خطبة الجمعه 31-03-1995 السيد علي رافع إن دين الفطرة هو الذي قدم لنا كل هذا فيما شرع وأحكم وفيما أمر وقدر وفيما وجه وأرشد. إن الإنسان وقد خلق على هذه الأرض خلق فسوى وقدر فهدى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)إنها قدرة الله اللانهائية التي خلقت الإنسان فجعلته قياما مكتفيا بوجوده وبما أوجد الله فيه من قدرة حقية ومن سر إلهي فكان الإنسان بذلك وحدة وجود وبذرة حياة ومشروع خلق وكان فيه كل مكونات الحياة. فيه البذرة وزارعها فيه العالم والمتعلم فيه الصانع والأداة ومادة الصنع التي يشكلها. فيه العقل والقلب والذات (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)كان الناس لا يبصرون بل إن الناس في كل زمان ومكان لما في أنفسهم لا يبصرون حتى يجيء لهم من يعلمهم كيف يرجعون البصر الى داخلهم وكيف يبصرون ما في أنفسهم (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)لذلك جاءت الرسالات السماوية لتكشف للإنسان عن سره ولتعلم الإنسان عن وجوده ولتبصر الإنسان عما فيه من أسرار الحياة. الرسالات قد تجيء من خارج الإنسان وقد تجيء من داخل الإنسان ولنا في قصص الأنبياء ورسله عبرة وعظة فكل الأنبياء والرسل جاءت لهم في البداية الرسالة من داخلهم فهم لما يرون حولهم رافضين للظلام غير متبعين وعن الحق باحثين حتى إذا وصلوا الى طلب اليقين وأحسوا بحاجتهم الى العليم الخبير جاءت لهم رسالة الحق بالروح الأمين تعلمهم وتخبرهم عن وجودهم وقيامهم وكانوا بدورهم رسل الله للطالبين إذا دعوا الى الله أجابهم الذين أعدوا لذلك من داخلهم ووجدوا في دعوة الرسل ضالتهم ما عنه يبحثون وما له يطلبون(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)فالإنسان في حاجة الى من يذكره فالذكرى تنفع المؤمنين هكذا الإنسان. 0.54 |
خطبة الجمعه 10-06-1993 السيد علي رافع وقضية الإنسان أن يغير ما به من ظلام وأن يثبت ما فيه من نور وأن يظهر ما فيه من حق وأن يتخلص مما فيه من باطل وهو يعلم تماما أن الله وقد أوجده أوجد فيه الحق والباطل(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها). 0.4 |
خطبة الجمعه 24-03-1995 السيد علي رافع إن الإنسان وهو كائن على هذه الأرض الذي حمل الأمانة والذي تميز عن باقي الكائنات بما أنعم الله عليه من قدرة الإختيار والعمل والفكر والذكر عليه مسئولية كبرى هي مسئولية الحياة التي حملها بين جوانحه إنه في قائم الحياة كائن له حريته وله إرادته هذا واقع وقائم نشعر به جميعا. (إن الدين لواقع)(خلق الله آدم على صورته)(خلقتك لنفسي ولتصنع على عيني)والإنسان هو وحده وجود وهو عالم قائم بذاته(وتحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر)هذا العالم فيه العابد والمعبود فيه الظاهر والباطن فيه الحق والباطل فيه النور والظلام فيه الخير والشر فيه كل شيء فيه كل شيء نراه في عالمنا. هو موجود في الإنسان بما فيه من سر الحياة وبما فيه من سر الوجود. وهذه قدرة الله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى. (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)فأنت اليوم في قيام متفرد عليك أن تقدر الأمور تقديرا صحيحا وأن تبحث فيما يحيط حولك وأن تتعلم مما يحدث في عالمك في الظاهر وفي الباطن. في أحداث الحياة حولك وفي أحداث الحياة فيك وانظر أيضا حولك لتتأمل فيما خلق الله وفيما أوجدك فيه الله في هذا العالم. 0.39 |
خطبة الجمعه 02-02-1996 السيد علي رافع إن الله بلا نهائى قدرته قد خلق الإنسان فسواه "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها"، خلق فسوى وقدر فهدى، فالتسوية هنا أن الإنسان قيام متكامل فيه الخير وفيه الشر، فيه النور وفيه الظلام، فيه التقوى وفيه الفجور، فيه الرحمن وفيه الشيطان، وفيه سر الله الذى هو وراء كل شيئ وفوق كل شيئ، فيه سر الله الذى هو وراء الرحمن والشيطان فيه "ما ظهر الله فى شيئ مثل ظهوره فى الإنسان" وكان الإنسان يتجلى لقدرة الله ولخلق الله، وأصبح بذاته وحدة وجود وعالما قائما بذاته "وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر"، "إنى جاعل فى الأرض خليفة" لذلك فإن كل إنسان مسئول، لأن فيه سر الله، وفيه روح الله، وفيه قدرة الله وفيه كلمة الله وفيه بيت الله "ما وسعتنى أرضى ولا سمائى، ووسعنى قلب عبدى المؤمن"، "القلب بيت الرب"، "واعلموا أن فيكم رسول الله"، "كن كيف شئت فإنى كيفما تكون أكون". هكذا كان الأمر وشاء الله أن تكون كيف شئت وشاء الله أن يتعامل معك فيما شئت أن تكون عليه. 0.37 |
حديث الخميس 21-04-2016 السيد علي رافع يعني الإنسان بخلقته فيه أسرار الحياة، فيه ما يُعليه وفيه ما يجعله يتجه إلى ما هو أدنى، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10:7]، حنجد آيات كثيرة تتحدث عن هذا المعنى، أن الإنسان بما فيه من فطرة هو يعرف الطريق السليم. 0.35 |
خطبة الجمعه 25-02-1994 السيد علي رافع إنا في عالم فيه سر الله.. فيه أمانة الحياة التي حملها الإنسان وأصبح بحمله لها عالما قائما بذاته وحدة كون ووحدة خلق ووحدة وجود فيه سر البقاء فيهع سر الحياة الحياة الأبدية لو أنه عرف طريقه وفيه سر فنائه لو أنه ضل طريقه.. (وهديناه النجدين)(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)فالإنسان يحمل في داخله سر نجاته وسر حياته كما يحمل سر فنائه.. ما فيه من حقيقة ما فيه من نور موجود في قلبه وفي فطرته التي فطره الله عليها وهذا هو سر النجاة وما فيه من ذاته بصفاتها وشهواتها وعاجل أمرها وإنشغالها بدنيا قيامها فيه سر فنائه.. فكان الإنسان بخلقه يجمع بين الحالين وبين المعنيين وبين القيامين كل فريق من الناس يتجه الى ما هو له أهل.. بسر خلقه وبسر وجوده وبسر ما فيه.. (فأما من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)(أما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هي نارية حامية).. 0.35 |
خطبة الجمعه 08-01-2016 السيد علي رافع وقد خلق الله الإنسان فيه الحق وفيه الباطل، فيه الخير وفيه الشر، فيه النور وفيه الظلام، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10:7]، "...أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"[طه 50]، أعطى كل شيئٍ خلقه، وأعطانا الله قياماً لنستطيع به أن نحيا كما نستطيع به أن نموت، نستطيع به أن نفلح ونستطيع به ألا نفلح، "قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10،9]. 0.33 |
خطبة الجمعه 13-04-2012 السيد علي رافع عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أن الإنسان على هذه الأرض، قيامٌ قائمٌ بذاته، مسئولٌ، أعطاه الله إمكاناتٍ وطاقات، وحَمِّله الأمانة، فيجب عليه أن يُعمِل ما أعطاه الله، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10:7]. 0.33 |
خطبة الجمعه 24-04-2015 السيد علي رافع والقرآن حين يعبر عن هذا الحال في الإنسان، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10:7]، وهذا واقعٌ نشعر به جميعاً، فكلٌّ منا يعرف ما فيه من ظلام، ويعرف ما فيه من نور. 0.33 |
حديث الخميس 17-09-2009 السيد علي رافع ولذلك نجد دائما القول "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ... "[العنكبوت 20] ، ونجد أيضا أن "...أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ "[طه 50] ، يعني الإنسان وقد أعطاه الله خلقه ، يعني أوجد فيه القدرة على أن يتواجد ، وأن يتكاثر ، وأن يتفاعل على هذا الكون ، " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا "[الشمس 7،8،9،10] . 0.32 |
خطبة الجمعه 03-03-1989 السيد علي رافع إن الإنسان سر كبير قيام قائم بذاته فيه جميع مكونات هذا الكون (وتحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر)يقول الإنسان وكيف يكون لي كل ذلك ولا أسير في الطريق القويم ولا أسير في الطريق المستقيم يعلمه الحق (وهديناه النجدين)(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها).. 0.31 |
خطبة الجمعه 31-01-2014 السيد علي رافع عباد الله: خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وعلمه الأسماء كلها، وحَمَّله الأمانة، وبَلَّغه الرسالة، فكان بذلك، مظهراً لحكمته وقدرته، [ما ظهر الله في شيءٍ مثل ظهوره في الإنسان](1). وجعله خليفةً على الأرض، "...إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً..."[البقرة 30]، "...أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"[طه 50]، "..خَلَقَ فَسَوَّى"[الأعلى 2]، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10:7]. 0.31 |
خطبة الجمعه 08-01-2016 السيد علي رافع عباد الله: ما أردنا أن نوضحه اليوم: هو ما نفهمه من الآية الكريمة: "...يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً..."، "...مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا"، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"، "...أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"، كيف أن الإنسان على هذه الأرض ـ وقد حَمَّله الله بهذه الأمانة، وأعطى كل إنسانٍ خلقه ـ كيف نرى ذلك قائماً على أرضنا؟ 0.31 |
خطبة الجمعه 04-09-1992 السيد علي رافع الإنسان بوجوده، وهو كيان قائم بذاته، وعالم فيه كل أسرار الوجود، فيه الخير وفيه الشر، فيه الحق وفيه الباطل، فيه النور وفيه الظلام، فيه الإرادة التى هى من وراء كل وجود فيه وكل فعل له، وهو كائن وقائم كنتيجة لهذا الذى هو فيه، من محاورة بين الخير والشر فيه. 0.3 |
خطبة الجمعه 03-04-2009 السيد علي رافع كل هذا في الإنسان ، وهو بقيامه الحقي ، بقيامه الذي فيه قوة الخلق ، وراء هذا وذاك ، فليكن من الذين قيل فيهم "قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" ، إلا أن هناك من سيقوم في معنى " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا" ، وهناك من سيقو في معنى "وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" . 0.3 |
حديث الخميس 28-01-2010 السيد علي رافع فالحق يخاطبنا عن وجودنا في مواضع كثيرة ، ولا يمكن أن نفهم معنى وجودنا ، إلا إذا ربطنا بين المواضع المختلفة التي حدثنا فيها عن وجودنا ، " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا "]الشمس 11:7 [، هذه آيةٌ تعبر تماماً عن ما عليه الإنسان ، " الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ "]الأعلى 2[ ، فالتسوية هنا هي الكمال والاستكمال ، فالإنسان بذلك هو كيانٌ ـ كما نذاكر دائماً ـ قائمٌ بذاته ، هو وجودٌ قائمٌ بذاته ، فيه ما يهديه وما يضله . 0.3 |
خطبة الجمعه 17-11-2017 السيد علي رافع عباد الله: إنّ كلّ إنسانٍ فيه سرّ الله، فيه فطرة الله، فيه نور الله، فيه الأمانة التي حمّله الله إيّاها، فيه الحياة التي وهبه الله إياها، وله هذا الجسد الذي يتواجد من خلاله في هذا العالم المادّيّ. وجعل الله للكيان المادّيّ صفاتٍ وحاجاتٍ ومتطلباتٍ، كما أوجد في القيام الرّوحيّ المعنويّ قدراتٍ وعلماً وقدرةً على الذّكر، أوجد في هذا القيام الرّوحيّ علماً، وقدرةً على التّغيير وعلى الإدراك في هذا الوجود المادّيّ. 0.3 |
خطبة الجمعه 15-04-1994 السيد علي رافع إن الحياة على هذه الدنيا تحتاج الى قوة.. قوة حقية حتى يستطيع الإنسان أن يخرج منها وقد كسب وجوده فالإنسان بمفرده وبعزلته معرض للظلام معرض لما فيه من فجور ومن ظلام ومن غفلة(فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)فالإنسان وهو قيام مستقل وقيام فيه الأبيض والأسود فيه الخير وفيه الشر فيه الفجور وفيه التقوى فيه النور وفيه الظلام فيه الذكرى وفي الغفلة هذا الإنسان وهو جماع لهذا التضاد يتفاعل مع الكون ويتفاعل مع ما هو محيط به شهادة وغيبا ليكون في معنى(قد أفلح من زكاها)أو يكون في معنى (خاب من دساها)وهذا التفاعل هو المعاملة وهو العبادة فالتفاعل على أرض الدنيا هو معاملة الإنسان لأخيه الإنسان ومعاملة الإنسان لنفسه ومعاملة الإنسان مع الغيب هي ما نعرفه بمعنى العبادة وبمعنى الذكر وبمعنى المجاهدة. 0.3 |
خطبة الجمعه 13-09-2002 السيد علي رافع نتدبر آيات الحق لنا في توجيهها وفي إرشادها وفي تعاريفها لنفس الإنسان وما لهذه النفس من قدرات وإمكانات (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10) (سورة الشمس) . (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى(50)( سورة طه) "خلق فسوى" وقدر فهدى" جعلك يا إنسان في هذا الكيان فيك الخير وفيك الشر فيك الحق وفيك الباطل فيك النور وفيك الظلام. وأوجد فيك سره الذي هو من وراء نفسك. وجعلك لك إرادة وقدرة. فأصبحت بذلك كينونة مستقلة لك مشيئة ولك إرادة ولك قدرة. "ما ظهر الله في شيء مثل ظهوره في الإنسان" فعظمة الله في خلقه أن جعل للإنسان كيانا مستقلا. وأصبحت هذه الإرادة فيك والقدرة فيك تستخدم ما في النفس من قدرات وإمكانات وتأهيل للخير أو للشر. إنك عالم كبير. (تحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر). إن في الإنسان سر الكون. فيه كل شيء. فيه الحياة. وفيه النفس. وفيه الذات. مستويات وجلابيب يتسربل بها الإنسان ويظهر بها في العالم الذي يتواجد فيه. (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ(6)الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7)فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ(8)(سورة الأنفطار) فأنت تظهر على هذه الأرض بهذه الذات البشرية التي أودع الله فيها سرا من أسراره في خلقتها وفي تركيبها وتستخدم هذه الذات النفس التي سواها الله وعلمها كيف تسري في هذا الكيان وكيف تتحكم فيه. 0.29 |
خطبة الجمعه 13-10-2006 السيد علي رافع عباد الله : ما أردنا أن نقوله اليوم هو أن آيات الحق تعلمنا وترشدنا وتوضح لنا أن الله قد خلق الإنسان فسواه " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " (الشمس 7-10)، "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى " (الأعلى 1-3) فالإنسان فيه الخير وفيه الشر ، فيه الحق وفيه الباطل ، فيه النور وفيه الظلام " . أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " (طه 50) وفيه هداية الله ، فيه ما وهبه الله من إرادةٍ ومن عقلٍ ومن تقديرٍ ومن رؤيةٍ، فالإنسان خلق كبير " وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر " الإنسان فيه كل شيء، فيه الكون كله، كل ما في الإنسان سوف يتفاعل معه، فإما أن يصل إلى إيمانٍ عميق وينجو، وإما أن يصل إلى تفكيرٍ مضاد ويهلك، ولا ينفعه أن يكون مقلداً، فالتقليد لن يجعله في أعلى عليين، والتقليد لن يمنع عنه أن يكون في أسفل سافلين، وليس للإنسان إلا معنى الله فيه، إلا سر الله فيه، إلا عطاء الله له، وعليه أن يجتهد بما أعطاه الله حتى يكون في أعلى عليين "وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " (سورة العصر1-3)، والإيمان لا يكون بالترديد ولا يكون بالتقليد، وإنما الإيمان ينبع من داخل الإنسان، من عقل الإنسان، ومن قلب الإنسان، ومن عمل الإنسان، ولنبحث عما نؤمن به، ما هو إيماننا ؟ ما هو مقصودنا ؟ ما هي قبلتنا ؟ ما هي وجهتنا ؟ ما هو طريقنا ؟ فلنبحث عن هذا في أنفسنا حتى نكون حقاً مؤمنين، وأن نجاهد بأجسادنا في كل ما هو خير وفي كل ما هو حق حتى نكون من الذين عملوا الصالحات . 0.29 |
خطبة الجمعه 16-09-1994 السيد علي رافع إنك بذلك تتهيأ لرحلتك في العالم الآخر يوم تخرج من قانون الأرض الى قانون السماء وتعلم أن هناك رباطا بين القانونين وأن الملائكة هي رباط يربط بين الحالين وبين العالمين وتعلم أن الحق قد أودع في الإنسان كتاب الحياة وقانون الحياة كما أودع فيه أيضا ما يمكنه أن يعيش على هذه الأرض. فأما قانون الحياة فهو في قلبه وفي فطرته وفي صبغته وأما ما يمكنه من أن يعيش على هذه الأرض فهو في نفسه وذاته وصفاته وأصبح بذلك الإنسان وحدة قائمة بذاتها وجعل الله على هذه الأرض من يذكر الإنسان بما فيه من فطرة وجعل فيها أيضا من يذكره بما فيه من نفس وذات. فكانت رسل الله هي التي تذكر الإنسان بما فيه من حق وحقيقة وكان الشيطان شياطين الجن والإنس هي التي تذكر الإنسان بذاته وبنفسه وبدنياه في إطار محكم من قانون الله وأصبح تفاعل الإنسان مع هذه المعاني القائمة يجعله يتجه االى هذا أو ذك(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها). فالإنسان بذلك فيه المعنيين وفيه الأمرين فيه الخير وفيه الشر فيه الحق وفيه الباطل فيه النور وفيه الظلام. فالإنسان الذي يعي هذه الحقائق يعرف أن فيه ما ينجيه وأن فيه ما يهلكه فيعلم أنه في حاجة الى قوة نورانية حقية معنوية روحية حتى يخرج من الظلمات الى النور فيلجأ الى كتاب الله ويلجأ الى رسلالله ويلجأ الى الله ويعلم أن إن لم يهده ربه ليكونن من الضالين وأن كل ما يفعله في صلاته وفي عباداته وفي مناسكه وفي ذكره وفي عمله أنه يريد أن يهيء وجوده لنفحات الله كذلك يفعل الإنسان المظلم يوم يتجه الى المظلمين ويأخذ مددا من الظالمين فيظلم ويظلم حتى يموت ضميره وتموت الحياة فيه فيصبح لا يرى إلا الدنيا ولا يرى إلا العاجل ولا هدف له إلا مادي قيامه وإلا ما يحصده سريعا على هذه الأرض فتصبح الدنيا كل همه ومبلغ علمه لا يذكر غيبا ولا يطلب حقا ولا يقضي لحظة إلا لدنيا يريدها ويطلبها. 0.29 |
خطبة الجمعه 23-10-2009 السيد علي رافع قد هدانا الله إلى أن نسلك طريقه ، طريق الحياة ".. خَلَقَ فَسَوَّىٰ "]الأعلى 2 [، " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا "]الشمس 10:7 [، فكون أن هدانا الله إلى الطريق لا يعني النهاية ، ولكن يعني البداية . وهذه الحياة بوجودنا عليها هي طريق الله ، الذي هدانا بخلقنا إليه ، وبتسويتنا ، بتسوية نفوسنا ، وأصبحنا بوجودنا على هذه الأرض ، قادرين أن نسلك طريق الحياة ، بما أوجد فينا من نعمة التقوى . وأيضاً يمكن أن نخيب و لا نسلك هذا الطريق ، بما أوجد فينا من ضلال نفوسنا ، بما ألهم هذه النفوس من فجورٍ ومن ظلامٍ ، " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " ]الشمس 7،8 [. 0.28 |
خطبة الجمعه 12-03-2010 السيد علي رافع وأخبره أن وجوده على هذه الأرض ، سوف يتلازم معه وجودٌ آخر ، بل أن هذا الوجود الآخر هو جزءٌ من وجوده ، فإذا كان الوجود الآخر قد رُمِز له في قضية آدم ـ بإبليس ، فإن الحق يوم يخبرنا عن خلق الإنسان ، يخبرنا بأن فيه هذا الجزء الآخر ،" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " [الشمس 10:7]. 0.28 |
خطبة الجمعه 16-11-2012 السيد علي رافع والهداية هنا، جاءت بعد أن "...أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ...". فنفهم من ذلك، أن ما سيكون عليه الإنسان، هو نتاج خَلْقِه، "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ"[البلد 10]، "...إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا"[الإنسان 3]، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10:7]. 0.28 |
خطبة الجمعه 25-05-1990 السيد علي رافع يتساءل إنسان وملاذا هذه النفوس كذلك لماذا النفوس المظلمة إنها كذلك لتحفظ ما في الإنسان من الظلام المحيط به. إنها كذلك لتكون وجاءا بين ما في الإنسان من نور وبين الظلام القائم على هذه الأرض (لو أن الملائكة يمشون على الأرض مطمئنين لأرسلنا إليهم ملكا رسولا)فكانت النفس بقيامها وسيلة لحماية نور الإنسان لها حدود تقف عندها فإن زادت في طلباتها وشهواتها خرجت من هذه الحدود وانقلبت على الإنسان لتفنيه وتشقيه لا لتحميه. دين الحق وهو أعلم بخلق الإنسان وصفات الإنسان يعلم الإنسان كيف يملك نفسه كيف يجعلها تقف عند حد لا تنقلب فيه عليه وكيف تصفو لتسمح للبصر أن يخترقها ويرى نور الحق فيه. دين الفطرة يعلم الإنسان ذلك (وهديناه النجدين)(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)واقع الحياة أن الدين لواقع أنظر الى إرادتك وانظر الى قيامك واسأل واسأل قلبك وعقلك من أي فريق أنت هل من النفس التي ألهمها فجورها أم من النفس التي ألهمها تقواها هل أنت ممن أفلح من زكاها أو من خاب من دساها في أي فريق أنت وفي أي قيام أنت. 0.27 |
حديث الخميس 03-06-1999 السيد علي رافع اللي هي النقطة اللي تخليه قادر على إنه يكون في معنى أفراد الأمة الوسط ويكون بهذا قادرا على الإنطلاق الى مرتبة أعلى. فهذا هو القانون الحقي. إذا إنسان قام فيه نجا وكسب. وإذا لم يقوم فيه فيهلك. والأديان كما نقول بتكشف هذا القانون للإنسان. والإنسان بعد ذلك. وهو عنده قدرة. منحه الله إرادة ومنحه قدرة. ومنحه إمكانات بيستطيع أن يتحرك في الإتجاه الذي تحرِّكه إليه هذه الإرادة الموجودة فيه. وهذا هو سر وجود الإنسان أن له إرادة قائمة لها كينونتها ولها مقوماتها التي تهديه في الإتجاه الذي يرتضيه أو ترتضيه هذه الإرادة. علشان كده قالك " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها. وقد خاب من دساها" الإنسان فيه هذه القدرة وفيه هذه الإرادة. 0.27 |
خطبة الجمعه 07-09-2012 السيد علي رافع "...أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"[طه 50]، "الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى"[الأعلى 3،2]، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"[الشمس 7،8]. في كل هذه الآيات، التي تتحدث عن التسوية، "..خَلَقَ فَسَوَّى"، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا"، تتحدث عن كمال القانون، عن قانون الخلق، عن قانون هذه الحياة، فقد سوى الأرض والسماء والإنسان وكل الكائنات، أكمل خلقهم، "...أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"، "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10:8]. 0.27 |
خطبة الجمعه 15-05-2009 السيد علي رافع عباد الله: ما أردنا أن نقوله اليوم: أن الله وقد خلقنا ، "..أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ"[طه 50] ، "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" [الشمس 7-10]، " أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ، وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ، وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ" [البلد 8-10] ،"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" [الأحزاب 72] ، كل هذه الآيات وغيرها ، تعلمنا أن الإنسان يحمل معانٍ كثيرة ، وقدراتٍ متنوعة ، وأن عليه أن يُفَعِّل ما فيه من عطاء الله ونعمته ، ولا يكون ذلك إلا بإعمال فكره ، وإعمال قلبه وذكره ، وإعمال جسده بعمله . 0.27 |
خطبة الجمعه 07-03-2014 السيد علي رافع فالإنسان، قائمٌ في حالٍ بين اليقظة والغفلة، قائمٌ في حالٍ بين الحياة والموت. "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"[الشمس 10:7]، فهو قائمٌ أيضاً، في حالٍ بين الفجور والتقوى. 0.27 |