خطبة الجمعه 15-12-2000
السيد علي رافع

بعد أن صوَّره. فأحسن تصويره. وبعد أن خلقه فأحسن خلقته. إن الإنسان كائن مميز في هذه الأرض وبعد هذه الأرض "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً " "خلق الله آدم على صورته" "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان" بهذا حمل الإنسان الأمانة. بهذه الأمانة يستمر في معنى الإنسان. وبتفريطه في هذه الأمانة يرجع ظلوما جهولا. لا وجود له ولا قيمة له ولا كيان له. يدخل في دائرة الحياة (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)(سورة البقرة) ما بقى فيه من طاقة يرجع الى مصدر آخر. ويدخل في إعادة تأهيل وتشكيل بقانون الله الذي أحكم والذي أوجد. وما كان التعبير عن النار في كل آيات القرآن. إلا تعبير عن هذه الحقيقة. بصور مختلفة وفي مقامات مختلفة. وما كانت الجنة إلا تعبيرا عن قيام الإنسان بأمانة الحياة فيه. في معراج أعلى وفي وجود أكرم وأفضل وأجمل. يقوم فيه الإنسان في معنى العبودية لله بأمانة الحياة التي حملها وصانها وحافظ عليها ولم يفرط فيها. وإنما إستقام في طريق الله وفي قانون الحياة. فنمت هذه الأمانة فيه فجعلته إنسانا آخر وخلقا آخر ووجودا آخر أكثر رقيا وأكثر جمالا وأكثر إرتقاءا في معراج لا ينتهي.

0.68

خطبة الجمعه 15-12-2000
السيد علي رافع

إنا نريد ونطلب وندعو أن نحوّل كل كلماتنا الى طاقة في قلوبنا تدفعنا الى طريق الحق والفلاح. تدفعنا الى الصلاح. تدفعنا الى العمل الصالح الى القيام الصالح. الى القيام الذي نهيء فيه وجودنا الى نفحات الله والى رحمات الله ولفيوضات الله. نقوم حقا في تفكر وتدبر. وتذكُّر وتفكر في آيات الله وفي خلق الله (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) (سورة آل عمران) ندرك أن وجودنا له هدف وله مقصود وله رسالة. وعلينا أن نؤدي الرسالة. وعلينا أن نقوم بما أودع الله فينا من أمانة. أمانة الحياة. لا نفرط فيها. فهي حياتنا وهي نجاتنا وهي طريقنا وهي معراجنا. أمانة الحياة التي أودع الله فينا. (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72)(سورة الاحزاب). قبل أن يحمل هذه الأمانة لم يكن شيئا مذكورا. "إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" كان مصيره الظلام. وكان مصيره الجهل. كان مثل أي كائن آخر يدور في فلك الحياة. من صورة الى صورة. دون أن يكون له قياما مميزا. إن الإنسان على هذه الأرض هو الكائن الوحيد الذي له كيان مميز. بعد أن حمل الأمانة. بعد أن نفخ الله فيه من روحه.

0.57

خطبة الجمعه 27-09-1996
السيد علي رافع

وقصة آدم تعبر أيضا عن هذه الحقيقة، إن الإنسان كان قبل أن يهبط إلى هذه الأرض "إنى جاعل فى الأرض خليفة" فكان وجود الإنسان على هذه الأرض هو خلافة لله عليها، وهو معنى " ما ظهر الله فى شيئ مثل ظهوره فى الإنسان" ومعنى الحديث القدسى "خلقتك لنفسى ولتصنع على عينى" فوجود الإنسان على هذه الأرض هو وجود ليكسب الإنسان منه معنى خلافته لله على هذه الأرض، لذلك كان الإنسان على هذه الأرض هو الكائن الوحيد الذى حمل أمانة الحياة، وأصبح بما أودع الله فيه من سره قادرا على أن يدرك بعض أسباب الحياة، ويستطيع أن يمارس هذه الأسباب، وهذه القوانين التى تحكم الخلق على هذه الأرض، وبذلك يكون الله قد أطلعه على بعض من أسرار الحياة التى يستطيع أن يتعامل معها، ويستطيع أن يطور بها حياته على هذه الأرض، وأن يكون أداة خير لكل الكائنات القائمة عليها.

0.52

خطبة الجمعه 19-09-2003
السيد علي رافع

قضيتنا على هذه الأرض أن نتعلم أولا معنى من معاني وجودنا وأن يكون لنا فهم في هذا التواجد على أرضنا وأن نسمع إلى الحق فينا وإلى الحق علينا. وهو يخبرنا كيف نستطيع أن نتحكم في هذه الذات. بحيث نوجهها إلى ما ينفعنا كمعانٍ وأرواح. فما أُعرنا هذه الذات على هذه الأرض إلا لنحقق بها رسالة ولنحقق بها هدفا. (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72)(سورة الاحزاب) فالإنسان قبل أن يحمل الأمانة كان لا شيء. كان ككل شيء. وبحمله للأمانة أصبح كل شيء. أصبح الإنسان الذي ما ظهر الله مثل ظهوره فيه. الإنسان الذي خلّفه الله على الأرض. فأمانة الحياة بهذا التواجد على هذه الأرض هو لتحقيق معنى أكبر. وبفقد الإنسان لهذه الأمانة يصبح حجارة أو حديدا. (قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا(50)أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ (51) (سورة الإسراء ) (النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (24)(سورة البقرة) فالناس هنا كالحجارة لا قيمة لهم ولا حياة لهم. الله ورسوله يدعو الإنسان لما يحييه. يدعو الإنسان لما يبقيه. هكذا نحاول ونجتهد أن نعمل عملا صالحا يخرجنا من ظلمات نفوسنا بعون الله ورحمته. (الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (257)(سورة البقرة) الخروج من الظلمات إلى النور بعون الله. علينا أن نكون مؤمنين. ولا نكون مؤمنين إلا بأن نعمل عملا صالحا. وصفة الإيمان لا نوصف بها إلا إذا أتبعناها بالعمل الصالح.

0.46

خطبة الجمعه 29-10-1993
السيد علي رافع

إن حياتكم ووجودكم منحة من الله لكم وقد حملتم الأمانة وتميزتم عن الكائنات وأصبحت أمانة الحياة بين جوانحكم وأصبحتم خلفاء لله على وجودكم. فالإنسان خليفة الله على الأرض كل إنسان يحمل معنى آدم الذي خلقه الله وأوجده وقال فيه(إني جاعل في الأرض خليفة)فعلاقتكم بربكم قائمة على محبة ورحمة علاقتكم بربكم قائمة على أن تكسبوا وجودكم وتطوروا من قيامكم وتصبحوا وجودا أكرم وقياما أعظم. علاقتكم بربكم هي أساس حياتكم وهي أساس مفهومكم وأساس كل أمر في وجودكم(عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)يوم حمل الأمانة يوم حمل السر الإلهي أصبح قادرا على أن يطور وجوده وعلى أن يعلو ويعرج ويسلك في طريق الله إن فعل تغير وتطور وإن لم يفعل إرتد الى ما كان عليه ظلوما جهولا وهذا هو الدين وهذه هي جميع الأديان جاءت لتعلم الإنسان جاءت لتطور الإنسان جاءت لتخبر الإنسان عن هذه الأمانة التي يحملها ليقدرها (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)..

0.44

خطبة الجمعه 18-03-1994
السيد علي رافع

إنك جئت الى هذه الأرض وقد قطعت على نفسك عهدا وأدركت أن وجودك هو كسب في الله (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلا شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين). فالإنسان كان قبل هذه الأرض وسيكون بعد هذه الأرض (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقثك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك)فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون كلا بل تكذبون بالدين وإنا عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون(إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين وما ادراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)(كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه)(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)(من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)(إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)(خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون)إن كل هذه الآيات تعلمنا قيمة حياتنا اليوم وكيف أن كل فعل صغير أو كبير له أثر في حياتنا الحقية وله وجود في الدار الآخرة وإنا إذا ادركنا هذه الحقيقة قبل قيامنا على هذه الأرض يوم أشهدنا الله أنفسنا ألست بربكم وما شهدنا هذاالمعنى حقا قبل قيامنا على أرضنا وجئنا ونحن نحمل أمانة الحياة(عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)إنه كان قبل أن يحملها ظلوما جهولا لقد كان مثل الكائنات الأخرى لا يعرف شيئا ولا يعلم شيئا.

0.42

خطبة الجمعه 08-10-2010
السيد علي رافع

عباد الله: إن ما جاء به ديننا ، فيه توجيهٌ وإرشاد ، إلى ما أودع الله فينا من أسرار ، "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" [الذاريات 21] ، "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ..." [فصلت 53] ، ".. عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً" [الأحزاب 72] ، كان"... ظَلُوماً جَهُولاً" قبل أن يحمل أمانة الحياة ، أما يوم حمل أمانة الحياة ، فقد أصبح الإنسان الذي [لم يظهر الله في شيءٍ مثل ظهوره فيه] (1) ، أصبح الإنسان الذي كُرِّم ".. كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..." [الإسراء 70] . فكان الإنسان بفطرته ، وبأمانة الحياة فيه ، وبصبغة الله التي صبغه عليها وبها ، وبروحه التي نفخ فيه ، وبسره الذي أوجد فيه ، هو خليفة الله على هذه الأرض .

0.41

خطبة الجمعه 12-03-2010
السيد علي رافع

ينفرد الإنسان عن باقي الكائنات على هذه الأرض ، في أنه قادرٌ أن يتعلم مما حوله ، ويستخدم ما حوله ، ويغير ما حوله ، وما كان الإنسان كذلك ، قبل أن يحمل أمانة الحياة . "..عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ..." [البقرة 31] ، فكان آدم مثالاً للعلم الذي يتلقاه الإنسان ، وللأمانة التي حملها الإنسان . لذلك فإن وجودنا على هذه الأرض ، كان لنكون قياماً حياً ممتداً بعد هذه الأرض ، بوجود أمانة الحياة فينا ، جاء لنكون قياماً يتعلم ويتغير ويُغيِّر ، بعد وجود أمانة الحياة فينا .

0.41

حديث الخميس 14-04-2016
السيد علي رافع

"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"[الأحزاب 72]، يعني معناها إنه هو قبل أن يحمل هذه الأمانة كان لا شيء، ولكن بحمله لهذه الأمانة أصبح شيئاً، أو أصبح وجوداً قابلاً للإمتداد، كان في صورة ثم أصبح في صورة أخرى.

0.4

خطبة الجمعه 22-09-2006
السيد علي رافع

الحمد لله الذي جعل لنا بيننا حديثاً متصلاً نتواصى فيه بالحق و الصبر بيننا، نتدبر أمور حياتنا وأمور ديننا، متخذين منهج ديننا بالتأمل العقلي، وفي التدبر الفكري، و في الاستحسان القلبي، وفي الرجوع إلى فطرتنا، وإلى ما أودع الله فينا من نعمه، ما فطرنا عليه بأمانة الحياة فينا " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " [الأحزاب 72]، فالإنسان بدون أمانة الحياة يصبح ظلوماً جهولا كما كان، وبأمانة الحياة يصبح خليفة الله على الأرض "... إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ...." [البقرة 30] ومعنى الخلافة هنا هو أن الله قد أودع في الإنسان ما يمكنه أن يكون خليفةً له على أرضه، وهذا سر الإنسان وهذه أمانة الحياة للإنسان، وأصبح الإنسان بعطاء الله له على صورته، خلق الله آدم على صورته "ما ظهر الله في شيءٍ مثل ظهوره في الإنسان"، " الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ "[الرحمن 1-4]، " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ "[العلق 1-5]، والقلم هو ما يُكتب به، وما يُكتب في الإنسان هو ما أنعم الله به على الإنسان من قدرة على التذكر والتعلم والاحتفاظ بالمعارف والمعلومات، فالإنسان عنده قلمه الذي يكتب الله به عليه، فيجعله واعياً ويجعله متعلماً ويجعله متذكراً، وهذا أمر اِختص به الإنسان بين الكائنات الأخرى.

0.39

خطبة الجمعه 16-06-2017
السيد علي رافع

آياتٌ كثيرة تتحدّث عن الإنسان في عمائه، وتتحدّث عن الإنسان في يقظته، "إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ، وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ"[العاديات 8:6]. وتتحدّث أيضاً عن عطاء الله للإنسان الذي حمّله أمانة الحياة، وجعله خليفته على الأرض، "...إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً..."[البقرة 30]، "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"[الأحزاب 72]، "...كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" قبل أن يحمل الأمانة، وبعد أن حمل الأمانة أصبحت عنده المكنة التي تجعله عادلاً منيراً.

0.38

خطبة الجمعه 27-05-1994
السيد علي رافع

إن هذا المعنى فيك الذي يستجيب للتوجيه والذي يحيا بالتذكير والذي يتفاعل مع الحقيقة وأمانة الحياة التي حملتها بمعنى الإنسان فيك وهذا ما يجعلك متميزا عن باقي الكائنات في الأرض وما بعدها وما قبلها فأنت مخاطب يا إنسان في ماضيك ويعلمك الله عن ماضيك(إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقول يوم القيامة إنا كنا عن ذلك غافلين)فهذا تمييزك في الماضي وتمييزك في الحاضر في قيامك اليوم(عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)هذا تمييزك اليوم أنك بمعنى الإنسان تحمل أمانة الحياة وتمييزك في المستقبل (يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)(يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)تميز الإنسان في ماضيه وفي حاضره وفي مستقبله(ما ظهر االله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)(سبح إسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى)خلق فسوى ثم سواك رجلا ألهمك ما فيه خيرك وإرتقاؤك وما فيه بعدك وإرتدادك وهذه هي قمة التسوية والتجلي بمعاني الخالق في هذا القيام المتميز الذي هو الإنسان لذلك فإن علينا اليوم أن نتجه بقلوبنا الى الله وأن نستمع الى القول فنتبع أحسنه وأن نجاهد نفوسنا وأن نحاول أن نكون أفضل قياما وأفضل حالا وأفضل سلوكا وأن نعلم أن الله قد قدر فهدى ونطمع في أن نكون من هداهم الى الخير والرشاد فنجاهد ما فينا من ظلام وظلم ونتجه بالدعاء وبالرجاء في كل لحظة من لحظات حياتنا وفي كل عمل من أعمالنا أن نكون وجودا في الله أفضل وقياما في الله أكرم.

0.38

حديث الخميس 02-10-1997
السيد علي رافع

نسأل الله أن يوفقنا في حديثنا وأن يلهمنا ما فيه صلاح أمرنا. فهذا خير والخير دائما ما نسأله ونرجوه. وقضيتنا الدائمة التي نتحدث فيها ونتذاكر فيها. هي قضية الإنسان ما يجب أن يكون عليه وأن يقوم فيه وكيف يتعامل على هذه الأرض وكيف يستقيم في سلوكه وفي حياته. وهذا أمر جلل. لأنه حياة الإنسان وقضية الإنسان. ومن هنا جاء دين الفطرة ليعلم الإنسان كيف يستقيم في أحواله على هذه الأرض كيف يستقيم في سلوكه وفي كل صغيرة وكبيرة من معاملاته وأعماله. بل وكيف أيضا يعيش بمعنوياته وبروحه وكيف يستقبل فيوضات السماء ورحمات السماء. لتقوّيه ولتشد من أزره. هكذا نتعلم في ديننا. وكل هذا مبني على فهم وإيمان في معنى الإنسان وإمتداده بعد هذه الأرض. وهذا في واقع الأمر كما نقول دائما. فهم أكبر من أن يعلل لأسباب مادية. إنما هو قائم في الإنسان بفطرته. ويوم يفقد الإنسان هذا الفهم ويفقد هذا الإحساس. فهو يفقد أمانة الحياة التي حمِّل إياها. هذه الأمانة هي التي تجعله يشعر بحياته وإمتدادها وبمعناه كإنسان كان قبل هذه الأرض وكائن هو اليوم على هذه الأرض وسيكون بعد هذه الأرض. يوم يفقد هذه الأمانة فهو يفقد حياته. وهو ما عبر عنه القرآن (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28) ( سورة الكف ) فالذي كان أمره فرطا هو الذي فقد معنى الأمانة على هذه الأرض.

0.37

خطبة الجمعه 20-07-2001
السيد علي رافع

إن الإنسان عليه أن يقدر نعمة الحياة التي وهبه الله إياها. هذه النعمة وهذه الأمانة تمكنه أن يصبح خلقا آخر وأن يتطور الى ما هو أفضل وأقوم وأن يرتقي الى مقام أرفع ومرتبة أسمى. أمانة الحياة التي حملها الإنسان تمكّنه من الكثير. أمانة الحياة هي التي ميزته عن سائر الكائنات فأصبح له وجود متميَّز بين كل الكائنات. "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان". (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ (70)(سورة الإسراء) هذا التميز ولحكمة أرادها الله به. وهذه الحكمة أظهرها له وعلمه إياها يوم قال للملائكة "إني جاعل في الأرض خليفة". وما كانت خلافة الإنسان على الأرض إلا وسيلة أرادها الله للإنسان ليعرج فيه (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(39) ( سورة طه ) ويوم تخبرنا آيات الحق عما أعد الله للإنسان في قادم حياته. ما كل هذه الآيات إلا لنتعلم أنه من خلال وجوده على هذه الأرض سوف يكون في وجود آخر أكثر رقيا وأكثر جمالا وأكثر قدرة وأكثر حكمة وأكثر علما وأكثر محبة. فالدنيا بالنسبة للإنسان وكسبه عليها هي كل شيء له. إنها حياته إنها إرتقاؤه إنها هدفه إنها مقصوده يوم يجعلها كسبا له في الله. وهذه قضية الإنسان والله غني عن العالمين "لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء".

0.37

خطبة الجمعه 23-06-1989
السيد علي رافع

إنا في هذه الحياة نعيش تجربة كبرى أخبرنا الله بها وعلمنا إياها في قضية آدم وأبناء آدم علمنا إياها في آيات الحق التي تصف خلق الإنسان(خلقنا الإنسان من صلصال كالفخار)وأودع الله في الإنسان سره وأمانة الحياة(عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)هذا يعلمنا أن الإنسان بظاهر قيامه كان موجودا وكان قائما وكان له طريقه وحياته وتقبل أمانة الحياة وبتقبله لأمانة الحياة خرج من حال الى حال ومن قيام الى قيام ومن وجود الى وجود ومن عالم الى عالم..

0.37

خطبة الجمعه 28-10-2011
السيد علي رافع

إن أي معرفةٍ تصدر عن الإنسان، هي في إطار القانون الكليّ، لأن الإنسان بخلقه، هو خليفة الله على هذه الأرض، وهو الذي حمل الأمانة، وهو الكائن الوحيد على هذه الأرض، الذي يُغير فيها، والذي يُغير في نفسه، وهذه قيمةٌ وسِمَةٌ، لم يعطها الله على هذه الأرض، إلا للإنسان.

0.37

خطبة الجمعه 11-05-2012
السيد علي رافع

في كلتا الحالتين، الهدف، هو تعليم الإنسان معنى حياته، ومعنى وجوده، وقيمة وجوده على هذه الأرض، وقيمة ما أعطاه الله على هذه الأرض. أمانة الحياة، التي حَمَّلها إياه، أمانة الحياة، التي تدفعه لمعنى أفضل وأحسن وأقوم، هو معنى الحياة، أن يحيا، أن يكون حياً على هذه الأرض، وما بعد هذه الأرض، لا يكون ميتاً على هذه الأرض، ولا يكون ميتاً بعد هذه الأرض.

0.36

حديث الخميس 07-11-2002
السيد علي رافع

وكما نقول دائما أن الإنسان. كل إنسان على هذه الأرض له رسالة وله دور يؤديه حتى يكسب معنى الإنسان الحق ومعنى العبودية لله الحقة وهذا هو ما تعلمناه في ديننا وفي أحاديث الحق لنا بكل صورها وبكل أشكالها تعلمنا كيف يكون الإنسان في معنى العبودية لله. ودين الفطرة الذي جاء وتنزل على هذه الأرض في كل الرسالات السماوية وفي كل الديانات الفطرية وفي كل العلوم الحقية والذي كانت رسالة الإسلام المحمدية كشف لكل ما في هذا الدين الفطري من معاني حقية وروحية ومعنوية وإنسانية. ومادية أيضا. تكشف أسرار وجود الإنسان على هذه الأرض وتوضح للإنسان الطريق السوي والطريق المستقيم الذي يجب أن يسير فيه وأن يسلكه. هذا الطريق الذي نتذاكر به دائما ونذكر أنفسنا به دائما طريق الفلاح وطريق الصلاح طريق الأفضل والأقوم والأحسن. طريق الحياة الذي يسخر كل ما أعطى الله للإنسان من أجل أن يحقق الإنسان رسالته وعبوديته. كما نتذاكر دائما أن الإنسان بمعناه الروحي هو قبل هذه الذات (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172)(الأعراف) الإنسان كان قبل تواجده على هذه الأرض. وكان تواجده على هذه الأرض هو في إطار خطة محكمة لتواجد أعلى أو لتواجد أسفل.

0.36

خطبة الجمعه 07-05-1999
السيد علي رافع

إن تواجد الإنسان على هذه الأرض، هو لحكمة ولرسالة يؤديها. "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك". "وإذ أخذ ربك من ظهور بني آدم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألستم بربكم قالوا بلى أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين". "كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون". فالإنسان له وجود قديم، هذا الوجود في حالة كُمون. كنتم أمواتا. الى أن شاء الله أن تتواجدوا على هذه الأرض فأحياكم، فالتواجد على هذه الأرض، هو صورة من صور الحياة، فيها تكسبون. وتحصّلون. وتزرعون. وتجاهدون، "الدنيا مزرعة الآخرة" إنها العالم الذي يحصِّل فيه الإنسان. "ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" إلا ليعرفون. إلا ليذكرون. إلا ليتأملون، يعبِّدوا وجودهم لنفحات الله. ولرحمات الله. ولنور الله. هذه هي الحياة. وهذه هي قيمة الحياة على هذه الأرض، في هذه الأرض يلتقي الإنسان بمن هم أعلى منه. وأفضل منه، ليكسب من وجوده معهم، وليتعلم من علمهم، وليحيا بنورهم، "جعلنا لك نورا تسري به في الناس" فما كان الإنسان ليلتقي برسول الله صلوات الله وسلامه عليه، إلا على هذه الأرض، وما كان ليلتقي الناس بعباد الله الصالحين إلا على هذه الأرض، فما بعد هذه الأرض، يذهب كل الى درجته. الى عالمه. الى مكانه، هذه الأرض فيها مكاسب كثيرة للإنسان، هكذا نتعلم من آيات الحق، وهكذا نتعلم من كل إتصال حقي، ومن كل علم حقي جاءت به رسل الحق الى هذه الأرض، لذلك وُصف الوجود على هذه الأرض بأنه الحياة، فإذا خرج الإنسان من هذه الأرض، فعلى وجه العموم، يخرُج من هذا الكسب المباشر الى مرحلة أخرى، لا يكسب فيها مباشرة، يحييكم.

0.36

خطبة الجمعه 27-10-1989
السيد علي رافع

نحمد الله أن جمعنا على ذكره وعلى طلبه وعلى مقصود وجهه وجعل هدفنا وطلبنا أن نكون عبادا له صالحين وأن نكون رجالا فيه صادقين جعلنا ندرك أن الحياة هي أن يكسب الإنسان في الله وأن يحتسب الإنسان عند الله عمله وقيامه ووجوده. إن ما يرجوه الإنسان على هذه الأرض هو ما سيكون له إن أراد حقا سيكون حقا وإن أراد باطلا سيكون باطلا (كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم)(كن كيف شئت فإني كيفما تكون أكون)إن الإنسان بما أودع الله فيه من أمانة الحياة ومن طاقة الحياة قادر بفضل من الله وتوفيق أن يغير حاله وأن يغير قيامه (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)الله يغير ما بقوم حين يكونوا اهلا لهذا التغيير حين يُعملوا ما بهم من طاقات وإمكانات حين يكبروا ما أودع الله فيهم من أمانة الحياة فلا يتركوها أو يبددوها فيما لا ينفع ولا يفيد لذلك كان دين الفطرة يحثنا أن نتجه الى داخلنا وأن نعرف ما فينا من طاقات وإمكانات (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)إن الإنسان يوم يدرك قوته ويقدر قيمته ويكبر عطاء الله له ويعمل بما أعطاه الله وبما امره به الله لتغير حالا وقياما ووجودا وأصبح خلقا آخر إنسانا آخر أصبح إنسانا يقدر الحياة ويعرف قيمة وجوده يتجه الى الله ويسأل الله ويدعو الله ويرجو الله يعرف أن عليه أن يكون دائما عبدا لله وأن هذا شرف كبير له فالعبودية لله هي شرف للإنسان وكمال الإنسان وإستقامة الإنسان العبودية لله حقا هي نجاة الإنسان وفوز الإنسان إنها الهدف الذي يسعى إليه كل طالب وكل عباد يسعى أن يكون عبدا لله حقا وأن يكون رجلا في الله حقا أن يعرف أمانة الحياة به فشرف الإنسان أنه حمل أمانة الحياة وأن يقدر هذه الأمانة وأن يكون عاملا بكل ما تمليه عليه هذه الأمانة من معاني الخير والحق والحياة أمانة الحياة.

0.36

خطبة الجمعه 09-08-1991
السيد علي رافع

كل إنسان وقد أودع الله فيه أمانة الحياة مسئول عن أمانة الحياة به(أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)الإنسان حين يشعر بذلك يشعر بالمسئولية الكبرى الملقاه على عاتقه لأن بين يديه أمانة وعليه أن يصون هذه الأمانة وعليه أن يتعامل فيها وبها بما هو أفضل وأحسن. فالإنسان قد يقصر فيما يملك ولكن لا يستطيع أن يقصر في أمانة عنده.. فإذا إستشعر الإنسان أن وجوده أمانة من المعنى المكلّف فيه لو شعر الإنسان بذلك لراقب الله أكثر في كل ما يقوم به فهو لا يملك هذه الذات وإنما هذه الذات أمانة أعطاها الله له بالمعنى المكلّف فيه وبه وهو معنى الأنا في الإنسان الذي هو معنى الحياة.

0.35

خطبة الجمعه 11-10-2002
السيد علي رافع

الإنسان الذي تواجد على هذه الأرض بقدرة الله وحكمته {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (30)(سورة البقرة) .. {ما ظهر الله في شئ مثل ظهوره في الإنسان}.. {(خَلَقَ الْإِنْسَانَ(3)عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4)الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ(5)وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ(6)( سورة الرحمن) إشارة إلى تواجد الإنسان على هذه الأرض وقانون هذه الأرض المرتبط بقانون الكون ككل.. خلق الإنسان علمه البيان (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72)(سورة الاحزاب) هذه الأمانة.. هذا البيان.. هذا السر الإلهي.. هذه المضغة التي في الإنسان التي لو صلحت لصلح البدن كله.. هي التي تجعل الإنسان هذا الكائن المتميز على هذه الأرض..

0.35

خطبة الجمعه 26-03-1993
السيد علي رافع

إن كل حياتنا وكل وجدنا وكل قيامنا هو لنكن عبادا لله. نعد وجودنا لنفحات الله(ا خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)(عبدي أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون)(خلقت كل شيء ن أجلك وخلقتك من أجلي)(تخلقوا بأخلاق الله)(خلق الله آدم على صورته)(ما ظهر الله في شيء ثل ظهره في الإنسان)(عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)(يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)(سنريهم آياتنا في الآفاق في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)كل هذه الآيات وكل هذه الأحاديث تحدثنا عن الإنسان وعن خلق الإنسان وعما ظهر عليه الإنسان وعما سيكون عليه الإنسان فالحديث عن الإنسان وعن علاقته بربه هو جوهر الحياة ا هي علاقة الإنسان بربه. ما هي علاقة الإنسان بحقه. كيف أن الإنسان يتميز عن باقي الكائنات بما حمله الله من أمانة الحياة وسر الحياة.

0.35

خطبة الجمعه 21-11-2003
السيد علي رافع

إن أي مفهوم للإنسان في حياته في معاملاته وعباداته هو مرتبط بمفهوم عن علاقته بربه وعن معنى وجوده على هذه الأرض. إن الإنسان يوم وُجد على هذه الأرض وُجد في ظل قانون وحكمة إلهية. فكان تواجده عليها هو تنفيذ وتطبيق لإرادة عالية إلهية أكبر من أن نحيط بها إ( ِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (30)(سورة البقرة) (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72)(سورة الاحزاب) وبعد أن حمل الأمانة أصبح الإنسان في معنى (ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان) وفي معنى ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(39) ( سورة طه) فبتحميل الإنسان الأمانة أصبح له هدف. هدفه أن يحيا وأن يكون عبدا لله. ولكن الإنسان يجادل (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ(6)وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ(7)وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ(8)(سورة العاديات) ( وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا(54)( سورة الكهف) . لأن الله أوجد فيه هذه القدرة. فالجدال إذا كان للبحث وللمعرفة فهو أمر جميل أما إذا كان الجدل لمجرد الجدل ودون وعي ودون فهم ودون أساس حقيقي فهو أمر مذموم وكما نتذاكر ونتحدث دائما أن الصفات ليست في إطلاقها ممدوحة أو مذمومة وإنما تتناسب مع الموقف ومع الحال الذي يقوم فيه الإنسان. فكان خلق الإنسان في هذا الجلباب المادي ومع هذه الصفات هو لحكمة إلهية.

0.35

خطبة الجمعه 03-11-1995
السيد علي رافع

إن الله بلانهائي قدرته خلق الإنسان (ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)لأنه جعل الإنسان خليفة له على الأرض ونفخ فيه من روحه ومن سره فجعل فيه صلاحيات منفردة إنفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات.. فالإنسان فيه قدرات وطاقات فيه إرادة فيه قوة فيه سر حمل الأمانة.. أمانة الحياة وبهذه الأمانة يستطيع أن يغير نفسه(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)المهم أن يكون الإنسان راغبا يريد أن يتغير فإذا كانت هناك إرادة حقية وحقيقية يستطيع الإنسان أن يفعل الكثير.. وبذلك كان الإنسان بخلقه على هذه الأرض كيانا قائما بذاته وعالما قائما بذاته(وتحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر)(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)..

0.35

خطبة الجمعه 12-03-2010
السيد علي رافع

ويحدثنا عن تحميل الأمانة للإنسان ، " .. عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً" [الأحزاب 72] ، وكما نفهم معنى ظلوماً جهولا ، أنه وجود الإنسان قبل أن يحمل هذه الأمانة ، قبل أن يحمل هذه الأمانة كان مثل كل الكائنات ، أن وجوده فيه جزءٌ ظلماني ، فيه جزءٌ محجوب ، فيه جزءٌ مادي ، بل أن وجوده هو كل هذا الجزء المادي المظلم المحجوب ، وليس هذا عيباً ، وإنما هو تقريرٌ لواقع .

0.35

خطبة الجمعه 27-04-2018
السيد علي رافع

والصّورة التي كانت، وهي كائنةٌ، وستكون في دوام، هي فطرة الإنسان التي فطره الله عليها، والتي عبّرت عنها الآيات في معنى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ..."[البقرة 31]، فما كان تعليم الله لآدم، إلّا هو الفطرة التي فطر الإنسان عليها، وهذه الرّسالة دائمةٌ وقائمةٌ في كلّ إنسان، "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..."[الإسراء 70]، "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"[الأحزاب 72]. فالإنسان، كان ظلومًا جهولًا، وحين حمل الأمانة تغيّر حاله إلى أنّه أصبح منيرًا عالِمًا.

0.34

خطبة الجمعه 27-10-2000
السيد علي رافع

الآيات كثيرة ومتعددة.. تأمرنا وترشدنا أن نمعن النظر في كل ما يدور حولنا وفي كل ما هو بين جوانحنا.. لأن الله أودع فينا سره وأمانته "عرضنا الأمانة على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" قبل أن يحمل الأمانة.. كان ظلوما جهولا.. وإذا فقَد الأمانة يرجع الى ظلمانيته وجهله.. "خلقنا الإنسان في احسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجرا غير ممنون"

0.34

خطبة الجمعه 27-09-1996
السيد علي رافع

ديننا يوضح لنا طريقنا، ويوضح لنا هدف وجودنا ويوضح لنا كيف كنا وكيف أصبحنا، وكيف سنكون "إذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين".

0.34

حديث الخميس 13-01-2000
السيد علي رافع

وهذا ما نذكر به أنفسنا دائما. أن ذكرنا وحديثنا هو أن نتذكر ما عاهدنا الله عليه. ونقوِّي عزائمنا. ونقوِّي ما فينا من نور الحياة ومن فطرة الحياة. ما فينا من خير وما فينا من حق. والإنسان في حاجة الى مدد دائم حتى ينمي هذه الطاقة الروحية فيه. وهذا ما جاءت به جميع الأديان في كل ما أمرت به وفي كل ما نهت عنه. والإنسان هو المقصود في هذه الحياة. "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان" وهو الكائن الذي مُنح نعمة العقل ونعمة العمل ونعمة الكسب. "عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأشفقن منها وحملها الإنسان" والإنسان حين حمَل هذه الأمانة بخلقته وفطرته أصبح له وجود وإرادة يستطيع أن يتحرك بها ويكسب بها. وهذا ما يميزه عن سائر الكائنات التي يشهدها على هذه الأرض. وعلينا أن نفكر ونتذكر ونذكِّر بقضية وجودنا بإستمرار حتى لا نتحول الى كائنات لا عقل لها ولا وجود لها يوم لا نُعمل ما أعطانا الله من نعمة العقل ونعمة التفكر والتدبر والتأمل والتذكر. لأن الإنسان حين يفرط في أمر وجوده يصبح أمره فرطا. وأمره فرطا تعني أنه لا يصبح قادر على أن يكسب أو أن ينمو وإنما يتحول الى كيان غير صالح للنمو وغير صالح لأن يكون كينونة مستمرة حية. ومن هنا كان التوجيه "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا.

0.34

حديث الخميس 01-04-1999
السيد علي رافع

هو الفهم في شهادة أن لا إله إلا الله والفهم في شهادة لا إله إلا الله يستلزم فهم في قضية الإنسان وهدف وجوده على هذه الأرض، ومن هنا كان الإستقامة في هذا المفهوم، هو أساس السلوك المستقيم، ولا يمكن أن يفهم الإنسان عن قضيته على هذه الأرض، إلا من خلال ما كشف الله له عنه، ليست القضية هي قضية منطق فقط ولا عقل فقط، ولكن العقل والمنطق نستخدمها لفهم ما جاء لنا وما أُمرنا به وما كُشف لنا، فحين يقول الله عز وجل "عبدي أطعنى أجعلك ربانيا تقول للشي كن فيكون" ويقول "خلقتك لنفسي ولتصنع على عيني" كل هذه الأحاديث القدسية، تفهّمنا وتعرّفنا عن ماهية الإنسان وعن قضية الإنسان، حينما تجيء الآيات وتوضح لنا أن دعوة الله ورسوله إلينا حتى نحيا حين يقول لنا "لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون" حين ندرك أن القضية هي قضية حياة، وحين يجيء لنا المفهوم الغيبي في معنى البعث، من أن قضية الإنسان أنه سوف يحيا مرة أخرى، ويعلّمنا هذه القضية في قضية البعث، ويعلمنا أن الإنسان سوف يكون في حياة أكثر رقيا وأكثر جمالا، إذا أدرك حقيقة الحياة، كل هذه المعاني تعرّفنا عن أن الإنسان بوجوده على هذه الأرض هو مخلوق لأن يحيا، هذا هو الهدف. أن يكون حيا. والحياة تعني أن تحافظ على ما فيك من هذا السر الذي أودع الله، وقال "عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" فهنا الإنسان هو الذي يحمل هذه الأمانة، وهذا واضح على هذه الأرض فيه تميّز للإنسان عن باقي الكائنات، فهو يتميز بمعنى يختلف تماما عن باقي الكائنات بجميعها، إذا كانت الكائنات الحيوانية تشاركه في التكوين الجسدي وفي سر الحياة أيضا وفي نوع من الذكاء الفطري والرغبات المتماثلة، إلا أن الإنسان يتميز بالعقل يتميز بالفعل يتميز بالإبداع، يتميز بقدرته على العمل، وعلى التغيير وعلى التبديل، بصورة واضحة جلية، فهنا الإنسان فيه قوة.

0.34

خطبة الجمعه 19-07-2002
السيد علي رافع

الحمد لله الذي جمعنا على ذكره وعلى طلبه وعلى مقصود وجه الحمد لله الذي جعل لنا بيننا حديثاً متصلاً نتواصى فيه بالحق والصبر بيننا نتدبر أمور حياتنا ونتذكر ونتذاكر ما يقربنا إلى الحق فينا مدركين أن رسالة الحق للإنسان رسالة أزلية أبدية جاءت منذ بداية الخلق لتعلم الإنسان كيف يتعامل مع الله وكيف يكسب وجوده على هذه الأرض. وكانت آيات الحق وهى تحدثنا عن خلق آدم إنما هي لتعلمنا ما هو الهدف من هذه الحياة. "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (30)(سورة البقرة) فالخلافة على الأرض هي الحكمة التي وُجدنا من خلالها. وهى التعامل مع الله من خلال تعاملنا على هذه الأرض. فخلافة الإنسان على الأرض هي أن الله قد خلق فيه فطرة وأوجد فيه سراً يمكّنه من إدراك قانونه على هذه الأرض. وهذا ما يميز الإنسان عن سائر الكائنات. فالإنسان قادر على أن يتأمل ويتدبر وأن يتفكر ويبحث فى كل ما هو محيط به ويخرج بنتائج تجعله قادراً أن يستخدم كل ما يعرف لخدمة وجوده فى هذا الكون. ومن خلال هذا التفاعل تكون خلافة الإنسان على هذا الأرض. فكان بذلك الحدث الذى يحدثنا الحق عنه. هذا الحدث هو تعليم لنا عن ماهية وجودنا وقيامنا على أرضنا. ويستمر الحديث عن إبنى آدم إذ أن قيامهما يعبر عن الناس على هذه الأرض فهناك من يتبع الحق وهناك من يتبع الباطل " (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ (27)(سورة المائدة) وما كان هذا القربان إلا عمل الإنسان وإلا جهاد الإنسان على هذه الأرض فإما أن يكون خالصاً لوجه الله وأن يكون الإنسان راجياُ من عمله أن يكون أهلاً لرحمة الله وإما أن يكون عمله مقصوداً لذاته ولرغباته وشهواته.

0.34

خطبة الجمعه 28-11-2008
السيد علي رافع

إنه حين يعكس البصر إلى داخله ، سوف يشعر بماهيته كإنسان ،كإنسانٍ حي ،كروحٍ ،كنورٍ ، يشعر بارتباطه بنور الله ، وبروح الله وبسر الله ، فسر الله فيه ، وأمانة الحياة فيه ، ونور الله فيه ، يوم خلقه كإنسان ونفخ فيه من روحه ، وجعله خليفةً على هذه الأرض ، وحَمَّله الأمانة ، وعَلَّمه الكلمات والأسماء كلها " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " (البقرة 31) ، وما الإنسان على هذه الأرض إلا ابن آدم الذي يحمل صفاته ، والذي هو آدمٌ في حد ذاته ، فكل إنسانٍ يحمل سر الله ، وروح الله الذي نفخ الله في آدم منه ، " ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان " ، " خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب" ، هكذا نتعلم كيف نكون قائمين في الأمر الوسط ، كيف نكون في معنى الإنسان الحق ، كيف نكون في معنى عباد الله الصالحين .

0.33

خطبة الجمعه 26-01-1996
السيد علي رافع

إن الإنسان على هذه الأرض كما نتعلم جميعا هو قيام حقى تواجد من خلال هذه الذات، التى تحمل صفات تمكنها من التواجد على هذه الأرض، من هذه الصفات الشهوات وما زُين للناس من حب للمال وللسلطان، ولأشياء أخرى فى حياته الأرضية. هذه الشهوات التى وجدت فى الإنسان لها دور فى قيام الإنسان على هذه الأرض، فبدونها لا يستطيع أن يحيا على هذه الأرض، أو أن يستمر على هذه الأرض، أو أن يتعامل على هذه الأرض، ولكن مشكلة الإنسان هى كيف يقوم أمرا وسطا فيما هو قائم عليه، وفيما هو ظاهر بملكيته إليه. ماذا يفعل؟ ماذا يطلب؟ ماذا يرجو؟ والنفس بشهواتها تلعب دورها وتؤديه كما يجب، ولكنها فى عملها هذا قد تأخذ الإنسان إلى أن يصبح عبدا لها، ويصبح فى ركابها، ليس له من هذه الأرض إلا ما تطلبه نفسه، وبذلك يفقد ما فيه من سر الله ومن نور الله "إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، وإن جلاؤها لذكر الله"، لذلك جاءت الأديان لتعلم الإنسان ذلك، ولتوضح له الطريق والأسلوب الذى يُمَكِنَهُ من أن يقوى ما فيه من سر الله، حتى يتوازن ويعتدل فى سلوكه ومعاملاته وحركاته على هذه الأرض، والصوم تدريب عظيم يمكن الإنسان من ذلك، فهو يهيئ له الفرصة، ليعيش بمعنوياته وليتفكر فى وجوده الحقى، إنه ليس هذا الجسد فقط، إنه القوة الروحية والحقية القائمة فيه، إنه كان قبل هذا الجسد وسيكون بعد هذا الحسد، إنه سر من أسرار الله، إنه من روح الله ليصنع على عينه "خلقتك لنفسى ولتصنع على عينى"، "ما ظهر الله فى شيئ مثل ظهوره فى الإنسان"، "خلق آدم على صورته".

0.33

خطبة الجمعه 28-11-2008
السيد علي رافع

إنه حين يعكس البصر إلى داخله ، سوف يشعر بماهيته كإنسان ،كإنسانٍ حي ،كروحٍ ،كنورٍ ، يشعر بارتباطه بنور الله ، وبروح الله وبسر الله ، فسر الله فيه ، وأمانة الحياة فيه ، ونور الله فيه ، يوم خلقه كإنسان ونفخ فيه من روحه ، وجعله خليفةً على هذه الأرض ، وحَمَّله الأمانة ، وعَلَّمه الكلمات والأسماء كلها " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " (البقرة 31) ، وما الإنسان على هذه الأرض إلا ابن آدم الذي يحمل صفاته ، والذي هو آدمٌ في حد ذاته ، فكل إنسانٍ يحمل سر الله ، وروح الله الذي نفخ الله في آدم منه ، " ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان " ، " خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب" ، هكذا نتعلم كيف نكون قائمين في الأمر الوسط ، كيف نكون في معنى الإنسان الحق ، كيف نكون في معنى عباد الله الصالحين .

0.33

خطبة الجمعه 26-04-1991
السيد علي رافع

الحمد لله الذي هدانا لهذا ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. الحمد لله الذي وفقنا لذكره ولطلبه وجعل لنا يوما نتجه فيه طالبين صلة وطالبين قوة وعزما وطالبين رحم ومغفرة مدركين أن الحق منشود كل مسلم صادق أدرك معنى الحياة أدرك معنى وجوده وقيامه على هذه الأرض. إن دين الفطرة يعلم الإنسان كيف يقوم على هذه الأرض وكيف يسلك عليها يعلمه أن ووده وما أعطاه الله في قيامه وما أود فيه من سره عله قادرا أن يتعلم أكثر أن يتطور أكثر (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)(إني جاعل في الأرض خليفة) وكان الإنسان خليف الله على هذه الأرض(ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان)فكان الإنسان بوجوده تجليا لقدرة الله على هذه الأرض(خلق الله آدم على صورته). الإنسان بقيامه على هذه الأرض هو وحدة وجود فيه معاني كثيرة وفيه قدرات متعددة فيه العقل وقدرته على التحليل والتدبير والتفكير والتكوين والتعمير. فيه القلب وقدرته على الذكر والإحساس والتقدير فيه الضمير وقدرته على التمييز بين الخبيث والطيب وبين الشر والخير وفيه الذات وقدرتها على العمل والمثابرة وفيه النفس وقدرتها على حماية الإنسان في قيامه على هذه الأرض بنشأتها مصاحبة لذاته من نبات هذه الأرض ومعرفتها بأسرارها بظلامها وبأحوال الناس فيها وعليها وفيه الأنا الذي هو فوق كل شيء الذي لا يلحقه شيء وهو يلحق كل شيء فيه هذا السر الأكبر الذي به يدرك الإنسان كل شيء في دائرة إحاطته ولكن الإنسان لا يستطيع أن يدرك هذا السر الأكبر الموجود فيه بخلقته وهذا الإنسان بقيامه يدرك أن له علاقة بالغيب يتجلى له الغيب فيما يستطيع أن يشهده في قيامه وسلوكه.

0.33

خطبة الجمعه 05-11-2004
السيد علي رافع

يقرأ كلمة الظلام في أناس، ويقرأ كلمة النور في أناس آخرين، وكل يوم تنجلي له الحقيقة أكثر وتـتضح له أكثر ( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( سورة الـ عمران). كل شيء عنده بمقدار، وكل شيء عنده له حكمة ما خلق عبثا (6) يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ( 7) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (8) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ(سورة الانفطار) خلق لك كل شيء وحملك الأمانة ( 72) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (سورة الأحزاب )، قبل الأمانة كان ظلوماً جهولاً وبالأمانة يمكن أن يكون منيراً عالما. ً هكذا نتعلم من ديننا. نتعلم أن أساس قراءتنا وتفكرنا وتدبرنا هو أن نذكر أولاً أن نعرض أنفسنا لنفحات الله، ولنور الله. أن نقيم صلة بين مصدر الإشعاع فينا وهو قلبنا وبين مصدر الإشعاع على هذه الأرض وهو بيت الله. نقرأ هذا من ديننا من قراءتنا من أمر الله لنا ولما كشفه رسول الله بيننا برسالته وهو يعلمنا ويرشدنا ويوجهنا.

0.33

خطبة الجمعه 01-04-2005
السيد علي رافع

انهم كائنات غير قادرة على الاستمرارية (24) فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ( سورة البقرة) أنهم يدخلون في طور آخر من الحياة. نار الله التي تصهر كل هؤلاء معا وتُخرج طاقة في قانون الله فاعلة تفعل وتحرك لهم دورهم ولهم مآلهم ولهم دورة في دورات الحياة من صورة الى صورة ومن شكل الى شكل (6) يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ( 7) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (8) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ(سورة الانفطار) إننا اذا كنا نأخذ هذه الآية على أنها الصور المختلفة للناس على هذه الأرض إلا انها أيضا لها معنى يمكن ان نفهمه وهو أن الانسان له أشكال كثيرة في دورة حياته. الدين هو القانون. الدين هو القانون الذي يعلم الإنسان كيف يحيا. (256) لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ( سورة البقرة ) كل إنسان أوجد الله فيه قدرة واوجد الله فيه سرا واوجد الله فيه فكرا واوجد الله فيه احساسا وضميرا الانسان بما اودع الله فيه سوف يقدر وسوف يحكم في قضيته وسوف يختار ما يريد وما يطلب وما يرجو لا يستطيع انسان ان يكره انساناً على أي شيء خاصة إذا كان الامر يتعلق بما يعتقده في داخله قد يستطيع قوي أن يجبر انسانا أن يفعل أشياءً مادية في هذه الأرض أن يسخره أن يستعبده أن يفعل به ما يشاء بجسده. أن يعذبه. أن ينعمه ولكنه لا يستطيع ان يغير ما في داخله من عقيدة أياً كانت و من فكر أياً كان.

0.33

خطبة الجمعه 28-11-1986
السيد علي رافع

إن دعوة الإسلام وهي تدعو الناس جميعا تحدثهم عن أنفسهم وعن قيامهم ووجودهم وعن قيمة إنسانيتهم وقيمة ما فيهم من سر الحياة (قل لهم في أنفسهم قولا بليغا)قل لهم أنهم المقصودون قل لهم أنهم المطلوبون إن الحياة من أجلهم (خلقت كل شيء من أجلك فلا تتعب وخلقتك من أجلي فلا تلعب)(عرضنا الأمانة على السموات والأرض فأبينا أن يحملنها وحملها الإنسان)حملها الإنسان حمل أمانة الحياة حمل سر الحياة كلشيء في هذه الحياة من أجله من أجله ليكون إنسانا حقا حلمها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا فحمل الأمانة فأصبح يحمله الأمانة خليفة الله على أرضه حمل الأمانة التي تحوله منظلمة وجهله الى حقه وعلمه تخرجه من الظلمات الى النور تحول ظلامه الى نور وتحول جهله الى معرفة وتحول فناءه الى بقاء فكان هو المقصود وكان الإنسان هو المطلوب فأرسل الحق له رسالات ليعلمه عن وجوده وليعلمه عن حقيقته.

0.33

حديث الخميس 16-09-2004
السيد علي رافع

الإنسان مرتبط على هذه الأرض ومرتبط بهذه الأرض في مرحلة من مراحل نموه الأبدي. الإنسان الأزلي الأبدي في واقع الأمر. أن وجود الإنسان كما نتعلم على هذه الأرض هو له علاقة بها وإذا كانت الأرض في حد ذاتها نقول أنها محدثة وليست قديمة بمعنى أنها مخلوقة وأن الأبدية لله والأزلية لله. فكون أن الإنسان وكل هذا الكون هو من خلق الله ليكسب نوع من الأبدية في مجال معين ومن الأزلية في مجال معين من أنه إذا جاز لنا أن نعبر أن الفكرة طبعا هذا التعبير قاصر إذا جاز لنا أن نعبر أن فكرة وجود هذا الكون موجودة في تخطيط الله في أزلية وجوده فمن هذه اللحظة تكون هذه الأرض تكسب أزليتها من هذا المنطلق وبعد فناء هذه الأرض وفناء هذا الكون حيث لا يوجد فناء مطلق يرجع الى نقطة أخرى. { (104) كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (سورة الأنبياء ) } هذا الكون الذي يحوي هذه الأرض هو أزلي من هذا المنطلق أنه سوف يدخل في مرحلة أخرى من الخلق من هنا حين يختلف الناس مثلا في أن الأرض مخلوقة أو قديمة بمعنى هل هي أزلية أم هي محدثة بمعنى أن الله خلق ولم تكن وأن الأرض سوف تنتهي كما بدأ أي شيء له بدء له إنتهاء هي سوف تنتهي. هذا من الناحية المكانية او من الناحية الفيزيقية. إنما لو نظرنا لها كفكرة تدخل في دورة أخرى فهي معنى الأزلية والأبدية فالإنسان {(172) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (سورة الأعراف )} من هنا معنى الإنسان له وجود قديم وأن له وجود قادم خالدين فيها أبدا في معنىمن المعاني القادمة في الحياة الأخروية الخلود في معنى الأبدية موجود في الآية القرآنية من هنا فإن هذا الوجود الأزلي الأبدي للإنسان بيمر بأطوار كثيرة ومتعددة وله دور ولازم يكون هو ملازم فيه لهذه الأرض وده معنى كسب الإنسان علي هذه الأرض ومعنى وجود الإنسان على هذه الأرض إنه تطور من أطوار الخلق {(6) يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ( 7) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (8) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ(سورة الانفطار)} وجوده على هذه الأرض في طور من أطوار خلقه وله إمتداد على هذه الأرض بعد إنتقاله (ينقطع عمل بن آدم إلا من ثلاث ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية او علم ينتفع به) إذن فهو وجوده له إمتداد على هذه الأرض إذا أمل الإنسان كما نتذاكر دائما هو أن يكسب أقصى ما يمكن أن يكسبه علي هذه الأرض له نقطة يحصل فيها على أقصى شيء يمكن أن يحصل فيها على هذه الأرض.

0.33