذي يدرك معناها ومغزاها ويتأمل فيها ويعرف حقائقها وما تعنيه وما ترمز إليه. هو ده الذي يبحث أو يتحقق. وهنا المعنى الصوفية لما بيقولوا " من تحقق ولم يتشرع فقد تزندق" لأنه الذي يتصور أنه يستطيع أن يرى الحقيقة في صورة غير التي أعطاها الله له. فهو بذلك يكون رافض لتجلي الله في الصورة التي أعطاها له فهو هنا لم يتشرع يعني لم يرى الله فيما شرعه له أو فيما أوجد له ليراه من خلاله. أو ليرى الحقيقة من خلاله. هنا قد تزندق. ومن تشرع ولم يتحقق فقد تفسّق" لأنه إذا إعتقد الإنسان أن المادة للمادة ولم يعرف كيف ير في هذه المادة ما يُعلمه من الناحية الحقية ومن الناحية المعنوية ويجعله في ناحية روحية وحقية ويفهم القضايا العامة التي تحكم وجوده من خلال ما يرى مما هو مشهود له فهو هنا لم يستفد ولم يُعمل عقله فيما أعطاه الله ليتحقق وليعرف الحقيقة فهنا يبقى تفسق. إنه خسر هذا المعنى. أو خسر هذا الوجود أو خسر هذا العطاء.

0.28

حديث الخميس 04-08-2011
السيد علي رافع

مع أن هذا الحال في واقع الأمر، لا يجب أن يكون في المجتمع ـ اللي هو بيقول على نفسه مسلم حقاً، لإنه بيدرك إنه القضية، هي فهم الأساس وراء التشريع، مقصد التشريع، هدف التشريع، وأن هذا هو حكم الله الحقي، أن نفهم هذا المقصد، وأن ندرك هذا المقصد. الوسائل تختلف وتتدرج بصور كثيرة، سواء على مستوى حال المجتمع، أو على مستوى قدر الجُرم، أو على مستوى أشياء أخرى كثيرة.

0.28

خطبة الجمعه 14-02-2014
السيد علي رافع

إن كل الرسالات السماوية، ما جاءت إلا لتذكر الإنسان بذلك. وما كانت مناسك كل عبادةٍ في أي دينٍ، إلا وهي وسيلةٌ لأن يحقق الإنسان ذلك في وجوده. وما كان الإسلام إلا تعبيراً عن هذه الحقيقة، التي جاءت بها كل الأديان.

0.27

خطبة الجمعه 25-02-2000
السيد علي رافع

ولتكن منكم أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.. أمة تعرف معنى دين الفطرة وقانون الحياة.. أمة تؤمن برسل الله وبكتب الله.. لا تفرق بين أحد من رسله.. تعرف أن الدين هو قانون الحياة.. وأن علينا جميعا ونحن نشترك في معنى الإنسان على هذه الأرض.. أن ندعو الى الحق والى الخير والى الجمال والى الأحسن والأقوم.. والى الأفضل.. وأن نتعلم أن الدين هو يدعو الى ذلك.. أن علينا أن نفهم كل أمر أمرنا به في إطار ذلك.. فلا نركن الى تفسيرات حرفية لأمور شكلية.. وإنما نعرف أن الأمر أكبر من ذلك.. لأنه يدعو القلوب ويدعو العقول قبل أن يدعو الذوات.. وأن كل أمر أمرنا به هو تعبير عن حقيقة.. يريد الله أن يعلمنا إياها.. من خلال ما شرع لنا وأمر لنا.. فنقرأ هذه الرسالة حقا ونتعلم منها حقا.. لا نقف عند ظاهرها دون أن نغوص في أعماقها.. ولا نتوقف عن القيام بظاهرها يوم نعرف أمرا من أمور حقيقتها.. فهي رسالة يجب أن نبلغها دائما للأجيال من بعدنا.. أجيالاً بعد أجيال تبلغ رسالة الحق ورسالة الحياة..

0.27